منتدى دير الزور
عزيزي الزائر الكريم .. زيارتك لنا أسعدتنا كثيراً .. و لكن لن تكتمل سعادتنا إلا بانضمامك لأسرتنا .. لذا نرجوا منك الضغط على زر التسجيل التالي من فضلك
واملىء حقول التسجيل ،ملاحة ضع بريد صحيحا لتفعيل عضويتك من بريدك الشخصي
بعد التسجيل تصلك رسالة بريدية على بريدك الشخصي تجد فيها تعليمات تفعيل العضوية
وشكرا
مع تحيات ادارة منتديات دير الزور
منتدى دير الزور
عزيزي الزائر الكريم .. زيارتك لنا أسعدتنا كثيراً .. و لكن لن تكتمل سعادتنا إلا بانضمامك لأسرتنا .. لذا نرجوا منك الضغط على زر التسجيل التالي من فضلك
واملىء حقول التسجيل ،ملاحة ضع بريد صحيحا لتفعيل عضويتك من بريدك الشخصي
بعد التسجيل تصلك رسالة بريدية على بريدك الشخصي تجد فيها تعليمات تفعيل العضوية
وشكرا
مع تحيات ادارة منتديات دير الزور
منتدى دير الزور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لا للظلم لا لسرقة أحلام الشعب السوري لا لسرقة خيرات الشعب السوري لا لسرقة عرق الشعب السوري لا لسرقة دماء الشعب السوري لا لحكم الأسرة الواحدة لا لآل الأسد الحرية لشعبنا العظيم و النصر لثورتنا المجيدة المصدر : منتديات دير الزور: https://2et2.yoo7.com
 
الرئيسيةمجلة الديرأحدث الصورالتسجيلدخولمجلة الديرزخرف نيمك الخاص بالفيس بوكأضف موقع

مساحة اعلانية
مساحة اعلانية Check Google Page Rank منتديات دير الزور 3 بيج رنك

 

 متن اليوم الآخر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : متن  اليوم الآخر   Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 32

متن  اليوم الآخر   Empty
مُساهمةموضوع: متن اليوم الآخر    متن  اليوم الآخر   Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 12:43 pm



[center]متن


اليوم الآخر







تأليف الفقير إلى ربه /


محمد بن شامي
شيبة



حفظه الله




بسم الله الرحمن الرحيم





أسماء اليوم الآخر والإيمان
به


الحمد
لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد : فهذا مختصر في الإيمان باليوم الآخر , وإذا سر العبد أن ينظر إلى يوم
القيامة كأنه رأي العين فليقرأ إذا الشمس كورت وإذا السماء انفطرت وإذا السماء
انشقت ,ولليوم الآخر أسماء فهو يوم القيامة ويوم الدين ويوم الجمع ويوم التغابن
ويوم الفتح ويوم الفصل والواقعة والصاخة والقارعة والطامة والحاقة والساعة والآخرة
ويوم الحسرة وغيرها وكل اسم يدل على ما يقع في ذلك اليوم أو على حالٍ من أحوال
الخلائق أو على عظمة شأنه وشدة أهواله , والإيمان به ركن من أركان الإيمان ومعناه
التصديق الجازم بمجيء يوم القيامة وما يكون فيه والحكمة منه والموت وما بعده وما
صح من علامات الساعة , ومن جحد اليوم الآخر أو شك في وقوعه فهو كافر الكفر الأكبر
فإنه آتٍ لا شك فيه , وهو يوم حق عسير على الكفار وقريب ولا تأتي الساعة إلا بغتة
ولا تقوم إلا في يوم الجمعة ومقداره خمسون ألف سنة وعلى المؤمنين كقدر ما بين
الظهر والعصر .






بعض ما يحصل في اليوم الآخر


ولا
يتكلم فيه أحد إلا بإذن الله وليس فيه ملك لأحد إلا لله وهو يوم عظيم فيه يندم
المعرض عن دين الله , وتدنو فيه الشمس من العباد فيكونون في العرق بقدر أعمالهم
منهم إلى كعبيه وإلى ركبتيه وإلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق , ولا يعلم متى
الساعة إلا الله وأما ساعة العبد فهي موته , ومن سأل عن موعد قيام الساعة فليقل له
: ويلك وما أعددت لها , وفي يوم القيامة مواقف فبعضها فيها سؤال تقرير وبعضها لا يسأل
فيها وفي بعضها لا يكتمون الله حديثا وفي بعضها يكذب المشركون وتعمى عليهم وتخفى
الحجة , والقيامة الصغرى هي موت العبد , وأما الكبرى فهي بعث الخلائق للجزاء.







العلامات الصغرى


وقد أخبر النبي r بكل
ما يكون من مقامه إلى قيام الساعة , ومع اقتراب الساعة يزداد الناس حرصاً على
الدنيا وبعداً من الله , ولساعة علامات صغرى منها أن عرى الإسلام تنقض عروة عروة
وأولهن نقضاً الحكم وآخرهن الصلاة ومنها كثرة الفتن كقطع الليل المظلم , وأن يقاتل
المسلمون قوماً نعالهم الشعر كأن وجوههم المجان المطرقة , ومسخ وخسف وقذف ,
واقتتال فئتين عظيمتين من المسلمين , وخروج دجالين كذابين قريب من ثلاثين , وإذا
ولدت الأمة ربتها وأن يحسر الفرات عن جبل من ذهب وأن يقاتل المسلمون اليهود فيقول
الحجر أو الشجر يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله , وحتى يتباهى الناس في المساجد
وكثرة المال وتعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً ويكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع
ويتمنى الرجل أنه مكان صاحب القبر ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس , وخروج نار
من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى وطواف نساء دوس على ذي الخلصة وأن تأخذ
الأمة بأخذ القرون قبلها وقتال الترك وحتى لا يقال في الأرض الله الله وحتى لا يحج
بالبيت وتلحق قبائل من أمة محمد
r
بالمشركين وتعبد الأوثان.






بعض العلامات الصغرى أيضاً


وخروج القحطاني فيسوق الناس بعصاه وقتال الروم
وتوسيد الأمر إلى غير أهله ورفع العلم وظهور
الجهل وفشوا الزنا وشرب الخمر وذهاب الرجال وبقاء النساء حتى يكون لخمسين امرأة
قيم واحد والتماس العلم عند الأصاغر وتعبد اللات والعزى ووفاة كل من في قلبه مثقال
حبة خردل من إيمان وبقاء من لا خير فيهم وتكلم السباع الإنس وتكلم الرجل عذبة سوطه
وشراك نعله وتخبره فخذه بما أحدث أهله من بعده وملك جهجاه وموت رسول الله
r وفتح بيت المقدس وكثرة المال وفتنة تدخل كل بيت مسلم وهدنة بين
المسلمين وبين بني الأصفر وموتان تأخذ في الناس كعقاص الغنم وفتن كقطع الليل
المظلم وأن الإسلام يدرس حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا صدقة ويسرى بالقرآن فلا يبقى في الأرض منه آية وصلح
المسلمين مع الروم وغدرهم بالمسلمين وتكون الملاحم ومجيء سنين خداعات يصدق فيها
الكاذب ويكذب الصادق ويؤتمن الخائن ويخون فيها الأمين وينطق الرويبضة (الرجل
التافة يتكلم في أمر العامة ) وتقوم الساعة والروم أكثر الناس ويذهب الصالحون
ويبقى الحثالة وخراب الكعبة والفحش والتفحش وقطيعة الأرحام وأن يرى الهلال فيقال
لليلتين وتتخذ المساجد طرقاً وظهور موت الفجأة ويكون الصابر على دينه كالقابض على
الجمر ولا تكاد رؤيا المسلم تكذب ويتقارب الزمان و فشوا التجارة والمال ويلتمس في
الحي العظيم الكاتب فلا يوجد وما من عامٍ ولا والذي بعده شرٌ منه.






من العلامات الصغرى
(المـــــــــــهدي)


وخروج المهدي فيعطي المال صحاحاً وتكثر الماشية
في عهده وتعظم الأمة , يعيش سبعاً أو ثمانياً وهو من أهل بيت رسول الله
r يواطئ اسمه اسم النبي r واسم
أبيه اسم أبي النبي
r من عترة النبي r من
ولد فاطمة أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً
و يحثى المال حثياً ولا يعده ويصلحه الله في ليلة وخروج السفياني في عمق دمشق
فيقتل ويسير إلى المهدي فيخسف به ومن معه في البيداء .






أشراط الساعة الكبرى


وأما
علامات الساعة (أشراطها) الكبرى فهي عشر ومنها ثلاث إذا خرجت لم تنفع التوبة أو
زيادة الإيمان (طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض) وأول الآيات طلوع الشمس
من مغربها وخروج الدابة فأيهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريباً , وهذه
الآيات العشر يتبع بعضها بعضاً , فالخسف ثلاثة في المشرق والمغرب وجزيرة العرب
ويكون في آخر الزمان الخسف والقذف والمسخ ويكون في أهل القدر في هذه الأمة (أمة
محمد
r ) وذلك إذا ظهر الخبث وظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور , وأما
الدابة فهي تخرج على الناس ضحى (تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) وتسم
الناس على خراطيمهم , ومن العلامات الكبرى خروج نار من اليمن من المشرق وهي تخرج
من قعر عدن من حضر موت تسوق الناس إلى المحشر , ومنها الدخان وطلوع الشمس من
مغربها فإذا رآها الناس آمنوا أجمعون ولا ينفعهم ذلك.






من العلامات الكبرى (خروج
يأجوج ومأجوج)


ومنها
خروج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون وخروجهم شر وقد فتح من ردم يأجوج ومأجوج
كالحلقة بالإبهام والتي تليها وهم كثير ويبعث الله عليهم نغفاً في أقفائهم فيقتلهم
وسيحج البيت ويعتمر بعد خروجهم.






الدجــــــــــــــــــــــــــــال


ومن العلامات الدجال ويطأ الأرض إلا مكة
والمدينة فعلى أنقابها ملائكة بالسيوف ولا يظهر على بيت المقدس وهو موجود في جزيرة
في البحر ويتبعه من يهود اصبهان سبعون ألفاً ويقتله عيسى بباب لد ويفر الناس منه
في الجبال وفتنته أعظم فتنة وهو كافر وما من نبي إلا حذر أمته منه ومعه جنة
ونار ـــــــ فالنار ماء بارد وأما الماء
فنار تحرق , ومن دخل نهر الدجال وجب وزره وحط أجره ومن وقع في ناره وجب أجره وحط
وزره , ويخرج الدجال من غضبة يغضبها من أرض المشرق يقال لها خراسان وأعظم الناس
شهادة عند الله هو رجل مؤمن يكذب الدجال فيأمر به فينشر قطعتين ثم يقول له قم
أتؤمن بي فيقول : ما ازددت فيك إلا بصيرة فيأخذه ليذبحه فلا يستطيع فيقذف به في
ناره وإنما ألقي في الجنة , والدجال أعور العين اليمنى ولا يولد له وقد كان عمر
يظن أن ابن صياد هو الدجال ويشرع للمؤمن ان يحفظ عشر آيات من أول الكهف ليعصم من
الدجال وأن يستعيذ بالله من فتنته قبل السلام من الصلاة وفي غير الصلاة فإذا خرج
فلينأ عنه ولا يأتيه وليقرأ عليه فواتح سورة الكهف وإن أحضر عنده فليدخل ناره فهي
ماء بارد وليكذبه وإن رأى أنه أحيا أباه وأمه فليعلم أنهما ليسا أبويه وإنما هما
شيطانان.






نزول عيسى عليه السلام


ومن العلامات : نزول عيسى عليه السلام وليس بينه
وبين محمد
r نبي وهو رجل مربوع إلى الحمرة والبياض بين ممصرتين كأن رأسه يقطر
ونزوله عند المنارة البيضاء شرقي دمشق فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويهلك
الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ويمكث في الأرض أربعين سنة ثم يتوفى ويصلي
عليه المسلمون , وينزل واضعاً كفيه على أجنحة ملكين ولا يحل لكافر يجد ريح عيسى
إلا مات وعندما ينزل وإمام المسلمين من هذه الأمة فيهم في صلاة الصبح فيتأخر فيقول
له عيسى تقدم فصل فيصلي بالناس وعيسى يقتل الدجال بباب لد الشرقي وفي زمان عيسى
يفيض المال ويحكم بالعدل وتترك القلاص وتذهب الشحناء والتحاسد وتنزع حمة كل ذي حمة
حتى يدخل الوليد يده في فيّ الحية فلا تضره وتفر الوليدة الأسد ويكون الذئب في
الغنم وتكون الكلمة واحدة فلا يعبد إلا الله وتسلب قريش ملكها وترخص الفرس لأنها
لا تركب ويغلوا الثور لأن الأرض تحرث كلها ويحرز الله عصابته من النار هما عصابة
تغزوا الهند وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم عليهما السلام .






المــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوت
والاستعداد له


ومما
يدخل في الإيمان باليوم الآخر : الإيمان بالموت وهو مفارقة الروح الجسد وهو متحتم
على كل نفس وقد وكل به ملك الموت وكل له أجل محدود لا يزيد ولا ينقص وقد علم الله
ذلك كله ولا اطلاع لنا على ذلك الأجل , فليتذكر العبد الموت وليستعد له بالمبادرة
إلى الصالحات قبل علامات القيامة وقبل الفتن وقبل انتشار الذنوب وقبل أن يحول دون
سهولة المبادرة والصدقة والنفقة في وجوه الخير قبل الموت بالاجتهاد في حسن الخاتمة
واغتنام الصحة والفراغ والخمس في العمل الصالح وتربية الأولاد على الصلاح والصدقة
بالثلث عند الوفاة فأجل العبد محيط به ويقطع أمله و ليستجب العبد لله في كل لحظة
ولا يضيع عمره.






القبر وما فيه


ونثبت سؤال القبر وفتنته فيسأله الملكان منكر
ونكير والقبر أول منازل الآخرة ونعيمه حق وعذابه حق على الكافر وعلى بعض العصاة
ولا يسمع عذاب القبر الثقلان ويسمع الميت قرع النعال وتقول الجنازة الصالحة قدموني وتقول غير
الصالحة ياويلها أين تذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ,والميت يعذب في
قبره بما نيح عليه, ومن أسباب عذاب القبر
الكذب وعدم العمل بالقران والزنا وعدم التنزه من البول والنميمة وأكل الربا ومما
يدفع عن المؤمن عذاب القبر الصلاة والزكاة والصوم وفعل الخيرات والمعروف والإحسان
إلى الناس ,ويشرع للعبد أن يستعيذ بالله من عذاب القبر قبل السلام من الصلاة وأن
يعلم إخوانه المسلمين والاستعاذة من فتنة القبر والدعاء للميت أن يعيذه الله من
عذاب القبر ,والحياة البرزخية في القبور أو لمن أكلته السباع أو غرق أو غيرهم لا
يعلمها إلا الله فهو الذي يعلمها على التفصيل وهناك من لا يعذب ولا يفتن في قبره
ومنهم : من يقتله بطنه والشهيد ومن مات يوم الجمعة أو ليلتها . وأرواح الشهداء في جوف طير خضر تسرح في الجنة
وأما المؤمن فنسمته طائر في شجر الجنة.







ما يُستثنى من
الفنـــــــــــــــــــاء


وكل
شيء يفنى ويبقى وجه ربك لكن هناك ما هو مستثنى من الفناء ومن ذلك عجب الذنب
والأرواح للمؤمنين وغيرهم وثواب الأعمال والجنة والنار وأجساد الأنبياء والعرش
والكرسي وكل ما خلق للبقاء فهو باق بإبقاء الله له لا بنفسه ,ومن الإيمان الإيمان
بلقاء الله فمن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن جحد لقاء الله وكذب به فقد خسر ,
والموت هو قبل لقاء الله وقد فسر لقاء الله في حديث عائشة رضي الله عنها.






النفخ في الصور


ومن
الإيمان باليوم الآخر الإيمان بالنفخ في الصور وهو قرن ينفخ فيه وصاحب الصور مستعد
للنفخ فيه فليقل المسلم حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا وهي نفختان (الفزع
والصعق) و بها إماتة الأحياء وهلاك العالم و(نفخة البعث والنشور) وبينها أربعون
وتكون نفخة الصعق والبعث يوم الجمعة ,ومن الإيمان الإيمان بالبعث بإخراج الموتى من
قبورهم أحياء وسوقهم إلى موقف الجمع لمجازاتهم وبعد النفخة الأولى ينزل الله ماء
تنبت منه الأجساد كالبقل ثم ينفخ النفخة الثانية فتطير الأرواح إلى الأجساد
فيخرجون إلى ربهم ينسلون وأول من يرفع رأسه بعد النفخة الآخرة هو محمد صلى الله
عليه وسلم فإذا هو بموسى اخذ بقائمة العرش"ويبعث كل عبد على ما مات عليه وعلى
نياتهم " ومن الاستدلال على البعث بإحياء الأرض بالمطر بعد موتها وببدأ الخلق
على إعادته وإحياء بعض الأموات في الدنيا كقتيل بني إسرائيل بعد ضربه ببعض البقرة
وبأن الله يخرج الشيء من ضده وبقدرة الله تعالى على خلق السماوات والأرض ومن أنكر
البعث فهو مكذب لله كافر الكفر الأكبر ,ومما يكون يوم القيامة الحشر وهو جمع
الخلائق للحساب والفصل بينهم ,ويحشر الناس
حفاة عراة غير مختونين ليس معهم شيء ويعرقون حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعا.






الحشـــــــــــــــــــــــــــــــــــر


ويحشر
الناس على نياتهم وأول ما يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه السلام ويحشر الناس يوم
القيامة على أرض بيضاء كقرصة النقي ليس فيها معلم لأحد , ويحشر الكفار على وجوههم
عطاشا ويحشر المتكبرون أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان فيساقون
إلى سجن بولس , ويحشر المتقون مكرمين , ويظل الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله سبعة :
إمام عادل وشاب في عبادة الله نشأ ورجل قلبه معلق بالمسجد ورجلان تحابا في الله
ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها
ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عينيه , ويوم القيامة
يقبض الله الأرض ويطوي السماء
وتكون الأرض خبزه واحدة نزلا لأهل الجنة ,والحشر قبل الموت وبعده ومن
أنواعه بعد الموت حشر الخلائق وحشر الوحوش وحشر المجرمين زرق العيون من هول الموقف
وحشر الظالمين وأمثالهم وحشر من كل أمة وحشر من جماعة من المكذبين.






العرض
والحســــــــــــــــــــــاب


ومما يدخل في اليوم الآخر عرض الخلائق على ربهم
لا يخفى عليه منهم شيء وكما خلقهم أول مرة والحساب هو العد والإحصاء وحساب
المؤمنين بعد معاصيهم عليهم وتقريرهم بها وسترها ومغفرتها لهم ,وأما الكافر فينادى
على رؤوس الأشهاد "هولاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على
الكاذبين" والحساب قسمان : الأول :حساب يسير وهو العرض فيشرع للعبد أن يدعو
اللهم حاسبني حسابا يسيرا. الثاني: حساب مناقشة وهو الذي يعذب صاحبه .وسبعون ألفا
لا يحاسبون ومع كل ألف سبعون ألفا وهم لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى
ربهم يتوكلون ,وأول من يحاسب من الأمم هذه الأمة ," ويسأل العبد عن عمره فيما
أفناه ,وعن علمه ماذا عمل به ,وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ,وعن جسمه فيما
أبلاه " وأول ما يحاسب عليه العبد من حقوق الله الصلاة وأول ما يقضى بين
الناس في الدماء .






أنواع الذنوب


والذنوب
منها الظلم وهو ثلاثة :ظلم لا يغفره الله وهو(الشرك) وظلم يغفره الله وهو ظلم العباد أنفسهم بينهم وبين الله ,وظلم
لا يتركه الله وهو ظلم العباد بعضهم بعضا . وأداء الحقوق أنواع : منها القصاص
للبهائم لبعضها من بعض ,ومنها حقوق العباد غير البهائم فهو بالحسنات والسيئات ومنه
بالقصاص ومنه بالمقاصة ,وفي يوم القيامة تبرأ الناس بعضهم من بعض ولا يسأل صديق
صديقه بل يفر المرء من أهله وتذل الوجوه لله وحده ولا تكلم نفس إلا بإذن الله ولا
يتكلم إلا الرسل ويجد العباد ما عملوه حاضرا من صغير وكبير ويؤتى بكتاب الأعمال
"ووضع الكتاب" فليحذر العبد من
الذنوب ومن محقراتها,ويوم القيامة يغفر
الله لناس من المسلمين ذنوبهم ويضعها على اليهود
والنصارى ,ويفدي المؤمن من هذه الأمة بالكافر فيكون فكاكه من النار.






بعض ما يحصل يوم القيامة


وفي
يوم القيامة تشرق الأرض بنور ربها ويؤتى بالنبيين والشهداء فالله شهيد على عباده لا
يخفى عليه منهم شيء ومحمد صلى الله عليه وسلم وأمته يشهدون أن الرسل بلغوا أممهم
ومحمد صلى الله عليه وسلم شهيد على أمته والملائكة الحفظة تشهد على أعمال العباد
ويشهد الإنسان الكافر على نفسه "وشهدوا على أنفسهم " وتحدث الأرض
أخبارها وتشهد أعضاء العبد وجوارحه ,ويشهد للمؤذن كل من سمعه من الجن والإنس
والشجر والحجر ,وكل رسول يكون شهيدا على أمته, وليحذر العبد من الغدر فإن صاحبه
يفضح فيكون له لواء عند إسته يوم القيامة ,وأما نشر الصحف ففتحها وتناولها فقسم
يعطى كتاب حسناته بيمينه فيحاسب حسابا يسيرا ويرجع إلى أهله مسرورا , وقسم يعطى
كتابه بشماله من وراء ظهره وهو الهالك.






الميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزان
والصراط


وأما
الميزان فهو حقيقي بل هي موازين بالعدل وإن كان مثقال ذرة ففد توزن الأعمال وقد
توزن صحائف الأعمال وقد يوزن العامل نفسه فمن رجحت حسناته دخل الجنة ومن رجحت
سيئاته استحق النار إلا أن يعفو الله عنه أو يشفع فيه الشفعاء وأما من تساوت حسناته
وسيئاته فهم من أهل الأعراف بين الجنة والنار فيؤخر أمرهم ثم يدخلون الجنة
بالشفاعة أو بعفو الله وأما الكفار فلا يقام لهم وزن يوم القيامة ,والصراط جسر
ينصب على متن جهنم عليه حسك كشوك السعدان ثم
يستجيز الناس وهو أدق من الشعرة
وأحد من السيف مدحضة مزلة عليه خطاطيف وكلاليب وحسكه مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون
بنجد يقال لها السعدان , فيرد الناس النار ثم يصدرون منها بأعمالهم فناج مسلم وناج
مخدوش ومكدوس في النار , فأول من يصدر كلمح البرق ثم كالريح ثم كحضر الفرس ثم
كالراكب في رحله ثم كشد الرجل ثم كمشيه ومنهم كالطرف وكأجاويد الخيل والركاب حتى
يمر أخرهم يسحب سحبا والكلاليب لا يعلم قدر عظمها إلا الله تخطف الناس بأعمالهم
,وأول من يجيز بعد ضرب الصراط محمد صلى الله عليه وسلم وأمته ,والذين يمرون على
الصراط قد أعطي كل إنسان نورا من المؤمنين والمنافقين ثم يطفأ نور المنافقين وينجو
المؤمنون أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر ونورهم على قدر أعمالهم منهم نوره
كالجبل وأدناهم نوره على إبهامه يطفئ مرة ويوقد أخرى وأعمالهم تجري بهم
والنبي صلى الله عليه وسلم قائم على الصراط يقول رب سلم سلم ثم يصدرون عن الصراط
بأعمالهم وتقوم الرحم والأمانة جنبتي الصراط يمينا وشمالا ,فإذا خلص المؤمنون من
النار حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار فيتقاصون مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى
إذا نقوا وهذبوا أذن لهم بدخول الجنة ومن لم تبلغهم الدعوة فإنهم يحتجون يوم
القيامة وهم أربعة رجل أصم لا يسمع شيئا ورجل أحمق ورجل هرم ورجل مات في فترة
فيأخذ الله مواثيقهم ليطيعنه فيرسل إليهم أن ادخلوا النار فمن دخلها كانت عليه
بردا وسلاما ومن لم يدخلها يسحب إليها.






الحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوض


ولكل نبي حوض ولكنه صلى الله عليه وسلم يرجو أن
يكون حوضه أكثرهم واردة ومنبر النبي صلى الله عليه وسلم على حوضه وحوض النبي صلى الله
عليه وسلم ما بين ناحيتيه كما بين صنعاء والمدينة أو مابين أيلة وصنعاء وأبعد من
أيلة من عدن وهو مسيرة شهر وزواياه سواء فيه أباريق كعدد نجوم السماء أو أكثر ويشخب فيه ميزابان من الجنة أشد
بياضا من اللبن وأحلى من العسل يغت فيه ميزابان يمدانه من الجنة أحدهما من ذهب والآخر
من ورق فيه أباريق الذهب والفضة وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء من شرب
منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا والنبي صلى الله عليه وسلم فرط أمته على الحوض وأول
الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين, ويكون النبي صلى الله عليه وسلم بعقر حوضه يذود
الناس لأهل اليمن ويختلج رجال يعرفهم النبي صلى الله عليه وسلم فيقول أصحابي فيقال
:إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك (إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى) ويعرف النبي
صلى الله عليه وسلم أمته لورودهم عليه غرا محجلين من أثار الوضوء ,ويرد على حوض
النبي صلى الله عليه وسلم كثير حتى أن سبع مائة أو ثمانمائة ما هي بجزء من مائة ألف
جزء ممن يرد على النبي صلى الله عليه وسلم الحوض وأمر النبي صلى الله عليه وسلم
الأنصار بالصبر على الأثرة بعده حتى يلقوه على الحوض.







الكـــــــــــــــــــــــــــوثـــــــــــــــــر


والكوثر
نهر وعد الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم إياه هو حوض ترد عليه أمته يوم
القيامة حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف وطينته المسك وآنيته عدد الكواكب وهو نهر في
الجنة حافتاه من ذهب ومجراه من الدر
والياقوت تربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأشد بياضا من الثلج وأشد بياضا
من اللبن فيه طير أعناقها كأعناق الجزر أكلتها أنعم منها وحافتاه خيام اللؤلؤ يجري
ماؤه في مسك أذفر.






النبي r إمام النبيين والشفاعة


ويكون
النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم وبيده
لواء الحمد وما من نبي من ادم فمن سواه إلا تحت لوائه صلى الله عليه وسلم وهو صلى
الله عليه وسلم أول من تنشق عنه الأرض وأول شافع وأول مشفع والشفاعة المثبتة هي
بإذن الله للشافع ورضاه عنهما وأما المنفية فهي الشفاعة للمشركين أو ما يتوهم
المشركون أن آلهتهم تشفع لهم عند الله أو ما كانت بغير إذن الله ورضاه والشفاعة
أنواع وأولها الشفاعة العظمى في أهل الموقف وهي من المقام المحمود فيشفع صلوات
الله وسلامه عليه ليقضى بين الخلق فيبعثه الله مقاما محمودا يحمده أهل الجمع كلهم
ومن الشفاعة استفتاح باب الجنة ودخولها وهي خاصة به صلى الله عليه وسلم دون غيره فيفتح له باب
الجنة ولا يفتح لأحد قبله صلى الله عليه وسلم ومن الشفاعة في من لا حساب عليهم من
أمته صلى الله عليه وسلم فيشفع أن يدخلوا الجنة نسأل الله من فضله ومن الشفاعة في
قوم من عصاة الموحدين دخلوا النار فيخرجهم صلى الله عليه وسلم من النار ويدخلهم
الجنة وهي شفاعته لأهل الكبائر من أمته صلى الله عليه وسلم ومن الشفاعة شفاعته صلى
الله عليه وسلم في عمه أبي طالب ليخفف عنه العذاب وهو أهون أهل النار عذابا ولا
يخرج منها , وهناك شفاعات ليست خاصة به صلى الله عليه وسلم ومنها : الشفاعة في أهل
الأعراف (تساوت حسناتهم وسيئاتهم) والشفاعة في قوم استوجبوا النار أن لا يدخلوها
,والشفاعة في رفع الدرجات في الجنة فتكون
له صلى الله عليه وسلم ولغيره من الأنبياء والرسل والشهداء والصالحين ولكن لرسول
الله صلى الله عليه وسلم أوفر النصيب منها .







شفاعة الرسل والمؤمنين
وشفاعة الله


ويشفع
يوم القيامة الأنبياء والرسل والمؤمنون والملائكة والأفراط ,ويشفع الله عز وجل
ويشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته ويشفع القران والصيام ويدخل الجنة بشفاعة رجل
من أمته صلى الله عليه وسلم أكثر من بني تميم ,وقد خير صلى الله عليه وسلم بين أن
يدخل نصف أمته الجنة وبين الشفاعة فاختار الشفاعة ,ولكل نبي دعوة مستجابة تعجلها
وقد اختبأ صلى الله عليه وسلم دعوته شفاعة لأمته يوم القيامة فهي نائلة من مات لا
يشرك بالله شيئا وقد وعد الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يدخل من أمته
الجنة سبعين ألفا بغير حساب ولا عذاب ومع
كل ألف سبعون ألفا وثلاث حثيات من حثياته .






الجنة والنار


والحنة والنار حق لا شك فيهما والجنة
دار أولياء الله والنار دار أعداء الله وهما موجودتان الآن ومعدتان لأهلها وباقيتان بإبقاء الله لهما فلا تفنيان ولا يفنى
أهلها ولا يموتون ونعيم أهل الجنة أبدي متجدد وعذاب أهل النار (الذين هم أهلها)
سرمدي لا يخفف ولا ينقضي ولا يؤخر ,وأهل النار الذين هم أهلها ماهم بخارجين منها
وإنما يخرج عصاة الموحدين بالشفاعة ,وأهل الجنة يرون ربهم وأهل الجنة عشرون ومائة
صف ثمانون منها من هذه الأمة وأربعون من سائر الأمم وللجنة ثمانية أبواب منها باب
الريان يدخل منه الصائمون والجنة مائة درجة والفردوس أعلاها وأوسطها وبناء الجنة
لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها المسك الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وتربتها
الزعفران من دخلها ينعم لا يبأس ويخلد لا يموت لا تبلى ثيابهم ولا يفنى
شبابهم والجنان جنتان من فضة آنيتهما وما
فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وفي الجنة أنهار من ماء غير آسن وأنهار من
لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ثم تشقق الأنهار
بعد , وفي الجنة مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر , وما بين مصراعين
من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر أو
مابين مكة وبصرى أو مسيرة أربعين سنة وسيأتي عليه يوم وإنه لكظيظ ,وموضع سوط في
الجنة خير من الدنيا وما فيها ,وما في الجنة من شجرة إلا وساقها من ذهب ,وفي الجنة
شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا تقطعها وطوبى شجرة في الجنة مسيرة مائة عام
ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها وفي الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلا في
كل زاوية منها ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمن وهذه الخيمة طولها في السماء
ستون ميلا.






تربة الجنة
ونساؤها وبعض ما فيها


وتربة الجنة درمكة بيضاء مسك خالص وفي الجنة
قطوف موجودة الآن ,ونساء أهل الجنة من الحور العين وكلهن مطهرات أبكار على سن
واحدة فيهن قاصرات الطرف وفيهن مقصورات الطرف لم يطمثن ,ويعطى المؤمن في الجماع
قوة مائة ,وأهل الجنة أبناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين سنة جرد مرد مكحلون وهم على
السرر المصفوفة والزرابي المبثوثة والفرش المرفوعة يطوف عليهم الولدان بالأكواب
والأباريق والخمر البيضاء اللذيذة فلا تصدع الرأس ولا تؤلم في البطن ,ولأهل الجنة
كل ما يشتهون ويلذون ويطلبون ولهم فيها لحم طير مما يشتهون والفواكه الكثيرة والحدائق
والأعناب والحور الكواعب ولا يسمعون في الجنة كذبا ولا لغوا وإنما سلاما سلاما وفي
الجنة لأهلها سدر مخضود وطلح منضود وضل ممدود وماء مسكوب ,وأول زمرة تدخل الجنة
على صورة القمر ليلة البدر ,والذين على أثرهم كأشد كوكب إضاءة قلوبهم على قلب رجل
واحد لااختلاف بينهم ولا تباغض الكل منهم قد أوتي زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء
لحمها من الحسن يسبحون الله بكرة وعشيا وهم يأكلون ويشربون ولا يبولون ولا يتغوطون
ولا يسقمون ولا يمتخطون ولا يبصقون ,ولكن لهم جشاء ورشح كريح المسك يلهمون التسبيح
والتحميد كما يلهمون النفس ,وآنيتهم الذهب والفضة وأمشاطهم الذهب ومجامرهم الألوة
,ويحل الله رضوانه على أهل الجنة , وسيدخل الجنة سبعون ألفا من هذه الأمة أو
سبعمائة ألف متماسكين آخذ بعضهم ببعض حتى يدخل أولهم وآخرهم الجنة وجوههم على ضوء القمر
ليلة البدر, والنبي في الجنة والشهيد في الجنة والمولود في الجنة والوئيد في الجنة
,والنوم أخو الموت ولا يموت أهل الجنة ,وأهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما
يتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم.






