منتدى دير الزور
عزيزي الزائر الكريم .. زيارتك لنا أسعدتنا كثيراً .. و لكن لن تكتمل سعادتنا إلا بانضمامك لأسرتنا .. لذا نرجوا منك الضغط على زر التسجيل التالي من فضلك
واملىء حقول التسجيل ،ملاحة ضع بريد صحيحا لتفعيل عضويتك من بريدك الشخصي
بعد التسجيل تصلك رسالة بريدية على بريدك الشخصي تجد فيها تعليمات تفعيل العضوية
وشكرا
مع تحيات ادارة منتديات دير الزور
منتدى دير الزور
عزيزي الزائر الكريم .. زيارتك لنا أسعدتنا كثيراً .. و لكن لن تكتمل سعادتنا إلا بانضمامك لأسرتنا .. لذا نرجوا منك الضغط على زر التسجيل التالي من فضلك
واملىء حقول التسجيل ،ملاحة ضع بريد صحيحا لتفعيل عضويتك من بريدك الشخصي
بعد التسجيل تصلك رسالة بريدية على بريدك الشخصي تجد فيها تعليمات تفعيل العضوية
وشكرا
مع تحيات ادارة منتديات دير الزور
منتدى دير الزور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لا للظلم لا لسرقة أحلام الشعب السوري لا لسرقة خيرات الشعب السوري لا لسرقة عرق الشعب السوري لا لسرقة دماء الشعب السوري لا لحكم الأسرة الواحدة لا لآل الأسد الحرية لشعبنا العظيم و النصر لثورتنا المجيدة المصدر : منتديات دير الزور: https://2et2.yoo7.com
 
الرئيسيةمجلة الديرأحدث الصورالتسجيلدخولمجلة الديرزخرف نيمك الخاص بالفيس بوكأضف موقع

مساحة اعلانية
مساحة اعلانية Check Google Page Rank منتديات دير الزور 3 بيج رنك

 

  تربية الطفل في الإسلام

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حمدان
ديري مبدع
ديري مبدع
حمدان


الساعة :
دعاء
عدد المساهمات : 1104
نقاط : 2370
التقيم : 28
تاريخ التسجيل : 05/05/2012

 تربية الطفل في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: تربية الطفل في الإسلام    تربية الطفل في الإسلام Icon_minitimeالثلاثاء مايو 08, 2012 3:14 pm


التصنيـف العـام > التربية والسلوك
 تربية الطفل في الإسلام Paper بيانات الكتاب ..
العنوان تربية الطفل في الإسلام
المؤلف سيما راتب
نبذة عن الكتاب
تاريخ الإضافة 9-12-1426
عدد القراء 59604
رابط القراءة
رابط التحميل  تربية الطفل في الإسلام Zip << اضغط هنا >>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com/forum
حمدان
ديري مبدع
ديري مبدع
حمدان


الساعة :
دعاء
عدد المساهمات : 1104
نقاط : 2370
التقيم : 28
تاريخ التسجيل : 05/05/2012

 تربية الطفل في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: تربية الطفل في الإسلام    تربية الطفل في الإسلام Icon_minitimeالثلاثاء مايو 08, 2012 3:15 pm







تربية الطفل في الإسلام





تأليف


سيما راتب عدنان أبو رموز


ماجستير دراسات إسلامية











بسم الله الرحمن الرحيم











شكر








قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( من لا يشكر الناس لا
يشكر الله )


أخرجه الترمذي برقم 1954
وقال عنه: حديث حسن صحيح








أتقدم بجزيل الشكر والعرفان
إلى د. أحمد فواقة جزاه الله خيراً



ولكل من يقرأ هذا البحث
فينتفع به وينفع به الناس













بسم الله الرحمن الرحيم


المقدمة





إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونتوب إليه،
و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن
يضلل فلا هادي له.واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمدا عبده
ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه و سلم-تسليما كثيرا،

وبعد:






قال تعالى: } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ
حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
{ (1)





قال تعالى :} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا
قَوْلاً سَدِيداً {70} يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ
ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً
{(2)





الأطفال هم زينة الحياة الدنيا، يولدون كصفحةٍ
بيضاء ، وعلى الآباء والمربين مسؤولية ملء هذه الصفحة بالعقيدة الصحيحة، والأفكار
الإسلامية، التي تؤهلهم ليكونوا شبابا ذوي إنتاجية فعّالة في المجتمع ، وسبباً من
أسباب رُقيّه وتقدمه ، فهم نواة المجتمع الذي سوف يأتي بعدنا –إن شاء الله- ليكمل
مسيرة الاستخلاف في الأرض.






قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ
مَا يُؤْمَرُونَ}
(3)





عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
قالSad إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم
ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) (4)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) سورة آل عمران : 102


(2)
سورة الأحزاب : 70-71



(3)
سورة التحريم ، آيه 6



(4)
حديث صحيح
،أخرجه مسلم ، حديث رقم
1631، كتاب الوصية ، باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته.









وقد
كان سبب إختياري لهذا البحث، أن كثيراً من أبناء الأمة الإسلاميه مفتقدين لمنهج
تربوي إسلامي يقوم على أوامر الله- سبحانه وتعالى- واتباع سنة نبيه محمد– صلى الله
عليه وسلم- ولأهميه مرحلة الطفوله في غرس العقيده والعباده والعلم والصحه وغير ذلك
في الطفل، أحببت الخوض في مضمار تربية الطفل في الإسلام، كي أستطيع -إن شاء الله
تعالى -تربية أجيال قادمه وأغرس بهم هذه الأمور سواء في الأسره أو المجتمع ، نفعني
الله -سبحانه وتعالى- به والأمة الإسلامية -إن شاء الله -.






وعدد
لا بأس به من الكُتّاب قد بحثوا في هذا الموضوع
على مدار السنين، ولكن الآن زاد اهتمامهم به لكثرة التحديات المشاهدة
يومياً والتي تواجه الأمة الإسلامية قاطبة.






وقد قمت بتقسيم البحث
الى ثلاثة

فصول:



الفصل
الأول

: تعريف التربية والطفل لغةً واصطلاحاً، وحقوق المولود قبل الولادة، وبعدها، وصفات
المربي الناجح






المبحث
الأول : تعريف التربية والطفل لغةً واصطلاحاً



المطلب الأول : تعريف التربية لغةً


المطلب الثاني : تعريف التربية إصطلاحاً


المطلب الثالث : تعريف الطفل لغةً


المطلب الرابع: الطفل في الإصطلاح





المبحث
الثاني : حقوق المولود قبل الولادة :



المطلب الأول : إختيار الزوجة الصالحة والزوج
الصالح.



المطلب الثاني : حقوق الجنين





المبحث الثالث : المولود ما بعد الولادة


المطلب الأول : استحباب البشارة بالمولود


المطلب الثاني: الأذان في أذنه اليمنى، والإقامة
في أذنه اليسرى



المطلب الثالث: استحباب التحنيك


المطلب الرابع: تسمية الطفل


المطلب الخامس: استحباب حلق رأس الطفل.


المطلب السادس :
العقيقة



المطلب السابع: الختان


المطلب الثامن : الرضاعة الى الحولين والفطام


المطلب التاسع :
الحضانة والولاية






المبحث
الرابع : صفات المربي الناجح



المطلب الأول: " العِلم


المطلب الثاني: الأمانة


المطلب الثالث: القوة


المطلب الرابع: العدل


المطلب الخامس: الحرص


المطلب السادس: الحزم


المطلب السابع: الصلاح


المطلب الثامن: الصدق


المطلب التاسع: الحكمة





الفصل
الثاني:

بناء شخصية الطفل ( العقائدية ، والعبادية والخُلقية والصحية والعلمية ) منذ استكماله حولين إلى قبيل سن الرشد.






المبحث
الأول: البناء العقائدي



المطلب الأول: أهمية
مرحلة الطفولة في غرس العقيدة



المطلب الثاني: أسس غرس أركان الإيمان في
الأطفال :



المطلب الثالث : ترسيخ حب النبي – صلى الله عليه
وسلم- وحب آل بيته .



المطلب الرابع : الإيمان بالملائكة :


المطلب الخامس : الإيمان بالكتب السماوية:


المطلب السادس :
الإيمان بالرسل عليهم السلام



المطلب السابع : الإيمان باليوم الآخر :


المطلب الثامن : الإيمان بالقدر خيره وشره


المطلب التاسع : تعليم الطفل القرآن والسنة
النبوية المطهرة :



المطلب العاشر: الثبات على العقيدة والتضحية من
أجلها






المبحث
الثاني : البناء العبادي



المطلب الأول : تكامل العقيدة مع العبادة في
تربية الطفل



المطلب الثاني: الصلاة


المطلب الثالث : الصيام وبيان حكمه على الطفل
وأثره عليه



المطلب الرابع : الزكاة


المطلب الخامس : الحج





المبحث
الثالث: البناء الأخلاقي



المطلب الأول: خلق تاديب الأطفال


المطلب الثاني: أنواع الآداب النبوية للأطفال





المبحث
الرابع: البناء البدني



المطلب الأول: أهداف التربية البدنية


المطلب الثاني: بعض الممارسات الرياضية في
الإسلام



المطلب الثالث : فوائد اللعب وقيمته


المطلب الرابع : قواعد الأكل والشرب والتغذية
وأثرها على التربي البدنية



المطلب الخامس: التربية البدنية وآداب النوم


المطلب السادس: إهتمام الأطفال بالنظافه


المطلب السابع: الوقاية من الأمراض والعلاج منها






المبحث
الخامس : البناء العلمي



المطلب الأول : الشريعة تدعو إلى العِلم بمعناه
الشامل



المطلب الثاني : العِلم في القرآن الكريم


المطلب الثالث : العِلم
في السنة النبوية المطهرة



المطلب الرابع: السن
الذي يبدأ فيه تعليم الطفل وتأديبه















الفصل الثالث: الأساليب الخاطئة في
تربية الأبناء
وأثرها على شخصياتهم، وتربية الأبناء وتحديات العصر، ودور المرأه في التربية





المبحث
الأول : الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء
وأثرها على
شخصياتهم



المطلب الأول: التسلط أو السيطرة


المطلب الثاني: الحماية الزائدة


المطلب الثالث: الإهمــــــال


المطلب الرابع: التدليل


المطلب الخامس: إثارة الألم النفسي


المطلب السادس: التذبذب في المعاملة


المطلب السابع: التفرقة


المطلب الثامن:الإسراف في القسوة


المطلب التاسع : الإعجاب الزائد بالطفل :





المبحث
الثاني: تربية الأبناء، وتحديات
العصر، وكيف يمكن للأسرة أن تتغلب عليها
أو على الأقل كيف تقلل منها:



المطلب الأول: غلبة الطابع المادي على تفكير
الأبناء:



المطلب الثاني: سيطرة الأبناء على الآباء:


المطلب الثالث: روح التكاسل وعدم الرغبة في القراءة
وتدني المستوى العلمي لكثير من الأبناء.



المطلب الرابع :ما يسمى بصراع الأجيال


المطلب الخامس : ما يعرف بالغزو الفكري والثقافي





المبحث الثالث: دور المرأة في التربية


المطلب الأول:أهمية
الأم في تربية
الطفل


المطلب الثاني: مقترحات
تربوية
للأم
ملحق



خاتمة المطاف











وقد كان منهجي في البحث :





1)
عزوت
الآيات القرآنية الى مواطنها من كتاب الله –سبحانة وتعالى- .



2)
خرّجت
الأحاديث الواردة في البحث.



3)
شرحت
بعض الكلمات في البحث وذلك بالرجوع الى المعاجم.



4)
الرجوع
إلى كتب التربية .



5)
الرجوع
إلى المواقع الموثوقة في
شبكة المعلومات العنكبوتية (الإنترنت)


6)
أرفقت
البحث بالفهارس العلمية التالية:




1 . فهرس الآيات القرآنية الواردة في البحث.



2 . فهرس الأحاديث النبوية الواردة في
البحث.



3 . فهرس الآثار.


4 . فهرس المصادر والمراجع.


5 . فهرس المحتويات.








أخيراً
فهذا جهدي المتواضع الذي أتمنى من الله أن يكون بإخلاصي نوراً لي وهداية ،ورحمه من
الله- سبحانه وتعالى- لإكمال المسيرة التعليمية في سبيل الله ، فأي تقصير في هذا
البحث فهو من عندي ، والله يعلم أنه من غير قصد مني ، والله الموفق وصلى الله وسلم
وبارك على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.

































بسم الله الرحمن الرحيم


الفصل
الأول





تعريف التربية والطفل لغةً واصطلاحاً، وحقوق
المولود قبل الولادة، وبعدها، وصفات المربي الناجح






المبحث
الأول : تعريف التربية والطفل لغةً واصطلاحاً



المطلب الأول : تعريف التربية لغةً


المطلب الثاني : تعريف التربية إصطلاحاً


المطلب الثالث : تعريف الطفل لغةً


المطلب الرابع: الطفل في الإصطلاح





المبحث
الثاني : حقوق المولود قبل الولادة :



المطلب الأول : إختيار الزوجة الصالحة والزوج
الصالح.



المطلب الثاني : حقوق الجنين





المبحث الثالث : المولود ما بعد الولادة


المطلب الأول : استحباب البشارة بالمولود


المطلب الثاني: الأذان في أذنه اليمنى، والإقامة
في أذنه اليسرى



المطلب الثالث: استحباب التحنيك


المطلب الرابع: تسمية الطفل


المطلب الخامس: استحباب حلق رأس الطفل.


المطلب السادس :
العقيقة



المطلب السابع: الختان


المطلب الثامن : الرضاعة الى الحولين والفطام


المطلب التاسع :
الحضانة والولاية












المبحث الرابع : صفات المربي الناجح





المطلب الأول: " العِلم


المطلب الثاني: الأمانة


المطلب الثالث: القوة


المطلب الرابع: العدل


المطلب الخامس: الحرص


المطلب السادس: الحزم


المطلب السابع: الصلاح


المطلب الثامن: الصدق


المطلب التاسع: الحكمة





















































بسم الله الرحمن الرحيم


الفصل
الأول






تعريف
التربية والطفل لغةً واصطلاحاً، وحقوق المولود قبل الولادة وبعدها، وصفات المربي الناجح





المبحث الأول : تعريف التربية والطفل لغةً واصطلاحاً





المطلب الأول : تعريف التربية لغةً





بالعودة
الى المعاجم نجد أن كلمة تربية من الجذر ربا يربو تحمل المعاني التالية :






1)
الزيادة والنمو :


ربا الشيء يربو ربواً ورباءً : زاد ونما


وأرببته نميته (1) ، وفي التنزيل : }
ويربي الصدقات
{ (2) .





2)
النشأة : ربيب رباءً
وربياً : نشأت (3).









ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


1) انظر
إلى أبي الحسن علي بن اسماعيل بن سيده المرسي ، المحكم والمحيط الأعظم ،
تحقيق د. عبد الحميد هنداوي ، جـ10/327 ، دار الكتب العلمية ، ط1/1421هـ -2000 م



-
أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا المتوفى سنة
هـ 395 ، معجم مقاييس اللغة،
بتحقيق وضبط عبد السلام محمد هارون، ، جـ2/483، بيروت، دار الجيل.



-
الزبيدي ، محب الدين أبي فيض السيد محمد مرتضى الحسيني الواسطي ، تاج العروس من
جواهر القاموس
، تحقيق علي شيري ، جـ19/441، دار الفكر ، 1414هـ /1994م.



2) سورة
البقرة آية 276



3) الفيروز
آبادي ، القاموس المحيط ، ضبط وتوثيق يوسف الشيخ محمد البقاعي ، ص1158 ،
بيروت، دار الفكر ، 1415هـ -1995
م .







ومن
الجذر : ربّ : يَرُبُّ تحمل المعاني الآتية :






1)حفظ الشيء ورعايته : ربَّ ولده والصبي
يَرُبُّه ربّاً بمعنى رباه. وفي الحديث : ( لك نعمة تربها) : أي تحفظها وترعيها وتربيها كما يربي الرجل
ولده (1)






2)حسن القيام بالطفل ووليه حتى يدرك. رب ولده
والصبي يربه رباً : رباه أي أحسن القيام ووليه حتى أدرك أي فارق الطفولية كان ابنه
أم لم يكن . (2)






3) التعليم
: الرَّبِّي : منسوب الى الرب ، الرباني الموصوف بعلم الرب ، قيل هو من الرب بمعنى
التربية ، كانوا يربون المتعلمين بصغار العلوم قبل كبارهم (3)






4)
التأديب : رب الولد :
يؤدبه (4)






5) التكفل
بأمور الصغير : الرابُّ كافل ، وهو زوج أم اليتيم وهو اسم فاعل ، من ربه : يربه أي
أنه يكفل بأمره ، وفي حديث مجاهد ، كأن يكره أن يتزوج الرجل إمرأة رابّه، يعني
أمرأة زوج أمه لأنه كان يربيه(5)









ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


1) انظر إلى ابن منظور،
أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ، لسان العرب، جـ2/401 بيروت، دار الفكر، الطبعة الأولى،1410هـ
–1990م.




إبراهيم مصطفى، أحمد حسن الزيّات، حامد
عبد القادلر، محمد علي النجار، المعجم الوسيط،



ص 345، ط2، 1392هـ -1972م.


2) الزبيدي
، محب الدين أبي فيض السيد محمد مرتضى الحسيني الواسطي ، تاج العروس من جواهر
القاموس
، جـ2/6-7. ابن منظور، أبي
الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ،لسان العرب جـ1/401



3) ابن
منظور، أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ،لسان العرب ،جـ2/44



4) إبراهيم
مصطفى، أحمد حسن الزيّات، حامد عبد القادلر، محمد علي النجار، المعجم الوسيط،
ص345



5) ابن
منظور، أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ،لسان العرب ، جـ2/405















المطلب
الثاني :

تعريف التربية إصطلاحاً






التربية هي : " مجموعة
التصرفات العملية والقولية التي يمارسها راشد بإرادته نحو صغير ، بهدف مساعدته في
اكتمال نموه وتفتح استعداداته اللازمة وتوجيه قدراته ، ليتمكن من الإستقلال في
ممارسة النشاطات وتحقيق الغايات التي يعد لها بعد البلوغ ، في ضوء توجيهات القرآن
والسنة " (1)






والتربية الإسلامية هي :" تنمية جميع
جوانب الشخصية الإسلامية الفكرية والعاطفية والجسدية والإجتماعية ، وتنظيم سلوكها
على أساس من مبادئ الإسلام وتعاليمه ، بغرض تحقيق أهداف الإسلام في شتى مجالات
الحياه " (2)






"والتربية الإسلامية ذات طابع شمولي تكاملي
لجميع جوانب الشخصية الروحية والعقلية والوجدانية والإخلاقية والجسمية والإجتماعية
والإنسانية ، وفق معيار الإعتدال والإتزان ، فلا إفراط في جانب دون غيره ولا تفريط
في جانب لحساب آخر" (3)












ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


1) محب
الدين أبو صالح ، مقدار بالجن ، الأستاذ عبد الرحمن النحلاوي ، دراسات في
التربية الإسلامية
، ص13 ،1400هـ 1979 م



- انظر الى حلبي ، عبد المجيد طعمه ، التربية الإسلامية للأولاد
منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص 34-38 ، بيروت ، دار المعرفة ، ط1 ، 1422-2001 م



- أحمد فريد ، التربية على منهج أهل
السنة والجماعة
، ص17 -19 مصر ،
المكتبة التوفيقية



2) صبحي طه
رشيد ابراهيم ، التربية الإسلامية وأساليب تدريسها ، ص9 عمان ، دار الأرقم
للكتب ، ط1 ، 1403 – 1983 م



3) محمد
خير فاطمه ، منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص 52 ، بيروت ، دار الخير ، ط1 ، 1419 هـ -1998م















المطلب
الثالث :

تعريف الطفل لغةً






الطفل
لغةً :

من الفعل الثلاثي طَفَلَ ، والطَّفل: هو النبات الرخص، والرخص الناعم والجمع طفال
وطفول .



والطفل
والطفلة: الصغيران.



والصبي
يدعى طفلاً حين يسقط من بطن أمه إلى إن يحتلم (1)






وجاء
في المعجم الوسيط
: (2)





الطفل
: الرخص الناعم الرقيق والطفل المولود ما دام ناعماً رخصاً ، والجمع طفوله وطفال.



وفي
التنزيل العزيز :
} واذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا {(3) وقال تعالى : }ثم نخرجكم طفلاً } (4) ، { أو الطفل الذين لم
يظهروا على عوارات النساء
{ (5)


وهو
الولد حتى البلوغ .















ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


1) ابن منظور،
أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ، لسان العرب، جـ10/401. الزبيدي ، محب الدين أبي فيض السيد
محمد مرتضى الحسيني الواسطي ، تاج العروس من جواهر القاموس ، جـ15/433-434.



2) ابراهيم
مصطفى وآخرون ،لسان العرب، ص
586-587



3) سورة
النور ، آية 59.



4) سورة
الحج ، آية 5



5) سورة
النور ، آية 31





















المطلب
الرابع
:
الطفل في الإصطلاح






الطفل : هو " عالم من المجاهيل المعقدة
كعالم البحار الواسع الذي كلما خاضه الباحثون ، كلما وجدوا فيه كنوزاً وحقائق
علمية جديدة . لا زالت منخفية عنهم وذلك لضعف وضيق إدراكهم المحدود من جهة ،
واتساع نطاق هذا العالم من جهة أخرى"
(1).









مدة
الطفولة :






"
والواقع أن الطفولة البشرية تمتد سنوات لا تقل عن اثني عشر سنة ، كما أن الطفولة
البشرية تزداد بازدياد التقدم البشري " (2)






"
والطفولة : المرحلة من الميلاد الى البلوغ " (3)






"
ومرحلة الطفولة من أهم مراحل التكوين ونمو الشخصية ، وهي مجال إعداد وتدريب للطفل
للقيام بالدور المطلوب منه في الحياة ، ولمّا كانت وظيفة الإنسان هي أكبر وظيفة
ودوره في الأرض هو أكبر وأضخم دور ، اقتضت طفولته مدة أطول ، ليحسن إعداده وتربيته
للمستقبل ومن هنا كانت حاجة الطفل شديدة لملازمة أبويه في هذه المرحلة من مراحل
تكوينه (4)









ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) عبد الله أحمد ، بناء الأسرة الفاضلة ،
ص181، بيروت . دار البيان العربي ، 1410هـ، 1990م بواسطة سهام مهدي جبار، الطفل
في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية
،ص 94 ، بيروت ، المكتبة العصرية
، ط1 ، 1417ه-1997 م



(2) فاخر عامل ، معالم التربية دراسات في التربية العامة والتربية
العربية
، ص 16 ، بيروت ،دار العلم ، ط5، 1983م



(3)
إبراهيم مصطفى وآخرون ، الوسيط ، ص
587 .



(4)سهام
مهدي جبار ، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية ،
ص96ابراهيم مصطفى












المبحث
الثاني :

حقوق المولود قبل الولادة :






المطلب
الأول :

إختيار الزوجة الصالحة والزوج الصالح.






إن الأسرة هي الرابطة بين الرجل والمرأة
والأولاد وهي أساس بناء المجتمع.



ولتكوين
هذه الأسرة لا بد من زواج مبني على أساس ودعائم ايمانية لإنشاء جيل واع راشد
مستخلف في الأرض.



"
فالزواج فطرة إنسانية ومصلحة اجتماعية للمحافظة على النوع البشري وعلى الإنسان
ولسلامة المجتمع من الإنحلال الخلقي والأمراض ، وهو سكن روحاني ونفساني ، ويبدأ
هذا الزواج باختيار الزوجة الصالحة (1)






أسس
اختيار الزوجة من أجل طفل أفضل :






"
هذه هي أهم خطوة في طريق بناء الأسرة ، فزوجة الرجل هي رفيقة عمره وأمينة سره ،
وأم ولده وألصق شيء بنفسه وحسه ، ولهذا كان على الزوج حين يريد ويعزم على اختيار
شريكة حياته أن يتحرى عن الأسس التي تساعد على استقرار الحياة الزوجية ووقايتها من
الإضطراب والإنحلال ، وتمكنه من حسن اختيار شريكة حياته لأن سعادة الإنسان وتعاسته
يكون رهن هذا الإختيار، الذي ينبغي ان يخضع لمنطق العقل لا لحكم الهوى ، وأن يصدر
عن حكمه ورويه، وذلك لأن من أكثر وأهم مشكلات الزواج يكون نتيجة التسرع في اختيار
شريك أو شركة حياة دون معرفة وبحث دقيق ، فلهذا يجب بذل المزيد من الجهد في سبيل
حسن اختيار الأم لما لها من أثر عميق ودور كبير في حياة الأسرة وتماسك بنيانها ،
فالأم الصالحة تنشئ أطفالاً متكاملين في تكوينهم العقلي والخلقي والنفسي والجسمي
" (2)






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) د.
ابراهيم الخطيب ، زهدي محمد عيد ،تربية الطفل في الإسلام ، ص 14-15 باختصار
، عمان ، دار الثقافة ، الدار العلمية الدولية ، ط1 ، 1423 هـ - 2002 م



(2) سهام
مهدي جبار ، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية ، ص 105-106












"
والزواج عقد شراكه ،الأصل بقاؤه مستمراً
حتى نهاية الحياة لذلك كان من حق الطرفين اختيار شريكه ، ولذا كان من حق الفتاه أن
تختار الكفؤ المناسب لها ولا يجوز لأوليائها أن يكرهوها على من لا ترغب في مشاركته
حياة زوجية ،أسها الأول أن يرضى الطرفان بإنشائها " (1)



عن
أبي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( لا تنكح البكر حتى تستأذن ولا
الثيب حتى تستأمر ) فقيل يا رسول الله : كيف اذنها ؟ قال : ( إذا سكتت ) (2)



الأسس
التي يتم اختيار الزوجين بناءً عليها لقيام حياة زوجية وأسرية مستقرة (3)






1)
الدين والأخلاق الحسنة.





حدَّث الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن الركيزه
الأولى في بناء الأسرة وهي اختيار



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
حلبي . عبد المجيد طعمه ، التربية الإسلامية للأولاد ، منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص 21.وانظر إلى كشك، عبد الحميد، بناء الأسرة المسلمة، ص33 ، دار المختار
الإسلامي.



(2)
أخرجه البخاري حديث برقم 6968، ، كتاب الحيل ، باب في النكاح ، انظر ابن حجر
العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح الباري شرح البخاري ، طبعة جديدة ومنقحة
ومصححة ومطبوعة عن الطبعة التي حقق أصلها عبد العزيز بن باز ، محمد فؤاد عبد
الباقي ، جـ12/477 ، دار مصر ، ط1 ، 1421هـ -2001م



وأخرجه
مسلم ، حديث رقم 1419 ، كتاب النكاح ، باب استئذان الثيب بالنكاح بالنطق ، والبكر
بالسكوت، انظر إلى ، النووي ، يحيى بن شرف،
صحيح مسلم بشرح النووي ، النيسابوري ، مسلم الحجاج القشيري ، ضبط نص
الصحيح ورقمت كتبه وأبوابه وأحاديثه على الطبعة التي حققها محمد فؤاد عبد الباقي ،
جـ9/173 ، بيروت دار الكتب العلمية ، 1420هـ-2000 م.



(3)
انظر الى سهام مهدي جبار ، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية
، ص 108.



-
ابراهيم الخطيب ، زهدي محمد عيد ، تربية الطفل في الإسلام ،ص 16 .



-علوان
، عبد الله ناصح ، تربية الأولاد في الإسلام ، جـ1/38-41 ، القاهرة ، دار
السلام ، ط6، 1403- هـ-1983م.



-
عماره ، محمود محمد ، تربية الأولاد في الإسلام من الكتاب والسنة ، ص
30، المنصورة ، مكتبة الإيمان



-
د. سميح أبو مغلي ، د.عبد الحافظ سلامه ، محمد الشناوي ، تربية الطفل في
الأسلام
، ص 18 ، اليازوري ، ط1، 2001م.









الزوج
والزوجه ذوي الدين والخلق فقال – صلى الله عليه وسلم موضحاً ذلك :



(إذا
جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفسادٌ عريض)(1)






وقد
وضح الرسول – صلى الله عليه وسلم – أهمية الدين في انتقاء الزوجة فهي الدعامة
الأرسخ والأقوى فعن أبي هريرة رضي الله
عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( تنكح المرأة لأربع لمالها ،
ولحسبها ، ولجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ) (2)






"
ونقصد بالدين الفهم الحقيقي للإسلام والتطبيق العلمي السلوكي لكل فضائله الساميه ،
وآدابه الرفيعة ، ونقصد كذلك الإلتزام الكامل بمنهاج الشريعة ومبادئها الخالدة على
مدى الزمان والأيام " (3)






"
ومما لاشك فيه أن المرأة المطيعة لزوجها ، المحبة له ، هي المرشحة أولاً وقبل
غيرها للنجاح في تربية الجيل تربية صالحة فيها نفع للدين والأمة والوطن ، وهي
المؤهلة لأداء الطاعة للزوج لأن ربها أمرها بذلك .



وكذلك
الزوج الصالح التقي ، الوقّاف عند حدود الله هو المؤهل دون غيره ، لرعاية الزوجة
المؤتمن عليها ، وهو القادر على إعطائها حقها غير منقوص مما يجعل مستقبل الأسرة
زاهراً مضموناً.



وأما
الجمال والنسب والحسب فهي خصال محموده شريطة أن تتوافق مع الخصلة الأساس الدين
والأخلاق
لأن الدين والأخلاق هو الخصلة التي تحيط تلك الخصال بسياج منيعه
ودرع، وتمنع هذه الخصال من الإيقاع بالمرأة بمهاوي المهالك ، وبراثن
المعاصي" (4)






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
حديث حسن غريب، أخرجه الترمذي ، انظر إلى ، المباركفوري، أبي العلا محمد
عبد الرحمن بن عبد الرحيم، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ، جـ4/173،
بيروت ، دار الكتب العلمية، ط1، 1422 هـ - 2001م.



(2)حديث
صحيح، أخرجه البخاري ،حديث برقم 5090 كتاب النكاح ، باب الأكفاء في الدين ، انظر
ابن حجر العسقلاني ، فتح البادر شرح صحيح البخاري ، جـ9/45 ومسلم حديث رقم 1466،
كتاب الرضاع ، باب استحباب نكاح ذات الدين
، انظر إلى
النووي، يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ، جـ10/44


(3)عبد
الله ناصح علون ، تربية الأولاد في الإسلام ، جـ 1/38



(4)
حلبي ، عبد المجيد طعمه ، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص 22
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com/forum
حمدان
ديري مبدع
ديري مبدع
حمدان


الساعة :
دعاء
عدد المساهمات : 1104
نقاط : 2370
التقيم : 28
تاريخ التسجيل : 05/05/2012

 تربية الطفل في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: تربية الطفل في الإسلام    تربية الطفل في الإسلام Icon_minitimeالثلاثاء مايو 08, 2012 3:16 pm

1)
المال :





إن
المتتبع لإحكام الإسلام العامة يرى أنها جامعة لخاصتيّ العاطفية والمثالية ، فلم
يجعل من العاطفة الشرط الوحيد لنجاح الحياة الزوجية مهما كانت جياشة قوية ، اذ خشي
الإسلام ألا تصمد العواطف العارمة أمام قسوة الحياة المادية ، وشظف العيش الشديد ،
لذا عالج الإسلام الواقع البشري معالجة ميدانية واقعية أولاً ، ثم ارتفع بها نحو
المثالية شيئاً فشيئاً (1)






عن
فاطمة بنت قيس ذكرت للنبي –صلى الله عليه وسلم – أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم
خطباها فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم – ( أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه
، وأما معاوية فصعلوك لا مال له ، انكحي أسامة بن زيد ) فكرهته ، ثم قال ( انكحي
أسامه ) فنكحته فجعل الله فيه خيراً ، واغتبطت " (2)



قال
النووي: " وأما إشارته – صلى الله عليه وسلم- بنكاح أسامه ، فَلِما علمه من
دينه وفضله وحسن طرائقه وكرم شمائله فنصحها بذلك " ( 3)



إن
كان الرجل تقي ذو خلق وميسور الحال فهذا جيد ، أما إذا كان كثير المال ، قليل
التقوى ففي هذه الحاله يقدم التقي على كل من سواه، فميزان التقوى هو الإساس للزوج والزوجة.






2)
الحسب والمكانة
الاجتماعية:






قال
تعالى:
{
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ
شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }
(4)





"
الزواج كفعل اجتماعي يقوّي من إدراك أهمية التنوع المؤدي إلى التعاون والتعارف
القائمين على أساس الوعي والفهم المتبادل بين الشعوب ،...، وإنَّ الشرائح
الاجتماعية المتقاربة المستوى والعادات والأعراف قادرة على فهم بعضها أكثر من
المستويات الأخرى المتباينة،



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) حلبي
، عبد المجيد طعمه ، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً ، ص
23



(2)
صحيح،أخرجه مسلم ، حديث رقم 1480 ، كتاب الطلاق، باب المطلقة البائن لا نفقة
لها، انظر إلى
النووي، يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،
جـ 10/81.



(3)
النووي، يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح
النووي
، جـ 10/85.


(4)
سورة الحجرات ، آية 13



وبالتالي
فإنَّ فرص نجاح الحياة الزوجية بين
الشرائح المتقاربة اكبر من فرص النجاح بين الشرائح المتباينة، ومع كل ذلك فهذا لا
يعني أنَّ الزوجين المنتميين إلى شريحتين اجتماعيتين مختلفتين فاشلان مخفقان في
حياتهما الزوجية حتماً ، فقد تنجح الحياة الزوجية بينهما لأن حكمنا الغالب الأعم
وليس على المطلق " (1)



"
حث النبي – صلى الله عليه وسلم – كل راغب في الزواج أن يكون الإنتقاء على أساس
الأصالة والشرف والصلاح والطيب" (2)






3)
الجمال


" حب الجمال فطرة في الإنسان ،...، لذا حث
الإسلام الخاطب على رؤية مخطوبته لعله يجد ميلاً تجاهها ، أو يتعرف على عيوب جسدية
أو معنوية وذلك حرصاً على استقرار الحياة المستقبلية لكليهما " (3)



عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رجلاً تزوج
إمرأة من الأنصار فقال له –صلى الله عليه وسلم – ( أنظرت اليها ) : قال : لا، قال: (
فاذهب فانظر اليها فإن في أعين الأنصار شيئاً ) (4)



ولكن
الرجل " في درامة الإعجاب بالفتاة الجميلة وتحت وطأة الحب الذي يعمى ويصم ،
لا يرى الخاطب آثار الدماء في معارك الطلاق " (5)



إن
على رأس الأسس في اختيار الزوج والزجة التقوى والدين والأسس الأخرى مساعدة إن
توفرت زاد فرصة النجاح وقل الفشل.






"
إذن فتربية الأولاد في الإسلام يجب أن تبدأ أول ما تبدأ بزواج مثالي يقوم على
مبادئ ثابتة لها في التربية أثر في إعداد الجيل تكوين وبناء.



[ إن من]أوجد في بيته حجر الأساس الذي يبني عليه
ركائز التربية القوية ودعائم الإصلاح الإجتماعي و معالم المجتمع الفاضل ، ألا وهو
المرأة الصالحة " (6)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص 24


(2)عبد
الله ناصح ، تربية الأولاد في الإسلام ، ص42



(3)
المصدر السابق

، ص24


(4) صحيح
أخرجه مسلم ، حديث رقم 1424 ، كتاب النكاح ، باب ندب النظر إلى وجه المرأه وكفيها
لمن يريد تزوجها، انظر إلى
النووي،
يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي
،
جـ9/179.



(5) عمارة
محمود محمد ، تربية الأولاد في الإسلام من الكتاب والسنة ، ص37



(6) علوان ،
عبد الله ناصح ، تربية الأولاد في الإسلام ، ص48



المطلب
الثاني

: حقوق الجنين






الجنين
ف
ي
اللغة : من الفعل الثلاثي جَنَنَ : أي استتر ، وجنَّ الليل أظلم ، والجنين الولد
ما دام في الرحم والجمع أجنه وأجبن(1)، وكل شيء سُتر عنك فقد جنَّ عنك (2)






والجنين
عند الأطباء : ثمرة الحمل في الرحم حتى نهاية الأسبوع الثامن ، وبعده بدعى بالحمل






والجنين
في علم الحياء : النبات الأول في الحبة ، والحيّ من مبدأ انقسام اللاقحه حتى يبرز
الى الخارج (3)



قال
تعالى
: }وإذا أنتم أجنة في بطون
أمهاتكم
{(4)


"
إن الشريعة تعتبر الجنين كائناً مستقلاً يتمتع بالحقوق الإنسانية التي يتمتع بها
الآخرون دون أن يؤثر في ذلك أنه مستظل بحياة أمه داخل في كينونتها وغير منفصل عنها
" (5)






من
الحقوق التي تتعلق بحياء الجنين وسلامته :






1) وجهة
الشارع الآباء الى اتخاذ الوسائل التي تكون بها حماية الطفل وصيانته من نزعات
الشيطان عند وصفه في الرحم وذلك بالدعاء عند الجماع رجاء الولد الصالح(6)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


1) ابراهيم
مصطفى وآخرون، الوسيط، ص 161



2) ابن
منظور، أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ، لسان العرب ، جـ3/92.



الزبيدي
، محب الدين أبي فيض السيد محمد مرتضى الحسيني الواسطي ، تاج العروس من جواهر
القاموس
، جـ18/113.



3)
المصدر السابق، ص162



4)سورة النجم ، آية 32.


4) العك ،
خالد عبد الرحمن ، تربية الأبناء والبنات في ضوء القرآن والسنة ، ص 30 ،
بيروت ، دار المعرفة ، ط4، 1422هـ -2001م.



5)
سهام
مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص
143. انظر إلى عمارة ،محمود محمد ، تربية
الأولاد في الإسلام
، ص71 . محمد خير،
فاطمه، منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص 147









عن
ابن عباس قال : قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ( أما لو أنَّ أحدهم يقول حين يأتي
أهله باسم الله، اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، ثم قدر بينهما في
ذلك أو قضي ولد لم يضره شيطان أبدا ) (1)






2)إباحة
الفطر في رمضان للحامل إن خافت على جنينها






3)الإسلام يدعو المرأة الحامل أن تأكل الطعام الطيب المفيد للجنين
حيث تحتوي الوجبات الغذائية على نسبة كبيرة من الكالسيوم لبناء العظام والأسنان ،
والحديد المهم للدم والفيتامينات وغير ذلك من الطعام المفيد المغذي للأم والجنين
،وأيضاً من الأشياء المهمة للمرأة عدم الإنفعال حيث انه حين الإنفعال يفرز هرمون
الأدرينالين من الغدة الكظرية إلى دم الأم ثم يصل الدم الى الجنين وبالتالي يؤدي
ذلك الى تأثر الجنين فيخرج في المستقبل أكثر انفعالاً بسبب ذلك.






