الإيمان
باِلْيَوْمِ الآخِرِ
الشيخ : محمد بن شامي شيبة
حفظه الله
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، نبيّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه ، أمّا بعد :
فقد يسّر الله لي الكتابة في العقيدة الصحيحة (عقيدة أهل السنة والجماعة) ، ومن ذلك : هذا الكتيّب ( اليوم الآخر ) ، وقد راعيتُ في هذا الكتيّب :
1- أنّه بأسلوبٍ سهلٍ ميسّر ، يفهمه كلّ أحد ، انطلاقاً من قوله : (يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا ...الحديث) رواه البخاري ومسلم .
2- أنّ هذا الكتيّب قد ذكرتُ فيه الأدلة من القرآن وسنة النبي .
3- أنّ ما ذكرته من أحاديث الرسول فإنّها أحاديث صحيحة ، أو حسنة ، مما صحّحه أو حسنه العلماء المُعتبرون ، أو بعضُهم .
4- أنّا قد ذكرنا بعضاً من الثّمار ، وبعضاً من الدروس ، ممّا دلّ عليه القرآن والسنة ، وقد وجّهنا في تلك الدروس ، وذلك للعمل بها .
وهذا ، وأسأل الله أن يجعل العمل خالصاً لوجهه الكريم ، وأن يوفقني وكلّ من شارك في هذا الكتيّب ، بتصحيحٍ ، أو كتابةٍ ، أو مراجعةٍ ، أو ملاحظةٍ ، أو طباعةٍ ، أو قراءةٍ على الناس ، أو استمع فَوَعى .
وصلّ اللهمّ وسلم على محمدٍ وآله وصحبه .
كتبه :
الفقير إلى ربه
محمد بن شامي شيبة
بيش : 3 محرم 1431
يوم القيامة كأنك تنظر إليه
أخي المسلم : إذا سرّك أن تنظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين ، فاقرأ ( إذا الشمس كوّرت ) و (إذا السماء انفطرت ) و ( إذا السماء انشقت ) ؛ لقوله في حديث ابن عمر : (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْيُ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ وَإِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ) رواه أحمد والترمذي والحاكم (صحيح) .
ــــــــــ( من أسماء اليوم الآخر )ـــــــــــ
اليوم الآخر : وهو يوم القيامة ، كما قال تعالى : لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ [القيامة:1] ؛ لقيام الناس فيه لرب العالمين ، كما قال تعالى : يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [المطففين : 6] .
ومن أسمائه : يوم الدين ، كما قال تعالى : مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة: 4] ؛ لأن في ذلك اليوم الجزاء والحساب ( الدِّين ).
ومن أسمائه : يوم الجمع ، كما قال تعالى : يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ [التغابن:9] ؛ لأن الله يجمع فيه الأولين والآخرين للجزاء والحساب .
ومن أسمائه : يوم الفتح ، كما قال تعالى: قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ [السجدة:29].
ومن أسمائه : الواقعة ،كما قال تعالى : إِذَا وَقَعَتِ الواقعة [الواقعة :1] ، سمّيت بذلك لتحقق كونها ، ووجودها ، ووقوعها .
ومن أسمائه : يوم الفصل ، كما قال تعالى : لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ * لِيَوْمِ الْفَصْلِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ [ المرسلات :12-14] ؛ لأن الله يفصل فيه بين العباد .
ومن أسمائه : الصاخّة (القيامة) ، كما قال تعالى : فَإِذَا جَآءَتِ الصآخة [عبس : 33] . قال ابن عباس : الصاخة من أسماء يوم القيامة ، عظّمه الله وحذّره عباده . وقال البغوي : الصاخة يعني صيحة يوم القيامة ، سُمّيت بذلك لأنها تصخّ الآذان ، أي : تُبالغ في إسماعها حتى تكاد تُصمِّها .
ومن أسمائه : الطامّة الكبرى (القيامة) ، كما قال تعالى : فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى [النازعات:34] . قال ابن عباس : سميت بذلك لأنها تَطُم على كل أمر هائل مفظع .
ومن أسمائه : القارعة ( القيامة) ، كما قال تعالى : الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ *...الآيات ؛ لأنها تقرع القلوب بأهوالها .
ومن أسمائه : الحاقة (القيامة) ، كما قال تعالى : الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ * ... الآيات ؛ لأنه يتحقق فيها الوعد والوعيد .
ومن أسمائه : الساعة (القيامة) ، كما قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ... الآية [لقمان: 34] .
ومن أسمائه : الآخرة (القيامة) ، كما قال تعالى : والذين يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ وبالآخرة هُمْ يُوقِنُونَ [البقرة :4] .