لأهل الجنة ما
يشتهون وبعض ما في الجنة


ومن دخل الجنة فله ما يشتهي حتى لو
اشتهى الولد وأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة يصبغ صبغة في الجنة فيقول ما
مر بي بؤس قط ,وفي الجنة سوق يأتونها كل جمعة فإذا عادوا إلى أهليهم كانوا قد ازدادوا
وازداد أهلهم حسنا وجمالا , ويستأذن رجل من أهل الجنة في الزرع فيبذر فيبادر الطرف
أمثال الجبال ,وأول طعام يأكله أهل الجنة زيادة كبد الحوت ,ويبقى من الجنة ما شاء
الله فينشئ الله لها خلقا مما يشاء وأعلا أهل الجنة منزلة هم اللذين أراد الله غرس كرامتهم بيده وختم عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم
يخطر على قلب بشر ,وأدنى أهل الجنة منزلة رجل يجيء بعدما أدخل أهل الجنة الجنة
فيقال له :أترضى أن يكون لك مثل مُلكِ مَلِكٍ من ملوك الدنيا فيقول: رضيت فيقال له :هذا لك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت
نفسك ولذت عينك "وأخر أهل النار خروجا يخرج منها حبوا فيدخل الجنة ويقال له
فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها .






نار
جهنم


" وأما نار جهنم فهي بعيدة القرار
فالصخرة العظيمة تهوي فيها سبعين عاما وما تفضي إلى قرارها ,ونارنا جزء واحد من
سبعين جزء كلهن مثل حَرها ولولا أنها أطفئت بالماء مرتين ما انتفعنا بها ,ونار
جهنم أكل بعضها بعضا واشتكت إلى ربها من ذلك فأذن لها بنفسين في الصيف نفس وفي
الشتاء نفس ,وطعام أهل النار الزقوم لو قطرت في الدنيا قطرة منه لأفسد على أهل
الدنيا معايشهم ,وجهنم تطلب المزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه ,






الكافر
في النار ومن يعذب فيها


وأنعم أهل الدنيا من أهل النار يصبغ في النار
صبغة ويقال له : هل رأيت خيرا قط فيقول : لا والله ,وضرس الكافر أو نابه مثل أحد
وغلظ جلده مسيرة ثلاث وفخذه مثل البيضاء
ومقعده من النار مسيرة ثلاث مثل الربذة وما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب
المسرع , والذي أمشى الناس على أقدامهم قادر أن يمشي أهل النار على وجوههم , وممن
يعذب في النار من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم إلى حجزته ومنهم إلى عنقه وأهل
النار يبكون ثم يبكون الدم ,وأهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا
يحيون ,






الاستعداد
للموت والآخرة


فليستعد العبد لموته بكل عمل صالح ليكون
من الأكياس ,وإذا حضر المحتضر فمات فليعلم أنه سيمر بهذه المرحلة وليبادر بالأعمال
الصالحة وليتصدق مما رزقه الله في وجوه الخير قبل موته وليتذكر يوم القيامة
وليتعلم العلم الشرعي وليذكر الناس بالقيامة وأهوالها وما فيها من نعيم وعذاب
,وليخش يوم القيامة وليجتهد في أعمال الخير التي يكون بها في الظل يوم القيامة
,وليستعذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة وليحرص على كل ما يقربه إلى الله وإلى دخول الجنة ,وليبتعد عن كل ما
يقرب إلى النار وليسارع مستمرا إلى مغفرة الله والجنة وليصبر على المكاره فإن
الجنة حفت بها وليجتهد أن يكون من السبعين ألفا وعلى الأعمال التي ترفع بها الدرجات في الجنة ككفالة اليتيم وليبن له
بيتا إن تيسر (مسجد)وليسأل الله الفردوس وليغرس له غرسا في الجنة ونخلا في الجنة
بالتسبيح والتهليل والحمد والتكبير وليهرب من النار وليدع الله أن يصرف عنه عذاب
النار وليحذر من الذنوب صغيرها وكبيرها وليتذكر النار في الصيف والشتاء فيعمل على
اتقاءها وليتجنب شرب السم حتى لا يقتل
نفسه أو يضر بها وليجعل له وقاية من عذاب الله ومن ذلك الصوم والصدقة وليحرص على
فعل كل ما يمنع عنه العذاب ويدخله الجنة ومن ذلك (سورة تبارك) ولينظر إلى النار
التي عنده في مطبخه وغيره فيتذكر نار جهنم وليسأل الله أن يقيه عذابه ومن ذلك عند نومه وليثقل ميزانه بالإكثار من
الحسنات والهم بها و ليتطلب كل عمل تحل له
به الشفاعة ومن ذلك الدعاء المأثور بعد الأذان وليقرأ القران والبقرة وال عمران
ليشفع له القران وتحاج عنه تلك السور ,وليغتنم عمره في طاعة ربه هاربا ببدنه من
الفتن وليجالس العلماء الربانيين ليستفد منهم وليلازم الاستغفار والتوبة قبل
الغرغرة وليعتن بالقران تلاوة وحفظا وعملا وليتذكر الآخرة بزيارة القبور ولينظر
ماذا قدم لآخرته (لغد) وليعلم أن مصيره إلى ربه وأنه مجازيه وليحب الله ورسوله صلى
الله عليه وسلم عاملا بشرعه (ليكون مع من أحب) وليحفظ ما بين لحييه (لسانه) وليحفظ
مابين رجليه(فرجه) وليبتعد عن مسألة الناس






بعض
الذنوب التي يفضح أصحابها وغيرها


وليحذر من الذنوب كلها ومنها الربا ومن الذنوب التي يفضح أصحابها كالغدر ومن
الشرك والسحر والتصوير والظلم وليحذر من كل ما يغضب الله عز وجل وليسأل الله أن
يصلح له دينه ودنياه وآخرته وليسال الله الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل
وليستعذ بالله من النار وما قرب إليها من قول وعمل ,وليحذر البغي وقطيعة الرحم
وليذكر الله في كل ساعة وليحذر من شرب الخمر وليجتهد في طاعة الله في كل وقت ,
وليحرص أن يستمر له الأجر بعد موته فيسن السنة الحسنة وليحذر من السنة السيئة
وليجتهد في جعل صدقة جارية له أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له وليسأل الله
الجنة ثلاث مرات وليستجر بالله من النار ثلاث مرات وليطلب منازل الشهداء وليجعل الآخرة
همه وليحقق لا إله إلا الله في قلبه وقوله وعمله وليتخلق بالأخلاق الحسنة وليعدل
في حكمه وليملأ صحيفته بكثرة الاستغفار وليسأل الله أن يقيم له من طاعته ما يبلغه
به جنته ولا يجعل الدنيا أكبر همه ولا مبلغ علمه وليسأل الله لذة النظر إلى وجهه
الكريم في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة وليحفظ جوارحه عن الذنوب حتى لا تعذب
ولينظر إلى الآخرة أنها خير وأبقى وليحتسب كل عمل وقول وحركة ونية لوجه الله طالبا
ثواب الله في الدار الآخرة وليستعد للقبر وإذا رأى الجنازة فليعتبر وليعتذر إلى
الله بالتوبة والإنابة وليستزد من الأعمال الصالحة وليهم بإصلاح عمله وليحرص على
الاستعاذة بالله من أربع قبل سلامه من صلاته "من عذاب جهنم وعذاب القبر وفتنة
المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال" ولا يحرص على الدنيا ولا ينزعج
إذا فاته منها ما فاته بل يجعل الآخرة نصب عينيه ويأخذ من الدنيا ما قسم له
بقناعة.






والله الموفق


























[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : متن  اليوم الآخر   Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 32

متن  اليوم الآخر   Empty
مُساهمةموضوع: رد: متن اليوم الآخر    متن  اليوم الآخر   Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 3:27 pm

التصنيـف العـام > المواعظ والرقائق
متن  اليوم الآخر   Paper بيانات الكتاب ..
العنوان الإيمان باليوم الآخر
المؤلف محمد بن شامي شيبة
نبذة عن الكتاب
تاريخ الإضافة 8-1-1431
عدد القراء 5631
رابط القراءة متن  اليوم الآخر   Msword << اضغط هنا >>
رابط التحميل متن  اليوم الآخر   Zip << اضغط هنا >>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : متن  اليوم الآخر   Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 32

متن  اليوم الآخر   Empty
مُساهمةموضوع: رد: متن اليوم الآخر    متن  اليوم الآخر   Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 3:28 pm


الإيمان
باِلْيَوْمِ الآخِرِ
الشيخ : محمد بن شامي شيبة
حفظه الله

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، نبيّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه ، أمّا بعد :
فقد يسّر الله  لي الكتابة في العقيدة الصحيحة (عقيدة أهل السنة والجماعة) ، ومن ذلك : هذا الكتيّب ( اليوم الآخر ) ، وقد راعيتُ في هذا الكتيّب :
1- أنّه بأسلوبٍ سهلٍ ميسّر ، يفهمه كلّ أحد ، انطلاقاً من قوله  : (يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا ...الحديث) رواه البخاري ومسلم .
2- أنّ هذا الكتيّب قد ذكرتُ فيه الأدلة من القرآن وسنة النبي  .
3- أنّ ما ذكرته من أحاديث الرسول  فإنّها أحاديث صحيحة ، أو حسنة ، مما صحّحه أو حسنه العلماء المُعتبرون ، أو بعضُهم .
4- أنّا قد ذكرنا بعضاً من الثّمار ، وبعضاً من الدروس ، ممّا دلّ عليه القرآن والسنة ، وقد وجّهنا في تلك الدروس ، وذلك للعمل بها .
وهذا ، وأسأل الله أن يجعل العمل خالصاً لوجهه الكريم ، وأن يوفقني وكلّ من شارك في هذا الكتيّب ، بتصحيحٍ ، أو كتابةٍ ، أو مراجعةٍ ، أو ملاحظةٍ ، أو طباعةٍ ، أو قراءةٍ على الناس ، أو استمع فَوَعى .
وصلّ اللهمّ وسلم على محمدٍ وآله وصحبه .

كتبه :
الفقير إلى ربه
محمد بن شامي شيبة

بيش : 3 محرم 1431


يوم القيامة كأنك تنظر إليه
أخي المسلم : إذا سرّك أن تنظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين ، فاقرأ ( إذا الشمس كوّرت ) و (إذا السماء انفطرت ) و ( إذا السماء انشقت ) ؛ لقوله  في حديث ابن عمر  : (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْيُ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ وَإِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ) رواه أحمد والترمذي والحاكم (صحيح) .

ــــــــــ( من أسماء اليوم الآخر )ـــــــــــ

اليوم الآخر : وهو يوم القيامة ، كما قال تعالى :  لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ  [القيامة:1] ؛ لقيام الناس فيه لرب العالمين ، كما قال تعالى :  يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ  [المطففين : 6] .
ومن أسمائه : يوم الدين ، كما قال تعالى : مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ  [الفاتحة: 4] ؛ لأن في ذلك اليوم الجزاء والحساب ( الدِّين ).
ومن أسمائه : يوم الجمع ، كما قال تعالى : يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ  [التغابن:9] ؛ لأن الله  يجمع فيه الأولين والآخرين للجزاء والحساب .
ومن أسمائه : يوم الفتح ، كما قال تعالى: قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ [السجدة:29].
ومن أسمائه : الواقعة ،كما قال تعالى :  إِذَا وَقَعَتِ الواقعة  [الواقعة :1] ، سمّيت بذلك لتحقق كونها ، ووجودها ، ووقوعها .
ومن أسمائه : يوم الفصل ، كما قال تعالى :  لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ * لِيَوْمِ الْفَصْلِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ  [ المرسلات :12-14] ؛ لأن الله  يفصل فيه بين العباد .
ومن أسمائه : الصاخّة (القيامة) ، كما قال تعالى :  فَإِذَا جَآءَتِ الصآخة  [عبس : 33] . قال ابن عباس  : الصاخة من أسماء يوم القيامة ، عظّمه الله وحذّره عباده . وقال البغوي : الصاخة يعني صيحة يوم القيامة ، سُمّيت بذلك لأنها تصخّ الآذان ، أي : تُبالغ في إسماعها حتى تكاد تُصمِّها .
ومن أسمائه : الطامّة الكبرى (القيامة) ، كما قال تعالى :  فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى  [النازعات:34] . قال ابن عباس  : سميت بذلك لأنها تَطُم على كل أمر هائل مفظع .
ومن أسمائه : القارعة ( القيامة) ، كما قال تعالى : الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ *...الآيات ؛ لأنها تقرع القلوب بأهوالها .
ومن أسمائه : الحاقة (القيامة) ، كما قال تعالى :  الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ * ... الآيات ؛ لأنه يتحقق فيها الوعد والوعيد .
ومن أسمائه : الساعة (القيامة) ، كما قال تعالى :  إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ... الآية  [لقمان: 34] .
ومن أسمائه : الآخرة (القيامة) ، كما قال تعالى : والذين يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ وبالآخرة هُمْ يُوقِنُونَ  [البقرة :4] .
ومن أسمائه : يوم التغابن ، كما قال تعالى :  ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ [التغابن:9]. قال ابن عباس  : هو اسم من أسماء يوم القيامة. وذلك أن أهل الجنة يغبنون أهل النار. وكذا قال قتادة ومجاهد . أهـ. ذكر ذلك الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره .
من أسمائه : يوم الحسرة ، كما قال تعالى : وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ  [مريم: 39] .
وغير ذلك من الأسماء ليوم القيامة ، وكل اسم يدل على ما يقع في ذلك اليوم ، أو على حال من أحوال الخلائق في ذلك اليوم ، أو على عظمة شأنه وشدة أهواله .



منزلة الإيمان باليوم الآخر
• الإيمان باليوم الآخر ركنٌ من أركان الإيمان (الركن الخامس) ، وقد قال تعالى : وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ...الآية [البقرة: 177] . وقد قال  في حديث جبريل  :
( أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ) رواه مسلم .
• معنى الإيمان باليوم الآخر : هو التصديق الجازم بمجيء يوم القيامة ، وما يكون فيه ، والحكمة منه ، والموت وما بعده ، وما صحّ من علامات الساعة .
• ومن جحد اليوم الآخر أو شك ، فإنه يكفر الكفر الأكبر ، وقد قال تعالى :  وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ...الآية  [النساء:136] .
• واليوم الآخر لا شكّ فيه ، فمن شكّ في وقوعه فقد كفر الكفر الأكبر ؛ لأنه مكذّب لله ورسوله  ، وقد قال الله تعالى عن الكفار أنهم قالوا :  إِنْ نَظُنُّ إِلا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ  [الجاثية: 32].
• فيجب الإيمان اليقيني باليوم الآخر (بلا شك ولا ارتياب ) ، وقد قال تعالى عن المؤمنين المفلحين :
 والذين يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ وبالآخرة هُمْ يُوقِنُونَ  [ البقرة : 4 ] .
• واليوم الآخر آتٍ لا شكّ في ذلك ،كما قال تعالى: وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي
الْقُبُورِ  [الحج: 7] .






من صفات اليوم الآخر
• يومٌ حق : كما وعد الله  في قوله تعالى :  يا أيها الناس إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الحياة الدنيا وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بالله الغرور  [ فاطر : 5] .وقال  : ( وَالسَّاعَةُ حَقٌّ ...الحديث ) رواه الشيخان .
• عسيرٌ على الكفار : كما قال تعالى :  فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ  [ المدثر : 9 -10] .
• يومٌ تُوفّى فيه كل نفس ما كسبت : إن خيراً فخير وإن شراً فشر ، كما قال تعالى :  فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ  [آل عمران :25].
• محددٌ عند الله  بأجل ، لا يتقدم ولا يتأخر عن ذلك : كما قال تعالى :  قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ  [ سبأ : 30 ] .
• وهو يومٌ قريب (اقترب) : كما قال تعالى : إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا  [ المعارج: 6 ، 7 ]. وقال تعالى :
 وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ  [النحل: 77] . وقال تعالى: وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ الساعة تَكُونُ قَرِيباً [ الأحزاب : 63 ] . وقال تعالى :  اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ  [القمر : 1] . وقال  : ( بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ وَقَرَنَ بَيْنَ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى ) رواه الشيخان .
• لا تقوم الساعة (القيامة) إلا بغتة : كما قال تعالى :  بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ  [الأنبياء :40] .وقال تعالى :  لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً  [الأعراف: 187] .
• لا تقوم القيامة إلا يوم الجمعة ، كما قال  : ( وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ ) رواه مسلم . وقال  عن يوم الجمعة : ( وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ ) رواه أبو داود والنسائي وغيرهما .
• مقداره خمسون ألف سنة ، يوم يُقضى بين العباد ، كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ...الحديث ) رواه مسلم .
• على المؤمنين كقدر ما بين الظهر والعصر : كما قال  في حديث أبي هريرة  : (يوم القيامة على المؤمنين كقدر ما بين الظهر والعصر ) رواه الحاكم (صحيح) .
• يومُ القيامة يومٌ عظيم ، كما قال تعالى :  لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ  [المطففين:1-6] .
• يوم القيامة تُدنى الشمس من العباد ، كما قال  في حديث المقداد  : ( إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُدْنِيَتْ الشَّمْسُ مِنْ الْعِبَادِ حَتَّى تَكُونَ قِيدَ مِيلٍ أَوْ اثْنَيْنِ قَالَ سُلَيْمٌ لَا أَدْرِي أَيَّ الْمِيلَيْنِ عَنَى أَمَسَافَةُ الْأَرْضِ أَمْ الْمِيلُ الَّذِي تُكْتَحَلُ بِهِ الْعَيْنُ قَالَ فَتَصْهَرُهُمْ الشَّمْسُ فَيَكُونُونَ فِي الْعَرَقِ بِقَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى عَقِبَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى حِقْوَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ إِلْجَامًا فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ أَيْ يُلْجِمُهُ إِلْجَامًا ) رواه أحمد والترمذي (صحيح) .
• يوم القيامة لا يتكلم أحدٌ إلا بإذن الله  ، كما قال تعالى :  يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ  [هود: 105] . وقال تعالى :  وَخَشَعَتِ الأصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا [طه: 108] .
• في يوم القيامة ليس هناك ملكٌ لأحد إلا الله  ،كما قال تعالى: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ  [غافر: 16]. وقال تعالى : ¬ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا  [الفرقان: 26].
• فيه يندم المُعرض عن دين الله : كما قال تعالى :  وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإنْسَانِ خَذُولا  [الفرقان: 27-29] .




علم الساعة
• لا يعلم متى تقوم الساعة (القيامة) أحدٌ من الخلق ، فلا يعلمه إلا الله وحده دون سواه ، كما قال تعالى :  إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنزلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ ...الآية [لقمان: 34]. وقال تعالى:  وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ [تبارك:25،26].وقال تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا  [النازعات: 42 -45]. ولمّا سأل جبريلُ  النبيَّ  عن الساعة ، وقال له : (مَتَى السَّاعَةُ ) قال  : ( مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ ) رواه الشيخان . وقال  في حديث ابن عمر  : ( مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ ثُمَّ قَرَأَ  إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ) رواه البخاري .
• ما ورد من إطلاق الساعة في قوله  في حديث أنس  : ( أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ  مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ وَعِنْدَهُ غُلَامٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  إِنْ يَعِشْ هَذَا الْغُلَامُ فَعَسَى أَنْ لَا يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ) رواه مسلم . ونحو ذلك من الأحاديث فإنه محمول على ساعتهم ، وهو موتهم الذي يُفضي بهم إلى برزخ الدار الآخرة ، كما في قوله  في حديث عائشة رضي الله عنها قالت : (كَانَ رِجَالٌ مِنْ الْأَعْرَابِ جُفَاةً يَأْتُونَ النَّبِيَّ  فَيَسْأَلُونَهُ مَتَى السَّاعَةُ فَكَانَ يَنْظُرُ إِلَى أَصْغَرِهِمْ فَيَقُولُ إِنْ يَعِشْ هَذَا لَا يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ ) رواه الشيخان .
• من سأل عن موعد قيام الساعة ، قيل له : ويلك ! ما أعددت لها ؟ وقد قال أنس  : ( أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَتَى النَّبِيَّ  فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ قَائِمَةٌ قَالَ وَيْلَكَ وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا قَالَ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ إِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ فَقُلْنَا وَنَحْنُ كَذَلِكَ قَالَ نَعَمْ فَفَرِحْنَا يَوْمَئِذٍ فَرَحًا شَدِيدًا ...الحديث ) رواه البخاري .


يوم القيامة مواقف

• في يوم القيامة مواقف ، ففي بعضها لا يُسأل فيه أحد ، كما قال تعالى :  فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ  [الرحمن: 39] .
• وموقفٌ يُسألون فيه سؤال تقرير ، أو تبكيت ونحو ذلك ، كما قال تعالى :
 وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ  [الصافات: 24] ، وكما قال تعالى :  فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ  [الأعراف: 6] .
• في بعضها لا يكتمون الله حديثا ، كما قال تعالى :  وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا  [النساء: 42] .
• وفي بعضها يكذب المشركون ، كما قال تعالى :  ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ  [الأنعام : 23 ، 24] .
وفي بعضها تعمى عليهم الأنباء ، كما قال تعالى :  وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ * فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ  [القصص : 65،66] ، ومعنى ذلك : أنهم خفيت عليهم الحجة، فلم يدروا ما يحتجون به، ولا خبر يخبرون به، مما تكون لهم به نجاة ومخلص. ذكره ابن جرير الطبري.








القـيامَة الكبرى والصغرى
القيامة هي :
• القيامة الكبرى (القيامة) : وهي التي يبعث الله فيها الخلائق للجزاء والحساب .
• القيامة الصغرى : وهي إذا مات العبد فإن قيامته (ساعته) تكون قد قامت ، وهي المذكورة في حديث عائشة رضي الله عنها أنه (كَانَ رِجَالٌ مِنْ الْأَعْرَابِ جُفَاةً يَأْتُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَسْأَلُونَهُ مَتَى السَّاعَةُ فَكَانَ يَنْظُرُ إِلَى أَصْغَرِهِمْ فَيَقُولُ إِنْ يَعِشْ هَذَا لَا يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ ) رواه الشيخان. وقد ذكر الله  القيامتين الصغرى والكبرى ،كما في قوله تعالى: ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ  [عبس:21،22] .


علامات مجيء الساعة

• للساعة أمارات ( علامات لمجيء الساعة ) وهي أشراطها ، وقد قال تعالى :  فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ  [محمد :18] . ولمّا سأل جبريلُ  النبيّ  فقال له : ( فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا ) قال  : ( أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ...الحديث ) رواه مسلم .
• وقد أخبر النبي  بكل ما يكون من مقامه ذلك إلى قيام الساعة ، كما قال حذيفة  : ( قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامًا مَا تَرَكَ شَيْئًا يَكُونُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا حَدَّثَ بِهِ حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ قَدْ عَلِمَهُ أَصْحَابِي هَؤُلَاءِ وَإِنَّهُ لَيَكُونُ مِنْهُ الشَّيْءُ قَدْ نَسِيتُهُ فَأَرَاهُ فَأَذْكُرُهُ كَمَا يَذْكُرُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ إِذَا غَابَ عَنْهُ ثُمَّ إِذَا رَآهُ عَرَفَهُ ) رواه مسلم . وفي حديث ابن زيدٍ عمرو بن أخطب الأنصاري  أن رسول الله  أخبرهم بما كان وبما هو كائن ، فقال أبو زيد  : ( صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ  الْفَجْرَ وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتْ الظُّهْرُ فَنَزَلَ فَصَلَّى ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتْ الْعَصْرُ ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَتْ الشَّمْسُ فَأَخْبَرَنَا بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ فَأَعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا) رواه مسلم .
• ومع اقتراب الساعة ، يزداد الناس على الدنيا حرصاً ، ويزدادون بُعداً عن الله ، كما قال  في حديث ابن مسعود  : ( اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا ) رواه الحاكم (حسن) .

ـــــــ( العلامات الصغرى )ــــــــ

أشراط الساعة (علاماتها) مشتملة على : أشراط صغرى ، وأشراط كبرى .
فالأشراط الصغرى منها ما يقع بين يدي الساعة ، ومن ذلك :
• أنّ عُرى الإسلام تُنقض عروةً عروةً : كما قال  في حديث أبي أمامة  : ( لَيُنْقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ وَآخِرُهُنَّ الصَّلَاةُ ) رواه أحمد والحاكم وابن حبان (صحيح) .
• نزول الجهل ، ورفع العلم ، وكثرة الهرج (القتل) : كما قال  في حديث ابن مسعود وأبي موسى رضي الله عنهما : ( إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ لَأَيَّامًا يَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ وَالْهَرْجُ الْقَتْلُ ) رواه الشيخان . ويكون القتل بأن يقتل بعضُ الأمة بعضاً ، كما قال  في حديث أبي موسى  : ( إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمْ الْكُفَّارَ وَلَكِنَّهُ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ وَيَقْتُلَ أَخَاهُ وَيَقْتُلَ عَمَّهُ وَيَقْتُلَ ابْنَ عَمِّهِ ) رواه أحمد وابن ماجة (صحيح) .
• كثرة الفتن : كما قال  في حديث أبي موسى  : ( إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ...الحديث) رواه أبو داود وغيره (صحيح) .
• أن يقاتل المسلمون قوماً نعالهم الشعر : كما في حديث أبي هريرة  : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمْ الشَّعَرُ ) رواه الشيخان . وفي حديث عمرو بن تغلب  قال  : ( وَتُقَاتِلُونَ قَوْمًا كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ ) رواه الشيخان .
• مسخٌ وخسفٌ قذفٌ : كما قال  في حديث ابن مسعود  : ( بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ مَسْخٌ وَخَسْفٌ وَقَذْفٌ ) رواه ابن ماجة (صحيح) .
• اقتتال فئتين عظيمتين من المسلمين : تكون بينهما مقتلة عظيمة ، دعواهما واحدة ، كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ وَتَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ وَدَعْوَاهُمَا وَاحِدَةٌ ...الحديث ) رواه الشيخان .
• خروج دجالين كذابين قريبٌ من ثلاثين : كما قال  في حديث أبي هريرة  السابق ، وفيه : ( وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثِينَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ) رواه البخاري . ومن هؤلاء الدجالين : العنسي ، ومسيلمة ، وقد قال  في حديث أبي هريرة  : ( بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ فَأَهَمَّنِي شَأْنُهُمَا فَأُوحِيَ إِلَيَّ فِي الْمَنَامِ أَنْ انْفُخْهُمَا فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ بَعْدِي أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيُّ وَالْآخَرُ مُسَيْلِمَةُ ) رواه الشيخان . وقال  في حديث جابر بن سمرة  : ( إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ فَاحْذَرُوهُمْ ) رواه مسلم . وفي حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت : ( أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ  حَدَّثَنَا أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا ) رواه مسلم . الكذاب هو : المختار بن أبي عبيد الثقفي ، والمبير هو المهلك وهو : الحجاج بن يوسف الثقفي .
• إذا ولدت الأمةُ ربَّتها ، وكان العراة الحفاة رؤوس الناس ويتطاولون في البنيان : لقوله  في حديث أبي هريرة  : ( سَأُحَدِّثُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا إِذَا وَلَدَتْ الْأَمَةُ رَبَّهَا فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا وَإِذَا كَانَتْ الْعُرَاةُ الْحُفَاةُ رُءُوسَ النَّاسِ فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا وَإِذَا تَطَاوَلَ رِعَاءُ الْبَهْمِ فِي الْبُنْيَانِ فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا...الحديث) رواه الشيخان .
• أنّ الساعة لا تقوم حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب : كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ لَعَلِّي أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَنْجُو ) رواه مسلم . وقال  في حديث أبي هريرة  : ( فَمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا ) رواه الشيخان .
• أنّ الساعة لا تقوم حتى يقاتل المسلمون اليهود : كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا الْيَهُودَ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ وَرَاءَهُ الْيَهُودِيُّ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ )رواه الشيخان .
• أن الساعة لا تقوم حتى يتباهى الناس في المساجد : كما قال  في حديث أنس  : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي الْمَسَاجِدِ ) رواه أحمد وابن ماجة وابن حبان (صحيح) .
• كثرة المال : كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ الْمَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ وَحَتَّى يَعْرِضَهُ فَيَقُولَ الَّذِي يَعْرِضُهُ عَلَيْهِ لَا أَرَبَ لِي ) رواه الشيخان.
• لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مُروجاً وأنهاراً : كما قال  : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ ... الحديث ) وفيه ( وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا ) رواه مسلم .
• أن يكون أسعد الناس بالدنيا لُكَع : كما قال  في حديث حذيفة  : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ أَسْعَدَ النَّاسِ بِالدُّنْيَا لُكَعُ بْنُ لُكَعٍ ) رواه أحمد والترمذي (صحيح) .
• أن يتمنّى الرجل أنه مكان صاحب القبر : كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ ) رواه الشيخان .
• أنّ الساعة لا تقوم إلا على شرار الناس : كما قال  في حديث ابن مسعود  : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ ) رواه مسلم .
• خروج نار من أرض الحجاز : كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ تُضِيءُ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى ) رواه الشيخان .
• طواف نساء دوس على ذي الخلصة : كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الْخَلَصَةِ ) رواه الشيخان . ذو الخلصة بتَبَالة .
• أن تأخذ هذه الأمة أخذ القرون قبلها : كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي بِأَخْذِ الْقُرُونِ قَبْلَهَا شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَفَارِسَ وَالرُّومِ فَقَالَ وَمَنْ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ ) رواه البخاري .
• قتال الترك : كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا التُّرْكَ صِغَارَ الْأَعْيُنِ حُمْرَ الْوُجُوهِ ذُلْفَ الْأُنُوفِ...الحديث ) رواه الشيخان .
• أن الساعة لا تقوم حتى لا يُقال في الأرض الله الله : كما قال  في حديث أنس  : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ اللَّهُ اللَّهُ ) رواه مسلم .
• أن الساعة لا تقوم حتى لا يُحج البيت : كما قال  في حديث أبي سعيد  : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُحَجَّ الْبَيْتُ ) رواه الحاكم (صحيح) .
• عبادة الأوثان ، وتلحق قبائل من أمته  بالمشركين : كما قال  في حديث ثوبان  :
( وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ وَحَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي الْأَوْثَانَ ...الحديث ) رواه أبو داود و الترمذي و الحاكم (صحيح) .
• خروج القحطاني : كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ ) رواه الشيخان .
• قتال الروم : كما جاء في حديث أبي هريرة  ، وهو قوله  : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنْ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتْ الرُّومُ خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ لَا وَاللَّهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ إِذْ صَاحَ فِيهِمْ الشَّيْطَانُ إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ فَيَخْرُجُونَ وَذَلِكَ بَاطِلٌ فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ إِذْ أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَّهُمْ فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ ) رواه مسلم .
• توسيد الأمر إلى غير أهله ، كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( إِذَا وُسِّدَ الْأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ ) رواه البخاري .
• ومنها ما جاء في قوله  في حديث أنس  : ( إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ وَيَفْشُوَ الزِّنَا وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ وَيَذْهَبَ الرِّجَالُ وَتَبْقَى النِّسَاءُ حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً قَيِّمٌ وَاحِدٌ ) رواه الشيخان.
• أن يُلتمس العلم عند الأصاغر : كما قال  في حديث أبي أمية الجمحي  : ( إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَلْتَمِسَ الْعِلْمَ عِنْدَ الأَصَاغِرِ ) رواه الطبراني في الكبير (صحيح) .
• أن تُعبد اللّات والعزّى : ووفاة من في قلبه مثقال حبةٍ من خردلٍ من إيمان ، وبقاء من لا خير فيهم ، كما قال  في حديث عائشة رضي الله عنها : ( لَا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى تُعْبَدَ اللَّاتُ وَالْعُزَّى فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ  هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ  أَنَّ ذَلِكَ تَامًّا قَالَ إِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً فَتَوَفَّى كُلَّ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَيَبْقَى مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ فَيَرْجِعُونَ إِلَى دِينِ آبَائِهِمْ ) رواه مسلم .
• ومنها ما جاء في حديث أبي سعيد الخدري  : وهو قوله  : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ وَحَتَّى تُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعْلِهِ وَتُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ مِنْ بَعْدِهِ ) رواه أحمد والترمذي والحاكم (صحيح).
• مُلك جَهجَاه :كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( لَا تَذْهَبُ الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْجَهْجَاهُ ) رواه مسلم .
• ومنها ما جاء في حديث عوف بن مالك الأشجعي  أن النبي  قال له : ( يَا عَوْفُ احْفَظْ خِلَالًا سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ إِحْدَاهُنَّ مَوْتِي قَالَ فَوَجَمْتُ عِنْدَهَا وَجْمَةً شَدِيدَةً فَقَالَ قُلْ إِحْدَى ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ثُمَّ دَاءٌ يَظْهَرُ فِيكُمْ يَسْتَشْهِدُ اللَّهُ بِهِ ذَرَارِيَّكُمْ وَأَنْفُسَكُمْ وَيُزَكِّي بِهِ أَعْمَالَكُمْ ثُمَّ تَكُونُ الْأَمْوَالُ فِيكُمْ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلَّ سَاخِطًا وَفِتْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ لَا يَبْقَى بَيْتُ مُسْلِمٍ إِلَّا دَخَلَتْهُ ثُمَّ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ هُدْنَةٌ فَيَغْدِرُونَ بِكُمْ فَيَسِيرُونَ إِلَيْكُمْ فِي ثَمَانِينَ غَايَةٍ تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا ) رواه ابن ماجة (صحيح) ورواه البخاري وفيه : ( ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ )
• ومنها فتنٌ مظلمة :كما قال  في حديث أنس  : ( تَكُونُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ أَقْوَامٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا ) رواه الترمذي (صحيح) .
• ومنها ما جاء في حديث حذيفة  : وهو قوله  : ( يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلَا صَلَاةٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي لَيْلَةٍ فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنْ النَّاسِ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ يَقُولُونَ أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَنَحْنُ نَقُولُهَا فَقَالَ لَهُ صِلَةُ مَا تُغْنِي عَنْهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا صَلَاةٌ وَلَا صِيَامٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ ثَلَاثًا كُلَّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ فَقَالَ يَا صِلَةُ تُنْجِيهِمْ مِنْ النَّارِ ثَلَاثًا ) رواه ابن ماجة والحاكم )صحيح) .
• ومنها ما جاء في حديث ذي مِخْبَر  : أنّه  قال : ( تُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا وَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِهِمْ فَتَسْلَمُونَ وَتَغْنَمُونَ ثُمَّ تَنْزِلُونَ بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ فَيَقُومُ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ الرُّومِ فَيَرْفَعُ الصَّلِيبَ وَيَقُولُ أَلَا غَلَبَ الصَّلِيبُ فَيَقُومُ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَيَقْتُلُهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ وَتَكُونُ الْمَلَاحِمُ فَيَجْتَمِعُونَ إِلَيْكُمْ فَيَأْتُونَكُمْ فِي ثَمَانِينَ غَايَةً مَعَ كُلِّ غَايَةٍ عَشْرَةُ آلَافٍ ) رواه أبو داود وابن ماجة وأحمد (صحيح) .
• ومنها ما جاء في حديث أبي هريرة  : وهو قوله  : ( سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ الرَّجُلُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ ) رواه أحمد وأبن ماجة والحاكم (صحيح) .
• أن الساعة تقوم والروم أكثر الناس : كما قال  في حديث المستورد  : ( تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرُّومُ أَكْثَرُ النَّاسِ ) رواه مسلم .
• ذهاب الصالحين وبقاء الحثالة : كما قال  في حديث مرداس الأسلمي  : ( يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ وَيَبْقَى حُثَالَةٌ كَحُثَالَةِ الشَّعِيرِ أَوْ التَّمْرِ لَا يُبَالِيهِمْ اللَّهُ بَالَةً ) رواه البخاري .
• خراب الكعبة ، كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنْ الْحَبَشَةِ ) رواه الشيخان .
• ومن أشراط الساعة ما قاله  في حديث أنس  : ( من أشراط الساعة الفحش والتفحش ، وقطيعة الأرحام ، وتخوين الأمين ، وائتمان الخائن ) رواه الطبراني في الأوسط (صحيح) .
• ومنها قوله  في حديث أنس  : ( من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا ، فيقال : لليلتين ، وأن تتخذ المساجد طرقا ، وأن يظهر موت الفجاءة ) رواه الطبراني في الأوسط (حسن) . وقال  في حديث ابن مسعود  : ( مِنِ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ انْتِفَاخُ الأَهِلَّةِ ) رواه الطبراني في الكبير .
• ومنها قوله  في حديث أنس : (يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ) رواه الترمذي (صحيح) .
• ومنها قوله  في حديث أبي هريرة  : ( إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا...الحديث ) رواه الشيخان .
• تقارب الزمان : كما قال  في حديث أنس  : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ فَتَكُونُ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ وَتَكُونُ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ وَيَكُونُ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ وَتَكُونُ السَّاعَةُ كَالضَّرَمَةِ بِالنَّارِ ) رواه أحمد والترمذي (صحيح) .
• ومنها قوله  في حديث عمرو بن تغلِب : ( إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَفْشُوَ الْمَالُ وَيَكْثُرَ وَتَفْشُوَ التِّجَارَةُ وَيَظْهَرَ الْعِلْمُ وَيَبِيعَ الرَّجُلُ الْبَيْعَ فَيَقُولَ لَا حَتَّى أَسْتَأْمِرَ تَاجِرَ بَنِي فُلَانٍ وَيُلْتَمَسَ فِي الْحَيِّ الْعَظِيمِ الْكَاتِبُ فَلَا يُوجَد ) رواه النسائي (صحيح) .
• ومنها أنّه ما من عام إلا والذي بعده شرّ منه ، كما قال  في حديث أنس  : ( مَا مِنْ عَامٍ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ ) رواه الترمذي والبخاري بنحوه .