وبالتالي
فأن حالة الأم النفسية والصحية تؤثر على الجنين ، فمثلاً عند تقرب الأم لله –سبحانه
وتعالى – بالطاعات كالصلاة وقراءة القرآن ، فإن الجنين يشعر بالطمانينة كأمه.






4)تحريم
الإجهاض






لا
يصح للمرأه أن تسقط جنينها ، وإذا فعلت ذلك عمداً أثمت وكان عليها الكفَارة
والغُرّة وهي عُشر دية الأم " (2)



ولا
يجوز تناول الأدوية التي تشكل خطراً على الجنين أو التعرض المباشر للأشعه في فتره
معينة من الحمل ، مما يؤدي إلى إسقاطه أو تشوهه.






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
صحيح، أخرجه البخاري ، حديث رقم 5165، كتاب الكناح ، باب ما يقول الرجل إذا أتى
أهله ، انظر اإلى ابن حجر العسقلاني ، فتح الباري شرح صحيح البخاري،
جـ9/180 ، وأخرجه مسلم في صحيحه حديث 1434 ، كتاب النكاح ، باب ما يستحب أن يقول
عن الجماع ، انظر إلى
النووي، يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ، جـ، 10/5 .


(2)
العك ، خالد عبد الرحمن ، تربية الأبناء والبنات في ضوء القرآن والسنة ، ص
32









6)
" تأجيل إقامة
الحد على المرأه الحامل حتى تضع حملها وذلك حرمة للجنين وإبقاء على حياته " (1)






قال
رسول الله – صلى الله عليه وسلم- للغامدية عندما جاءته وقالت له أنها زنت وأنها
حامل ( امّا لا فاذهبي حتى تلدي ) .(2)






رتب
الشارع عقوبات بدنية ومالية تلزم من يتقوى على الجنين (3)






عن
أبي هريرة – رضي الله عنه- أن إمرأتين من هذيل ، رمت أحداهما الأخرى ، فطرحت
جنينها ، فقضى فيه النبي – صلى الله عليه وسلم- بغرة : عبد أو أَمَة (4)






"
وهذا الإهتمام كله بالجنين قبل أن يولد ، مفخرة من مفاخر هذا الدين " (5)





















ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 147



(2)
صحيح،أخرجه مسلم ، حديث رقم 1695 ، كتاب الحدود ، باب من اعترف على نفسه
بالزنى، انظر إلى

النووي، يحيى بن
شرف صحيح مسلم بشرح النووي
،
جـ11/168



(3)
المصدر السابق ص 147.



(4)
صحيح، رواه مسلم حديث رقم 1681، كتاب
القسامه والمحاربين والقصاص والديات ، باب دية الجنين، ووجوب الدية في قتل الخطأ
وشبه العمد على عاقلة الجاني ، جـ11/145- 146



(4)
العك ، خالد عبد الرحمن ، تربية الأبناء والبنات في ضوء القرآن والسنة ، ص
34


















المبحث الثالث : المولود ما بعد الولادة





منذ الولادة
حتى نهاية الحولين





المطلب
الأول:

استحباب البشارة بالمولود



"
يستحب للمسلم أن يبادر الى مسرة أخيه المسلم إذا ولد له ولد مولود ، وذلك ببشارته
وإدخال السرور عليه ، وفي ذلك تقوية للأواصر ، وتمتين للروابط ، ونشر لأجنحة
المحبة والإلفة بين العوائل المسلمة " (1)



عن
النعمان بن بشير قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم –( مثل المؤمنين في توادهم
وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد ، اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر
والحمى) (2)



والقرآن
الكريم ذكر البشارة بالولد في مواطن عدة قال تعالى :
} فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى{(3)


وقال
أبو بكر بن المنذر في الأوسط ، وروينا عن الحسن البصري : أن رجلاً جاء اليه ،
وعنده رجل قد ولد له غلام ، فقال له يهنئك الفارس فقال له الحسن : ما يدريك فارس
هو أم حمار ؟ قال : فكيف تقول ؟ قال : بورك في الموهوب ، شكرت الواهب ، وبلغ أشده
ورزقت بره" (4)



وهذه
البشارة والتهنئة تكون للذكر مثل الأنثى دون تفرقه وإشعار الأسرة انه جاءها ضيف
عزيز وأنَّ أمامها مسؤولية كبيرة في تربيته .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) علوان
، عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام
،ص 7، انظر ، محمد خير فاطمه، منهج
الإسلام في تربية عقيدة الناشئ
، ص 160 . د. ابراهيم الخطيب ،زهدي محمد عيد، تربية
الطفل في الإسلام
، ص 37-38 . سميح أبو مغلي وآخرون ، تربية الطفل في
الإسلام
، ص 33. حلبي ، عبد المجيد طعمه ، التربية الإسلامية للأولاد
منهجاً وهدفاً وأسلوباً
ص 48


(2)صحيح،
أخرجه مسلم ، حديث رقم 2585 ، كتاب البر والصلة والآداب ، باب تراحم المؤمنين
وتعاطفهم وتعاضدهم ، انظر إلى
النووي، يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،
جـ 16/114



(3)سورة
آل عمران ، آية 39



(4)ابن
قيم الجوزية ، شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي ، تحفة المودود بأحكام
المولود
، ص 28، تحقيق كمال علي الجمل
، مصر، مكتبة الإيمان .






المطلب
الثاني
:
الأذان
في أذنه اليمنى، والإقامة في أذنه اليسرى






قال
ابن قيم الجوزية من سر التأذين :



أ)
أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته المتضمنه لكبرياء الرب وعظمته والشهادة
التي أول ما يدخل بها في الإسلام، فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله
الى الدنيا كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها ، وغير مستنكر وصول أثر التأذين
الى قلبه وتأثره به وإن لم يشعر مع ما في ذلك من فائدة أخرى.






ب)
وهي هروب الشيطان من كلمات الآذان ، وهو كان يرصده حتى يولد ، فيقارنه للمحبة التي
قدرها الله وشاءها فيسمع شيطانه ما يضعفه ويغيظه أول أوقات تعلقه به.



قال
رسول الله –صلى الله عليه وسلم – ( اذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا
يسمع التأذين ) (1)






جـ)
أن تكون دعوته الى الله والى دينه الإسلام وإلى عبادته سابقة على دعوة الشيطان ،
كما كانت فطرة الله التي فطر الناس عليها سابقة على تغيير الشيطان لها ونقله عنها
ولغير ذلك من الحكم " (2)






المطلب الثالث: استحباب التحنيك


اهتم
الرسول صلى الله عليه وسلم –بتحنيك المولود (3)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
صحيح، أخرجه البخاري ، حديث رقم 608 ، كتاب الأذان ، باب فضل التأذين، انظر إلى
ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح الباري شرح البخاري ، جـ2/122
وأخرجه مسلم برقم 389 ، كتاب الصلاة ، باب فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه ،
انظر إلى
النووي، يحيى بن شرف
صحيح مسلم بشرح النووي
،جـ 4/77.


(2) ابن
قيم الجوزية ، شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي ، تحفة المودود بأحكام
المولود
، ص ص 30 ، انظر إلى فاطمه ،
محمد خير ، منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص 165 . علوان ، عبد الله ناصح، تربية الأولاد
في الإسلام

،
جـ1/75


(3)
انظر في هذا الموضوع إلى: عمارة ، محمود محمد ، تربية الأولاد في الإسلام، ص 75. محمد خير فاطمه، منهج الإسلام في تربية عقيدة
الناشئ
، ص 167، الخداش ، المهذب المستفاد لتربية الأولاد في ضوء الكتاب
والسنة
، ص 9 ، عمان، المكتبة الإسلامية، ط1، 1421هـ - 2000 م . سميح أو مغلي وآخرون
تربية الطفل في الإسلام ، ص 35.



عن
أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه- قال: "
وُلد لي غلام ، فأتيت به النبي – صلى الله عليه وسلم – فسماه ابراهيم ،
فحنكه بتمرة ، ودعا له بالبركة ودفعه إليّ "
(1)






قال
النووي : " اتفق العلماء على استحباب تحنيك المولود عند ولادته بتمر فإن
تغذية فما في معناه وقريب منه الحلو فيمضغ المحنك التمر حتى تصير مائعه بحيث تبتلع
ثم يفتح فم المولد ويضعها فيه ليدخل شيء منها جوفه ويستحب أن يكون المحنك من
الصالحين وممن يتبرك به رجلاً أو إمرأة فإن لم يكن حاضراً عند المولود حمل إليه
" (2)






"
عن أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنهما – أنها حملت بعبد الله بن الزبير
بمكة، قالت : فخرجت وأنا مُتِمٌّ، [ أي اقتربت ولادتها ]
فأتيت المدينة ، فنزلت قباء ، فولدت بقباء ، ثم أتيت به رسول الله- صلى الله عليه
وسلم – فوضعه في حجره ، ثمَّ دعا بتمره فمضغها ، ثمَّ تفل في فيه ،فكان اول شيء
دخل جوفه ريق رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ثم حنكه بالتمره ، ثم دعا له فبرك
عليه ،وكان أول مولود في الإسلام ، ففرحوا
له فرحاً شديداً ، لأنهم قيل لهم: إن اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم " (3)






"
التحنيك

معناه مضغ التمرة ودلك حنك المولود بها ، وذلك بوضع جزء من الممضوغ على الإصبع ،
وإدخال الإصبع في فم المولد ، ثم تحريكه يميناً وشمالاً بحركة لطيفة ، حتى يبلغ
الفم كله بالمادة المضوعة ، وإن لم يتيسر التمر فليكن التحنيك بأية مادة حلوة
كالمعقود ، أو رائب السكر الممزوج بماء الزهر ، تطبيقاً للسنة ، واقتداءاً بفعله –
صلى الله عليه وسلم-



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)صحيح،
أخرجه البخاري حديث رقم 5467 كتاب العقيقة ، باب تسمية المولود غداه يولد لمن لم
يعق عنه وتحنيكه . انظر إلى ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح الباري شرح
البخاري
، جـ 9/682



أخرجه
مسلم حديث رقم 2145 ، كتاب الآداب ، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته وحمله
الى صالح يحنكه وجواز تسمية يوم ولادته ، انظر إلى
النووي، يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ
14/103 .



(2) النووي،
يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي
،جـ
14/103 -104.



(3)
صحيح
، أخرجه البخاري حديث رقم 5469 كتاب العقيقة ، باب تسمية المولود غداه
يولد لمن لم يعق عنه وتحنيكه . انظر إلى ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح
الباري شرح البخاري
، جـ 9/682



أخرجه
مسلم حديث رقم 2146 ، كتاب الآداب ، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته وحمله
الى صالح يحنكه وجواز تسمية يوم ولادته ، انظر إلى
النووي، يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ
14/103 .



ولعل
الحكمة في ذلك تقوية عضلات الفم بحركة اللسان مع الحنك مع الفكين بالتلمظ ، حتى
يتهيأ المولود للقم الثدي ، وامتصاص اللبن بشكل قوي ، وحاله طبيعيه " (1)



وللتمر
فوائد جمة للطفل وللأم اكتشفها الطب الحديث ففيه نسبة عالية من الكربوهيدرات التي
تمد الجسم بالطاقة ، وغير ذلك وقد خاطب الله-
سبحانه وتعالى- مريم -عليها السلام
-بإن تأكل التمر. قال تعالى :
{ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ
عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً {25}‏ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً }
(2)


والجدول
التالي يبين أهمية التمر(3)



 تربية الطفل في الإسلام Clip_image001





وبذلك
ندرك اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم – بالتمر وتخصيصه بالذات لتحنيك المولود



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
علوان ، عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام
، جـ1/77


(2)
سورة مريم ، آية 25، 26



(3)
حامد أحمد حامد، الآيات العجاب في رحلة الإنجاب،دار القلم،الطبعة
الأولى،1417هـ1996م.



المطلب
الرابع:

تسمية الطفل






للإسم
تأثير نفسي كبير على الإنسان لذلك أوجب الإسلام عند اختيار اسم الطفل يكون هذا
الإسم حسناً وذا معنى جيد.






ما
يستحب من الأسماء وما يكره :



(1) "
إن مما يجب أن يهم به المربى عند تسمية الولد ،أن ينتقي له من الأسماء أحسنها
وأجملها والتي منها عبد الله وعبد الرحمن .



عن ابن عمر – رضي الله عنه – قال : قال رسول
الله عليه وسلم- ( إن أحب أسمائكم الى الله -عز وجل- عبد الله وعبد الرحمن ) (1)



(2)
عدم تسمية الإسم القبيح
الذي يمس كرامته ويكون مدعاة للإستهزاء والسخرية عليه.



(3)
عدم تسمية الطفل
بالأسماء المختصة بالله سبحانه ، وفلا يجوز التسمية بالأحد ولا الصمد



(4) عدم
تسمية الطفل بالأسماء المعبده لغير الله ، كعبد العزى ، وعبد الكعبة ، وعبد النبي
وما شابهها فإن التسمية بهذه محرمة باتفاق .



(5)
تجنيب الأسماء التي
فيها تميع وتشبه وغرام ، حتى تتميز أمة الإسلام بشخصيتها



(6)
تجنب الأسماء التي لها
اشتاق من كلمات تشاؤم ، حتى يسلم الولد من مصيبة هذه التسمية وشؤمها ." (2)



عن أبي عمر رضي الله عنه أن ابنه لعمر كان يقال
لها عاصيه ، فسماها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – جميله (3)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
صحيح ، أخرجه مسلم حديث رقم 2132، كتاب الآداب ،باب النهي عن التكني بأبي القاسم
وبيان ما يستحب من الأسماء ، انظر إلى
النووي، يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،
جـ 14/95 .



(2)
علوان ، عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام
، ص 84-88 ،انظر إلى محمد خير
، فاطمه ،منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص 183-194.الخداش ، جاد الله بن حسن، المهذب
المستفاد لتربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة
، ص12 . حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية
الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص54-57. ابن قيم الجوزية ،
شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي ، تحفة المودود بأحكام المولود، ص 93 -107.



(3)صحيح
، أخرجه مسلم برقم 2139 ، كتاب الآداب ، باب استحباب تغيير الإسم القبيح الى حسن ،
انظر إلى
النووي، يحيى بن شرف
صحيح مسلم بشرح النووي
، جـ14/101











المطلب
الخامس:

استحباب حلق رأس الطفل.






"
ومن الأحكام التي شرعها الإسلام للمولود استحباب حلق رأسه يوم سابعه والتصديق
بوزنه على الفقراء والمستحقين والحكمة في ذلك تتعلق بشيئين :



الأول
: حكمة صحية



لأن
في إزالة شعر رأس الملود تقوية له ، وفتحاً لمسام الرأس ، وتقوية كذلك لحاسة البصر
والشم والسمع.






الثاني
: حكمة اجتماعية



لأن
التصديق بوزن شعره وفضه ، ينبوع آخر من ينابيع التكافل الإجتماعي ، وفي ذلك قضاء
على الفقر ، وتحقيق لظاهرة التعاون والتراحم في ربوع المجتمع (1)



عن
علي بن أبي طالب قال : عق رسول الله -صلى اله عليه وسلم – عن الحسن بشاةٍ وقال: (
يا فاطمه ،احلقي رأسه وتصدقي بزنه شعره فضه) (2)






والسبب
في التصديق بالفضة أن الولد لما انتقل من الجنينية الى الطفلية كان ذلك نعمه يجب
شكرها، وأحسن ما يقع به الشكر ما يؤذن ( يشعر ) أنه عوضه فلما كان شعر الجنين بقية
النشأة الجنينية وإزالته إمارة الإستقلال بالنشأة الطفلية وجب أن يؤمر بوزن الشعر
فضه ، فأما تخصيص الفضة فلأن الذهب أغلى ولا يجده إلا غني وسائر المتاع ليس له بال
بزنه شعر المولود " (3)






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) علوان ،
عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام ،جـ1/78



(2) حديث
حسن غريب، رواه الترمذي، حديث رقم 1519، كتاب الأضاحي ، انظر إلى المباركفوري، أبي العلا محمد عبد
الرحمن بن عبد الرحيم، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، جـ5/92.



(3) محمد
خير ، فاطمه ،منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص 179 بواسطة الدهلوي ،
حجة الله البالغة ،جـ 2/108















المطلب
السادس

: العقيقة






العقيقة
:

الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم سبوعه عند حلق شعره
(1) (2).عن الذَكر
شاتان والأنثى شاة.



من
آداب الإسلام ، إظهار السرور بالوليد ، عن طريق العقيقة التي تذبح تكريماً له ،
وشكراً لله -عز وجل- على نعمة الذرية (3)



عن
سلمان بن عامر الضبي قال : سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم – يقول : ( مع
الغلام عقيقة ، فأهريقوا عنه دماً وأحيطوا عنه الأذى ) (4)



فالرسول
– صلى الله عليه وسلم – ينتقل بهذا العمل من مجرد إظهار السرور والتفاخر ، ليأخذ
أهميته ضمن العبادات التي يتقرب بها الى الله " (5)



والسؤال
: لماذا هذا التفريق بين الذكر والأنثى ؟



"
ذكر الحليمي أن الحكمة في كون الأنثى على النصف من الذكر ان المقصود استبقاء النفس
فاشتبهت الدية " (6)






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) انظر
إلى موضوع العقيقة في :



-ابن
قيم الجوزية ، شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي ، تحفة المودود بأحكام
المولود
، ص33-80.



-
د.حسام الدين بن موسى عفانه، المفصل في
أحكام العقيقة
، ط 1 ، 1424 هـ -2003 م ، القدس



-
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص158-159



-حلبي،
عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص58-61


-علوان
، عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام
، ص 95-107


-
محمد خير ، فاطمه ،منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص 170-180



-
عمارة ،محمود محمد ، تربية الأولاد في الإسلام، ص 82-85



(2) إبراهيم
مصطفى وآخرون ، المعجم الوسيط، ص 647



(3) عمارة
،محمود محمد ، تربية الأولاد في الإسلام، ص 82



(4) صحيح
، أخرجه البخاري رقم 5472 ، كتاب العقيقة ، باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة ،
انظر إلى ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح الباري شرح البخاري ،جـ
9/687



(5)
المصدر السابق، ص82



(6)
ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح الباري شرح البخاري ،جـ 2/690









"
إن فرحة الوالدين بالذكر تصل بهما الى درجة التشبع ،...، هذه الفرحة التي تنحسر
موجتها قليلاً أو كثيراً في حال ولادة الأنثى . ومعنى ذلك : أن واقعية الإسلام
تعترف بهذه الفرحة وتقدرها قدرها . وبدل أن ينفس الوالدين عنها بطرق غير مشروعة ،
يدعو الإسلام الى استيعاب هذه الفرحة واحتوائها ، وإفراغ شحنتها لهذه المظاهرة
الأسرية أي بذبح شاتين لا شاه واحده " (1)






من
فوائد العقيقة
:


1) "طاعة
الله سبحانه وتعالى التي تجلب بركتها على الوليد الجديد ، وإحياء لسنة النبي – صلى
الله عليه وسلم –.



2) إشاعة المودة بين المدعوين الى وليمة العقيقة


3)
التمسك بالشخصية
الإسلامية في زحام الصدام بين القيم المتحاربة.



4)
اتباع داعية البذل
والعطاء وعصيان داعية الإمساك والبخل .



5) ومن
فوائدها أنها تفك رهان المولود فإنه مرتهن بعقيقته قال الإمام أحمد : " مرتهن
عن الشفاعة لوالدية ." (2)



6) ومن
فوائدها أنها فدية يفدي بها المولود كما فدى الله -سبحانه وتعالى- اسماعيل - عليه
السلام- الذبيح ، بالكبش.(3)






" إن العقيقة عن المولود سنة مستحبة عند جمهور الأئمة
والفقهاء ، فعلى الأب إن ولد له مولود وكان مستطيعاً قادراً أن يحيي سنة رسول الله
– صلى الله عليه وسلم – حتى يحظى بالفضيلة والأجر عند الله -سبحانه وتعالى- وحتى يزيد من معاني الألفة والمحبة والروابط
الإجتماعية بين الأهل والأقرباء والجيران والأصدقاء جميعاً، وذلك حينما يحضرون
وليمة العقيقة ابتهاجاً بالمولود وفرحاً بقدومه ، وحتى يساهم كذلك في تحقيق
التكافل الإجتماعي ، وذلك حينما يشرك في الإنتفاع بالعقيقة بعض ذوى الحاجة و من
الفقراء والمساكين " (1)



"
العقيقة سنة مؤكدة ، وليس فرضاً واجباً (4)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) عمارة
،محمود محمد ، تربية الأولاد في الإسلام، ص83-84



(2) حلبي،
عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
،ص59-60


(3)
ابن قيم الجوزية ، شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي ، تحفة المودود
بأحكام المولود
، ص 59



(4)
علوان ، عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام
، جـ1/99.





المطلب
السابع:

الختان : (1)






الختان
موقع القطع من الذكر والأنثى (2)



والختان:
قطع القُلفَه ( أي الجلده ) التي على رأس الذكر.






وفي الإصطلاح الشرعي : هو الحرف المستدير على
اسفل الحشفه ، أي موضع القطع من الذكر (3)






"
إن الختان رأس الفطره ، وشعار الإسلام وعنوان الشريعة . وهو واجب على الذكور وإنَّ
من لم يبادر اليه في إسلامه ، ولم يقم على تنفيذه قبيل بلوغه ، فإن يكون آثماً ،
مرتكباً المعصية ، واقعاً في الوزر والحرام ، لكون الختان شعاراً من شعائر الإسلام
(4)



قال
رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( الفطرة خمس أو خمسٌ من الفطره ، الختان
والإستحداد ، ونتف الإبط , وتقليم الإظفار ، وقص الشارب ) (5)






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
انظر إلى موضوع الختان في :



- علوان
، عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام
، جـ1/109-118


-
ابن قيم الجوزية ، شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي ، تحفة المودود
بأحكام المولود
، ص124-167



-
محمد خير ، فاطمه ،منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص 180-181



-
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص
160-162



-الخداش
،جاد الله بن حسن، المهذب المستفاد
لتربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة
، ص 40-48



(2)
إبراهيم مصطفى وآخرون ، المعجم الوسيط، ص 241



(3)
علوان ، عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام
، جـ1/109


(4)
المصدر نفسه ، ص114



(5) صحيح
، أخرجه البخاري رقم 5889 ، كتاب اللباس ، باب قص الشارب. انظر إلى ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح
الباري شرح البخاري
، جـ 10/473 . وأخرجه مسلم ،حديث رقم 257 ، كتاب الطهارة ،
باب خصال الفطرة ، انظر إلى
النووي، يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي، جـ3/125








الحكمة
من الختان :






أ‌-
" الحكمة الدينية :





(1)
أنها رأس الفطرة وشعار
الإسلام وعنوان الشريعة.



(2)
أنه من تمام الحنبفية
التي شرعها الله على لسان ابراهيم -عليه السلام-



(3)
يميز المسلم من غيره من
اتباع الديانات والملل الأخرى.



(4)
أنه إقرار بالعبودية
لله ، والإمتثال لأوامره والخضوع لحكمة وسلطانه






ب‌-
الحكمة الصحية :





(1)
أنه يجلب النظافة
والترتيب وتحسين الخلقة وتعديل الشهوه



(2)
أنه تدبير صحي عظيم يقي
صاحبه كثيراً من الأمراض والإختلاطات.






يقول د.
صبري القباني في كتابه حياتنا الجنسية : وفي الختان بعض الفوائد نذكر منها :






(1) بقطع
القلفه يتخلص المرء من المفرازات الدهنية ، ويتخلص من السيلان الشحمي المقزز للنفس
ويحال دون امكان التفسخ والإنتان



(2)
يتخلص المرء من خطر
أنحباس الحشفه أثناء التمدد.



(3)
يقلل الختان إمكان
الإصابة بالسرطان



(4)
تجنيب الطفل من الإصابة
بسلس البول الليلي



(5)
يخفف الختان من كثرة
استعمال العادة السرية لدى البالغين" (1)



" إن التبكير بالختان يحمي الطفل نت الإصابة بتضيق فوهة مجرى
البول
Phimosis،
وكذلك الآلآم والمضاعفات التي قد تنتج عنها كاحتباس البول." (2)






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) علوان
، عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام
، جـ 1/116-117


(2) النشواتي، محمد نبيل، الطفل
المثالي تربيته وتنشئته ونموه والعناية به في الصحة والمرض
، ص 160، دمشق ، دار
القلم، 1423هـ - 2002م.









المطلب
الثامن :

الرضاعة الى الحولين والفطام






أرضعت
الأم : كأن لها ولد ترضعه. والولد جعلته يرضع ، فهي مرضع ومرضعه والجمع مراضع (1)
وفي التنزيل العزيز :
} وحرمنا عليه المراضع من قبل { (2)


والرضاع : هو مص
الطفل اللبن من ثدي المرأة في أول حولين بعد الولادة



قال
تعالى :
{والوالدات
يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد ان يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن
وكسوتهن بالمعروف }
(3)


قال
سيد قطب : " والله يفرض للمولود على أمه أن ترضعه حولين كاملين لأنه -سبحانه
وتعالى- يعلم أن هذه الفترة هي المثلى من جميع الوجوه الصحيحة والنفسية للطفل
،...، وللوالدة في مقابل ما فرضه الله عليها، حق على والد الطفل : أن يرزقها
ويكسوها بالمعروف والمحاسنة، فكلاهما شريك في التبعه وكلاههما مسؤول اتجاه هذا
الصغير الرضيع هي تمده باللبن والحضانة وأبوه يمدها لاغذاء والكساء لترعاه وكل
منهما يؤدي واجبه في حدود طاقته.(4)






خصائص
لبن الأم :






"
في حديث مع الأستاذ الدكتور : فتحي الزيات رئيس قسم الفسيولوجي بكلية الطب جامعة
الأزهر :



أبان
أن لبن الأم يفوق الألبان الحيوانية والألبان الصناعية من زوايا عديدة منها ما يلي
:






(1) إن
لبن الأم يحتوي على نسب متوازنة من غذاء الرضيع تتلاءم مع احتياجاته، وتلتقي مع
احتياجات الرضيع في فترات الرضاعة المختلفة تمشيه مع نموه .






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) إبراهيم
مصطفى وآخرون ، المعجم الوسيط، ص374



(2) سورة
القصص آية 12



(3) سورة
البقرة أية 233



(4) سيد قطب
، في ظلال القرآن ، جـ 1/254 ، ط 30 ، 1422هـ -2001 م ، دار الشروق ، القاهره






(2) أنه
يحتوي على مواد بروتينية تكسب الرضيع قوة ومناعة ضد بعض الأمراض التي تحصنه منها
الأم في الشهور الأولى من عمره



(3)
أن هذا اللبن لا يتعرض
للتلوث حيث أنه يخرج من الأم الى الطفل مباشره



(4) انه
يقرب الإتصال النفسي بين الأم والطفل الرضيع ،وبهذا ترشح عاطفة الأمومة والبنوة
بالرباط المتين الصادق الصحيح.



(5) أن
لبن المسمار الذي تفرزه الأم في الأيام الأولى من الرضاع يعمل على تنشيط الأمعاء
لدى الطفل، فيحدث اللبن المناسب لدى الطفل ويساعد على عملية الإخراج
الطبيعية." (1)



(6) "يعد حليب الأم الحليب المثالي للنمو العقلي للطفل، ولوحظ
انخفاض في نسبة الإصابة بالأمراض النفسية واضطرابات السلوك لدى الأطفال الذين
رضعوا من أثداء أمهاتهم بالمقارنة مع الذين رضعوا من الرضاعة الصناعية "(2)



وعلى الأم أن تغذي نفسها جيداً حتى يتوفر الحليب
الجيد






من
فوائد الرضاعة للأم
:


(1)
" الإرتباط النفسي
والعاطفي بين الأم وطفلها أثناء الرضاعة ، من العوامل الهامة لإستقرار الطفل والأم
نفسياً.



(2) عودة
الرحم الى وضعه وحجمه الطبيعي بسرعه أثناء الرضاعة ولولا ذلك لأصيب الرحم بسرعه
بالإنتان، ذلك أن إمتصاص الثدي يؤدي الى إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يؤدي الى
عودة الرحم الى حالته الطبيعية. " (3)



(3) " يحمي الإرضاع من الثدي من الإصابة بسرطان الثدي "(4)





وإن
لم يتمكن الطفل الرضاعة من أمه لأي سبب من الأسباب كوفاة الأم وضع العلماء شروط
للمرضعة كأن تكون شابه قوية ذات أخلاق حسنه وبعيده عن الإنفعالات النفسيه (5)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
عمارة ،محمود محمد ، تربية الأولاد في الإسلام، ص 102-103. وانظر إلى
مجموعة من المؤلفين، موسوعة سفير لتربية الأبناء، المجلدالثاني/321



(2)
محمد مرعي مرعي، محمد جهاد السعيد، دليل تربية الطفل صحياً وسلوكياً، ص31،
سوريا، دار ربيع.



(3)
ابراهيم الخطيب ،زهدي محمد عيد، تربية الطفل في الإسلام ، ص 47



(4)
المصدر السابق، ص32



(5)
انظر إلى حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً
وأسلوباً

، ص66
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com/forum
حمدان
ديري مبدع
ديري مبدع
حمدان


الساعة :
دعاء
عدد المساهمات : 1104
نقاط : 2370
التقيم : 28
تاريخ التسجيل : 05/05/2012

 تربية الطفل في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: تربية الطفل في الإسلام    تربية الطفل في الإسلام Icon_minitimeالثلاثاء مايو 08, 2012 3:16 pm

الرضيع
والفطام تربويا ً:






"
رأى بعض علماء النفس أن أول موقف صدمي إحباطي يتعرض له الطفل في حياته هو موقف
الصدام ، وقد اعتاد هذا الطفل أن يحصل على غذلئه من أمه ، بكل ما بعنيه من ارتباطه
بعا سيكيولوجياً، ثمّ فجأه يجد أن هذا الوضع قد تغير، وعليه أن يقبل وضعاً جديداً
فيه ابتعاد نفسي عن الأم، فأمام هذه الحالة دعا علماء النفس إلى الفطام التدريجي
ليخفضوا من وطأة الصدمة المباشرة عن الطفل، ولكي يجدوا الظروف المساعدة على التكيف
مع الحياة الجديدة، المعبر عنها بالنتقال من الطعام على ثدي الم إلى الطعام
الخارجي . " (1)






"
وتؤثر طريقة الفطام على شخصية الطفل ومشاعره تجاه أمه وتجاه المجتمع فيما بعد،
فخبراته قد تكون إيجابيه، ويعتمد ذلك على أسلوب الم في الفطام.



ولا
شك أن التبكير في الفطام له مساوئ كثيرة ، تشعر الطفل بالحرمان م نالحب والحنان،
لذلك تنعكس على الطفل في مص الأصابع ، أو النكوص فيما بعد ، لذلك حرص الإسلام أن
تكون مدة الرضاعة مناسبة؛ وليس معنى ذلك تأجيل عملية الفطام إلى وقت متأخر جداً، وتدليلة
مما قد يؤدي إلى تثبيت عادات طفليه يتمسك بها الطفل فيما بعد ، وتعيق اعتماده على
نفسه، وانفصاله عن أمه." (2)






المطلب
التاسع

: الحضانة والولاية



الحضانة
:


"
الحضانة : الولاية على الطفل لتربية وتدبير شؤونه .



ودور
الحضانة : مدارس ينشأ فيها صغار الأطفال " (3)



"
وتربية الطفل في أحضان والديه تهيئ له كل أسباب النمو الصالح جسمياً وعقلياً وتعده
نفسياً لإستقبال الحياه والنجاح فيها " (4)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) حلبي،
عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص 70-71


(2)
ابراهيم الخطيب ،زهدي محمد عيد، تربية الطفل في الإسلام ، ص 50-51



(3)إبراهيم
مصطفى وآخرون ، المعجم الوسيط، ص203



(4)سهام
مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص163









والحضانة
حق للنساء وقد أثبتها النبي – صلى اله عليه وسلم – للنساء



واختلف
الأئمة في مدة الحضانة فذكر الشافعي " الأم أحق بالطفل ذكراً كان أو أنثى الى
أن يبلغا سبع سنين (1)



وفي
مقابل رأي الشافعي : يرى بعض العلماء عدم تحديد المدة بسن معينه بل يجعل من
استقلال الطفل بأمور نفسه غايه لوجوده في حضانة أمه وبداية تؤهله للعيش في كنف
الأم (2)






إن
الحاضنة يشترط بصلاحيتها للحضانة ثلاثة شروط :



(1)
" ألا تكون متزوجه
من أجنبي عنه ، لأن ذلك الأجنبي في الغالب لا ينظر اليه نظرات عاطفه



(2) أن
تكون قادرة على صيانته والمحافظة عليه فإذا كانت عاجزة إما لشيخوخه فانيه، أولضعف
عقلي ظاهر أو لعدم التفرغ والإنشغال أكثر الوقت فإنها لا تكون صالحة للحضانة.



(3)
أن تكون أمينة على خلقه
ودينه . " (3)



" إن موضوع الحضانة ليس صراعاً بين الأب
والأم حول حضانة الطفل بل هو اختيار أفضل السبل لتأمين مناخ تربوي ينشأ فيه الطفل
بعناية وود وحب كل من أبويه معاً" (4)






الأب صاحب الحق في الولاية والأثر
التربوي لهذا الحق:



" لقد تقرر أن الأم أحق من الأب في الحضانة
لقدرتها على ذلك على نحو يفوق الأب أما الولاية ، أي إدارة شؤون الأولاد من الجانب
المالي والتأديبي وتوجيههم الى مهن أو حرف اوتعليم تخصص وغير ذلك فإن الرجال أقدر
لما فطروا فيه على جوانب القوة والتحلل والثبات (5)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) ابن قيم
الجوزيه ، زاد المعاد من هدي خير العباد ، مكتبة القدسي، جـ 4/135



(2)عمارة ،محمود محمد ، تربية الأولاد في
الإسلام
، ص124



(3)سهام
مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 165-166
بواسطة محمد أبي زهره ، الحضانة : مجلة العربي : ص57 : العدد 33



(1) المصدر
نفسه ص 166



(2) حلبي،
عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً، ص76









المبحث الرابع : صفات المربي الناجح:





إن
التربية الإسلامية تعتبر الرسل قدوه الإنسانية ،...،والإنسان يضع هذه القدوة
المباركة نصب عينه محاولاً أن يتمثل تعاليمها الطيبة في جميع المستويات فما هي
الصفات التي تجعل المربي ذو شخصية رسالية ليكون مربياً ناجحاً ؟" (1)



" للمربي
الناجح صفات كلما ازداد منها زاد نجاحه في تربية ولده بعد توفيق الله، وقد يكون
المربي أباً أو أماً أو أخاً أو أختاً أو عماً أو جداً أو خالاً، أو غير ذلك، وهذا
لا يعني أن التربية تقع على عاتق واحد، بل كل من حول الطفل يسهم في تربيته وإن لم
يقصد." (2)

وصفات المربي كثيرة أهمها:



المطلب الأول: " العِلم


عُدَّةُ المربي في
عملية التربية. فلابد أن يكون لديه قدر من العلم الشرعي، إضافة إلى فقه الواقع
المعاصر.
والعلم الشرعي: هو علم الكتاب والسنّة، ولا يطلب من المربي سوى القدر
الواجب على كل مكلف أن يتعلمه.
ولو نظر المتأمل في أحوال الناس لوجد أن
جل الأخطاء العَقَدية والتعبدية إنما ورثوها عن آبائهم وأمهاتهم، ويَظَلُّون عليها
إلى أن يقيّض الله لهم من يعلمهم الخير ويربيهم عليه، كالعلماء والدعاة والإخوان
الصالحين أو يموتون على جهلهم.
والمربي الجاهل بالشرع يحول بين أبنائه وبين الحق بجهله؛ وقد يعاديه لمخالفته
إياه، كمن يكره لولده كثرة النوافل أو ترك المعاصي أو الأمر بالمعروف أو طلب العلم
أو غير ذلك.
ويحتاج المربي أن يتعلم أساليب التربية الإسلامية ويدرس عالم الطفولة، لأن لكل
مرحلة قدرات واستعدادات نفسية وجسدية، وعلى حسب تلك القدرات يختار المربي وسائل
زرع العقيدة والقيم وحماية الفطرة السليمة . ولذا نجد اختلاف الوسائل التربوية بين
الأطفال إذا اختلفت أعمارهم، بل إن الاتفاق في العمر لا يعني تطابق الوسائل
التربوية؛ إذ يختلف باختلاف الطبائع.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية
الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص41


(2) http://saaid.net/tarbiah/64.htm


(3)
المصدر نفسه ، انظر إلى
http://mknon.net/trbih/boy2.htm





وعلى المربي أن يعرف ما في عصره من مذاهب هدَّامة وتيارات
فكرية منحرفة، فيعرف ما ينتشر بين الشباب والمراهقين من المخالفات الشرعية التي
تَفدُ إلينا؛ ليكون أقدر على مواجهتها ، وتربية الأبناء على الآداب الشَرعية.

المطلب الثاني: الأمانة



وتشمل كل الأوامر والنواهي التي تضمنها الشرع في العبادات
والمعاملات ومن مظاهر الأمانة أن يكون المربي حريصاً على أداء العبادات، آمراً بها
أولاده، ملتزماً بالشرع في شكله الظاهر وفي الباطن، فيكون قدوة في بيته ومجتمعه،
متحلياً بالأمانة، يسلكُ في حياته سلوكاً حسناً وخُلُقاً فاضلاً مع القريب والبعيد
في كل حال وفي كل مكان؛ لأن هذا الخُلُق منبعه الحرص على حمل الأمانة بمعناها
الشامل.

المطلب الثالث: القوة



أمرٌ شامل ،...، وكثير
من الآباء يتيسر لهم تربية أولادهم في السنوات الأولى؛ لأن شخصياتهم أكبر من
شخصيات أولادهم ، ولكن قليلٌ أولئك الآباء الذين يظلون أكبر وأقوى من أبنائهم ولو
كبروا.

وهذه الصفة مطلوبة في الوالدين ومن يقوم مقامهما، ولكن لابد أن تكون للأب وهي جزء
من القوامة، ولكن ثمة خوارقٌ تكسر قوامة الرجل وتضعف مكانته في الأسرة، منها:

* أن تكون المرأة نشأت في بيت تقوده المرأة، والرجل فيه ضعيف منقاد، فتغضب هذه
المرأة القوامة من الرجل بالإغراء، أو التسلط وسوء الخُلق، واللسان الحاد

* أن تعلن المرأة أمام أولادها التذمر أو العصيان، أو تتهم الوالد بالتشدد
والتعقيد، فيرسخ في أذهان الأولاد ضعف الأب .