ومن أسمائه : يوم التغابن ، كما قال تعالى : ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ [التغابن:9]. قال ابن عباس : هو اسم من أسماء يوم القيامة. وذلك أن أهل الجنة يغبنون أهل النار. وكذا قال قتادة ومجاهد . أهـ. ذكر ذلك الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره .
من أسمائه : يوم الحسرة ، كما قال تعالى : وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ [مريم: 39] .
وغير ذلك من الأسماء ليوم القيامة ، وكل اسم يدل على ما يقع في ذلك اليوم ، أو على حال من أحوال الخلائق في ذلك اليوم ، أو على عظمة شأنه وشدة أهواله .
منزلة الإيمان باليوم الآخر
• الإيمان باليوم الآخر ركنٌ من أركان الإيمان (الركن الخامس) ، وقد قال تعالى : وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ...الآية [البقرة: 177] . وقد قال في حديث جبريل :
( أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ) رواه مسلم .
• معنى الإيمان باليوم الآخر : هو التصديق الجازم بمجيء يوم القيامة ، وما يكون فيه ، والحكمة منه ، والموت وما بعده ، وما صحّ من علامات الساعة .
• ومن جحد اليوم الآخر أو شك ، فإنه يكفر الكفر الأكبر ، وقد قال تعالى : وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ...الآية [النساء:136] .
• واليوم الآخر لا شكّ فيه ، فمن شكّ في وقوعه فقد كفر الكفر الأكبر ؛ لأنه مكذّب لله ورسوله ، وقد قال الله تعالى عن الكفار أنهم قالوا : إِنْ نَظُنُّ إِلا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ [الجاثية: 32].
• فيجب الإيمان اليقيني باليوم الآخر (بلا شك ولا ارتياب ) ، وقد قال تعالى عن المؤمنين المفلحين :
والذين يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ وبالآخرة هُمْ يُوقِنُونَ [ البقرة : 4 ] .
• واليوم الآخر آتٍ لا شكّ في ذلك ،كما قال تعالى: وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي
الْقُبُورِ [الحج: 7] .
من صفات اليوم الآخر
• يومٌ حق : كما وعد الله في قوله تعالى : يا أيها الناس إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الحياة الدنيا وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بالله الغرور [ فاطر : 5] .وقال : ( وَالسَّاعَةُ حَقٌّ ...الحديث ) رواه الشيخان .
• عسيرٌ على الكفار : كما قال تعالى : فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ [ المدثر : 9 -10] .
• يومٌ تُوفّى فيه كل نفس ما كسبت : إن خيراً فخير وإن شراً فشر ، كما قال تعالى : فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [آل عمران :25].
• محددٌ عند الله بأجل ، لا يتقدم ولا يتأخر عن ذلك : كما قال تعالى : قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ [ سبأ : 30 ] .
• وهو يومٌ قريب (اقترب) : كما قال تعالى : إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا [ المعارج: 6 ، 7 ]. وقال تعالى :
وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ [النحل: 77] . وقال تعالى: وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ الساعة تَكُونُ قَرِيباً [ الأحزاب : 63 ] . وقال تعالى : اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [القمر : 1] . وقال : ( بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ وَقَرَنَ بَيْنَ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى ) رواه الشيخان .
• لا تقوم الساعة (القيامة) إلا بغتة : كما قال تعالى : بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ [الأنبياء :40] .وقال تعالى : لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً [الأعراف: 187] .
• لا تقوم القيامة إلا يوم الجمعة ، كما قال : ( وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ ) رواه مسلم . وقال عن يوم الجمعة : ( وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ ) رواه أبو داود والنسائي وغيرهما .
• مقداره خمسون ألف سنة ، يوم يُقضى بين العباد ، كما قال في حديث أبي هريرة : ( مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ...الحديث ) رواه مسلم .
• على المؤمنين كقدر ما بين الظهر والعصر : كما قال في حديث أبي هريرة : (يوم القيامة على المؤمنين كقدر ما بين الظهر والعصر ) رواه الحاكم (صحيح) .
• يومُ القيامة يومٌ عظيم ، كما قال تعالى : لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [المطففين:1-6] .
• يوم القيامة تُدنى الشمس من العباد ، كما قال في حديث المقداد : ( إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُدْنِيَتْ الشَّمْسُ مِنْ الْعِبَادِ حَتَّى تَكُونَ قِيدَ مِيلٍ أَوْ اثْنَيْنِ قَالَ سُلَيْمٌ لَا أَدْرِي أَيَّ الْمِيلَيْنِ عَنَى أَمَسَافَةُ الْأَرْضِ أَمْ الْمِيلُ الَّذِي تُكْتَحَلُ بِهِ الْعَيْنُ قَالَ فَتَصْهَرُهُمْ الشَّمْسُ فَيَكُونُونَ فِي الْعَرَقِ بِقَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى عَقِبَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى حِقْوَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ إِلْجَامًا فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ أَيْ يُلْجِمُهُ إِلْجَامًا ) رواه أحمد والترمذي (صحيح) .
