وذكر الشهرستاني عقائدهم فيقول: إن أهم بدعهم هي( ):-
1- تكفير سواهم من المسلمين.
2- تكفير القعدة.
3- إباحة قتل أطفال المخالفين ونساءهم.
4- إسقاط الرجم عن الزاني إذ ليس في القرآن ذكره.
5- الحكم بأن أطفال المشركين في النار مع آبائهم.
6- التقية غير جائزة قولاً وعملاً.
7- تكفير من ارتكب الكبيرة.
ويضيف الشهرستاني إلى بدعهم هذه بدعة جديدة , فيقول: ( واستحلوا كفر( ) الأمانة التي أمر الله تعالى بأدائها. وقالوا إن مخالفينا مشركين فلا يلزمنا أداء أماناتنا إليهم)( ).
النجدات:
وهم إتباع نجد بن عامر الحنفي الذي كان مع نافع بن الأزرق على عبدالله بن الزبير ثم اختلفا فيما بينهما بخصوص التقية حيث منعها نافع واقرها نجدة واختلفا كذلك في حكم القعدة , فقد قال نافع : القعود عن الجهاد كفر بينما عذر نجدة القاعدين عن الجهاد وأدى اختلافهم هذا إلى توجه نافع إلى البصرة بينما توجه نجدة بمن معه إلى اليمامة وبقي فيها فترة ثم خرج بمعسكره عازماً على اللحاق بنافع في البصرة لولا أن جاءه أبو فديك وعطية بن الأسود قافلين من البصرة فأخبراه بما أحدث نافع هناك فرجع مع هؤلاء بعسكره وقد أمروه عليهم.
ومن عقائد النجدات التي تميزهم عما سواهم من فرق الخوارج أنهم أكثر تساهلاً من الأزارقة. فهم لا يكفرون القعدة ويبيحون التقية ويعذرون بالجهالات ويرى نجدة أن الدين أمران: أحدهما معرفة الله ومعرفة رسوله والإقرار بما جاء من عند الله جملة وهذا واجب على كل مكلف, والأمر الثاني هو ما سوى ذلك والناس معذورون فيه إن جهلوه. فمن أداه اجتهاده إلى استحلال حرام وتحريم حلال فهو معذور , لهذا سموا بالعاذرية , ويرى أن من كذب كذبة وأصر عليها أشرك, ومن زنى وسرق وشرب الخمر دون إصرار لا يشرك( ).
العجـــــاردة
هم أتباع عبدالكريم بن عجرد وافق النجدات في بدعهم, وقد تفرد بقوله يجب التوقف في أطفال المسلمين حتى يبلغوا ويُدعوا إلى الإسلام , أما أطفال المشركين فهم مع آباءهم في النار. ويرون أن الهجرة فضيلة لا فريضة ولا يكفرون القعدة بقعودهم بل يتولونهم.
وفي العجاردة ميل إلى الانقسام , فقد ذكر البغدادي والشهرستاني وفخر الدين الرازي انقسامها إلى سبع فرق وهي
الصلتية والميمونية والحمزية والخلفية والأطرافية والسبعية والحازمية)( ).
الصفـــرية
هم أتباع زياد بن الأصفر أو ابن الصفار , وقال قوم اصفرت وجوههم من العبادة فسموا بذلك, وقولهم في الجملة كقول الأزارقة في أن أصحاب الذنوب مشركون غير أن الصفرية لا يرون قتل أطفال مخالفيهم ونساءهم والأزارقة يرون ذلك , وقد زعمت الصفرية أن ما كان من الأعمال فيه حد واقع لا يسمى صاحبه إلا بالاسم الموضوع له كزانٍ وسارق وقاذف وليس صاحبه كافراً ولا مشركاً( ).
الأباضية
وهم أتباع عبدالله بن أباض, ويرون ان كفار هذه الأمة يعنون بذلك مخالفيهم من هذه الأمة براء من الشرك والإيمان وأنهم ليسوا مؤمنين ولا مشركين ولكنهم كفار( ) وهم يعنون به كفر نعمة وليس كفر شرك( ) ويرون صحة مناكحة المخالفين من المسلمين والتوارث معهم, وأن دار مخالفيهم من أهل الإسلام دار توحيد إلا معسكر السلطان فإنه دار بغي, ويقبلون شهادة مخالفيهم ولا يجيزون قتالهم إلا بعد دعوتهم .