* أن تَعرض المرأة على زوجها أمراً فإذا أبى الزوج خالفته خفية مع أولادها، فيتعود
الأولاد مخالفة الوالد والكذب عليه.

ولابد أن تسلم المرأة قيادة الأسرة للرجل، أباً كان أو أخاً كبيراً أو خالاً أو
عماً، وعليها أن تنقاد لأمره ليتربى الأولاد على الطاعة، وإن مَنَعَ شيئاً فعليها
أن تطيع. وإن خالفه بعض أولادها فيجب أن تخبر الأب ولا تتستر عليه لأن كثيراً من
الانحرافات تحدث بسبب تستُّر الأم.

وفي بعض الأحوال تصبح الأم في حيرة، كأن يطلب الأولاد شيئاً لا يمنعه الشرع ولا
الواقع، ولكن الأب يمانع لرأي يراه قد يفصح عنه وقد يكتمه، فيحاول الأولاد إقناع
الأب فلا يقتنع، ففي هذه الحال لابد أن تطيع المرأة، وتطيّب نفس أولادها وتبين لهم
فضل والدهم ورجاحة عقله، وتعزيهم بما في الحياة من أحداث تشهد أن للوالدين إحساساً
لا يخيب، وهذا الإحساس يجعل الوالد أحياناً يرفض سفر ولده مثلاً، ثم يسافر
الأصدقاء فيصابون بأذى فيكون رفض الوالد خيراً وذلك بسبب إحساسه.

المطلب الرابع: العدل



وقد كان السلف خير أسوة في العدل بين أولادهم.
والعدل مطلوبٌ في المعاملة والعقوبة والنفقة والهِبَة والملاعبة والقُبَل،والصدقة
ولا يجوز تمييز أحد الأولاد بعطاء لحديث النعَمان المشهور.



عن النعمان بن بشير
قال: " تصدق عليّ أبي ببعض ماله" فقالت أمي عمرة بنت رواحة لا أرضى حتى تشهد رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- فانطلق أبي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ليشهده على
صدقتي فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (أفعلت هذا بولدك كلهم) قال :لا قال
Sadاتقوا الله واعدلوا في أولادكم) فرجع
أبي فرد تلك الصدقة.(1)
ولا يعني العدل تطابق أساليب المعاملة، بل يتميز الصغير والطفل العاجز أو المريض ،
وذلك لحاجتهما إلى العناية. وكذلك الولد
الذي يغيب عن الوالدين بعض أيام الأسبوع للدراسة أو العمل أو العلاج، ولابد أن
يبيّن الوالدان لبقية الأولاد سبب تمييز المعاملة بلطف وإشفاق، وهذا التميز ليس
بدرجة الكبيرة ولكن فرق يسير بين معاملة هؤلاء ومعاملة البقية، وهذا الفرق اليسير يتسامح
الإخوة به ويتجاوزون عنه.
ومما يزرع الكراهية في نفوس الإخوة تلك المقارنات التي تُعقد بينهم، فيُمدح هذا
ويُذم هذا، وقد يقال ذلك عند الأصدقاء والأقارب فيحزن الولد المذموم ويكره أخاه.
والعدل ليس في الظاهر فقط، فإن بعض الناس يعطي هذا خفية عن إخوته وهذا الاستخفاء
يعلِّمُ الطفل الأنانية والتآمر



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
صحيح،أخرجه مسلم ، حديث رقم 1623، كتاب الهبات، باب كراهة تفضيل الأولاد في
الهبة، انظر إلى
النووي، يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،
جـ11/56




المطلب الخامس: الحرص



وهو مفهوم تربوي غائبٌ في حياة كثير من
الأسر، فيظنون أن الحرص هو الدلال أو الخوف الزائد عن حده والملاحقة الدائمة،
ومباشرة جميع حاجات الطفل دون الاعتماد عليه، وتلبية جميع رغائبه.
والأم التي تمنع ولدها من اللعب خوفاً عليه، وتطعمه بيدها مع قدرته على الاعتماد
على نفسه، والأب الذي لا يكلف ولده بأي عمل بحجة أنه صغير كلاهما يفسده ويجعله
اتّكالياً ضعيف الإرادة، عديم التفكير. والدليل المشاهَد هو: الفرق الشاسع بين
أبناء القرى والبوادي وبين أبناء المدينة .
والحرص الحقيقي المثمر: إحساسٌ متوقدٌ يحمل المربي على تربية ولده وإن
تكبَّد المشاق أو تألم لذلك الطفل. وله مظاهر منها:
) الدعاء: إذ دعوة الوالد لولده مجابة، لأن الرحمة متمكنة من قلبه فيكون
أقوى عاطفة وأشد إلحاحاً ، ولذا حذر الرسول – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – الوالدين
من الدعاء على أولادهم فقد توافق ساعة إجابة.

(ب) المتابعة والملازمة: لأن العملية التربوية مستمرة طويلة الأمد، لا يكفي
فيها التوجيه العابر مهما كان خالصاً صحيحاً .
والملازمة وعدم الغياب الطويل عن البيت شرط للتربية الناجحة، وإذا كانت ظروف العمل
أو طلب العلم أو الدعوة تقتضي ذلك الغياب فإن مسؤولية الأم تصبح ثقيلة، ومن كان
هذا حاله عليه أن يختار زوجة صالحة قوية قادرة على القيام بدور أكبر من دورها
المطلوب.

المطلب السادس: الحزم



وبه قوام التربية، والحازم هو الذي يضع الأمور
في مواضعها، فلا يتساهل في حال تستوجب الشدة ولا يتشدد في حال تستوجب اللين والرفق
.






وضابط الحزم: أن يُلزم
ولده بما يحفظ دينه وعقله وبدنه وماله، وأن يحول بينه وبين ما يضره في دينه
ودنياه، وأن يلزمه التقاليد الاجتماعية المَرعيَّة في بلده ما لم تعارض الشرع. قال
ابن الجوزي – رحمه الله -: "فإنك إن رحمت بكاءه لم تقدر على فطامه، ولم يمكنك
تأديبه، قيبلغْ جاهلاً فقيراً".









وإذا كان المربي غير
حازم فإنه يقع أسير حبه للولد، فيدلّله، وينفذ جميع رغائبه، ويترك معاقبته عند
الخطأ، فينشأ ضعيف الإرادة منقاداً للهوى، غير مكترث بالحقوق المفروضة عليه .




وليس حازماً من كان يرقب كل حركة وهمسة وكلمة، ويعاقب عند كل هفوة أو زلّة، ولكن
ينبغي أن يتسامح أحياناً .




ومن مظاهر الحزم كذلك عدم تلبية طلبات الولد؛ فإن بعضها ترف مفسد، كما أنه لا
ينبغي أن ينقاد المربي للطفل إذا بكى أو غضب ليدرك الطفل أن الغضب والصياح لا
يساعده على تحقيق رغباته ، وليتعلمَ أن الطلب أقرب إلى الإجابة إذا كان بهدوء وأدب
واحترام.
ومن أهم ما يجب أن يحزم فيه الوالدان النظام المنزلي، فيحافظ على أوقات النوم
والأكل والخروج، وبهذا يسهل ضبط أخلاقيات الأطفال .




المطلب السابع: الصلاح



فإن لصلاح الآباء
والأمهات أثر بالغ في نشأة الأطفال على الخير والهداية – بإذن الله – وقد قال
سبحانه: { وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} (1) ، وفيه دليل على أن الرجل
الصالح يُحْفَظ في ذريته، وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة، بشفاعته فيهم،
ورفع درجتهم إلى درجته في الجنة لتقر عينه كما جاء في القرآن ووردت به السنة .




ومن المُشاهَد أن كثيراً من الأسر تتميز بصلاحها من قديم الزمن وإن ضل ولد أو زلَّ
فَاءّ إلى الخير بعد مدة؛ لصلاح والديه وكثرة طاعتهما لله. وهذه القاعدة ليست عامة
ولكن هذا حال غالب الناس. وقد يظن بعض الناس أن هذا لا أثر له، ويذكرون أمثلة
مخالفة لذلك، ليبرروا تقصيرهم وضلالهم.







ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) سورة الكهف، آيه 82









المطلب الثامن: الصدق


وهو "التزام
الحقيقة قولاً وعملاً"، والصادق بعيد عن الرياء في العبادات، والفسق في
المعاملات، وإخلاف الوعد وشهادة الزور، وخيانة الأمانات
ومن مظاهر الصدق ألا يكذب المربي على ولده مهما كان السبب، لأن المربي إذا كان
صادقاً اقتدى به أولاده، وإن كان كاذباً ولو مرة واحدة أصبح عمله ونصحه هباء،
وعليه الوفاء بالوعد الذي وعده للطفل، فإن لم يستطع فليعتذر إليه .






وبعض الأطفال يتعلم
الرياء بسبب المربي الذي يتظاهر أمام الناس بحال من الصلاح أو الخلق أو الغنى أو
غيرها ثم يكون حاله خلاف ذلك بين أسرته .

المطلب التاسع: الحِكمة



وهي وضع كل شيء في موضعه، أو بمعنى آخر: تحكيم
العقل وضبط الانفعال، ولا يكفي أن يكون قادراً على ضبط الانفعال واتباع الأساليب
التربوية الناجحة فحسب، بل لابد من استقرار المنهج التربوي المتبع بين أفراد البيت
من أم وأب وجد وجدة وإخوان وبين البيت والمدرسة والشارع والمسجد وغيرها من الأماكن
التي يرتادها؛ لأن التناقض سيعرض الطفل لمشكلات نفسية .

وعلى هذا ينبغي تعاون الوالدين واتفاقهما على الأسلوب التربوي المناسب، وإذا حدث
أن أمر الأب بأمر لا تراه الأم فعليها أن لا تعترض أو تسفِّه الرجل، بل تطيع
وتنقاد ويتم الحوار بينهما سراً لتصحيح خطأ أحد الوالدين دون أن يشعر الطفل بذلك.













ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) http://saaid.net/tarbiah/64.htm


انظر
إلى
http://mknon.net/trbih/boy2.htm











بسم الله الرحمن الرحيم





الفصل
الثاني





بناء شخصية الطفل ( العقائدية ، والعبادية
والخُلقية والصحية والعلمية ) منذ
استكماله حولين إلى قبيل سن الرشد.






المبحث
الأول: البناء العقائدي



المطلب الأول: أهمية
مرحلة الطفولة في غرس العقيدة



المطلب الثاني: أسس غرس أركان الإيمان في
الأطفال :



المطلب الثالث : ترسيخ حب النبي – صلى الله عليه
وسلم- وحب آل بيته .



المطلب الرابع : الإيمان بالملائكة :


المطلب الخامس : الإيمان بالكتب السماوية:


المطلب السادس :
الإيمان بالرسل عليهم السلام



المطلب السابع : الإيمان باليوم الآخر :


المطلب الثامن : الإيمان بالقدر خيره وشره


المطلب التاسع : تعليم الطفل القرآن والسنة
النبوية المطهرة :



المطلب العاشر: الثبات على العقيدة والتضحية من
أجلها






المبحث
الثاني : البناء العبادي



المطلب الأول : تكامل العقيدة مع العبادة في
تربية الطفل



المطلب الثاني: الصلاة


المطلب الثالث : الصيام وبيان حكمه على الطفل
وأثره عليه



المطلب الرابع : الزكاة


المطلب الخامس : الحج




















المبحث
الثالث: البناء الأخلاقي



المطلب الأول: خلق تاديب الأطفال


المطلب الثاني: أنواع الآداب النبوية للأطفال





المبحث
الرابع: البناء البدني



المطلب الأول: أهداف التربية البدنية


المطلب الثاني: بعض الممارسات الرياضية في
الإسلام



المطلب الثالث : فوائد اللعب وقيمته


المطلب الرابع : قواعد الأكل والشرب والتغذية
وأثرها على التربي البدنية



المطلب الخامس: التربية البدنية وآداب النوم


المطلب السادس: إهتمام الأطفال بالنظافه


المطلب السابع: الوقاية من الأمراض والعلاج منها






المبحث
الخامس : البناء العلمي



المطلب الأول : الشريعة تدعو إلى العِلم بمعناه
الشامل



المطلب الثاني : العِلم في القرآن الكريم


المطلب الثالث : العِلم
في السنة النبوية المطهرة



المطلب الرابع: السن
الذي يبدأ فيه تعليم الطفل وتأديبه



























الفصل
الثاني


بناء
شخصية الطفل ( العقائدية ، والعبادية والخُلقية والصحية والعلمية ) منذ استكماله حولين إلى قبيل سن الرشد.






المبحث الأول: البناء العقائدي





المطلب الأول: أهمية مرحلة الطفولة في غرس العقيدة





إن
تأسيس العقيدة السليمة منذ الصغر أمر بالغ لأهمية في منهج التربية الإسلامية ،
وأمر بالغ السهولة كذلك اذا ما وعى الوالدان واجباتهما في إداء هذه المهمة التي
أوكلها الله عز وجل (1) لهما .



كما قال الإمام الغزالي : " وأعلم أن
الطريق في رياضة الصبيان من أهم الأمور وأوكدها والصبي أمانة عند والديه ، وقلبه
الطاهر جوهرة نفيسه ساذجه خاليه عن كل نقش وصوره . وهو قابل لكل ما نقش، ومائل الى
كل ما يمال به اليه ، فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة وشاركه
في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب ، وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك
وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له . (2) .



قال
تعالى:
} يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا { (3)





"
وهذه المرحلة هي أهم مرحلة بل أخطرها في مجال تربية الأبناء ، فهي مرحلة تأسيس
العادات الحسنة وتكوينها وترسيخ العقيدة السليمة في أعماق الفكر والقلب ، وتثبيتها
والتوجيه الى الأخلاق الفاضلة وتثبيتها في جميع تصرفاتهم " (4) .






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) محمد
خير ، فاطمه ،منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص200



(2) الغزالي
، إحياء علوم الدين ، جـ 3/99



(3) سورة
التحريم آيه 6



(4)
محمد خير ، فاطمه ،منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص201









وهي
كما قال الشاعر : (1)



وينشا
نأشئ الفنييان منا
على ما كان عوده أبوه



وما
دان الفتى بحجىً ولكن
يعلمه التدين أقربوه






وقال
بعضهم : (2)



إنَّ
الغصون إذا قومتها اعتدلت
ولا يلين اذا قومته الخشب



وينفع
الأدب الأحداث في صغر وليس
ينفع عند الشيبة الأدب






[ وبالتالي ]
" فإن هذه المرحلة هي أهم مرحلة وأخطرها ،وأنها المرحلة الأساسية في التلقين
والتوجيه والتأسيس لهذه العقيدة السليمة ، التي يجب أن يقوم بها الوالدان بشكل
أساسي ، بالإستعانه بالمربين إن أمكن ذلك، وضمن المنهج الإسلامي الصحيح النابع من
القرآن الكريم والسنة المطهرة ، مع الإستفادة من تربية السلف وحسن تطبيقهم لهذا
المنهج" (3)






ومرحلةُ الطفولة مهمة لأنَّ :





أولا : " مرحلةُ الطفولة مرحلة صفاء وخلو فكر ، فتوجيه
الطفل للناحية الدينية يجد فراغاً في قلبه ، ومكانا في فكره ، وقبولا من عقله .




ثانيا : مرحلة الطفولة مرحلة تتوقد فيها ملكات الحفظ والذكاء ، ولعل ذلك
بسبب قلة الهموم ، والأشغال التي تشغل القلب في المراحل الأخرى ، فوجب استغلال هذه
الملكات وتوجيهها الوجهة الصحيحة .











ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
المعري، أبي العلاء، ديوان لزوم ما لا يلزم، حرره وشرح تعابيره وأغراضه،
كمال الازجي، المجلد الثاني/496، بيروت، دار الجيل، ط1، 1412هـ - 1992 م .



(2)
الماوردي، علي بن محمد بن حبيب البصري، أدب الدنيا والدين، تحقيق طه عبد
الرؤوف سعد، ص239، ( أدب النفس ) ، المنصورة ، مكتبة الإيمان.



(3)
محمد خير ، فاطمه ،منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص 201-201



ثالثا : مرحلة الطفولة مرحلةُ طهر وبراءة
، لم يتلبس الطفل فيها بأفكار هدامة ، ولم تلوث عقلَه الميولُ الفكرية الفاسدة ،
التي تصده عن الاهتمام بالناحية الدينية ، بخلاف لو بدأ التوجيه في مراحل متأخرة
قليلا ، تكون قد تشكلت لديه أفكار تحول دون تقبله لما تمليه الثقافة الدينية.






رابعا
:
أصبح
العالَم في ظل العولمة الحديثة ، كالقرية الصغيرة ، والفردُ المسلم تتناوشه
الأفكار المتضادة والمختلفة من كل ناحية ، والتي قد تصده عن دينية ، أو تشوش عليه
عقيدته، فوجب تسليح المسلمين بالثقافة الدينية ، ليكونون على بصيرة من أمرهم ،
ويواجهون هذه الأفكار ، بعقول واعية .






خامسا
:
غرس الثقافة الدينية في هذه المرحلة يؤثر تأثيرا بالغا في تقويم سلوكه وحسن
استقامته في المستقبل ، فينشأ نشأة سليمة ، باراً بوالديه ، وعضواً فعالا في
المجتمع .
سادسا : الأبناء رعية استرعاهم الله آباءَهم ، ومربييهم وأسرهم ، ومجتمعهم ،
وهؤلاء جميعا، مسئولون عن هذه الرعية ، ومحاسَبون على التفريط فيها ، كما أنهم
مأجورون إن هم أحسنوا وأتقنوا." (1)






إن
غرس العقيدة في النفوس هي أمثل الطرق ليجاد أفراد صالحين يستطيعوا أن يقوموا
بدورهم كاملاً في الحياه.


















ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) http://saaid.net/tarbiah/6.htm


















المطلب الثاني: أسس غرس أركان
الإيمان في الأطفال
:






من
خلال سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – ومنهجه التربوي في تعليم أطفاله وأطفال
الصحابة أُسس دينهم يتضح لنا كيفية غرس أركان الإيمان في الأطفال وذلك من خلال أسس
وهي ما يلي :






الأساس الأول: إحياء بذرة الفطرة في
نفس الطفل

والتي تتمثل بتلقين الطفل كلمة التوحيد بالآذان في أذنه اليمنى والإقامة في أذنه
اليسرى.






الفطرة هي: "
الخلقة الثابتة المستقيمة التي وضعها الله –عز وجل- في الإنسان منذ ولادته، تتميز
بجذورها الغريزية الباطنية والتي لا تتحقق بدون تعليم ولا تتأثر بالعوامل
الخارجية، كالعوامل الجغرافية والسياسية والاقتصادية" (1)



"
ولكي نحمي بذور الفطرة في نفوس الأطفال علينا منذ الأيام الأولى لولادته بالتأذين
في أذنه اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى. " (2)



"
من الأمور المُسلم بها لدى علماء التربية والأخلاق أن الطفل حين يولد ، يولد على
فطرة التوحيد وعقيدة الإيمان بالله ، وعلى أصالة الطهر والبراء ، فإذا تهيأت له
التربية المنزلية الواعية ، والخلطة الاجتماعيه الصالحه، والبيئة التعليمية
المؤمنه، نشأ الولد – إن شاء الله - على الإيمان الراسخ والأخلاق الفاضلة والتربية
الصالحة، وهذه الحقيقة من الفطرة الإيمانية قد قدرها القرآن الكريم وأكدها الرسول –
صلى الله عليه وسلم-" (3)



قال
تعالى :
} فطرت الله التي
فطر الناس عليها ، لا تبديل لخلق الله
{ (4)


قال
سيد قطب : " وبهذا يربط بين فطرة النفس البشرية وطبيعة هذا الدين وكلاهما من
صنع الله وكلاهما موافق لناموس الوجود وكلاهما متناسق مع الآخرين في طبيعة واتجاهه
،....، والفطرة ثابتة والدين ثابت . فإذا انحرفت النفوس عن الفطرة لم يردها اليها
إلا هذا الدين المتناسق مع الفطرة ، فطرة البشر وفطرة الوجود " (5)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) سهام
مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 186



(2)
انظر إلى صفحة من هذا البحث



(3) الخداش
،جاد الله بن حسن، المهذب المستفاد
لتربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة
، ص64



(4) سورة الروم ،آية 30


(5) في
ظلال القرآن ، جـ 5/2767



عن
أبي هريرة – رضي الله عنه- أن رسول الله – صلى الله عليه وسل – قال : (ما من مولود
إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه أو يمجّسانه ) (1)



قال
الشوكاني " أي كل مولود يولد على الدين الحق فإذا لزم غيره فذلك لأصل ما يعرض
له بعد الولادة من التغييرات من جهة أبويه أو سائر من يربيه. " (2)






الأساس الثاني : تثبيت اعتقادهم بالله الواحد الأحد ،
وترسيخ حب الله تعالى :






لماذا نعلمهم حب الله تعالى :


أ-لأن
الله تعالى قال عن الذين يحبونه:
{ قُل إن كُنتم تحبون اللهَ فاتَّبعوني يُحِببْكُم اللهُ
،ويَغفر لكم ذنوبَكم،واللهُ غفورٌ رحيم } (3)






ب- لأن الله جلَّ شأنه هو الذي أوجدنا من
عَدَم،وسوَّى خَلقنا وفضَّلنا على كثير ممَّن خلق تفضيلا،ومَنَّ علينا بأفضل نعمة
وهي الإسلام، ثم رزقنا بالكثير من فضله دون
أن نستحق ذلك،ثم هو ذا يعدنا بالجنة
جزاءً لأفعال هي من عطاءه وفضله، فهو المتفضِّل أولاً وآخِرا.



جـ
- عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( كان من دعاء داود
يقول اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك، اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي ومن الماء
البارد) (4) ولنا في ذلك أسوة الحسنة.



د-
لأن الحب يتولد عنه الاحترام والهيبة في ا لسر والعلن، وما أحوجنا إلى أن يحترم
أطفالنا ربهم ويهابونه- بدلاً من أن تكون علاقتهم به قائمة على الخوف من عقابه أو
من جهنم- فتكون عبادتهم له متعة روحية
يعيشون بها وتحفظهم من الزلل .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
صحيح ،اخرجه البخاري برقم 1358 كتاب الجنائز ، باب اذا أسلم الصبي فمات هل يصلى
عليه ؟ انظر إلى ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح الباري شرح البخاري
،جـ3/317



وأخرجه مسلم برقم 2658 كتاب القدر ، باب معنى كل
مولود يولد على الفطره. انظر إلى
النووي، يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،
جـ16/169



(2)الشوكاني
، محمد بن علي بن محمد، نيل الإطار شرح
منتقى الأخيار
، فهارس الكتاب العامة وضعها الشيخ خليل مأمون شيحا،جـ 7-8
/248، بيروت ، دار المعرفة،ط1، 1419هـ - 1998 م .



(3)
سورة آل عمران ،آيه 31



(4) حديث
حسن غريب
، أخرجه الترمذي، كتاب الدعوات عن رسول الله ، باب ما جاء في عقد
التسبيح باليد.






هـ-
لأن الأطفال في الغالب يتعلقون بآبائهم وأمهاتهم -أو مَن يقوم برعايتهم وتربيتهم-
أكثر من أي أحد،مع العلم بأن الآباء ، والأمهات، والمربين لا يدومون لأطفالهم، بينما
الله تعالى هو الحيُّ القيوم الدائم الباقي الذي لا يموت،والذي لا تأخذه سِنةٌ ولا
نوم، فهو معهم أينما كانوا وهو الذي يحفظهم ويرعاهم أكثر من والديهم،...،إذن
فتعلقهم به وحبهم له يُعد ضرورة، حتى إذا ما تعرضوا لفقدان الوالدين أو أحدهما
عرفوا أن لهم صدراً حانياً، وعماداً متيناً، وسنداً قوياً هو الله -سبحانه وتعالى-.






و- لأنهم إذا أحبوا الله عز
وجل وعلموا أن القرآن كلامه أحبوا القرآن، وإذا علموا أن الصلاة لقاء مع الله فرحوا
بسماع الأذان، وحرصوا على الصلاة وخشعوا
فيها، وإذا علموا أن الله جميل يحب الجمال فعلوا كل ما هو جميل وتركوا كل ما هو
قبيح، وإذا علموا أن الله يحب التوابين والمتطهرين، والمحسنين، والمتصدقين، والصابرين،
والمقسطين، والمتوكلين، وأن الله مع الصابرين،وأن الله ولي المتقين، وأنه وليُّ
الذين آمنوا وأن اللهَ يدافع عن الذين آمنوا،...، إجتَهَدوا ليتصفوا بكل هذه
الصفات، ابتغاء مرضاته، وحبه، والفوز بولايته لهم، ودفاعه عنهم.



أما
إذا علموا أن الله لا يحب الخائنين، ولا الكافرين، ولا المتكبرين، ولا المعتدين، ولاالظالمين،
ولا المفسدين، وأنه لا يحب كل خَوَّا ن
كفور ، أو من كان مختالاً فخورا ،...، لابتعدوا قدر استطاعتهم عن كل هذه الصفات
حباً في الله ورغبة في إرضاءه.






ز-
لأنهم إذا أحبوا الله -جل وعلا- أطاعوا أوامره واجتنبوا نواهيه بطيب نفس ورحابة صدر؛ وشبُّوا على تفضيل
مراده على مرادهم، و تقديم كل غال وثمين من أجله، والتضحية من أجل إرضاءه، وضبط
الشهوات من أجل نيل محبته، فالمُحب لمن يحب مطيع.






حـ- لأن حب الله يعني استشعار وجوده -عز
وجل - معنا في كل وقت ومكان، مما يترتب عليه الشعور بالراحة والاطمئنان والثبات، وعدم
القلق أو الحزن،...، ومن ثم سلامة النفس والجسد من الأمراض النفسية والعضوية،… ، بل
والأهم من ذلك السلامة من المعاصي والآثام .



وما أجمل قول القائل : مَن كان الله معه ،فمَن
عليه






طـ - لأن أعز ما يملكه الإنسان - بعد إيمانه بالله عز
وجل - هو الكرامة " وليس المال أو المنال، أو الجاه أو القدرة،...، فالمجرم
يتعذب في داخله قبل أن يحاسبه الآخرون، لأنه على بصيرة من قرارة نفسه التي تحس
بغياب الكرامة بفعل الأفعال الدنيئة، أما الإنسان المحترم الذي يحس بوفرة الكرامة
لديه، فإنه أحرى أن يعتلي القمم السامية والمنازل الرفيعة...وهكذا كان شأن
"يوسف" الصدِّيق -عليه السلام- حين توسم فيه عزيز مصر أن ينفعه ذات يوم، ويكون خليفة له على
شعبه ،أو يتخذه ولداً؛ لذا فقد قال لامرأته
حين أتى بيوسف مستبشراً به :"أكرِمي مثواه " أي أكرمي مكانته،واجعليه
محط احترام وتقدير،ولم يوصها بأي شيء آخر ...فلعله رأى أن التربية القائمة علىأساس
الكرامة تنتهي بالإنسان إلى أن يكون عالماً، وقادراً على أًن يتخذ القرارات السليمة وفقاً لأسس وقواعد التفكير الحكيم، هذا
بالإضافة إلى قدرته على وضعها موضع
التنفيذ "



فإذا
أردنا الكرامة ونتائجها لأطفالنا فما أحرانا بأن نهبها لهم من خلال حبهم لخالق
الكرامة الذي كرَّم أباهم آدم وأسجد له الملائكة، وقال عنهم:
{ ولقد كرَّمنا بني آدم} (1)...
وإذا أردنا لهم الدرجات العُلا في الدنيا والآخرة،فلا مفر من مساعدتهم على حب الله
الذي يقودهم إلى التقوى، " (2) فيصبحوا من الذين قال عنهم
:{إن أكرمكم عند اللهِ
أتقاكم }(3)






طرق ترسيخ حب الله –سبحانه وتعالى- في الطفل :


ولنرسخ
في إذهان أطفالنا ان حب الله تعالى يتثمل باتباع الآتي :






أولاً
: " تنزيه سبحانه الله تعالى وطاعته ومراقبة الله سبحانه وتعالى في سر السر
والعلن



جاءت
الديانات السماوية كلها توضح وتؤكد تنزيه الخالق فهو مُنزّه عن الشركاء ، له
الألوهية وحده وله الربوبية وحده ، وتعالى الله عما يقولون علواً كبيراً." (4)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)سورة
الإسراء، آيه 70



(2)
فضيلة الشيخ " راتب النابلسي".محبة
الله أصل الدين :محاضرة مسجلة على الرابط



http://www.alminbar.net/alkhutab/khutbaa.asp?mediaURL=5251 بواسطة http://saaid.net/tarbiah/11.zip


كيف
نربي أبناءنا على الإيمان،ص 3،من مقالة منشورة على الرابط:



www.almodarresi..com/moha/e91a2cd8.htm بواسطة http://saaid.net/tarbiah/11.zip


(3)سورة
الحجرات ، آيه 13



(4)سهام
مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 192












قال
تعالى :
} ليس كمثله شيء وهو السميع البصير {(1)


قال
سيد قطب :- " والفطرة تؤمن بهذا بداهة مخالق الأشياء لا تماثله هذه الأشياء
التي هي من خلقه ..." (2)



عن
عبد الله بن مسعود قال : سألت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أي الذنب أعظم عند
الله ؟ قال : ( أن تجعل لله ندا وهو خَلقك ) " (3)






لا
بد للمربين أن يغرسوا في نفوس أطفالهم أن الله واحد لا شريك له ونتوجه له بالعباده
والإخلاص قال تعالى :-
} اياك نعبد وإياك نستعين { (4)





وبعد
أن نبين لهم ذلك ونوضح لهم ان الله رقيب علينا وعلى كل شيء في الكون، بعد ذلك نشعرهم بأن الله يراقبنا في السر
والعلن.






"
أما ترويضه [ الطفل ] على مراقبة الله وهو يعمل، فليتعلم الإخلاص لله رب العالمين في كل أقواله
واعماله وسائر تصرفاته.



أما
ترويضه على مراقبة الله وهو يفكر فليتعلم الأفكار التي تقربه من خالقه
العظيم ، والتي بها ينفع نفسه وينفع مجتمعه وينفع الناس أجمعين، بل يجب أن يروض
على أن يكون عقله وقلبه وهواه تبعاً لما جاء به خاتم الأنبياء – صلى الله عليه
وسلم –



أمل
ترويضه على وهو يحس : فليتعلم كل إحساس نظيف وليتربّى على كل شعور طاهر ،
فلا يحسد ولا يحقر ولا ينم .... " (5)






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
سورة الشورى آيه 11



(2)في
ظلال القرآن
، جـ5/3146



(3)صحيح
، أخرجه مسلم حديث رقم 86 ، كتاب الإيمان ، ، باب كون الشرك أقبح الذنوب
وبيان أعظمها بعده ، انظر إلى
النووي،
يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي
،جـ
2/69



(4)
سورة الفاتحة ،آية 5



(5)
علوان ، عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام
،جـ1/169-170














فالله
-سبحانه وتعالى- يسمع ويرى كل شيء سواء في السر والجهر قال تعالى : {
عَالِمُ
الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ {9} سَوَاء مِّنكُم مَّنْ
أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ
بِالنَّهَارِ
}(1)





وبالتالى
يشعر بان الله يراقبه فهذا ينعكس ايجابا علي سلوكه وشعوره وتصرفاته0






قال
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الأحسان: (ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تراه
فانه يراك)(2)






ماذا
يجنى اطفالنا من غرس روح المراقبه فى نفوسهم
:





-ان
مراقبه الله في السر والعلن توقظ في ضميره الخوف فيبعده عن ارتكاب الذنوب والمعاصى
فاذا أخطأ أو زل بسبب ضعفه البشرى فانه سرعان ما يبادر الى التوبه والأستغفار.






-والمراقبه
تؤدي إلى الحياء وقد حكي أنَّ لقمان قال لأبنه
: " اذا راقبت الله تعالى لم تقدم علي
معصيته ابدا ؛لأنه بمجرد التفاتك الى انه يراك ويطلع عليك يمنعك الحياء من مخالفته
".






وما
احوج الولد وهو صغير الى هذا التوجيه حتى يواجه الحياة بنفسه مطمئنه وضمير يقظ واع
يفسح امامه الطريق ليخدم نفسه واسرته ومجتمعه وبلاده. " (3)









ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





(1) سورة
الرعد ، آيه 10



(2) صحيح
،أخرجه مسلم، حديث رقم 1 ، كتاب الإيمان ، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان
ووجوب الإيمان، انظر إلى
النووي، يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،
جـ 1/141



(3) سهام ص
196
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com/forum
حمدان
ديري مبدع
ديري مبدع
حمدان


الساعة :
دعاء
عدد المساهمات : 1104
نقاط : 2370
التقيم : 28
تاريخ التسجيل : 05/05/2012

 تربية الطفل في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: تربية الطفل في الإسلام    تربية الطفل في الإسلام Icon_minitimeالثلاثاء مايو 08, 2012 3:17 pm

ثانياً:
حسن الظن بالله واللجوء اليه والخوف منه:






ان
حسن الظن بالله صفه راسخه على كل مؤمن ان يغرسها فى قلبه.



"
إن الله فطر الإنسان على الخوف والرجاء ويعمل هذان الخطان باستمرار في نفسه ،
وبمقدار اتجاهها الإتجاه السليم ؛ يفوز المسلم بالأمن في الدنيا وبالجنة في الآخرة
" (1)






الآثار
الطيبه والثمار الحسنة التي يجنيها الفرد من خونه من الله :






(1) "إن
الخوف من الله يحيي ضمير الإنسان على اليقظة والخشية ، ومراقبة الله -جل وعلا - ،
فيمنع الإنسان من الإسترسال في المعاصي والآثام ، ويجنيه الوقوع في الحرام ، ويبعث
في الإنسان روح الشجاعه ، ويدفعه الى الجهر بالحق، فلا يحسبون للخلق حساباً ولا يتهيبون من أحد ،
ولا يخافون من مخلوق قال تعالى:
{الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ
وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً } (2)






(2) إن
الخوف من الله يقف حارساً يرغب الإنسان الى الخير والإستقامة ، ويحذره من الشر
والإنحراف ، فإذا اقترف ذنباً فإنه يسارع بالتوبة والندم والإستغفار ، والخائفون
من الله هم الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.






إن الإنسان إذا خاف من
الله فإنه سوف يكف لسانه عن الغيبة والنميمة .... ولهذا يجب علينا كمربين أن نغرس
في نفوس أطفالنا صفة الخوف من الله ليستيقظ ضميره من صغره، ويصمد أمام مغريات الدنيا." (3)












ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 198



(2)
سورة الأحزاب، آية 39



(3)
المصدر السابق ، ص 199-200












ثالثاً
: الصلة بالله وبيان أثرها في الطاقات الإنسانية
:





"
إنَّ الأساس في التربية الإيمانية هو أن يكون بين الإنسان وربه ايصال دائم لا
ينقطع ، فالعبادة بجميع أنواعها وشتى صورها تشعر المؤمن أنه موصول بالله -سبحانه
وتعالى- يستمد منه الهداية والعون ، يدعو فيجيب الله دعاءه، [ وبالتالي ] فقد
انعقدت بين الله وبين قلب هذا الطفل صلة لا تنقطع في النهار أو الليل، لا تنقطع في عمل أو شعور أوفكر أو قول.....






إذا أردنا أن تظهر الفضائل الإنسانية الحقيقية
في قلوب أطفالن،ا فلنربيهم على قاعدة تربوية يكون أساسها الإرتباط الواقعي والصلة
الدائمة بينهم وبين خالقهم " (1)






رابعاً
: شكر الله اعترافاً بالجميل :






" وواجبنا ... أن نلفت دائماً أنظار
أولادنا الى هذا الإنسان وما فيه من نِعَم ربانية لا تحصى، أو أن نُعلّمهم أن
علينا واجباً نحو خالقنا –سبحانه وتعالى- الذي تفضل علينا بالنعم وهذا الواجب
يتمثل بشكره تعالى على نعمه، وأن نقول لهم أن الشكر يتحقق بالعبادة والطاعة






ما
يجني العبد من شكره لله تعالى :






(1) الحفاظ
على النعمة وعدم زوالها . قال تعالى
: { وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ
آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ
فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ
بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } (2)






(2)
زيادة النعمة قال تعالى
:{ لَئِن
شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ }
)3)


وغير ذلك الكثير " (4)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) سهام
مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 201-202



(2) سورة
النحل ، آيه 112



(3) سورة
إبراهيم ، آيه 7



(4) سهام
مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 203






قال
سيد قطب : " إنما هو صلاح الحياه يتحقق بالشكر ، ونفوس الناس تزكو بالإتجاه
الى الله، وتستقيم بشكر الخير وتطمئن الى الاتصال بالمُنعم ، فلا تخش نفاذ النعمة
وذهابها ، ولا تذهب حسرات وراء ما ينفق أو يضيع منها ، فالمُنعم موجوده والنعمه
بشكره تزكو وتزيد " (1)






خامساً
: الدعاء وبيان بركته وفضله :



علينا
دائماً أن نكون قدوة للأطفال بأن نرفع أيدينا دائماً بالدعاء لله وطلب كل ما نريده
ونبين لهم أن الإنسان ضعيف وفقير الى الله يستمد قوته منه وحده سبحانه.






أثر
الدعاء التربوي
:


(1)
" الدعاء من أسباب
رفع البلاء



(2) تذكير
للنفس بحقيقة فقرها الى الله- سبحانه وتعالى- وصلتها به ، ومن ثمَّ كانت حياة
الرسول – صلى الله عليه وسلم – دعاء دائماً ، يدعو مع كل عمل وكل حركة بالليل
وبالنهار.



(3) الدعاء
هو سبيل القوة الحقة، فمن وراء ايمانه
وإحساسه أنه تحت رعايه الله وحفظه وأنه يستمتع اليه اذا شكا ، وأنه قريب يستجيب
دعاءه ،فإنه يجابه الحياة ؛ أملاً في الله متوكلاً عليه." (2)






تذكرة :


علينا
ان نتذكر ما يلي :



(1)
" أجب على تساؤلات
طفلك الدينية بما يناسب مع سِنِّه ومستوى إدراكه وفهمه



(2)
اعتدل في أوامرك ولا
تحمل طفلك ما لا طاقة له به



(3)
لا تلقن طفلك اسم الله
من خلال الإحداث الأليمة



(4)
حاول أن تَذكر اسم الله
تعالى أمام الطفل من خلال مواقف محببة ساره



(5)
ينبغي الا نرعب الطفل
بكثرة الحديث عن غضب الله وعذابه والنار .... بل بالترغيب بدلاً من الترهيب."
(3)



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
في ظلال القرآن ، جـ 4/2089


(2) سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية
ومنهج التربية النبوية
، ص 208-209



(3) د.
حسان شمسي باشا، كيف تربي أبناءك في هذا الزمان، ص122، دمشق، دار القلم،
ط1، 1421 هـ - 2001 م.