• يوم القيامة لا يتكلم أحدٌ إلا بإذن الله ، كما قال تعالى : يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ [هود: 105] . وقال تعالى : وَخَشَعَتِ الأصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا [طه: 108] .
• في يوم القيامة ليس هناك ملكٌ لأحد إلا الله ،كما قال تعالى: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [غافر: 16]. وقال تعالى : ¬ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا [الفرقان: 26].
• فيه يندم المُعرض عن دين الله : كما قال تعالى : وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإنْسَانِ خَذُولا [الفرقان: 27-29] .
علم الساعة
• لا يعلم متى تقوم الساعة (القيامة) أحدٌ من الخلق ، فلا يعلمه إلا الله وحده دون سواه ، كما قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنزلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ ...الآية [لقمان: 34]. وقال تعالى: وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ [تبارك:25،26].وقال تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا [النازعات: 42 -45]. ولمّا سأل جبريلُ النبيَّ عن الساعة ، وقال له : (مَتَى السَّاعَةُ ) قال : ( مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ ) رواه الشيخان . وقال في حديث ابن عمر : ( مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ ثُمَّ قَرَأَ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ) رواه البخاري .
• ما ورد من إطلاق الساعة في قوله في حديث أنس : ( أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ وَعِنْدَهُ غُلَامٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ إِنْ يَعِشْ هَذَا الْغُلَامُ فَعَسَى أَنْ لَا يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ) رواه مسلم . ونحو ذلك من الأحاديث فإنه محمول على ساعتهم ، وهو موتهم الذي يُفضي بهم إلى برزخ الدار الآخرة ، كما في قوله في حديث عائشة رضي الله عنها قالت : (كَانَ رِجَالٌ مِنْ الْأَعْرَابِ جُفَاةً يَأْتُونَ النَّبِيَّ فَيَسْأَلُونَهُ مَتَى السَّاعَةُ فَكَانَ يَنْظُرُ إِلَى أَصْغَرِهِمْ فَيَقُولُ إِنْ يَعِشْ هَذَا لَا يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ ) رواه الشيخان .
• من سأل عن موعد قيام الساعة ، قيل له : ويلك ! ما أعددت لها ؟ وقد قال أنس : ( أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَتَى النَّبِيَّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ قَائِمَةٌ قَالَ وَيْلَكَ وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا قَالَ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ إِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ فَقُلْنَا وَنَحْنُ كَذَلِكَ قَالَ نَعَمْ فَفَرِحْنَا يَوْمَئِذٍ فَرَحًا شَدِيدًا ...الحديث ) رواه البخاري .
يوم القيامة مواقف
• في يوم القيامة مواقف ، ففي بعضها لا يُسأل فيه أحد ، كما قال تعالى : فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ [الرحمن: 39] .
• وموقفٌ يُسألون فيه سؤال تقرير ، أو تبكيت ونحو ذلك ، كما قال تعالى :
وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ [الصافات: 24] ، وكما قال تعالى : فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ [الأعراف: 6] .
• في بعضها لا يكتمون الله حديثا ، كما قال تعالى : وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا [النساء: 42] .
• وفي بعضها يكذب المشركون ، كما قال تعالى : ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ [الأنعام : 23 ، 24] .
وفي بعضها تعمى عليهم الأنباء ، كما قال تعالى : وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ * فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ [القصص : 65،66] ، ومعنى ذلك : أنهم خفيت عليهم الحجة، فلم يدروا ما يحتجون به، ولا خبر يخبرون به، مما تكون لهم به نجاة ومخلص. ذكره ابن جرير الطبري.
القـيامَة الكبرى والصغرى
القيامة هي :
• القيامة الكبرى (القيامة) : وهي التي يبعث الله فيها الخلائق للجزاء والحساب .
• القيامة الصغرى : وهي إذا مات العبد فإن قيامته (ساعته) تكون قد قامت ، وهي المذكورة في حديث عائشة رضي الله عنها أنه (كَانَ رِجَالٌ مِنْ الْأَعْرَابِ جُفَاةً يَأْتُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَسْأَلُونَهُ مَتَى السَّاعَةُ فَكَانَ يَنْظُرُ إِلَى أَصْغَرِهِمْ فَيَقُولُ إِنْ يَعِشْ هَذَا لَا يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ ) رواه الشيخان. وقد ذكر الله القيامتين الصغرى والكبرى ،كما في قوله تعالى: ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ [عبس:21،22] .
علامات مجيء الساعة
• للساعة أمارات ( علامات لمجيء الساعة ) وهي أشراطها ، وقد قال تعالى : فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ [محمد :18] . ولمّا سأل جبريلُ النبيّ فقال له : ( فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا ) قال : ( أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ...الحديث ) رواه مسلم .