ــــــــــ( أشراط الساعة الكبرى )ـــــــــــ

• قال  في حديث ابن عمرو  : ( الْآيَاتُ خَرَزَاتٌ مَنْظُومَاتٌ فِي سِلْكٍ فَإِنْ يُقْطَعْ السِّلْكُ يَتْبَعْ بَعْضُهَا بَعْضًا ) رواه أحمد والحاكم (صحيح) .
• لا تقوم الساعة حتى تكون عشر آيات ، هي كما قال  في حديث حذيفة بن أسيد : (إنّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ حَتَّى تَكون عَشْرُ آيَاتٍ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَالدَّابَّةُ وَثَلَاثَةُ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَنَ تَسُوقُ النَّاسَ إلى المحشَرِ فَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا وَتَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا ) رواه مسلم . وقال  في حديث أبي هريرة  Sad بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا الدَّجَّالَ وَالدُّخَانَ وَدَابَّةَ الْأَرْضِ وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَأَمْرَ الْعَامَّةِ وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ ) رواه مسلم .
أول الآيات خروجاً
• طلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابة ، هما أول الآيات ، وهما متعاقبتان ، كما قال  في حديث ابن عمر  : ( إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى وَأَيُّهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالْأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيبًا ) رواه مسلم .
العلامات وانقطاع التوبة
• هذه الآيات الثلاث إذا خرجن لم تنفع التوبة أو زيادة الإيمان ، كما قال تعالى :  يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا  الآية [الأنعام:158]. وكما قال  في حديث أبي هريرة  : ( ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَالدَّجَّالُ وَدَابَّةُ الْأَرْضِ ) رواه مسلم .


من العلامات الكبرى
خروج المهدي
• جاء في حديث أبي سعيد الخدري  قوله  : ( يخرج في آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث ، وتخرج الأرض نباتها ، ويعطي المال صحاحا ، وتكثر الماشية وتعظم الأمة ، يعيش سبعا أو ثمانيا ) رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي .
• في حديث أبي هريرة  قال : ( يخرج رجل يقال له : السفياني في عمق دمشق ، وعامة من يتبعه من كلب ، فيقتل حتى يبقر بطون النساء ، ويقتل الصبيان ، فتجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تَلْعَة ، ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني ، فيبعث إليه جندا من جنده فيهزمهم ، فيسير إليه السفياني بمن معه حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم ، فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم) رواه الحاكم وقال : هذه حديث صحيح الإسناد . [ قوله : لا يمنع ذَنَبَ تَلْعَةٍ : يعني لكثرتهم وانتشارهم وفسادهم ].
وهؤلاء الذين يُخسف بهم فيهم من ليس منهم ، فيُبعثون على نيّاتهم ، وقد قال  في حديث أبي هريرة  : ( يُبْعَثُ النَّاسُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ ) رواه أحمد (صحيح) .وفي حديث أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت :
( لَعَلَّ فِيهِمْ الْمُكْرَهُ قَالَ إِنَّهُمْ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ ) رواه الترمذي .

اسم المهدي
• المهدي يوافق اسمه اسم النبي  ، واسم أبيه اسم أب النبي  ، وهو من أهل بيته  ، كما قال  في حديث ابن مسعود  : ( يَلِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَلِيَ ) رواه الترمذي (صحيح) . وفي حديث ابن مسعود  : ( يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي ) رواه ابوداود (حسن) .
• وفي حديث ابن مسعود  عند أبي داود : وقال سفيان ( أحد رواة الحديث ) يعني عن النبي  :
( لَا تَذْهَبُ أَوْ لَا تَنْقَضِي الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي ) حسن .

نسب المهدي
المهدي من عترة النبي  ، من ولد فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله  ، كما قال  في حديث أم سلمة رضي الله عنها : ( الْمَهْدِيُّ مِنْ عِتْرَتِي مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ ) رواه أبو داود وابن ماجة والحاكم (صحيح) .

صفات المهدي
• المهدي فيه صفات كما قال  في حديث أبي سعيد  : ( الْمَهْدِيُّ مِنِّي أَجْلَى الْجَبْهَةِ أَقْنَى الْأَنْفِ يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ ) رواه أبو داود والحاكم (حسن) .
• المهدي خليفة وهو في آخر الأمة ، ويحثي المال حثياً ولا يعدّه ، كما قال  : ( يَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي خَلِيفَةٌ يَحْثِي الْمَالَ حَثْيًا لَا يَعُدُّهُ عَدَدًا ) رواه مسلم . وكما جاء في حديث أبي سعيد  المتقدم.
• المهدي يُصلحه الله  في ليلة ، كما قال  في حديث علي  : ( الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ يُصْلِحُهُ اللَّهُ فِي لَيْلَةٍ ) رواه أحمد وابن ماجة (حسن صحيح ) .
مدة بقاء المهدي
المهدي يخرج ويعيش خمساً (سنين) أو سبعاً أو تسعاً ، كما قال  في حديث أبي سعيد  : ( إِنَّ فِي أُمَّتِي الْمَهْدِيَّ يَخْرُجُ يَعِيشُ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا أَوْ تِسْعًا زَيْدٌ الشَّاكُّ قَالَ قُلْنَا وَمَا ذَاكَ قَالَ سِنِينَ قَالَ فَيَجِيءُ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَيَقُولُ يَا مَهْدِيُّ أَعْطِنِي أَعْطِنِي قَالَ فَيَحْثِي لَهُ فِي ثَوْبِهِ مَا اسْتَطَاعَ أَنْ يَحْمِلَهُ ) رواه الترمذي وابن ماجة (حسن) .







ومن العلامات الكبرى :
الخسف والمسخ والقذف

وهو كما يلي :
• هو في أمة النبي  ، كما قال  في حديث ابن عمرو  : ( يَكُونُ فِي أُمَّتِي خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ) رواه أحمد والحاكم (صحيح) .
• في حديث عمران  المسخ والخسف والقذف في أهل القَدَر ، كما قال  : ( يَكُونُ فِي أُمَّتِي أَوْ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مَسْخٌ وَخَسْفٌ وَقَذْفٌ وَذَلِكَ فِي أَهْلِ الْقَدَرِ ) رواه ابن ماجة والترمذي (حسن) .
• هو في آخر الزمان كما قال  في حديث سهل بن سعد  : ( يكون في آخر الزمان الخسف والقذف والمسخ ) رواه ابن ماجة (صحيح) . وفي حديث عائشة رضي الله عنها : ( يَكُونُ فِي آخِرِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُول اللَّهِ  أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ قَالَ نَعَمْ إِذَا ظَهَرَ الْخُبْثُ...الحديث ) رواه الترمذي (صحيح) .
علامات وقوع الخسف والمسخ والقذف ؟
• يكون ذلك إذا ظهرت القَيْنات ، والمعازف ، وشُربت الخمور ، كما قال  في حديث عمران بن حصين  : ( فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَتَى ذَاكَ قَالَ إِذَا ظَهَرَتْ الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ وَشُرِبَتْ الْخُمُورُ ) رواه الترمذي (حسن).






ومن العلامات الكبرى :
خروج الدّابة

قال تعالى :  وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ [النمل:82]. ومن ذلك :
• أنها أول الآيات خروجاً ، هي أو طلوع الشمس من مغربها ، وأنها تخرج على الناس وقت الضحى كما قال  : ( إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى وَأَيُّهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالْأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيبًا ) رواه مسلم .
• أنّ الدابة إذا خرجت فلا ينفع نفساً إيمانُها لم تكن آمنت من قب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : متن  اليوم الآخر   Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 32

متن  اليوم الآخر   Empty
مُساهمةموضوع: رد: متن اليوم الآخر    متن  اليوم الآخر   Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 3:30 pm

ومن العلامات الكبرى :
خروج يأجوج ومأجوج

كما قال تعالى :  حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ [الأنبياء: 96].
وقال تعالى :  حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا * قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ ...الآية  [الكهف:93،94] .
ومما يتعلق بهم :
• خروج يأجوج ومأجوج يُسمّى ايضاً فتح يأجوج ومأجوج ، وهو من العلامات العشر ، كما قال  في حديث حذيفة بن أسيد  : ( إِنَّ السَّاعَةَ لا تَقُومُ حَتَّى تكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ ) وذكر منها : ( وَفَتْحُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ) رواه مسلم . وقال تعالى :  حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ ...الآية [الأنبياء: 96].
• إن السدّ قد بناه ذو القرنين ، ولكنهم يحفرونه كل يوم ؛ ليخرجوا ويحصل منهم ما جاء في حديث أبي هريرة  أنّه  قال : ( إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ يَحْفِرُونَ كُلَّ يَوْمٍ حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ ارْجِعُوا فَسَنَحْفِرُهُ غَدًا فَيُعِيدُهُ اللَّهُ أَشَدَّ مَا كَانَ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ وَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَهُمْ عَلَى النَّاسِ حَفَرُوا حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ ارْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَاسْتَثْنَوْا فَيَعُودُونَ إِلَيْهِ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ فَيَحْفِرُونَهُ وَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ فَيُنْشِفُونَ الْمَاءَ وَيَتَحَصَّنُ النَّاسُ مِنْهُمْ فِي حُصُونِهِمْ فَيَرْمُونَ بِسِهَامِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ فَتَرْجِعُ عَلَيْهَا الدَّمُ الَّذِي اجْفَظَّ فَيَقُولُونَ قَهَرْنَا أَهْلَ الْأَرْضِ وَعَلَوْنَا أَهْلَ السَّمَاءِ فَيَبْعَثُ اللَّهُ نَغَفًا فِي أَقْفَائِهِمْ فَيَقْتُلُهُمْ بِهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ دَوَابَّ الْأَرْضِ لَتَسْمَنُ وَتَشْكَرُ شَكَرًا مِنْ لُحُومِهِمْ ) رواه أحمد وابن ماجة والحاكم (صحيح) .
• إنهم كثيرون ، وقد قال  في حديث النّوّاس  : (سَيُوقِدُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ قِسِيِّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَنُشَّابِهِمْ وَأَتْرِسَتِهِمْ سَبْعَ سِنِينَ ) رواه ابن ماجة (صحيح) .
• إنّ خروج يأجوج ومأجوج شر ، وقد فُتح من سدّهم ما فُتح ، كما قال  في حديث زينب بنت جحش رضي الله عنها : ( لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ قَالَ نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ ) رواه الشيخان .
• أخبر النبي  أنّ البيت يُحجّ ويُعتمر بعد خروج يأجوج ومأجوج ، كما قال  في حديث أبي سعيد الخدري  : ( لَيُحَجَّنَّ الْبَيْتُ وَلَيُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ) رواه البخاري .


من العلامات الكبرى :
الدجّـــال

• وهو من العشر الآيات ،كما قال  في حديث حذيفة بن أسيد  : ( إِنَّ السَّاعَةَ لا تَقُومُ حَتَّى تكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ ) وذكر منها : ( وَالدَّجَّالُ ) رواه مسلم .
• الدجال لا يبقى شيءٌ من الأرض إلا وطِئه وظهر عليه إلا مكة والمدينة ، كما في حديث أبي أمامة  الذي مرّ ، وفي حديث أنس  أنّه  قال : ( يَجِيءُ الدَّجَّالُ فَيَطَأُ الْأَرْضَ إِلَّا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ فَيَأْتِي الْمَدِينَةَ فَيَجِدُ بِكُلِّ نَقْبٍ مِنْ نِقَابِهَا صُفُوفًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ فَيَأْتِي سَبْخَةَ الْجَرْفِ فَيَضْرِبُ رِوَاقَهُ فَتَرْجُفُ الْمَدِينَةُ ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ كُلُّ مُنَافِقٍ وَمُنَافِقَةٍ ) رواه أحمد وابن ماجة (صحيح) . وفي حديث أبي أمامة  قوله  عن الدجال : ( إِلَّا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ لَا يَأْتِيهِمَا مِنْ نَقْبٍ مِنْ نِقَابِهِمَا إِلَّا لَقِيَتْهُ الْمَلَائِكَةُ بِالسُّيُوفِ صَلْتَةً حَتَّى يَنْزِلَ عِنْدَ الظُّرَيْبِ الْأَحْمَرِ عِنْدَ مُنْقَطَعِ السَّبَخَةِ فَتَرْجُفُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ...الحديث ) رواه ابن ماجة والحاكم وابن خزيمة (صحيح) .
• إنّ الناس يفرّون من الدجال إلى الجبال ، كما قال  في حديث أمّ شريك رضي الله عنها : ( لَيَفِرَّنَّ النَّاسُ مِنْ الدَّجَّالِ فِي الْجِبَالِ ) رواه مسلم .
• في حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها (حديث تميم الداري ) أنّ الدجال موجودٌ في جزيرة في البحر ، وأن الجسّاسة (دابة) دلتهم عليه وأنّه (الدجال) ، وأنه قال لهم : ( أَخْبِرُونِي عَنْ نَخْلِ بَيْسَانَ ) قال تميم الداري : ( قُلْنَا عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ قَالَ أَسْأَلُكُمْ عَنْ نَخْلِهَا هَلْ يُثْمِرُ قُلْنَا لَهُ نَعَمْ قَالَ أَمَا إِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ لَا تُثْمِرَ قَالَ أَخْبِرُونِي عَنْ بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ قُلْنَا عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ قَالَ هَلْ فِيهَا مَاءٌ قَالُوا هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ قَالَ أَمَا إِنَّ مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ قَالَ أَخْبِرُونِي عَنْ عَيْنِ زُغَرَ قَالُوا عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ قَالَ هَلْ فِي الْعَيْنِ مَاءٌ وَهَلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بِمَاءِ الْعَيْنِ قُلْنَا لَهُ نَعَمْ هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِنْ مَائِهَا قَالَ أَخْبِرُونِي عَنْ نَبِيِّ الْأُمِّيِّينَ مَا فَعَلَ قَالُوا قَدْ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِبَ قَالَ أَقَاتَلَهُ الْعَرَبُ قُلْنَا نَعَمْ قَالَ كَيْفَ صَنَعَ بِهِمْ فَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ عَلَى مَنْ يَلِيهِ مِنْ الْعَرَبِ وَأَطَاعُوهُ قَالَ لَهُمْ قَدْ كَانَ ذَلِكَ قُلْنَا نَعَمْ قَالَ أَمَا إِنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ وَإِنِّي مُخْبِرُكُمْ عَنِّي إِنِّي أَنَا الْمَسِيحُ وَإِنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِي فِي الْخُرُوجِ ...الحديث) رواه مسلم .
• ويتبع الدجال ما جاء في حديث أنسٍ  أنّه  قال : ( يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمْ الطَّيَالِسَةُ ) رواه مسلم . وفي حديث أبي أمامة  قوله  : ( فَإِذَا انْصَرَفَ ) يعني من الصلاة
( قَالَ عِيسَى  افْتَحُوا الْبَابَ فَيُفْتَحُ وَوَرَاءَهُ الدَّجَّالُ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ يَهُودِيٍّ كُلُّهُمْ ذُو سَيْفٍ مُحَلًّى وَسَاجٍ...الحديث) رواه ابن ماجة والحاكم (صحيح) .
• الدّجال لا يظهر على بيت المقدس ، ومن آمن به وصدقه لم ينفعه صالح من عمله سلف ، ومن كفر به وكذّبه لم يُعاقب بشيء سلف ، وفي حديث سمرة  أنه  قال : ( فَإِنَّهُ مَتَى يَخْرُجْ فَسَوْفَ يَزْعُمُ أَنَّهُ اللَّهُ، فَمَنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ فَلَيْسَ يَنْفَعُهُ صَالِحٌ مِنْ عَمَلِهِ سَلَفَ، وَمَنْ كَفَرَ بِهِ وَقَاتَلَهُ فَلَيْسَ يُعَاقَبُ بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ سَلَفَ، وَإِنَّهُ سَيَظْهَرُ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا غَيْرَ الْحَرَمِ، وَبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَإِنَّهُ يَسُوقُ النَّاسَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَيُحْصَرُونَ حَصْرًا شَدِيدًا ...الحديث) رواه أحمد وأبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان والحاكم .
• الدجال يقتله عيسى بن مريم  ببابِ لُدّ ، كما في قوله  في حديث النّوّاس بن سمعان : ( إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ ) وفيه ( فَيَطْلُبُهُ ) يطلب الدجال ( حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ ...الحديث ) رواه مسلم . وفي حديث أبي أمامة  : ( فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ الدَّجَّالُ ) نظر إلى عيسى  ( ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ وَيَنْطَلِقُ هَارِبًا وَيَقُولُ عِيسَى  إِنَّ لِي فِيكَ ضَرْبَةً لَنْ تَسْبِقَنِي بِهَا فَيُدْرِكُهُ عِنْدَ بَابِ اللُّدِّ الشَّرْقِيِّ فَيَقْتُلُهُ فَيَهْزِمُ اللَّهُ الْيَهُودَ...الحديث) رواه ابن ماجة والحاكم (صحيح) .
فتنة الدجال
• أعظم فتنة هي فتنة الدجال ، ولم يُبعث نبي إلا حذر أمّته الدجال ، وإنّ الدجال كافر ، وقد قال  في حديث أبي أمامة  : ( إِنَّهُ لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ مُنْذُ ذَرَأَ اللَّهُ ذُرِّيَّةَ آدَمَ أَعْظَمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ وَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلَّا حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ ) رواه ابن ماجة والحاكم وابن خزيمة (صحيح) . وفي حديث حذيفة  أنه  قال عن الدجال : ( مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِبٍ ) رواه مسلم .
• من فتنة الدجال ما جاء في حديث أبي أمامة  وهو قوله  : ( وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَقُولَ لِأَعْرَابِيٍّ أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وَأُمَّكَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ فَيَقُولُ نَعَمْ فَيَتَمَثَّلُ لَهُ شَيْطَانَانِ فِي صُورَةِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَيَقُولَانِ يَا بُنَيَّ اتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ رَبُّكَ ) رواه ابن ماجة والحاكم (صحيح) .
• مع الدجال ماء ونار ، وذلك تمثال الجنة والنار ، وما يفعل العبد إن أدركه ذلك ، كما قال  في حديث حذيفة  : ( إِنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إِذَا خَرَجَ مَاءً وَنَارًا فَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهَا النَّارُ فَمَاءٌ بَارِدٌ وَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ فَنَارٌ تُحْرِقُ فَمَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يَرَى أَنَّهَا نَارٌ فَإِنَّهُ عَذْبٌ بَارِدٌ ) رواه البخاري ومسلم . وفي حديث أبي هريرة  قوله  : ( أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا عَنْ الدَّجَّالِ مَا حَدَّثَ بِهِ نَبِيٌّ قَوْمَهُ إِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّهُ يَجِيءُ مَعَهُ بِمِثَالِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَالَّتِي يَقُولُ إِنَّهَا الْجَنَّةُ هِيَ النَّارُ وَإِنِّي أُنْذِرُكُمْ كَمَا أَنْذَرَ بِهِ نُوحٌ قَوْمَهُ ) رواه الشيخان .
• من دخل نهر الدجال وجَبَ وِزرُه وحُطّ أجرُه ، إلى آخر ما جاء في قوله  في حديث حذيفة  : ( يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مَعَهُ نَهْرٌ وَنَارٌ فَمَنْ وَقَعَ فِي نَارِهِ وَجَبَ أَجْرُهُ وَحُطَّ وِزْرُهُ وَمَنْ وَقَعَ فِي نَهْرِهِ وَجَبَ وِزْرُهُ وَحُطَّ أَجْرُهُ قَالَ قُلْتُ ثُمَّ مَاذَا قَالَ ثُمَّ هِيَ قِيَامُ السَّاعَةِ ) رواه أحمد وأبو داود والحاكم (صحيح) .


خروج الدجال
• الدجال يخرج من غَضبةٍ يغضبها ، كما قال  في حديث حفصة رضي الله عنها : ( إِنَّمَا يَخْرُجُ مِنْ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا ) رواه مسلم .
• الدجال يخرج من أرضٍ بالمشرق ، كما قال  في حديث أبي بكرٍ الصديق  : ( الدَّجَّالُ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ بِالْمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا خُرَاسَانُ يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ ) رواه الترمذي والحاكم (صحيح) .
• فتح القسطنطينية هو خروج الدجال ، كما قال  في حديث معاذ  : ( عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ القُسْطَنْطِينِيَّةَ وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ ) رواه أبو داود وأحمد (صحيح) . وفي حديث أبي هريرة  قوله  : (سَمِعْتُمْ بِمَدِينَةٍ جَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَرِّ وَجَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَحْرِ قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْزُوَهَا سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ بَنِي إِسْحَقَ فَإِذَا جَاءُوهَا نَزَلُوا فَلَمْ يُقَاتِلُوا بِسِلَاحٍ وَلَمْ يَرْمُوا بِسَهْمٍ قَالُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ فَيَسْقُطُ أَحَدُ جَانِبَيْهَا قَالَ ثَوْرٌ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ الَّذِي فِي الْبَحْرِ ثُمَّ يَقُولُوا الثَّانِيَةَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ فَيَسْقُطُ جَانِبُهَا الْآخَرُ ثُمَّ يَقُولُوا الثَّالِثَةَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ فَيُفَرَّجُ لَهُمْ فَيَدْخُلُوهَا فَيَغْنَمُوا فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْمَغَانِمَ إِذْ جَاءَهُمْ الصَّرِيخُ فَقَالَ إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ فَيَتْرُكُونَ كُلَّ شَيْءٍ وَيَرْجِعُونَ ) رواه مسلم .
• يخرج الدجال ويتوجّه إلى أحد المؤمنين ( أعظم الناس شهادة عند رب العالمين ) كما قال  في حديث أبي سعيد  : ( يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فَيَتَوَجَّهُ قِبَلَهُ رَجُلٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فَتَلْقَاهُ الْمَسَالِحُ مَسَالِحُ الدَّجَّالِ فَيَقُولُونَ لَهُ أَيْنَ تَعْمِدُ فَيَقُولُ أَعْمِدُ إِلَى هَذَا الَّذِي خَرَجَ قَالَ فَيَقُولُونَ لَهُ أَوَ مَا تُؤْمِنُ بِرَبِّنَا فَيَقُولُ مَا بِرَبِّنَا خَفَاءٌ فَيَقُولُونَ اقْتُلُوهُ فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَلَيْسَ قَدْ نَهَاكُمْ رَبُّكُمْ أَنْ تَقْتُلُوا أَحَدًا دُونَهُ قَالَ فَيَنْطَلِقُونَ بِهِ إِلَى الدَّجَّالِ فَإِذَا رَآهُ الْمُؤْمِنُ قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَذَا الدَّجَّالُ الَّذِي ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ  قَالَ فَيَأْمُرُ الدَّجَّالُ بِهِ فَيُشَبَّحُ فَيَقُولُ خُذُوهُ وَشُجُّوهُ فَيُوسَعُ ظَهْرُهُ وَبَطْنُهُ ضَرْبًا قَالَ فَيَقُولُ أَوَ مَا تُؤْمِنُ بِي قَالَ فَيَقُولُ أَنْتَ الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ قَالَ فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُؤْشَرُ بِالْمِئْشَارِ مِنْ مَفْرِقِهِ حَتَّى يُفَرَّقَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ قَالَ ثُمَّ يَمْشِي الدَّجَّالُ بَيْنَ الْقِطْعَتَيْنِ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ قُمْ فَيَسْتَوِي قَائِمًا قَالَ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ أَتُؤْمِنُ بِي فَيَقُولُ مَا ازْدَدْتُ فِيكَ إِلَّا بَصِيرَةً قَالَ ثُمَّ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَا يَفْعَلُ بَعْدِي بِأَحَدٍ مِنْ النَّاسِ قَالَ فَيَأْخُذُهُ الدَّجَّالُ لِيَذْبَحَهُ فَيُجْعَلَ مَا بَيْنَ رَقَبَتِهِ إِلَى تَرْقُوَتِهِ نُحَاسًا فَلَا يَسْتَطِيعُ إِلَيْهِ سَبِيلًا قَالَ فَيَأْخُذُ بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ فَيَقْذِفُ بِهِ فَيَحْسِبُ النَّاسُ أَنَّمَا قَذَفَهُ إِلَى النَّارِ وَإِنَّمَا أُلْقِيَ فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  هَذَا أَعْظَمُ النَّاسِ شَهَادَةً عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) رواه مسلم .
• وعلى من سمع بالدجال عند خروجه أن ينأى عنه ؛ لقوله  في حديث عمران بن حصين  :
( مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنْ الشُّبُهَاتِ ) رواه أحمد وأبو داود (صحيح) .


صفات الدجال
• من صفات الدجال ما جاء في حديث عبادة بن الصامت  أنّه  قال : ( إِنِّي قَدْ حَدَّثْتُكُمْ عَنْ الدَّجَّالِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ لَا تَعْقِلُوا إِنَّ مَسِيحَ الدَّجَّالِ رَجُلٌ قَصِيرٌ أَفْحَجُ جَعْدٌ أَعْوَرُ مَطْمُوسُ الْعَيْنِ لَيْسَ بِنَاتِئَةٍ وَلَا حَجْرَاءَ فَإِنْ أُلْبِسَ عَلَيْكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ وَأَنَّكُمْ لَنْ تَرَوْا رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَتَّى تَمُوتُوا ) رواه أبو داود وأحمد (صحيح) .
• الدّجال أعور العين اليمنى ، كما في حديث ابن عمرو ، وهو قوله  : ( أَلَا إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِئَةٌ...الحديث ) رواه الشيخان .
• الدجال معيب العين اليسرى (ممسوح العين ) ، كما قال  في حديث أنس  : ( الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ...الحديث ) رواه مسلم . وجاء في حديث حذيفة  قوله  : ( الدَّجَّالُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى جُفَالُ الشَّعَرِ مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ ) رواه مسلم . فالذي يجمع بين الحديثين : أنّه أعور العين اليمنى وأنّ عينه الثانية مَعيبة (من العور أي : العيب )كما في حديث أنسٍ  قوله  : ( إِنَّ الدَّجَّالَ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ ) رواه أحمد (صحيح) .
• الدّجال لا يُولدُ له ، كما قال  في حديث أبي سعيد  : ( الدَّجَّالَ لَا يُولَدُ لَهُ ولَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ وَلَا مَكَّةَ ) رواه أحمد (صحيح) .
• مما ذكره رسول الله  عن الدجال وممّا يُشرع لمن أدركه ما جاء في حديث النّوّاس بن سمعان  أنه  قال : ( غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ عَيْنُهُ طَافِئَةٌ كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَيْنَ الشَّأْمِ وَالْعِرَاقِ فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالًا يَا عِبَادَ اللَّهِ فَاثْبُتُوا قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا لَبْثُهُ فِي الْأَرْضِ قَالَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا يَوْمٌ كَسَنَةٍ وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ قَالَ لَا اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ قَالَ كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ وَالْأَرْضَ فَتُنْبِتُ فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرًا وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ فَيَقُولُ لَهَا أَخْرِجِي كُنُوزَكِ فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا مُمْتَلِئًا شَبَابًا فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَضِ ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ...الحديث) رواه مسلم .

الدجال وابن صيّاد
• استأذن عمر  في قتل ابن صيّاد ، فقال له  : ( دَعْهُ فَإِنْ يَكُنْ الَّذِي تَخَافُ لَنْ تَسْتَطِيعَ قَتْلَهُ ) رواه مسلم . وقال  لابن صيّاد : ( إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا ) سورة الدخان ( فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ هُوَ الدُّخُّ فَقَالَ اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ ) رواه الشيخان . وقال  لعمر  : ( إِنْ يَكُنْ هُوَ فَلَنْ تُسَلَّطُ عَلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ ) رواه الشيخان . [ إنّ عمر  كان يظن أنّ ابن صيّاد هو الدجال ] .






ما يشرع للمسلم فعله ليعصمه الله فتنة الدجال
1- قبل خروج الدجال
1- أن يحفظ عشر آيات من أول سورة الكهف ؛ لِيُعصم من فتنة الدجال ؛ لقوله  في حديث أبي الدرداء  : ( مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْف عُصِمَ مِنْ الدَّجَّالِ ) رواه مسلم.
2- أن يستعيذ بالله من فتنة المسيح الدجال في صلاته قبل التسليم ، وقد قال  : ( إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ) رواه مسلم عن أبي هريرة  .
3- أن يستعيذ في غير الصلاة ،كما قالت عائشة رضي الله عنها : ( أَنَّ النَّبِيَّ  كَانَ يَسْتَعِيذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ) رواه النسائي (صحيح) .