المطلب الثالث : ترسيخ حب النبي – صلى
الله عليه وسلم- وحب آل بيته .






قال
تعالى :
{ قُلْ
إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ
لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
(1)


"
إنَّ حب الرسول –صلى الله عليه وسلم- واجب على كل مسلم وهو يأتي بعد حُبِّهِ
لله -سبحانه وتعالى- ،وقد أمرنا
الله -سبحانه وتعالى- بِحُب الرسول –صلى
الله عليه وسلم- وقرن حُبَّه-سبحانه وتعالى- بحب الرسول –صلى الله عليه وسلم-
"(2)






"
يعطي القرآن الكريم الصورة الواضحة المميزة عن أخلاقة [ محمد - صلى الله عليه
وسلم-] وأفعاله وأقواله قال تعالى:
{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (3)
، ونحن نعيش بعيدين عنه بفاصلة زمنية هي أربعة عشر قرناً، ولقد أبقى القرآن الكريم
الرسول العظيم – صلى الله عليه وسلم- حياً في قلوب المسلمين متعايشاً في مشاعرهم
وتفكيرهم يفضون تجاهه بمشاعر الحب والتقدير ، واجنبا كمربين أن نرسخ في نفوس
أطفالنا حب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وحب آل بيته، وأن نبين لهم أن حب رسول
الله –صلى الله عليه وسلم- يفوق كل حب ، وأنَّ حبه من الإيمان" (4)
مصداقاً لقوله –صلى الله عليه وسلم- ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده
وولده والناس أجمعين) (5)



"
فبحب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يتحقق الشطر الثاني من الشهادة ، شهادة أن لا
إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله ، وبترسيخ محبة رسول الله –صلى الله عليه
وسلم- تتحرك مشاعر الطفل وأحاسيسه ويقوى لديه الانتماء إلى هذا الدين وترسخ لديه
عقيدة الإيمان به كرسول منزل ، ولِنُبين لأطفالنا أنَّ محبة رسول الله –صلى الله
عليه وسلم- لا تتحقق بالأقوال دون الأفعال ."(6)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)سورة
آل عمران آيه 31



(2)
العك ، خالد عبد الرحمن، تربية الأبناء والبنات، ص 106



(3)
سورة القلم آية 4



(4)
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 209-210



(5) صحيح،
أخرجه البخاري ، حديث رقم 15، كتاب الإيمان، باب حب الرسول من الإيمان، انظر ابن
حجر العسقلاني،أحمد بن علي، فتح الباري في شرح صحيح البخاري، جـ1/88



(6)المصدر
السابق ص 210-211









ولكن تتحقق باتباع الآتي:


1) الاستجابة
القوية لأوامره وتنفيذها، واجتناب نواهيه وبالبعد عنها، قال تعالى:
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ
عَنْهُ فَانتَهُوا }
(1)


2)
التأسي برسول الله –صلى الله
عليه وسلم-

في أقواله وأفعاله باتخاذه القدوة الحسنة.






"
القدوة في التربية هي من أنجع الوسائل المؤثرة في إعداد الولد خُلقياً ، وتكوينه
نفسياً واجتماعياً ، ذلك لأن المربي هو المثل الأعلى في نظر الطفل ، والأسوة
الصالحة في عين الولد ، يقلده سلوكياً ويحاكيه خلقياً من حيث يشعر أو لا يشعر ، بل
تنطبع في نفسه وإحساسه صورته القولية والفعلية والحسية والمعنوية من حيث يدري أو
لا يدري " (2)



قال تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ
اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ
وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }
(3)


لكن
علينا أن نُعلِم أطفالنا بأن يتخذوا الرسول – صلى الله عليه وسلم – قدوتهم في الله
ويتأسوا به ويسيروا على طريقه وبالتالي ينالوا السعادة في الدنيا والآخرة
والطمأنينة والسكينة والفلاح.






حب
آل بيت النبي – رضوان الله عليهم :



قال
تعالى :
{ إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا }
(4)


علينا
أن نحب آل بيت النبي – صلى الله عليه وسلم – ونسير حسب نهجهم.



ولنخبر
أولادنا عنهم ولنتأس بهم لأنهم :



"
أعلم المسلمين وأعبدهم وأورعهم وأتقاهم وأكرمهم وأحلمهم ، وأشجعهم الى جميع صفات
الكمال " (5)




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
سورة الحشر آية 7



(2)
علوان ، عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام، جـ2/607



(3)
سورة الأحزاب آية 21



(4)
سورة الأحزاب آيه 32



(5)
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية
، ص 217


المطلب الرابع : الإيمان
بالملائكة :







يجب
على المربين التدرج في غرس العقيدة للطفل، ابتداءاً بغرس حب الله ورسوله وآله ثم
ملائكته، وسوف نتكلم الآن -إن شاء الله تعالى- عن الإيمان بالملائكة. (1)



وعند
التدرج يراعى الإستعداد العقلي لقبول ما يقال له ويبدأ بتوضيح :



أ‌)
من هم الملائكة .


ب‌) وما
هي صفاتهم



ت‌) وما
يفعلون وكم عددهم.






الملائكة
هم

: " من العالم غير المنظور ، عالم الغيب أو عالم ما وراء الطبيعة ، ولا يَعلم
حقيقتهم إلا الله سبحانه ، وهم من عباد الله المسخرين لطاعته والمجنّدين لتنفيذ
أوامره.



قال
تعالى :
{
عليها ملائكة غلاظ شداد ، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون }
(2) وإنهم لا يتوالدون ولا يوصفون بذكروه
ولا بأنوثه ... وقد خلق الله سبحانه وتعالى الملائكة من نور " (3)



والإيمان
بهم هو التصديق الحازم بوجودهم وبصفاتهم وبأعمالهم .






من
صفات الملائكة
:


1)
مخلوقون من نور.


2)
أنهم متفاوتون في الخلق
والأقدار تفاوتاً لا يعلمه إلا الله (4)



قال
تعالى :
{ الحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ
وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ }
(5)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) انظر
إلى سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية،ص
220 -228



الزنتاني
، عبد الحميد الصيد، فلسفة التربية الإسلاميه في القرآن والسنة ، ص 106-111



(2) سورة
التحريم آيه 6



(3) السائح،
عبد الحميد ، عقيدة المسلم وما يتصل بها، ص 290، عمان، مطابع وزارة الأوقاف
والشؤون والمقدسات الإسلامية، ط2، 1404هـ - 1983 م.



(4) انظر
إلى محمد خير ، فاطمه ،منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص 317-323



(5) سورة
فاطر آيه 1






3) لا
يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون قال تعالى :
{ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ
وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ {26} لَا يَسْبِقُونَهُ
بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ }
(1)





4)
منحوا القدرة على
التشكل بأشكال مختلفة.






من
أعمال الملائكة ووظائفهم :






1)
" الوحِي : وهذه
الوظيفة خاصة بجبريل – عليه السلام- فهو الذي ينزل على الأنبياء والرسل بالوَحِي.



2)
تسجيل أعمال الناس.


3)
الإستغفار للمؤمنين
وطلب الرحمه لهم.



4) رعاية
الجنة وأهلها" (2) قال
تعالى :
{
وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا
جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ
طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }(
3) والقيام
بشؤون النار وأهلها قال تعالى :
{ كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ
{15} نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ {16}
فَلْيَدْعُ نَادِيَه{17}سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ}
(4)





إعداد الملائكة :





الملائكة لا يحصون عدداً في علم المخلوقات، لكثرتهم الكاثرة ولأنهم من جنود الرحمن، قال
تعالى:
{
وما يعلم جنود ربك إلا هو }
(5)














ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) سورة
الأنبياء 26-27



(2) انظر
إلى، محمد خير ، فاطمه ،منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص 323-334



(3) سورة
الزمر، آيه 73



(4) سورة
العلق، 15-18



(5) سورة
المدثر، 31












الثمار
التي يجنيها الأطفال من إيمانهم بالملائكة :






1)
" الإيمان
بالملائكة يدل على صدق الإيمان، لأن الملائكة ليسوا من عالم الشهادة بل هم من عالم
الغيب، وقد أوجب الله الإيمان بهم، وقد جعل الله –سبحانه وتعالى- الإيمان بالغيب
من ابرز صفات المؤمنين قال تعالى
{ الم {1} ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى
لِّلْمُتَّقِينَ { 2} الَذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } (1)









2) تنمية
الشعور بالمسؤوليه ودوام المراقبة لله سبحانه، لأن الله -عز وجل -قد وكل بنا
الملائكة يحصون علينا أعمالنا صغيرها وكبيرها، وهم معنا يطلعون علينا ويسجلون ذلك
في سجلات سوف تعرض علينا يوم القياةة ونحاسب عليها فيدفعنا ذلك لمحاسبة أنفسنا على
اعمالنا والازدياد من أعمال الطاعة والخير والبعد عن المعاصي.






3) زيادة
الشكر لله -عز وجل- وحمده على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ومنها أعمال الملائكة
التي تساعد المؤمن على الازدياد من اعمال الخير.






4) تقوية
ثقة المؤمن بنصر الله وتأييده، وذلك عندما يعتقد المؤمن أن هناك ملائكة قد كلفوا
بنصره وتأييده ، كما حدث ذلك لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- في معركة بدر.






5)
حمل الإنسان على التشبه
بهم ، في الإقدام على الطاعات ، والابتعاد عن المعاصي." (2)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
سورة البقرة، آيه
1-3


(2) محمد خير ، فاطمه ،منهج
الإسلام في تربية عقيدة الناشئ
، ص
335-337 ، وانظر إلى الزنتاني، عبد الحميد الصيد، فلسفة
التربية الإسلاميه في القرآن والسنة
، ص 111



المطلب الخامس : الإيمان بالكتب السماوية:





من
أركان العقيدة الإسلامية الإيمان بجميع الكتب السماوية قال تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى
رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ
وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً
بَعِيداً }
(1)





قال
سيد قطب Sad والإيمان بالكتاب كله – بوصف
أن الكتب كلها كتاب واحد في الحقيقة – هو السمة التي تنفرد بها هذه الأمة المسلمة
، لأنه تصورها لربها الواحد ، ومنهجه الواحد ، وطريقه الواحد ، هو التصور الذي
يستقيم مع حقيقة الألوهية، ويستقيم مع وحدة البشرية ويستقيم مع وحدة الحق الذي لا
يتعدد.) (2)






"
لا بد أن يؤمن المسلم بجميع كتب الله -سبحانه وتعالى- المنزّلة على رسله الكرام؛
ليبلغوا بها دينه وشرعه الى عباده ، وذلك حتى يكتمل ايمان المسلم وتصح
عقيدته." (3)






"
وهذه الكتب هي الصحف المنزلة على ابراهيم -عليه السلام- والتوراة المنزلة على موسى
-عليه السلام- والزبور على داوود -عليه السلام- والإنجيل المنزل على عيسى بن
مريم -عليه السلام- ثم خاتمها المصدق
لها والمهيمن عليها ،... ، واشملها واكملها وأعظمها والموجه الى البشرية كاملة :
القرآن الكريم المنزّل على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد – صلى الله عليه وسلم – " (4)



وعلينا
أن نؤمن بجميع الكتب السماوية ولكن الإنجيل والتوراة الموجودة الآن حُرِّفت ،
وبالتالي لا يمكن ان نؤمن بما جاء بها



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) سورة النساء آيه 136


(2) في ظلال القرآن ، جـ2/778


(3)
انظر إلى محمد خير ، فاطمه ،منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص
338-368 السائح، عبد الحميد، عقيدة المسلم وما يتصل بها، ص 234-280 ، سهام
مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص234 ، الزنتاني،
عبد الحميد الصيد، فلسفة التربية الإسلاميه في القرآن والسنة، ص112



(4) الزنتاني،
عبد الحميد الصيد، فلسفة التربية الإسلاميه في القرآن والسنة، ص 112















ثمار
الإيمان بالكتب السماوية
:





(1) "
يزيد من معرفة المؤمن بكتب الله التي أنزلها على عباده وما كان فيها من عقائد
وشرائع ، وذلك من خلال ما ورد في القرآن الكريم والنة المطهرة في ذلك.






(2)
أنه يبين للمؤمن أن
جميع العقائد التي دعت إليها هذه الكتب واحدة ولكن الشرائع مختلفة بحسب الزمان
والمكان. " (1)







(3) "
الاستهداء بما جاء في القرآن الكريم الخاتم للكتب السماوية ، والناسخ لشرائعها
وأحكامها والمهيمن عليها ، والذي لم يفرط الله تعالى فيه من شيء، والذي جعله تبياناً
لكل شيء ، والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والذي تكفل بحفظه أبد
الدهر من التحريف والتبديل ، وذلك حتى تفلح العملية التربوية في تكوين الإنسان
الصالح ، لأن القرآن الكريم يرسم المنهج الرشيد الذي يحقق للفرد كماله الإنساني
والخُلقي والروحي، بما يصلح دنياه وأُخراه ، ويرسم معالم الحياة الفاضلة السعيدة
للمجتمع المتعاون على البر والتقوى، المتكافل في السراء والضراء، الآمر بالمعروف
والناهي عن المنكر." (2)


















ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
محمد خير ، فاطمه ،منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص 367



(2) الزنتاني،
عبد الحميد الصيد، فلسفة التربية الإسلاميه في القرآن والسنة ، ص 114


















المطلب السادس : الإيمان بالرسل عليهم السلام





على
المربين أن يغرسوا في نفوس أبنائهم التصديق الجازم بأن الله ارسل الرسل مبشرين
بالجنة لمن يطيع أوامر الله، ومنذرين
بالنار لمن يعصي الله . (1)






قال
تعالى :
{
رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ
حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً }
(2)





"
ولا يكمل ايمان المسلم ولا يصح إلا بايمانه بالأنبياء والرسل جميعاً من أولهم آدم
-عليه السلام -الى خاتمهم سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم – وقد اصطفى الله -عز
وجل -من خلقه من البشر رسلاً أطهاراً ليبلغوا عنه دينه وشرعه ، ويهدوا عباده الى
الصراط المستقيم ويخرجوهم من الظلمات الى النور ، وأيدهم الله بالبيّنات والمعجزات
كبرهان على صدقهم ، واقناع الناس برسالاتهم. " (3)



قال
تعالى :
{
اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ
سَمِيعٌ بَصِيرٌ}
(4)





قال
تعالى :
{ قُلْ
إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ
وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا
يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً }
(5)





قال
تعالى :
{ وَمَا
أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}
(6)





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) انظر إلى محمد خير ، فاطمه ،منهج
الإسلام في تربية عقيدة الناشئ
، ص 369-395 ، السائح، عبد الحميد، عقيدة
المسلم وما يتصل بها
، ص 198-218. سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة
الإسلامية ومنهج التربية النبوية
، ص232-235



(2) سورة
النساء آيه 165



(3) الزنتاني،
عبد الحميد الصيد، فلسفة التربية الإسلاميه في القرآن والسنة ، ص114-115



(4) سورة
الحج ،آيه 75



(5) سورة
الكهف ،آيه 110



(6)
سورة الأنبياء،آيه 107
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com/forum
حمدان
ديري مبدع
ديري مبدع
حمدان


الساعة :
دعاء
عدد المساهمات : 1104
نقاط : 2370
التقيم : 28
تاريخ التسجيل : 05/05/2012

 تربية الطفل في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: تربية الطفل في الإسلام    تربية الطفل في الإسلام Icon_minitimeالثلاثاء مايو 08, 2012 3:17 pm

ثمار
الإيمان بالرسل عليهم السلام
:





"
إن فلسفة التربية الإسلامية في القرآن والسنة النبوية المطهرة ، توجه العملية
التربوية ببرامجها ومناهجها ووسائلها التعليمية والتربوية في مختلف مراحل تعليم
وتربية الناشئين الى ترسيخ الإيمان بالرسل الأخيار عامه ، وبخاتمهم سيدنا محمد –صلى
الله عليه وسلم – خاصة والذي أرسلهم الله تعالى لطفاً منه الى عباده لهدايتهم
وارشادهم.



وذلك
كله قصد تحضير الناشئين على التأسي بهم والاقتداء بأخلاقهم والاهتداء بسننهم
والاسترشاد بسيرتهم ، وجعلهم الرمز الحي والقدوة المثلى والأسوة الحسنة في العبادة
والطاعة وفي الإيمان والعمل وفي الصدق والإخلاص وفي العدل والأمانة وفي الأخلاق
والسلوك وفي السيرة والتصرف ، وفي المواقف ، والإتجاهات ، وفي المثابرة والإجتهاد
، وفي الصبر على المكاره والشدائد وفي الجلد والتحمل ، وفي أداء الحقوق والقيام
بالواجبات وفي شتى مناشط الحياة والمعاملات والعلاقات . " (1)






قال
تعالى :
{
لقد كان لكم في رسول اله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله
كثيراً }

(2)


















ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) الزنتاني،
عبد الحميد الصيد، فلسفة التربية الإسلاميه في القرآن والسنة ، ص 117-118 .انظر
إلى محمد خير ، فاطمه ،منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص 393-395



(2)
سورة الأحزات آيه 21





















المطلب السابع : الإيمان باليوم الآخر :





اليوم
الآخر

: " هو نهاية الحياة الدنيا وبداية الحياة الأخرى ، الذي جعله الله للحساب
والثواب والعقاب.



الإيمان
باليوم الآخر
: هو التصديق الجازم واليقين القاطع بما يكون بعد الموت من
الحياة البرزخية ، وأحوال القبر والبعث والحشر والنشر والصحف والميزان والحساب
والجزاء والصراط والحوض والشفاعة والجنة والنار " (1)






نبقى
في تربية الطفل على هذا التسلسل السابق تدريجياً حتى نصل اليه الى أن الدنيا فانية
وهي دار اختيار وابتلاء وأن الإنسان لم يخلق عبثاً وإنما لهدف وغاية قال تعالى :
{ أَفَحَسِبْتُمْ
أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ }
(2) وأن أعمال
الدنيا ستكون في كفه موازيننا يوم القيامه.






الأهداف
التربية المترتبة على الإيمان باليوم الآخر
والتي لها أثرها
الفعّال في نفوس ومشاعر وقلوب الأطفال :



"
ترشد فلسفة التربية الإسلامية في القرآن والسنة العملية التربوية بمناهجها
ووسائلها ، وتوجه القائمين عليها من آباء ومربين ومسؤولين الى جني ثمار التأثيرات
الإيجابية للإيمان باليوم الآخر - لما فيه من ترسيخ للإيمان والعقيدة بأركانها
المتعددة.



- ولما فيه من إحساس دائم بخشية الله تعالى
ومراعاته في السر والعلن.



-
ولما فيه من ايقاظ
متواصل للضمير الديني والخلقي وصحوة للعقل وتحريك للوجدان.



-
يدفع الفرد المسلم الى
اتباع سبل الهدى والرشاد ، وفعل الخيرات والصالحات، وتجنب حبائل الشرك واضلال وعدم
التردي في مهاوي الفساد والمنكرات." (3)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) محمد خير ، فاطمه ،منهج
الإسلام في تربية عقيدة الناشئ
، ص 396 .انظر إلى، السائح، عبد الحميد، عقيدة
المسلم وما يتصل بها
، ص 312-329



(2) سورة
المؤمنون، آيه 115



(3)
الزنتاني، عبد الحميد الصيد، فلسفة التربية الإسلاميه في القرآن والسنة ، ص
122 . انظر إلى، محمد خير ، فاطمه ،منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص
428-430. سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية،
ص 240-241



المطلب الثامن : الإيمان بالقدر خيره وشره





عن
عمر بن الخطاب:" كنا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجاء رجل شديد بياض
الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى أتى النبي
-صلى الله عليه وسل-م فألزق ركبته بركبته ثم قال:" يا محمد ما الإيمان"
قال: ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ...)
(1)





عن
ابن عباس قال:" كنت خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما فقال: ( يا غلام
إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا
استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا
بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه
الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف). (2)






الإيمان
بالقدر
هو: " التصديق واليقين القاطع بأنَّ كل شيء من
خير أو شر ، او حركة أو سكوت ،...، إنما يقع على علم من الله تعالى ومشيئته وقدرته
، وانه تعالى الفعّال لما يريد لا يكون شيء إلا بإرادته ، و لا يخرج شيء عن مشيئته
، وليس في العالم شيء يخرج عن تقدريره ، ولا يصدر إلاّ عن تدبيره (3)






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) أبو
عيسى هذا حديث حسن صحيح ، أخرجه الترمذي في كتاب الإيمان عن رسول الله ،
باب ما جاء في وصف جبريل للنبي الإيمان والإسلام.



(2) قال أبو
عيسى هذا حديث حسن صحيح ، أخرجه الترمذي في كتاب صفة القيامة والرقائق
والورع عن رسول الله . انظر إلى المباركفوري، أبي العلا محمد عبد الرحمن بن عبد
الرحيم، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، جـ7/185



(3) محمد
خير ، فاطمه ،منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص -434 بواسطة د.محمد
حافظ الشريد ، العقدية الواضحه ، ص 68-69



انظر
إلى موضوع الإيمان بالقدر خيره وشره في : - السائح، عبد الحميد، عقيدة المسلم
وما يتصل بها
، ص 137-150



-
محمد خير ، فاطمه ،منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص 431-450



-
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص
242-250












ويخاطب
المربي الطفل قائلاً: " وأنت يا ولدي كما يمتحنك معلموك في المدرسة لمعرفة
اجتهادك في الدروس ، ومقدار التفاوت بينك وبين غيرك من زملائك الطلاب، كذلك
-سبحانه وتعالى- يمتحن عبادة ويختبرهم ، ويمتحن بعضهم بالملك والسلطان والغنى
والصحة، وآخرين بالفقر والمرض والنكبات"
(1)






"
فعلينا كمربين أن نفهم أطفالنا مسألة القضاء والقدر على قدر ما يبلغه عقولهم. إننا نجلس الى جانب أطفالنا وبكل
بساطة ورويه فنقول لهم إن الإنسان في الدنيا معرض لكل أنواع المصائب والآلام ولعله
يفتقر بعد غنى ويمرض بعد صحه ... فماذا يصنع ؟ ليس له إلا التسليم، والصبر والرضى
بقضاء الله تعالى ... راجياً الثواب والأجر في الآخرة " (2)






قال
تعالى :
{
مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي
كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }
(3)





على
الإنسان أن يؤمن بالقضاء والقدر ويأخذ دائماً بالأسباب متوكلاً على الله طالباً
منه التوفيق " وتؤكد فلسفة التربية الإسلامية ، أنَّ الإيمان بالقضاء وبالقدر
ليس مدعاة للتواكل ، والعجز والسلبيه والهروب من الواقع ، بل هو في حقيقته محرك
داخلي للإنسان المسلم، ليتحدى المصاعب ويتخطى العراقيل ويتحمل الشدائد ويجتاز
المكاره " (4)






ويمكن أن أذكر للطفل نماذج واقعية حدثت مع أناس
مثل مرض أصابهم وكيف أن هذا المرض في المستقبل كانت النتيجة الحتمية له خير
لصاحبة.












ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) سهام مهدي جبار، الطفل في
الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية
، ص 236



(2) المصدر
نفسه، ص242-243



(3) سورة
الحديد ، آية 22



(4) الزنتاني،
عبد الحميد الصيد، فلسفة التربية الإسلاميه في القرآن والسنة ، ص125-126






أثر
الإيمان بالقضاء والقدر في نفوس أولادنا :






(1) عندما
يعلم الطفل ان إيمان المؤمن يتجدد كلما مرت به المحن والشدائد ، فهو يعلم ابتداء
كثمره لإيمانه الصادق؛ إن لله –سبحانه وتعالى- في كل صرف من الصروف إرادة ، وأن
الله لا يريد به إلا خيراً فهو على موعد في هذه الحياة مع أقدار الله ، فإنَّ نفسه
لا تضيق ولا تجزع إنما يواجه الشدائد بنفس راضيه بقضاء الله وقدره " (1)



قال تعالى : { قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا
}
(2)


(2) " كذلك عندما يعلم أطفالنا : إن مجريات الأمور بيد الله
سبحانه ، وبأنه سبحانه يفعل ما يشاء ويختار، لأنه له مطلق التصرف في ملكه فإنَّ
ذلك يؤدي الى زياده ارتباطه بخالقه وتوجهه اليه، ومن ثمَّ تعلق آماله ودعاءه
ورجاءه به.



(3)
تحقيق التوازن
والإطمئنان القلبي داخل الإنسان " (3)






عندما
يشعر المؤمن أن كل ما يحصل له من خير أو شر هو خير له ولا يوجد به أي شر فهذا
يشعره بالاطمئنان والاستقرار النفسي الداخلي.






"
إنْ غُرس الإيمان بالقضاء والقدر في قلب الطفل وعقله، فإنه سوف يواجه مشاكله
واتعابه وهمومه بصدر رحب بقضاء الله وقدره ومن ثم يسلم أمره الى الله ويعيش بعد
ذلك مطمئن القلب هادئ البال " (4)



(4) " من آمن بقدر الله سبحانه لا يجزع ولا يفرغ ولا
يسخط عند المصائب ونزول النوائب بل يستلم لقدر الله ويحتسب عند الله الثواب ويذكر
عند الصدمه الأولى قول الله تعالى:
{ وَبَشِّرِ
الصَّابِرِينَ {155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا
لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ {156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن
رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }
(5) " (6)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) سهام مهدي جبار، الطفل في
الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية
، ص 249



(2)
سورة التوبه آيه 51



(3)
المصدر السابق ص 249



(4)
المصدر نفسه ص 250



(5)
محمد خير ، فاطمه ،منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص 450



(6) سورة البقره آيه 155-157





المطلب التاسع : تعليم الطفل القرآن والسنة النبوية المطهرة :





قال
عبد الله علوان : " إنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح عليه أولها، فإذا
كان صلاح أول هذه الأمة بالقرآن تلاوةً وعملاً وتطبيقاً، وعزتها بالإسلام فكرةً
وسلوكاً وتحقيقاً ، فآخر هذه الأمة لا تصل الى مراتب الصلاح ، ولا تتحقق مظاهر
العزة ، إلاّ أن نربط أولادنا بهذا القرآن الكريم فهماً وحفظاً وتلاوة وتفسير
وتخشعاً وعملاً وسلوكاً وأحكاماً، وبهذا نكون قد كونا في عصرنا الحاضر جيلاً
قرآنياً مؤمناً صالحاً تقياً ، على يديه تقوم عزة الإسلام وبفضل همته العالية
الجباره يرتفع في العالمين صرح الدولة الإسلامية لتناهض الأمم في عزتها وقوتها
وحضارتها.



فاحرص
– أخي المربي – أن تهيئ لأولادك وبناتك من يعلمهم القرآن الكريم سواء أكان التعليم
لهم في البيت أو في المسجد ، أو في مراكز تعليم القرآن الكريم.



واعلم
أنك إذا قمت بهذه المهمة على وجهها الصحيح، فتكون قد قمت بواجب المسؤولية نحو ولدك
وربطته بالقرآن روحاً وفكراً وتلاوة وعملاً وأحكاماً " (1)






وأوصى
الغزالي المربين بتعليم أولادهم " القرآن وأحاديث الأخبار وحكايات الأبرار
وأحوالهم لينغرس في نفسه حب الصالحين "
(2)






"
كذلك يحب الإهتمام بتعليم أولادنا السنة النبوية المطهره لأنها التطبيق العملي
والبيان القوي للتربية الإسلامية للنشيء ، فكل بحث في تربية الطفل نجد له أصلاً
ومنبعاً من إرشاد المربي الأكبر-صلى الله عليه وسلم- فالحديث الشريف ذو أثر كبير
في الإيمان والسلوك ، وإن أحاديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – لها أثر كبير في
بناء النفس والروح الجهاديه ، فهي تجذب وتصقل وتقود " (3)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) علوان ، عبد الله ناصح، تربية
الأولاد في الإسلام
، جـ2/772


(2) الغزالي،
أبو حامد بن محمد ، إحياء علوم الدين ، و بذيله كتاب المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من
الأخبار للإمام زين الدين أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي ، جـ3/110 ،بيروت ، دار الكتب العلمية ، ط 1 ،
1423هـ-2002 م.



(3)
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 252









" لا بد للمربي – أوالوالدين – أن يهتما أثناء
تلاوة الطفل بتفسير موجز بسيط للقرآن حتى تفتح معاني القرآن قلب وعقل الصغير،
للقرآن تأثير كبير على النفس البشرية عامه ، يهزها ويجذبها ويحرك أعماقها ، وكلما
اشتدت النفس صفاءً ،كلما ازدادت تأثراً، والطفل أقوى الناس صفاءً، وفطرته ما زالت
نقية ، والشيطان ما زال في كبوته تجاهها ، وإذا تأملنا الآيات المكية وجدناها
قصيرة تتناسب مع نفسه القصير ، بالإضافة الى قصار السور التي تقدم للطفل موضوعاً
متكاملاً بأسطر قليله ، سهله الحفظ قوية التأثير " (1)






وعلى
المربين الاهتمام بغرس فضل تلاوة القرآن الكريم في نفوس أطفالهم لأهمية تلاوة
القرآن الكريم .



قال
تعالى :
{
الذين أتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به }
(2)


وبالتالي
على المربين أخذ أولادهم الى المسجد وتسجيلهم بمراكز تعليم التجويد، فإن كان
المربي على قدرة لتعليم طفله تلاوة القرآن الكريم فذلك أفضل.



قال
رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه ) (3)






المطلب العاشر: الثبات على العقيدة والتضحية من أجلها:





"
إنّ العقيدة الإسلامية تؤثر في الفرد والمجتمع، فهي تشعر الإنسان بقيمته الذاتيه
وخصائصه الإنسانية ، ليسر في سلوكه الحيوي بوحي من هذه العقيده ، وهذا أرقى مستوى
يصل إليه الفرد ،...، وحين تنغرس العقيدة المؤمنة في نفوس معتنقيها ، فإنها تعطي
ضمانات لأصحابها بإصلاح النفوس والعقول والأرواح ، فبدون عقيدة لا ينفع علم ولا
تنفع تربية ولا يردع قانون... كذلك العقيدة تنمي بالفرد حب الخير لذاته لا طمعاً
نفعٍ ولا انسياقاً وراء غرض دنيوي أو هوى، كما تشيع فيه روح التفاؤل وتبعد عنه روح
القنوط واليأس، وبذلك يحيا المسلم للأمل والعمل والجد ،...، والعقيدة لها أثر كبير
في المجتمع ، فهي توحد الهدف بين الفرد ومجتمعه، مما يضمن لها التماسك والتحاب.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) العك ، خالد عبد الرحمن ، تربية
الأبناء والبنات في ضوء القرآن والسنة
، ص 120



(2)
سورة البقرة، آيه 121



(3) صحيح،
أخرجه البخاري حديث رقم 5028،كتاب فضائل القرآن ، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه
، انظر إلى ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن
علي ، فتح الباري شرح البخاري ، جـ 8/942



فعقيدة
كهذه يجب التضحية من أجلها بالمال والنفس، فلنربّ أطفالنا ولنسعَ جهدنا إلى أن
نربطهم دائماً بالعقيدة الإلهية ، ولنمي فيهم روح الفداء والتضحية من أجلها، وكلنا
يعلم أنَّ الطفل المسلم اليوم يواجه الكثير من لتحديات ، وتُخَطط له المؤامرات
والدسائس، لتحرفه عن دينه السويّ، ولتخرجه من دائرة الشريعة السمحاء.



فالصبر
والثبات والتضحية هي الأصل للنجاح، والحصول عليهم ليس سهلاً، فالثبات والصبر
يكونان من باب الرياضة النفسية التي لا بدَّ منها لضمان ثبوته على عقيدته، لقد ندب
إلى التضحية والثبات كما ندب إلى الصبر ووعد عليهما بالأجر العظيم." (1)



قال
تعالى:
{ إِنَّ
اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ
الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً
عَلَيْهِ حَقّاً }
(2)





ولنحدث
أطفالنا عن مواقف من الصبر والثبات والتضحية من السلف الصالح، وفي مجتمعنا الحاضر.






"
إن مسؤولية التربية العقائدية لدى المربين والآباء والأمهات لهيَ مسؤولية هامة
وخطيرة لأنها تهدف الى خلق الشخصية الإسلامية السوية التي تحمل رسالة الإسلام الى
العالم بكل ما يهدف اليه الإسلام من فضائل وأخلاق" لتحقيق الاستخلاف في الأرض قال تعالى:
{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ
لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً }
(2)


" فلنعمل على استقرار العقيدة وثباتها في
أعماق أنفس أطفالنا لأنها تجعلهم أعزة فلا يذلون ، بل أنوفهم شامخة أمام كل قوى
الأرض لا ترهب سلطاناً ولا تخضع لهوى ولا تنطلق وراء الشهوات والملذات." (3)









ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) سهام مهدي جبار، الطفل في
الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية
، ص 256-258. انظر إلى محمد خير ،
فاطمه ،منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص 453- 476



(2) سورة
التوبة ، آيه 111



(3)
سورة البقرة ،آيه 30



(4)
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 259












المبحث الثاني : البناء العبادي





المطلب
الأول :

تكامل العقيدة مع العبادة في تربية الطفل






"
إن الطفولة ليست مرحلة تكليف وإنما هي مرحلة إعداد وتدريب للوصول الى مرحلة
التكليف عند البلوغ .






والعبادة
هي الطاعة المتكاملة المترافقة المترابطة مع كمال الخوف وكمال الحب ، والطاعة
منبثقة عن قناعة عقلية بأن الله تعالى خالق كل شيء وقادر على كل شيء ، يدخل الجنة
الصالحين من عباده ويدخل النار الأشقياء والكافرين من خلقه " (1)






" والعبادة هي العبودية لله وحده والتلقي من الله وحده
في أمر الدنيا والآخرة ، ثمَّ هي الصلة الدائمة بالله في هذا كله " (2)






إنَّ
الأحكام التشريعية العبادية إنما هي منبثقة عن القاعدة الأساسية؛ ألا وهي الإيمان
بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.



فلو
انعدم إيمان المسلم برسالة سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم – ونبوته لما كان هناك
صلاة وصوم ولا حج ولا زكاة.






"
وباعتبار أنَّ العقيدة أصل وعنها قد صدرت العبادة ، فإنَّ فصل العبادة عن العقيدة
يعتبر بمثابة فصل الشجرة عن جذرها ، ...، وذلك أنَّ العبادة هي الترجمة المحسوسة
لصدق الإيمان وحسن تركز العقيدة في قلب المؤمن " (3)






"
والعقيدة
تمثل الجانب النظري من الدين وقد دعا الرسول –صلى الله عليه وسلم- الناس إليها في
بدء رسالته، امّا الشريعة فهي الجانب العملي من الدين " (4)



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) حلبي،
عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
،ص140


(2) محمد
قطب ، منهج التربية الإسلامية، جـ1/34، دار الشروق، ط6، 1402هـ - 1982م



(3)المصدر
السابق ،ص141



(4) سهام
مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية ، ص 263.



"
إنَّ النواحي العبادية هي الأمور المهمة التي لا بدَّ من أخذها بكل اهتمام وجدية
على طريق تكملة بناء الإنسان المسلم وتتم هذه الخطوة عن طريق الوالدين والمربين؛
بأن يعودوا الطفل على ممارسة الأمور العبادية من صوم وصلاة وما شابه ذلك، والغاية
من ذلك تعويد الطفل وتمرينه على فعل العبادات والطاعات ،وإن لم يدرك ما الفائدة
منها، وما المنفعة المترتبة عليها، إلاّ أنَّ ممارسته على فعلها مع تشجيعه عليها
بحيث تصبح عادة لديه، فلا يصعب عليه متى كبر وشبّ أن يؤدي صلاته ، وحتى تصبح
الصلاة وما فيها من فائدة جزءاً من تفكيره وسلوكه " (1)






المطلب الثاني: الصلاة





الصلاة
في الاصطلاح : " هي أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم، بشرائط
مخصوصة".(3)






مراحل تأسيس
العباده لدى الطفل المسلم :






(1)
مرحلة الأمر بالصلاه


يبدأ
الوالدان بتوجيه الأوامر للطفل بأن يقف معهما في الصلاه وذلك في بداية وعيه
وإدراكه(3)






"
لابدَّ أن تقوم التربية في البيت عن طريق المحاكاة والقدوة والتلقين، ذلك أن الطفل
ينشأ فيعمل ما يعلمه أبواه، فإذا كانا يقيمان الصلاه فعل مثلهما وانطبعت في ذهنه
تلك الصورة وتاثر بها مدى الحياه" (4)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية
ومنهج التربية النبوية
،ص265



(2)
الجزيري، عبد الرحمن بن محمد عوض، الفقة على المذاهب الأربعة، جـ1/138،
القاهرة، مؤسسة المختار، ط1، 1422هـ - 2001 م.



(3)
انظر إلى العك ، خالد عبد الرحمن ، تربية الأبناء والبنات في ضوء القرآن والسنة
، ص 121. سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية،
ص

272. حلبي، عبد
المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص145. ابراهيم الخطيب ،زهدي محمد عيد، تربية الطفل في الإسلام
، ص60
. سميح أبو مغلي وآخرون ، تربية
الطفل في الإسلام
، ص 55



(4)
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص272



(2) مرحلة
تعليم الطفل الصلاه
: حيث يبدأ الوادان بتعليم الطفل أركان الصلاه
وواجباتها ومفسداتها وقد حدد النبي – صلى الله عليه وسلم – سن السابعة بداية
المرحلة للتعليم.



عن
رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال ( مروا الصبي بالصلاه إذا بلغ سبع سنين ‘
فإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها ) (1)



" انظر في قوله: مروا لمدة ثلاث سنوات يعني من سبع إلى
عشر ، ثلاث سنوات في كل سنة 360 يوما تقريبا في 3 سنوات = 1080 يوما تقريبا في خمس
أوامر عند كل صلاة تقول له: صل = 1080 × 5 = 5400 أمر بالصلاة بدون ضرب أو نهر أو
تعذيب . " (2)



لقد
كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يعلم الأطفال ما يحتاجونه في الصلاه



عن
الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: " علمني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
كلمات أقولهن في الوتر اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت
وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من
واليت تباركت ربنا وتعاليت " (3)






(3)
مرحلة الأمر بالصلاه
والضرب على تركها
:


"
وتبدأ في سن العاشرة من عمر الطفل، فإذا قصر في صلاته أو تهاون وتكاسل في إدائها ،
فعند ذلك يجوز للوالدين استخدام الضرب تأديباً له على ما فرط في حق نفسه ، وعلى
ظلمه لها باتباع سبل الشيطان " (4)



ويكون
الضرب " ضرب المعلم المربي المشفق لا ضرب المنتقم ،وذلك لكي يضعوا الطفل في
موقع الجدية وليعلم أن هذا الأمر جدّ لا هزل فيه ، فعل لا قول ويشترط في الضرب أن
يؤلم بعض الشيء لا أن يشوه أو يجرح " (5)



أن
نفهم الطفل سبب الضرب كأن نقول لهم حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ( مروا
الصبي بالصلاه إذا بلغ سبع سنين ‘ فإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها .) (6)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
حديث حسن صحيح، أخرجه أبو داود ، حديث رقم 4940، كتاب الصلاة، باب متى يؤمر
الغلام بالصلاة، انظر إلى ابو داود، سليمان بن الأشعث السجستاني، سنن أبي داود،
جـ1/237-238، دار ابن حزم، ط 1، 1418هـ - 1997 م.