وقد بادت جميع فرق الخوارج آنفة الذكر ولم يتبق منها سوى طائفة الإباضية تقيم في عمان وفي جهات أخرى من شمال أفريقية ويكره إباضية عمان أن يسموا خوارج( ), حيث إنهم لم يعد يربطهم بالخوارج سوى اسمهم وهم الآن متعايشون مع المسلمين على أكمل وجه , وقد استطاع المذهب الإباضي أن يثبت أصالته خاصة في العصور المتأخرة في عمان حيث استطاع أن يعطي تطبيقات عملية حول سلطات الإمام وواجباته ومسؤولياته الإدارية والمالية والأمنية, يقول الدكتور فاروق عمر: ( وبعد أن نجح الإباضية في تأسيس كيانات سياسية في عمان والمغرب العربي فقد كان لابد لهم من أن يغيروا ويعدلوا في نظريتهم... وهنا لابد من القول بأن المذهب الإباضي أظهر مرونة واعتدالاً ونظرةً توفيقية بحيث يتلاءم مع الظروف السياسية والاجتماعية في عمان وفي ذلك يكمن سر نجاح الإباضية واستمرارها لأكثر من اثني عشر قرناً من الزمان)( ).
وكان الإباضيون في المغرب العربي سواء أكانوا حكاماً أم ثواراً على قدر كبير من العفة والنزاهة والأخلاق الحميدة التي تؤكد تمسكهم بأهداب الشريعة الغراء. يقول الدكتور محمود إسماعيل: (فحروب الإباضية في المغرب عموماً انطوت على مثالية مفرطة في معاملة الخصوم ونجد مصداقاً لذلك في حروب أبي يزيد( ) ... فحسبه وفاؤه بالعهود التي كان يقطعها على نفسه ببذل الأمان لسكان المدن المفتوحة, ولم يلجأ إلى أساليب القمع والبطش إلا حين تمردت هذه المدن وانضمت لخصومه)( ).
مكانة الصحابة عند الخوارج
قلنا أثناء كلامنا على فرق الخوارج أنهم يجمعهم اكفار عثمان وعلي والحكمين وأصحاب الجمل رضي الله عنهم جميعاً , وهم – الخوارج- كانوا يأخذون الأمور بسطحية شديدة , فبنوا نتائجهم على مقدمات ساذجة, فهم حينما قالوا بأن مرتكب الكبيرة كافر وقعوا في ورطة كبيرة جرتهم إلى أن يقعوا في أخطاء أكبر, وكل خطأ كانوا يقعون فيه كان يؤدي بهم إلى واد سحيق من الضلال بسبب عنادهم وتماديهم في الباطل.
ولقد جاء طعنهم في الصحابة نتيجة خطأ بسيط في فهم آية من كتاب الله إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ ( ).
ففي قضية التحكيم رأوا أن اللجوء إلى التحاكم إلى كتاب الله عن طريق الناس هو حكم بغير ما أنزل الله, وهو مستلزم للكفر, لهذا كفروا علياً ومعاوية والحكمين: أبا موسى الأشعري وعمرو بن العاص رضي الله عنهم ولو أنابوا إلى رشدهم واستمعوا إلى صوت العقل لكان خيراً لهم ولأمتهم لكن تنطعهم الشديد كان له الأثر السيئ عليهم , فقد كان هذا التشدد معول هدم يفت في عضدهم فترى الفرقة منهم بعد أن تثار أي مسألة مهما تكن بسيطة قد انقسمت على نفسها وهكذا حتى ترى منهم فرقتين تعترف أحدهما للأخرى بالصواب والهداية.