2- بعد خروج الدجال :
1- أن ينأى عنه ولا يأتيه ، وليَفِرّ منه .
2- يقرأ عليه فواتح سورة الكهف .
3- إن أُحضر عنده ، فليدخل في ناره ، فإنّها ماءٌ بارد .
4- ليكذّبه ولا يُصدقه .
5- إن رأى أنّه أحيا أباه وأمه ، فليعلم أنهما ليسا أباه وأمه ، وإنما هما شيطانان . والله الموفق.






ومن العلامات الكبرى :
نزول عيسى 
كما في حديث حُذيفة بن أَسِيد الغفاري ط قَالَ : ( اطَّلَعَ النَّبِيُّ > عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَقَالَ مَا تَذَاكَرُونَ قَالُوا نَذْكُرُ السَّاعَةَ قَالَ إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ فَذَكَرَ الدُّخَانَ وَالدَّجَّالَ وَالدَّابَّةَ وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ ) رواه مسلم .

صفة عيسى  ومكثه في الأرض
• أنّ عيسى  نازل ، ومن صفاته ما جاء في حديث أبي هريرة  وهو قوله  : ( لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ يَعْنِي عِيسَى وَإِنَّهُ نَازِلٌ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ رَجُلٌ مَرْبُوعٌ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ بَيْنَ مُمَصَّرَتَيْنِ كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ فَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ وَيُهْلِكُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ ) رواه أبو داود (صحيح) .
مكان النزول وصفته
• ينزل عيسى  عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ، كما قال  في حديث النوّاس بن سمعان  : ( إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ ) رواه مسلم .
• ويكون نزول عيسى  وهو واضع كفيه على أجنحة ملكين ، ولا يحلّ لكافر يجد ريح نفس عيسى  إلا مات ، وقد قال  في حديث النوّاس  بعد أن ذكر الدجال : ( إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ فَيَطْلُبُهُ ) يطلب الدّجال ( حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمْ اللَّهُ مِنْهُ ) من الدجال ( فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ...الحديث ) رواه مسلم .
• وعندما ينزل عيسى  الصّبح وقد تقدّم الإمام ليصلي بهم ، فيرجع ذلك الإمام ، كما قال  في حديث أبي أمامة  : ( فَبَيْنَمَا إِمَامُهُمْ قَدْ تَقَدَّمَ يُصَلِّي بِهِمْ الصُّبْحَ إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِمْ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ الصُّبْحَ فَرَجَعَ ذَلِكَ الْإِمَامُ يَنْكُصُ يَمْشِي الْقَهْقَرَى لِيَتَقَدَّمَ عِيسَى يُصَلِّي بِالنَّاسِ فَيَضَعُ عِيسَى يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ تَقَدَّمْ فَصَلِّ فَإِنَّهَا لَكَ أُقِيمَتْ فَيُصَلِّي بِهِمْ إِمَامُهُمْ...الحديث ) رواه ابن ماجة (صحيح) . وقال  في حديث أبي هريرة  : (كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ ) رواه الشيخان . وقال  في حديث جابر  : ( فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ  فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ تَعَالَ صَلِّ لَنَا فَيَقُولُ لَا إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ ) رواه مسلم .
أين يقتل عيسى  الدجال ؟
• يقتل عيسى  الدجالَ بباب اللُدّ الشرقي ، وقد قال  في حديث مُجَمِّع بن جارية  : ( يَقْتُلُ ابْنُ مَرْيَمَ الدَّجَّالَ بِبَابِ لُدٍّ ) رواه الترمذي وأحمد (صحيح) . وفي حديث أبي أمامة  : ( فَيُدْرِكُهُ عِنْدَ بَابِ اللُّدِّ الشَّرْقِيِّ فَيَقْتُلُهُ ) رواه ابن ماجة (صحيح) .

ما يكون في زمن عيسى 
• وفي زمانه يفيض المال ، ويحكم بالقسط والعدل ، كما في حديث أبي هريرة  أنه  قال :
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ) رواه الشيخان .
• وفي زمانه تُترك القلائص (النُّوق) ، وتذهب الشحناء والتحاسد ، كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( وَاللَّهِ لَيَنْزِلَنَّ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَادِلًا فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ وَلَيَقْتُلَنَّ الْخِنْزِيرَ وَلَيَضَعَنَّ الْجِزْيَةَ وَلَتُتْرَكَنَّ الْقِلَاصُ فَلَا يُسْعَى عَلَيْهَا وَلَتَذْهَبَنَّ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ وَالتَّحَاسُدُ وَلَيَدْعُوَنَّ إِلَى الْمَالِ فَلَا يَقْبَلُهُ أَحَدٌ )رواه مسلم .
• في زمن عيسى  إذا نزل ، يكون ما جاء في قوله  عن عيسى  في حديث أبي أمامة  : ( وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ وَيَتْرُكُ الصَّدَقَةَ فَلَا يُسْعَى عَلَى شَاةٍ وَلَا بَعِيرٍ وَتُرْفَعُ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ وَتُنْزَعُ حُمَةُ كُلِّ ذَاتِ حُمَةٍ حَتَّى يُدْخِلَ الْوَلِيدُ يَدَهُ فِي فِي الْحَيَّةِ فَلَا تَضُرَّهُ وَتُفِرَّ الْوَلِيدَةُ الْأَسَدَ فَلَا يَضُرُّهَا وَيَكُونَ الذِّئْبُ فِي الْغَنَمِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا وَتُمْلَأُ الْأَرْضُ مِنْ السِّلْمِ كَمَا يُمْلَأُ الْإِنَاءُ مِنْ الْمَاءِ وَتَكُونُ الْكَلِمَةُ وَاحِدَةً فَلَا يُعْبَدُ إِلَّا اللَّهُ وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا وَتُسْلَبُ قُرَيْشٌ مُلْكَهَا وَتَكُونُ الْأَرْضُ كَفَاثُورِ الْفِضَّةِ تُنْبِتُ نَبَاتَهَا بِعَهْدِ آدَمَ حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّفَرُ عَلَى الْقِطْفِ مِنْ الْعِنَبِ فَيُشْبِعَهُمْ وَيَجْتَمِعَ النَّفَرُ عَلَى الرُّمَّانَةِ فَتُشْبِعَهُمْ وَيَكُونَ الثَّوْرُ بِكَذَا وَكَذَا مِنْ الْمَالِ وَتَكُونَ الْفَرَسُ بِالدُّرَيْهِمَاتِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا يُرْخِصُ الْفَرَسَ قَالَ لَا تُرْكَبُ لِحَرْبٍ أَبَدًا قِيلَ لَهُ فَمَا يُغْلِي الثَّوْرَ قَالَ تُحْرَثُ الْأَرْضُ كُلُّهَا ) رواه ابن ماجة والحاكم وابن خزيمة (صحيح) .
[ الفاثور : الخوان أو الجام من الفضة] .
فضل أصحاب عيسى آخر الزمان 
• قال  في حديث ثوبان  : ( عِصَابَتَانِ مِنْ أُمَّتِي أَحْرَزَهُمَا اللَّهُ مِنْ النَّارِ عِصَابَةٌ تَغْزُو الْهِنْدَ وَعِصَابَةٌ تَكُونُ مَعَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَام ) رواه أحمد والنسائي (صحيح) .


ــــــــ( الإيمان بالموت )ــــــــ
ومما يدخل في الإيمان باليوم الآخر ، الإيمان بالموت ، والإيمان بالموت يتناول :
ماهو الموت ؟
• الموت هو : مفارقة النفس (الروح) الجسدَ بخروجها منه ، وفي حديث البراء  أن ملك الموت يجلس عند رأس العبد في حال انقطاعه من الدنيا وإقباله على الآخرة ، ويقول لروح المؤمن : ( أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ قَالَ فَتَخْرُجُ فتَسِيلُ...الحديث) رواه أحمد و ابو داود (صحيح) .
• الموت ليس فَناءً للروح ، فإنّ الروح لا تفنى ، وإنّما تُنعّم أو تُعذّب ، وقد يكون النعيم أو العذاب على الروح فقط ، أو على الروح والبدن ، كما في حديث : ( إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ...الحديث) رواه أحمد وأبو داود (صحيح) .
معنى الإيمان بالموت
• الإيمان بأنّ الهلاك متحتمٌ على من كان في الدنيا من المخلوقات ، وأنّ كل نفس ذائقة الموت ، كما قال تعالى :  كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ  [القصص:88]. وقال تعالى :  كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وِالإكْرَامِ  [الرحمن: 26، 27] . وقال تعالى :  كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ  [آل عمران: 185]. وقال تعالى لرسوله  :  إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ  [الزمر:30]. وقال تعالى :  وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ  [الأنبياء: 34] . وكان  يقول كما في حديث ابن عباس  : ( أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ ) رواه البخاري .
• وأن الموت قد وُكِّل به ملك الموت ، كما قال تعالى :  قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ...الآية[السجدة:11] . وقال تعالى :  تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ  [الأنعام:61] . وكما في حديث البراء  : ( ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ  حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ ) رواه أحمد (صحيح) .
• وأنّ كلاً له أجل محدود ينتهي إليه ، لا يزيد عليه ، ولا يقصر عنه ، وقد علم الله  ذلك كله ، وكُتب ذلك بأمر الله ، وقد قال تعالى :  وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً  [آل عمران:145] . وقال تعالى : كُلٌّ يَجْرِي لأجَلٍ مُسَمًّى  [الزمر: 5]. وقال تعالى :  قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الذين كُتِبَ عَلَيْهِمُ القتل إلى مَضَاجِعِهِمْ  [آل عمران:154] . وقال  في حديث ابن مسعود  : ( إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ وَيُقَالُ لَهُ اكْتُبْ عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ ) رواه الشيخان . ولمّا قالت أم حبيبة رضي الله عنها : ( اللَّهُمَّ مَتِّعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللَّهِ  وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ  إِنَّكِ سَأَلْتِ اللَّهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ وَآثَارٍ مَوْطُوءَةٍ وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ لَا يُعَجِّلُ شَيْئًا مِنْهَا قَبْلَ حِلِّهِ وَلَا يُؤَخِّرُ مِنْهَا شَيْئًا بَعْدَ حِلِّهِ وَلَوْ سَأَلْتِ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ لَكَانَ خَيْرًا لَكِ ) رواه مسلم .
• وأن ذلك الأجل المحتوم المحدد لانتهاء كل عمرٍ إليه ، لا اطّلاع لنا عليه ، ولا علم لنا به ، فلا يعلمه إلا الله  ، وهو من مفاتح الغيب التي لا يعلمها إلا الله  ، كما قال تعالى : وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ * الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ ...الآية  [الأنعام :59] . وقال تعالى :  وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ  [لقمان: 34] . وقال  : ( إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا أَرَادَ قَبْضَ رُوحِ عَبْدٍ بِأَرْضٍ جَعَلَ لَهُ فِيهَا حَاجَةً ) رواه أحمد (صحيح) .

مسألة : قوله تعالى :  وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ ...الآية 
• وأما قوله تعالى :  وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ  [فاطر:11]. فمعناه كما أُثر عن ابن عباس  : ( ليس أحد قضيت له بطول العمر والحياة ، إلا وهو بالغ ما قدّرت له من العمر ، وقد قضيت ذلك له ، فإنما ينتهي إلى الكتاب الذي كتبت له ، فذلك قوله تعالى :  وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلا فِي كِتَابٍ  يقول : كل ذلك في كتاب عنده ) رواه بن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم .

ذكر الموت والحكمة منه
• وإن على العبد أن يذكر الموت ، ويجعله على باله ، وقد قال  في حديث ابن عمر  : ( أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ يَعْنِي الْمَوْتَ ) رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة (صحيح) . وقال  في حديث أبي هريرة  : ( أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ المَوت فَإِنَّهُ لم يذكرُهُ أَحَدٌ فِي ضِيقٍ مِنَ العَيش إلا وَسَّعَهُ اللَّهُ عليه ، وَلا ذَكَرهُ فِي سَعَةٍ إلا ضَيَّقَهَا عَلَيْهِ ) رواه ابن حبان (حسن) .وقال  لابن عمر  : (كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ ) رواه البخاري . وكان ابن عمر يقول : ( إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الْمَسَاءَ وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ ) رواه البخاري .

الاستعداد للموت
على العبد أن يستعدّ للموت قبل نزوله به ، والمبادرة بالعمل الصالح ، والتوبة إلى الله  ، وقد قال تعالى :  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ  [المنافقون:9-11] .
وذلك بما يلي :
1- المبادرة بكل عمل صالح قبل علامات القيامة ، وقد قال  في حديث أبي هريرة  : ( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا الدَّجَّالَ وَالدُّخَانَ وَدَابَّةَ الْأَرْضِ وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَأَمْرَ الْعَامَّةِ وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ ) رواه مسلم .
2- المبادرة بالأعمال الصالحة قبل الفتن ، وقد قال  في حديث أبي هريرة  : ( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا ) رواه مسلم .
3- المبادرة بالأعمال الصالحة قبل انتشار الذنوب وبعض الأمور التي قد تحول دون سهولة المبادرة ، وقد قال  في حديث عابس الغفاري  : ( بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سِتًّا: إِمَارَةُ السُّفَهَاءِ، وَكَثْرَةُ الشُّرَطِ، وَبَيْعُ الْحُكْمِ، واسْتِخْفَافٌ بِالدَّمِ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ، وَنَشْوٌ يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ، يُقَدِّمُونَ أَحَدُهُمْ لِيُغَنِّيَهُمْ وَإِنْ كَانَ أَقَلُّهُمْ فِقْهًا ) رواه الطبراني في الكبير (صحيح) .
4- الصدقة والنفقة في وجوه الخير من المال وغيره ، وقد قال تعالى :  وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ ...الآية  [المنافقون:10] .
5- الحرص والاجتهاد في حسن الخاتمة ، فيكون العبد على طاعةٍ بصفةٍ مستمرة ، وقد قال تعالى :
 فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ  [البقرة :132].
6- اغتنم الصحة والفراغ في الأعمال الصالحة ، وقد قال  في حديث ابن عباس  : ( نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ ) رواه البخاري .
7- اغتنم الخمس في حديث ابن عباس ، وهو قوله : ( اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ : شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ )رواه الحاكم (صحيح).
8- السعي في تربية الأولاد ليكونوا صالحين ، حتى يدعوا لأهليهم ، والاجتهاد في طلب العلم الشرعي ، والنافع ، ونشره ، وعمل الصدقات الجارية ، وقد قال  في حديث أبي هريرة  : ( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ ) رواه مسلم. ومن الصدقة الجارية التي تلحق المسلم بعد موته ما جاء في حديث أبي هريرة  أنّه  قال : ( إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَـيَاتِهِ يَلْحَـقُهُ مِنْ بَعْـدِ مَوْتِهِ ) رواه ابن ماجة (حسن) .
9- أن يتصدق العبد فيوصي بثلث ماله عند وفاته ، وقد قال  في حديث أبي هريرة  : ( إِنَّ اللَّهَ تَصَدَّقَ عَلَيْكُمْ عِنْدَ وَفَاتِكُمْ بِثُلُثِ أَمْوَالِكُمْ زِيَادَةً لَكُمْ فِي أَعْمَالِكُمْ ) رواه ابن ماجة (حسن) .
10- ليعلم العبد أن أجله محيطٌ به ، فليغتنم هذا العمر في كل عمل صالح ، ولا يُضيع من عمره شيئاً ، ولا يُطيل الأمل في الدنيا ، فإنّ الأجل يقطع الأمل ، وقد جاء في حديث ابن مسعود  قال :
( خَطَّ النَّبِيُّ  خَطًّا مُرَبَّعًا وَخَطَّ خَطًّا فِي الْوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ وَخَطَّ خُطَطًا صِغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الْوَسَطِ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي فِي الْوَسَطِ وَقَالَ هَذَا الْإِنْسَانُ وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ أَوْ قَدْ أَحَاطَ بِهِ وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ وَهَذِهِ الْخُطَطُ الصِّغَارُ الْأَعْرَاضُ فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا ) رواه البخاري . وفي حديث أنس  : (فَقَالَ هَذَا الْأَمَلُ وَهَذَا أَجَلُهُ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَهُ الْخَطُّ الْأَقْرَبُ ) رواه البخاري .




11- ليحذر العبد من ضياع عمره ، وليستجب العبد لله في كل لحظة من لحظت عمره ، فليقم بما أوجب الله عليه ، ولينته عما نهاه عنه الله ورسوله  ، وليسارع إلى المندوبات من قبل أن يموت وتأتي القيامة ، وقد قال تعالى :  استجيبوا لِرَبِّكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ الله مَا لَكُمْ مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّكِيرٍ  [الشورى :47] .

ـــــــــ( الإيمان بما بعد الموت )ـــــــــــ
ومما يدخل في الإيمان باليوم الآخر ، الإيمان بما بعد الموت ، ومن ذلك :

سؤال القبر وفتنته
في حديث البراء  قوله  : ( فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ رَبِّيَ اللَّهُ فَيَقُولَانِ لَهُ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ دِينِيَ الْإِسْلَامُ فَيَقُولَانِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ  فَيَقُولَانِ لَهُ وَمَا عِلْمُكَ فَيَقُولُ قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ ) وذكر الكافر أنّه يقول جواباً لهذه الأسئلة : من ربك ؟ ما دينك؟ ما هذا الرجل الذي بُعث فيكم ؟
( فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي ...الحديث ) رواه أحمد وأبو داود والحاكم (صحيح) . وفي حديث عائشة رضي الله عنها أنه  قال : ( أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ ...الحديث) رواه الشيخان .
• إنّ الملكين اللذين يسألان الميت في قبره ، أسودان أزرقان ، يقال لأحدهما المنكر ، وللآخر النّكير ، كما في حديث أبي هريرة  أنّه  قال : ( إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالْآخَرُ النَّكِيرُ...الحديث) رواه الترمذي (حسن) .
• والقبر هو كما  في حديث عثمان  : ( إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنَازِلِ الآخِرَةِ ، فَإِنْ نَجَا مِنْهُ ، فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ ، فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ ) رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم (حسن) .


إثبات عذاب القبر :
قال تعالى :  الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ  [النحل:28،29] . فهم يدخلون جهنم من يوم مماتهم بأرواحهم ، ويُصيب أجسادهم في قبورهم من حرِّها وسمومها ، فالعذاب على الروح والجسد . وقال تعالى عن آل فرعون :  النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ  [غافر:46] .وقال تعالى : مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا  [ نوح:25 ]. وقال تعالى : سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ  [التوبة:101] . وقال  في حديث أنس  : ( إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ ...الحديث ) وفيه ذِكْر الكافر أو المنافق إذا سُئل : ما كنت تقول في هذا الرجل محمد  ، أنّه يقول : ( لَا أَدْرِي كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ فَيُقَالُ لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ وَيُضْرَبُ بِمَطَارِقَ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ ) رواه الشيخان . وقال  في حديث أنس  : ( فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ ) رواه مسلم .
وقد كان  يقول : ( وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْر ِ) رواه الشيخان من حديث أنس  .وقال  في حديث عائشة رضي الله عنها : ( عَذَابُ الْقَبْرِ حَقٌّ ) رواه الشيخان .


مسألة : على من يقع عذاب القبر ؟
• واعلم أن عذاب القبر يكون على الكافر ، ويكون أيضاً على بعض العصاة من المؤمنين بسبب الذنوب ، كما في حديث ابن عباس  : ( مَرَّ النَّبِيُّ  عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ مِنْ كَبِيرٍ ثُمَّ قَالَ بَلَى أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَسْعَى بِالنَّمِيمَةِ وَأَمَّا أَحَدُهُمَا ف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : متن  اليوم الآخر   Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 32

متن  اليوم الآخر   Empty
مُساهمةموضوع: رد: متن اليوم الآخر    متن  اليوم الآخر   Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 3:30 pm

حال السموات والأرض يوم القيامة
• ويوم القيامة يَقبض الله  الأرض ، ويَطوي السموات ، كما قال تعالى :  يَوْمَ نَطْوِي السمآء كَطَيِّ السجل لِلْكُتُبِ  [الأنبياء : 104]. وكما قال  في حديث ابن عمر  : ( يَقْبِضُ اللَّهُ الْأَرْضَ وَيَطْوِي السَّمَوَاتِ بِيَمِينِهِ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ ) رواه الشيخان ، وفي لفظٍ عند مسلم عن ابن عمر  : ( يَطْوِي اللَّهُ  السَّمَاوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ ثُمَّ يَطْوِي الْأَرَضِينَ بِشِمَالِهِ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ ) .
• أما الأرض فإنها تكون يوم القيامة كما قال  في حديث أبي سعيد  : ( تَكُونُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُبْزَةً وَاحِدَةً يَتَكَفَّؤُهَا الْجَبَّارُ بِيَدِهِ كَمَا يَكْفَأُ أَحَدُكُمْ خُبْزَتَهُ فِي السَّفَرِ نُزُلًا لِأَهْلِ الْجَنَّةِ ) رواه الشيخان .

الحشر نوعان :
1- حشرٌ قبل الموت وقبل يوم القيامة : وهو ما جاء في حديث حذيفة بن أسيد  وهو قوله  :
( إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَكُونُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ ...الحديث ) وفيه : ( وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قُعْرَةِ عَدَنٍ تَسُوقُ النَّاسَ إِلَى الْمَحْشَرِ تَبِيتُ مَعَهُمْ إِذَا بَاتُوا وَتَقِيلُ مَعَهُمْ إِذَا قَالُوا ) رواه مسلم . وفي حديث أنسٍ  أنه  قال : ( أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنْ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ ...الحديث ) رواه البخاري . وقال  في حديث معاوية بن حيدة  : ( قَالَ إِنَّكُمْ تُحْشرُونَ رِجَالًا وَرُكْبَانًا وَتُجَرُّونَ عَلَى وُجُوهِكُمْ هَاهُنَا وَأومأ بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ ) رواه أحمد والترمذي والحاكم (صحيح) .
وآخر من يُحشرُ هم ما جاء في حديث أبي هريرة  ، قوله  : ( آخِرُ مَنْ يُحْشَرُ رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ يَنْعِقَانِ بِغَنَمِهِمَا فَيَجِدَانِهَا وَحْشًا حَتَّى إِذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ خَرَّا عَلَى وُجُوهِهِمَا ) رواه البخاري .
2- حشر بعد الموت : وذلك في أرض المحشر يوم القيامة .


من أنواع حشر الخلائق
• حشر جميع الخلائق: كما قال تعالى :  وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا  [ الكهف : 47 ].
• حشر الوحوش: كما قال تعالى :  وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ  [التكوير: 5].
• حشر المجرمين: زرق العيون من هول الموقف،كما قال تعالى: وَنَحْشُرُ المجرمين يَوْمِئِذٍ زُرْقاً [طه:102].
• حشر الظالمين واشباههم وأمثالهم : فأصحاب الزنا مع أصحاب الزنا ، وأصحاب الربا مع أصحاب الربا ، ونحو ذلك ، كما قال تعالى :  احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ  [الصافات: 22] .
• حشرُ من كل أمةٍ وقرن جماعةً من المكذبين ، فيُدفعون ويُساقون ، كما قال تعالى :  وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ [النمل:83].

ــــــــ( العرض والحساب )ــــــــ
ومما يدخل في الإيمان باليوم الأخر : الإيمان بالعرض والحساب .
معاني العرض
1- عرض الخلائق كلهم على ربهم : لا يخفى عليه منهم شيء ، كما قال تعالى :  يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ  [الحاقة: 18]. وقال تعالى :  وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ  [الكهف: 48].
2- العرض والحساب : كما قال تعالى :  إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ  [الغاشية: 21 -26] .


معنى الحساب
الحساب هو : العدّ والإحصاء ، وفيه :
حساب المؤمن وحساب الكافر
• حساب المؤمنين هو : عدُّ معاصيهم عليهم ، وتقريرهم بها ، وسترها عليهم ، ومفغرتها لهم ، وهذا ه ، وأمّا الكافر فيُنادى كما في حديث ابن عمر  قال : ( يُدْنَى الْمُؤْمِنُ مِنْ رَبِّهِ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ تَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا يَقُولُ أَعْرِفُ يَقُولُ رَبِّ أَعْرِفُ مَرَّتَيْنِ فَيَقُولُ سَتَرْتُهَا فِي الدُّنْيَا وَأَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ ثُمَّ تُطْوَى صَحِيفَةُ حَسَنَاتِهِ وَأَمَّا الْآخَرُونَ أَوْ الْكُفَّارُ فَيُنَادَى عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ  هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ  ) رواه البخاري .


الحساب ينقسم إلى قسمين :
• 1- حساب يسير : وهو العرض . ويُشرع للعبد أن يدعو الله  في بعض صلاته : اللهم حاسبني حساباً يسيراً ؛ لأنه في حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( سَمِعْتُ النَّبِيَّ  يَقُولُ فِي بَعْضِ صَلَاتِهِ اللَّهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا الْحِسَابُ الْيَسِيرُ قَالَ أَنْ يَنْظُرَ فِي كِتَابِهِ فَيَتَجَاوَزَ عَنْه ) رواه أحمد (صحيح) .
2- حساب مناقشة : وهو الذي يُعذب صاحبه . وقد قال  في حديث عائشة رضي الله عنها : ( لَيْسَ أَحَدٌ يُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا هَلَكَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى  فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا  فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  إِنَّمَا ذَلِكِ الْعَرْضُ وَلَيْسَ أَحَدٌ يُنَاقَشُ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا عُذِّبَ ) رواه الشيخان.
مسألة : من لا يحاسب من المؤمنين
• وهناك من لا يُحاسب ، كما قال  في حديث ابن عباس  : ( يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ هُمْ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) رواه الشيخان .وقد قال  لعُكّاشَة بن مِحْصَن : ( أَنْتَ مِنْهُمْ ) . وفي حديث أبي أمامة  : ( مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا ) رواه أحمد والترمذي (صحيح) .
أول من يُحاسب من الأمم
• وأول من يُحاسب من الأمم هذه الأمة ، لقوله  في حديث ابن عباس  : ( نَحْنُ آخِرُ الْأُمَمِ وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ يُقَالُ أَيْنَ الْأُمَّةُ الْأُمِّيَّةُ وَنَبِيُّهَا فَنَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ ) رواه ابن ماجة (صحيح) . وقال  : ( نَحْنُ الْآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا وَالْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلَائِقِ ) روه مسلم.
ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة
• ومما يُسأل عنه العبد يوم القيامة ، ما جاء في حديث أبي برزة الأسلمي  قال : قال رسول الله  : ( لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ ) رواه الترمذي (صحيح) . وعند الترمذي من حديث ابن مسعود  وفيه : ( وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ ) صحيح .


أول ما يحاسب عليه العبد
• أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة من حقوق الله  : الصلاة ، وقد قال  في حديث تميم الداري  : ( أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَلَاتُهُ فَإِنْ كَانَ أَتَمَّهَا كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً...الحديث ) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة والحاكم (صحيح) .
أول ما يُقضى فيه بين الناس
• وأول ما يُقضى بين الناس في الدماء ، لقوله  : ( أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ ) رواه الشيخان .


أنواع الذنوب
• والذنوب (الظلم) ثلاثة : كما قال  في حديث أنس  : ( الظلم ثلاثة : فظلم لا يغفره الله ، وظلم يغفره الله ، وظلم لا يتركه ، فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك ، قال الله تعالى : ( إن الشرك لظلم عظيم) ، وأما الظلم الذي يغفره الله تعالى فظلم العباد أنفسهم فيما بينهم وبين ربهم ، وأما الظلم الذي لا يتركه الله فظلم العباد بعضهم بعضا حتى يدين بعضهم من بعض ) رواه البزار (حسن) .
أنواع أداء الحقوق يوم القيامة
ستؤدَّى الحقوق إلى أهلها يوم القيامة ، وهذا الأداء أنواع :
النوع الأول : حقوق البهائم بعضها من بعض :
فيُقتصّ لبعضها من بعض ، كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنْ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ ) رواه مسلم وغيره .
النوع الثاني : حقوق العباد غير البهائم :
1- فليس هناك دينار ولا درهم ، وإنما الحسنات والسيئات : كما قال  لأصحابه  : ( أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ) رواه مسلم .
2- وقد يكون الأداء بالقصاص : كما في قوله  في حديث عمار بن ياسر  : ( من ضرب مملوكه ظلماً أُقيد منه يوم القيامة ) رواه الطبراني في الكبير (صحيح) . وقال  في حديث أبي هريرة  : ( مَنْ ضَرَبَ بسَوْطٍ ظُلْمًا اقْتُصَّ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه البيهقي في السنن (صحيح).
3- ويكون بالمقاصّة بين أصحاب الحقوق ، كما في حديث عائشة رضي الله عنها : ( أَنَّ رَجُلًا قَعَدَ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ  فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي مَمْلُوكِينَ يُكَذِّبُونَنِي وَيَخُونُونَنِي وَيَعْصُونَنِي وَأَشْتُمُهُمْ وَأَضْرِبُهُمْ فَكَيْفَ أَنَا مِنْهُمْ قَالَ يُحْسَبُ مَا خَانُوكَ وَعَصَوْكَ وَكَذَّبُوكَ وَعِقَابُكَ إِيَّاهُمْ فَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ بِقَدْرِ ذُنُوبِهِمْ كَانَ كَفَافًا لَا لَكَ وَلَا عَلَيْكَ وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ دُونَ ذُنُوبِهِمْ كَانَ فَضْلًا لَكَ وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ فَوْقَ ذُنُوبِهِمْ اقْتُصَّ لَهُمْ مِنْكَ الْفَضْلُ قَالَ فَتَنَحَّى الرَّجُلُ فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَهْتِفُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  أَمَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ  وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ  الْآيَةَ فَقَالَ الرَّجُلُ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلِهَؤُلَاءِ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ مُفَارَقَتِهِمْ أُشْهِدُكُمْ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ كُلُّهُم ) رواه الترمذي وأحمد (صحيح) .
حال العباد يوم الفصل والقضاء
• وفي يوم القيامة يتبرأ الناس بعضهم من بعض ، كما قال تعالى :  فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ  [المؤمنون:101]. ولا يسأل صديقٌ صديقه ، كما قال تعالى: وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا  [المعارج: 10] ، بل يفر المرء من أهله ، فهم كما قال تعالى :  يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ  الآيات [عبس: 34-35]. وقد ذلّت وخضعت الوجوه لله وحده ، كما قال تعالى :  وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ  [طه:111]. وقال تعالى :  لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ ...الآية [هود: 105]. وقال  : ( وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إِلَّا الرُّسُلُ ) رواه الشيخان .
ووجد العباد ما عملوا حاضراً ، كما قال تعالى :  وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ...الآية  [الكهف : 49]. وقال تعالى :  يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا...الآية [آل عمران:30]. وقال تعالى :  يُنَبَّأُ الإنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ  [القيامة:13]. وقال تعالى :  وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا... الآية  [الكهف : 49]. وقال  في حديث سهل بن سعد  : ( إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ ) رواه أحمد وغيره (صحيح) . ويؤتى بكتاب الأعمال يوم القيامة ، كما قال تعالى :  وَوُضِعَ الْكِتَابُ ...الآية [الزمر : 69] .



فداء المؤمنين من الكفار
• يغفر الله  يوم القيامة لناسٍ من المسلمين ذنوبَهم ، ويضعها على اليهود ، كما قال  في حديث أبي موسى  : ( يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاسٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ بِذُنُوبٍ أَمْثَالِ الْجِبَالِ فَيَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُمْ وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ) رواه مسلم .
• يُفدي المؤمن من هذه الأمة بالكافر من النار يوم القيامة ، كما قال  في حديث أبي موسى  :
( إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَفَعَ اللَّهُ  إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا فَيَقُولُ هَذَا فِكَاكُكَ مِنْ النَّارِ ) رواه مسلم.