(2)
http://saaid.net/tarbiah/20.htm


(3) قال
أبو عيسى: هذا حديث حسن ، أخرجه الترمذي في كتب الصلاه، باب ما جاء في
القنوت في الوتر.



(4)
العك ، خالد عبد الرحمن ، تربية الأبناء والبنات في ضوء القرآن والسنة ،
ص122



(5) حلبي،
عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص149


(6) قال
أبو عيسى: هذا حديث حسن، سبق تخريجه في نفس هذه الصفحة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com/forum
حمدان
ديري مبدع
ديري مبدع
حمدان


الساعة :
دعاء
عدد المساهمات : 1104
نقاط : 2370
التقيم : 28
تاريخ التسجيل : 05/05/2012

 تربية الطفل في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: تربية الطفل في الإسلام    تربية الطفل في الإسلام Icon_minitimeالثلاثاء مايو 08, 2012 3:18 pm

)
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن، سبق تخريجه في نفس هذه الصفحة



(1)
مرحلة اصطحاب الأطفال
الى المساجد لصلاة الجماعة






" الصلاه فريضة عباديه غير أنَّ لها من
الفوائد والثمار الكثيرة ، فهي تشد المؤمنين برباط الإيمان ، فتقوي الرابطة
الإجتماعية بحصول التعارف داخل المسجد ، فكم هو فعل حسن أن يصطحب الآباء والمربون
الأطفال الى المساجد وقد ارتدوا اللباس الأبيض النظيف متطهرين للصلاه ، متوضئين
لها الوضوء التام،...، ويقبل المربون مع أطفالهم إلى المساجد ، وقلوبهم عامره
بالإيمان مشتاقة للمثول بين يدي ربها طمعاً بمرضاته وجناته وخوفاً من غضبه وناره "(1)



"
والغاية من صلاة الجمعة تربية الإنسان على المساواة الحقيقية فكلهم عباد الله
اجتمعوا في بيته تظلهم ظلال الخوة والمحبة والمصالح المشتركة " (2)






الفوائد
التي يجنيها الطفل من الصلاه في المساجد
:


(1)
" يحس بقوة
ارتباطه بجماعة المصلين من المؤمنين الذين هم أبناء مجتمعه في الحي والبلدة



(2)
ينمو عنصر الأخوة
الصادقة ، فيشعر الطفل بأنه أخ قريب لكل الذين صلوا معه في المسجد



(3) المسجد
بيت الله يشعر القادم إليه أنه في ضيافة الله ، وعليه أن يراقب نفسه في هذا البيت
أكثر من أيِّ مكان آخر ،مما يجعل مشاعره
تسمو في أجواء رحبه عامره بالروحانيه الصادقة والتقوى العامره.



(4)
يتعليم الطفل بصلاة
الجماعة في المسجد الترتيب والتنظيم وتوحيد الصفوف المعبرة عن وحدة القلوب.



(5) تصيغ
صلاة الجماعة في المسجد الطفل صياغة خُلقيه، فيتشكل لديه إحساس يومي بتفقد إخوانه
المواظبين على الصلاه جماعه معه ، وبذا يتكون عنده الدافع للاهتمام بشؤون الناس
عامه .



(6)
يجيد آداب السماع الى
الوعظ والإرشاد." (3)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية
الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص 150


(2) سهام
مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 278



(3)
المصدر السابق، ص 150-151. انظر إلى سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة
الإسلامية ومنهج التربية النبوية
، ص 278-279



(2)
مرحلة حضور صلاة
الجماعة :






قال
رسول الله –صلى الله عليه وسلم – ( من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعه فاستمع
وانصت غفر له ما بينه وبين الجمعه، وزيادة
ثلاثة أيام ، ومن حسَّ الحصى فقد لغا )(1)






على المربين جعل الصبي يرتاد المسجد في الجمعة
وغيرها من أجل حسن تربيتة إذ هو بذاك
يحصل على فوائد كثيره منها : (2)



(1)
عندما يبلُغ، يكون
معتاداً على إقامة صلاة الجمعه



(2)
تأثره بسماع الخُطبه إذ
فطرته تكون حساسه لالتقاط أحاديث الإيمان وسيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم-



(3) بسماعه
الخُطبة يلتقط أحاديث الإيمان خاصة أنه في سن يحسن فيه الاستقبال ، وله فيها تدريب على سماع الموعظة والعلم



(4)
يتألف مع مجتمعه
ويتعارف بالناس ، إضافة إلى أن حضوره يزيد من مخزونه المعرفي الإجتماعي والإنساني.



(5) يكون
الطفل بحضوره لصلاة الجمعه من الحاضرين للساعه المستجاب فيها الدعاء التي حدَّث
عنها رسول الله – صلى الله عليه وسلم- .



(6) تزود
صلاة الجمعه الطفل بطاقة ايمانية روحيه تجعله قادراً على أداء الصلوات الخمس،
وتساعده على أداء الطاعات الأخرى بين الجمعه والجمعه.



(7)
يتعرف الطفل من خلال
صلاة الجمعه على علماء الأمه، مما يجعله محترماً لهم مقدراً لعلمهم.






ثم
تأتي مرحلة اصطحاب الطفل لصلاة العيد وتعليمه صلاة الإستخاره والحاجه.












ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) صحيح ، رواه مسلم برقم 857 ، كتاب
الجمعه ،باب فضل من استمع وانصت في الجمعه
. انظر إلى
النووي، يحيى بن شرف
صحيح مسلم بشرح النووي
،جـ 6/127


(2) حلبي،
عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص 151-152. العك ، خالد عبد
الرحمن ، تربية الأبناء والبنات في ضوء القرآن والسنة ، ص 123






وسائل عملية في كيفية تعليم الطفل الصلاة:





1)
" القدوة : لابد أن يكون الأب والأم قدوة حسنة لأبنائهم بأن يكونا
حريصين على أداء الصلاة في أوقاتها لأن فاقد الشيء لا يعطيه . لابد أن يرى الأبناء
الأب إذا حان وقت الصلاة يبادر إلى المسجد أما ما يكون من بعض الآباء من تهاون
وعدم حرص على الصلاة في جماعة والصلاة في البيت وبعيدا عن أعينهم فإن ذلك يغرس
فيهم التهاون بالصلاة . لابد أن يبين الوالد لأولاده مدى حزنه وندمه على فوات
الصلاة في جماعة وأن يرى الأبناء منه التأثر على فواتها ويروا الأب يصلي أمامهم
ويحثهم على الصلاة معه إذا فاتتهم كذلك . جميل أن يطلب الأب والأم من الأبناء
إيقاظهم للصلاة وكذلك تنبيههم إذا دخل وقت الصلاة وكانا مشغولين ببعض الأعمال وذلك
حتى يحس الأبناء باهتمام الوالدين بأمر الصلاة والأجمل أن يمدح من يوقظه للصلاة من
أبنائه وأن يكافئه بهدية ولو كانت بسيطة .

2) الترغيب والترهيب :



يقدم
الترغيب على الترهيب




أساليب الترغيب:




• أن يذكر الأب لأبنائه أن الصلاة هي جزء بسيط من شكر الله على نعمه الكثيرة علينا
.
• أن يذكر الأب لأبنائه فوائد الصلاة في الدنيا والآخرة ففي الدنيا للصلاة فوائد
كثيرة فهي رياضة وهي وقاية من أمراض العمود الفقري والمفاصل وهي راحة وطمأنينة وهي
تعلم السمع والطاعة والنظام وترتيب الأوقات ..الخ وفي الآخرة الجنة وما فيها من
نعيم .
• أن يجعل الأب مسابقة لا بناءه في المحافظة على الصلاة ويجعل جائزة قيمة للفائز
منهم .
• يمدح من يصلي من الأبناء أمام أقاربه وأمام جيرانه ويكون المدح لأنه حافظ على
الصلوات. وهناك أساليب كثيرة للترغيب يمكن أن تطبقوها .



















أساليب
الترهيب :




• يذكر الأب لأولاده حكم تارك الصلاة وعقوبته في الدنيا والآخرة




يتدرج مع أولاده بأن يبدأ أولا بالمعاتبة وإبداء الضيق والغضب لمن يصلي ثم إذا لم
يفلح ذلك يحرمهم من بعض الأمور التي يحبونها كالمصروف مثلا وكالحرمان من الخروج من
البيت مع الأصحاب وكحرمانه من الهدايا التي يعطيها للمتفوقين ..الخ.



• إذا لم ينفع معه ذلك فإن آخر الدواء الكي كما
يقال فلابد من استعمال الشدة كالضرب بالعصا قال -صلى الله عليه وسلم-: ( مروا
الصبي بالصلاه إذا بلغ سبع سنين ‘ فإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها .) (1)
نعم من الرحمة بهم أن تقسو عليهم في أمر الصلاة فالله يقول :
{ يا أيها الذين آمنوا
قوا أنفسكم واهليكم نار وقودها الناس والحجارة }
(2)





3)
إظهار الاهتمام بالصلاة وتقديمها على كل شيء:




• لا بد ّللأب إذا رجع من المسجد أن يسأل ويتفقد أولاده صلوا أم لم يصلوا حتى
يحسوا أنه حريص على أن يصلوا.




أخيرا حتى يطيعك أولادك و ينفذوا أوامرك لا بد أن يحبوك أولا ، لا بد أن تحسن
علاقتك معهم ، وأن تكون علاقتك معهم قوية ، وأن يروك دائما جالسا معهم في البيت .
" (3)





















ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) قال
أبو عيسى: هذا حديث حسن، سبق تخريجه في صفحة 71



(2)
سورة التحريم ، آيه 6



(3) http://www.saaid.net/tarbiah/70.htm











وللصلاه
فوائد جمه فبالإضافة الى الراحة والطمأنينة النفسية فلها آثار خُلقية
عديدة ، فقد قال تعالى:
{ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } (1)





ولها
آثار اجتماعية فالمؤمن يصبح " عضواً نافعاً في المجتمع الذي يعيش فيه
، يعمل وينتج ويعمّ خيره على الناس كافه " (2)






أما
عن الفوائد الصحية فهي كثيرة ،ابتداءً من الوضوء وانتهاءً بالتسليم ، ففيها
اتقاء من الأمراض وتفريغ للطاقة الكهرومغناطيسيه عن طريق السجود وهذا ما اكتشفه
العلم الحديث.






"
ووضع الركوع
والسجود وما يحدث فيه من ضغط على أطراف أصابع القدمين يؤدي إلى تقليل الضغط على
الدماغ

." (3)

































ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) سورة العنكبوت، آيه 45


(2) سهام
مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 275



(3)
الإسلام والصحة، مقالة مهمة موجودة على الرابط
http://www.khayma.com/salattar/9.htm











المطلب الثالث : الصيام وبيان حكمه على الطفل وأثره عليه





الصيام : "
هو الإمساك عن الأكل والشرب والجماع وسائر المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب
الشمس ، بنية الصوم تقرباً الى الله – عز وجل- " (1)






قال
تعالى :
{ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى
الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
(2)





"
والصيام وسيله لتقوى الله -عز وجل- بفعل الواجبات وترك المحرمات" (3)
وهو" عباده بين العبد وربه لا رقابه اجتماعية أو قانونية عليها " (4)



ذكر
ابن حجر العسقلاني : " الجمهور على أنه لا يجب [ الصيام]على من دون البلوغ
،....، وقال به الشافعي أنهم يؤمرون به للتمرين عليه اذا أطاقوه . " (5)






"
الصيام مدرسة تربوية عالية الأحداث ووسيلة روحيه فعّاله وناجحه لمصلحة الإنسان
[وقد] أجمع المسلمون على وجوب صيام رمضان."
(6)






وتبرز
الغاية الكبيرة من الصوم بأنها التقوى قال سيد قطب: " فالتقوى هي التي تستيقظ
في القلوب وهي تؤدي هذه الفريضة ، طاعة لله وايثاراً لرضاه ، والتقوى هي التي تحرس
هذه القلوب من إفساد الصوم بالمعصية " (7)






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) التويجري ، محمد بن إبراهيم
بن عبد الله ، مختصر الفقه الإسلامي، ص 623، بيت الأفكار الدولية ، ط4،
1423هـ -2002م



(2) سورة
البقره آيه 183



(3) المصدر
السابق ص 624



(4)
حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص156


(5) أحمد
بن علي ، فتح الباري شرح البخاري ، كتاب الصوم، باب صوم الصبيان، جـ4/286



(6) سهام
مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص280



(7)
في ظلال القرآن، جـ1/168






أثر
الصيام في نفس الطفل
:





-
" ترشيد فلسفة التربية الإسلامية في القرآن والسنة العملية التربية ببرامجها
ومناهجها وأهدافها الى تأكيد فريضة الصوم وتأصيلها وترسيخها في نفس الفرد المسلم
منذ أن يصبح مكلفاً بها شرعياً وقادراً عليها صحياً، لأن لها أبلغ الآثار
الإيجابية الفعّاله في تقوية إيمانه وتوحيده في عقيدته وعبادته، وإيقاظ ضميره
وصحوة وجدانه، وإحساسه برقابة مولاه، وشعوره بحضوره المستمر معه أينما كان، وترقية
خلقه، وتزكية روحه، وكسر حدة شهوته، والدربة على التحكم في انفعالاته وضبط غرائزه
ونزواته، وتربية روح الاحتمال والصبر لديه، وتفجير معاني العطف والشفقة والرفق
والخير في نفسه، وتحريك مشاركته الوجدانية الصادقة للآخرين وإعانة المحتاجين منهم
والمعوزين ، وتقوية ميله الاجتماعي فيعمل مع غيره على حفظ كيان جماعته بالتكافل
والتراحم و التعاون، فضلاً عما للصوم من ميزة كبيرة في حفظه لصحة الصائم البدنية
ووقايته من الأمراض والعلل المختلفة." (1)






-
" يعتاد ألا يتكلم كذباً ولا زوراً ولا غشاً ولا يمارس غدراً ولا خيانه ولا
ايذاءً أو عدواناً على الناس في أموالهم أو اعراضهم" (2) قال رسول
الله- صلى الله عليه وسلم - : ( والصيام جُنَّه (3) ، فإذا كان يوم صوم
أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني صائم والذي نفسي
محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، للصائم فرحتان يفرحهما :
اذا أفطر فرح ، وإذا لقي ربه فرح بصومه ) (4)






-
يتعلم النظام لأن المسلم في رمضان يأكل بنظام ، وينام بنظام ويستيقظ بنظام ولذا
فإنك ترى أن النظام يتجلى في المجتمع الإسلامي بأروع صوره في رمضان " (5)






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) الزنتاني، عبد الحميد الصيد، فلسفة
التربية الإسلاميه في القرآن والسنة
، ص 137-138



(2) حلبي،
عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص158


(3) جُنّه
: أي وقايه من الشهوات انظر إلى إبراهيم مصطفى وآخرون ، المعجم الوسيط، ص
162



(4)صحيح . أخرجه البخاري برقم 1904 ، كتاب الصوم ،باب هل يقول أني صائم اذا شتم ،انظر إلى، ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح
الباري شرح البخاري
، جـ4/170. وأخرجه مسلم برقم 1151 كتاب الصوم ، باب فضل
الصيام ، انظر إلى
النووي،
يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي
،


جـ8/24


(5)حلبي،
عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص 158


المطلب الرابع : الزكاة





الزكاة: "هي
النماء والزياده ، وهي حق واجب في مال خاص لطائفه مخصوصه في وقت خاص " (1).
قال تعالى
:
{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا }
(2)





"
ليس الهدف من أخذ الزكاة جمع المال وإنفاقه على الفقراء والمحتاجين فحسب ، بل
الهدف أن يعلو بالإنسان عن المال ، ليكون سيداً له، لا عبداُ له ، ومن هنا جاءت
الزكاه ليزكوا المعطي والآخذ وتطهرهما.
" (3) وقد ذكر الله الزكاه في القرآن مقرونه بعباده عظيمه وهي
الصلاه . قال تعالى :
{ فإن تابوا وأقاموا الصلاه وآتوا الزكاه } (4)





الآثار التربوية لفريضة الزكاه على الفرد
والجتمع
:






الزكاه
هي " منهاج تربوي وعلاج عملي أصيل لضعف النفس، وتطهيرها من داء الشح والأثره وعبادة المال "
(5)






"
وترشيد فلسفة التربية الإسلامية في القرآن والسنه، العملية التربوية، من خلال
برامجها ومناهجهها وتوجيهاتها الى الحرص على تكوين الفرد كضو صالح في جماعة صالحه
، تربطه بها مصالح ومنافع وغايات مشتركة ، فيعمل على خيرها والرفع من مستواها
والمشاركه بفائض ماله في إعانة الفقراء والمساكين والمحتاجين.






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
التويجري ، محمد بن إبراهيم بن عبد الله ، مختصر الفقه الإسلامي ص593،
وانظر إلى الصابوني ، محمد علي ، فقه العبادات ، ص 9، بيروت ،المكتبة العصريه ، ط1، 1422هـ -2002م



(2) سورة التوبه آيه 103


(3)
المصدر السابق ص 593-594 ، انظر إلى ابراهيم الخطيب ،زهدي محمد عيد، تربية
الطفل في الإسلام
،ص64-65 . سميح أبو مغلي وآخرون ، تربية الطفل في الإسلام
، ص57



(4) سورة التوبه آيه11


(5) سهام
مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص291









والمساهمة بثروتة في تنمية ثروة الجماعة ومالها
، واسثماره وترشيده فيها يعود بالخير على الجماعة كلها ، ويحول دون تكدس الأموال
وتخزينها، لأنَّ في ذلك تعطيلاً لوظيفتها التي خصها الله تعالى بها، للرفع من
مستوى الحياة البشرية وتطويرها وإشاعة السعادة بين الجميع، والتخفيف من آلام
الفقراء والمعوزين وإزالة شقائهم وسد حاجاتهم ،



ومن شأن الزكاه كتشريع رباني حكيم اذا رُسِخت في
نفس الناشئ منذ طفولته من خلال عملية التربية والتنشئة الإجتماعية ، أن تؤدي الى
خلق مجتمع عادل رحيم تسوده المحبة بدل الحقد ، والتعاطف بدل التقاطع والتعاون بدل
الإستغلال والتكافل بدل الصراع والسعاده بدل الشقاء وتقوى فيه روح الانتماء الاجتماعي
بين أفراده جميعاً ، فيتعاونون على البر والتقوى والإحسان، فينقص البخل والشح
والأنانية في نفوس الأثرياء، وتختفي الكراهية والحقد والحسد من نفوس الفقراء ،
ويعيش الجميع في وئام ومحبه وسلام ". (1)






المطلب الخامس : الحج


الحج
:

"هو التعبد لله-عز وجل - بأداء المناسك على ما جاء في سنه رسول الله – صلى
الله عليه وسلم – في مكان مخصوص وفي زمان مخصوص " (2)



قال
تعالى :
{
إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى
لِّلْعَالَمِينَ {96} فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن
دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ
إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }
(3)


عن
أبي هريره – رضي الله عنه- ، قال : سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول – ( من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم
ولدته أمه ) (4)



حكم
حج الصغير

:



"
إذا أحرم الصبي بالحج صح نقلاً ، فإن كان مميزاً فعل كما يفعل البالغ من الرجال
والنساء، وإن كان صغيراً عَقد عنه الإحرام وليه، ويطوف ويسعى به ، ويرمي عنه
الجمرات ،



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)الزنتاني،
عبد الحميد الصيد، فلسفة التربية الإسلاميه في القرآن والسنة ، ص134



(2) التويجري ، محمد بن إبراهيم بن عبد الله ، مختصر الفقه
الإسلامي
ص



(3)
سورة آل عمران ، آيه 96-97



(4)
صحيح أخرجه البخاري برقم 1521كتاب الحج ، باب فضل الحج المبرور، انظر إلى ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح
الباري شرح البخاري
،جـ 3/548 . وأخرجه مسلم برقم 1350، كتاب الحج ، باب في
فصل الحج والعمره ويوم عرفه، انظر إلى
النووي،
يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي
،جـ
9/99






والأفضل
أن يؤدي ما قدر عليه من مناسبك الحج أو العمره ، وإذا بلغ فيما بعد لزمن أن يحج
حجه الإسلام. يصح حج الصبي ، ومن حج به فهو مأجور" (1)عن ابن عباس
– رضي الله عنهما- قال:رفعت إمرأة صبياً لها فقالت:" يا رسول الله ألهذا
حج"؟ قالSadنعم ولك الأجر). (2)



محاسن
وأسرار الحج :



(1) الحج
مظهر عملي للأخوة الإسلامية ، ووحدة الأمه الإسلاميه حيث تذوب في الحج فوارق
الأجناس والألوان واللغات والأوطان والطبقات، وتبرز حقيقة العبوديه والأُخوّه،
فالجميع بلباس واحد يتجهون لقبله واحده ويعبدون إلهاً واحداً



(2) والحج
مدرسة يتعود فيها المسلم على الصبر وينذكر فيها اليوم الآخر وأهواله ويستشعر فيه
لذة العبودية ، ويعرف عظمة ربه ، وافتقار الخلائق كلها اليه



(3) والحج
موسم كبير لكسب الأجور ، تضاعف فيه الحساب وتكفر فيه السيئات ،...، فيرجع من الحج
نقياً من الذنوب كيوم ولدته أمه.



(4) تذكير
بأحوال الأنبياء والرسل –عليهم الصلاة والسلام- ودعوتهم وجهادهم ، وأخلاقهم وتوظيف
النفس على فراق الأهل والولد .



(5) الحج
ميزان يعرف به المسلمون أحوال بعضهم وما هم عليه من علم أو جهل أو غنى أو فقل أو
استقامه أو انحراف." (3)



"
ومما تقدم يتضح لنا أن فلسفة التربية الإسلامية في القرآن والسنة ترتكز على
العبادات كمصدر حيوي وهام للعملية التربوية المستمرة والمتصلة بالنسبة للفرد
والجماعة معاً، فالصلوات الخمس تربيه يوميه، وصلاة الجمعة تربيه اسبوعيه، وصلاه العيدين
وصوم رمضان وايتاء الزكاه والحج ، تربيه سنويه فكأنَّ التربيه الإسلاميه هي
بحق تربية حياة متواصله من مهد الإنسان إلى لحده، تحمل في طياطها اسباب السعاده في الدارين لمن اتقى
ربه وتمسك بالفرائض وحرص علي ادائها في اوقاتها المعلومه ووفق شروطها واحكامها
الشرعيه المسنونه ويزيد الله تعالي الذين امنوا هدىً وأجراً وخيراً ولا خوف عليهم
في الدنيا والآخره ول هم يحزنون.(2)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) التويجري ، محمد بن إبراهيم
بن عبد الله ، مختصر الفقه الإسلامي ص651. وانظر إلى سهام مهدي جبار، الطفل
في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية
، ص 297



(2)
صحيح، أخرجه مسلم برقم 1336 ، كتاب الحج ،
باب صحه حج الصبي وأجر من حج به، انظر إلى
النووي، يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،
جـ9/84



(3)
المصدر السابق، ص 647-648



(4) الزنتاني،
عبد الحميد الصيد، فلسفة التربية الإسلاميه في القرآن والسنة ، ص 140






المبحث الثالث: البناء الأخلاقي





المطلب
الأول:

خلق تاديب الأطفال






"
إنِّ التربيه الخُلقيه هي روح التربيه الأسلاميه وعنايتها بالتربيه الخُلقيه لا
يعني إهمال الجوانب الأخري ، فلا بد من العنايه بكل ما يتصل بالطفل اذ أنه بحاجه
الي قوه في جسمه وعقله وروحه وعلمه، لذا
نجد ان الجانب الروحي والعبادي لا ينفصل عن الجانب الخلقي.



إنِّ
الأخلاق في السنه النبويه لم تدع جانبا من جوانب الحياه الانسانيه إلاّ رسمت
له المنهج الأمثل للسلوك الرفيع في تناسق
وتكامل وبناء. فالنبي- صلي الله عليه وسلم- قد بلغ القيمه في الأخلأق وافضل طريق
للوصول الي مكارم الأخلأق هو طريق رسول الله- صلي الله عليه وسلم- والذي خاطبه تعالي
بقوله
{
وانك لعلى خلق عظيم }
." (1) (2)





الخُلق :
" حال للنفس راسخه تصدر عنها الأفعال
من خير او شرمن غير حاجه إلى فكر ورويه والجمع أخلاق.






وعلم
الأخلأق

: هو علم موضوعه أحكام قيميه تتعلق بالأعمال التي توصف بالحسن او القبيح."
(3)






اما
الأدب فقال عنه أمير المؤمنين : " يا بني احرز حظك من الأدب وفرغ له قلبك،
فإنه أعظم أن يخالطه دنس، واعلم انك اذا
اقتربت عشت به، وان تغربت كان لك كالصاحب الذي لا وحشه معه، يا بني الأدب لقاح العقل وذكاء القلب وعنوان
الفضل" (4)






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) سورة
القلم آيه 4



(2) سهام
مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص302 – 303



(3)إبراهيم
مصطفى وآخرون ، المعجم الوسيط، ص275



(4)سهام
مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 305 بواسطه محمد الديلمي، ارشاد القلوب ، ص 160









"
لتكوين الخلق السوي في الطفل ينبغي أن تعلمه الواجبات التي ينبغي عليه القيام بها
وهذا التعليم يتم بالقدوة والتربية والتوجيه ،
والواجبات التي ينبغي على الطفل أداؤها ليست إلاّ الواجبات المعتادة نحو
نفسه بالتحلي بالصدق والأمانه والكرامه والحياء....، مما يحافظ على مكانته
الإنسانية وواجباته نحو الآخرين من احترام حقوقهم منذ وقت مبكر حتى يكون فاضلاً في
تصرفاته محترماً لحقوق الغير " (1)






المطلب
الثاني: أنواع الآداب النبوية للأطفال :






(1) الأدب مع الوالدين


قال
تعالى :
{ وَقَضَى
رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا
يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا
أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً {23} وَاخْفِضْ
لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا
رَبَّيَانِي صَغِيراً }
(2)


قال
سيد قطب : في قوله تعالى:
{ ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما }(3) . "
وهي أول مرتبة من مراتب الرعاية والأدب ألاّ يند من الولد ما يدل على الضجر والضيق
وما يشي بالإهانة وسوء الأدب
{ وقل لهما قولاً كريما } (4) وهي
مرتبة أعلى ايجابية أن يكون كلامه لهما يشي بالإكرام والاحترام " (5)






عن
عبد الله بن مسعود قال : سألت النبي – صلى الله عليه وسلم – : "أي العمل أحب
الى الله تعالى" ؟ قال: ( الصلاة على وقتها) ، قلت ثم اي قال : ( بر الوالدين
) قلت ثم أي ؟ قال: (الجهاد في سبيل الله ) (6)



"
وعلى الأولاد أن يتخيروا في مخاطبة آباءهم أجمل الكلمات وألطف العبارات ،وأن يكون
قولهم كريماً لا يصحبه شيء من العنف (7)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص
311-312



(2)
سورة الإسراء، آيه 23-24



(3)
سورة الإسراء، آيه 23



(4)
سورة الإسراء، آيه 23



(5)
في ظلال القرآن ، جـ4/2221



(6) صحيح،
أخرجه البخاري حديث رقم 527،كتابمواقيت الصلاة ، باب فضل الصلاة لوقتها ، انظر إلى
ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح الباري شرح البخاري ، جـ2/14



(7) سهام
مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 315



(2) أدب الاحترام والتوقير:





" من الإتجاهات الخُلقيه التي يجب على
البيت مراعاتها وغرسها في نفس الولد الاحترام والتوقير للكبير والصغير ، وفائدة
هذه الخصال أنها بمرور الأعوام لا ينحصر هذا الاحترام للأشخاص فقط، بل يتناول
المثل العليا والمبادئ المُثلى والقيم الروحية ، فيحترم نفسه ومن ثمَّ يحترم ويوقر
الآخرين، ثم يحترم الحياة والكرامة الشخصية والقانون وغير ذلك " (1)






فعلى
المربين أن يعلموا أطفالهم احترام وتوقير الكبار والعلماء ، وتقدمهم في الكلام،
والعطف على الصغار.






(3) أدب
الأخوة :






من الإتجاهات الخلقية التي يعمل البيت على بثها
وغرسها في نفوس أولادهم الحب والوّد والاحترام بين الإخوه جميعاً كباراً وصغاراً،
وقد نهى الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن الإشارة بالسلاح الى مسلم لإلقاء الرعب
في قلبه .






عن
أبي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( من أشار إلى أخيه بحديده فإن
الملائكة تلعنه حتى إن كان أخاه لأبيه وأمه ) (2)



قال
الإمام النووي : " فيه تأكيد حرمة المسلم والنهي الشديد عن ترويعه وتخويفه
والتعرض له بما قد يؤذيه " (3)



"
واجب الأسرة أن تعمل داخل البيت على بث روح التعاون والثقة والمودة والاحترام بين
أفراده جميعاً ،فيشعر الولد بأنَّ إخوانه أصدقاء له ، يتبادل معهم الحب والاحترام
، ومن ثمَّ يشع داخل البيت أنهم كلهم أفراد متفاهمين متعاضدين " (4)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) سهام
مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 316



(2)
صحيح،أخرجه مسلم ، حديث رقم 2616 ، كتاب البر والصلة والآداب ، باب النهي عن
الإشارة بالسلاح إلى مسلم، انظر إلى
النووي،
يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي
، جـ
16/139



(3)
يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي
،
جـ 16/139



(4) سهام مهدي جبار، الطفل في
الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية
، ص 319









(4) أدب
إحترام المعلم :






"
للعلماء درجات رفيعه، فَهُم قادة الأمة ورواد البحث ، وهم ورثة الأنبياء الذين
تناط بهم مواجهة الإنحلال والفساد ، وتحقيق العدل ونشر العلم " (1)



عن
أبي أمامة الباهلي قال ذكر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلان أحدهما عابد
والآخر عالم فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (فضل العالِم على العابد كفضلي على أدناكم) ثم قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم –( إنَّ
الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على
معلم الناس الخير ) (2)






وقد
وجه الحسن البصري ابنه الى مجالسة العلماء فقال له : " يابني إذا جالست
العلماء فكن على أن تسمع أحرص على أن تقول ، وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن
الكلام ،ولا تقطع على أحد حديثاً وأن طال حتى يمسك " (3)






"
من الحقوق الإجتماعية الهامة التي يجب ان يتبين المربون لها تربية أولادهم على
احترام المعلم وتوقيره، بالقيام له والسلام ،وعدم رفع الصوت وحسن الجلوس، وعدم فعل
ما يكره والمبادرة الى خدمته فيما يطلبه ويريده .



ونعلم
أولادنا أن ينظروا الى معلمهم بعين الإجلال مع إظهار فضائله ومحاسنه وعدم التحدث
في مجلسه بالإصغاء اليه ، وعدم التلهي والإنصراف عنه ،والإستفهام منه بلطف " (4)






(5) أدب الجار :


المجتمع
المسلم كيان واحد مترابط هكذا يريد الله -سبحانه وتعالى -للمجتمع أن يكون ،ولذا
فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم
وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) (5)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 319



(2)
قال أبو عيسى: حديث حسن غريب صحيح، رواه الترمذي، كتاب العلم عن رسول الله
، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة.



(3) حلبي،
عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص


(4)
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص
320-321



(5)
صحيح، سبق تخريجه ص



"
والجار في الإسلام مكرم أيّما إكرام ، محترم أيّما إحترام ، فقد أوصى الرسول – صلى
الله عليه وسلم – به وندب الأطفال الصغار لاحترامه، كما طالب الإسلام الآباء أن
يورثوا حب الجار لأطفالهم وأن يتجنبوا أذاهم على نحو مقصود وغير مقصود بأي صورة من
الصور."(1)






قال
رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( مازال جبريل يوصيني بالجار ، حتى ظننت أنه
سيورثه ) (2)






"
وعلى الجار كف الأذى عن الجار كالزنى والسرقة والشتام وعليه حماية جاره بالإحسان
له ورفع الضرر عنه، واحتمال أذى الجار
والصفح والحلم اليه " (3)






(6) أدب الإستئذان





"
أدب اجتماعي رفيع وهو واجب الكبير والصغير ، وله مكانة خاصة في التشريع الإسلامي
حتى خصه الله تعالى بآيات مباركات كريمات" (4) إذ قال تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا
الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ
تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ
عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ
طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ
الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}
(5)





إن
الإستئذان يبدأ على مراحل:



قبل
الإحتلام يستأذن في ثلاث أوقات قبل صلاة الفجر ووقت القيلولة وبعد صلاة العشاء
ليلاً .



بيد
أن الطفل إذا بلغ مرحلة الحلم والبلوغ ، كان التوجيه القرآني بوجوب استئذانه
دائماً قال تعالى :
{ وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا
كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ
وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }
(6) "


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) حلبي،
عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص 117


(2)
صحيح،أخرجه مسلم ، حديث رقم 2625، كتاب الر والصلة والآداب ، باب الوصية بالجار
والإحسان ، انظر إلى
النووي،
يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي
،
جـ16/ 145



(3)
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص322-325،
باختصار



(4) حلبي،
عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص 119


(5)
سورة النور ، آية 58



(6) سورة
النور ، آية 59



"
من يريد الإستئذان لا يواجه الباب بكليلته إنما يقف على يمينه أو شماله ، فإذا أذن
له دخل وإلا انصرف دون انزعاج أو احتجاج " (1)






يجب
على المربين أن يرشدوا أولادهم ألى أدب الإستئذان في الزيارة بأن يسلم ثمَّ
يستأذن، بأن يعلن عن أسمه أو كنيته ، وأن يستأذن ثلاث مرات ،وأن نعلم الطفل لا يدق
الباب بعنف بل يقرع الباب قرعه خفيفه تدل على أدبه ولطفه ، وإذا طلب منه رب المنزل
أن يرجع فيعلموه الرجوع دون حرج ولا تذمر " (2)






(7) أدب الحديث والسلام:





قال
سيد قطب : " إن الإسلام منهاج حياة كامل ، فهو ينظم حياة الإنسام في كل
أطوارها ومراحلها ، وفي كل علاقاتها وارتباطاتها وفي كل حركاتها وسكناتها ، ومن ثم
يتولى بيان الآداب اليومية الصغيرة كما يتولى بيان التكاليف العامة الكبيرة وينسق
بينها جميعاً ، ويتجه الى الله في النهاية " (3)



(4) " فالرسول – صلى
الله عليه وسلم – لم يترك أمراً صغيراً كان أم كبيراً يتعلق بسلوك الإنسان إلا
وجعل له حكماً ورأيا ، كآداب الكلام وسلوك الحديث.






الحديث
وسيلة التفاهم الأساسية بين الناس وهو مفتاح الشخصية وعنوانها والكاشف عنها ، فإذا
عرف الطفل أسلوب الحديث والحوار منذ الصغر فإنه سوف يكبر ويعرف كيف يُحدِّث الناس
على الطريق المُثلى والتي تحمل المضمون القيّم الراقي.






أما آداب الحديث فهي على التالي :





(1) التمهل
بالكلام أثناء الحديث حتى يفهم المستمع المراد ،منه وأن يكون الحديث منظوماً
مرتباً واضح المعنى ليفهم من كان جالسا. "






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية
للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص
119
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com/forum
حمدان
ديري مبدع
ديري مبدع
حمدان


الساعة :
دعاء
عدد المساهمات : 1104
نقاط : 2370
التقيم : 28
تاريخ التسجيل : 05/05/2012

 تربية الطفل في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: تربية الطفل في الإسلام    تربية الطفل في الإسلام Icon_minitimeالثلاثاء مايو 08, 2012 3:19 pm

سهام
مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص
327-328 ، باختصار


(3)
في ظلال القرآن ، جـ4/2531



(4)
المصدر السابق ، 329-330



(1) "
أن يحسن اختيار الألفاظ والكلمات المناسبة حتى لا ينفر المستمعين ولا يزعج
الحاضرين ،.... وأن يبتعد عن التصنع في الكلام والتكليف في فصاحة اللسان قال رسول
الله – صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله -عز وجل- يبغض البليغ من الرجال ، الذي
يتخلل بلسانه كما تخلل الباقرة بلسانه ) (1)



(2) المخاطبة
على قدر التفهم : يجب أن لا يخاطب الناس إلا على قدر عقولهم بأسلوب يتماشى وثقافة
من يخاطبهم ويتفق مع عقولهم وعلى قدر فهمهم وأعمارهم.



(3) يجب
أن لا يتكلم كثيراً وان لا يقاطع كلام غيره ، وإن سبقه أحد الى الحديث فعليه أن لا
يتدخل إلا بعد أن ينتهي ، وعلى من أراد الكلام أن يستوثق من وضوح الفكرة في ذهنه ،
وعلى المرء أن لا يتكلم إلا اذا دعت الضرورة الى ذلك .






من آداب السلام :





(1) أن
يرسخ في نفسه أن التحية من شأنها أن تؤلف القلوب وتقوي الصلات ، وهي مظهر من مظاهر
المدنيّة السليمة ، قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ( لا تدخلون الجنة حتى
تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا
السلام بينكم) (2)



(2)
أن يعلمه صيغة السلام ،
وهي ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) فهي تجلبُ المحبة وتقوي عُرى المودة



(3) أن
يعلمه أن السلام سنة مؤكدة ، وأمّا ردّه فهو فرض لازم " (4) لقوله
تعال:
{ وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ
بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا } (3)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
حديث حسن غريب، أخرجه أبي داود، حديث رقم 5005، كتاب الأدب، باب ما جاء في
التشدق في الكلام ، وذكره الألباني في صحيح الجامع وزيادته ، حديث رقم 1875 . انظر
إلى المباركفوري، أبي العلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم، تحفة الأحوذي بشرح
جامع الترمذي
، جـ 5/172. الألباني، محمد ناصر الدين، صحيح الجامع
وزيادته الفتح الرباني، اشرف على طبعة زهير الشاويش، المجلد الأول/382، المكتب
الإسلامي، ط1، 1408 هـ - 1988
م .