• وقد أخبر النبي بكل ما يكون من مقامه ذلك إلى قيام الساعة ، كما قال حذيفة : ( قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامًا مَا تَرَكَ شَيْئًا يَكُونُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا حَدَّثَ بِهِ حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ قَدْ عَلِمَهُ أَصْحَابِي هَؤُلَاءِ وَإِنَّهُ لَيَكُونُ مِنْهُ الشَّيْءُ قَدْ نَسِيتُهُ فَأَرَاهُ فَأَذْكُرُهُ كَمَا يَذْكُرُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ إِذَا غَابَ عَنْهُ ثُمَّ إِذَا رَآهُ عَرَفَهُ ) رواه مسلم . وفي حديث ابن زيدٍ عمرو بن أخطب الأنصاري أن رسول الله أخبرهم بما كان وبما هو كائن ، فقال أبو زيد : ( صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ الْفَجْرَ وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتْ الظُّهْرُ فَنَزَلَ فَصَلَّى ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتْ الْعَصْرُ ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَتْ الشَّمْسُ فَأَخْبَرَنَا بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ فَأَعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا) رواه مسلم .
• ومع اقتراب الساعة ، يزداد الناس على الدنيا حرصاً ، ويزدادون بُعداً عن الله ، كما قال في حديث ابن مسعود : ( اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا ) رواه الحاكم (حسن) .
ـــــــ( العلامات الصغرى )ــــــــ
أشراط الساعة (علاماتها) مشتملة على : أشراط صغرى ، وأشراط كبرى .
فالأشراط الصغرى منها ما يقع بين يدي الساعة ، ومن ذلك :
• أنّ عُرى الإسلام تُنقض عروةً عروةً : كما قال في حديث أبي أمامة : ( لَيُنْقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ وَآخِرُهُنَّ الصَّلَاةُ ) رواه أحمد والحاكم وابن حبان (صحيح) .
• نزول الجهل ، ورفع العلم ، وكثرة الهرج (القتل) : كما قال في حديث ابن مسعود وأبي موسى رضي الله عنهما : ( إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ لَأَيَّامًا يَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ وَالْهَرْجُ الْقَتْلُ ) رواه الشيخان . ويكون القتل بأن يقتل بعضُ الأمة بعضاً ، كما قال في حديث أبي موسى : ( إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمْ الْكُفَّارَ وَلَكِنَّهُ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ وَيَقْتُلَ أَخَاهُ وَيَقْتُلَ عَمَّهُ وَيَقْتُلَ ابْنَ عَمِّهِ ) رواه أحمد وابن ماجة (صحيح) .
• كثرة الفتن : كما قال في حديث أبي موسى : ( إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ...الحديث) رواه أبو داود وغيره (صحيح) .
• أن يقاتل المسلمون قوماً نعالهم الشعر : كما في حديث أبي هريرة : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمْ الشَّعَرُ ) رواه الشيخان . وفي حديث عمرو بن تغلب قال : ( وَتُقَاتِلُونَ قَوْمًا كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ ) رواه الشيخان .
• مسخٌ وخسفٌ قذفٌ : كما قال في حديث ابن مسعود : ( بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ مَسْخٌ وَخَسْفٌ وَقَذْفٌ ) رواه ابن ماجة (صحيح) .
• اقتتال فئتين عظيمتين من المسلمين : تكون بينهما مقتلة عظيمة ، دعواهما واحدة ، كما قال في حديث أبي هريرة : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ وَتَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ وَدَعْوَاهُمَا وَاحِدَةٌ ...الحديث ) رواه الشيخان .
• خروج دجالين كذابين قريبٌ من ثلاثين : كما قال في حديث أبي هريرة السابق ، وفيه : ( وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثِينَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ) رواه البخاري . ومن هؤلاء الدجالين : العنسي ، ومسيلمة ، وقد قال في حديث أبي هريرة : ( بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ فَأَهَمَّنِي شَأْنُهُمَا فَأُوحِيَ إِلَيَّ فِي الْمَنَامِ أَنْ انْفُخْهُمَا فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ بَعْدِي أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيُّ وَالْآخَرُ مُسَيْلِمَةُ ) رواه الشيخان . وقال في حديث جابر بن سمرة : ( إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ فَاحْذَرُوهُمْ ) رواه مسلم . وفي حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت : ( أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا ) رواه مسلم . الكذاب هو : المختار بن أبي عبيد الثقفي ، والمبير هو المهلك وهو : الحجاج بن يوسف الثقفي .