وبعد أن أكفر عامة الخوارج قسماً من صحابة رسول الله متهمين إياهم بالحكم بغير ما أنزل الله نرى قسماً منهم قد وجه تهمة أخرى إلى الصحابة كلهم وهي تهمة تحريف القرآن الكريم. فالعجاردة الذين تحدثنا عنهم آنفاً قالوا: (ليست سورة يوسف من القرآن ولا حا ميم عين سين قاف)( ) وهذا الكلام لم يتناول الصحابة مباشرة إلا أن فيه طعناً ضمنياً لهم لأنهم هم الذين تُرك القرآن بين أيديهم فأي تحرف يقع له يكون الصحابة هم المتهمين به.
وقد أدرك الأوائل من علماء الأمة خطورة هذه الآراء فحكموا بكفر من قال منهم ذلك.
يقول أبو المظفر الاسفراييني: ( والكفر لا محالة لازم لهم لتكفيرهم أصحاب رسول الله )( ). ونحن لا نوافق البغدادي حين يدخل الخوارج جميعاً في حضيرة الإيمان سوى الزيدية من الإباضية الذين يزعمون أنه سوف يرسل الله تعالى نبياً من العجم في آخر الزمان , والميمونية من العجاردة الذين يزعمون أن سورة يوسف ليست من القرآن وأنه يحل نكاح بنات الأولاد وبنات أولاد الأخوة والأخوات( ) لأن مثل هذا التسامح يغري الناس في التطاول على نبراس الأمة ورمز شموخها صحابة رسول الله ويوحي إليهم بأن تكفير المسلم شيء يسير لا يقدم و لا يؤخر في ميزان الله تعالى.
لذا فنحن نوافق أبا المظفر الاسفراييني فيما ذهب إليه من أن من كفر أحداً من صحابة رسول الله فقد لزمه الكفر( ) لأن مسألة تكفير الصحابة لا تقف عند حدودهم بل تصل إلى المساس بالقرآن الكريم الذي شهد لهم بصدق الإيمان وحسن الإسلام وكثرة البذل والتضحية في سبيل الله وبالسنة النبوية المطهرة التي أعلت شأنهم وقدرتهم حق قدرهم كما سنرى فيما بعد.
الباب الثاني
الفصل الخامس
مكانة الصحابة
عنــــــد
أهل السنة والجماعة
تعريف بأهل السنة والجماعة
السنة لغة: الطريقة( )-سواء كانت حسنة أو قبيحة قال رسول الله
من سن في الإسلام سنة حسنة فعُمل بها بعده كُتب له مثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا, ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كتب له مثل وزر من عمل بها لا ينقص من أوزارهم شيئا)( ).
ونقل الشوكاني عن الكسائي أن السنة الدوام( ) ولعله أراد به الأمر الذي يداوم عليه. وقال الطبري: (السنة المثال المتبع والإمام المؤتم به)( ) وجعل منه قول لبيد بن ربيعة:
من معشر سنت لهم آباؤهم ولكل قوم سنة وإمامها( )
وتطلق السنة لغة أيضا على الطبيعة أي السجية , وبه فسر قول الأعشى:
كريم شمائله من بني معاوية الأكرمين السنن( )
أما تعريف السنة اصطلاحاً فهي: (ما صدر عن سيدنا محمد رسول الله -غير القرآن- من فعل أو قول أو تقرير)( ).
والجماعة اسم مأخوذ من الاجتماع والمجامعة على أمر واحد ورأي واحد, فيقال: فلان من أهل السنة والجماعة إذا كان متمسكاً بسنة رسول الله تاركاً لما ابتدعه المبتدعون بعده, ثابتاً مع أهل السنة الذين اجتمعوا على إمام هاد جامع لهم)( ).
وأهل السنة أكبر الفرق الإسلامية ويمثلون جمهور المسلمين ويجمعهم القول بأن الإيمان قول وعمل ومعرفة يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وأن خير الناس بعد رسول الله أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي( ).
(وكانت بداية إطلاق اسم أهل السنة في العصر العباسي الأول على كل من تمسك بالكتاب والسنة ووقف تجاه المعتزلة , وظلت الحال كذلك حتى اضمحلت أكثر الفرق الإسلامية فلم يعد هناك سوى الشيعة والسنة)( )( ).