فصل : قوله تعالى :  وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ
وفي يوم القيامة تُشرق الأرضُ بنور ربها حين يتجلّى لفصل القضاء بين خلقه ، ويُؤتى بالنبيين والشهداء ، كما قال تعالى:  وَأَشْرَقَتِ الأرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ[الزمر : 69].
وهؤلاء هم الشهداء على أعمال العباد ، من خير أو شر ، ومنهم :
1- الله  : فهو شهيدٌ على عباده ، مُطّلع عليهم ، لا يخفى عليه منهم شيء ، كما قال تعالى :  وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ  [آل عمران:98].
2- محمد  وأمّتُه : يشهدون أنّ الرسل بلغوا أممهم ، كما قال تعالى :  لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ  [البقرة :143] . وقال  في حديث أبي سعيد  : ( يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ فَيَقُولُ هَلْ بَلَّغْتَ فَيَقُولُ نَعَمْ فَيُقَالُ لِأُمَّتِهِ هَلْ بَلَّغَكُمْ فَيَقُولُونَ مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ فَيَقُولُ مَنْ يَشْهَدُ لَكَ فَيَقُولُ مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ فَتَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ  وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا  فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ  وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا  وَالْوَسَطُ الْعَدْلُ )رواه البخاري . ورواه الإمام أحمد وفيه : ( يَجِيءُ النَّبِيُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الرَّجُلَانِ وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ فَيُدْعَى قَوْمُهُ فَيُقَالُ لَهُمْ هَلْ بَلَّغَكُمْ هَذَا فَيَقُولُونَ لَا...الحديث ) صحيح.
3- النبي محمد  : فإنه شهيد على أمته ، كما قال تعالى :  فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا  [النساء: 41]. وقال تعالى :  وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا  [البقرة: 143]. وفي حديث ابن مسعود  قال : ( قَالَ لِي النَّبِيُّ  اقْرَأْ عَلَيَّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ قَالَ نَعَمْ فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ  فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا  قَالَ حَسْبُكَ الْآنَ فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ ) رواه الشيخان .
4- شهادة الملائكة الحفظة على أعمال العباد : كما قال تعالى :  وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ [الزمر : 69].
5- شهادة الإنسان على نفسه : ومن ذلك : شهادة الكفار على أنفسهم بالكفر ، كما قال تعالى :
 وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ  [الأعراف:130].
6- شهادة الأرض : كما قال تعالى :  يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أوحى لَهَا  [الزلزلة : 4-5].
7- شهادة أعضاء العبد وجوارحه : كما قال تعالى :  الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ  [يس: 65]. وقال تعالى :  يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُون  [النور:24]. وقال تعالى :  وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَآءُ الله إِلَى النار فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ  [فصلت :19-23]. وقال أنس  : (كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ  فَضَحِكَ فَقَالَ هَلْ تَدْرُونَ مِمَّ أَضْحَكُ قَالَ قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ مِنْ مُخَاطَبَةِ الْعَبْدِ رَبَّهُ يَقُولُ يَا رَبِّ أَلَمْ تُجِرْنِي مِنْ الظُّلْمِ قَالَ يَقُولُ بَلَى قَالَ فَيَقُولُ فَإِنِّي لَا أُجِيزُ عَلَى نَفْسِي إِلَّا شَاهِدًا مِنِّي قَالَ فَيَقُولُ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ شَهِيدًا وَبِالْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ شُهُودًا قَالَ فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ فَيُقَالُ لِأَرْكَانِهِ انْطِقِي قَالَ فَتَنْطِقُ بِأَعْمَالِهِ قَالَ ثُمَّ يُخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَلَامِ قَالَ فَيَقُولُ بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِلُ ) رواه مسلم . وفي الحديث الطويل حديث أبي هريرة  : ( ثُمَّ يَلْقَى الثَّالِثَ فَيَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ آمَنْتُ بِكَ وَبِكِتَابِكَ وَبِرُسُلِكَ وَصَلَّيْتُ وَصُمْتُ وَتَصَدَّقْتُ وَيُثْنِي بِخَيْرٍ مَا اسْتَطَاعَ فَيَقُولُ هَاهُنَا إِذًا قَالَ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ الْآنَ نَبْعَثُ شَاهِدَنَا عَلَيْكَ وَيَتَفَكَّرُ فِي نَفْسِهِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْهَدُ عَلَيَّ فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ وَيُقَالُ لِفَخِذِهِ وَلَحْمِهِ وَعِظَامِهِ انْطِقِي فَتَنْطِقُ فَخِذُهُ وَلَحْمُهُ وَعِظَامُهُ بِعَمَلِهِ وَذَلِكَ لِيُعْذِرَ مِنْ نَفْسِهِ وَذَلِكَ الْمُنَافِقُ وَذَلِكَ الَّذِي يَسْخَطُ اللَّهُ عَلَيْهِ ) رواه مسلم.
8- مما يشهد للمؤذن : كلُ من سمعه من الجن والإنس والشجر والحجر ، كما قال  في حديث أبي سعيد  : ( فَإِنَّهُ لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ  ) رواه البخاري . وزاد ابن ماجة : ( وَلَا شَجَرٌ وَلَا حَجَرٌ ) صحيح.
9- كل رسول فإنه يكون شهيداً على أمته ، كما قال تعالى :  وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا...الآية  [القصص:75]. قال بعض أهل العلم (البغوي) : يعني رسولهم الذي أرسل إليهم .أهـ . وهو قول مجاهد .
10- أما الغدر : فإنه يُرفع لصاحبه لواءٌ عند استه يوم القيامة ، كما قال  في حديث ابن عمر  :
( لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ عِنْدَ اسْتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه مسلم .


نشر الصحف

وبعد الحساب تُنشر صحف الأعمال من حسنات وسيئات ، ومما يتعلق بذلك :
• معنى نشر الصحف : فتحها وتناولها .
• الدليل على ذلك قوله تعالى :  وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ  [التكوير:10] .
• كل إنسان مُلزم ومُجازى بعمله الذي طار عنه من خير أو شر ، كما قال تعالى :  وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا  [الإسراء:13،14] ، فكل إنسان يقرأ كتابه بنفسه ، ويعلم نهايته ، ونتيجته ومصيره .

الذين يأخذون كتبهم أقسام
• قسم يُعطى كتابه بيمينه : فيُحاسب حساباً يسيراً ، ويرجع إلى أهله مسروراً ناجياً ، كما قال تعالى :  فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ  [الحاقة:19-24] .
• قسم يُعطى كتابه بشماله من وراء ظهره : وهو الهالك ، وهو كما قال تعالى :  وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا * إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا * إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ * بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا  [الانشقاق:10 -15]. وكما قال تعالى :  وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ  [الحاقة : 25-37] .
• في حديث ابن عمر  قوله  في المؤمن : ( ثم يعطى كتاب حسناته بيمينه ; وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ‌ ثُمَّ يُعْطَى كِتَاب حَسَنَاتِهِ بِيَمِينِهِ وَأَمَّا الْكَافِرُ أَوْ الْمُنَافِقُ فَيُنَادَى عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ  هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ 
رواه أحمد والنسائي وابن ماجة (صحيح) . فهذا يدل على أن الذي يُعطاه بيمينه هو كتاب الحسنات .

ـــــــــ( المـيزان )ــــــــ
ومما يدخل في الإيمان باليوم الآخر الإيمان بالميزان ، ومما يتعلق بذلك :
• أنه ميزانٌ حقيقي ، يُوزن به عمل العبد ، أو العبد ، أو صحيفة عمله ، وأنّه وزن بالعدل بلا ظلم ، كما قال تعالى :  وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ  [الأنبياء: 47]. وقال تعالى :  إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا...الآية  [النساء :40] . وقد يكون موازين متعددة ، لقوله تعالى :  وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ  .
أي شيء يوضع في الميزان ؟
1 - الأعمال نفسها : كما قال  : ( كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ) رواه الشيخان . وقال  : ( وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ ) رواه مسلم .
2- وقد توزن صحائف الأعمال ، وقد قال  في حديث البطاقة - التي فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله - : ( فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ فَطَاشَتْ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَةُ...الحديث) رواه أحمد والترمذي (صحيح) .
3- وقد يُوزن العامل نفسه ، لقوله  في حديث أبي هريرة  : ( إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ اقْرَءُوا  فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا  ) رواه الشيخان . وقال  لّما تعجّب الناس من دقة ساقيّ ابن مسعود : (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ ) رواه أحمد (صحيح) .
مصير العبد بحسب وزن أعماله
• إنّ من رجحت حسناته على سيئاته دخل الجنة ، ومن رجحت سيئاته بحسناته استحقّ النار ، إلاّ أن يعفو الله عنه ، أو يشفع فيه الشفعاء ، وقد قال تعالى :  فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فأولئك هُمُ المفلحون وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فأولئك الذين خسروا أَنْفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ  [الأعراف :8 ،9] . وقال تعالى :
 فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ  الآيات[القارعة:6-9]. ومن تساوت حسناته وسيئاته فهو من أهل الأعراف بين الجنة والنار ، كما قال تعالى :  وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ...الآية [الأعراف:46] . فيُؤخّر أمرُه حتى يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ، ثم يدخلون في الشفاعة فيدخلون الجنة .
• وأمّا الكفار فلا يُقام وزنٌ لأعمالهم ، لقوله  تعالى :  أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا  [الكهف :105].
ــــــــ( الصِّــراط )ـــــــــ
ومما يدخل في الإيمان باليوم الآخر : الإيمان بالصراط ، ومما يتعلق بذلك :
تعريف الصراط
• الصّراط : هو الجسر الذي يُنصب على متن جهنم .
بعض صفات الصراط
• الصراط يُنصب على متن جهنم ، وعليه حسك كشوك السعدان ، ثم يستجيز الناس ، فهم كما قال  في حديث أبي سعيد  : ( يُوضَعُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ عَلَى حَسَكٍ كَحَسَكِ السَّعْدَانِ ثُمَّ يَسْتَجِيزُ النَّاسُ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَمَخْدُوجٌ بِهِ ثُمَّ نَاجٍ وَمُحْتَبَسٌ بِهِ وَمَنْكُوسٌ فِيهَا ) رواه أحمد وابن ماجة والحاكم (صحيح) .
• إنّ الصراط قال عنه أبو سعيد  : ( بَلَغَنِي أَنَّ الْجِسْرَ أَدَقُّ مِنْ الشَّعْرَةِ وَأَحَدُّ مِنْ السَّيْفِ ) رواه مسلم . وفي حديث أبي سعيد أنّه  قال : ( ثُمَّ يُؤْتَى بِالْجَسْرِ فَيُجْعَلُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْجَسْرُ قَالَ مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ عَلَيْهِ خَطَاطِيفُ وَكَلَالِيبُ وَحَسَكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ لَهَا شَوْكَةٌ عُقَيْفَاءُ تَكُونُ بِنَجْدٍ يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ...الحديث) رواه الشيخان .
أصناف الصّادرين عن الصراط
• إن الناس يردون النار ثم يصدرون منها بأعمالهم ، وهم ثلاثة أصناف : ناجٍ مُسلَّم ، ناجٍ مخدوش ، مكدوس في النار ،كما جاء في حديث ابن مسعود  . وقد قال السّدّي رحمه الله : ( سَأَلْتُ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيَّ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ   وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا  فَحَدَّثَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  يَرِدُ النَّاسُ النَّارَ ثُمَّ يَصْدُرُونَ مِنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ فَأَوَّلُهُمْ كَلَمْحِ الْبَرْقِ ثُمَّ كَالرِّيحِ ثُمَّ كَحُضْرِ الْفَرَسِ ثُمَّ كَالرَّاكِبِ فِي رَحْلِهِ ثُمَّ كَشَدِّ الرَّجُلِ ثُمَّ كَمَشْيِهِ ) رواه الترمذي (صحيح) . وقال ابن مسعود  : (  وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا  قَالَ يَدْخُلُونَهَا أَوْ يَلِجُونَهَا ثُمَّ يَصْدُرُونَ مِنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ ) رواه الترمذي (صحيح) .
وقال قتادة :  وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا  هو المرُّ عليها. رواه ابن جرير .
وفي حديث أبي سعيد  أنّه  قال عن الجسر : ( عَلَيْهِ خَطَاطِيفُ وَكَلَالِيبُ وَحَسَكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ لَهَا شَوْكَةٌ عُقَيْفَاءُ تَكُونُ بِنَجْدٍ يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ الْمُؤْمِنُ عَلَيْهَا كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَنَاجٍ مَخْدُوشٌ وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَمُرَّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْبًا ...الحديث) رواه الشيخان. وفي حديث أبي هريرة  : ( وَفِي جَهَنَّمَ كَلَالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ هَلْ رَأَيْتُمْ السَّعْدَانَ قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ مَا قَدْرُ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ فَمِنْهُمْ الْمُوبَقُ بَقِيَ بِعَمَلِهِ أَوْ الْمُوثَقُ بِعَمَلِهِ وَمِنْهُمْ الْمُخَرْدَلُ أَوْ الْمُجَازَى أَوْ نَحْوُهُ ...الحديث ) رواه الشيخان .
أول من يُجيزُ الصراط
• أول من يجيز بعد ضرب الصراط ، محمد  وأمته ، كما قال  في حديث أبي هريرة  :
( وَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُهَا وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إِلَّا الرُّسُلُ وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ...الحديث) رواه الشيخان .
النور والمرور على الصراط على قدر العمل
• والذين يمرون على الصراط ، قد أُعطي كل إنسان نوراً ، من المؤمنين والمنافقين ، كما قال  في حديث جابر  في رؤية الله  : ( فَيَتَجَلَّى لَهُمْ يَضْحَكُ قَالَ فَيَنْطَلِقُ بِهِمْ وَيَتَّبِعُونَهُ وَيُعْطَى كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ مُنَافِقٍ أَوْ مُؤْمِنٍ نُورًا ثُمَّ يَتَّبِعُونَهُ وَعَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ كَلَالِيبُ وَحَسَكٌ تَأْخُذُ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُطْفَأُ نُورُ الْمُنَافِقِينَ ثُمَّ يَنْجُو الْمُؤْمِنُونَ فَتَنْجُو أَوَّلُ زُمْرَةٍ وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ سَبْعُونَ أَلْفًا لَايُحَاسَبُونَ...الحديث) رواه مسلم . وكما قال ابن مسعود  في قوله تعالى :  يسعى نورهم بين أيديهم  قال : ( يؤتون نورهم على قدر أعمالهم منهم من نوره مثل الجبل وأدناهم نورا من نوره على إبهامه يطفئ مرة ويوقد أخرى ) رواه الحاكم وصححه (صحيح) .
• إن أعمال الذين يمرون على الصراط تجري بهم ، ومنهم من يمر كمرّ الطير ، وكمرّ الريح ، والأول كالبرق ، والنبي  قائم على الصراط يقول : رب سلّم سلّم ، كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَالْبَرْقِ...الحديث ) وفيه : ( ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ وَشَدِّ الرِّجَالِ تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ وَنَبِيُّكُمْ قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ يَقُولُ رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ حَتَّى تَعْجِزَ أَعْمَالُ الْعِبَادِ حَتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ فَلَا يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إِلَّا زَحْفًا ) رواه مسلم .
• ويردُ الناس جميعاً الصراط ، الذي هو على متن جهنّم ، ثم يصدرون عن الصراط بأعمالهم ، وقد قال ابن مسعود  : ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا  قَالَ : يَرِدُونَهَا ثُمَّ يَصْدُرُونَ بِأَعْمَالِهِمْ ) رواه الترمذي (صحيح) وله حكم المرفوع ، وقد قال  : ( لَا يَبْقَى بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ إِلَّا دَخَلَهَا فَتَكُونُ عَلَى الْمُؤْمِنِ بَرْدًا وَسَلَامًا كَمَا كَانَتْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ حَتَّى إِنَّ لِلنَّارِ أَوْ قَالَ لِجَهَنَّمَ ضَجِيجًا مِنْ بَرْدِهِمْ ثُمَّ يُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَيَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا
جِثِيًّا ) رواه الإمام أحمد (صحيح) .
الرحم والأمانة على جانبي الصراط
• إنّ الرحم والأمانة تقومان جنبتي الصراط ، يميناً شمالاً ، كما قال  في حديث أبي هريرة  :
( وَتُرْسَلُ الْأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ فَتَقُومَانِ جَنَبَتَيْ الصِّرَاطِ يَمِينًا وَشِمَالًا...الحديث) رواه مسلم .
الوقوف على القنطرة
• وإذا خَلَص المؤمنون من النار حُبسوا بقنطرة بين الجنة والنار ، كما قال  في حديث أبي سعيد  : ( إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ النَّارِ حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَيَتَقَاصُّونَ مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا نُقُّوا وَهُذِّبُوا أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَأَحَدُهُمْ بِمَسْكَنِهِ فِي الْجَنَّةِ أَدَلُّ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي
الدُّنْيَا ) رواه البخاري .
مسألة : من لم تبلغه الدعوة
• الذين يحتجّون يوم القيامة ، وهم أربعة ، كما جاء في حديث الأسود بن سريع  أنّه  قال : ( أَرْبَعَةٌ يَحتجّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَصَمُّ لَا يَسْمَعُ شَيْئًا وَرَجُلٌ أَحْمَقُ وَرَجُلٌ هَرَمٌ وَرَجُلٌ مَاتَ فِي فَتْرَةٍ فَأَمَّا الْأَصَمُّ فَيَقُولُ رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَسْمَعُ شَيْئًا وَأَمَّا الْأَحْمَقُ فَيَقُولُ رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَالصِّبْيَانُ يَحْذِفُونِي بِالْبَعْرِ وَأَمَّا الْهَرَمُ فَيَقُولُ رَبِّي لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَعْقِلُ شَيْئًا وَأَمَّا الَّذِي مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ فَيَقُولُ رَبِّ مَا أَتَانِي لَكَ رَسُولٌ فَيَأْخُذُ مَوَاثِيقَهُمْ لَيُطِيعُنَّهُ فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْ ادْخُلُوا النَّارَ فَمَنْ دَخَلَهَا كَانَتْ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلَامًا وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْهَا يُسْحَبُ إِلَيْهَا ) رواه الإمام أحمد وابن حبان (صحيح) .
ــــــــ( الحــوض )ــــــــ
ومما يدخل في الإيمان باليوم الآخر الإيمان بالحوض ، وذلك كما يلي :
• أنّ للنبي  حوضاً ، وقد قال  في حديث أنسٍ  : ( مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَالْمَدِينَةِ ) رواه مسلم . وحوض النبي ثابت بالسنة المتواترة .
• لكل نبي حوض ، ولكنه  يرجو أن يكون حوضه أكثرهم واردةً ، كما قال  في حديث سمرة  : ( إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوْضًا وَإِنَّهُمْ يَتَبَاهَوْنَ أَيُّهُمْ أَكْثَرُ وَارِدَةً وَإِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ وَارِدَةً )رواه الترمذي (صحيح) .

• منبرُ النبي  على حوضه ، كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي ) رواه البخاري .


من صفات الحوض
سعته - أباريقه - الشرب منه - حلاوته - لونه
• حوض النبي  واسع : وقد قال  في حديث ابن عمر : ( أَمَامَكُمْ حَوْضٌ كَمَا بَيْنَ جَرْبَاءَ وَأَذْرُحَ ) رواه البخاري . وقال  في حديث أنس  : ( إِنَّ قَدْرَ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَصَنْعَاءَ مِنْ الْيَمَنِ ) رواه الشيخان. وقال  في حديث أنس  في روايةٍ : ( مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَالْمَدِينَةِ ) رواه مسلم . وقال  في حديث أبي هريرة  : ( إِنَّ حَوْضِي أَبْعَدُ مِنْ أَيْلَةَ مِنْ عَدَنٍ ) رواه مسلم . وقال  في حديث ابن عمر  : (حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ ) رواه الشيخان . وقال  في حديث ثوبان  :
( حَوْضِي مِنْ عَدَنَ إِلَى عَمَّانَ الْبَلْقَاءِ...الحديث ) رواه الترمذي (صحيح) . وقال  في حديث أبي سعيد  :
( حَوْضي مَا بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَبَيْتِ الْمَقْدِسِ ...الحديث ) رواه ابن ماجة (صحيح) . وقال  في حديث أنسٍ  :
( مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَالْمَدِينَةِ...الحديث) رواه مسلم . وقال  في حديث عقبة بن عامر  : ( إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ وَإِنَّ عَرْضَهُ كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى الْجُحْفَةِ...الحديث) رواه مسلم . وفي حديث ثوبان  أنه  سُئل عن عرضه ، فقال  : ( مِنْ مَقَامِي إِلَى عَمَّانَ ) رواه مسلم .


• من صفاته : كما قال  في حديث ابن عمر ، وفيه : ( فِيهِ أَبَارِيقُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ مَنْ وَرَدَهُ فَشَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا ) رواه مسلم .
• ماؤه : من الجنة : لقوله  في حديث أبي ذر : ( يَشْخَبُ فِيهِ مِيزَابَانِ مِنْ الْجَنَّةِ...الحديث ) رواه مسلم
• شرابه : قال  عن شراب حوضه : كما في حديث ثوبان  : ( أَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ يَغُتُّ فِيهِ مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنْ الْجَنَّةِ أَحَدُهُمَا مِنْ ذَهَبٍ وَالْآخَرُ مِنْ وَرِقٍ ) رواه مسلم .
• أباريقه : كما في حديث أنس  عن الحوض ، قوله  : ( فِيهِ أَبَارِيقُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ أَوْ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ ) رواه مسلم . وفي حديث ثوبان  عن الحوض قوله  : ( وَأَكوابُهُ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا أَوَّلُ النَّاسِ وُرُودًا عَلَيْهِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ الشُّعْثُ رُءُوسًا الدُّنْسُ ثِيَابًا الَّذِينَ لَا يَنْكِحُونَ الْمُتَنَعِّمَاتِ وَلَا تُفْتَحُ لَهُمْ السُّدَدُ ) رواه الترمذي (صحيح) . وقال  في حديث عبدالله بن عمرو  عن حوضه  : ( وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ ) رواه مسلم وغيره .


( فصل )
من يردُ حوضَه  ومن يُمنع
• قال  في حديث ثوبان  : ( إِنِّي لَبِعُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ النَّاسَ لِأَهْلِ الْيَمَنِ أَضْرِبُ بِعَصَايَ حَتَّى يَرْفَضَّ عَلَيْهِمْ ...الحديث ) رواه مسلم . وقال  في حديث حذيفة  : ( أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ أَنْظُرُكُمْ لَيُرْفَعُ لِي رِجَالٌ مِنْكُمْ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ اخْتُلِجُوا دُونِي فَأَقُولُ رَبِّ أَصْحَابِي أَصْحَابِي فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ) رواه البخاري . وفي لفظ : ( إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمْ الْقَهْقَرَى ) رواه البخاري . وقال  في حديث أبي هريرة  : ( تَرِدُ عَلَيَّ أُمَّتِي الْحَوْضَ وَأَنَا أَذُودُ النَّاسَ عَنْهُ كَمَا يَذُودُ الرَّجُلُ إِبِلَ الرَّجُلِ عَنْ إِبِلِهِ قَالُوا يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَتَعْرِفُنَا قَالَ نَعَمْ لَكُمْ سِيمَا لَيْسَتْ لِأَحَدٍ غَيْرِكُمْ تَرِدُونَ عَلَيَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ وَلَيُصَدَّنَّ عَنِّي طَائِفَةٌ مِنْكُمْ فَلَا يَصِلُونَ فَأَقُولُ يَا رَبِّ هَؤُلَاءِ مِنْ أَصْحَابِي فَيُجِيبُنِي مَلَكٌ فَيَقُولُ وَهَلْ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ) روا ه مسلم . وقال  في حديث أبي هريرة  : ( لَأَذُودَنَّ عَنْ حَوْضِي رِجَالًا كَمَا تُذَادُ الْغَرِيبَةُ مِنْ الْإِبِلِ ) رواه مسلم . وقال  في حديث زيد بن أرقم  : ( مَا أَنْتُمْ جُزْءٌ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ جُزْءٍ مِمَّنْ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ قَالَ قُلْتُ كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ قَالَ سَبْعُ مِائَةٍ أَوْ ثَمَانِ مِائَةٍ ) رواه أبو داود (صحيح) . وقال  في حديث أبي هريرة  : ( بَيْنَا أَنَا قَائِمٌ إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ فَقَالَ هَلُمَّ فَقُلْتُ أَيْنَ قَالَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ قُلْتُ وَمَا شَأْنُهُمْ قَالَ إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمْ الْقَهْقَرَى ثُمَّ إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ فَقَالَ هَلُمَّ قُلْتُ أَيْنَ قَالَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ قُلْتُ مَا شَأْنُهُمْ قَالَ إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمْ الْقَهْقَرَى فَلَا أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ إِلَّا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ ) رواه البخاري . وفي حديث أم سلمة رضي الله عنها : ( فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا ) رواه مسلم .
• قال  للأنصار  : ( إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ ) رواه الشيخان .




مسألة : هل الحوض هو الكوثر ؟
مما جاء في ذلك :
1- قد ورد في بعض الأحاديث أن الكوثر هو الحوض ؛ لأن الكوثر قد فُسّر به ، كما قال  في حديث أنس  : ( بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ  ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَ أَظْهُرِنَا إِذْ أَغْفَى إِغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا فَقُلْنَا مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ فَقَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ  إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ  ثُمَّ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ فَقُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ هُوَ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ فَأَقُولُ رَبِّ إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي فَيَقُولُ مَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَتْ بَعْدَكَ ) رواه مسلم .
2- أنه نهر حافَّتاه قباب اللؤلؤ المجوّف ، كما قال  في حديث أنس  : ( بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ إِذْ عُرِضَ لِي نَهْرٌ حَافَّتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ الْمُجَوَّفِ قُلْتُ يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا قَالَ هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَهُ اللَّهُ قَالَ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى طِينَةٍ فَاسْتَخْرَجَ مِسْكًا ثُمَّ رُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى فَرَأَيْتُ عِنْدَهَا نُورًا عَظِيمًا)رواه البخاري.
3- أنّ آنيته عدد الكواكب ، كما قال  في حديث زيد بن خالد  : ( هَلْ تَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ هُوَ نَهْرٌ أعطانيه رَبِّي فِي الْجَنَّةِ َعَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ آنِيَتُهُ عَدَدُ الْكَوَاكِبِ ) رواه مسلم .
4- أنّه نهرٌ من الجنة ، حافّتاه من ذهب ، ومجراه على الدّرّ والياقوت ، وكما قال  في حديث ابن عمر  : ( الْكَوْثَرُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ حَافَّتَاهُ مِنْ ذَهَبٍ مَجْرَاهُ عَلَى الْيَاقُوتِ وَالدُّرِّ تُرْبَتُهُ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ وَمَاؤُهُ أَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ الثَّلْجِ ) رواه أحمد والترمذي وابن ماجة (صحيح) .
5- وفي الكوثر طير أعناقها كأعناق الجزر ، وقد قال  في حديث أنس  : ( سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ  مَا الْكَوْثَرُ قَالَ ذَاكَ نَهْرٌ أَعْطَانِيهِ اللَّهُ يَعْنِي فِي الْجَنَّةِ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ اللَّ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : متن  اليوم الآخر   Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 32

متن  اليوم الآخر   Empty
مُساهمةموضوع: رد: متن اليوم الآخر    متن  اليوم الآخر   Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 3:31 pm

حال السموات والأرض يوم القيامة
• ويوم القيامة يَقبض الله  الأرض ، ويَطوي السموات ، كما قال تعالى :  يَوْمَ نَطْوِي السمآء كَطَيِّ السجل لِلْكُتُبِ  [الأنبياء : 104]. وكما قال  في حديث ابن عمر  : ( يَقْبِضُ اللَّهُ الْأَرْضَ وَيَطْوِي السَّمَوَاتِ بِيَمِينِهِ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ ) رواه الشيخان ، وفي لفظٍ عند مسلم عن ابن عمر  : ( يَطْوِي اللَّهُ  السَّمَاوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ ثُمَّ يَطْوِي الْأَرَضِينَ بِشِمَالِهِ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ ) .
• أما الأرض فإنها تكون يوم القيامة كما قال  في حديث أبي سعيد  : ( تَكُونُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُبْزَةً وَاحِدَةً يَتَكَفَّؤُهَا الْجَبَّارُ بِيَدِهِ كَمَا يَكْفَأُ أَحَدُكُمْ خُبْزَتَهُ فِي السَّفَرِ نُزُلًا لِأَهْلِ الْجَنَّةِ ) رواه الشيخان .

الحشر نوعان :
1- حشرٌ قبل الموت وقبل يوم القيامة : وهو ما جاء في حديث حذيفة بن أسيد  وهو قوله  :
( إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَكُونُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ ...الحديث ) وفيه : ( وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قُعْرَةِ عَدَنٍ تَسُوقُ النَّاسَ إِلَى الْمَحْشَرِ تَبِيتُ مَعَهُمْ إِذَا بَاتُوا وَتَقِيلُ مَعَهُمْ إِذَا قَالُوا ) رواه مسلم . وفي حديث أنسٍ  أنه  قال : ( أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنْ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ ...الحديث ) رواه البخاري . وقال  في حديث معاوية بن حيدة  : ( قَالَ إِنَّكُمْ تُحْشرُونَ رِجَالًا وَرُكْبَانًا وَتُجَرُّونَ عَلَى وُجُوهِكُمْ هَاهُنَا وَأومأ بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ ) رواه أحمد والترمذي والحاكم (صحيح) .
وآخر من يُحشرُ هم ما جاء في حديث أبي هريرة  ، قوله  : ( آخِرُ مَنْ يُحْشَرُ رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ يَنْعِقَانِ بِغَنَمِهِمَا فَيَجِدَانِهَا وَحْشًا حَتَّى إِذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ خَرَّا عَلَى وُجُوهِهِمَا ) رواه البخاري .
2- حشر بعد الموت : وذلك في أرض المحشر يوم القيامة .


من أنواع حشر الخلائق
• حشر جميع الخلائق: كما قال تعالى :  وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا  [ الكهف : 47 ].
• حشر الوحوش: كما قال تعالى :  وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ  [التكوير: 5].
• حشر المجرمين: زرق العيون من هول الموقف،كما قال تعالى: وَنَحْشُرُ المجرمين يَوْمِئِذٍ زُرْقاً [طه:102].
• حشر الظالمين واشباههم وأمثالهم : فأصحاب الزنا مع أصحاب الزنا ، وأصحاب الربا مع أصحاب الربا ، ونحو ذلك ، كما قال تعالى :  احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ  [الصافات: 22] .
• حشرُ من كل أمةٍ وقرن جماعةً من المكذبين ، فيُدفعون ويُساقون ، كما قال تعالى :  وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ [النمل:83].

ــــــــ( العرض والحساب )ــــــــ
ومما يدخل في الإيمان باليوم الأخر : الإيمان بالعرض والحساب .
معاني العرض
1- عرض الخلائق كلهم على ربهم : لا يخفى عليه منهم شيء ، كما قال تعالى :  يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ  [الحاقة: 18]. وقال تعالى :  وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ  [الكهف: 48].
2- العرض والحساب : كما قال تعالى :  إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ  [الغاشية: 21 -26] .


معنى الحساب
الحساب هو : العدّ والإحصاء ، وفيه :
حساب المؤمن وحساب الكافر
• حساب المؤمنين هو : عدُّ معاصيهم عليهم ، وتقريرهم بها ، وسترها عليهم ، ومفغرتها لهم ، وهذا ه ، وأمّا الكافر فيُنادى كما في حديث ابن عمر  قال : ( يُدْنَى الْمُؤْمِنُ مِنْ رَبِّهِ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ تَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا يَقُولُ أَعْرِفُ يَقُولُ رَبِّ أَعْرِفُ مَرَّتَيْنِ فَيَقُولُ سَتَرْتُهَا فِي الدُّنْيَا وَأَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ ثُمَّ تُطْوَى صَحِيفَةُ حَسَنَاتِهِ وَأَمَّا الْآخَرُونَ أَوْ الْكُفَّارُ فَيُنَادَى عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ  هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ  ) رواه البخاري .


الحساب ينقسم إلى قسمين :
• 1- حساب يسير : وهو العرض . ويُشرع للعبد أن يدعو الله  في بعض صلاته : اللهم حاسبني حساباً يسيراً ؛ لأنه في حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( سَمِعْتُ النَّبِيَّ  يَقُولُ فِي بَعْضِ صَلَاتِهِ اللَّهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا الْحِسَابُ الْيَسِيرُ قَالَ أَنْ يَنْظُرَ فِي كِتَابِهِ فَيَتَجَاوَزَ عَنْه ) رواه أحمد (صحيح) .
2- حساب مناقشة : وهو الذي يُعذب صاحبه . وقد قال  في حديث عائشة رضي الله عنها : ( لَيْسَ أَحَدٌ يُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا هَلَكَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى  فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا  فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  إِنَّمَا ذَلِكِ الْعَرْضُ وَلَيْسَ أَحَدٌ يُنَاقَشُ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا عُذِّبَ ) رواه الشيخان.
مسألة : من لا يحاسب من المؤمنين
• وهناك من لا يُحاسب ، كما قال  في حديث ابن عباس  : ( يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ هُمْ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) رواه الشيخان .وقد قال  لعُكّاشَة بن مِحْصَن : ( أَنْتَ مِنْهُمْ ) . وفي حديث أبي أمامة  : ( مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا ) رواه أحمد والترمذي (صحيح) .
أول من يُحاسب من الأمم
• وأول من يُحاسب من الأمم هذه الأمة ، لقوله  في حديث ابن عباس  : ( نَحْنُ آخِرُ الْأُمَمِ وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ يُقَالُ أَيْنَ الْأُمَّةُ الْأُمِّيَّةُ وَنَبِيُّهَا فَنَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ ) رواه ابن ماجة (صحيح) . وقال  : ( نَحْنُ الْآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا وَالْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلَائِقِ ) روه مسلم.
ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة
• ومما يُسأل عنه العبد يوم القيامة ، ما جاء في حديث أبي برزة الأسلمي  قال : قال رسول الله  : ( لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ ) رواه الترمذي (صحيح) . وعند الترمذي من حديث ابن مسعود  وفيه : ( وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ ) صحيح .


