رحيق الكلمات ديري عتيق
الساعة : عدد المساهمات : 124 نقاط : 255 التقيم : 21 تاريخ الميلاد : 12/06/1990 تاريخ التسجيل : 10/05/2012 العمر : 33
| موضوع: الطيور وفن اقتحام الجو 15-04-2012 : الطيور وفن اقتحام الجوّ الأربعاء يوليو 11, 2012 5:53 pm | |
| الطيور وفن اقتحام الجو15-04-2012 :[center]الطيور وفن اقتحام الجوّ علمتني الطيور لغة تغيب عن البشر.. إنها لغة المودة والحب وهي تسبح في ملكوت الله.. ليس للـريح سوى أصواتـِها تسمعها، فتتوارى مع زقزقات لا يفهمها إلا المرهفون.. فما أجمل تلك الأصوات التى تبحث
عن مأوى بين ضلوع أضحت حيرى. هذه الجماعة المجنحة جسمها مكسوا بالوبر والأرياش دمها ساخن تبني أعشاشاً ، تضع بيضا وتغني تختص بالطيران في مكانها كالطنان ومنها الحائمة وذات الأشرعة الكبيرة ومنها الرواكض كالنعامة والغاطسة والسابحة كالبطريق . الانطلاق من الأرض والهيمنة على الأجواء هو أقدم حلم للإنسان ولعل رؤية الطيور هي التي أعطت الإنسان الرغبة في معرفة لذة الطيران الحُر والرغبة في الطيران .أغلب الطيور تطير بالفعل ولها طرق مختلفة لتأدية هذا العمل ، أكثرية الطيور الصغيرة تؤمن توازنها واندفاعها في الهواء برفرفة أجنحتها من الأعلى إلى الأسفل كالنحل أما الأكبر حجماً فقد اكتشفت فن التحليق واستخدام التيارات الهوائية فالنسر وبقية الجوارح وطيور البحر يمكنها الطيران خلال ساعات دون أن تخفق بجناحيها مرة واحدة .إنه مشهد مدهش حين ترى طيور البحر تلاحق سفينة تقطع 12 عقدة رغم أنها تسير بعكس الريح الطيور المائية تنزلق على جناحيها وتصلح طيرانها بثني قوادمها بشكل غير محسوس ويبدو وكأنه معلّق فوق مؤخرة السفينة .أما السنونو فلها أسلوبها في التحليق فهو يسعى بصورة خاصة للسرعة والبط والأوز البري لا تستعمل هذه الطريقة إلا حين تخط على المـاء ولكن يبدو أنها كلها كبيرة أو صغيرة من حوامة إلى خافقة الأجنحة ، تقلع بسرعة بخفق الجناح . أما الصقر فهو البطل في أساليب الطيران المختلفة يرتفع بخفقات كبيرة لجناحيه ، حالما يجد فريسته ثم يدور محلقاً ليختار موقعه للهجوم تاركاً وراءه الشمس ليصبح غير مرئي ، يطوي جناحيه ويحنيها وينقض على ضحيته بسرعة تصل إلى 100 كم في الساعة ، المخالب إلى الأمام والقوائم مثنية ، حين يصدم فريسته تنجم شدة الصدمة من سرعته وبهذا فإن زوجان من الصقور يستطيعان بهذه الطريقة التغلب على نسر ملكي مع أن النسر أقوى بكثير . أما البهلوان الكبير الطائر الطنّان فهو أصغرها وأكثرها زينة وهو برغم صغر جسمه يتمتع بأسلوب فريد في الطيران جناحاه يتمفصلان في كل الاتجاهات كأنهما يدان ، يحركهما بسرعة وبمهارة لا توصف ( 50 ـ 80 خفقة جناح في الثانية ) تقترب ببطء من تويجات مملوءة بالرحيق يحلّق كحوامة أو مثل فراشة ويغطس منقاره ، ثم بدون توقف يطير إلى الخلف وينقلب على ظهره لينطلق مثل شعاع الضوء أو مثل رصاصة خطاطةوسرعته ( 65 كم ) في الساعة ، يستهلك طاقة هائلة ويحتاج إلى خمسين وجبة طعام في اليوم تصل إلى نصف وزنه .