• إذا ولدت الأمةُ ربَّتها ، وكان العراة الحفاة رؤوس الناس ويتطاولون في البنيان : لقوله في حديث أبي هريرة : ( سَأُحَدِّثُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا إِذَا وَلَدَتْ الْأَمَةُ رَبَّهَا فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا وَإِذَا كَانَتْ الْعُرَاةُ الْحُفَاةُ رُءُوسَ النَّاسِ فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا وَإِذَا تَطَاوَلَ رِعَاءُ الْبَهْمِ فِي الْبُنْيَانِ فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا...الحديث) رواه الشيخان .
• أنّ الساعة لا تقوم حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب : كما قال في حديث أبي هريرة : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ لَعَلِّي أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَنْجُو ) رواه مسلم . وقال في حديث أبي هريرة : ( فَمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا ) رواه الشيخان .
• أنّ الساعة لا تقوم حتى يقاتل المسلمون اليهود : كما قال في حديث أبي هريرة : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا الْيَهُودَ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ وَرَاءَهُ الْيَهُودِيُّ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ )رواه الشيخان .
• أن الساعة لا تقوم حتى يتباهى الناس في المساجد : كما قال في حديث أنس : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي الْمَسَاجِدِ ) رواه أحمد وابن ماجة وابن حبان (صحيح) .
• كثرة المال : كما قال في حديث أبي هريرة : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ الْمَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ وَحَتَّى يَعْرِضَهُ فَيَقُولَ الَّذِي يَعْرِضُهُ عَلَيْهِ لَا أَرَبَ لِي ) رواه الشيخان.
• لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مُروجاً وأنهاراً : كما قال : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ ... الحديث ) وفيه ( وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا ) رواه مسلم .
• أن يكون أسعد الناس بالدنيا لُكَع : كما قال في حديث حذيفة : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ أَسْعَدَ النَّاسِ بِالدُّنْيَا لُكَعُ بْنُ لُكَعٍ ) رواه أحمد والترمذي (صحيح) .
• أن يتمنّى الرجل أنه مكان صاحب القبر : كما قال في حديث أبي هريرة : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ ) رواه الشيخان .
• أنّ الساعة لا تقوم إلا على شرار الناس : كما قال في حديث ابن مسعود : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ ) رواه مسلم .
• خروج نار من أرض الحجاز : كما قال في حديث أبي هريرة : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ تُضِيءُ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى ) رواه الشيخان .
• طواف نساء دوس على ذي الخلصة : كما قال في حديث أبي هريرة : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الْخَلَصَةِ ) رواه الشيخان . ذو الخلصة بتَبَالة .
• أن تأخذ هذه الأمة أخذ القرون قبلها : كما قال في حديث أبي هريرة : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي بِأَخْذِ الْقُرُونِ قَبْلَهَا شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَفَارِسَ وَالرُّومِ فَقَالَ وَمَنْ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ ) رواه البخاري .
• قتال الترك : كما قال في حديث أبي هريرة : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا التُّرْكَ صِغَارَ الْأَعْيُنِ حُمْرَ الْوُجُوهِ ذُلْفَ الْأُنُوفِ...الحديث ) رواه الشيخان .
• أن الساعة لا تقوم حتى لا يُقال في الأرض الله الله : كما قال في حديث أنس : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ اللَّهُ اللَّهُ ) رواه مسلم .
• أن الساعة لا تقوم حتى لا يُحج البيت : كما قال في حديث أبي سعيد : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُحَجَّ الْبَيْتُ ) رواه الحاكم (صحيح) .
• عبادة الأوثان ، وتلحق قبائل من أمته بالمشركين : كما قال في حديث ثوبان :
( وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ وَحَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي الْأَوْثَانَ ...الحديث ) رواه أبو داود و الترمذي و الحاكم (صحيح) .
• خروج القحطاني : كما قال في حديث أبي هريرة : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ ) رواه الشيخان .
• قتال الروم : كما جاء في حديث أبي هريرة ، وهو قوله : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنْ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتْ الرُّومُ خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ لَا وَاللَّهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ إِذْ صَاحَ فِيهِمْ الشَّيْطَانُ إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ فَيَخْرُجُونَ وَذَلِكَ بَاطِلٌ فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ إِذْ أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَّهُمْ فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ ) رواه مسلم .
• توسيد الأمر إلى غير أهله ، كما قال في حديث أبي هريرة : ( إِذَا وُسِّدَ الْأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ ) رواه البخاري .
• ومنها ما جاء في قوله في حديث أنس : ( إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ وَيَفْشُوَ الزِّنَا وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ وَيَذْهَبَ الرِّجَالُ وَتَبْقَى النِّسَاءُ حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً قَيِّمٌ وَاحِدٌ ) رواه الشيخان.