أول ما يحاسب عليه العبد
• أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة من حقوق الله  : الصلاة ، وقد قال  في حديث تميم الداري  : ( أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَلَاتُهُ فَإِنْ كَانَ أَتَمَّهَا كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً...الحديث ) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة والحاكم (صحيح) .
أول ما يُقضى فيه بين الناس
• وأول ما يُقضى بين الناس في الدماء ، لقوله  : ( أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ ) رواه الشيخان .


أنواع الذنوب
• والذنوب (الظلم) ثلاثة : كما قال  في حديث أنس  : ( الظلم ثلاثة : فظلم لا يغفره الله ، وظلم يغفره الله ، وظلم لا يتركه ، فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك ، قال الله تعالى : ( إن الشرك لظلم عظيم) ، وأما الظلم الذي يغفره الله تعالى فظلم العباد أنفسهم فيما بينهم وبين ربهم ، وأما الظلم الذي لا يتركه الله فظلم العباد بعضهم بعضا حتى يدين بعضهم من بعض ) رواه البزار (حسن) .
أنواع أداء الحقوق يوم القيامة
ستؤدَّى الحقوق إلى أهلها يوم القيامة ، وهذا الأداء أنواع :
النوع الأول : حقوق البهائم بعضها من بعض :
فيُقتصّ لبعضها من بعض ، كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنْ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ ) رواه مسلم وغيره .
النوع الثاني : حقوق العباد غير البهائم :
1- فليس هناك دينار ولا درهم ، وإنما الحسنات والسيئات : كما قال  لأصحابه  : ( أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ) رواه مسلم .
2- وقد يكون الأداء بالقصاص : كما في قوله  في حديث عمار بن ياسر  : ( من ضرب مملوكه ظلماً أُقيد منه يوم القيامة ) رواه الطبراني في الكبير (صحيح) . وقال  في حديث أبي هريرة  : ( مَنْ ضَرَبَ بسَوْطٍ ظُلْمًا اقْتُصَّ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه البيهقي في السنن (صحيح).
3- ويكون بالمقاصّة بين أصحاب الحقوق ، كما في حديث عائشة رضي الله عنها : ( أَنَّ رَجُلًا قَعَدَ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ  فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي مَمْلُوكِينَ يُكَذِّبُونَنِي وَيَخُونُونَنِي وَيَعْصُونَنِي وَأَشْتُمُهُمْ وَأَضْرِبُهُمْ فَكَيْفَ أَنَا مِنْهُمْ قَالَ يُحْسَبُ مَا خَانُوكَ وَعَصَوْكَ وَكَذَّبُوكَ وَعِقَابُكَ إِيَّاهُمْ فَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ بِقَدْرِ ذُنُوبِهِمْ كَانَ كَفَافًا لَا لَكَ وَلَا عَلَيْكَ وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ دُونَ ذُنُوبِهِمْ كَانَ فَضْلًا لَكَ وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ فَوْقَ ذُنُوبِهِمْ اقْتُصَّ لَهُمْ مِنْكَ الْفَضْلُ قَالَ فَتَنَحَّى الرَّجُلُ فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَهْتِفُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  أَمَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ  وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ  الْآيَةَ فَقَالَ الرَّجُلُ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلِهَؤُلَاءِ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ مُفَارَقَتِهِمْ أُشْهِدُكُمْ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ كُلُّهُم ) رواه الترمذي وأحمد (صحيح) .
حال العباد يوم الفصل والقضاء
• وفي يوم القيامة يتبرأ الناس بعضهم من بعض ، كما قال تعالى :  فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ  [المؤمنون:101]. ولا يسأل صديقٌ صديقه ، كما قال تعالى: وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا  [المعارج: 10] ، بل يفر المرء من أهله ، فهم كما قال تعالى :  يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ  الآيات [عبس: 34-35]. وقد ذلّت وخضعت الوجوه لله وحده ، كما قال تعالى :  وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ  [طه:111]. وقال تعالى :  لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ ...الآية [هود: 105]. وقال  : ( وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إِلَّا الرُّسُلُ ) رواه الشيخان .
ووجد العباد ما عملوا حاضراً ، كما قال تعالى :  وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ...الآية  [الكهف : 49]. وقال تعالى :  يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا...الآية [آل عمران:30]. وقال تعالى :  يُنَبَّأُ الإنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ  [القيامة:13]. وقال تعالى :  وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا... الآية  [الكهف : 49]. وقال  في حديث سهل بن سعد  : ( إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ ) رواه أحمد وغيره (صحيح) . ويؤتى بكتاب الأعمال يوم القيامة ، كما قال تعالى :  وَوُضِعَ الْكِتَابُ ...الآية [الزمر : 69] .



فداء المؤمنين من الكفار
• يغفر الله  يوم القيامة لناسٍ من المسلمين ذنوبَهم ، ويضعها على اليهود ، كما قال  في حديث أبي موسى  : ( يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاسٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ بِذُنُوبٍ أَمْثَالِ الْجِبَالِ فَيَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُمْ وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ) رواه مسلم .
• يُفدي المؤمن من هذه الأمة بالكافر من النار يوم القيامة ، كما قال  في حديث أبي موسى  :
( إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَفَعَ اللَّهُ  إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا فَيَقُولُ هَذَا فِكَاكُكَ مِنْ النَّارِ ) رواه مسلم.

فصل : قوله تعالى :  وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ
وفي يوم القيامة تُشرق الأرضُ بنور ربها حين يتجلّى لفصل القضاء بين خلقه ، ويُؤتى بالنبيين والشهداء ، كما قال تعالى:  وَأَشْرَقَتِ الأرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ[الزمر : 69].
وهؤلاء هم الشهداء على أعمال العباد ، من خير أو شر ، ومنهم :
1- الله  : فهو شهيدٌ على عباده ، مُطّلع عليهم ، لا يخفى عليه منهم شيء ، كما قال تعالى :  وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ  [آل عمران:98].
2- محمد  وأمّتُه : يشهدون أنّ الرسل بلغوا أممهم ، كما قال تعالى :  لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ  [البقرة :143] . وقال  في حديث أبي سعيد  : ( يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ فَيَقُولُ هَلْ بَلَّغْتَ فَيَقُولُ نَعَمْ فَيُقَالُ لِأُمَّتِهِ هَلْ بَلَّغَكُمْ فَيَقُولُونَ مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ فَيَقُولُ مَنْ يَشْهَدُ لَكَ فَيَقُولُ مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ فَتَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ  وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا  فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ  وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا  وَالْوَسَطُ الْعَدْلُ )رواه البخاري . ورواه الإمام أحمد وفيه : ( يَجِيءُ النَّبِيُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الرَّجُلَانِ وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ فَيُدْعَى قَوْمُهُ فَيُقَالُ لَهُمْ هَلْ بَلَّغَكُمْ هَذَا فَيَقُولُونَ لَا...الحديث ) صحيح.
3- النبي محمد  : فإنه شهيد على أمته ، كما قال تعالى :  فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا  [النساء: 41]. وقال تعالى :  وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا  [البقرة: 143]. وفي حديث ابن مسعود  قال : ( قَالَ لِي النَّبِيُّ  اقْرَأْ عَلَيَّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ قَالَ نَعَمْ فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ  فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا  قَالَ حَسْبُكَ الْآنَ فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ ) رواه الشيخان .
4- شهادة الملائكة الحفظة على أعمال العباد : كما قال تعالى :  وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ [الزمر : 69].
5- شهادة الإنسان على نفسه : ومن ذلك : شهادة الكفار على أنفسهم بالكفر ، كما قال تعالى :
 وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ  [الأعراف:130].
6- شهادة الأرض : كما قال تعالى :  يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أوحى لَهَا  [الزلزلة : 4-5].
7- شهادة أعضاء العبد وجوارحه : كما قال تعالى :  الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ  [يس: 65]. وقال تعالى :  يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُون  [النور:24]. وقال تعالى :  وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَآءُ الله إِلَى النار فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ  [فصلت :19-23]. وقال أنس  : (كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ  فَضَحِكَ فَقَالَ هَلْ تَدْرُونَ مِمَّ أَضْحَكُ قَالَ قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ مِنْ مُخَاطَبَةِ الْعَبْدِ رَبَّهُ يَقُولُ يَا رَبِّ أَلَمْ تُجِرْنِي مِنْ الظُّلْمِ قَالَ يَقُولُ بَلَى قَالَ فَيَقُولُ فَإِنِّي لَا أُجِيزُ عَلَى نَفْسِي إِلَّا شَاهِدًا مِنِّي قَالَ فَيَقُولُ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ شَهِيدًا وَبِالْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ شُهُودًا قَالَ فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ فَيُقَالُ لِأَرْكَانِهِ انْطِقِي قَالَ فَتَنْطِقُ بِأَعْمَالِهِ قَالَ ثُمَّ يُخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَلَامِ قَالَ فَيَقُولُ بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِلُ ) رواه مسلم . وفي الحديث الطويل حديث أبي هريرة  : ( ثُمَّ يَلْقَى الثَّالِثَ فَيَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ آمَنْتُ بِكَ وَبِكِتَابِكَ وَبِرُسُلِكَ وَصَلَّيْتُ وَصُمْتُ وَتَصَدَّقْتُ وَيُثْنِي بِخَيْرٍ مَا اسْتَطَاعَ فَيَقُولُ هَاهُنَا إِذًا قَالَ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ الْآنَ نَبْعَثُ شَاهِدَنَا عَلَيْكَ وَيَتَفَكَّرُ فِي نَفْسِهِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْهَدُ عَلَيَّ فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ وَيُقَالُ لِفَخِذِهِ وَلَحْمِهِ وَعِظَامِهِ انْطِقِي فَتَنْطِقُ فَخِذُهُ وَلَحْمُهُ وَعِظَامُهُ بِعَمَلِهِ وَذَلِكَ لِيُعْذِرَ مِنْ نَفْسِهِ وَذَلِكَ الْمُنَافِقُ وَذَلِكَ الَّذِي يَسْخَطُ اللَّهُ عَلَيْهِ ) رواه مسلم.
8- مما يشهد للمؤذن : كلُ من سمعه من الجن والإنس والشجر والحجر ، كما قال  في حديث أبي سعيد  : ( فَإِنَّهُ لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ  ) رواه البخاري . وزاد ابن ماجة : ( وَلَا شَجَرٌ وَلَا حَجَرٌ ) صحيح.
9- كل رسول فإنه يكون شهيداً على أمته ، كما قال تعالى :  وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا...الآية  [القصص:75]. قال بعض أهل العلم (البغوي) : يعني رسولهم الذي أرسل إليهم .أهـ . وهو قول مجاهد .
10- أما الغدر : فإنه يُرفع لصاحبه لواءٌ عند استه يوم القيامة ، كما قال  في حديث ابن عمر  :
( لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ عِنْدَ اسْتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه مسلم .


نشر الصحف

وبعد الحساب تُنشر صحف الأعمال من حسنات وسيئات ، ومما يتعلق بذلك :
• معنى نشر الصحف : فتحها وتناولها .
• الدليل على ذلك قوله تعالى :  وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ  [التكوير:10] .
• كل إنسان مُلزم ومُجازى بعمله الذي طار عنه من خير أو شر ، كما قال تعالى :  وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا  [الإسراء:13،14] ، فكل إنسان يقرأ كتابه بنفسه ، ويعلم نهايته ، ونتيجته ومصيره .

الذين يأخذون كتبهم أقسام
• قسم يُعطى كتابه بيمينه : فيُحاسب حساباً يسيراً ، ويرجع إلى أهله مسروراً ناجياً ، كما قال تعالى :  فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ  [الحاقة:19-24] .
• قسم يُعطى كتابه بشماله من وراء ظهره : وهو الهالك ، وهو كما قال تعالى :  وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا * إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا * إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ * بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا  [الانشقاق:10 -15]. وكما قال تعالى :  وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ  [الحاقة : 25-37] .
• في حديث ابن عمر  قوله  في المؤمن : ( ثم يعطى كتاب حسناته بيمينه ; وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ‌ ثُمَّ يُعْطَى كِتَاب حَسَنَاتِهِ بِيَمِينِهِ وَأَمَّا الْكَافِرُ أَوْ الْمُنَافِقُ فَيُنَادَى عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ  هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ 
رواه أحمد والنسائي وابن ماجة (صحيح) . فهذا يدل على أن الذي يُعطاه بيمينه هو كتاب الحسنات .

ـــــــــ( المـيزان )ــــــــ
ومما يدخل في الإيمان باليوم الآخر الإيمان بالميزان ، ومما يتعلق بذلك :
• أنه ميزانٌ حقيقي ، يُوزن به عمل العبد ، أو العبد ، أو صحيفة عمله ، وأنّه وزن بالعدل بلا ظلم ، كما قال تعالى :  وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ  [الأنبياء: 47]. وقال تعالى :  إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا...الآية  [النساء :40] . وقد يكون موازين متعددة ، لقوله تعالى :  وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ  .
أي شيء يوضع في الميزان ؟
1 - الأعمال نفسها : كما قال  : ( كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ) رواه الشيخان . وقال  : ( وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ ) رواه مسلم .
2- وقد توزن صحائف الأعمال ، وقد قال  في حديث البطاقة - التي فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله - : ( فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ فَطَاشَتْ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَةُ...الحديث) رواه أحمد والترمذي (صحيح) .
3- وقد يُوزن العامل نفسه ، لقوله  في حديث أبي هريرة  : ( إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ اقْرَءُوا  فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا  ) رواه الشيخان . وقال  لّما تعجّب الناس من دقة ساقيّ ابن مسعود : (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ ) رواه أحمد (صحيح) .
مصير العبد بحسب وزن أعماله
• إنّ من رجحت حسناته على سيئاته دخل الجنة ، ومن رجحت سيئاته بحسناته استحقّ النار ، إلاّ أن يعفو الله عنه ، أو يشفع فيه الشفعاء ، وقد قال تعالى :  فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فأولئك هُمُ المفلحون وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فأولئك الذين خسروا أَنْفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ  [الأعراف :8 ،9] . وقال تعالى :
 فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ  الآيات[القارعة:6-9]. ومن تساوت حسناته وسيئاته فهو من أهل الأعراف بين الجنة والنار ، كما قال تعالى :  وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ...الآية [الأعراف:46] . فيُؤخّر أمرُه حتى يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ، ثم يدخلون في الشفاعة فيدخلون الجنة .
• وأمّا الكفار فلا يُقام وزنٌ لأعمالهم ، لقوله  تعالى :  أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا  [الكهف :105].
ــــــــ( الصِّــراط )ـــــــــ
ومما يدخل في الإيمان باليوم الآخر : الإيمان بالصراط ، ومما يتعلق بذلك :
تعريف الصراط
• الصّراط : هو الجسر الذي يُنصب على متن جهنم .
بعض صفات الصراط
• الصراط يُنصب على متن جهنم ، وعليه حسك كشوك السعدان ، ثم يستجيز الناس ، فهم كما قال  في حديث أبي سعيد  : ( يُوضَعُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ عَلَى حَسَكٍ كَحَسَكِ السَّعْدَانِ ثُمَّ يَسْتَجِيزُ النَّاسُ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَمَخْدُوجٌ بِهِ ثُمَّ نَاجٍ وَمُحْتَبَسٌ بِهِ وَمَنْكُوسٌ فِيهَا ) رواه أحمد وابن ماجة والحاكم (صحيح) .
• إنّ الصراط قال عنه أبو سعيد  : ( بَلَغَنِي أَنَّ الْجِسْرَ أَدَقُّ مِنْ الشَّعْرَةِ وَأَحَدُّ مِنْ السَّيْفِ ) رواه مسلم . وفي حديث أبي سعيد أنّه  قال : ( ثُمَّ يُؤْتَى بِالْجَسْرِ فَيُجْعَلُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْجَسْرُ قَالَ مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ عَلَيْهِ خَطَاطِيفُ وَكَلَالِيبُ وَحَسَكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ لَهَا شَوْكَةٌ عُقَيْفَاءُ تَكُونُ بِنَجْدٍ يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ...الحديث) رواه الشيخان .
أصناف الصّادرين عن الصراط
• إن الناس يردون النار ثم يصدرون منها بأعمالهم ، وهم ثلاثة أصناف : ناجٍ مُسلَّم ، ناجٍ مخدوش ، مكدوس في النار ،كما جاء في حديث ابن مسعود  . وقد قال السّدّي رحمه الله : ( سَأَلْتُ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيَّ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ   وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا  فَحَدَّثَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  يَرِدُ النَّاسُ النَّارَ ثُمَّ يَصْدُرُونَ مِنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ فَأَوَّلُهُمْ كَلَمْحِ الْبَرْقِ ثُمَّ كَالرِّيحِ ثُمَّ كَحُضْرِ الْفَرَسِ ثُمَّ كَالرَّاكِبِ فِي رَحْلِهِ ثُمَّ كَشَدِّ الرَّجُلِ ثُمَّ كَمَشْيِهِ ) رواه الترمذي (صحيح) . وقال ابن مسعود  : (  وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا  قَالَ يَدْخُلُونَهَا أَوْ يَلِجُونَهَا ثُمَّ يَصْدُرُونَ مِنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ ) رواه الترمذي (صحيح) .
وقال قتادة :  وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا  هو المرُّ عليها. رواه ابن جرير .
وفي حديث أبي سعيد  أنّه  قال عن الجسر : ( عَلَيْهِ خَطَاطِيفُ وَكَلَالِيبُ وَحَسَكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ لَهَا شَوْكَةٌ عُقَيْفَاءُ تَكُونُ بِنَجْدٍ يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ الْمُؤْمِنُ عَلَيْهَا كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَنَاجٍ مَخْدُوشٌ وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَمُرَّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْبًا ...الحديث) رواه الشيخان. وفي حديث أبي هريرة  : ( وَفِي جَهَنَّمَ كَلَالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ هَلْ رَأَيْتُمْ السَّعْدَانَ قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ مَا قَدْرُ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ فَمِنْهُمْ الْمُوبَقُ بَقِيَ بِعَمَلِهِ أَوْ الْمُوثَقُ بِعَمَلِهِ وَمِنْهُمْ الْمُخَرْدَلُ أَوْ الْمُجَازَى أَوْ نَحْوُهُ ...الحديث ) رواه الشيخان .
أول من يُجيزُ الصراط
• أول من يجيز بعد ضرب الصراط ، محمد  وأمته ، كما قال  في حديث أبي هريرة  :
( وَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُهَا وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إِلَّا الرُّسُلُ وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ...الحديث) رواه الشيخان .
النور والمرور على الصراط على قدر العمل
• والذين يمرون على الصراط ، قد أُعطي كل إنسان نوراً ، من المؤمنين والمنافقين ، كما قال  في حديث جابر  في رؤية الله  : ( فَيَتَجَلَّى لَهُمْ يَضْحَكُ قَالَ فَيَنْطَلِقُ بِهِمْ وَيَتَّبِعُونَهُ وَيُعْطَى كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ مُنَافِقٍ أَوْ مُؤْمِنٍ نُورًا ثُمَّ يَتَّبِعُونَهُ وَعَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ كَلَالِيبُ وَحَسَكٌ تَأْخُذُ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُطْفَأُ نُورُ الْمُنَافِقِينَ ثُمَّ يَنْجُو الْمُؤْمِنُونَ فَتَنْجُو أَوَّلُ زُمْرَةٍ وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ سَبْعُونَ أَلْفًا لَايُحَاسَبُونَ...الحديث) رواه مسلم . وكما قال ابن مسعود  في قوله تعالى :  يسعى نورهم بين أيديهم  قال : ( يؤتون نورهم على قدر أعمالهم منهم من نوره مثل الجبل وأدناهم نورا من نوره على إبهامه يطفئ مرة ويوقد أخرى ) رواه الحاكم وصححه (صحيح) .
• إن أعمال الذين يمرون على الصراط تجري بهم ، ومنهم من يمر كمرّ الطير ، وكمرّ الريح ، والأول كالبرق ، والنبي  قائم على الصراط يقول : رب سلّم سلّم ، كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَالْبَرْقِ...الحديث ) وفيه : ( ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ وَشَدِّ الرِّجَالِ تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ وَنَبِيُّكُمْ قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ يَقُولُ رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ حَتَّى تَعْجِزَ أَعْمَالُ الْعِبَادِ حَتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ فَلَا يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إِلَّا زَحْفًا ) رواه مسلم .
• ويردُ الناس جميعاً الصراط ، الذي هو على متن جهنّم ، ثم يصدرون عن الصراط بأعمالهم ، وقد قال ابن مسعود  : ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا  قَالَ : يَرِدُونَهَا ثُمَّ يَصْدُرُونَ بِأَعْمَالِهِمْ ) رواه الترمذي (صحيح) وله حكم المرفوع ، وقد قال  : ( لَا يَبْقَى بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ إِلَّا دَخَلَهَا فَتَكُونُ عَلَى الْمُؤْمِنِ بَرْدًا وَسَلَامًا كَمَا كَانَتْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ حَتَّى إِنَّ لِلنَّارِ أَوْ قَالَ لِجَهَنَّمَ ضَجِيجًا مِنْ بَرْدِهِمْ ثُمَّ يُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَيَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا
جِثِيًّا ) رواه الإمام أحمد (صحيح) .
الرحم والأمانة على جانبي الصراط
• إنّ الرحم والأمانة تقومان جنبتي الصراط ، يميناً شمالاً ، كما قال  في حديث أبي هريرة  :
( وَتُرْسَلُ الْأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ فَتَقُومَانِ جَنَبَتَيْ الصِّرَاطِ يَمِينًا وَشِمَالًا...الحديث) رواه مسلم .
الوقوف على القنطرة
• وإذا خَلَص المؤمنون من النار حُبسوا بقنطرة بين الجنة والنار ، كما قال  في حديث أبي سعيد  : ( إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ النَّارِ حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَيَتَقَاصُّونَ مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا نُقُّوا وَهُذِّبُوا أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَأَحَدُهُمْ بِمَسْكَنِهِ فِي الْجَنَّةِ أَدَلُّ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي
الدُّنْيَا ) رواه البخاري .
مسألة : من لم تبلغه الدعوة
• الذين يحتجّون يوم القيامة ، وهم أربعة ، كما جاء في حديث الأسود بن سريع  أنّه  قال : ( أَرْبَعَةٌ يَحتجّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَصَمُّ لَا يَسْمَعُ شَيْئًا وَرَجُلٌ أَحْمَقُ وَرَجُلٌ هَرَمٌ وَرَجُلٌ مَاتَ فِي فَتْرَةٍ فَأَمَّا الْأَصَمُّ فَيَقُولُ رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَسْمَعُ شَيْئًا وَأَمَّا الْأَحْمَقُ فَيَقُولُ رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَالصِّبْيَانُ يَحْذِفُونِي بِالْبَعْرِ وَأَمَّا الْهَرَمُ فَيَقُولُ رَبِّي لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَعْقِلُ شَيْئًا وَأَمَّا الَّذِي مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ فَيَقُولُ رَبِّ مَا أَتَانِي لَكَ رَسُولٌ فَيَأْخُذُ مَوَاثِيقَهُمْ لَيُطِيعُنَّهُ فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْ ادْخُلُوا النَّارَ فَمَنْ دَخَلَهَا كَانَتْ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلَامًا وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْهَا يُسْحَبُ إِلَيْهَا ) رواه الإمام أحمد وابن حبان (صحيح) .
ــــــــ( الحــوض )ــــــــ
ومما يدخل في الإيمان باليوم الآخر الإيمان بالحوض ، وذلك كما يلي :
• أنّ للنبي  حوضاً ، وقد قال  في حديث أنسٍ  : ( مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَالْمَدِينَةِ ) رواه مسلم . وحوض النبي ثابت بالسنة المتواترة .
• لكل نبي حوض ، ولكنه  يرجو أن يكون حوضه أكثرهم واردةً ، كما قال  في حديث سمرة  : ( إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوْضًا وَإِنَّهُمْ يَتَبَاهَوْنَ أَيُّهُمْ أَكْثَرُ وَارِدَةً وَإِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ وَارِدَةً )رواه الترمذي (صحيح) .

• منبرُ النبي  على حوضه ، كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي ) رواه البخاري .


من صفات الحوض
سعته - أباريقه - الشرب منه - حلاوته - لونه
• حوض النبي  واسع : وقد قال  في حديث ابن عمر : ( أَمَامَكُمْ حَوْضٌ كَمَا بَيْنَ جَرْبَاءَ وَأَذْرُحَ ) رواه البخاري . وقال  في حديث أنس  : ( إِنَّ قَدْرَ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَصَنْعَاءَ مِنْ الْيَمَنِ ) رواه الشيخان. وقال  في حديث أنس  في روايةٍ : ( مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَالْمَدِينَةِ ) رواه مسلم . وقال  في حديث أبي هريرة  : ( إِنَّ حَوْضِي أَبْعَدُ مِنْ أَيْلَةَ مِنْ عَدَنٍ ) رواه مسلم . وقال  في حديث ابن عمر  : (حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ ) رواه الشيخان . وقال  في حديث ثوبان  :
( حَوْضِي مِنْ عَدَنَ إِلَى عَمَّانَ الْبَلْقَاءِ...الحديث ) رواه الترمذي (صحيح) . وقال  في حديث أبي سعيد  :
( حَوْضي مَا بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَبَيْتِ الْمَقْدِسِ ...الحديث ) رواه ابن ماجة (صحيح) . وقال  في حديث أنسٍ  :
( مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَالْمَدِينَةِ...الحديث) رواه مسلم . وقال  في حديث عقبة بن عامر  : ( إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ وَإِنَّ عَرْضَهُ كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى الْجُحْفَةِ...الحديث) رواه مسلم . وفي حديث ثوبان  أنه  سُئل عن عرضه ، فقال  : ( مِنْ مَقَامِي إِلَى عَمَّانَ ) رواه مسلم .


• من صفاته : كما قال  في حديث ابن عمر ، وفيه : ( فِيهِ أَبَارِيقُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ مَنْ وَرَدَهُ فَشَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا ) رواه مسلم .
• ماؤه : من الجنة : لقوله  في حديث أبي ذر : ( يَشْخَبُ فِيهِ مِيزَابَانِ مِنْ الْجَنَّةِ...الحديث ) رواه مسلم
• شرابه : قال  عن شراب حوضه : كما في حديث ثوبان  : ( أَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ يَغُتُّ فِيهِ مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنْ الْجَنَّةِ أَحَدُهُمَا مِنْ ذَهَبٍ وَالْآخَرُ مِنْ وَرِقٍ ) رواه مسلم .
• أباريقه : كما في حديث أنس  عن الحوض ، قوله  : ( فِيهِ أَبَارِيقُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ أَوْ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ ) رواه مسلم . وفي حديث ثوبان  عن الحوض قوله  : ( وَأَكوابُهُ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا أَوَّلُ النَّاسِ وُرُودًا عَلَيْهِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ الشُّعْثُ رُءُوسًا الدُّنْسُ ثِيَابًا الَّذِينَ لَا يَنْكِحُونَ الْمُتَنَعِّمَاتِ وَلَا تُفْتَحُ لَهُمْ السُّدَدُ ) رواه الترمذي (صحيح) . وقال  في حديث عبدالله بن عمرو  عن حوضه  : ( وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ ) رواه مسلم وغيره .


( فصل )
من يردُ حوضَه  ومن يُمنع
• قال  في حديث ثوبان  : ( إِنِّي لَبِعُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ النَّاسَ لِأَهْلِ الْيَمَنِ أَضْرِبُ بِعَصَايَ حَتَّى يَرْفَضَّ عَلَيْهِمْ ...الحديث ) رواه مسلم . وقال  في حديث حذيفة  : ( أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ أَنْظُرُكُمْ لَيُرْفَعُ لِي رِجَالٌ مِنْكُمْ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ اخْتُلِجُوا دُونِي فَأَقُولُ رَبِّ أَصْحَابِي أَصْحَابِي فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ) رواه البخاري . وفي لفظ : ( إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمْ الْقَهْقَرَى ) رواه البخاري . وقال  في حديث أبي هريرة  : ( تَرِدُ عَلَيَّ أُمَّتِي الْحَوْضَ وَأَنَا أَذُودُ النَّاسَ عَنْهُ كَمَا يَذُودُ الرَّجُلُ إِبِلَ الرَّجُلِ عَنْ إِبِلِهِ قَالُوا يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَتَعْرِفُنَا قَالَ نَعَمْ لَكُمْ سِيمَا لَيْسَتْ لِأَحَدٍ غَيْرِكُمْ تَرِدُونَ عَلَيَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ وَلَيُصَدَّنَّ عَنِّي طَائِفَةٌ مِنْكُمْ فَلَا يَصِلُونَ فَأَقُولُ يَا رَبِّ هَؤُلَاءِ مِنْ أَصْحَابِي فَيُجِيبُنِي مَلَكٌ فَيَقُولُ وَهَلْ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ) روا ه مسلم . وقال  في حديث أبي هريرة  : ( لَأَذُودَنَّ عَنْ حَوْضِي رِجَالًا كَمَا تُذَادُ الْغَرِيبَةُ مِنْ الْإِبِلِ ) رواه مسلم . وقال  في حديث زيد بن أرقم  : ( مَا أَنْتُمْ جُزْءٌ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ جُزْءٍ مِمَّنْ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ قَالَ قُلْتُ كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ قَالَ سَبْعُ مِائَةٍ أَوْ ثَمَانِ مِائَةٍ ) رواه أبو داود (صحيح) . وقال  في حديث أبي هريرة  : ( بَيْنَا أَنَا قَائِمٌ إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ فَقَالَ هَلُمَّ فَقُلْتُ أَيْنَ قَالَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ قُلْتُ وَمَا شَأْنُهُمْ قَالَ إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمْ الْقَهْقَرَى ثُمَّ إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ فَقَالَ هَلُمَّ قُلْتُ أَيْنَ قَالَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ قُلْتُ مَا شَأْنُهُمْ قَالَ إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمْ الْقَهْقَرَى فَلَا أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ إِلَّا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ ) رواه البخاري . وفي حديث أم سلمة رضي الله عنها : ( فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا ) رواه مسلم .
• قال  للأنصار  : ( إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ ) رواه الشيخان .




