كيف شيع شهداء حلب شهيدهم !! on 15 أبريل, 2012 7:18

كيف شيع شهداء حلب شهيدهم !!

on 15 أبريل, 2012 7:18 م in الأخبار, على أرض الواقع / لا يوجد أي تعليق

كيف شيع شهداء حلب شهيدهم !! on 15 أبريل, 2012 7:18 %D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF-%D8%AD%D9%84%D8%A8

كيف شيع شهداء حلب شهيدهم !! on 15 أبريل, 2012 7:18 %D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF-%D8%AD%D9%84%D8%A8

لم تمض بعد الأيام الثلاث الأولى لإعلان النظام السوري التزامه بخطة مبعوث الأمم المتحدة والمبعوث العربي كوفي عنان، حتى قام بخرقها في حلب بأسوأ طريقة ممكنة راح ضحيتها خلال بضعة ساعات 10 شهداء وما يفوق الخمسين جريحاً.
ولست أدري إن كانت الخطة تقضي بتحليق الطيران العسكري فوق المدن بدل تسيير الآليات على الأرض أو كمساند لها، ولكن على ما يبدو بدأت خطط القتل الممنهج والترويع تطال حلب التي كان يظن النظام بأنها معقله الأخير الذي يمكنه التحصن به.
لم تكد تنتهي صلاة الظهر وبعض المصلين الذين تأخروا يتمون صلاتهم خارجاً عندما بدأ الأحرار بالتكبير، فانهال عليهم الرصاص مباشرة مع وابل من القنابل المسيلة للدموع.
ورغم صمود المشيعين إلا أن إطلاق الرصاص كان بشكل غير مسبوق، ورغم أن همجية الأمن قد لا تكون أمراً غريباً إلا أن أهم ما لاحظناه هو محاولة تحقيق إصابات قاتله كانت تصيب الرأس وأعلى الصدر والكتفين والبطن.
ولم يكتف المجرمون بذلك بل انتشروا على جميع المداخل والمخارج في محاولة للسيطرة على الطرق ومنع نقل المصابين لتلقي الإسعافات اللازمة، وأرسلوا دوريات من شرطة الأقسام لتأمين عدم دخول أي مصاب إلى أي مشفى، مع حصار كامل لجميع المشافي التي كانت تعالج المصابين.
المصابون كما رأيناهم من الأطفال والنساء والشباب على حد سواء ولا تفريق في آلية القتل والإصابات بينهم، طلقات من أسلحة خفيفة تستقر في الصدر والرأس والكتف غالباً تجعل من المستحيل علينا بأدواتنا البسيطة أن نتمكن من إكسابهم ولو دقائق إضافية.
عملنا في الشوارع ومداخل الأبنية وبأدوات مهما كانت معقمة فإنها من اللحظة الأولى تصبح في أسوأ أحوالها، مخزوننا من المواد لا يكاد يكفي مصابين أو ثلاثة بأحسن الأحوال إن كنا قادرين على المساعدة أصلاً.
كم علينا أن نتكلم وكيف نصف الحال.
التظاهر والإعلام أمور تفقد قيمتها عندما يصبح الحديث عن حياة إنسان وعن أرواح تزهق ويسمو أصحابها شهداء بإذن الله إلى السماء ونحن كأطباء ومسعفين مالنا إلا الوقوف متفرجين أو المساعدة بأمور سطيحة لا تكاد فائدتها تتجاوز الــ 1% من أصل عملنا.
كيف هو السبيل ليشعر من حولنا بمعاناتنا؟؟
وأنا إن كنت أقول هذا الكلام والألم يعتصر صدري حزناً وإشفاقاً إلا أنني أتذكر دائماً إخوتنا في حمص بالدرجة الأولى وريف إدلب وريف حلب وما يعانونه مع عدم توفر المواد الأساسية اللازمة لحياة أصحائهم فكيف بمصابيهم؟
لك الله يا سوريا .. ولك الله يا شعبنا الأبي.
إن كنتم تظنون أن الموت يرهبنا فأنتم مخطئون، أنا اليوم أسعف وغداً سيحاول أحدهم إسعافي وسيبذل ما في وسعه ولن يستطيع بسبب الظروف المحيطة به وسأكون شهيداً جديداً قدمت ردائي الأبيض هدية لأهلي ولبسته كفناً في قبري علّي بهذا أحقق أعظم أحلامي لأكون بجانب من رحل من المصابين الذين حاولت مساعدتهم وفشلت.
شكراً أيها الشعب الأبي
فبفضلك أصبح العالم متأكداً بأنه الإنسانية ماتت… منذ انطلاق أول رصاصة واستقرارها في جسد حر.
حر من حلب

» حمص الخالدية حشود هائلة في تشيع شهداء المجزرة 4-2-2012 on 4 فبراير, 2012 4:56 م in الأخبار, توثيق تا
» شهداء يوم امس الجمعة 13 / 7 / 2012
» شهداء القصف على بلدة انخل في 21-6-2012