وجبته عبارة عن / رحيق الزهور / وحشرات متناهية في الصغر ، إن أراد الإنسان أن يقوم بنفس الإيقاع ويقدّم جهداً عضلياً مماثلاً لاحتاج إلى 155 ألف حريرة . نشاط هذا الطائر المتدفق يتوقف فجأة عندما يختفي قرص الشمس وراء الأفق ويرخي الليل سُدلَهُ ، فيدخل الطنّان رأسه في عنقه وينفخ أرياشه ويغرق في سبات عميق ، تهبط عندها درجة حرارته إلى النصف ، عندها فقط يمكن التقاطه بنعومة باليد دون أن يشعر بذلك وأصغر الطيور على الاطلاق نوع من الطائر الطنّان يعيش في كوبا اسمه هناك هيلينة أي ( همسه ) ألوان الطيف كلها تلمع على رداء الطائر الطنّان أبدعت الطبيعة في تركيب أرياشه حيث تأتي ألوانه كقوس قزح من انكسار الضوء عبر فسيفساء من صفيحات صغيرة مجهرية ذات شكل إهليلجي تشكل أساس ريشه مثل غيره من الطيور له أرضه التي يدافع عنها بشجاعة بطريقة بهلوانية وفي زقزقة ساخطة موكب العرس لديه هو نوع من الباليه الجوي المدهش ينقض الذكر بعنف على أنثاه بمجابهة الشمس لتتألق رقبته وثوبه المزدهي بالألوان وفي كثير من الأحيان يدور ويحوم أمامها في ألعاب جوية دائرية بسرعة جيئة وذهاباً . ثم لا يلبث الزوجان أن يبنيا عشاً ناعماً تضع الأنثى فيه بيضتان ولا تخشى خلال ذلك الناس ويمكن للمـرء أن يقترب منها بلطف دون إخافتها وهي تواكبه بنظرها ولا يبرز من العش سوى رأسها ومنقارها .الطنان مرح وفضولي ولا يبالي بوجود الإنسان واثق من مهارته في الطيران يعشق الاستحمام لابد من حمامواحد في اليوم على الأقل ويفضل أن يلهو في اجتياز شلال وهذه الطيور المتناهية في الصغر لاتزال تثير دهشتناالعصافير اختصاصيون مجهزون جيداًلقد علمتني العصافير أنغاماًلايختلف على حلها اثنانكم أثراني جمالها،وكم أطربتني أصواتهاوكم أيقظتني من رقاديما أجمل تلك الأناشيدما أجمل ذلك الصباحوالإيمان يعطر أوقاتناجهزت الطبيعة هؤلاء الاختصاصيون الذين هم العصافير بآلات مدهشة تتيح لها السيطرة على الهواء والماء والأرض بآن واحد ، أو على الأقل التكيف مع كل هذه معاً .وزيادة في السخاء حبتها الطبيعة أثواباً فخمة (( أرياشاً صارخة للببغاء البرازيلي الكبير أحمر أو أزرق أو أصفر ، وصدراً مذهباً للنسر الملكي ، زينة مبرقشة للطاووس ، ولا تنسى الطنان الأزرق البنفسجيوالمذهب هذه التلوينة متصلة اتصالاً وثيقاً ببقاء حياة الأجناس ، طالما أن تكاثرها يتوقف على قدرتها الإغرائية ومما لا يشك فيه أنها تؤدي أيضاً وظيفة بيولوجية مميزة .أما الإرشادات السمعية غير المرئية فلها شأن كبير في حفلات الزفاف عند الطيوريا قوم أذني لبعض الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحيانا فن زغاريد الهزار الناعسة إلى نعيق الغربان إلى أحاديث الانذار والتحدي والنداء واللذة التي تصدرها هذه المخلوقات التي اقتحمت الجو وهي تملأ العالم غناءً وصراخاً وتعاقب نغمات وصفير ونجوى وزقزقة ، كلها وسائل للإشارة بكل بساطة هو تعبير عن فرح بالحياة ومن الضروري الإضافة الموهبة العجيبة بالتقليد التي نجدها لدى الببغاء كتقليد الموسيقى وحديث الإنسان بشكل مدهش حتى أنه يروى أن الببغاء توصل في فترة تألقه إلى تقليد مشاجرة عائلية بأدق تفاصيلها فلعب بالتناوب دور الزوج والزوجة حتى أنه توصل إلى تقليد صوت الأواني المكسورة العصافير عمال بناء بامتياز العصافير بناءة أيضاً فتشيد أعشاشاً من كل الأشكال وكل الأبعاد . عصفور يدعى أبو نسّاج الأصفر الهندي يغالي في الرفاهية ببناء عشين : الأول له شكل الأرجوحة لفترة الحب والآخر شكل مقرّن لحماية صغاره . أما الجاثم الاسترالي فهو يزين جوانب عشه الأرضي بحصى ذات ألوان جميلة وبأشياء متعددة الألوان لإغراء الأنثى التي اختارها .