(2)
صحيح،أخرجه مسلم ، حديث رقم 54 ، كتاب الإيمان ، باب بيان أن لا يدخل الجنة إلاّ
المؤمنون، وأنَّ محبة المؤمنون من الإيمان ، وأنّ إفشاء السلام سبب لحصولها ، انظر إلى
النووي، يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،
جـ 2/31



(3)
سورة النساء ، آية 86



(4)
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص
330-332






(4) "
أن يُسلم القادم على من يقدم عليه، والراكب على الماشي، والماشي على القاعد ،
والقليل على الكثير، والصغير على الكبير قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( يسلم
الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير ) (1)





(5)
أن نعلمه إذا دخل على
أهل بيته ، أن يلقي عليهم السلام " (2)



عن
أنس بن مالك قال: قال لي رسول الله -صلى
الله عليه وسلم-: ( يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم، يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك ) (3)






(1) أدب مظهر الطفل:





" مظهر يتعلق بشعر الطفل وحلاقته ومظهر لباسه ولونه وخروجه به
في الطريق



بالنسبة
للولد نهى الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن حلق بعض الشعر وترك بعضه .



قال
رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عن وصل الشعر Sad لعن الله الواصلة والمستوصلة)(4)



كما
استحب الرسول-صلى الله عليه وسلم تسريح الشعر وتمشيطه ليكون زينه وجمالاً ويضفي
الاحترام والوقار على صاحبه ، فلا يتشبه بأهل الموضات وأهل العبث واللهو.






[
أما بالنسبة لِلِباس الأطفال فقد] دعا
الإسلام الى لبس الجميل من الثياب دون تكبر ولا مفاخره ، كما يستحب أن تكون الثياب
بيضاء نظيفه ،" (5) قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
( البسوا البياض فإنها أطهر وأطيب وكفنوا فيها موتاكم ) (6)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) صحيح،
أخرجه البخاري حديث رقم 6232،كتاب الاستئذان ، باب يسلم الراكب على الماشي، انظر إلى ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح
الباري شرح البخاري
، جـ11/21



(2)
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص
332


(3) قال أبو عيسى حديث حسن
صحيح غريب
، أخرجة الترمذي برقم 2841، كتاب الاستئذان والآداب ، باب في
التسليم إذا دخل بيته، انظر إلى المباركفوري، أبي العلا محمد عبد الرحمن بن عبد
الرحيم، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، جـ 7/396-397



(4) صحيح، أخرجه البخاري حديث رقم 5937 ،كتاب
اللباس، باب وصل الشعر، انظر إلى ابن حجر
العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح الباري شرح البخاري ، جـ 10/77



(5) عبد
المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص 121


(6) قال أبو عيسى حديث حسن
صحيح
، أخرجة الترمذي برقم 2962، كتاب الاستئذان والآداب ، باب ما جاء في لبس
البياض، انظر إلى المباركفوري، أبي العلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم، تحفة
الأحوذي بشرح جامع الترمذي
، جـ 8/76-77



(2)
آداب المشي والجلوس
ومنها
:





1) "
على المربي أن يتقيد بصفات مشية عباد الرحمن ليربي أولاده بالفعل على ذلك قال
تعالى :
{
وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما }
(1)


قال
سيد قطب : " ها هي السمة الأولى من سمات عباد الرحمن أنهم يمشون على الأرض
مشية سهله هينه ليس فيها تكلف ولا تصنع ، وليس فيها خيلاء ولا تنفج ولا تصعير ولا
تخلع أو ترهل ، فالمشية ككل حركة تعبير عن الشخصية وعما يستكن فيها من مشاعر،...،
فيها وقار وسكينه وفيها جد وقوه ) (2)



2) أن
يسيروا سيراً متوازناً لا سرعه فيها ولا بطء.



3) أن
يغض الطرف وقت المشي ، والنظر الى الأرض ، وأن يترك الأكل وقت المشي



4) نعلم
الطفل اذا كان في جلسه مع جماعه عدم التثاؤب والتمطي ولا يمد رجليه ولا يفرقع أصابعه.



5) ألا
يبصق على الأرض وإذا اضطر يضعها في ورقه." (3)






(3) آداب
الطعام والشراب






عن
عمر بن أبي سلمه يقول : كنت غلاماً في حجر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وكانت
يدي تطيش في الصحفه فقال لي رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ( يا غلام سم الله وكل
بيمينك وكل ممّا يليك) فما زالت تلك طعمتي
بعد(4) (5)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) سورة الفرقان ، آية 63


(2) في
ظلال القرآن
، جـ 5/2577



(3) حلبي،
عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص 124-127، باختصار. وانظر
إلى سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص
340-344



(4)
صحيح، أخرجه البخاري حديث رقم 5376 ،كتاب الأطعمة، باب التسمية على الطعام والأكل
باليمين ، انظر إلى ابن حجر العسقلاني ،
أحمد بن علي ، فتح الباري شرح البخاري ، جـ 9/589



(5)
انظر غي موضوع آداب الطعام والشراب إلى حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية
الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص 120. سهام مهدي جبار، الطفل
في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية
، ص336-339. حسان شمسي باشا ، كيف
تربي أبناءك في هذا الزمان
، ص 148



يمكن
تلخيص حاجات الطفل الى آداب الطعام على النحو التالي :






1) " ألا يأخذ الطعام إلا بيمينه بعد ذكر اسم الله تعالى ويأكل
مما يليه .



2)
لا يبادر الى الطعام
قبل غيره ولا يحدق الى الطعام ولا الى من يأكل.



3)
لا يسرع في الأكل بل
يمضع الطعام مضغاً جيداً ولا يوالي بين اللقم.



4)
لا يلطخ ثوبه ولا يديه
بالطعام.



5)
يقبح له كثرة الأكل
ويجب عليه الإيثار بالطعام اذا طلبه أطفال آخرون.



6)
ان يأكل الموجود
المتوفر من الطعام، وأن لا تلبي كل طلباته وأن يحمد الله بعد الطعام.






من آداب
الشراب :






التسمية
قبل الشراب والحمد لله بعده ولا يشرب قائماً ولا مضجعاً ويقسم الكوب الذي يشرب به
الى ثلاثة أقسام يتنفس خلالها ويقول الحمد لله. " (1)



عن
النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه نهى أن يشرب الرجل قائماً " (2)






(4) آداب
الإنصات أثناء تلاوة القرآن
:





قال
تعالى : {
وإذا
قرأ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون }
(3)


قال
سيد قطب : " فالإستماع الى هذا القرآن والإنصات له ، حيثما قرئ – هو الأليق
بجلال هذا القول ، وبجلال قائله سبحانه ! وإذا قال الله أفلا يستمع الناس وينصتون
؟ ثم رجاء الرحمه لهم
{ لعلكم ترحمون }(4) حيثما قرئ
القرآن واستمعت له النفس وأنصتت، كان ذلك أرجى لأن تعي وتتأثر وتستجيب فكان ذلك
أرجى أن ترحم في الدنيا والآخرة جميعاً " (5)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية
الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص 121


(2)
صحيح،أخرجه مسلم ، حديث رقم 2024، كتاب الأشربة، باب كراهية الشرب قائماً ، انظر إلى
النووي، يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،
جـ 13/164



(3)
سورة الأعراف ، آية 204



(4) سورة الأعراف ، آية 204


(5) في ظلال القرآن ، جـ3/1425





قال
رسول الله صلى الله وسلم- ( اقرأوا القرآن ، فإنه يأتي يوم القيامه شفيعاً
لأصحابه) (1)






"
فالاستماع له والإنصات واجب إسلامي وهو الجدير بجليل الكلام وعظمة المتكلم ،فعندئذ
تتنزل الرحمه. فحيثما قرأ القرآن وحيثما تلاه المؤمنون تنزلت الرحمات وصفت النفوس
وزكت القلوب لأن في القرآن الذكر والأحكام والعبادة والتشريع." (2)



"
وعلينا ألا ننسى أثر العقيدة الطيبة في استجابة الطفل، فالمربي الذي يوقر القرآن
ويجله ويُحسن الاستماع اليه، سيكون له أكبر الأثر في نفس الطفل وعظيم تقديره لكلام
الله تعالى"(3)






(5) خلق
الحياء :







"
إن ما يتوج الأخلاق كلها خلق الحياء ، لأنه من أقوى البواعث على الإتصاف بما هو
حسن واجتناب ما هو قبيح وبالتالي فإنه يقود صاحبها الى أن يسلك مدراج الكمال
والفضيلة، ومن ثم يرقى في أعين الناس ويكسب المثوبة منه تعالى ، والحياء أول قوة
يشدد عليها المربون لأنها تدل على العقل ، وعلى أو الولد قد احسن القبيح ،وبالتالي
فإن إحساسه ذلك يجنبه الوقوع في قبيح الفعال والأقوال قال رسول الله – صلى الله
عليه وسلم – ( الحياء من الإيمان) (4)



والحياء
ليس هو التغير والإنكسار الذي يعتري الإنسان من خوف يندم عليه، ولكن يتمثل في أمور
: حفظ الحواس ، حفظ البطن من الشراهه ، ترك ما حرم الله من زينة الدنيا ، لذا يجب
على الآباء والمربين أن يأخذوا أبناءهم بهذا الخلق ،وأن يتخيروا لهم الأصدقاء مما
اتصفوا بصفة الحياء والأخلاق الحسنة ، وعلى المربي أن يكون حكيماً ؛فلا يبالغ في
أخذ الناشئين لهذا الخلق الى حد يصل بهم الى الخجل وضعف الشخصية ، وإنما حياء يعمل
على ارتياد النفس الى معاني الأمور واقتحام المشاق والجرأة في الحق ".(5)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) صحيح، أخرجه مسلم ، حديث رقم 804
، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة ، انظر إلى
النووي، يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،
جـ 6/78



(2) حلبي،
عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص 127. وانظر إلى سهام مهدي
جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 344-346



(3)
العك ، خالد عبد الرحمن ، تربية الأبناء والبنات في ضوء القرآن والسنة ، ص
129



(4) صحيح،
أخرجه مسلم ، حديث رقم 36 ، كتاب الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها
وأدناها وفضيلة الحياء وكونه من الإيمان ، انظر إلى
النووي، يحيى بن شرف صحيح
مسلم بشرح النووي
،جـ2/6


(5)
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص
346-347



(6) خلق
الصدق والتحرز من الكذب :






الصدق
: صدق فلان في الحديث : أخبر بالواقع (1)



والكذب
: خلاف الصدق (2)



" إن الصدق دعامه الفضائل ،
ومظهر من مظاهر السلوك النظيف ودليل الكمال وعنوان الرقي ، بالصدق يوطد
الثقه بين الأفراد والجماعات لا يستغني عنه حاكم ولا تاجر، ولا رجل ولا إمرأة ولا
صغير ولا كبير." (3)



قال
تعالى :
{
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين }
(4)


والصدق
" يولِد في النفوس الطمأنينه والسكينه ، بينما الكذب فإنه يورث القلق
والإضطراب"(5)






والصدق
يهدي الى البِر والجنة قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( عليكم بالصدق ، فإن
الصدق يهدي الى البر وإن البر يهدي الى الجنه ) (6)






"
وإذا كانت التربية الفاضلة في نظر المربين تعتمد على القدوه الصالحة فجدير بكل مرب مسؤول ألا يكذب على
أطفاله بحجة إسكاتهم من بكاء ، أو ترغيبهم في أمر أو تسكيتهم من غضب ، فإنهم إن
فعلوا ذلك يكونون قد عودوهم عن طريق الإيحاء والمحاكاه والقدوة السيئة على أقبح
العادات ،وأرذل الأخلاق ألا وهي رذيلة الكذب " (7)






وعلينا
أن نغرس فيهم أنه لا يوجد كذبه بيضاء وكذبه نيسان ، فالكذب هو الكذب
، إلاّ في
ثلاثة حالات معينة قد نصّ عليها الشرع منها الكذب على الأعداء إن أدى ذلك لمصلحة
عامة للإسلام .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) إبراهيم مصطفى وآخرون ، المعجم
الوسيط
، ص 536



(2)
المصدر نفسه، ص 816



(3)
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 350



(4)
سورة براءة ، آية 119



(5) حلبي،
عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص 130


(6) صحيح،أخرجه
مسلم ، حديث رقم 2607، كتاب البر والصلة
والآداب ، باب قبح الكذب وحسن الصدق وفضله ،
انظر إلى
النووي، يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ، جـ 16/132


(7)
علوان ، عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام
، جـ1/184 . وانظر إلى الخداش
،جاد الله بن حسن، المهذب المستفاد
لتربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة
، ص 76-77



لماذا
يكذب الأطفال
:





-
" قد يكذب الطفل
تحدّياً لوالديه اللذين يعاقبانه بشده ، فهو يكذب هرباً من العقاب.



-
وقد
يكذب مازحاً مع أصدقائه بُغية الفكاهه.



-
وقد يكذب الطفل الذي
يشعر بالنقص لكي يستدرّ عطف المحيطين به .



-
وقد
يدعي انه مريض ، لأنه لا يريد الذهاب الى المدرسه. " (1) وغير ذلك






ولكي
نُخلص الأبناء من عادات الكذب :






-
" نحدثه عن الصدق
وأهميته دون إكراه أو ضغط ، نشعره بالعطف والمحبة ونشجع فيه الثقة بالنفس ونُبصّره
بأهمية الأمانه والصدق فيما يقوله ويفعله ونذكر له أحاديث الرسول – صلى الله عليه
وسلم – التي تحث على الصدق



-
ومن أخطر الأمور أن
يعترف الطفل بخطئه ثم يعاقبه بعد اعترافه فكأننا نعاقبه على الصدق ، وندفع الطفل
دفعاً الى الكذب " (2)






(7) الأمانة
والإحتراوز من الخيانه :






الأمانة
: الوفاء (3)






"
كشف الحق أن الأمانة دعامة بقاء الإنسان ومستقر أساس الحكومات وروح العدالة وحدها
وهي أحد عناصر تكامل الشخصية (4)






قال
تعالى :
{ إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى أهلها } (5)





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) حسان شمسي باشا ، كيف تربي
أبناءك في هذا الزمان
، ص 116-117



(2)
المصدر نفسه، ص 117-118



(3) إبراهيم
مصطفى وآخرون ، المعجم الوسيط، ص 48



(4)
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 355



(5) سورة
النساء ،آية 58






ومن
مجالات الأمانة :






1) يقول
سيد قطب : " والأمانات كثيرة في عنق الفرد وفي عنق الجماعة وفي أولها أمانة
الفطرة
وقد فطرها الله مستقيمة،...، والمؤمنون يرعون تلك الأمانة الكبرى، فلا
يدعون فطرتهم تنحرف عن استقامتها فتظل قائمة بأمانتها شاهدة بوجود الخالق
ووحدانيته ثم تأتي سائر الأمانات تبعاً لتلك الأمانة الكبرى " (1)






2) أمانة إحسان معاملة أفراد الأمة : كأن
تكون أميناً على الودائع المستودعه لديك من الأموال أو حفظ أسرار المجتمع فلا تهتك
ستره ولا تفشي سره " (2) وبالتالي في غرس هذا الخلق في أولادنا لا
يخرج جيل به عملاء خائنين لوطنهم ولدينهم.






3) أمانة المنصب : فإسناد المناصب
العامة يجب ان يكون الى الأقوياء ، والأكفاء المخلصين . وجميع الحقوق المشروعة
للحكومة أمانة في عنق الحاكم وهو مسؤول عن حمايتها وتمكينهم منها ، قال رسول
الله -صلى الله عليه وسلم - : (كلكم راع
وسئول عن رعيته ، فالإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته ) (3)






" من ذلك يظهر حرص الإسلام على هذا الخلق
لأن فقدانه يهدم أواصر المجتمع ويذهب بقيمه هباءً ، ويصبح أفراده كائنات غادره لا تقوم بمسؤولية ،
ولا ترعى عهداً ولا ذمه.



فمن الواجب ترسيخ هذا الخلق الأصيل منذ الطفولة
كي ينمو في داخل الفرد ويترعرع، ليصبح أميناً بناءً في حيانه ، يحمل الخير لنفسه
وأهله والناس أجمعين " (4)












ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) في ظلال القرآن، جـ4/2456


(2) حلبي،
عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص133


(3)
صحيح، أخرجه البخاري حديث رقم 2558 ،كتاب العتق، باب العبد راعٍ في مال سَيّدِه
، انظر إلى ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن
علي ، فتح الباري شرح البخاري ،جـ 5/255



(4)
المصدر السابق، ص 134









(Cool خلق
حفظ السر :






"
لقد عني رسو ل الله – صلى الله عليه وسلم – بحفظ السر لدى الأطفال، لأن هذا الخلق
يسهم في تكوين إرادة الطفل الواعية الفاعلة ، لأن الطفل يريد أن يتكلم بما يملك من
معارف أو معلومات ،فعندما تدربه على حفظ السر فإنه يتدرب على بذل جهد نفسي مخالف
لطبائع الطفولة الفطرية ، فإذا نما [جعل] حفظ السر فيه، وإنَّ عدداً من الصفات
والسجايا تنمو مع هذا الخُلق مثل قوة الإراده وانضباط اللسان ورباطه الجأش ،مما
يتسبب في غرس الثقة الإجتماعية ونمو بذرة القوة في نفس الناشئة ." (1)






(9) العفو
والتواضع :






"
إن الأخلاق الإسلامية شملت كل مناحي الحياة وما من خُلق إلاّ يسهم في بناء المجتمع
في جانب من جوانب الحياة ، فإذا ما تمسك الأفراد والمجتمع بأخلاق الإسلام ؛ أصبح
قوياً تسوده الأخوة.



وخلق
العفو والتواضع والتسامح واحد من هذه الركائز التي اذا ما اعتمد عليها انتصر المرء
بها على أهوائه ونزاوته ، ونمت فيه نوازع الرحمة والخير والصفح والمغفره "(2)



إن
العفو من الآداب التي اتصف بها رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال تعالى :
{ فَبِمَا رَحْمَةٍ
مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ
مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ }
(3)


"
إن المتواضعين هم أهل الله والمتكبرين ليس لهم من بره حظ ولا نصيب ، لأن الكبرياء
صفه مختصه بالله وحده " (4)



"
فعلينا تنظيف الصدر من الأحقاد لأن الحقد يعني دوام العداوة بين الناس وهذا يخالف
هدى الإسلام . والتواضع يُجَّذر خلق الحب والود والتراحم " (5)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية
الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص 134. وانظر إلى سهام مهدي
جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 358-360



(2)
المصدر نفسه، ص 135



(3)
سورة آل عمران ، آيه 159



(4)
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 361



(5) حلبي،
عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص 136





المبحث الرابع: البناء البدني





المطلب الأول: أهداف التربية البدنية :





1) "
تنمية الجسد وتوجيه نموه باتجاه تحصيل الصحة والقوة فتزداد مقاومته للأمراض
،واتقاؤه من الإصابة بالعاهات قال رسول
الله – صلى الله صلى الله عليه وسلم- (المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن
الضعيف وفي كل خير ) (1) كما أن الأسلوب الرياضي ينمي العضلات ويزيد من
مقاومتها



2)
تساعد على النضج
الإنفعالي ، فالتربية الرياضية تعلم الصبر والتحكم بالإنفعال والعواطف.



3) تساعد
على إنماء الوظائف الفكرية ، فالعناية بالجسد وتحسين صحته ونموه؛ يساعد على تنشيط
العملية الفكرية نظراً للعلاقة الوطيده بين الجسد والنشاط الفكري.



4) تسهم
في تحسين التكيف الإجتماعي عن طريق تنمية العادات الإجتماعية التكيفية ،كالتعامل
مع الآخرين وتقبلهم أصدقاء كانوا أم خصوماً ، إذ تنمو العادات ممن خلال الألعاب
الجماعية والمؤهلات.



5) تحقيق
تربية خلقيه، فالتدرب على التعب، وتقبل النجاح أو الفشل في المباريات ينمي الصبر ،
وتمرينات الجرأة والمهارة تنمي الشجاعة والعزم والألعاب الجماعية تنمي روح التعاون
والصدق.



6) تساعد
في تغميد العواطف والدوافع وعلاج بعض مشكلات الناشئة وذلك بتوجيهه نحو الرياضة،
لانشغاله عن الأعمال المنافية للآداب.



7)
تنمي حاجات الأطفال
للحركة واللعب والنشاط." (2)



وغير ذلك من الأهداف .





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية
الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص 79-81، بواسطة أنطوان
حبيب رحمة، التربية العامة والبدنية ، جـ11-14









المطلب الثاني: بعض الممارسات الرياضية في الإسلام





1)
تعليم السباحة والرماية وركوب الخيل : (1)



تحقيقاً
لقوله تعالى :
{
واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل }
(2)


عن
النبي – صلى الاله عليه وسلم – Sad الخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيامه )
(3)



قال
النبي – صلى الله عليه وسلم –: ( ارموا فأنا معكم كُلِّكُم ) (4)



أثر
عن عمر -رضي الله عنه- : ( علموا أولادكم
السباحة ، والرماية ومروهم فليثبوا على ظهور الخيل وثبا ) (5)






وهناك
بعض الحدود لمثل هذا النوع من الرياضة في الإسلام منها
:





1) "
إيجاد التوازن، أن يكون الارتباط الرياضي للولد في حدود الوسط والإعتدال والتوازن
مع سائر الواجبات الأخرى دون أن يطغى جانب على آخر



2)
مراعاة حدود الله في أن
يكون اللباس ساتر للعورة ، ومراعاة حدود الله في جميع التصرفات.



3) تحرير
النية الصالحة، أن يكون هذا التدريب كله بنية التقوية الجسمية لتلبية نداء الله
-عز وجل- في الجهاد في أية لحظه



4)
أن لا تشغله الرياضةعمن
واجباته الدينية. " (6)






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) سهام مهدي جبار، الطفل في
الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية
، ص418-419، وانظر إلى حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية
للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص 82. ابراهيم الخطيب، زهدي محمد عيد، تربية
الطفل في الإسلام
، ص 78



(2)
سورة الأنفال ، آية 6



(3) صحيح،
أخرجه البخاري حديث رقم 2850،كتاب الجهاد والسير، باب الخيل معقود في نواصيها
الخير إلى يوم القيامة، انظر إلى ابن حجر
العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح الباري شرح البخاري ، جـ6/77



(4) صحيح،
أخرجه البخاري حديث رقم 2899،كتاب الجهاد والسير، باب التحريض على الرمي، انظر إلى ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح
الباري شرح البخاري
، جـ6/129



(5)
علوان ، عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام
، جـ2/872


(6) سميح
أبو مغلي وآخرون ، تربية الطفل في الإسلام ، ص
68








1)
إجراء المسابقات
الرياضية بين الأطفال






" وهذا الأسلوب من الأساليب المشجعة لإجراء
التنافس المحمود بين الأطفال لما فيه من الفائدة لأجسامهم النامية ، فقد كان رسول
الله –صلى الله عيله وسلم – يجري المسابقات في الجري بين الأطفال . " (1)






2)
لعب الكبار مع الصغار
والأطفال
:





" إذا أراد الأطفال اللعب مع الكبار ؛ وجب
على الكبار تلبية ذلك، وأثناء اللعب يجب أن يخضع لزعامة الصغار ، نتقبل الفكرة أو
الخطة التي يرسمونها، ولا نفرض عليهم ما نود نحن في اللعب ، وفي أثناء اللعب معهم
نستطيع أن نوجه لعبة ونشاطه في لباقة وفهم، ونحاول غرس وتوجيه الطفل الى ما نريده
،وكان الرسول –صلى الله عليه وسلم – حريصاً على اللعب مع الصغار ونَوَّع في اللعب
معهم فمرّةً لعبهم بالجري ومره بالحمل على الظهر وغير ذلك. " (2)






3)
لعب الأطفال مع الأطفال





" عندما ينهمك الوالدان في خضم الحياة ، ويبتعدون عن التعايش
مع رغبات أطفالهم أو يكونوا ليسوا منتبهين لتلبية رغبة أطفالهم ،في هذه الحال
ينصرف الأولاد للعب ، غير أن الوالدين يختارين لأولادهم من يلعبون معهم كي لا
يتأثروا بأولاد غير مهذبين." (3)









ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية
الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص83. وانظر إلى سهام مهدي
جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص424-425. سميح
أبو مغلي وآخرون ، تربية الطفل في الإسلام ، ص 69
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com/forum
حمدان
ديري مبدع
ديري مبدع
حمدان


الساعة :
دعاء
عدد المساهمات : 1104
نقاط : 2370
التقيم : 28
تاريخ التسجيل : 05/05/2012

 تربية الطفل في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: تربية الطفل في الإسلام    تربية الطفل في الإسلام Icon_minitimeالثلاثاء مايو 08, 2012 3:19 pm

(2)
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص425.
انظر إلى حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً
وأسلوباً

، ص 83-84


(3) حلبي،
عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص84-85








المطلب الثالث : فوائد
اللعب وقيمته






"
اللعب للأطفال كالماء للإنسان ، فالطفل بحاجة الى اللعب وإياك أن تحرمه من تلك
المتعه"(1)



"
ساحات لعب الأطفال أماكن يرسم فيها خطوط عريضة من شخصياتهم وأبعاد طويلة من
تفكيرهم قد يصل إلى ترسيخ نواح عَقَدية في نفوسهم، وهو ضرورة من ضروريات مرحلة
الطفولة ." (2)






يمكن
تلخيص فوائد اللعب وقيمة على النحو التالي :






1)
" القيمة التوبوية
: حيث يعرف الطفل من خلال اللعب الأشكال المختلفة والألوان والأحجام






2)
القيمة الإجتماعية : إذ
يتعلم من خلال اللعب كيف يبني علاقات مع الآخرين بنحو ناجح.






3)
القيمة الخُلقيه : حيث
يتعلم الطفل مفهوم الخطأ والصواب والعدل والصدق.






4)
القيمة الإبداعية : حيث
يجرّب أفكاره وينمي أساليبه






5)
القيمة الذاتية : إذ
يحدد الطفل خلال اللعب إمكاناته وطاقاته






6)
القيمة العلاجيه
النفسيه : حيث يصرف عنه ذاته الشعور بالتوتر،
كما يصرف ويتحرر من بعض القيود " (2)






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)حسان
شمسي باشا ، كيف تربي أبناءك في هذا الزمان، ص 46



(2) http://saaid.net/tarbiah/56.htm



(3)حلبي،
عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص 87، بواسطة مجلة العربي،
عدد 234، من مقالة دز محيي الدين توق.



المطلب الرابع : قواعد الأكل والشرب
والتغذية وأثرها على التربي البدنية






الطعام
والشراب ضرورة وحاجة للإنسان فلا حياة، ولا استمرار لهذه الحياة إلا بهما .



قال
تعالى:
{ يَا
بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ
وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ
} (1)


ولقد
وضع الإسلام قواعده الخاصة بالتغذية وطلب من المسلمين أن ينفذوها، وعلى المربين
تطبيقها وتعليمها لأطفالهم ومنها :



1)
" غسل اليدين قبل
الطعام وبعده






2) الإعتدال
بالطعام لأن كثرة الطعام تؤدي الى أمراض منها البدانة والسمنة واضطراب في الجهاز
الهضمي ،ومرض النُقرص (المُلوك) وهو زيادة
في مادة
Uric
acid نتيجة لكثرة تناول اللحوم وقد يحصل الإسهال والإمساك.





3)
اجتناب الأطعمة او الأشربة
المحرمة



قال
تعالى :
{ أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ
رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
(2)


قال
تعالى :
{ حُرِّمَتْ
عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ
اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ
وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى
النُّصُبِ }

(3)






4)
الإسلام يطلب مضغ
الطعام وينهي عن أكل الطعام الحار ويكره الأكل والشرب متكئاً." (4)



قال رسول الله – صلى الاله عليه وسلم – : (لا
آكل متكئاً ) (5)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) سورة
الأعراف ، آية 31



(2)
سورة المائدة ، آية 90



(3)
سورة المائدة ، آية 3



(4) انظر إلى، سهام مهدي جبار، الطفل في
الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية
، ص427-432



حلبي،
عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص88-91


(5)
صحيح،
أخرجه البخاري حديث رقم 5398،كتاب الأطعمة، باب الأكل متكئاً، انظر إلى ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح
الباري شرح البخاري
،جـ 9/616






المطلب الخامس: التربية
البدنية وآداب النوم






إنَّ
الإسلام دعا الى راحة الجسم راحة بالنوم وقتاً كافياً ، وبعد العناء والكد في
النهار.






وفوائد
النوم عديدة منها
:



1)
سكون الجوارح وإراحتها
مما يعرض لها من التعب



2)
هضم الغذاء


3)
علاج القلق





النوم
من أعظم الأمور أهمية في حياة الطفل ،فهو مهم له حتى ينمو حيث إن هرمون النمو لا
يفرز إلا بعد تقريباً خمس ساعات من النوم المتواصل العميق ، وقد حض الإسلام عند
النوم أن ينام الفرد على الجانب الأيمن ، والعلم الحديث اكتشف الأهمية الكبيرة
للجسم عند نومه على هذا الجانب، فلنحرص
على نوم أطفالنا على هذا الجانب.



وعلينا أن نعلمه الأدعية الواردة عن النبي – صلى
الله عليه وسلم – في الأذكار قبل النوم قال سول الله – صلى الله عليه وسلم-( إذا
اتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاه ، ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل : اللهم أسلمت نفسي
اليك ، وفوضت أمري اليك والجأت ظهري اليك رهبه ورغبة اليك لا ملجأ ولا منجا منك
إلا اليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت ، فإن متَّ، متَّ على الفطره ،
فاجعلهن آخر ما تقول ) (1)






وعلينا
أن نرشد أبناءنا الى بعض الأمور الهامة :



1)
أن يجعل لنفسه موعد
ثابت يذهب الى النوم



2)
لا يأكل أو يشرب قبل
النوم مباشره وخاصة الشاي ، واللحوم لما تؤدي الى التخمه. (1)






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) صحيح، أخرجه البخاري حديث رقم
6311،كتاب الدعوات، باب إذا بات طاهرا،
انظر إلى ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح الباري شرح البخاري
،جـ11/152



(2)انظر إلى،
سهام مهدي جبار،
الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 432 -433



حلبي،
عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص 92








المطلب السادس: إهتمام الأطفال
بالنظافه






" لقد عني الإسلام بالطهارة والنظافة عناية
بالغه لأن النظافة إحدى العناصر المهمة في تكوين الجانب الصحي ،وتجعل الإنسان
بمأمن من التلوث بالأمراض السارية والأوبئة الفتّاكة.



قال
تعالى :
{
وثيابك فطهر {4}والرجز فاهجر }
(1)


وعلينا
أن نغرس في أطفالنا حب النظافة ونشعرهم بأهميتها الكبيرة.






ومن
واجب المربين أن يعلموا أولادهم ان النظافة نوعان :



أ)
نظافة السرائر
: وتتمثل في تطهير القلب والصدر من الأخلاق المذمومة مثل
الكذب والحقد



ب)
نظافة الظاهر
: مثل نظافة الجسم بالإغتسال وتقليم الأظافر والحلق ونظافة
الثوب ونظافة الأسنان ."
(2)





قال
رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( لولا أن أشق على المؤمنين لأمرتهم بالسواك عند
كل صلاه ) (3)



ففي
السواك فوائد منها
:


(1)
"نظافة الأسنان
بإزالة العوالق بينها



(2)
تقوية اللثة "(4)





ونعلمه
الإستنجاء وأهميته ، وايضاً نعلم أطفالنا بعض الآداب عند قضاء الحاجة منها :



1)
" أن يدخل الطفل
الحام برجله اليسرى ويخرج منه برجله اليمنى



2)
أن يقول دعاء دخول
المرحاض ،ودعاء الخروج منه " (5)






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
سورة المدثر، آيه 4-5



(2) سهام
مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 436-441. حلبي،
عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً ، ص
95-98



(3) صحيح،أخرجه
مسلم ، حديث رقم 252، كتاب الطهارة ، باب السواك،
انظر إلى
النووي، يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،
جـ3/121



(4) سميح
أبو مغلي وآخرون ، تربية الطفل في الإسلام ، ص69



(5) ابراهيم
الخطيب ،زهدي محمد عيد، تربية الطفل في الإسلام ، ص81









كان
النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل الخلاء قال: (اللهم إني أعوذ بك من الخبث
والخبائث) (1)



عن
عائشة- رضي الله عنها -قالت كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج من الخلاء قالSad
غفرانك )(2)






المطلب السابع: الوقاية من الأمراض والعلاج منها





"
من طرق الوقاية من الأمراض إبعاد الطفل عن المناطق الموبوءة بالأمراض أو عدم
إختلاطهم بالمرضى .






ومعالجتهم
من الأمراض عن طريق:



-العلاج
النفسي والروحي بالصبر والتوكل على الله ، والعلاج بالقرآن فهو شفاء لكل داء قال
تعالى
{ يَا
أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا
فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }
(3) .


-
التداوي بالأدوية المختلفة (4)فقد قال رسول الله – صى الله عليه وسلم –
( لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل) (5)
واستشارة الطبيب في مرض الطفل



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) صحيح، أخرجه البخاري حديث رقم
142،كتاب الوضوء، باب ما يقول عند الخلاء،
انظر إلى ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح الباري شرح البخاري
،جـ 2/351



(2)
قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب، أخرجه الترمذي في كتاب الوضوء عن رسول
الله ، باب مل يقول إذغ خرج من الخلاء.



(3)
سورة يونس ،آية 57



(4)
انظر إلى :



-
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية،
ص441-446



-حلبي،
عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً ،
ص99-102



-
ابراهيم الخطيب ،زهدي محمد عيد، تربية الطفل في الإسلام ، ص 83-84



سميح
أبو مغلي وآخرون ، تربية الطفل في الإسلام ، ص 71-73



(5) صحيح،أخرجه
مسلم ، حديث رقم 2203، كتاب السلام، باب لكل داء دواء واستحباب التداوي ، انظر إلى
النووي، يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،
جـ14/159






المبحث الخامس : البناء العلمي





المطلب
الأول :

الشريعة تدعو إلى العِلم بمعناه الشامل:






العِلم: هو إدراك
الشيء بحقيقته ، وهو نور الله يقذفه في قلب من يحب.



والعِلم
: المعرفة ، ويطلق العِلم على مجموع المسائل وأصول كلية تجمعها جهة واحدة ، كعلم
الكلام والعلوم الطبيعيه.(1)



والعِلم
تحصيل وبالتالي يحتاج إلى جهد مخطط ، ولفظ العلم جاء في القرآن الكريم في أماكن
عدّه لأهمية العِلم ، قال تعالى:
{ فاعلم أنه لا إله إلا الله }(2)


"
لم تعرف الشريعة ديناً مثل الإسلام عنيَ بالعلم عناية بالغة حيث دفع العقول إلى
مجال العلوم والمعرفة ودعاهم إلى تفتح آفاق الفكر ، حيث فتح أمامهم كتاب الكون على
مصراعيه ودعاهم إلى العلم والتأمل والتفكر في الكون للوقوف على أسراره (3)
قال تعالى :
{
قلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ }(4)



قال
سيد قطب: ولفت الحس والقلب والعقل للنظر إلى ما في السماوات والأرض وسيلة من وسائل
النهج القرآني لاستحياء القلب الإنساني لعله ينبض ويتحرك ويتلقى ويستجيب "
(5)



"
إنَّ العلم الذي يدعو إليه الإسلام هو العلم بمفهومه الشامل الذ يينظم كل ما يتصل
بالحياة ، وكل ما يعود بالمنفعة على المسلمين في الدنيا والآخره. لقد عني الإسلام
أيَّ عناية بالعقل فدعا إلى انطلاقه ، وتفتح آفاقه ، وتنشط الأذهان والتفكر العميق
في ظواهر الكون " (6)



"
فالإسلام يدفع الإنسان إلى تعلم كل علم نافع له ولمجتمعه وللإنسانية جمعاء سواء
أكان هذا العلم في دائرة العلوم الشرعية أو الاجتماعية أو الطبيعية أو غير ذلك من
أنواع المعارف والعلوم . " (7)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
ابراهيم مصطفى وآخرون ، المعجم الوسيط ، ص655.



(2)
سورة محمد آية:19



(3)
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية
، ص367


(4)
سورة يونس آية :101



(5)
في ظلال القرآن ، جـ3/1823



(6) سهام مهدي جبار، الطفل في
الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية
، ص367


(7) فرحات،
اسحق أحمد ، التربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة، ص63، ط3 ، دار
الفرقان، 1411هـ - 1991 م.



وقد
دعا الإسلام إلى :






1)
" التدبر في خلق الإنسان ووصف تكوينه العقلي والجسمي قال تعال:
{ فَلْيَنظُرِ
الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ {5} خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ {6} يَخْرُجُ مِن بَيْنِ
الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ }(1)



إنَّ
معرفة الإنسان لنفسه تدعوه إلى حتمية الإيمان بالله الخالق المبدع ، وهذا المجال
تناولته علوم الطب وعلم النفس.



2)
التأمل في الكائنات الحية كالنباتات مما تناوه علوم النبات قال تعالى :
{ فَلْيَنظُرِ
الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ {24} أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً {25} ثُمَّ
شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً {26} فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً {27} وَعِنَباً
وَقَضْباً {28} وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً {29} وَحَدَائِقَ غُلْباً {30} وَفَاكِهَةً
وَأَبّاً {31} مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ }(2)



3)
دعا الإسلام إلى الإمعان في تكوين الحيوان ، مما تناوله علم الحيوان قال تعالى:
{ أَوَلَمْ يَرَوْا
إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا
الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ }(3)



4)
الكون وما فيه من الأجرام السماويه مما ساعد علماء الفلك التوصل إلى أنَّ فضاء
الكون تسبح في أجزاءه أعداد تفوق الحصر من المجرات قال تعالى:
{ لَا الشَّمْسُ
يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ
وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }(4)



5)
وصف للأرض التي نعيش عليها، وما فيها من جبال وأنهار وسهول وصحاري ووديان ، مما
تناولته علوم الجغرافيا وطبقات الأرض" (5) قال تعالى:
{ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ
مِهَاداً {6} وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً }(6)






ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
سورة الطارق آية: 5، 6، 7



(2) سورة
عبس ، آيه : 24-32



(3)
سورة الملك ، آيه 19



(4)سورة
يسن ، آيه : 40



(5)
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية
ص 368-369، وانظر إلى
الزنتاني، عبد الحميد الصيد، فلسفة التربية الإسلاميه في القرآن والسنة ، ص
516-536.