• أن يُلتمس العلم عند الأصاغر : كما قال في حديث أبي أمية الجمحي : ( إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَلْتَمِسَ الْعِلْمَ عِنْدَ الأَصَاغِرِ ) رواه الطبراني في الكبير (صحيح) .
• أن تُعبد اللّات والعزّى : ووفاة من في قلبه مثقال حبةٍ من خردلٍ من إيمان ، وبقاء من لا خير فيهم ، كما قال في حديث عائشة رضي الله عنها : ( لَا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى تُعْبَدَ اللَّاتُ وَالْعُزَّى فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ أَنَّ ذَلِكَ تَامًّا قَالَ إِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً فَتَوَفَّى كُلَّ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَيَبْقَى مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ فَيَرْجِعُونَ إِلَى دِينِ آبَائِهِمْ ) رواه مسلم .
• ومنها ما جاء في حديث أبي سعيد الخدري : وهو قوله : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ وَحَتَّى تُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعْلِهِ وَتُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ مِنْ بَعْدِهِ ) رواه أحمد والترمذي والحاكم (صحيح).
• مُلك جَهجَاه :كما قال في حديث أبي هريرة : ( لَا تَذْهَبُ الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْجَهْجَاهُ ) رواه مسلم .
• ومنها ما جاء في حديث عوف بن مالك الأشجعي أن النبي قال له : ( يَا عَوْفُ احْفَظْ خِلَالًا سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ إِحْدَاهُنَّ مَوْتِي قَالَ فَوَجَمْتُ عِنْدَهَا وَجْمَةً شَدِيدَةً فَقَالَ قُلْ إِحْدَى ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ثُمَّ دَاءٌ يَظْهَرُ فِيكُمْ يَسْتَشْهِدُ اللَّهُ بِهِ ذَرَارِيَّكُمْ وَأَنْفُسَكُمْ وَيُزَكِّي بِهِ أَعْمَالَكُمْ ثُمَّ تَكُونُ الْأَمْوَالُ فِيكُمْ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلَّ سَاخِطًا وَفِتْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ لَا يَبْقَى بَيْتُ مُسْلِمٍ إِلَّا دَخَلَتْهُ ثُمَّ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ هُدْنَةٌ فَيَغْدِرُونَ بِكُمْ فَيَسِيرُونَ إِلَيْكُمْ فِي ثَمَانِينَ غَايَةٍ تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا ) رواه ابن ماجة (صحيح) ورواه البخاري وفيه : ( ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ )
• ومنها فتنٌ مظلمة :كما قال في حديث أنس : ( تَكُونُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ أَقْوَامٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا ) رواه الترمذي (صحيح) .
• ومنها ما جاء في حديث حذيفة : وهو قوله : ( يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلَا صَلَاةٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي لَيْلَةٍ فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنْ النَّاسِ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ يَقُولُونَ أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَنَحْنُ نَقُولُهَا فَقَالَ لَهُ صِلَةُ مَا تُغْنِي عَنْهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا صَلَاةٌ وَلَا صِيَامٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ ثَلَاثًا كُلَّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ فَقَالَ يَا صِلَةُ تُنْجِيهِمْ مِنْ النَّارِ ثَلَاثًا ) رواه ابن ماجة والحاكم )صحيح) .
• ومنها ما جاء في حديث ذي مِخْبَر : أنّه قال : ( تُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا وَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِهِمْ فَتَسْلَمُونَ وَتَغْنَمُونَ ثُمَّ تَنْزِلُونَ بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ فَيَقُومُ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ الرُّومِ فَيَرْفَعُ الصَّلِيبَ وَيَقُولُ أَلَا غَلَبَ الصَّلِيبُ فَيَقُومُ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَيَقْتُلُهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ وَتَكُونُ الْمَلَاحِمُ فَيَجْتَمِعُونَ إِلَيْكُمْ فَيَأْتُونَكُمْ فِي ثَمَانِينَ غَايَةً مَعَ كُلِّ غَايَةٍ عَشْرَةُ آلَافٍ ) رواه أبو داود وابن ماجة وأحمد (صحيح) .
• ومنها ما جاء في حديث أبي هريرة : وهو قوله : ( سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ الرَّجُلُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ ) رواه أحمد وأبن ماجة والحاكم (صحيح) .
• أن الساعة تقوم والروم أكثر الناس : كما قال في حديث المستورد : ( تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرُّومُ أَكْثَرُ النَّاسِ ) رواه مسلم .
• ذهاب الصالحين وبقاء الحثالة : كما قال في حديث مرداس الأسلمي : ( يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ وَيَبْقَى حُثَالَةٌ كَحُثَالَةِ الشَّعِيرِ أَوْ التَّمْرِ لَا يُبَالِيهِمْ اللَّهُ بَالَةً ) رواه البخاري .