مسألة : هل الحوض هو الكوثر ؟
مما جاء في ذلك :
1- قد ورد في بعض الأحاديث أن الكوثر هو الحوض ؛ لأن الكوثر قد فُسّر به ، كما قال  في حديث أنس  : ( بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ  ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَ أَظْهُرِنَا إِذْ أَغْفَى إِغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا فَقُلْنَا مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ فَقَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ  إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ  ثُمَّ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ فَقُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ هُوَ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ فَأَقُولُ رَبِّ إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي فَيَقُولُ مَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَتْ بَعْدَكَ ) رواه مسلم .
2- أنه نهر حافَّتاه قباب اللؤلؤ المجوّف ، كما قال  في حديث أنس  : ( بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ إِذْ عُرِضَ لِي نَهْرٌ حَافَّتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ الْمُجَوَّفِ قُلْتُ يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا قَالَ هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَهُ اللَّهُ قَالَ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى طِينَةٍ فَاسْتَخْرَجَ مِسْكًا ثُمَّ رُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى فَرَأَيْتُ عِنْدَهَا نُورًا عَظِيمًا)رواه البخاري.
3- أنّ آنيته عدد الكواكب ، كما قال  في حديث زيد بن خالد  : ( هَلْ تَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ هُوَ نَهْرٌ أعطانيه رَبِّي فِي الْجَنَّةِ َعَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ آنِيَتُهُ عَدَدُ الْكَوَاكِبِ ) رواه مسلم .
4- أنّه نهرٌ من الجنة ، حافّتاه من ذهب ، ومجراه على الدّرّ والياقوت ، وكما قال  في حديث ابن عمر  : ( الْكَوْثَرُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ حَافَّتَاهُ مِنْ ذَهَبٍ مَجْرَاهُ عَلَى الْيَاقُوتِ وَالدُّرِّ تُرْبَتُهُ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ وَمَاؤُهُ أَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ الثَّلْجِ ) رواه أحمد والترمذي وابن ماجة (صحيح) .
5- وفي الكوثر طير أعناقها كأعناق الجزر ، وقد قال  في حديث أنس  : ( سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ  مَا الْكَوْثَرُ قَالَ ذَاكَ نَهْرٌ أَعْطَانِيهِ اللَّهُ يَعْنِي فِي الْجَنَّةِ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ اللَّ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : متن  اليوم الآخر   Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 32

متن  اليوم الآخر   Empty
مُساهمةموضوع: رد: متن اليوم الآخر    متن  اليوم الآخر   Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 3:33 pm

ـــــــ( الجنة والنار )ـــــــ
ومما يدخل في الإيمان باليوم الآخر الإيمان بالجنة والنار ، وما يتعلق بذلك مايلي :
• أن الجنة والنار حقٌ لا ريب فيهما ولا شك ، وأن الجنة دار أولياء الله ، وأن النار دار أعداء الله ، وقد قال تعالى :  إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا  [النساء: 56،57].وقال  في حديث عبادة  : (مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ الْعَمَلِ ) رواه البخاري .
• وقال  في حديث عمر  : ( الإيمان أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ورسله ، وتؤمن بالجنة والنار ، والميزان ، وتؤمن بالبعث بعد الموت ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ) رواه ابن حبان والبيهقي في الشعب (صحيح) .
• اعتقاد أن الجنة والنار موجودتان الآن، ومُعدّتان لأهلها، كما قال تعالى عن الجنة:  أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ  [آل عمران: 133]. وقال تعالى عن النار :  أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ  [البقرة:24]. وقال  في حديث عمران بن حصين  : ( اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ ) رواه الشيخان .
• أنّ الجنة والنار باقيتان بإبقاء الله لهما ، ولا تفنيان أبداً ، ولا يفنى من فيهما ، ولا يموت أهلها ، كما قال تعالى في الجنة :  خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذلك الفوز العظيم  [التوبة : 100]. وقال تعالى :  إِنَّ هذا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ  [ص : 54]. وقال تعالى :  وَمَا هُمْ مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ  [الحجر : 48] .وقال تعالى في النار :  وَمَن يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا [الجن : 23] .وقال تعالى:وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ [البقرة: 167]. وقال  في حديث أبي هريرة  : ( يُقَالُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ لَا مَوْتَ وَلِأَهْلِ النَّارِ يَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ لَا مَوْتَ ) رواه البخاري . وفي حديث ابن عمر  : ( إِذَا صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ وَصَارَ أَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ أُتِيَ بِالْمَوْتِ حَتَّى يُجْعَلَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ثُمَّ يُذْبَحُ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ وَيَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ فَيَزْدَادُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحًا إِلَى فَرَحِهِمْ وَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا إِلَى حُزْنِهِمْ) رواه الشيخان.
• أنّ أهل الجنة في نعيم أبدي متجدد ، كما قال تعالى :  كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ  [البقرة: 25]. وأنّ أهل النار الذين هم أهلها في عذاب أبدي سرمدي ، لا يؤخر ولا ينقص ولا يُخفف عنهم ، كما قال تعالى :
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ...الآية  [النساء: 56] . وقال تعالى :  لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ  [الزخرف: 75]. وقال تعالى :  وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِّنْ عَذَابِهَا...الآية  [فاطر : 36]. وقال تعالى :  ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا  [الأعلى : 13]. وقال تعالى :  فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً  [النبأ : 30].
• أهل النار الذين هم أهلها لا يخرجون منها ، وإنما يخرج عصاة الموحدين بالشفاعة ، وقد قال  في حديث أبي سعيد  : ( أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا فَإِنَّهُمْ لَا يَمُوتُونَ فِيهَا وَلَا يَحْيَوْنَ وَلَكِنْ نَاسٌ أَصَابَتْهُمْ النَّارُ بِذُنُوبِهِمْ أَوْ قَالَ بِخَطَايَاهُمْ فَأَمَاتَهُمْ إِمَاتَةً حَتَّى إِذَا كَانُوا فَحْمًا أُذِنَ بِالشَّفَاعَةِ فَجِيءَ بِهِمْ ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ فَبُثُّوا عَلَى أَنْهَارِ الْجَنَّةِ ثُمَّ قِيلَ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ أَفِيضُوا عَلَيْهِمْ فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ تَكُونُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ ) رواه مسلم . في هذا الحديث أن أهل النار الذين هم أهلها لا يموتون ولا يحيون فيها ، وأما بعض العصاة من الموحدين فإنهم يموتون في النار : ( فَأَمَاتَهُمْ إِمَاتَةً ) . والله أعلم .

الجنة وبعض ما فيها
• أهل الجنة يرون ربهم :
إذا دخل أهل الجنة الجنة فإنّهم يرون ربهم ، وقد قال تعالى :  لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ  [يونس: 26]. وقال تعالى :  وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ  [القيامة:22-23].وقال  في حديث صهيب  :
( إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ فَيَقُولُونَ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ قَالَ فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ  ) رواه مسلم . ورؤية المؤمنين ربهم في الجنة هي رؤية واضحة لا يُضامون فيها ، وقد قال  في حديث جرير  : ( إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ...الحديث) رواه الشيخان .


صفوف أهل الجنة ، وما لهذه الأمة منها
قال  في حديث بُريدة  : ( أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ ثَمَانُونَ مِنْهَا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَأَرْبَعُونَ مِنْ سَائِرِ الْأُمَمِ ) رواه أحمد والترمذي وابن ماجة (صحيح) .

بعض صفات الجنة
• الجنة لها ثمانية أبواب : كما قال  : ( أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ أَيَّهَا شَاءَ ) رواه الشيخان . ومن تلك الأبواب باب الرّيان ، كما قال  في حديث سهل  : ( إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ ) رواه الشيخان . باب الصدقة ، باب ..... الخ .
• الجنة مائة درجة متفاوتة : كما قال  : ( الْجَنَّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مِنْهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ) رواه الترمذي وغيره (صحيح).
• والفردوس أعلا الجنة وأوسطها : وهي كما قال  : ( فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ ) رواه البخاري .
• ما جاء في بناء الجنة وملاطها ، وثياب أهلها وشبابهم : قوله  في حديث أبي هريرة  :
( قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنَا عَنْ الْجَنَّةِ مَا بِنَاؤُهَا قَالَ لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ وَتُرْبَتُهَا الزَّعْفَرَانُ مَنْ دَخَلَهَا يَنْعَمُ لَا يَبْأَسُ وَيَخْلُدُ لَا يَمُوتُ لَا تَبْلَى ثِيَابُهُمْ وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُمْ ) رواه أحمد والترمذي (صحيح) .
• ومنها ما قاله  في الأواني وما في الجنة : كحديث أبي موسى  : ( جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ ) رواه الشيخان .
• الجنة فيها أنهار : ومما جاء في أنهارها ، قوله تعالى :  فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى  [محمد : 15] .وقال  في حديث معاوية بن حيدة  : ( إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَحْرَ الْمَاءِ وَبَحْرَ الْعَسَلِ وَبَحْرَ اللَّبَنِ وَبَحْرَ الْخَمْرِ ثُمَّ تُشَقَّقُ الْأَنْهَارُ بَعْدُ ) رواه أحمد والترمذي (صحيح) .
• في الجنة ماجاء في حديث سهل بن سعد  ، وهو قوله  : ( فِي الْجَنَّةِ مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ أَحَدٍ ) رواه الطبراني في الكبير ومسلم بنحوه ، ورواه أحمد عن أبي هريرة  .
• ما بين أبواب الجنة : ماجاء عنه  في حديث أبي هريرة  : ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرٍ أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى ) رواه مسلم والبخاري . وفي لفظٍ : ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ إِلَى عِضَادَتَيْ الْبَابِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرٍ أَوْ هَجَرٍ وَمَكَّةَ ) رواه مسلم . وقال  في حديث أبي سعيدٍ  : ( إنّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ في الْجَنَّةِ لمَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ سنَة ) رواه أحمد. ولمسلمٍ نحوه عن عتبة بن غزوان  . وفي حديث معاوية بن حيدة  : ( وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ وَإِنَّهُ لَكَظِيظٌ ) رواه أحمد (صحيح) . [ كظيظ : ممتلئ من الزحام ] .
• خيرية ما في الجنة : فقد قال  في حديث أبي هريرة  : ( مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ) رواه البخاري .
• ومما جاء في أشجار الجنة : قوله  في حديث أبي هريرة  : ( مَا فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ إِلَّا وَسَاقُهَا مِنْ ذَهَبٍ ) رواه الترمذي (صحيح) .
• الظل لشجرةٍ في الجنة : وقد قال تعالى :  إِنَّ أَصْحَابَ الجنة اليوم فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلاَلٍ عَلَى الأرآئك مُتَّكِئُونَ  [يس :55 - 56] . وقال  في حديث سهل بن سعد  : ( إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا ) رواه الشيخان .
• في الجنة طُوبى : كما قال  في حديث أبي سعيد : ( طُوبَى شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ ثِيَابُ أَهْلِ الْجَنَّةِ تَخْرُجُ مِنْ أَكْمَامِهَا ) رواه أحمد وابن حبان (حسن) .
• خيمة في الجنة وما فيها : فقد قال  في حديث أبي موسى  : ( فِي الْجَنَّةِ خَيْمَةٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ مُجَوَّفَةٍ عَرْضُهَا سِتُّونَ مِيلًا فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا أَهْلٌ مَا يَرَوْنَ الْآخَرِينَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ الْمُؤْمِنُ ) رواه مسلم. وفي لفظ :
( طُولُهَا فِي السَّمَاءِ سِتُّونَ مِيلًا ) رواه الشيخان .
• تربة الجنة : قال  عنها في حديث أبي سعيد  : ( دَرْمَكَةٌ بَيْضَاءُ مِسْكٌ خَالِصٌ ) رواه مسلم. [ الدرمكة : الدقيق الحواري الخالص البياض ].
• الجنة فيها قطوف : كما قال  في حديث ابن عمرو  : ( لَوْ مَدَدْتُ يَدِي تَنَاوَلْتُ مِنْ قُطُوفِهَا...الحديث ) رواه النسائي (صحيح) .
صفات نساء أهل الجنة
• من الحور العين المطهرات : قال تعالى :  وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ  [الدخان : 54]. كاللؤلؤ المصون : قال تعالى :  وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللؤلؤ المكنون  [الواقعة :22-23].
• ونساؤهم كلهم مطهرات : كما قال تعالى :  وَلَهُمْ فِيهَآ أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ  [البقرة :25].
• أبكار على سنّ واحد : متحببات إلى أزواجهن : كما قال تعالى :  فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً عُرُباً أَتْرَاباً  [ الواقعة : 36 - 37 ].
• قاصرات الطرف ومقصورات الطرف ، لم يُطمثن : كما قال تعالى :  فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ  [الرحمن : 56]. وقال تعالى :  حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الخيام  [الرحمن :72].
في جِماع أهل الجنة
قال  في حديث أنس  : ( يُعْطَى الْمُؤْمِنُ فِي الْجَنَّةِ قُوَّةَ كَذَا وَكَذَا مِنْ الْجِمَاعِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ يُطِيقُ ذَلِكَ قَالَ يُعْطَى قُوَّةَ مِائَةٍ ) رواه الترمذي (صحيح) .


سنُّ أهل الجنة
أهل الجنة يدخلونها أبناء ثلاثين ، أو ثلاث وثلاثين سنة ، كما قال  في حديث معاذ  : ( يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ أَبْنَاءَ ثَلَاثِينَ أَوْ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً ) رواه أحمد والترمذي (حسن) .

بعض نعيم أهل الجنة
• لأهل الجنة جنات النعيم الدائم ، وهم على السّرر المصفوفة ، والزّرابي المبثوثة ، والفرش المرفوعة ، متّكئون متقابلون ، يطوف عليهم الولدان بالأكواب والأباريق والخمر البيضاء اللذيذة للشاربين ، لا تُصدّع الرأس ولا تؤلم في البطن ، وقد قال تعالى :  إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ  [القلم:34] . وقال تعالى :  مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ  [الواقعة : 16] . وقال تعالى :  على سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ  [الواقعة : 16] . وقال تعالى : وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ  [الواقعة :34]. وقال تعالى :  وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ [الغاشية:16]. وقال تعالى : يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنزِفُونَ  [الواقعة : 17 - 19].
• ولأهل الجنة كل ما يشتهون ويلذُّون وما يطلبون ، كما قال تعالى :  وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأنفس وَتَلَذُّ الأعين وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ  [الزخرف :71]. وقال تعالى :  وَلَهُمْ مَّا يَدَّعُونَ  [يس : 57] .
• ولهم في الجنة لحم طير مما يشتهون ، والفواكه الكثيرة لا مقوعة ولا ممنوعة ، كما قال تعالى :  وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ  [الواقعة: 32، 33].
• ولأهل الجنة الحدائق والأعناب ، والحُور اللّاتي تكعّبت أثداؤهن ، والكأس المُترعة من الخمر ، لا يسمعون كذباً ولا لغواً من القول في الجنة ، وإنما يسمعون سلاماً سلاما ، كما قال تعالى :  إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً * حَدَآئِقَ وَأَعْنَاباً * وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً * وَكَأْساً دِهَاقاً * لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذَّاباً  [النبأ : 3-35 ] وقال تعالى :  لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً * إِلاَّ قِيلاً سَلاَماً سَلاَماً  [ الواقعة : 25-26 ].
• وفي الجنة – لأهلها - سدر مخضود ، وطلح منضود ، وماء مسكوب ، كما قال تعالى لأصحاب اليمين : فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ [الواقعة:28-32].
• أولُ زمرةٍ تدخل الجنة ومَن على إثرِهم كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَالَّذِينَ عَلَى إِثْرِهِمْ كَأَشَدِّ كَوْكَبٍ إِضَاءَةً قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَبَاغُضَ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ لَحْمِهَا مِنْ الْحُسْنِ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا لَا يَسْقَمُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ وَلَا يَبْصُقُونَ آنِيَتُهُمْ الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ وَأَمْشَاطُهُمْ الذَّهَبُ وَوَقُودُ مَجَامِرِهِمْ الْأَلُوَّةُ ) رواه الشيخان . [الألوّة : العود الذي يُتبخر به ].
• أهل الجنة أحلَّ اللهُ عليهم رضوانه ، كما قال  أنّ الله  يقول لأهل الجنة : ( أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا ) رواه الشيخان.
• أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ولا يتغوطون ، وإنهم يسبحون ، كما قال  في حديث جابر  : ( إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ فِيهَا وَيَشْرَبُونَ وَلَا يَتْفُلُونَ وَلَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ قَالُوا فَمَا بَالُ الطَّعَامِ قَالَ جُشَاءٌ وَرَشْحٌ كَرَشْحِ الْمِسْكِ يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالتَّحْمِيدَ كَمَا تُلْهَمُونَ النَّفَسَ ) رواه مسلم .
• أهل الجنة شباب ، مرد ، جرد ، مُكحّلون ، كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( أَهْلُ الْجَنَّةِ جُرْدٌ مُرْدٌ كُحْلٌ لَا يَفْنَى شَبَابُهُمْ وَلَا تَبْلَى ثِيَابُهُمْ ) رواه الترمذي (حسن) .
• رواه البخاري .
• أهل الجنة يَروْن مقاعدهم في النار ، كما قال  في حديث أبي هريرة  : (كُلُّ أَهْلِ النَّارِ يَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي فَيَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً قَالَ وَكُلُّ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ فَيَقُولُ لَوْلَا أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي قَالَ فَيَكُونُ لَهُ شُكْرًا ) رواه أحمد والحاكم (حسن) ورواه البخاري بنحوه .
• سيدخل الجنة سبعون ألفاً أو سبعمائة ألف متماسكين ، كما قال  في حديث سهل بن سعد  : ( لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا أَوْ سَبْعُ مِائَةِ أَلْفٍ شَكَّ فِي أَحَدِهِمَا مُتَمَاسِكِينَ آخِذٌ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ حَتَّى يَدْخُلَ أَوَّلُهُمْ وَآخِرُهُمْ الْجَنَّةَ وَوُجُوهُهُمْ عَلَى ضَوْءِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْر ) رواه الشيخان .
• الأنبياء في الجنة ، والشهيد ، والمولود ، والوئيد ، وقد قال  في حديث رجل : ( النَّبِيُّ  فِي الْجَنَّةِ وَالشَّهِيدُ فِي الْجَنَّةِ وَالْمَوْلُودُ فِي الْجَنَّةِ وَالْوَئِيدُ فِي الْجَنَّةِ ) رواه أبو داود (صحيح) .
• النوم أخو الموت ، وقد قال  في حديث جابر  : ( النوم أخو الموت ، ولا يموت أهل الجنة ) رواه البيهقي في الشعب (صحيح) .
• أهل الجنة وترائيهم أهل الغرف : فقد قال  في حديث أبي سعيد  : ( إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي الْأُفُقِ مِنْ الْمَشْرِقِ أَوْ الْمَغْرِبِ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ ) رواه الشيخان .
• من دخل فله ما يشتهي حتى الولد ، وقد قال  في حديث أبي سعيد  : ( الْمُؤْمِنُ إِذَا اشْتَهَى الْوَلَدَ فِي الْجَنَّةِ كَانَ حَمْلُهُ وَوَضْعُهُ وَسِنُّهُ فِي سَاعَةٍ كَمَا يَشْتَهِي ) رواه أحمد والترمذي وابن ماجة (صحيح) .
• أشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة : فقد قال  في حديث أنس  : ( وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُ يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ فَيَقُولُ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ ) رواه مسلم .
• أخلاق أهل الجنة في أول زمرة والذين يلونهم ، على خُلق رجل واحد ، وهم على صورة أبيهم آدم ، ستون ذراعاً في السماء ، كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ثم َالَّذِينَ يَلُونَهُمْ...الحديث ) وفيه : ( وَأَزْوَاجُهُمْ الْحُورُ الْعِينُ أَخْلَاقُهُمْ عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ ) رواه الشيخان .
• يدخل الجنة من أمة محمد  سبعون ألفاً ، كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي زُمْرَةٌ هُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا تُضِيءُ وُجُوهُهُمْ إِضَاءَةَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ) رواه الشيخان .
• السُّوق في الجنة : وقد ورد فيه قوله  في حديث أنس  : ( إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقًا يَأْتُونَهَا كُلَّ جُمُعَةٍ فَتَهُبُّ رِيحُ الشَّمَالِ فَتَحْثُو فِي وُجُوهِهِمْ وَثِيَابِهِمْ فَيَزْدَادُونَ حُسْنًا وَجَمَالًا فَيَرْجِعُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ وَقَدْ ازْدَادُوا حُسْنًا وَجَمَالًا فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُوهُمْ وَاللَّهِ لَقَدْ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالًا فَيَقُولُونَ وَأَنْتُمْ وَاللَّهِ لَقَدْ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالًا ) رواه مسلم .
• قال  في حديث أبي هريرة  : ( أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ فَقَالَ لَهُ أَلَسْتَ فِيمَا شِئْتَ قَالَ بَلَى وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ قَالَ فَبَذَرَ فَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ وَاسْتِحْصَادُهُ فَكَانَ أَمْثَالَ الْجِبَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ فَإِنَّهُ لَا يُشْبِعُكَ شَيْءٌ ) رواه البخاري .
• أنّ تلك المنازل والدرجات الرفيعة في الجنة هي كما قال  في ترائي الكوكب : ( قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ قَالَ بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ ) رواه الشيخان من حديث أبي سعيد  .
أول شيء يأكله أهل الجنة
أولُ شيءٍ يأكله أهل الجنة : ففي الحديث أنه  قال: (أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ الْحُوتِ )
يُنشيء الله خلقا للجنة
• يبقى من الجنة ما شاء الله فيُنشيءُ لها خلقاً ، كما قال  في حديث أنس  : ( يَبْقَى مِنْ الْجَنَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَبْقَى ثُمَّ يُنْشِئُ اللَّهُ تَعَالَى لَهَا خَلْقًا مِمَّا يَشَاءُ ) رواه مسلم .
أدنى اهل الجنة منزلةً ، وأعلى أهل الجنة منزلة
• وذلك كما جاء في حديث المغيرة بن شعبة  : (سَأَلَ مُوسَى رَبَّهُ مَا أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً قَالَ هُوَ رَجُلٌ يَجِيءُ بَعْدَ مَا أُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ فَيُقَالُ لَهُ ادْخُلْ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ كَيْفَ وَقَدْ نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ وَأَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ فَيُقَالُ لَهُ أَتَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَكَ مِثْلُ مُلْكِ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ رَضِيتُ رَبِّ فَيَقُولُ لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ فَقَالَ فِي الْخَامِسَةِ رَضِيتُ رَبِّ فَيَقُولُ هَذَا لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ وَلَكَ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ وَلَذَّتْ عَيْنُكَ فَيَقُولُ رَضِيتُ رَبِّ قَالَ رَبِّ فَأَعْلَاهُمْ مَنْزِلَةً قَالَ أُولَئِكَ الَّذِينَ أَرَدْتُ غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي وَخَتَمْتُ عَلَيْهَا فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ) رواه مسلم .
آخر أهل النار خروجاً منها ، وآخر أهل الجنة دخولاً الجنة
• وهو أدنى أهل الجنة منزلةً ، كما قال  في حديث ابن مسعودٍ  : ( إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ حَبْوًا فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ...الحديث) وفيه : ( فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا أَوْ إِنَّ لَكَ عَشَرَةَ أَمْثَالِ الدُّنْيَا قَالَ فَيَقُولُ أَتَسْخَرُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ ) رواه الشيخان . وعند مسلمٍ من حديث ابن مسعود  قوله  : ( آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ فَهْوَ يَمْشِي مَرَّةً وَيَكْبُو مَرَّةً وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً فَإِذَا مَا جَاوَزَهَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا فَقَالَ تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ لَقَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ شَيْئًا مَا أَعْطَاهُ أَحَدًا مِنْ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلِأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَا ابْنَ آدَمَ لَعَلِّي إِنَّ أَعْطَيْتُكَهَا سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ فَيُدْنِيهِ مِنْهَا فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ هِيَ أَحْسَنُ مِنْ الْأُولَى فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ لِأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا وَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا فَيَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا فَيَقُولُ لَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا فَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ فَيُدْنِيهِ مِنْهَا فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ هِيَ أَحْسَنُ مِنْ الْأُولَيَيْنِ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ لِأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا فَيَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا قَالَ بَلَى يَا رَبِّ هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهَا فَيُدْنِيهِ مِنْهَا فَإِذَا أَدْنَاهُ مِنْهَا فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَدْخِلْنِيهَا فَيَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ مَا يَصْرِينِي مِنْكَ أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا مَعَهَا قَالَ يَا رَبِّ أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ فَضَحِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ أَلَا تَسْأَلُونِي مِمَّ أَضْحَكُ فَقَالُوا مِمَّ تَضْحَكُ قَالَ هَكَذَا ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ  فَقَالُوا مِمَّ تَضْحَكُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مِنْ ضِحْكِ رَبِّ الْعَالَمِينَ حِينَ قَالَ أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ فَيَقُولُ إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ مِنْكَ وَلَكِنِّي عَلَى مَا أَشَاءُ قَادِرٌ ) رواه مسلم . وفي حديث أبي سعيد  أنه يتمنى : ( وَيُذَكِّرُهُ اللَّهُ سَلْ كَذَا وَكَذَا فَإِذَا انْقَطَعَتْ بِهِ الْأَمَانِيُّ قَالَ اللَّهُ هُوَ لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ قَالَ ثُمَّ يَدْخُلُ بَيْتَهُ فَتَدْخُلُ عَلَيْهِ زَوْجَتَاهُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ فَتَقُولَانِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَاكَ لَنَا وَأَحْيَانَا لَكَ قَالَ فَيَقُولُ مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُعْطِيتُ ) رواه مسلم .
النار
أهلها - صفاتهم

• من ذلك بُعد قَرار النار : وقد قال  في حديث عتبة بن غزوان  : ( إِنَّ الصَّخْرَةَ الْعَظِيمَةَ لَتُلْقَى مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ فَتَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ عَامًا وَمَا تُفْضِي إِلَى قَرَارِهَا ) رواه النسائي والترمذي (صحيح) . وروى مسلمٌ حديثاً عن أبي هريرة بمعناه .
عِظَمُ نار جهنم ، وشدةُ حرارتها
• وقد قال  في حديث أبي هريرة  : ( نَارُكُمْ هَذِهِ ما يُوقِدُ بنو آدَمَ جُزْءٌ واحدٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نارِ جَهَنَّمَ قَالُوا وَاللَّهِ إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً قَالَ إِنَّهَا فُضِّلَتْ عَلَيْهَا بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا كُلُّهَن مِثْلُ حَرِّهَا ) رواه الشيخان . وفي حديث أنس  أنه  قال : ( إِنَّ نَارَكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ وَلَوْلَا أَنَّهَا أُطْفِئَتْ بِالْمَاءِ مَرَّتَيْنِ مَا انْتَفَعْتُمْ بِهَا وَإِنَّهَا لَتَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يُعِيدَهَا فِيهَا ) رواه ابن ماجة والحاكم (صحيح) .
• النار أكل بعضُها بعضاً من شدّتها ، وقد قال  في حديث أنس  : ( اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ ) رواه الشيخان .


الزّقّوم وشدّته
الزقزم طعام أهل النار ومن شدته ما جاء عنه  في حديث ابن عباس  : ( لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنْ الزَّقُّومِ قُطِرَتْ فِي دَارِ الدُّنْيَا لَأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا مَعَايِشَهُمْ فَكَيْفَ بِمَنْ يَكُونُ طَعَامَهُ ) رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة (صحيح) .
أهون أهل النار عذاباً
• ويرى أنّه اشدهم عذاباً : وقد قال  في حديث النعمان بن بشير  : ( إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا مَنْ لَهُ نَعْلَانِ وَشِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كَمَا يَغْلِ الْمِرْجَلُ مَا يَرَى أَنَّ أَحَدًا أَشَدُّ مِنْهُ عَذَابًا وَإِنَّهُ لَأَهْوَنُهُمْ عَذَابًا ) رواه مسلم .
جهنم تطلب المزيد
وقد قال  في حديث أنس  : ( لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ يُلْقَى فِيهَا وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ حَتَّى يَضَعَ رَبُّ الْعِزَّةِ فِيهَا قَدَمَهُ فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَتَقُولُ قَطْ قَطْ بِعِزَّتِكَ وَكَرَمِكَ ...الحديث ) رواه الشيخان .

أنعم أهل الدنيا من أهل النار
أنعم أهل الدنيا من أهل النار يُنكر كلّ نعيم مرّ به إذا صُبغ في النار ، كما قال  في حديث أنس  : ( يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً ثُمَّ يُقَالُ يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ فَيَقُولُ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ...الحديث ) رواه مسلم .
بدن الكافر في النار
وقد قال  في حديث أبي هريرة  : ( ضِرْسُ الْكَافِرِ أَوْ نَابُ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ وَغِلَظُ جِلْدِهِ مَسِيرَةُ ثَلَاثٍ ) رواه مسلم . وقال  في حديث أبي هريرة  عن الكافر : ( وَفَخِذُهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ وَمَقْعَدُهُ مِنْ النَّارِ مَسِيرَةُ ثَلَاثٍ مِثْلُ الرَّبَذَةِ ) رواه الترمذي (حسن) . وقال  : ( مَا بَيْنَ مَنْكِبَيْ الْكَافِرِ مَسِيرَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ للرَّاكِبِ الْمُسْرِعِ ) رواه الشيخان .
يمشي اهل النار على وجوههم
وقد قال  في حديث أنس  : ( إِنَّ الَّذِي أَمْشَاهُمْ عَلَى أَقْدَامِهِمْ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُمْ عَلَى وُجُوهِهِمْ ) رواه أحمد والحاكم (صحيح) .
أصناف من يعذب في النار في أبدانهم
فقد قال  في حديث سمرة  : ( إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى كَعْبَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى حُجْزَتِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى عُنُقِهِ ) رواه مسلم .
شدة بكاء أهل النار
فقد قال  في حديث أنس  : ( يُرْسَلُ الْبُكَاءُ عَلَى أَهْلِ النَّارِ فَيَبْكُونَ حَتَّى يَنْقَطِعَ الدُّمُوعُ ثُمَّ يَبْكُونَ الدَّمَ حَتَّى يَصِيرَ فِي وُجُوهِهِمْ كَهَيْئَةِ الْأُخْدُودِ لَوْ أُرْسِلَتْ فِيهَا السُّفُنُ لَجَرَتْ ) رواه ابن ماجة (حسن) . وقال  في حديث أبي سعيد  : ( أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا فَإِنَّهُمْ لَا يَمُوتُونَ فِيهَا وَلَا يَحْيَوْنَ ...الحديث) رواه مسلم .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : متن  اليوم الآخر   Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 32

متن  اليوم الآخر   Empty
مُساهمةموضوع: رد: متن اليوم الآخر    متن  اليوم الآخر   Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 3:33 pm


من ثمرات الإيمان باليوم الآخر :

1- إذا علمت أنك ستموت وتلاقي ربك :

• فاستعدّ للموت بكل عمل صالح ، ولا يفعل ذلك إلا الأكياس منهم ، كما قال  في حديث ابن عمر  لما سُئل  أي المؤمنين أكيس ؟ قال : ( أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا وَأَحْسَنُهُمْ لِمَا بَعْدَهُ اسْتِعْدَادًا أُولَئِكَ الْأَكْيَاسُ ) رواه ابن ماجة (حسن) . فهل استعددت أيها المسلم لذلك ؟ .
• اعلم أنّ الموت راحة للمؤمن من نَصَب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله تعالى ، بخلاف الفاجر فيُستراح منه ، وقد قال  في حديث أبي قتادة  لمّا مرّ النبي  بجنازة فقال : ( مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ قَالَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ ) رواه الشيخان . ورواه النسائي وفيه : ( الْمُؤْمِنُ يَمُوتُ فَيَسْتَرِيحُ مِنْ أَوْصَابِ الدُّنْيَا وَنَصَبِهَا وَأَذَاهَا...الحديث ) صحيح.
أحسن بقية عمرك ؛ لتستريح بالموت .
• إذا حضرت المحتضر إذا مات فشَخَص بصرُه ، فاعلم أنك ستمرّ بهذه المرحلة ، فاستعدّ لها من الآن ! وقد قال  في حديث عائشة رضي الله عنها : ( لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ ) رواه البخاري .
• عليك المبادرة بكل طاعة من الآن ! وقد قال  في حديث أبي هريرة  : (بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا ) رواه مسلم . البدار البدار ! .
• تصدّق من مالك ، وأنفق في وجوه الخير المتنوعة قبل الموت ، وقبل تكثير المال ، فيُخرج الرجلُ صدقته فلا يجد من يقبلها ، وقد قال تعالى :  وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ...الآية [المنافقون:10].
• الحذر من الدجالين الذين يدّعون معرفة الغيب ، كالكهّان ومن سار على نهجهم من السحؤة والعرّافين ، وممّن يدعي النبوّة ، الذين حذّر منهم رسول الله  ، وقد قال  في حديث أبي هريرة  : ( مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ  ) رواه أحمد والحاكم (صحيح) . وقال  : ( مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) رواه مسلم .

2- إذا علمت بما في يوم القيامة من الأهوال والشدة :
• فتذكر يوم القيامة ، وإذا أردت أن تنظر إليها كأنها رأي عين ، فافعل ما قاله  في حديث ابن عمر  : ( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْيُ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ وَإِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ) رواه أحمد والترمذي والحاكم (صحيح) . فاجتهد أخي من الآن قبل قيامها في كل الطاعات وترك المحرمات .
• تعلّم العلمَ الشرعي من كتاب الله وسنة رسوله  ، واعبد الله على بصيرة ، وذكِّرِ الناسَ بالقيامة وما فيها من أهوال ، وما فيها من نِعَمٍ لمن أطاع الله ، وما فيها من عذابٍ لمن أعرض عن عبادة الله ، وقد قال تعالى :  وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ  [مريم:39]. وقال تعالى :  لِيُنذِرَ يَوْمَ التلاق * يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لاَ يخفى عَلَى الله مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الملك اليوم لِلَّهِ الواحد القهار [غافر:15-16].
• أيها العبد : اخش يوم القيامة وما فيه من الأهوال ، وأنه لا يجزي أحدٌ عن أحد شيئاً ، بل كلٌ عن نفسه ، فلا تغترّ بالدنيا ، ولا يغرّك الشيطان ، وقد قال تعالى :  يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ  [لقمان: 33]. وقال  : ( فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ ) رواه مسلم .
• إذا علمت أنّ الشمس يوم القيامة على رؤوس الخلائق ، وما يقع فيه أهل الموقف ، فاجتهد في عمل أعمال الخير التي تكون بها في الظّلّ يوم القيامة ، وقد قال  في حديث أبي هريرة  : ( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ بعِبَادَةِ اللَّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ يَمِينُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ) رواه الشيخان .
• استعِذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة ، فإنّ النبي  كان : ( يَتَعَوَّذُ مِنْ ضِيقِ الْمَقَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه أبو داود وغيره (صحيح) .