ويذكر البغدادي أن أهل السنة أصناف عديدة( ), فمنهم الذين أحاطوا العلم بأبواب التوحيد والنبوة وأحكام الوعد والوعيد والثواب والعقاب وشروط الاجتهاد والإمامة والزعامة وسلكوا في هذا النوع من العلم طرق الصفاتية من المتكلمين الذين تبرئوا من التشبيه والتعطيل ومن بدع الرافضة والخوارج والجهمية وسائر أهل الأهواء الضالة ومنهم أئمة الفقه من فريقي الرأي والحديث من الذين اعتقدوا في أصول الدين مذاهب الصفاتية في الله وفي صفاته, ومنهم الذين أحاطوا بوجوه القراءات ووجوه تأويلها على وفق مذاهب أهل السنة.
ومنهم الزهاد والصوفية الذين أبصروا فاقصروا واختبروا فاعتبروا ورضوا بالمقدور وقنعوا بالميسور... كلامهم في طرفي العبارة والإشارة على سمت أهل الحديث... لا يعملون الخير رياءً ولا يتركونه حياءً. ومنهم المرابطون في ثغور المسلمين في وجوه الكفرة... ويظهرون في ثغورهم مذاهب أهل السنة والجماعة...
ومنهم عامة البلدان التي غلبت فيها شعائر أهل السنة دون عامة البقاع التي ظهر فيها شعار أهل الأهواء الضالة...(وهم الذين) اعتقدوا تصويب علماء السنة والجماعة في أبواب العدل والتوحيد والوعد والوعيد ورجعوا إليهم في معالم دينهم وقلدوهم في فروع الحلال والحرام ولم يعتقدوا شيئاً من بدع أهل الأهواء الضالة. وهؤلاء هم الذين سمتهم الصوفية حشو الجنة(انتهى)( ).
وتميز أهل السنة ببعدهم عن الغلو وميلهم إلى الاقتداء الصحيح بما كان عليه سلف الأمة من وسطية واعتدال فهم لم يتشددوا تشدد الخوارج ولم يتنصلوا تنصل كثير من فرق الشيعة تحت غطاء التقية, واستطاعوا بوسطيتهم هذه أن يحفظوا لنا شعائر الدين الحنيف وأن ينقوها من الغلو المذموم.
وبوسعي أن أقول أن أهل السنة إذا ما قورنوا بغيرهم من فرق المسلمين فإنهم كانوا ولا يزالون يشكلون قوة كبرى تعمل على تثبيت كفة العقيدة الصحيحة إزاء التيارات المنحرفة.
مكانة الصحابة عند أهل السنة
تميز موقف أهل السنة والجماعة عن مواقف جميع الفرق الإسلامية في نظرتهم إلى الصحابة , فكل فرقة من تلك الفرق نراها قد نالت من الصحابة بطريقة أو بأخرى على التفصيل الذي ذكرناه سابقاً. فمنهم من اتهمهم بالارتداد عن دين الله تعالى, ومنهم من اتهمهم بالمكر والخداع والنفاق ومنهم من اتهمهم بتحريف القرآن, أو بممالئة الظالمين إلى آخر تلك الاتهامات, بينما يرى أهل السنة والجماعة أن الصحابة هم القدوة الحسنة وهم أشبه ما يكون بالمرآة التي تعكس للأجيال اللاحقة حياة رسول الله , وضعوهم في مكانهم الذي ارتضاه الله تعالى لهم من غير إفراط ولا تفريط, فلم يبالغوا فيهم ولم يدعوا فيهم العصمة ولا تلقي العلم اللدني عن الله تعالى, ولم يعلنوا مسؤولية التشريع واقفة عند حدودهم , بل هم بشر كسائر الناس سوى أن الله تعالى قد كرمهم بصحبة نبيه وشرفهم بحمل تعاليمه ونشر دعوته وتبليغها للعالمين, فهم حلقة الوصل فإذا انفصمت عن المصدر الرئيس للتشريع نكون قد فقدنا النبراس الذي نهتدي به.