• خراب الكعبة ، كما قال في حديث أبي هريرة : ( يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنْ الْحَبَشَةِ ) رواه الشيخان .
• ومن أشراط الساعة ما قاله في حديث أنس : ( من أشراط الساعة الفحش والتفحش ، وقطيعة الأرحام ، وتخوين الأمين ، وائتمان الخائن ) رواه الطبراني في الأوسط (صحيح) .
• ومنها قوله في حديث أنس : ( من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا ، فيقال : لليلتين ، وأن تتخذ المساجد طرقا ، وأن يظهر موت الفجاءة ) رواه الطبراني في الأوسط (حسن) . وقال في حديث ابن مسعود : ( مِنِ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ انْتِفَاخُ الأَهِلَّةِ ) رواه الطبراني في الكبير .
• ومنها قوله في حديث أنس : (يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ) رواه الترمذي (صحيح) .
• ومنها قوله في حديث أبي هريرة : ( إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا...الحديث ) رواه الشيخان .
• تقارب الزمان : كما قال في حديث أنس : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ فَتَكُونُ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ وَتَكُونُ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ وَيَكُونُ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ وَتَكُونُ السَّاعَةُ كَالضَّرَمَةِ بِالنَّارِ ) رواه أحمد والترمذي (صحيح) .
• ومنها قوله في حديث عمرو بن تغلِب : ( إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَفْشُوَ الْمَالُ وَيَكْثُرَ وَتَفْشُوَ التِّجَارَةُ وَيَظْهَرَ الْعِلْمُ وَيَبِيعَ الرَّجُلُ الْبَيْعَ فَيَقُولَ لَا حَتَّى أَسْتَأْمِرَ تَاجِرَ بَنِي فُلَانٍ وَيُلْتَمَسَ فِي الْحَيِّ الْعَظِيمِ الْكَاتِبُ فَلَا يُوجَد ) رواه النسائي (صحيح) .
• ومنها أنّه ما من عام إلا والذي بعده شرّ منه ، كما قال في حديث أنس : ( مَا مِنْ عَامٍ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ ) رواه الترمذي والبخاري بنحوه .
ــــــــــ( أشراط الساعة الكبرى )ـــــــــــ
• قال في حديث ابن عمرو : ( الْآيَاتُ خَرَزَاتٌ مَنْظُومَاتٌ فِي سِلْكٍ فَإِنْ يُقْطَعْ السِّلْكُ يَتْبَعْ بَعْضُهَا بَعْضًا ) رواه أحمد والحاكم (صحيح) .
• لا تقوم الساعة حتى تكون عشر آيات ، هي كما قال في حديث حذيفة بن أسيد : (إنّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ حَتَّى تَكون عَشْرُ آيَاتٍ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَالدَّابَّةُ وَثَلَاثَةُ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَنَ تَسُوقُ النَّاسَ إلى المحشَرِ فَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا وَتَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا ) رواه مسلم . وقال في حديث أبي هريرة
بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا الدَّجَّالَ وَالدُّخَانَ وَدَابَّةَ الْأَرْضِ وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَأَمْرَ الْعَامَّةِ وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ ) رواه مسلم .
أول الآيات خروجاً
• طلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابة ، هما أول الآيات ، وهما متعاقبتان ، كما قال في حديث ابن عمر : ( إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى وَأَيُّهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالْأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيبًا ) رواه مسلم .
العلامات وانقطاع التوبة
• هذه الآيات الثلاث إذا خرجن لم تنفع التوبة أو زيادة الإيمان ، كما قال تعالى : يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا الآية [الأنعام:158]. وكما قال في حديث أبي هريرة : ( ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَالدَّجَّالُ وَدَابَّةُ الْأَرْضِ ) رواه مسلم .
من العلامات الكبرى
خروج المهدي
• جاء في حديث أبي سعيد الخدري قوله : ( يخرج في آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث ، وتخرج الأرض نباتها ، ويعطي المال صحاحا ، وتكثر الماشية وتعظم الأمة ، يعيش سبعا أو ثمانيا ) رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي .
• في حديث أبي هريرة قال : ( يخرج رجل يقال له : السفياني في عمق دمشق ، وعامة من يتبعه من كلب ، فيقتل حتى يبقر بطون النساء ، ويقتل الصبيان ، فتجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تَلْعَة ، ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني ، فيبعث إليه جندا من جنده فيهزمهم ، فيسير إليه السفياني بمن معه حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم ، فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم) رواه الحاكم وقال : هذه حديث صحيح الإسناد . [ قوله : لا يمنع ذَنَبَ تَلْعَةٍ : يعني لكثرتهم وانتشارهم وفسادهم ].