إذا علمت بما أعدّ الله لأهل الجنة :
• فاحرص على كل عمل يقربك إلى الله وإلى دخول الجنة ، وابتعد عن كل عمل يقرّبك إلى النار ، وقد يكون العمل سهلاً على اللسان أو الجوارح ، ولكنه يُقرّب إلى الجنة ، فاحرص عليه ! وقد يكون العمل الذي يُقرّب إلى النار سهلاً ، بكلمةٍ أو نحوها ، فابتعد عنه ! وقد قال  في حديث ابن مسعود  : ( الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ ) رواه البخاري .
• لا تتأخر عن الأعمال التي تُقرّب إلى الجنة ، بل سارع إليها وسابق وشمّر ، وقد قال تعالى :  وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ...الآية [آل عمران: 133] ، وقال تعالى :  سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ...الآية  [الحديد: 22].
• قم على نفسك ، واصبر في القيام بأعمال الخير التي تُقرّب إلى الجنة ، واحذر من ما ترغبه النفس وتشتهيه مما يقرّب على النار ، وقد قال  في حديث أنس  : (حُفَّتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ ) رواه مسلم .
• اجتهد لتكون من السبعين ألفاً يوم القيامة ، الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب ، وهم الذين قال فيهم رسول الله  : ( لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَلَا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) رواه الشيخان . فحقق هذه الصفات بكل دقة . وفّقنا الله وإياك ! .
• احرص على الأعمال التي ترفع درجتك في الجنة ، ومن ذلك : اكفل يتيماً ، فقد قال  في حديث سهل بن سعد  : ( أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى ) رواه البخاري .
• إن تيسّر لك فابنِ لك بيتاً في الجنة بأن تبنيَ لك مسجداً ، وقد قال  في حديث عثمان  : ( مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ ) رواه الشيخان . وقال  في حديث جابر  : ( مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ أَوْ أَصْغَرَ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّة ) رواه ابن ماجة (صحيح) .
• اسأل اللهَ  الفردوس ، كما قال  : ( فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ ) رواه البخاري عن أبي هريرة  .
• اغرس لك غرساً في الجنة ، أو اغرس لك نخلاً في الجنة ، وذلك بالتسبيح والتهليل والتكبير ، كما قال  في حديث ابن مسعود  : ( لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلَامَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ وَأَنَّهَا قِيعَانٌ وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ) رواه رواه الترمذي (حسن) . وقال  : ( مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ ) رواه الترمذي وابن حبان من حديث جابر  .
إذا علمت بما أعدّ الله لأهل النار :
• فيا أيها العاقل : اهرب من النار ، واطلب الجنة ، واجعل ذلك محطّ تفكيرك وهمّك وحرصك واجتهادك ، وقد قال  في حديث أبي هريرة  : ( مَا رَأَيْتُ مِثْلَ النَّارِ نَامَ هَارِبُهَا وَلَا مِثْلَ الْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا ) رواه النرمذي (حسن) .
• ادعُ الله  أن يصرف عنك عذاب جهنم ، واستعذ بالله من عذاب القبر ، وقد قال تعالى عن عباده الصالحين :  وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا  [الفرقان : 65]. وقد قال  في حديث أبي هريرة  : ( عُوذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ عُوذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ...الحديث)رواه مسلم.
• احذر من الذنوب التي يُعذّب صاحبُها في النار ، ومنها : الإسبال في الثياب والسراويل والمشالح ونحوها ، وقد قال  في حديث أبي هريرة  : (مَا أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ مِنْ الْإِزَارِ فَفِي النَّارِ )رواه البخاري .
• تذكّر النار في فصل الصّيف (الحرّ الشديد) وفي (البرد الشديد) فاعمل على اتقاء نار جهنم ، قد قال  في حديث أبي هريرة  : ( اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ ) رواه الشيخان .
• احذر من شرب السّم فتقتل نفسك ! واحذر من المخدرات ، والدخان ، والشيشة ، وغيرها من المهلكات ، فمن قتل نفسه بذلك ، فقد قال  : ( وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا...الحديث ) رواه الشيخان عن أبي هريرة  .
• اجعل لك وقايةً من عذاب الله ، ومن ذلك : الصوم ، فاجتهد في صيام رمضان الواجب ، وغيره من الصوم النفل ، وقد قال  : ( وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ ) رواه الشيخان من حديث أبي هريرة  .
• احرص على القيام بما يمنع العذاب عنك ويُدخلك الجنة ، ومن ذلك : سورة تبارك ، كما قال  في الحديث : ( سورة من القرآن ما هي إلا ثلاثون آية ، خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة ، وهي سورة تبارك ) رواه الحاكم وأبو داود بنحوه . وقال  في حديث ابن مسعود  : (سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر ) رواه ابن مردويه (صحيح).ؤ
• انظر إلى النار التي عندك في المطبخ أو غيره ، وتذكّر نار جهنم ، وقد قال تعالى : ¬ أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ  [الواقعة:71-73]. فإذا تذكّرتَ نار جهنم ، فاعمل على الهرب منها ، والوقاية منها ، وتجنب الطرق المؤدية إليها .
• اسأل الله أن يقيَك عذابه ، واصنع كما كان يفعل  ، ففي حديث حفصة زوج النبي  : ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْقُدَ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ ) رواه أبو داود (صحيح) .



إذا علمت بالميزان :
• فيا أيها العبد : ثقّل موازينك يوم القيامة بالإكثار من الحسنات والهمّ بها ، فقد قال  : ( الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ ) رواه الشيخان . وقال  : ( مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً) رواه مسلم . وقال  : (كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ) رواه الشيخان من حديث أبي هريرة  .
إذا علمت بشفاعة النبي  يوم للقيامة
• فتطلّب شفاعته  يوم القيامة ، ومن ذلك : إذا سمعت المؤذّن فقل ما في حديث جابرٍ أنّه  قال : ( مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه البخاري .
• اقرأ القرآن ليأتي شافعاً لك يوم القيامة ، واقرأ البقرة وآل عمران لِتحاجّ عنك يوم القيامة ، وقد قال  في حديث أبي أمامة : ( اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا ) رواه مسلم .

دروس من اليوم الآخر

• اغتنم عمرك في طاعة الله  ، والبعد عما حرم الله عليك من قبل أن تنشغل عن أمر آخرتك ، وقبل أن تظهر الفتن ، وإذا ظهرت الفتن فابتعد عنها ، واهرب بدينك ، وقد قال  في حديث أبي سعيد  : ( يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنْ الْفِتَنِ ) رواه البخاري .
• اقترب من العلماء الربانيّين ، واستفد منهم ، وعُضّ بالنواجذ على ما وجّهوك إليه من الحقّ في كل أمورك ، واحذر من الجهّال الذين يُفتون الناس بغير علم ، فضلُّوا وأضلُّوا ، واعلم أنّ في آخر الزمان يُقبض العلم ، ويفشوا الجهل ، كما أخبر النبي  .
• الزم الاستغفار والتوبة قبل أن تُغرغر ، وقبل أن تطلع الشمس من مغربها وخروج الدحال والدّابة ، فإنّ هذه الأمور الأربعة إذا حصلت فإنّ التوبة لا تنفع ، كما أخبر بذلك النبي  ، وقد قال  : ( إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ ) رواه أحمد والترمذي وابن ماجة (حسن) .
• اعتن بالقرآن الكريم حفظاً ، وتلاوةً ، وعملاً ، وفقهاً ، ودعوةً ، واجعل ذلك محطّ اهتمامك ، فإنّ القرآن سوف يُسرى عليه عندما يدرُسُ الإسلام كما يدرُسُ وشْيُ الثوب ، فقد قال  : (وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ  فِي لَيْلَةٍ فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ) رواه ابن ماجة والحاكم (صحيح) .
• أيها المسلم : تذكر الآخرة ، وقم بزيارة القبور ، فقد قال  في حديث أبي هريرة  : ( زُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمْ الْآخِرَةَ ) رواه ابن ماجة وأحمد (صحيح) . وإذا وقفت على القبور ففكر في نفسك وانتقالك إليها ، لا منظر أفظع من القبر ، وقد قال  في حديث أبي هريرة  : (مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلَّا وَالْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ ) رواه الترمذي وابن ماجة (حسن) .
• أيها المسلم : انظر ماذا قدّمت لآخرتك من الأعمال الصالحة ؟ واجعل هذ الأعمال نصب عينيك ، قال تعالى :  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ  [الحشر:18]. واجتهد فيما ينفعك بعد موتك ، وكن حريصاً على ذلك ، فقد قال  : (احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ...الحديث) رواه مسلم .
• أيها المسلم : اعلم أنّ مصيرنا إلى الله ، وأنّه سوف يجازينا ، وكلّما مرّ بك آية من آيات : إِلَيَّ الْمَصِيرُ ، ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ ،  إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ  ،  ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ  ،  إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ  ،  سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ  ،  ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ  وغيرها من الآيات ، ففكّر في رجوعك إلى ربّك ، وأنّه سيجازيك ، فاجتهد في اتقاء النار ، وقد قال  في حديث عدي بن حاتم  : (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ) رواه الشيخان . " تصدّق بما تيسّر " .
• احرص على محبة رسول الله  حتى يكون أحب إليك من نفسك وولدك ومالك والناس أجمعين ، واحرص على محبة أصحاب رسول  ، ومحبة العلماء والصالحين ؛ لتكون مع هؤلاء يوم القيامة ، وقد قال  في حديث ابن مسعود  : ( الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ ) رواه الشيخان .
• أيها العبد : احفظ ما بين لحِييك وهو اللسان ، وما بين رجليك وهو الفرج ، من الوقوع فيما حرّم الله عليك ، فإذا ضمنت ذلك ، ضمن لك رسول الله  الجنة ، وقد قال  في حديث سهل بن سعد  : ( مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ ) رواه البخاري .
• ابتعد عن مسألة الناس ، واطلب حاجتك من الله  ، وتكفّل أن لا تسأل الناس شيئاً ، واحصل على ما قاله النبي  في حديث ثوبان  : ( مَنْ يَكْفُلُ لِي أَنْ لَا يَسْأَلَ النَّاسَ شَيْئًا وَأَتَكَفَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ ...الحديث ) رواه أبو داود (صحيح) .
• احذر من الذنوب التي يأتي صاحبها يوم القيامة في وضعٍ سيءٍ مُخزٍ ، ومنها : أكل الربا ، فإنّ آكل الربا يأتي يوم القيامة كالذي يتخبّطه الشيطان من المسّ ( كالمصروع ) ، وقد قال تعالى :  الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ...الآية  [البقرة: 275] .
• احذر من الذنوب التي يُفضح أصحابُها يوم القيامة ، ومنها : الغدر ، فقد قال  في حديث أبي سعيد  : ( لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ عِنْدَ اسْتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه مسلم .
• احذر من الذنوب ! ومنها : تلك الذنوب العظيمة : ( التجبّر ، الشرك بدعاء غير الله ، التصوير ) وقد قال  في حديث أبي هريرة  : ( تَخْرُجُ عُنُقٌ مِنْ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهَا عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ وَأُذُنَانِ تَسْمَعَانِ وَلِسَانٌ يَنْطِقُ يَقُولُ إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَبِكُلِّ مَنْ دَعَا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَبِالْمُصَوِّرِينَ ) رواه أحمد والترمذي (صحيح) .
• إذا علمت أن الله  يغضب على المجرمين ، بل ويغضب يوم القيامة كما قال  في حديث الشفاعة : ( إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ) رواه الشيخان . فاحذر أن تقع في ما يُغضب الله  ! ومن ذلك : أن هناك قوماً يغدون في غضب الله ، ويروحون في سخط الله ، كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( يُوشِكُ إِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ أَنْ تَرَى قَوْمًا فِي أَيْدِيهِمْ مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ يَغْدُونَ فِي غَضَبِ اللَّهِ وَيَرُوحُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ ) رواه مسلم .
• احذر من الذنوب التي هي ظلمات يوم القيامة ، وهو الظلم ، فلا تظلم أحداً ، وقد قال  في حديث ابن عمر  : ( الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه الشيخان .
• اسأل اللهَ أن يُصلح لك دينك ودنياك وآخرتك ، وأن يجعل الحياة زيادةً لك في كل خير ، والموت راحةً لك من كل شر ، كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي وَاجْعَلْ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلْ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ ) رواه مسلم .

• اسأل اللهَ الجنة وما قرّب إليها من قولٍ أو عملٍ ، واستعذ بالله من النار وما قرّب إليها من قولٍ أو عمل ، وقد قال  في حديث عائشة رضي الله عنها : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ...الحديث ) وفيه : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ ...الحديث) رواه ابن ماجة وأحمد (صحيح) .

• احذر البغي وقطيعة الرحم ، فإنه يُدّخر لصاحبهما في الآخرة من العذاب ما لا يعلمه إلا الله ، وقد قال  في حديث أبي بكرة  : ( مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ تَعَالَى لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِثْلُ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ ) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وأحمد (صحيح) .

• اذكر الله في كل ساعة ؛ حتى لا تتحسّر عليها يوم القيامة ، وقد قال  في حديث عائشة رضي الله عنها : ( ما من ساعة تمر بابن آدم لم يذكر الله فيها إلا حسر عليها يوم القيامة ) رواه البيهقي في الشعب (حسن) .
• احذر من الذنوب التي هي عظيمة جداً ، كالشرك بالله ، وقتل المؤمن بغير حقٍ عمداً ، وقتل المعاهد ، وقد قال تعالى :  وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا...الآية [النساء: 93]. وقال  في حديث أبي بكرة  : ( مَنْ قَتَلَ مُعَاهِدًا فِي غَيْرِ كُنْهِهِ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ )رواه ابو داود والنسائي وأحمد (صحيح) . وفي حديث عبد الله بن عمرو : ( مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا ) رواه البخاري .
• احذر من شرب الخمر ! وإن كنت قد وقعت في ذلك ، فتُب إلى الله ! ولا تعُد إلى شربه ، وقد قال  في حديث عبد الله بن عمرو  : ( فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَإِنْ عَادَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ رَدَغَةِ الْخَبَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا رَدَغَةُ الْخَبَالِ قَالَ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ ) رواه ابن ماجة (صحيح) .
• اجتهد في عمل الطاعات كلَّ وقت ، فإنّ العبد مهما اجتهد فإنّه يحقر ذلك يوم القيامة ، كما قال  في حديث عتبة  : ( لَوْ أَنَّ رَجُلًا يُجَرُّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلَى يَوْمِ يَمُوتُ هَرَمًا فِي مَرْضَاةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَحَقَّرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه أحمد (حسن) .
• احرص أن يستمرّ لك الأجر بعد موتك ، وذلك بسنّ السُّنة الحسنة ، ونشر سنة النبي  ، واحذر من استمرار الإثم بعد موتك بسنّ السُّنة السيئة ونشرها ، وقد قال  في حديث جرير  : ( مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ ) رواه مسلم .
• اجتهد في عمل بعض الطاعات التي تستمر لك بعد موتك وحتى لا ينقطع عملك ، ومنها : صدقة جارية ، أو علم يُنتفع به ، أو ولد صالح ، كما قال  : ( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) رواه مسلم عن ابي هريرة  .
• اسأل الله الجنة ثلاث مرّات ، واستجر به من النار ثلاث مرّات ، فقد قال  في حديث أنس  : ( مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَتْ الْجَنَّةُ اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ وَمَنْ اسْتَجَارَ مِنْ النَّارِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَتْ النَّارُ اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنْ النَّارِ ) رواه الترمذي والنسائي (صحيح) .
• اطلب منازل الشهداء ، واسأل الله الشهادة بصدق ، فقد قال  في حديث سهل بن حنيف  : ( مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ) رواه مسلم .
• تذكّر يوم القيامة (اجعله على بالك ) واعمل للفوز في ذلك اليوم ، وقد قال تعالى :  وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [البقرة:281]. وقد كان  إذا استيقظ قال : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ) رواه الشيخان من حديث أبي ذر  .
• اجعل الآخرة هي همّك وتفكيرك ، واعمل لها من اليوم ؛ ليكفيَك الله سائر همومك ، ولا تتشعب بك الهموم للدنيا ، وقد قال  في حديث ابن مسعود  : ( مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا هَمَّ الْمَعَادِ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهِ هَلَكَ ) رواه ابن ماجة (حسن) .
• حقّق ( لا إله إلا الله ) في قلبك ، وقولك ، وعملك ، واهتمّ بتوحيد الله  ، وابتعد عن الشرك والابتداع في الدين ، واعلم أنّ ( لا إله إلا الله ) يُؤتى بها يوم القيامة في بطاقةٍ للعبد الذي عنده سجلات من الذنوب ، فتوضع البطاقة في كَفّة ، والسجلاّت في كَفّة ، فرجحت البطاقة ، وطاشت السجلات .
• اجتهد في التخلّق بالأخلاق الحسنة ؛ لتكون أقرب إلى النبي  مجلساً يوم القيامة ، وقد قال  : ( إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا ) رواه الترمذي من حديث جابر  .
• اقسط في حكمك (اعدل) ، وفي أهلك وما وليت عليه ؛ لتكون على منابر النور يوم القيامة ، كما قال  : ( إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا ) رواه مسلم .
• املأ صحيفتك بكثرة الاستغفار من اليوم ، وقد قال  في حديث عبد الله بن بُسر : ( طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا ) رواه ابن ماجة (صحيح) .
• اسأل الله  - داعياً- أن يقسم لك من طاعته ما يُبلّغك به جنّته ، وأن لا يجعل الدنيا أكبر همّك ولا مبلغ علمك ، وفي دعاء النبي  في حديث ابن عمر  : ( اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ...الحديث ) وفيه : ( وَلَا تَجْعَلْ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا وَلَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا ) رواه الترمذي والحاكم (صحيح) .
• اسأل الله لذة النظر إلى وجهه ، والشوق إلى لقائه ، في غير ضرّاء مُضرّة ، ولا فتنةٍ مُظلّة ، ومن دعاء النبي  في حديث عمار  : ( وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ ) رواه النسائي (صحيح) .
• اعلم أنّ عذاب الله يوم القيامة قد يكون على بعض الأعضاء ، وفي الحديث : ( وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ...الحديث ) رواه مسلم عن المقداد  . ودعا النبي  لرجلٍ غفر الله له إلا ليديه ، فقال  : ( اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ ) رواه مسلم . فاحفظ جوارحك وأعضاءك من الذنوب والمعاصي ؛ لتسلم يوم القيامة من العذاب بفضل الله ورحمته .
• انظر إلى الآخرة أنّها خيرٌ وأبقى من الدنيا ، وأنّ الدنيا لا تساوي في الآخرة شيئاً ، وقد قال تعالى :  وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى  [الأعلى: 17] . وقال  : ( وَاللَّهِ مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ فِي الْيَمِّ فَلْيَنْظُرْ بِمَ يرْجِعُ ) رواه مسلم عن المستورد بن شداد  .
• احتسب كل عمل ، وقول ، وحركة ، ونية ، وهمّ ، لوجه الله  ، طالباً ثواب الله في الدار الآخرة ، واحذر من مفسدات الأعمال ،كالرياء ، واحذر من الإفلاس يوم القيامة ، فحافظ على حسناتك ، وقد أخبر النبي  عن المفلس أنّه : ( يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ) رواه مسلم من حديث أبي هريرة  .
• أيها المسلم : استعدّ للقبر ! وإذا رأيت الجنازة فابكِ ، وقدّم النصيحة بالاستعداد ، وفي حديث البراء  قال : (كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ  فِي جِنَازَةٍ فَجَلَسَ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ فَبَكَى حَتَّى بَلَّ الثَّرَى ثُمَّ قَالَ يَا إِخْوَانِي لِمِثْلِ هَذَا فَأَعِدُّوا ) رواه ابن ماجة (حسن) .
• أيها العبد : اعتذر إلى الله  بالتوبة والإنابة والرجوع إليه ، واستزد من الأعمال الصالحة التي تُقرّبك إلى ربك ، مُغتنماً فرصة العمر ، وقد قال  في حديث أبي هريرة  : ( لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ ) رواه البخاري .
• أيها المسلم : كلّما طال عمرك فاستغلّه في طاعة ربك ، مُستعدّاً لآخرتك ، واحذر أن تكون ممن طال عُمُره وساء عمله ، وقد قال  في حديث أبي بكرة  : ( خيرُ النَّاسِ مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ وشر النَّاسِ مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ ) رواه أحمد والترمذي (صحيح) . وقال  في حديث كعب بن مُرة  : ( مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه الترمذي والنسائي (صحيح) .
• اهتمّ بعملك ( ليكن صالحاً ) ؛ لأن عملك هو الذي سيبقى معك في قبرك ، وستجده أمامك يوم القيامة ، وقد قال  في حديث أنس  : ( يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلَاثَةٌ فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى مَعَهُ وَاحِدٌ يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ ) رواه الشيخان .
• احرص على الاستعاذة بالله من أربع ، وذلك في الصلاة قبل التسليم وبعد الصلاة على النبي  ، لقوله  : ( فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ) رواه مسلم . وقد كان  يقول في دعائه : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ) رواه أبو داود والترمذي والنسائي ومسلم بنحوه .
• أيها العبد : لا تحرص على الدنيا ! وإذا فاتك شيءٌ من الدنيا فلا تقلق ، ولا تنزعج ، واهتمّ بالآخرة ، ففيها من الأجر والثواب والنعيم المقيم للعبد الصالح ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، فاجعل آخرتك نصب عينيك ، وأَوْلِها كل الأهتمام ، فقد قال تعالى :  وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى  [الأعلى: 17]. وقال تعالى :  وَلَلدَّارُ الآخرة خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ  [ الأنعام : 32 ] . وقال تعالى :  وَإِنَّ الدار الآخرة لَهِيَ الحيوان لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ  [العنكبوت : 64] . ففي الآخرة للعبد الصالح (في الجنة) الحياة الكاملة التي لا تنغيص فيها ولا هُموم ولا غُموم ولا نقص ، بل فيها أكمل حياة للأبدان والأرواح والبال :  وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ  [محمد:2] .  وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأنْفُسُ وَتَلَذُّ الأعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [الزخرف:71].

هذه بعض الدروس ، وقد مضى كثيرٌ من الأحاديث في الإيمان باليوم الآخر التي فيها العبرة والعِظة ،
فهل من مُدّكر ؟ .

وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .











الفهرس
المقدمة .................................................................2
يوم القيامة كأنك تنظر إليه ...............................................3
من أسماء اليوم الآخر .....................................................3
منزلة الإيمان باليوم الآخر .................................................5
من صفات اليوم الآخر ...................................................6
علم الساعة .............................................................8
يوم القيامة مواقف .......................................................9
القـيامَة الكبرى والصغرى .............................................10
علامات مجيء الساعة ...................................................10
العلامات الصغرى .......................................................11
أشراط الساعة الكبرى....................................................18
أول الآيات خروجاً......................................................18
العلامات وانقطاع التوبة .................................................18
خروج المهدي...........................................................19
اسم المهدي .............................................................19
نسب المهدي ...........................................................20
صفات المهدي ..........................................................20
مدة بقاء المهدي ........................................................20
الخسف والمسخ والقذف ................................................21
علامات وقوع الخسف والمسخ والقذف ..................................21
خروج الدابة ...........................................................22
خروج النار ............................................................22
من أين تخرج النار .......................................................22
طلوع الشمس من مغربها ................................................23
خروج يأجوج ومأجوج .................................................24
الدجال .................................................................25
فتنة الدجال .............................................................27
خروج الدجال ..........................................................28
صفات الدجال .........................................................29
الدجال وابن صياد ......................................................30
ما يشرع للمسلم فعله ليعصمه الله فتنة الدجال.............................31
نزول عيسى عليه السلام ...............................................32
صفة عيسى  ومكثه في الأرض.......................................32
مكان النزول وصفته.....................................................32
أين يقتل عيسى  الدجال ؟..........................................33
ما يكون في زمن عيسى  .........................................33
فضل أصحاب عيسى آخر الزمان  ..................................34
الإيمان بالموت .........................................................34
ما هو الموت ؟ .........................................................34
معنى الإيمان بالموت .....................................................35
مسألة قوله تعالى: وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ...الآية ............36
ذكر الموت والحكمة منه ................................................36
الاستعداد للموت ......................................................37
الإيمان بما بعد الموت ...................................................39
سؤال القبر وفتنته .......................................................39
إثبات عذاب القبر .......................................................40
مسألة : على من يقع عذاب القبر ؟ ........................................40
إثبات نعيم القبر .........................................................41
مسألة : سماع عذاب القبر..................................................41
من أسباب عذاب القبر ....................................................42
مما يدفع عن المؤمن عذاب القبر.............................................42
المشروع في حق المسلم للنجاة من عذاب القبر ...............................43
حياة البرزخ ..............................................................44
طوائف من المؤمنين لا يُعذّبون في القبور ....................................44
حياة الأرواح في البرزخ ....................................................44
مسألة : اتصال الروح بالبدن بعد الموت......................................44
فصل : ما لا يفنى من المخلوقات... ........................................45
الإيمان بلقاء الله  .....................................................46
عقوبة من جحد لقاء الله ..................................................46
معنى حب لقاء الله وكراهية لقاء الله ........................................47
النفخ في الصّور ..........................................................48
عدد مرات النّفخ : نفختان ................................................48
قدر ما بين النفختين ......................................................48
نفخة الصعق والبعث في يوم الجمعة ........................................49
أول من يسمع نفخة الصعق ................................................49
قول : حسبنا الله ونعم الوكيل.............................:................49
البعث والنشور ..........................................................49
معنى البعث والنشور ......................................................49
كيفية البعث .............................................................50
أول من يرفع رأسه بعد النفخة الثانية ......................................50
من الأدلة على البعث .....................................................51
حكم من أنكر البعث .....................................................52
الاستدلال على البعث .....................................................51
الحشــر................................................................53
معنى الحشر ..............................................................53
من الأدلة على الحشر يوم القيامة ...........................................53
حال الناس في المحشر .......................................................53
أول من يُكسى يوم القيامة..................................................54
صفة أرض المحشر...........................................................54
هيئة حشر الكفار والمتكبرين ...............................................54
هيئة حشر المتقين...........................................................55
أول من يُدعى يوم القيامة ..................................................55
حال السموات والأرض يوم القيامة..........................................56
الحشر نوعان .............................................................56
من أنواع حشر الخلائق.....................................................57
العرض والحساب..........................................................57
معاني العرض .............................................................57
معنى الحساب..............................................................58
حساب المؤمن وحساب الكافر .............................................58
الحساب ينقسم إلى قسمين .................................................58
مسألة : من لا يحاسب من المؤمنين .........................................58
أول من يُحاسب من الأمم ................................................59
ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة ..............................................59
أول ما يحاسب عليه العبد ..................................................59
أول ما يُقضى فيه بين الناس ................................................59
أنواع الذنوب ...........................................................60
أنواع أداء الحقوق يوم القيامة ..............................................60
حال العباد يوم الفصل والقضاء ............................................60
فداء المؤمنين من الكفار ...................................................62
فصل : قوله تعالى :  وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ ...........................62
نشر الصحف .............................................................64
الذين يأخذون كتبهم أقسام ................................................65
المـيزان .................................................................65
أي شيء يوضع في الميزان ؟ ................................................66
مصير العبد بحسب وزن أعماله . ...........................................66
الصِّــراط ..............................................................67
تعريف الصراط ............................................................67
بعض صفات الصراط ......................................................67
أصناف الصّادرين عن الصراط ..............................................67
أول من يُجيزُ الصراط .....................................................68
النور والمرور على الصراط على قدر العمل ..................................68
الرحم والأمانة على جانبي الصراط ..........................................69
الوقوف على القنطرة ......................................................69
مسألة : من لم تبلغه الدعوة ................................................69
الحــوض ..............................................................70
من صفات الحوض ........................................................70
فصل : من يردُ حوضَه  ومن يُمنع ......................................72
مسألة : هل الحوض هو الكوثر ؟ ..........................................73
لواء النبي يوم القيامة ..................................................74
الشَّـــفاعة ...........................................................74
معنى الشفاعة .............................................................74
الأدلة على الشفاعة ........................................................75
أنواع الشفاعة ............................................................75
الشفعاء يوم القيامة ........................................................78
الجنة والنار ...............................................................79
الجنة وبعض ما فيها ......................................................81
صفوف أهل الجنة ، وما لهذه الأمة منها .....................................82
بعض صفات الجنة ........................................................82
صفات نساء أهل الجن .....................................................84
في جِماع أهل الجنة ........................................................84
سنُّ أهل الجنة ............................................................85
بعض نعيم أهل الجنة .......................................................85
أول شيء يأكله أهل الجنة .................................................88
يُنشئ الله خلقا للجنة .....................................................88
أدنى أهل الجنة منزلةً ، وأعلى أهل الجنة منزلة ...............................88
آخر أهل النار خروجاً منها ، وآخر أهل الجنة دخولاً الجنة ..................88
النار أهلها – صفاتهم .....................................................89
عِظَمُ نار جهنم ، وشدةُ حرارتها ....................................... 90
الزّقّوم وشدّته ........................................................... 90
أهون أهل النار عذاباً .................................................... 90
جهنم تطلب المزيد ...................................................... 90
أنعم أهل الدنيا من أهل النار ............................................. 91
بدن الكافر في النار ...................................................... 91
يمشي أهل النار على وجوههم ............................................91
أصناف من يعذب في النار في أبدانهم ......................................91
شدة بكاء أهل النار ......................................................91
من ثمرات الإيمان باليوم الآخر : ..........................................92
1- إذا علمت أنك ستموت وتلاقي ربك : ...............................92
2- إذا علمت بما في يوم القيامة من الأهوال والشدة : ......................93
3- إذا علمت بما أعدّ الله لأهل الجنة : ....................................94
4- إذا علمت بما أعدّ الله لأهل النار : ...................................95
5- إذا علمت بالميزان : .................................................97
6- إذا علمت بشفاعة النبي  يوم للقيامة ................................97
دروس من اليوم الآخر ................................................97

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
متن اليوم الآخر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أخطاء الإمارات اليوم المصدر: الإمارات اليوم ا
» تجربتي في الحوار مع الآخر في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني
» العربي: الجامعة لا تقف مع فصيل سوري على حساب الآخر القاهرة - محمد الشاذلي الخميس ١٧ مايو ٢٠١٢ استبعد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى دير الزور :: المنتدى الديني derezzor :: منتدى الشيخ محمد شامي شيبة :: منتدى كتب الشيخ محمد شامي شيبة-
انتقل الى:  

متن  اليوم الآخر   Button1-bm

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر المنتدى ~

مواضيع مماثلة
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى دير الزور على موقع حفض الصفحات
اخر مواضيع المنتدى
<div style="background-color: none transparent;"><a href="http://www.rsspump.com/?web_widget/rss_ticker/news_widget" title="News Widget">News Widget</a></div>
أفضل 10 فاتحي مواضيع
ابن الفرات
متن  اليوم الآخر   Vote_rcap1متن  اليوم الآخر   Voting_barمتن  اليوم الآخر   Vote_lcap 
حمدان
متن  اليوم الآخر   Vote_rcap1متن  اليوم الآخر   Voting_barمتن  اليوم الآخر   Vote_lcap 
مهند الاحمد
متن  اليوم الآخر   Vote_rcap1متن  اليوم الآخر   Voting_barمتن  اليوم الآخر   Vote_lcap 
ديري نشمي
متن  اليوم الآخر   Vote_rcap1متن  اليوم الآخر   Voting_barمتن  اليوم الآخر   Vote_lcap 
الاسمر
متن  اليوم الآخر   Vote_rcap1متن  اليوم الآخر   Voting_barمتن  اليوم الآخر   Vote_lcap 
ريم الساهر
متن  اليوم الآخر   Vote_rcap1متن  اليوم الآخر   Voting_barمتن  اليوم الآخر   Vote_lcap 
نبض الأمل
متن  اليوم الآخر   Vote_rcap1متن  اليوم الآخر   Voting_barمتن  اليوم الآخر   Vote_lcap 
الدير نت
متن  اليوم الآخر   Vote_rcap1متن  اليوم الآخر   Voting_barمتن  اليوم الآخر   Vote_lcap 
ديرية حرة
متن  اليوم الآخر   Vote_rcap1متن  اليوم الآخر   Voting_barمتن  اليوم الآخر   Vote_lcap 
العاشق لاحباب
متن  اليوم الآخر   Vote_rcap1متن  اليوم الآخر   Voting_barمتن  اليوم الآخر   Vote_lcap 
المواضيع الأخيرة
» دورة مهارات تقييم الاداء الوظيفي للمديرين والمشرفين
متن  اليوم الآخر   Icon_minitimeالإثنين فبراير 03, 2020 12:32 pm من طرف Manal

» دورة التحليل الفنى لتداولات الأسهم
متن  اليوم الآخر   Icon_minitimeالأربعاء يناير 22, 2020 11:48 am من طرف Manal

» التحليل. الاحصائى .للبوصات
متن  اليوم الآخر   Icon_minitimeالثلاثاء يناير 21, 2020 11:53 am من طرف Manal

» دورة اساسيات الرقابة الصحية على الاغذية
متن  اليوم الآخر   Icon_minitimeالإثنين يناير 20, 2020 9:28 am من طرف Manal

» تطبيق نظام haccp في إعداد وتصنيع وتداول الغذاء
متن  اليوم الآخر   Icon_minitimeالأحد يناير 19, 2020 9:24 am من طرف Manal

» دورة ادارة مخاطر التأمين الصحي
متن  اليوم الآخر   Icon_minitimeالخميس يناير 16, 2020 10:22 am من طرف Manal

» #دورة_ إدارة_الجودة_الشاملة_في_مجال_المشتريات_والمخازن
متن  اليوم الآخر   Icon_minitimeالأربعاء يناير 15, 2020 8:39 am من طرف Manal

» التحليل .المالِى. spss
متن  اليوم الآخر   Icon_minitimeالثلاثاء يناير 14, 2020 9:42 am من طرف Manal

» دورة. التحليل .المالِى
متن  اليوم الآخر   Icon_minitimeالأحد يناير 12, 2020 9:11 am من طرف Manal