لذا لم يفرط أهل السنة بحقهم ولم يتهموهم بالكفر والنفاق والإصرار على الكبائر, وفيما يلي تفصيل لهذا الإجمال.
يقول الإمام الطحاوي: ( ونحب أصحاب رسول الله ولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم, ولا نذكرهم إلا بخير وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان)( ).
(فأهل السنة يوالونهم كلهم, وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها, بالعدل والإنصاف, لا بالهوى والتعصب, فإن ذلك كله من البغي الذي هو مجاوزة الحد)( ).
(وأجمع أهل السنة على إيمان المهاجرين والأنصار من الصحابة )( )
(ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله وأزواجه الطاهرات من كل دنس, وذرياته المقدسين من كل رجس فقد برئ من النفاق)( ).
وأهل السنة يرون أن أفضل الناس بعد رسول الله أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة( ) ومن أكفر واحداً من الصحابة فهو كافر لا شك في كفره.
حكم سب الصحابة عند أهل السنة
أجمع أهل السنة – كما قلنا سابقاً- على عدالة الصحابة , من لابس الفتن منهم ومن لم يلابسها . ولم يجعلوا من أنفسهم حكاماً عليهم بل التمسوا لهم الأعذار وأكنوا لهم المودة. يقول ابن كثير: ( وأما ما شجر بينهم بعده فمنه ما وقع من غير قصد, كيوم الجمل, ومنه ما كان عن اجتهاد كيوم صفين, والاجتهاد يخطئ ويصيب ولكن صاحبه معذور إن أخطأ ومأجور أيضاً وأما المصيب فله أجران اثنان وكان علي وأصحابه أقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين)( ).
لهذا كان موقف أهل السنة من الصحابة موقفاً نبيلاً فقد ذبوا عنهم ودرؤوا أهل الأهواء وصرحوا بكفر من كفَّر أحداً من الصحابة ومن سب واحداً منهم فهو فاسق.
يقول الإمام أحمد: إذا رأيت أحداً يذكر أصحاب رسول الله بسوء فاتهمه على الإسلام)( ).
ويقول أبو زرعة الرازي: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب النبي فأعلم أنه زنديق وذلك أن الرسول حق والقرآن حق وما جاء به حق وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة وهؤلاء الزنادقة يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة).
وقد فصل ابن تيمية رحمه الله أقوال علماء الأمة في حكم من سب الصحابة فقال:
(من سب أحداً من أصحاب رسول الله من أهل بيته وغيرهم فقد أطلق الإمام أحمد أنه يضرب نكالاً وتوقف عن قتله وكفره... وقال عبدالله( ): سألت أبي عمن شتم أصحاب النبي قال: أرى أن يضرب , قلت له حداً؟ فلم يقف على الحد إلا أنه قال: يضرب, وقال ما أراه على الإسلام)( ).
( وقال الميموني: سمعت أحمد يقول: مالهم ولمعاوية, نسأل الله العافية وقال لي يا أبا الحسن إذا رأيت أحداً يذكر أصحاب رسول الله بسوء فاتهمه على الإسلام)( ).
وقال القاضي أبو يعلى: ( الذي عليه الفقهاء في سب الصحابة إن كان مستحلاً كفر وان لم يكن مستحلاً فسق)( ).
وذهب فريق من أهل السنة إلى أن من سب الصحابة فهو كافر ويجب قتله, يقول ابن تيمية موضحاً حجة هؤلاء:-
( وأما من قال يقتل السابّ أو يكفر فلهم دلالات احتجوا بها منها قوله تعالى: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ( )
فلا بد أن يغيظ بهم الكفار , وإذا كان الكفار يغاظون بهم – أي الصحابة - فمن غيظ بهم فقد شارك الكفار فيما أ ذلهم الله بهم وأخزاهم وكبتهم على كفرهم ولا يشارك الكفار في غيظهم الذي كبتوا به جزاء لكفرهم إلا كافر لأن المؤمن لا يكبت جزاء الكفر... ومنها ما روى عن النبي أنه قال: (من أبغضهم فقد أبغضني ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله)( ).