(6)
سورة النبأ آيه 6، 7





















فعندما
نقرأ القرآن ونقرؤه لأطفالنا وننبه عقولهم إلى كل هذه العلوم التي أشار إليها
القرآن الكريم ، فإنه ينغرس في قلبهم أنَّ الله- سبحانه وتعالى – حثَّ على التفكير
في كل هذه العلوم وبالتالي يبدأ الطفل في إشغال عقله في مجال معين وهو أن يسير في
خطى علم معين ، فيبدأ منذ طفولته في بناء هذا العلم في عقله وتفكيره ، حتى إذا
شبَّ سار في خطى العلم والمعرفة ليشكل فرداً صالحاً في المجتمع، مع تأكده بأن جميع مصادرالعِلم هي من الله – عز
وجل- قال تعالى :
{ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } (1)





المطلب
الثاني

: العِلم في القرآن الكريم






"
عندما أنزل الله تبارك وتعالى – القرآن دعا فيه إلى العلم ونوّه فيه بالمعرفة
وأشاد بدور العلماء في خدمة الحقيقة ، لأنهم قادة الفكر ، وصانعوا الحضارة ، وأهم
ورثة الأنبياء ، وجعلهم الله –سبحانه وتعالى- في مصاف الملائكة " (2)
، قال تعالى
: { شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ
لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً
بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }(3)



وأول
خمس آيات نزلت على النبي – صلى الله عليه وسلم- تدعوه إلى العلم قال تعالى:
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ {1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ {2} اقْرَأْ
وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ {3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ
مَا لَمْ يَعْلَمْ } (4)



قال
سيد قطب : " تبرز حقيقة التعليم ، تعليم الأب للإنسان بالقلم ، لأنَّ القلم
كان ولا يزال أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة الإنسان " (5)



"
والقرآن الكريم يرى أن مادة العلم مادة الخشية من الله –سبحانه وتعالى- ، قال
تعالى:
{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ
عِبَادِهِ الْعُلَمَاء } (6)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
سورة يوسف آية:76



(2)
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص369



(3)سورة
آل عمران آية : 18



(4)
سورة القلم آية : 1-5



(5)
في ظلال القرآن جـ 6/3939



(6) سورة
فاطر آية: 28
























"
وقد خص الله –سبحانه وتعالى- في كتابه العلماء بمناقب منها :



1) الإيمان
: قال تعالى:
{
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ
رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }
(1)


2) التوحيد
: قال تعالى:
{
شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ
الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
(2)


3) الخشوع
والبكاء: قال تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى
عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً }
(3)


4) الخشية:
قال تعالى: {

إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء
} (4)





إنَّ
العلم يعمل على تعميق العقيدة في النفوس وترسيخ الإيمان في القلوب ويمنح الإنسان
نفاذاً في البصيرة وقوة وسلامة في الإدراك والتفكير ، ولهذا فإنَّ اجتماع العلم
والإيمان مما يمنح الله –عز وجل- به الرفعة في الدنيا والآخرة وسمو المنزلة "
(5) قال تعالى: {
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ
}(6)








المطلب الثالث : العِلم في السنة
النبوية المطهرة






"
بعث الله –سبحانه وتعالى – بشرع كامل عظيم وشامل فيه الهداية ، والتبيان لجميع ما
يحتاج الناس إليه ، فتحول الناس بفضل هذه الرسالة العظيمة إلى حملة الهداية والعلم
وقادة البشر .



وكان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يطلب المزيد من
العلم" (7) . قال تعالى:
{ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ
الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ
وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً }
(Cool





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
سورة آل عمران آية: 7



(2) سورة
آل عمران آية: 18



(3)
سورة الإسراء آية 107-109



(4)
سورة فاطر آية : 28



(5)
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية
ص 372-373


(6) سورة المجادلة آية 11


(7) المصدر السابق ص 375


(Cool
سورة طه آية 114



والسنة النبوية تحثُ على تعليم الصغار، وقد كان الرسول –صلى الله عليه وسلم- يقول النصائح الشرعية والعلمية
للأطفال.



قال النبي خطأ! ارتباط غير صالح. ( يا غلام سم الله وكل
بيمينك وكل مما يليك) (1)



كذلك فالرسول خطأ! ارتباط غير صالح. في معركة بدر طلب من
قريش لافتداء اسراهم أن يعلموا غلمان الصحابة ، وهذا يدل على مدى اهتمام رسول الله –صلى الله عليه وسلم - بالعلم
والتعليم (2)



قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم - ( من أراد الله به
خيراً يفقهه في الدين ) (3)






والأحاديث التي تدل على اهتمام رسول الله –صلى الله عليه
وسلم- بالعلم والتعليم والحض على ذلك كثيرة.






المطلب الرابع: السن الذي يبدأ فيه
تعليم الطفل وتأديبه



لا يوجد سن معينه ملزمه يبدأ عنها تعليم الطفل إنما تعليمه
يحدد وفق مراحل نموه العقلي والفكري ( 4) " فيعلم أولاً الطفل
النطق ، ثمَّ الكلام ثمَّ يؤخذ بتعليمة القراءه والكتابو ومعرفة أمور دينه ، ويكون
العلم النافع الذي يعمل على تفتح اذهانهم وتقوية أبدانهم .



يبدأ
بتعليم الطفل في مراحل الطفولة الأولى بما يتفق مع نموه العقلي والفكري، والسبب في ذلك أنَّ مرحلة الطفولة هي مجال
إعداد وتدريب وتعليم " (5) " والبدء بتعليمه في مراحل
الطفولة حيث يكون الولد أصفى وأقوى ذاكرة وأنشط تعليماً .



وما
أحسن ما قال بعضهم :



أراني
أنسى ماتعلمت في الكبر ولست بناسي
ما تعلمت في الصغر



وما
العلم إلاّ بالتعليم في الصبا وما
الحلم إلاّ بالتحلم في الكبر " (6)



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
صحيح، أخرجه البخاري حديث رقم 5376،كتاب الأطعمة ، باب التسمية على الطعام والأكل
باليمين، انظر إلى ابن حجر العسقلاني ،
أحمد بن علي ، فتح الباري شرح البخاري ، جـ 9/589



(2)
انظر إلى سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية
، ص 376-380


حلبي،
عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص 194


(3) صحيح،
أخرجه البخاري حديث رقم 71، كتاب العلم ، باب من يرد الله به خيراّ يفهه في الدين ، انظر إلى ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح
الباري شرح البخاري
، جـ 1/240.



(4) حلبي،
عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً
، ص 194


(5)
سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية
، ص 382-383


(6) علوان
، عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام
، جـ1/ 270-271








وللجميع دور في التربية العلمية للطفل تبدأ
بالوالدين والأهل ثمَّ يأتي دور المدرسة والمعلم والمنهاج والمسجد والإعلام ، فكل
هؤلاء يشكل ركيزه مهمة، فإذا اجتمعوا شكلوا قوة عظيمة تنشأ أجيال ذات عقيدة راسخة
وإيمان قوي وعلم متين، وبالتالي نكون أمة سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – التي
لم تخلق عبثاً لنحقق ما أمرنا به الله –سبحانه وتعالى – وهو الاستخلاف في الأرض .



قال تعالى : { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ
لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً }
(1)





وبالتالي تنهض الأمة بأبنائها ، ويكون لنا دور
مهم في المجتمع والعالم ، ونَحد كثيراً من هجرة العقول العربية للخارج ، فالحضارة
الإسلامية هي حضارة العلم والمعرفة في جميع مجالات الحياة ، والتاريخ يشهد بذلك ،
بتخريج ابن سينا والرازي وغيرهم من علماء الأمة . الذي نتمنى من الله تعالى بتظافر
الجهود أن نعيد للأمة الإسلامية مجدها وعزها الديني والعلمي.




































ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
سورة البقرة آية : 30




















بسم الله الرحمن الرحيم





الفصل
الثالث


الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء وأثرها على
شخصياتهم، وتربية الأبناء وتحديات
العصر، ودور المرأه في التربية





المبحث
الأول : الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء
وأثرها على
شخصياتهم



المطلب الأول: التسلط أو السيطرة


المطلب الثاني: الحماية الزائدة


المطلب الثالث: الإهمــــــال


المطلب الرابع: التدليل


المطلب الخامس: إثارة الألم النفسي


المطلب السادس: التذبذب في المعاملة


المطلب السابع: التفرقة


المطلب الثامن:الإسراف في القسوة


المطلب التاسع : الإعجاب الزائد بالطفل :





المبحث
الثاني: تربية الأبناء، وتحديات
العصر، وكيف يمكن للأسرة أن تتغلب عليها
أو على الأقل كيف تقلل منها:



المطلب الأول: غلبة الطابع المادي على تفكير
الأبناء:



المطلب الثاني: سيطرة الأبناء على الآباء:


المطلب الثالث: روح التكاسل وعدم الرغبة في
القراءة وتدني المستوى العلمي لكثير من الأبناء.



المطلب الرابع :ما يسمى بصراع الأجيال


المطلب الخامس : ما يعرف بالغزو الفكري والثقافي





المبحث الثالث: دور المرأة في التربية


المطلب الأول:أهمية
الأم في تربية
الطفل


المطلب الثاني: مقترحات
تربوية
للأم


الفصل
الثالث


الأساليب
الخاطئة في تربية الأبناء
وأثرها على شخصياتهم، وتربية الأبناء وتحديات العصر، ودور المرأه في التربية





المبحث الأول : الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء وأثرها على شخصياتهم



" تتكون الأساليب غير السوية والخاطئة في تربية الطفل، إما لجهل الوالدين في
تلك الطرق أو لاتباع أسلوب الآباء والأمهات والجدات ، أو لحرمان الأب او الأم من
اتجاه معين فالأب عندما يَنحرم من الحنان في صغره تراه يغدق على طفله بهذه العاطفة
أو العكس، بعض الآباء يريد ان يطبق نفس الأسلوب المتبع في
تربية والده له على ابنه وكذلك الحال بالنسبة للأم .



الاتجاهات الغير سوية والخاطئة التي ينتهجها الوالدين او أحدهما
في تربية الطفل والتي تترك بآثارها سلباً على شخصية الأبناء :




المطلب الأول:
التسلط أو السيطرة :





ويعني تحكم الأب او الأم في نشاط الطفل والوقوف أمام رغباته
التلقائية ومنعه من القيام بسلوك معين لتحقيق رغباته التي يريدها حتى ولو كانت
مشروعة، او إلزام الطفل بالقيام بمهام وواجبات تفوق قدراته وإمكانياته، ويرافق ذلك
استخدام العنف او الضرب او الحرمان أحيانا وتكون قائمة الممنوعات أكثر من قائمة
المسموحات، كأن تفرض الأم على الطفل ارتداء ملابس معينة او طعام معين او أصدقاء
معينين.
ظنا من الوالدين ان ذلك في مصلحة الطفل دون ان يعلموا ان لذلك الاسلوب خطر على صحة
الطفل النفسية وعلى شخصيته مستقبلا " (1)









ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) http://www.saaid.net/tarbiah/43.htm











" ونتيجة لذلك الأسلوب المتبع في التربية أ) ينشأ الطفل ولديه ميل شديد للخضوع واتباع
الآخرين ب) لا يستطيع ان يُبدع او ان يفكر جـ) عدم قدرته على إبداء الرأي
والمناقشة د) تكوين شخصية قلقة خائفة دائما من السلطة تتسم
بالخجل والحساسية الزائدة .
هـ) تفقد الطفل الثقة بالنفس وعدم القدرة على اتخاذ القرارات وشعور دائم بالتقصير
وعدم الانجاز .
و) وقد ينتج عن اتباع هذا الأسلوب طفل عدواني يخرب ويكسر اشياء الآخرين، لأن الطفل
في صغره لم يشبع حاجته للحرية والاستمتاع بها.






المطلب
الثاني: الحماية الزائدة






يعني قيام احد الوالدين او كلاهما نيابة عن الطفل بالمسؤوليات
التي يفترض ان يقوم بها الطفل وحده، حيث يحرص الوالدان او احدهما على حماية الطفل
والتدخل في شؤونه فلا يتاح للطفل فرصة اتخاذ قراره بنفسه وعدم إعطاءه حرية التصرف
في كثير من أموره : كَحل الواجبات المدرسية عن الطفل او الدفاع عنه عندما يعتدي
عليه احد الأطفال
وقد يرجع ذلك بسبب خوف الوالدين على الطفل لاسيما اذا كان الطفل الأول او الوحيد
او اذا كان ولد وسط عديد من البنات او العكس فيبالغان في تربيته .

وهذا الأسلوب بلا شك يؤثر سلبا على نفسية الطفل وشخصيته أ) فينمو الطفل بشخصية
ضعيفة غير مستقلة ب) يعتمد على الغير في أداء واجباته الشخصية وعدم القدرة على
تحمل المسؤولية ورفضها جـ) إضافة إلى انخفاض مستوى الثقة بالنفس وتقبل الإحباط د) كذلك
نجد هذا النوع من الأطفال الذي تربي على هذا الأسلوب لايثق في قراراته التي يصدرها
ويثق في قرارات الآخرين ويعتمد عليهم في كل شيء هـ) ويكون نسبة حساسيته للنقد
مرتفعة
عندما يكبر يطالب بأن تذهب معه امه للمدرسة حتى مرحلة متقدمة من العمر يفترض ان
يعتمد فيها الشخص على نفسه
وتحصل له مشاكل في عدم التكيف مستقبلا بسبب ان هذا الفرد حرم من اشباع حاجته
للاستقلال في طفولته ولذلك يظل معتمدا على الآخرين دائما .






المطلب
الثالث: الإهمــــــال






يعني ان يترك الوالدين الطفل دون تشجيع على سلوك مرغوب فيه
او الاستجابة له وتركه دون محاسبته على قيامه بسلوك غير مرغوب، وقد ينتهج الوالدين
او احدهما هذا الأسلوب بسبب الانشغال الدائم عن الأبناء وإهمالهم المستمر لهم

فالأب يكون معظم وقته في العمل ويعود لينام ثم يخرج ولا يأتي الا بعد ان ينام
الأولاد والأم تنشغل بكثرة الزيارات والحفلات او في الهاتف او على الانترنت او
التلفزيون وتهمل أبناءها،
او عندما تهمل الأم تلبية حاجات الطفل من طعام وشراب وملبس وغيرها من الصور

والأبناء يفسرون ذلك على انه نوع من النبذ والكراهية والإهمال فتنعكس بآثارها سلبا
على نموهم النفسي

ويصاحب ذلك أحيانا السخرية والتحقير للطفل فمثلا عندما يقدم الطفل للأم عملا قد
أنجزه وسعد به، تجدها تحطمه وتنهره وتسخر من عمله ذلك، وتطلب منه عدم إزعاجها بمثل
تلك الأمور التافهة كذلك الحال عندما يحضر الطفل درجة مرتفعة ما في احد المواد
الدراسية لا يكافأ ماديا ولا معنويا بينما ان حصل على درجة منخفضة تجده يوبخ ويسخر
منه ، وهذا بلاشك يحرم الطفل من حاجته الى الإحساس بالنجاح ومع تكرار ذلك يفقد
الطفل مكانته في الأسرة ويشعر تجاهها بالعدوانية وفقدان حبه لهم
وعندما يكبر هذا الطفل يجد في الجماعة التي ينتمي إليها ما ينمي هذه الحاجة ويجد
مكانته فيها ويجد العطاء والحب الذي حرم منه
وهذا يفسر بلاشك هروب بعض الأبناء من المنزل الى شلة الأصدقاء ليجدوا ما يشبع حاجاتهم
المفقودة هناك في المنزل
وتكون خطورة ذلك الأسلوب المتبع وهو الإهمال أكثر ضررا على الطفل في سنين حياته
الأولى بإهماله ,وعدم إشباع حاجاته الفسيولوجية والنفسية لحاجة الطفل للآخرين وعجزه
عن القيام باشباع تلك الحاجات
ومن نتائج إتباع هذا الأسلوب في التربية ظهور بعض الاضطرابات السلوكية لدى الطفل
كالعدوان والعنف او الاعتداء على الآخرين أو العناد أو السرقة أو إصابة الطفل
بالتبلد الانفعالي وعدم الاكتراث بالأوامر والنواهي التي يصدرها الوالدين.



المطلب الرابع: التدليل





ويعني ان نشجع الطفل على تحقيق معظم رغباته كما يريد هو،
وعدم توجيهه وعدم كفه عن ممارسة بعض السلوكيات الغير مقبولة سواء دينيا او خلقيا او
اجتماعيا والتساهل معه في ذلك.




عندما تصطحب الأم الطفل معها مثلا الى منزل الجيران او الأقارب ويخرب الطفل أشياء
الآخرين ويكسرها لا توبخه او تزجره بل تضحك له وتحميه من ضرر الآخرين ، كذلك الحال
عندما يشتم او يتعارك مع احد الأطفال تحميه ولا توبخه على ذلك السلوك بل توافقه
عليه .




وقد يتجه الوالدين او احدهما إلى اتباع هذا الأسلوب مع الطفل إمّا لإنه طفلهما
الوحيد او لأنه ولد بين اكثر من بنت او العكس، او لإن الأب قاسي فتشعر الأم تجاه
الطفل بالعطف الزائد فتدلله وتحاول ان تعوضه عما فقده او لأن الأم او الأب تربيا
بنفس الطريقة فيطبقان ذلك على ابنهما .
ولاشك ان لتلك المعاملة مع الطفل آثار على شخصيته، ودائما خير الأمور الوسط لا
افراط ولا تفريط وكما يقولون الشي اذا زاد عن حده انقلب إلى ضده فمن نتائج تلك
المعاملة ان الطفل ينشأ لا يعتمد على نفسه غير قادر على تحمل المسؤولية بحاجة
لمساندة الآخرين ومعونتهم ، كما يتعود الطفل على ان يأخذ دائما ولا يعطي وان على
الآخرين ان يلبوا طلباته وان لم يفعلوا ذلك يغضب ويعتقد انهم اعداء له ويكون شديد
الحساسية وكثير البكاء

وعندما يكبر تحدث له مشاكل عدم التكيف مع البيئة الخارجية ( المجتمع ) فينشأ وهو
يريد ان يلبي له الجميع مطالبه يثور ويغضب عندما ينتقد على سلوك ما ويعتقد الكمال
في كل تصرفاته وانه منزه عن الخطأ ، وعندما يتزوج يُحَمّل زوجته كافة المسؤوليات
دون ادنى مشاركة منه ويكون مستهترا نتيجة غمره بالحب دون توجيه .















المطلب
الخامس: إثارة الألم النفسي






ويكون ذلك بإشعار الطفل بالذنب كلما أتى سلوكا غير مرغوب فيه
او كلما عبر عن رغبة سيئة، ايضا تحقير الطفل والتقليل من شأنه والبحث عن أخطاءه
ونقد سلوكه .
مما يفقد الطفل ثقته بنفسه فيكون مترددا عند القيام بأي عمل خوفا من حرمانه من رضا
الكبار وحبهم

وعندما يكبر هذا الطفل فيكون شخصية انسحابية منطوية غير واثق من نفسه يوجه عدوانه
لذاته، وعدم الشعور بالأمان، يتوقع
الأنظار دائمة موجهة إليه فيخاف كثيرا لا يحب ذاته ويمتدح الآخرين ويفتخر بهم
وبإنجازاتهم وقدراتهم اما هو فيحطم نفسه ويزدريها.






المطلب
السادس: التذبذب في المعاملة






ويعني عدم استقرار الأب او الأم من حيث استخدام أساليب
الثواب والعقاب فيعاقب الطفل على سلوك معين مره ويثاب على نفس السلوك مرة أخرى

وذلك نلاحظه في حياتنا اليومية من تعامل بعض الآباء والأمهات مع أبناءهم مثلا :
عندما يسب الطفل أمه او أباه نجد الوالدين يضحكان له ويبديان سرورهما ، بينما لو
كان الطفل يعمل ذلك العمل أمام الضيوف فيجد أنواع العقاب النفسي والبدني
فيكون الطفل في حيرة من أمره لا يعرف هل هو على صح ام على خطأ فمرة يثيبانه على
السلوك ومرة يعاقبانه على نفس السلوك

وغالبا ما يترتب على اتباع ذلك الأسلوب شخصية متقلبة مزدوجة في التعامل مع الآخرين
، وعندما يكبر هذا الطفل ويتزوج تكون معاملة زوجته متقلبة متذبذبة فنجده يعاملها
برفق وحنان تارة، وتارة يكون قاسي بدون أي مبرر لتلك التصرفات وقد يكون في أسرته
في غاية البخل والتدقيق في حساباته ، ودائم التكشير أما مع أصدقائه فيكون شخص اخر
كريم متسامح ضاحك مبتسم وهذا دائما نلحظه في بعض الناس .









ويظهر أيضا اثر هذا التذبذب في سلوك ابناءه حيث يسمح لهم
بأتيان سلوك معين في حين يعاقبهم مرة أخرى بما سمح لهم من تلك التصرفات والسلوكيات.



أيضا يفضل احد أبناءه على الآخر فيميل مع جنس البنات او
الأولاد وذلك حسب الجنس الذي أعطاه الحنان والحب في الطفولة .



وفي عمله ومع رئيسة ذو خلق حسن بينما يكون على من يرأسهم شديد
وقاسي وكل ذلك بسبب ذلك التذبذب فأدى به إلى شخصية مزدوجة في التعامل مع الآخرين .






المطلب
السابع: التفرقة






ويعني عدم المساواة بين الأبناء جميعا والتفضيل بينهم بسبب
الجنس او ترتيب المولود او السن او غيرها.



نجد بعض الأسر تفضل
الأبناء الذكور على الإناث او تفضيل الأصغر على الأكبر او تفضيل ابن من الأبناء
بسبب انه متفوق او جميل او ذكي وغيرها من أساليب خاطئة

وهذا بلاشك يؤثر على نفسيات الأبناء الآخرين وعلى شخصياتهم فيشعرون بالحقد والحسد
تجاه هذا المفضل وينتج عنه شخصية أنانية يتعود الطفل ان يأخذ دون ان يعطي ويحب ان
يستحوذ على كل شيء لنفسه حتى ولو على حساب الآخرين ويصبح لا يرى إلاّ ذاته فقط
والآخرين لا يهمونه ينتج عنه شخصية تعرف مالها ولا تعرف ما عليها تعرف حقوقها ولا
تعرف واجباتها ." (1)






المطلب
الثامن:الإسراف في القسوة






" للصرامة والشدة مع الطفل وإنزال العقاب فيه
بصورة مستمرة وصده وزجره كلما أراد أن يعبر عن نفسه أضرار منها:



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com/forum
حمدان
ديري مبدع
ديري مبدع
حمدان


الساعة :
دعاء
عدد المساهمات : 1104
نقاط : 2370
التقيم : 28
تاريخ التسجيل : 05/05/2012

 تربية الطفل في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: تربية الطفل في الإسلام    تربية الطفل في الإسلام Icon_minitimeالثلاثاء مايو 08, 2012 3:20 pm

- قد يؤدى بالطفل إلى الانطواء أو الانزواء
أو انسحاب فى معترك الحياة الاجتماعية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



(1)
http://www.saaid.net/tarbiah/43.htm








2- يؤدى لشعور الطفل بالنقص وعدم الثقة في نفسه





3- صعوبة تكوين شخصية مستقلة نتيجة منعه من التعبير عن نفسه



4- شعوره الحاد بالذنب




5- قد ينتهج هو نفسه منهج الصرامة والشدة في حياته المستقبلية عن طريق عمليتي
التقليد أو التقمص لشخصية أحد الوالدين أو كلاهما






المطلب التاسع : الإعجاب الزائد بالطفل :





حيث يعبر الآباء والأمهات بصورة مبالغ فيها عن إعجابهم
بالطفل وحبة ومدحه والمباهاه به
أضرار هذا النمط :
1- شعور الطفل بالغرور الزائد والثقة الزائدة بالنفس




2- كثرة مطالب الطفل




3- تضخيم من صورة الفرد عن ذاته ويؤدى هذا إلى إصابته بعد ذلك بالإحباط والفشل
عندما يصطدم مع غيرة من الناس الذين لا يمنحونه نفس القدر من الإعجاب " (1)






ولن
يكون هناك إصلاح في الأمة الإسلامية ، إلاّ عن طريق حل جذري لكل هذه السلبيات
الخاطئة في تربية الأطفال، وذلك بغرس العقيدة في المربين أنفسهم، وإرشادهم إلى
الطريقة الصحيحة في تربية أبنائهم ، بعد أن يعتف الوالدين بتقصيرهم نحو تربية
أبنائهم، فبدون اعتراف بالخطأ لا
يمكن عمل الصواب.






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) العيسوى، عبدالرحمن ، مشكلات الطفولة
والمراهقة بواسطة
http://saaid.net/tarbiah/44.htm











المبحث الثاني: تربية الأبناء، وتحديات العصر، وكيف يمكن للأسرة أن تتغلب عليها أو على الأقل
كيف تقلل منها :






" إن الحياة كلما تعقدت ، وكلما خطت البشرية خطوات على
سلم الحياة المادية ، كلما زادت أعباء الآباء في تربية أبنائهم ، وذلك لأنهم مصدر
الثروة الحقيقة بالنسبة للفرد والجماعة ، فالمال ينضب والثروات المادية تزيد وتنقص
وهم الثروة الحقيقة التي تعتمد عليها الأمم ، بل إنهم الثروة التي تبقى للآباء بعد
موتهم ، فمن بين ما ينفع الآباء بعد موتهم دعاء الولد الصالح كما أخبر الرسول -صلى
الله عليه وسلم -.

إنَّ قصور الدور التربوي للأسرة قد جعلها تواجه في هذا العصر العديد من التحديات ،
ومن تلك التحديات ما يأتي :




المطلب الأول: غلبة الطابع المادي على تفكير الأبناء:






فمطالبهم المادية لا
تنتهي ولا يجد فيهم الآباء تلك الحالة من الرضا التي كانت لدى الآباء أنفسهم وهم
في نفس المراحل العمرية لأبنائهم ، فالمتطلبات المادية رغم كثرتها في أيديهم ومع
ذلك نجد أنها لا تسعدهم ، بل عيونهم على ما ليس لديهم فإذا أدركوه تطلعوا إلى غيره
وهكذا.






فلا ينكر أحد أن هذه الظاهرة إنما هي سمة من سمات هذا العصر
، فالتقدم المادي ينطلق بسرعة هائلة ولا يواكبه التزام بالقيم الإنسانية .




ولا ننكر أهمية المادة في حياة الإنسان ، ولكن لا بد من توازن الجانبيين ، فالمادة
يجب أن تكون معياراً نقيس به ما لدينا من قيم إنسانية ومبادئ خُلقية ، وديننا
يعلمنا ذلك ، فقد ربطت آيات القرآن الكريم بين الجانبيين رباطاً متجانساً منسجماً ."







ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



(1) http://saaid.net/tarbiah/67.htm











المطلب
الثاني: سيطرة الأبناء على الآباء:






" وعلى عكس ما
ينبغي أن تكون عليه الحال ، فقد درس عالم النفس " إدوارد ليتن " هذه
الظاهرة على الآباء في أمريكا وقرر أننا نعيش في عصر يحكمه الأبناء ، فبدلاً من أن
يوجه الآباء أبناءهم ، فإن الأبناء هم الذين يوجهون سلوك آبائهم ، فهم الذين
يختارون البيت ، ويشيرون بمكان قضاء العطلة ، وإذا دخلوا متجراً مضى كل طفل إلى ما
يعجبه ، وما على الأب إلا أن يفتح حافظته ويدفع. " (1)






" ولعل هذه المشكلة سببها ما يشعر به الآباء من تقصير
تجاه أبنائهم ، فالأب مشغول طول وقته ، والأم كذلك لا سيما إن كانت عاملة ، ومن
هنا يكون سلوك الآباء إلى محاولة إرضاء الأبناء كنوع من التعويض عن التقصير معهم ،
فتكون النتيجة الاستجابة لكل طلبات الأبناء وتنفيذ ما يريدون صواباً كان أم خطأً ،
والذي يجب الانتباه إليه هو أن لهؤلاء الأبناء حقوقاً تعطى لهم ولا تنتقص ، فمن
حقهم أن يجدوا آباءهم وأمهاتهم معهم وقتاً كافياً لاسيما في مرحلة الطفولة ، ومن
حقوقهم أن يعيشوا طفولتهم ، فلا يتعجلهم الآباء وكأنهم يريدون القفز بهم إلى الرشد
قبل أن يصلوا إليه حقيقةً ، فمن الخطأ الجسيم أن ننظر إلى الطفل على أنه رجل مصغر،...،
وإذا أعطيناهم ما لهم من حقوق ففي هذه الحالة لا تكون هناك حاجة للتعويض عن
التقصير معهم . (2)






المطلب
الثالث: روح التكاسل وعدم الرغبة في القراءة وتدني المستوى العلمي لكثير من
الأبناء في الأسر









ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)
عدنان السبيعي ، من أجل أطفالنا، ص 70 ، بيروت،مؤسسة الرسالة، ط3، 1404هـ - 1984م
.



بواسطة http://saaid.net/tarbiah/67.htm


(2)
http://saaid.net/tarbiah/67.htm







أساليب
ترغيب القراءة للطفل:


" يتفق أهل التربية على أهمية غرس حب القراءة فـي نفس
الطِفل، وتربيته على حبها،حتى تصبح عادة له يمارسها ويستمتع بها.
وما هذا إلا لمعرفتهم بأهمية القراءة، فقد أثبتت البحوث العلمية أن هناك ترابطاً
مرتفعاً بين القدرة على القراءة والتقدم الدراسي.
وهناك مقولات لعلماء عظام تبين أهمية القراءة أذكر منها:
1- الإنسان القارئ تصعب هزيمته.
2- إن قراءتي الحرة علمتني أكثر من تعليمي فـي المدرسة بألف مرة.
3- سئل أحد العلماء العباقرة: لماذا تقرأ كثيراً؟ فقال: "لأن حياة واحدة لا
تكفيني



إن القراءة تفيد الطفل فـي حياته، فهي توسع دائرة خبراته،
وتفتح أمامه أبواب الثقافة، وتحقق التسلية والمتعة، وتكسب الطفل حساً لغوياً أفضل،
ويتحدث ويكتب بشكل أفضل، كما أن القراءة تعطي الطفل قدرة على التخيل وبعد النظر،
وتنمي لدى الطفل ملكة التفكير السليم، وترفع مستوى الفهم، وقراءة الطفل تساعده على
بناء نفسه وتعطيه القدرة على حل المشكلات التي تواجهه.




وأشياء كثيرة وجميلة تصنعها القراءة وحب الكتاب فـي نفس الطفل.
إن غرس حب القراءة فـي نفس الطفل ينطلق من البيت الذي يجب عليه أن يغرس هذا الحب
فـي نفس الطفل، فإن أنت علمت أولادك كيف يحبون القراءة، فإنك تكون قد وهبتهم هدية
سوف تثري حياتهم أكثر من أي شيء آخر، ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟ ولا سيما فـي عصر
قد كثرت فيه عناصر الترفيه المشوقة والألعاب الساحرة التي جعلت الطفل يمارسها
لساعات متواصلة." (1)







ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) http://saaid.net/tarbiah/67.htm


(2) راشد
بن محمد الشعلان ، مُرَكِز إشراف تربوي
http://saaid.net/tarbiah/1.htm











1- القدوة
القارئة:







قال القائل :


مشى الطاووس يوماً باعوجاج فقلد شكل مشيته بنوه

فقال : علام تختالون ؟ قالوا : بدأت به ونحن مقلدوه
فقوم مشيك المعوج إنا إن عدلت به معدلوه



وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه (1)





" إذا كان البيت عامراً بمكتبة ولو صغيرة،
تضم الكتب والمجلات المشوقة، وكان أفراد الأسرة ولا سّيما الأب من القارئين
والمحبين للقراءة، فإن الطفل سوف يحب القراءة والكتاب. فالطفل عندما يرى أباه وأفراد
أسرته يقرأون، ويتعاملون مع الكتاب، فإنه سوف يقلدهم، ويحاول أن يمسك بالكتاب
وتبدأ علاقته معه.
وننبه هنا إلى عدم إغفال الأطفال الذين لم يدخلوا المدرسة ونتساءل: هل الطفل ليس
فـي حاجة إلى الكتاب إلا بعد دخوله للمدرسة؟
إن المتخصصين فـي التربية وسيكولوجية
القراءة، يرون تدريب الطفل الذي لم يدخل المدرسة على مسك الكتاب وتصفحه، كما أنه
من الضروري أن توفر له الأسرة بعضاً من الكتب الخاصة به، والتي تقترب من الألعاب
فـي أشكالها، وتكثر فيها الرسوم والصور.






2- توفير الكتب
والمجلات الخاصة للطفل
:
هناك مكتبات ودور نشر أصبحت تهتم بقراءة الطفل، وإصدار ما يحتاجه من كتب ومجلات
وقصص، وهذا فـي دول العالم المتقدم، أما فـي العالم الثالث، فلا زالت كتب الطفل
ومجلاته قليلة، ولكنها تبشر بخير. "



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) http://saaid.net/tarbiah/67.htm


(2) راشد بن محمد الشعلان ، مُرَكِز
إشراف تربوي
http://saaid.net/tarbiah/1.htm














" ولا شك أن لهذه
الكتب والمجلات والقصص شروط منها:



أ- أن تحمل المضمون
التربوي المناسب للبيئة التي يعيش فيها الطفل.
ب- أن تناسب العمر الزمني والعقلي للطفل.
جـ- أن تلبي احتياجات الطفل القرائية.
د- أن تتميز بالإخراج الجميل والألوان المناسبة والصور الجذابة والأحرف الكبيرة.
ولقد تفننت بعض دور النشر، فأصدرت كتب بالحروف البارزة، وكتب على شكل لعب، وكتب
يخرج منها صوت حيوان إذا فتحت هذه كلها تساعد على جذب الطفل للقراءة






3- تشجيع الطفل على
تكوين مكتبة صغيرة له:

تضم الكتب الملونة، والقصص الجذابة، والمجلات المشوقة، ولا تنس اصطحابه للمكتبات
التجارية، والشراء من كتبها ومجلاتها، وترك الاختيار له، وعدم إجباره على شراء
مجلات أو كتب معينة، فالأب يقدم له العون والاستشارة فقط.
كل هذا يجعل الطفل يعيش فـي جو قرائي جميل، يشعره بأهمية القراءة والكتاب، وتنمو
علاقته بالكتاب بشكل فعّال.






4- التدرج مع الطفل
في قراءته:

لكي نغرس حب القراءة فـي الطفل ينبغي التدرج معه، فمثلاً كتاب مصور فقط، ثم كتاب
مصور يكون فـي الصفحة الواحدة صورة وكلمة فقط، ثم كتاب مصور يكون في الصفحة الواحدة
كلمتين، ثم كتاب مصور يكون في الصفحة الواحدة سطر وهكذا.






5- مراعاة رغبات
الطفل القرائية:

إن مراعاة رغبات الطفل واحتياجاته القرائية، من أهم الأساليب لترغيبه فـي القراءة،
فالطفل مثلاً يحب قصص الحيوانات وأساطيرها، ثم بعد فترة، يحب قصص الخيال
والمغامرات والبطولات وهكذا، فعليك أن تساهم فـي تلبية رغبات طفلك، وحاجاته
القرائية، وعدم إجباره على قراءة موضوعات أو قصص لا يرغبها.






6- المكان الجيد
للقراءة فـي البيت:

خصص مكاناً جيداً ومشجعاً للقراءة فـي بيتك تتوفر فيه الإنارة المناسبة والراحة
الكاملة لطفلك، كي يقرأ ويحب المكان الذي يقرأ فيه، والبعض يغري طفله بكرسي هزاز
للقراءة فقط .



7- خصص لطفلك وقتاً
تقرأ له فيه:

عند ما يخصص الأب أو الأم وقتاً يقرأ فيه للطفل القصص المشوقة، والجذابة حتى ولو
كان الطفل يعرف القراءة، فإنه بذلك يمارس أفضل الأساليب لغرس حب القراءة فـي نفس
طفله.
وهذه بعض التوصيات للقراءة لأطفالك:
أ- اقرأ لأطفالك أي كتاب أو قصة يرغبون بها، حتى ولو كانت تافهة، أو مكررة، وقد
تكون أنت مللت من قراءتها، ولكن عليك بالصبر حتى تشعرهم بالمتعة فـي القراءة.



ب- عليك بالقراءة
المعبرة، وتمثيل المعنى، واجعلها نوعاً من المتعة، واستعمل أصواتاً مختلفة، واجعل
وقت القراءة وقت مرح ومتعة.



جـ- ناقش أطفالك فيما
قرأته لهم، واطرح عليهم بعض الأسئلة، وحاورهم بشكل مبسط.
وحاول أن تكون هذه القراءة بشكل مستمر، كل أسبوع مرتين على الأقل.
ويمكن أن تقرأ القصة على أطفال مجتمعين، ثم يمثلونها ويلعبوا أدوار شخصياتها.
إنَّ جلسات القراءة المسموعة، تجعل الأطفال يعيشون المتعة الموجودة فـي الكتب، كما
أنها تساعدهم على تعلم وفهم لغة الكتب.






8- استغلال الفرص
والمناسبات:

إن استغلال الفرص والمناسبات، لجعل الطفل محبّاً للقراءة، من أهم الأمور التي
ينبغي على الأب أن يدركها، فالمناسبات والفرص التي تمر بالأسرة كثيرة، ونذكر هنا
بعض الأمثلة، لاستغلال الفرص والمناسبات لتنشئة الطفل على حب القراءة.
أ- استغلال الأعياد بتقديم القصص والكتب المناسبة هدية للطفل، وكذلك عندما ينجح أو
يتفوق فـي دراسته.
ب- استغلال المناسبات الدينية، مثل الحج والصوم، وعيد الأضحى، ويوم عاشوراء،
وغيرها من مناسبات لتقديم القصص والكتيبات الجذابة للطفل حول هذه المناسبات،
والقراءة له، وحواره بشكل مبسط والاستماع لأسئلته.
جـ- استغلال الفرص مثل: الرحلات والنزهات والزيارات، كزيارة حديقة الحيوان، وإعطاء
الطفل قصصاً عن الحيوانات، وحواره فيها، وما الحيوانات التي يحبها، وتخصيص قصص
مشوقة لها، وهناك فرص أخرى مثل المرض وألم الأسنان، يمكن تقديم كتيبات وقصص جذابة
ومفيدة حولها.