وهؤلاء الذين يُخسف بهم فيهم من ليس منهم ، فيُبعثون على نيّاتهم ، وقد قال في حديث أبي هريرة : ( يُبْعَثُ النَّاسُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ ) رواه أحمد (صحيح) .وفي حديث أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت :
( لَعَلَّ فِيهِمْ الْمُكْرَهُ قَالَ إِنَّهُمْ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ ) رواه الترمذي .
اسم المهدي
• المهدي يوافق اسمه اسم النبي ، واسم أبيه اسم أب النبي ، وهو من أهل بيته ، كما قال في حديث ابن مسعود : ( يَلِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَلِيَ ) رواه الترمذي (صحيح) . وفي حديث ابن مسعود : ( يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي ) رواه ابوداود (حسن) .
• وفي حديث ابن مسعود عند أبي داود : وقال سفيان ( أحد رواة الحديث ) يعني عن النبي :
( لَا تَذْهَبُ أَوْ لَا تَنْقَضِي الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي ) حسن .
نسب المهدي
المهدي من عترة النبي ، من ولد فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله ، كما قال في حديث أم سلمة رضي الله عنها : ( الْمَهْدِيُّ مِنْ عِتْرَتِي مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ ) رواه أبو داود وابن ماجة والحاكم (صحيح) .
صفات المهدي
• المهدي فيه صفات كما قال في حديث أبي سعيد : ( الْمَهْدِيُّ مِنِّي أَجْلَى الْجَبْهَةِ أَقْنَى الْأَنْفِ يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ ) رواه أبو داود والحاكم (حسن) .
• المهدي خليفة وهو في آخر الأمة ، ويحثي المال حثياً ولا يعدّه ، كما قال : ( يَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي خَلِيفَةٌ يَحْثِي الْمَالَ حَثْيًا لَا يَعُدُّهُ عَدَدًا ) رواه مسلم . وكما جاء في حديث أبي سعيد المتقدم.
• المهدي يُصلحه الله في ليلة ، كما قال في حديث علي : ( الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ يُصْلِحُهُ اللَّهُ فِي لَيْلَةٍ ) رواه أحمد وابن ماجة (حسن صحيح ) .
مدة بقاء المهدي
المهدي يخرج ويعيش خمساً (سنين) أو سبعاً أو تسعاً ، كما قال في حديث أبي سعيد : ( إِنَّ فِي أُمَّتِي الْمَهْدِيَّ يَخْرُجُ يَعِيشُ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا أَوْ تِسْعًا زَيْدٌ الشَّاكُّ قَالَ قُلْنَا وَمَا ذَاكَ قَالَ سِنِينَ قَالَ فَيَجِيءُ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَيَقُولُ يَا مَهْدِيُّ أَعْطِنِي أَعْطِنِي قَالَ فَيَحْثِي لَهُ فِي ثَوْبِهِ مَا اسْتَطَاعَ أَنْ يَحْمِلَهُ ) رواه الترمذي وابن ماجة (حسن) .
ومن العلامات الكبرى :
الخسف والمسخ والقذف
وهو كما يلي :
• هو في أمة النبي ، كما قال في حديث ابن عمرو : ( يَكُونُ فِي أُمَّتِي خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ) رواه أحمد والحاكم (صحيح) .
• في حديث عمران المسخ والخسف والقذف في أهل القَدَر ، كما قال : ( يَكُونُ فِي أُمَّتِي أَوْ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مَسْخٌ وَخَسْفٌ وَقَذْفٌ وَذَلِكَ فِي أَهْلِ الْقَدَرِ ) رواه ابن ماجة والترمذي (حسن) .
• هو في آخر الزمان كما قال في حديث سهل بن سعد : ( يكون في آخر الزمان الخسف والقذف والمسخ ) رواه ابن ماجة (صحيح) . وفي حديث عائشة رضي الله عنها : ( يَكُونُ فِي آخِرِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُول اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ قَالَ نَعَمْ إِذَا ظَهَرَ الْخُبْثُ...الحديث ) رواه الترمذي (صحيح) .
علامات وقوع الخسف والمسخ والقذف ؟
• يكون ذلك إذا ظهرت القَيْنات ، والمعازف ، وشُربت الخمور ، كما قال في حديث عمران بن حصين : ( فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَتَى ذَاكَ قَالَ إِذَا ظَهَرَتْ الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ وَشُرِبَتْ الْخُمُورُ ) رواه الترمذي (حسن).
ومن العلامات الكبرى :
خروج الدّابة
قال تعالى : وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ [النمل:82]. ومن ذلك :
• أنها أول الآيات خروجاً ، هي أو طلوع الشمس من مغربها ، وأنها تخرج على الناس وقت الضحى كما قال : ( إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى وَأَيُّهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالْأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيبًا ) رواه مسلم .
• أنّ الدابة إذا خرجت فلا ينفع نفساً إيمانُها لم تكن آمنت من قب