العصفورة الخياطة تمتلك مهارة غير منتظرة فهي تبني عشها وتخيط حافتي ورقتين باللفق حيث لمنقارها إمكانية ثقب الخشب لخياطة الأوراق . ملاحون ولكن بدون بوصلة هجرة الطيور أثارت اهتمام الإنسان أكثر من أية ظاهرة غيرها . تتصف بها أجناس كثيرة حتى من بين التي تسير على الأرض مثل الطيور المائية الضخمة .بديهي جداً أن الطيور المهاجرة الكبيرة تحلق ، ويحقق بعضها بطولات خيالية ، في كل سنة بملايين الأعداد ، تجتاز آلاف الكيلو مترات ، وحسب خطوط سير ثابتة . في بعض مناطق الشرق الأوسط تشاهد غيوم حقيقية مؤلفة من عشرات آلاف الطيور التي تنتقل في وحدة غاية في الإنتظام ، وتنفَّذ في نفس الوقت أشكالاً هندسية مذهلة وكأنها تخضع لقيادة لا سلكية موجهة ولا يفوتني الحديث هنا عن الأوز البري من آسيا الوسطى تجتاز سنوياً جبال الهملايا محلِّقة على علو 6000 متروأكثر ، دون أن تكون مجهّزة بكمامة أو أوكسجين ، الطائر المسمى خطاف البحر يعمل كالمكوك جيئة وذهاباً من القطب الشمالي والجنوبي ، ويقطع أكثر من 15 ألف كيلو متر وحتى طائر السّمان الصغير ذو الطيران الثقيل فإنه يجتاز البحر الأبيض المتوسط ويصل إلى الشاطئ الثاني منهكةعلى مستوى المياه . هذه التنقلات للبحث عن الغذاء والحرارة حسب تواتر الفصول تتم بدقة مدهشة ويسهم في حفظ التوازنات البيولوجية الطبيعية لدى بعض الأجناس ، فإن مناطق الانطلاق والأصول محصورة بدقة ، صدق أو لا تصدق . فإن اللقالق الذاهبة إلى أفريقيا الشرقية وإلى أفريقيا الشمالية يعود على التوالي في الربيع إلى أعشاشها الإفرادية في البلقان وفي الألزاز سر الهجرة يثير شغف الباحثينلم يزل سر هذه الهجرات يحيّر الباحثين في هذا المجال ، حيث يقبضون على الطيور ويلبسونها سواراً معدنياً عليه العنوان والتاريخ فتتابع الطيور بعد ذلك وفي أيامنا هذه تتابع بعض رحلات الهجرة بواسطة الرادار .والسؤال المحيّر . . . .ـ كيف تعمل الطيور لتستهدي في هذه المسافات الطويلة ؟هل تستعين بالنجوم والشمس والقمر ؟ولكن الكثير من الطيور المهاجرة تدبّر أمرها بشكل كامل في الطقس الغائم .هل هي حساسة للساحة المغناطيسية الأرضيةطيور القطب الجنوبي تمتلك حاسة داخلية تتيح لها التوجه بواسطة الشمس والكواكب تعزز توجهها بواسطة الموجات المغناطيسية . والواقع أن أسرار ملاحة الطيور لم تزل معروفة لدينا بشكل غير كافٍ ، يمكن مع ذلك إدراك إخـلاص الطيور المهاجرة لوطنها الأصلي وللعودة إليه في الموعد الكبير مع الربيع تحقق سنوياً مآثر خيالية .رحم الله زمن العصافير الجميلالذي خلّفَ وراءه قلباً متعباً يحن إلى الصبا..يحن إلى زمن البراءة..يحن إلى تلك الليالي الخوالي..يحن إلى البساطة، يحن إلى النغم الأصيل..يحن إلى أعزاء رحلوا وتركوه يكتوى بنار فراقهمويتحسر على أخلاقهم ومبادئهم..ـــــــــــــــــ الطيور وفن اقتحام الجو بتصرف عن عالمنا الرابع في مغامرة الحياة فرنسيس برونيه ترجمة مهاة فرج خوري ـ منشورات وزارة الثقافة .NOTRE UNIVERSLamer veilleuse aventureDelavieTexteEtphotographies de[/center] | |
|