د- استغلال الإجازة والسفر:
من المهم جداً ألا ينقطع الطفل عن القراءة، حتى فـي الإجازة والسفر، لأننا نسعى
إلى جعله ألا يعيش بدونها، فيمكن فـي الإجازة ترغيبه فـي القراءة بشكل أكبر،
وعندما تريد الأسرة مثلاً أن تسافر إلى مكة أو المدينة أو أي مدينة أخرى يستغل
الأب هذا السفر فـي شراء كتيبات سهلة، وقصص مشوقة عن المدينة التي سوف تسافر
الأسرة لها، وتقديمها للطفل أو القراءة له قراءة جهرية، فالقراءة الجهرية ممتعة
للأطفال، وتفتح لهم الأبواب، وتدعم الروابط العاطفية بين أفراد الأسرة، وسوف تكون
لهم القراءة الممتعة جزءاً من ذكريات طفولتهم.






9- استغلال هوايات
الطفل لدعم حب القراءة:

جميع الأطفال لهم هوايات يحبونها، منها مثلاً: الألعاب الإلكترونية، تركيب وفك بعض
الألعاب،قيادة الدراجة، الرسم، الحاسب الآلي، كرة القدم، وغيرها من ألعاب. لذا
عليك توفير الكتب المناسبة، والمجلات المشوقة، التي تتحدث عن هواياتهم، وثق أنهم
سوف يندفعون إلى قراءتها، ويمكن لك أن تحاورهم فيها، وهل يرغبون فـي المزيد منها ،
ولا تقلق إذا كانت هذه الكتب تافهة، أو لا قيمة لها فـي نظرك، فالمهم هنا هو تعويد الطفل على القراءة، وغرس
حبها فـي نفسه.






10- قراءة الطفل
والتلفزيون:

إن كثرة أجهزة التلفزيون فـي المنزل. تشجع الطفل على أن يقضي معظم وقته فـي مشاهدة
برامجها، وعدم البحث عن وسائل للتسلية، أما مع وجود جهاز تلفزيون واحد، فإن الطفل
سوف يلجأ إلى القراءة بالذات حين يكون فرد آخر فـي أسرته يتابع برنامج لا يرغب
الطفل فـي متابعته.
وإياك أن تضع جهاز تلفزيون فـي غرفة نوم طفلك لأنه سوف ينام وهو يشاهده بدلاً من
قراءة كتاب قبل النوم.
وكلما كبر طفلك وازدحمت حياته، وزاد انشغاله، فإن وقت ما قبل النوم، يصبح هو
الفرصة الوحيدة للقراءة عنده، لذا أحرص على غرس هذه العادة فـي طفلك.












11- إلعب مع أطفالك
بعض الألعاب القرائية:

والألعاب التي يمكن أن تلعبها مع طفلك ليحب القراءة كثيرة جداً، ولكن اختر منها
الألعاب المشوقة والمثيرة، وهناك ألعاب يمكن أن تبتكرها أنت، مثل: أكتب كلمات
معكوسة وهو يقرأها بشكل صحيح، وابدأ بكتابة اسمه هو بشكل معكوس فمثلاً اسمه (سعد)
اكتبه له (دعس) واطلب منه أن يقرأه بشكل صحيح وهكذا.
ومن الألعاب: أن تطلب منه أن يقرأ اللوحات المعلقة فـي الشوارع، وبعض علامات
المرور، كعلاقة (قف). ومن الألعاب التي يمكن أن تبتكرها لطفلك، يمكنك كتابة قوائم
ترغب فـي شرائها من محل التموينات، واجعل طفلك يشطب اسم الشيء الذي تشتريه. ومن
الألعاب القرائية: ألصق بعض الأحرف الممغنطة على الثلاجة، واكتب بها بعض الكلمات،
واطلب من طفلك قراءتها، ثم دعه هو يكتب الحروف والكلمات وأنت تجيب،...، وتذكر أن
الطفل يحب أن يتولى زمام اللعبة خاصة مع أبويه.






12- المدرسة وقراءة
طفلك:

تابع باستمرار كيف يتم تدريس القراءة لأطفالك، زر المدرسة وتعرف على معلم القراءة،
وبين له أنك مهتم بقراءة طفلك وبين له أيضاً البرامج التي تقدمها لطفلك ليكون
محباً للقراءة، وأسأل معلم القراءة كيف يتم تدريس القراءة لطفلك وأسأله عن الأنشطة
القرائية التي يمارسها طفلك فـي المدرسة، وأسأله عن علاقة طفلك بمكتبة المدرسة،
وحاوره بشكل لطيف عن أهمية الأنشطة القرائية التي يجب أن يتعود عليها الطفل فـي
المدرسة ، ولا تنس أن تقدم خطابات الشكر للمعلم الذي يؤدي درس القراءة بطريقة تنمي
حب القراءة لدى الطفل، وأحياناً يخشى المعلم القيام بأنشطة قرائية حرة داخل الصف
ويترك المقرر قليلاً، لذا عليك أن تدعم هذا المعلم وترسل له خطابات الشكر هو
ومديره، وأشكره على عمله، واعرض عليه
التبرع بالقصص المشوقة والكتب المناسبة لمكتبة الفصل، عندما يسمع المعلمون الآخرون
عن هذا التشجيع فقد يجدون الشجاعة لعمل الشيء ذاته فـي فصولهم.



13- طفلك والرحلات
المدرسية وأصدقاؤه والقراءة:

إذا شارك طفلك فـي رحلة مدرسية، فاحرص على أن تزوده ببعض الكتب والقصص المشوقة،[
ممكن أن تكون عن البلد التي يودون زيارتها] فقد يكون هناك وقت مناسب لكي يقرأ فيها، ويمرر
هذه الكتب والقصص المفيدة لأصدقائه، ولكن ينبغي أن يطلع عليها المعلم أولاً، أيضاً
يمكن أن تقدم لأصدقاء طفلك بعض الكتب والقصص المشوقة أو يعيرها ولدك لهم. هذا بإذن
الله سوف يضمن إنشاء أصدقاء لطفلك يحبون القراءة.



14- السيارة وقراءة
طفلك:

احرص على توفير المجلات والقصص المناسبة لطفلك فـي سيارتك. وقدمها لطفلك أثناء
القيادة، ولا سيما إذا كان الطفل سيجلس لمدة طويلة فـي السيارة. إن الطفل وقتها
سوف ينشغل فـي القراءة ويكف عن الصراخ والمشاجرة وهذه فائدة أخرى.
ومن الملاحظ أن من الناس من يمضي وقتاً طويلاً، وسيارته واقفة لغسيلها، أو إصلاح
المهندس لعطلٍ فيها، أو لأي سبب آخر، ولا يستفيد من هذا الوقت فـي القراءة فـي
مجلات أو كتب نافعة، فلا تجعل أطفالك من هذا النوع إذا كبروا.






15- طفلك والشخصيات
التي يحبها والتي يمكن أن تجعله يحبها:

من المهم أن تزود طفلك ببعض الكتب عن الشخصيات التي يحبها، أو التي يمكن أن يحبها،
وأن يتعلم المزيد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وحياته ومعجزاته، وصحابته،
والشخصيات البطولية فـي التاريخ الإسلامي وهذا كله موجود فـي قصص مشوقة وجذابة،
ولا سيما إذا كان طفلك لا يحب قصص الخيال لكنه يحب قصص الخير ضد الشر والمغامرات
الواقعية.






16- عود طفلك على
قراءة الوصفات:

عندما تشتري دواء، فإن وصفة طريقة تناول الدواء تكون موجودة داخل العلبة، وعندما
تشتري لعبة لطفلك تحتاج إلى تركيب، فإن وصفة طريقة التركيب تكون مصاحبة لها، لذا
من الضروري أن تطلب من طفلك أن يقرأها أولاً، أو أن تقرأها له بصوت واضح وتشرح له
ما لم يفهمه منها.
المهم أن يتعود على قراءة أية وصفة مصاحبة لأي غرض.






17- القصص والمجلات
المشوقة وملاحقة الأطفال:

لاحق أطفالك بالقصص الجذابة والمشوقة فـي أماكن تواجدهم. ضع القصص بجوار
التلفزيون، وأماكن اللعب، وبجوار السرير، ضع قصص جذابة للنوم ولكن لا تكره طفلك
على القراءة أبداً.


















18- أفراد أسرتك
والقراءة:




تحدَّث مع أفراد أسرتك عن المقالات والكتب التي قرأتها، وخصص وقتاً للحوار والنقاش
فيها، وليكن ذلك بوجود أطفالك، واسمح لهم بالمشاركة فـي الحوار، وحاورهم فـي
قراءتهم، وشجعهم على القراءة، وعلى كتابة
ما يعجبهم من القصص فـي دفتر خاص بذلك.






19- الطفل ومسرح
القراءة:




إن الأطفال يقرأون بسهولة عندما يفهمون ما يقرأون، لذا اختر الأدوار فـي القصة،
واجعل طفلك يصبح إحدى الشخصيات ويقرأ الحوار الذي تنطق به وهذا هو ما يسمى (مسرح
القراءة).
وهذا سوف يساعد على المتعة والإثارة أثناء القراءة.






20- قطار القراءة
يتجاوز أطفالك:




لا تيأس أبداً فمهما بلغت سن أطفالك ومهما كبروا يمكنهم أن يتعلموا حب القراءة لكن
من المهم أن توفر لهم المجلات، والكتب التي تلبي حاجاتهم القرائية، ومن الممكن أن
تشترك لهم فـي بعض المجلات المناسبة، ولا سيما إذا كانوا مراهقين عليك أن تشبع
حاجاتهم القرائية بشكل أكبر." (1)















ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)راشد
بن محمد الشعلان ، مُرَكِز إشراف تربوي
http://saaid.net/tarbiah/1.htm











ومن التحديات التي تواجه الوالدين أيضاً:





المطلب الرابع :ما يسمى بصراع الأجيال





" ويقصد به اتساع الفجوة بين تفكير الأبناء وتفكير
الآباء ، وعزوف الأبناء في كثير من الأحيان عن الاستفادة من خبرات جيل الكبار إذ
ينظرون إلى خبراتهم على أنها لم تعد ذات قيمة في هذا العصر الذي نعيش فيه .






لا ينكر عاقل أهمية انتفاع جيل الصغار من جيل الكبار ، وإذا
لم يحدث ذلك فتكون النتيجة أن يبدأ كل جيل من نقطة الصفر ، وهذا مستحيل .
وإذا كان العالم يشهد طفرة هائلة من التقدم العلمي ، ولا شك في أن هذا الكم الهائل
من العلم والمعرفة لم يصنعه جيل واحد بعينه ، وإنما هو خلاصة فكر الأجيال إذ يضيف
كل جيل إلى جهد سابقيه ، وهكذا تبدو أهمية احترام ما لدى جيل الكبار من خبرات
يستفيد منها من بعدهم، يُعدِّلون فيها ويضيفون إليها ، ولكن الخطر كل الخطر أن يعزفوا
عنها ويقللوا من أهميتها . قد يحدث اختلاف لكن هذا الاختلاف لا ينبغي أن يكون
سبباً في الصراع والتنافر .






المطلب
الخامس : ما يعرف بالغزو الفكري والثقافي






المتمثل فيما يشاهده الأبناء ويستمعون إليه عبر وسائل
الإعلام المختلفة من أفكار وقيم قد لا تكون في كثير من الأحيان متفقة مع قيم
مجتمعاتنا .



"انتشار العنف في وسائل الإعلام" (1)


إن كثيراً من الأسر تواجه بعض التحديات فيما تجد
من تأثر أبنائها بما يقرءون أو يشاهدون أو يسمعون عبر وسائل الإعلام المختلفة ،
وتمثلهم لبعض القيم التي قد لا ترضى عنها الأسرة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com/forum
حمدان
ديري مبدع
ديري مبدع
حمدان


الساعة :
دعاء
عدد المساهمات : 1104
نقاط : 2370
التقيم : 28
تاريخ التسجيل : 05/05/2012

 تربية الطفل في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: تربية الطفل في الإسلام    تربية الطفل في الإسلام Icon_minitimeالثلاثاء مايو 08, 2012 3:46 pm

ولذلك وسائل عدة منها:

أولا: إغناء
البيئة: وذلك بأن يهيأ للطفل مايكون بديلاً عن انشغاله بما لايرغب فيه،
فبدلاً من أن يكتب على الكتب يمكن أن يعطى مجلة أو دفتراً
يكتب فيه مايشاء، وبدلاً
من العبث بالأواني يمكن أن يعطى لعباً
على شكل الأواني ليعبث بها
.
ثانياً: حصر البيئة:
وذلك
بأن تكون له أشياء خاصة، كأكواب خاصة
للأطفال يشربون بها، وغرفة خاصة لألعابهم،
ومكان خاص
لا يأتيه إلا هم؛ حينئذ يشعر أنه غير محتاج إلى أن يعتدي على ممتلكات
الآخرين.
ومن
الخطأ الاعتماد على قفل باب مجالس الضيوف وغيرها، فهذا يعوده على
الشغف بها والعبث بها، لأن الممنوع مرغوب.

لكن
أحياناً تغفل الأمهات مثلاً
المجلس أو المكتبة ،ترفع كل شيء عنه صحيح
هذا يمنعه وحين يكون هناك فرصة للدخول
يبادر بالعبث لأن الشيء الممنوع مرغوب.

ثالثاً:
تهيئة
الطفل للتغيرات اللاحقة
: الطفل تأتيه تغييرات في حياته لابد أن
يهيأ لها، ومن ذلك أنه يستقل بعد فترة فينام
بعيداً عن
والديه في غرفة مستقلة، أو مع من يكبره من إخوته، فمن الصعوبة أن يفاجأ
بذلك، فالأولى بالأم أن تقول له: إنك كبرت الآن وتحتاج إلا
أن تنام في غرفتك أو مع
إخوانك الكبار.
وهكذا
البنت حين يراد منها أن تشارك في أعمال المنزل
.
حـ) التعويد :
الأخلاق
والسلوكيات تكتسب بالتعويد أكثر مما تكتسب بالأمر
والنهي، فلا
بد من الاعتناء بتعويد الطفل عليها، ومراعاة الصبر وطول النفس والتدرج
في ذلك.



هذه
بعض المقترحات لتحسين الدور الذي يمكن أن
تقوم به
الأم، وينبغي لها ألا تغفل عن دعاء الله –سبحانه تعالى- وسؤاله الصلاح لأولادها.
" (1)


قال تعالى : {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين
إماما} (2)



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الفرقان ، آيه 74


(2)الشيخ
محمد الدويش، دور المرأة في التربية، بواسطة الرابط،
http://saaid.net/female/20.htm


وانظر
إلى
:


-دور
المرأة في إصلاح المجتمع، لفضيلة الشيخ: محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله
-


بواسطة
الرابط،
http://www.lahaonline.com/Daawa/Fiqh/a3-26-08-2003.doc_cvt.htm


- أفراح بنت علي الحميضي، بواسطة الرابط http://saaid.net/female/19.htm


ملحق





90 وسيلة
لتربية الأبناء
:



1) ارتياد
المساجد بصحبة
الأبناء في سن السابعة
.
2) القيام مع
الأولاد بصلة الأرحام ، والإحسان الى الجيران
.


3) تعليم البنات حب الحجاب منذ الصغر
.
4) التخطيط
لشغل فراغ الأبناء
.
5) تعليم البنات الخياطة أو ما يناسبها
.
6) تنسيق الرحلات المناسبة للأسرة والاهتمام بالمكان والبرنامج .
7) الذكر بصوت مسموع أمام الأولاد
.
Cool ربط الأولاد
بالمسلمين وقضايا المسلمين
.
9) اصطحابهم عند فعل الخير ( توزيع الصدقات –
جمع التبرعات
)
10) إلحاقهم بحلقات تحفيظ مع المراقبة والمتابعة
.
11) تعليمهم الأمثال العربية والشعر العربي
.
12) التحدث أمامهم بالفصحى ما أمكن .
13) استثمار الأحداث التي تقع في الأسرة
.
14) توطيد العلاقات بالعائلات الطيبة لإيجاد البيئة المناسبة .
15) ملاحظة أن أفعال وأقوال الكبار تنعكس على الصغار
.
16) التركيز على موضوع الحب فهو خيط التربية الأصيل
.
17) معرفة أصدقاء الأولاد بطريقة مناسبة .
18) توحيد الطريقة بين الوالدين .
19) تكوين وتعزيز العادات الطيبة
.
20) تدريبهم على العمل النافع .
21) أن يعوّد الأبناء على الأكل مما هو موجود على المائدة
.
22) تعوديهم على عدم السهر .
23) غرس الأخلاق الحميدة في نفوسهم( الكرم –
الشجاعة
)
24) تكوين مكتبة خاصة للأولاد .


25)غرس شيم إكرام الضيف في سن مبكرة بتعويدهم على استقبال الضيوف .
26) التركيز على قراءة السيرة النبوية وقصص الأنبياء .
27) تعليمهم أنه لكي يأتيك الرزق لابد من العمل

28) تعليمهم معنى العبادة الشامل ، وعدم الفصل بين أعمال الدنيا
والآخرة
.
29) تعليمهم أداء الصلاة بخشوع وأناة وعدم العجلة فيها
.
30) تعليمهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تدريجياً
.
31) عدم إهمال الأخطاء دون معالجة .
32) زرع القناعة في نفوس الأولاد
.
33) الصبر وعدم الشكوى من تربية الأولاد والإستعانة بالله والدعاء لهم بالصلاح .
34) ضرورة العدالة في المعاملة والأعطيات بين الأولاد
.
35) إيجاد المحفزات لأعمال الخير .
36) إيجاد الدروس في المنزل .
37) الإستفادة من الوقت في السيارة .
38) الإكثار من ذكر المصطلحات الشرعية .
39) التدرج والصبر وطول النفس
.
40) ايجاد القدوة ، وتنويع الأساليب .
41) ربط القلب بالله –عزوجل- في التربية
.
42) التركيز على الولد الأكبر في تربيته ،
فهو يمثل قدوة لإخوته.

43) إيضاح دور الأم للبنات ( وهو دور المرأة في
الإسلام
) .
44) اهتمام الأب بالجديد في التربية من دراسات وغيرها
.
45) ملاحظة الفروق الفردية بين الأولاد .


46) التركيز
على فعل الخير والطاعات بنفس
التركيز على المنع من الشر والمعاصي
.
47) التوازن في التربية
48) الشمول في التربية .


49) إذا أمرت الأبن بشيء فتابع تنفيذه .
50) القدرة على التحكم في الشخصية .












51) توجيه انفعالات الغضب والحب لله - عزوجل
52) تنمية الطموحات وتوجيهها .
53) عدم تلبية رغبات الولد كلما طلب شيئاً
.
54) تربية البنات بما يناسبهن .
55) تعليمهم فضل الأخوة في الله-عز وجل-
56) مشاورتهم في بعض القضايا، وبالتالي غرس روح المسؤولية فيه

57) ربط التوجيهات والأوامر والنواهي بالله عز وجل وليس
بالعادات والتقاليد
.
58) تحبيبهم لله عزوجل بذكر صفاته
، ونسبة النعم الى خالقها
.
59) توجيه الطفل بالترغيب أكثر من الترهيب .
60) اختيار المدرسة والحي .
61) حاول أن تعرف رأي ابنك في مسائل معينة حتى
تتمكن من توجيهه التوجيه الصحيح
.
62) إيجاد الجو الملائم والمرح داخل الأسرة
.
63) الدعاء للأولاد وعدم الدعاء عليهم وتلمس أوقات الإجابة
.
64) احضارهم في مجالس الكبار بالنسبة للذكور
.
65) التكليف بمسؤوليات صغيرة والتدرج في ذلك .
66) الإتزان في العقوبة .
67) الاعتدال بين الإسترضاء والقسوة .
68) استثمار جلسة العائلة في التوجيه والإرشاد
.
69) استئصال عادة الحلف دائماً بالله .
70) أن يطالع الأب ويقرأ باستمرار.


71) تعمد الحديث الإيجابي عن الجيران والأقارب
والأصدقاء وتجنب الحديث السلبي
.
72) الحذر من الغلو في قضايا معينة .
73) كثرة التحذير يولد الخوف .
74) كثرة الإحتياط تولد الوسوسة .
75) كثرة التدخل تفسد العلاقة .
76) اصطحاب الاولاد في حلقات العلم والمحاضرات
. .
77) تعليمهم عادة الشكر للناس عموماً وللأب وللأم خصوصاً .
78) تعليمهم كلمات في محبة بعضهم لبعض .
79) التربية على الاعتماد على النفس ، وقضاء الأمور بنفسه
.
80) عدم المقارنة بين الأولاد .
81) عدم إظهار شجار الأبوين بين الأولاد .
82) الوقاية خير من العلاج
83) التربية على التواضع وقبول الحق وعدم الكبر .
84) التربية على التوافق بين حالتي الأولاد الفكرية والتربوية
.
85) توجيه الأبناء من منطلق شرعي
وليس عاطفي
.
86) الإستشارة لأهل العلم والتخصص .
87) معرفة التركيبة النفسيه لكل إبن .
88) لاعب إبنك سبعاً ( 1- 7 )

89) أدّبه سبعاً ( 7-14 )
90) صاحبه سبعاً ( 14-21 )























ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1)















































خاتمة المطاف




وبعد
الانتهاء من هذا البحث- نفعني الله -جل علا- به والأمة الإسلامية -إن شاء الله
تعالى- وبعد ما عرفنا أهمية دور المربين الأساسي في بناء الشخصية الإسلامية للطفل
من جميع جوانب حياته



أحببتُ
تقديم بعض النصائح والإرشادات التي أتمنى من الله –عز وجل- تطبيقها في
القريب العاجل :



1) غرس
العقيدة الإسلاميه في الجيل الناشىء وذلك في المدارس، لأنَّ كثير منهم قد حُرِم من
نعمة هذه التربية، فعلينا الذهاب إليهم وعدم الإنتظار .



وفي
سبيل تنفيذ ذلك أقترح :






أ) ذهاب واعظين وواعظات كل حسب قدرته، الى
المدارس والهدف الأسمى هو أن نبدأ بتوعية هذا الجيل، إذ أنه قد رُسخ بِفِكره جزء
كبير من مخلفات الآباء والأجداد الخاطئه، فإن تركناه سار كما سار والديه.






ب)التدرج في بناء فِكْر إسلامي لهذا الجيل،
فالبدء بغرس العقيدة ثم العبادة ثم الأخلاق وتواليه ، والاهتمام بالتحديات التي
يواجهها الطلاب من إعلام وموسيقى وموضه قادمة من الغرب، هدفها الأسمى القضاء على
الأمة الإسلامية، وذلك من خلال زياره أسبوعيه لهم.






جـ) إهداء الطلاب شرائط وكتبيات ووضعها في زاوية
مكتبة الصف، واستغلال حصص التربيه في سماع الشرائط وقراءة الكتيبات بطريقة جماعية.






د)الاهتمام
بتوعية المدرسين .






هـ)
إستغلال المناسبات الدينية مثل رمضان والحج والأعياد عند ذهابنا الى المدارس
وإعطائهم تمر وما شابه ذلك، ونشرات تحتوي
على ركائز إيمانية وبالتالي يستفيد منها- إن شاء الله- الطلاب والمعلمين.








و)عمل رحلات للأقصى ، فللأسف جزء لا يستهان به من أبنائنا لم يزروا




الأقصى.












2) الإهتمام
بالمربين أنفسهم حيث إنَّ عدد كبير منهم لا يعرفون المنهج الإسلامي في تربية
الأطفال، وذلك بذهاب الوعاظ إليهم في بيوتهم وإعطائهم المواعظ والكتب لإفادتهم.






3) عمل
حلقات أسبوعيه ممتده فتره من الزمن خاصه للأمهات،
في مراكز الوعظ النسوي أو في المسجد،
كي نبين لهم المنهج التربوي الإسلامي في تربية الأطفال .






4) الذهاب الى الأسواق وعدم الإكتفاء بالدعوه في
المساجد وخطب الجمعه، فنحن محاسبين أمام
الله -سبحانه وتعالى- عن أي تقصير من قِبَلنا.






اللهم
إجعلنا ممن يذكرون القول فيتبعون أحسنه.






وصل
اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين






















































فهرس الآيات
القرآنية الواردة في البحث



فهرس
الأحاديث النبوية الواردة في البحث



فهرس الآثار


فهرس
المصادر والمراجع



فهرس
المحتويات












الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com/forum
مهند الاحمد
مشرف عام
مشرف عام
مهند الاحمد


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 644
نقاط : 1611
التقيم : 11
وسام وسام :  تربية الطفل في الإسلام Sa-abc4813299
تاريخ الميلاد : 05/03/1990
تاريخ التسجيل : 06/04/2012
العمر : 34
الاقامة : سوريا
العمل/الترفيه : نجار
المزاج عادي

 تربية الطفل في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: تربية الطفل في الإسلام    تربية الطفل في الإسلام Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 10, 2012 5:51 pm

كتاب تربية الطفل في الاسلام ::: 1 ـ 10
تَربيَةُ الطِفل
في الاسلام

مركز الرسالة

(5)
مقدمة المركز
حاول علماء التربية قديماً وحديثاً أن يهتدوا إلى منهجٍ تربويّ شامل يُعنى بتحديد الاَساليب والقيم والمعايير الكفيلة بدراسة ما يناسب مرحلة الطفولة والصبا. وقد بذلوا في هذا الصدد جهوداً كبيرة وشاقة ومتواصلة حتى استطاعوا التوصل إلى نظرات ومقترحات وتوصيات تُعدُّ ـ من وجهة علمية ـ قيّمة ونافعة ، إلاّ أنهم لم يتمكنوا ـ مع ذلك ـ من تحديد المنهج الدقيق الذي يمكن الاستناد إليه في معالجة المشاكل المعقدة ، التي تكتنف تلك المرحلة الحساسة من عمر الاِنسان ، كما أخفقوا في حلِّ الصعوبات المتزايدة يوماً بعد آخر التي تواجه الآباء والاُمهات والمربين في هذا المجال.
ولعل من المؤسف حقاً أنّ تتوجه أنظار كثير من المسلمين ـ وخاصةً العاملين منهم في حقل التربية ـ إلى مدارس الغرب التربوية ليتلقوا عنهم مناهجهم التربوية ، وأن يفوتهم أنّ في الشريعة الاِسلامية العلاج الناجع لجميع ما استُعصي عليهم حلُّه ، وأنَّ في سيرة الرسول الاَعظم صلى الله عليه وآله وسلم وفي سيرة أهل بيته الطاهرين عليهم السلام معيناً لا ينضب من الوصايا والاِرشادات ، والتعاليم والتوجيهات التي لو استخدمت في الحقل التربوي ، ووظّفت في مجالاته المتعددة ، لكانت كفيلة بترسيخ أروع القيم والمثل العليا في نفس الطفل ، ولاَقامتَه بناء سليماً معافىً ، ولجعلت منه شخصية سويّة قادرة على القيام بدورها ـ كما ينبغي ـ في بناء المجتمع.

(6)
إنَّ المنهج الاِسلامي الذي يمكن تحديد معالمه وقواعده بالاستناد إلى القرآن الكريم والسُنّة النبوية المطهرة وما أُثر عن الاَئمة المعصومين عليهم السلام يهدف إلى تحقيق تربيةٍ متزنة للطفل تبدأ من قبل أن ينعقد جنيناً في رحم الاَُم وتستمر معه إلى أن يشبَّ عن الطوق ، مروراً بمرحلة الحمل ، والولادة والرضاعة ، والطفولة المبكرة.
والكتاب الذي بين يديك ـ أيُّها القارىء العزيز ـ استطاع أن يحدد ملامح المنهج التربوي الاِسلامي الذي يُعنى بكيفية إعداد الطفل نفسياً وعقلياً وسلوكياً ، مستنداً ـ في ذلك ـ إلى آيات القرآن الكريم ، وإلى المأثور عن الرسول الاَعظم نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وعن أهل البيت الطاهرين عليهم السلام. مستفيداً أيضاً من الدراسات العلمية الحديثة في هذا الاِطار.
ويسرّ مركزنا أن يقدّم هذه الدراسة الممتعة والنافعة إسهاماً منه في خدمة الآباء والاَُمهات والمشتغلين في أُمور تربية الطفل ، وذلك بتيسير أوضح السبل وأكثرها دقة وأماناً في تنشئة الطفل نشأة قويمة صالحة ؛ لكي يؤدي دوره المنشود.

والله ولي التوفيق
مركز الرسالة

(7)
المقدِّمة
الاسرة هي المؤسسة الاولى والاساسية من بين المؤسسات الاجتماعية المتعددة المسؤولة عن إعداد الطفل للدخول في الحياة الاجتماعية ، ليكون عنصراً صالحاً فعّالاً في إدامتها على أساس الصلاح والخير والبناء الفعّال. والاسرة نقطة البدء التي تزاول انشاء وتنشئة العنصر الاِنساني ، فهي نقطة البدء المؤثرة في كلِّ مراحل الحياة ايجاباً وسلباً ، ولهذا أبدى الاِسلام عناية خاصة بالاسرة منسجمة مع الدور المكلفة بأدائه ، فوضع القواعد الاساسية في تنظيمها وضبط شؤونها ، وتوزيع الاختصاصات ، وتحديد الواجبات المسؤولة عن أدائها ، وخصوصاً تربية الطفل تربية صالحة وتربية سليمة متوازنة في جميع جوانب الشخصية الفكرية والعاطفية والسلوكية. ودعى الاسلام إلى المحافظة على كيان الاسرة وإبعاد أعضائها من عناصر التهديم والتدمير ومن كلِّ ما يؤدي إلى خلق البلبلة والاضطراب في العلاقات التي تؤدي إلى ضياع الاطفال بتفتيت الكيان الذي يحميهم ويعدّهم للمستقبل الذي ينتظرهم. وجاءت تعليمات الاِسلام وإرشاداته لتخلق المحيط الصالح لنمو الطفل جسدياً وفكرياً وعاطفياً وسلوكياً ، نموّاً سليماً يطيق من خلاله الطفل أو إنسان المستقبل مقاومة تقلبات الحياة والنهوض بأعبائها ، ولهذا ابتدأ المنهج الاسلامي مع الطفل منذ المراحل الاولى للعلاقة الزوجية مروراً بالولادة والحضانة ومرحلة ما قبل البلوغ وانتهاءً بالاستقلالية الكاملة بعد الاعتماد

(Cool
على النفس.
ونوزع البحث هنا على فصول : نتناول في الفصل الاَول : المنهج التربوي العام في العلاقات الاَُسرية ، ثم نعرض في الفصل الثاني : (مرحلة ما قبل الاقتران ومرحلة الحمل) ، ونتناول في الفصل الثالث : (مرحلة ما بعد الولادة مرحلة الرضاعة) ، ثم نعرض في الفصل الرابع ما يتعلق بمرحلة الطفولة المبكرة ، وأخيراً نتناول في الفصل الخامس : المرحلة الاخيرة (مرحلة الصبا والفتوة) ، وسنقوم بالافادة من الآيات والروايات خاصة الواردة عن أهل البيت عليهم السلام ، مستفيدين من المعطيات العلمية الحديثة.

ومنه تعالى نستمد العون والتسديد

(9)
الفصل الاَول
المنهج التربوي العام في العلاقات الاَُسرية
العلاقات الاَُسرية لها دورٌ كبير في توثيق بناء الاسرة وتقوية التماسك بين أعضائها ولها تأثيراتها على نمو الطفل وتربيته ، وايصاله إلى مرحلة التكامل والاستقلال.
والاَجواء الفكرية والنفسية والعاطفية التي تخلقها الاَُسرة للطفل تمنحه القدرة على التكيّف الجدّي مع نفسه ومع اسرته ومع المجتمع ، ومن هذا المنطلق فان الاسرة بحاجة إلى منهج تربوي ينظم مسيرتها ، فيوزع الادوار والواجبات ويحدّد الاختصاصات للمحافظة على تماسكها المؤثر في انطلاقة الطفل التربوية.
وتتحدد معالم المنهج التربوي بما يلي :

أولاً : الاتفاق على منهج مشترك
للمنهج المتبنّى في الحياة تأثير على السلوك ، فهو الذي يجعل الايمان والشعور الباطني به حركة سلوكية في الواقع ويحوّل هذه الحركة إلى عادة ثابتة ، فتبقى فيه الحركة السلوكية متفاعلة مع ما يُحدد لها من تعاليم

(10)
وبرامج ، ووحدة المنهج تؤدي إلى وحدة السلوك ، فالمنهج الواحد هو المعيار والميزان الذي يوزن فيه السلوك من حيثُ الابتعاد أو الاقتراب من التعاليم والبرامج الموضوعة ، فيجب على الوالدين الاتفاق على منهج واحد مشترك يحدّد لهما العلاقات والادوار والواجبات في مختلف الجوانب ، والمنهج الاسلامي بقواعده الثابتة من أفضل المناهج التي يجب تبنيها في الاسرة المسلمة ، فهو منهج ربانّي موضوع من قبل الله تعالى المهيمن على الحياة بأسرها والمحيط بكل دقائق الامور وتعقيدات الحياة ، وهو منهج منسجم مع الفطرة الاِنسانية لا لبس فيه ولا غموض ولا تعقيد ولا تكليف بما لا يُطاق ، وهو موضع قبول من الاِنسان المسلم والاَُسرة المسلمة ، فجميع التوجيهات والقواعد السلوكية تستمد قوتها وفاعليتها من الله تعالى ، وهذه الخاصية تدفع الاسرة إلى الاقتناع باتباع هذا المنهج وتقرير مبادئه في داخلها ، فلا مجال للنقاش في خطئه أو محدوديته أو عدم القدرة على تنفيذه ، فهو الكفيل بتحقيق السعادة الاُسرية التي تساعد على تربية الطفل تربية صالحة وسليمة ، وإذا حدث خلل في العلاقات أو تقصير في أداء بعض الادوار ، فان تعاليم المنهج الاسلامي تتدخل لانهائه وتجاوزه.
والمنهج الاسلامي وضع قواعد كلية في التعامل والعلاقات والادوار والسلوك ، امّا القواعد الفرعية أو تفاصيل القواعد الكلية ومصاديقها فانها تتغير بتغير الظروف والعصور ، فيجب على الوالدين الاتفاق على تفاصيل التطبيق ، وعلى قواعد ومعايير ثابتة ومقبولة من كليهما ، سواءً في العلاقات القائمة بينهما أو علاقاتهما مع الاطفال والاسلوب التربوي الذي يجب اتّباعه معهم ؛ لانّ الاختلاف في طرق التعامل وفي اسلوب
تربية الطفل في الاسلام ::: فهرس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فائزة
ديري نشيط
ديري نشيط
فائزة


الساعة :
دعاء
عدد المساهمات : 252
نقاط : 253
التقيم : 21
تاريخ التسجيل : 29/06/2012

 تربية الطفل في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: تربية الطفل في الإسلام    تربية الطفل في الإسلام Icon_minitimeالجمعة يوليو 20, 2012 6:15 pm



شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز

واصل تالقك معنا في المنتدى

بارك الله فيك اخي ...

ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة

لك منـــــــ اجمل تحية ــــــــــي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تربية الطفل في الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مختصر لدراسة بعنوان : الطفل والإعلام ماجد بن جعفر الغامدي إعلام الطفل نظرة
» التقصير في تربية الأولاد
» أطفالنا وحب الإسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى دير الزور :: ساحة الدير الاسرية والاجتماعية derezzor :: مـنـتـدى الأمومة والطـفـل و الرضاعة و التربية-
انتقل الى:  

 تربية الطفل في الإسلام Button1-bm

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر المنتدى ~

مواضيع مماثلة
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى دير الزور على موقع حفض الصفحات
اخر مواضيع المنتدى
<div style="background-color: none transparent;"><a href="http://www.rsspump.com/?web_widget/rss_ticker/news_widget" title="News Widget">News Widget</a></div>
أفضل 10 فاتحي مواضيع
ابن الفرات
 تربية الطفل في الإسلام Vote_rcap1 تربية الطفل في الإسلام Voting_bar تربية الطفل في الإسلام Vote_lcap 
حمدان
 تربية الطفل في الإسلام Vote_rcap1 تربية الطفل في الإسلام Voting_bar تربية الطفل في الإسلام Vote_lcap 
مهند الاحمد
 تربية الطفل في الإسلام Vote_rcap1 تربية الطفل في الإسلام Voting_bar تربية الطفل في الإسلام Vote_lcap 
ديري نشمي
 تربية الطفل في الإسلام Vote_rcap1 تربية الطفل في الإسلام Voting_bar تربية الطفل في الإسلام Vote_lcap 
الاسمر
 تربية الطفل في الإسلام Vote_rcap1 تربية الطفل في الإسلام Voting_bar تربية الطفل في الإسلام Vote_lcap 
ريم الساهر
 تربية الطفل في الإسلام Vote_rcap1 تربية الطفل في الإسلام Voting_bar تربية الطفل في الإسلام Vote_lcap 
نبض الأمل
 تربية الطفل في الإسلام Vote_rcap1 تربية الطفل في الإسلام Voting_bar تربية الطفل في الإسلام Vote_lcap 
الدير نت
 تربية الطفل في الإسلام Vote_rcap1 تربية الطفل في الإسلام Voting_bar تربية الطفل في الإسلام Vote_lcap 
ديرية حرة
 تربية الطفل في الإسلام Vote_rcap1 تربية الطفل في الإسلام Voting_bar تربية الطفل في الإسلام Vote_lcap 
العاشق لاحباب
 تربية الطفل في الإسلام Vote_rcap1 تربية الطفل في الإسلام Voting_bar تربية الطفل في الإسلام Vote_lcap 
المواضيع الأخيرة
» دورة مهارات تقييم الاداء الوظيفي للمديرين والمشرفين
 تربية الطفل في الإسلام Icon_minitimeالإثنين فبراير 03, 2020 12:32 pm من طرف Manal

» دورة التحليل الفنى لتداولات الأسهم
 تربية الطفل في الإسلام Icon_minitimeالأربعاء يناير 22, 2020 11:48 am من طرف Manal

» التحليل. الاحصائى .للبوصات
 تربية الطفل في الإسلام Icon_minitimeالثلاثاء يناير 21, 2020 11:53 am من طرف Manal

» دورة اساسيات الرقابة الصحية على الاغذية
 تربية الطفل في الإسلام Icon_minitimeالإثنين يناير 20, 2020 9:28 am من طرف Manal

» تطبيق نظام haccp في إعداد وتصنيع وتداول الغذاء
 تربية الطفل في الإسلام Icon_minitimeالأحد يناير 19, 2020 9:24 am من طرف Manal

» دورة ادارة مخاطر التأمين الصحي
 تربية الطفل في الإسلام Icon_minitimeالخميس يناير 16, 2020 10:22 am من طرف Manal

» #دورة_ إدارة_الجودة_الشاملة_في_مجال_المشتريات_والمخازن
 تربية الطفل في الإسلام Icon_minitimeالأربعاء يناير 15, 2020 8:39 am من طرف Manal

» التحليل .المالِى. spss
 تربية الطفل في الإسلام Icon_minitimeالثلاثاء يناير 14, 2020 9:42 am من طرف Manal

» دورة. التحليل .المالِى
 تربية الطفل في الإسلام Icon_minitimeالأحد يناير 12, 2020 9:11 am من طرف Manal