وأذى الله ورسوله كفر موجب للقتل وبهذا يظهر الفرق بين أذاهم قبل استقرار الصحبة وأذى سائر المسلمين وبين أذاهم بعد صحبتهم( ) له .
وفي حاشية ابن عابدين أن (من سب الشيخين وطعن فيهما كفر ولا تقبل توبته)( )
وبعد فهذه هي نظرة أهل السنة والجماعة إلى الصحابة عرضناها بكل تجرد من غير إفراط ولا تفريط في حقهم , فهم رضي الله عنهم الأمة الوسط الذين اختارهم الله ليكونوا شهداء على الناس, نسأل الله تعالى أن يرزقنا حبهم وموالاتهم وأن يطهر قلوبنا من الغل والحسد رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيم ٌ( ).
الفصل السادس
الطعن
في الصحابة ونتائجه الضارة
الطعن في الصحابة ونتائجه الضارة
بعد أن عرفنا في الفصول السابقة عدالة الصحابة وأنها ثابتة عقلاً ونقلاً, وعرفنا مكانتهم عند الفرق الإسلامية البارزة, ووقفنا على أسباب اختلافاتهم وأنواعها, رأينا أن نعقد هذا الفصل للنظر في نتائج الطعن فيهم وبيان أن الطعن فيهم لا يقف عند حدودهم بل يتجاوز إلى أساسيات الدين, إذ ترى بعض الفرق الإسلامية أن الطعن في الصحابة مسألة سهلة لا يجب على المسلمين أن يعيروا لها بالاً, وترى أنها ربما كانت من المسائل التي يثابون عليها إذا هم خاضوا فيها عن اجتهاد واعتقاد ويرون أن هذه المسألة لا توجد تصادماً بينهم وبين عامة المسلمين الذين يكنون للصحابة كل إكبار واحترام. ومن هؤلاء محمد حسين كاشف الغطاء الذي دعا المسلمين إلى نبذ خلافات الفرقة ولم الشمل وتناسي مثل هذا الأمر البسيط (يعني سب الصحابة ) فقال: ( أما أولاً: فهذا ليس رأي جميع الشيعة, وإنما هو أمر فردي من بعضهم( ) وربما لا يوافق الأكثرون عليه, ... وثانياً: إن هذا على فرضه لا يكون موجباً للكفر والخروج من الإسلام بل أقصى ما هناك أن يكون معصية, وما أكثر العصاة في الطائفتين,... وثالثاً: قد لا يدخل هذا في المعصية أيضاً ولا يوجب فسقاً إن كان ناتجاً عن اعتقاد, وإن كان خطأَ فان من المتسالم عليه عند الجميع في باب الاجتهاد أن للمخطئ أجر وللمصيب أجرين)( ).
وليس هذا رأياً انفرد به محمد حسين كاشف الغطاء بل هو ما عليه جمهورهم إن لم أقل إنه من مستلزمات دينهم وأصوله الرئيسية.
وهكذا وبكل بساطة أصبح سب الصحابة مثوبة يتقرب بها إلى الله . أنما رأيهم فيمن يسب علياً والعياذ بالله من ذلك فهو عندهم ملحد كافر بالله العظيم فهم كما قال أحدهم: (ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا كما جعلت في قلوب المنافقين والملحدين فسبوا أول المؤمنين على متون المنابر علانية وجهرا وظلموا الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا ربنا إنك رؤوف رحيم)( ).
ونحن إذ ننقل هذا الكلام لا نريد أن نهون من مسألة سب علي أبداً... إنما نريد أن نبين تناقضهم لأنهم يرون أن من سب علياً فهو ملحد منافق في قلبه غل ومن سب سواه من الصحابة فهو مأجور على اجتهاده, علماً أن الجريمة واحدة, فالسباب حرام بكل صوره ورسول الله يقول: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)( ), ومن تجرد عن هواه, وأخلص قلبه لله, أدرك أن مسألة الطعن في الصحابة مسألة كبيرة لها ما بعدها, وأنها تؤثر في إيمان المرء أيما تأثير, فماذا يبقى من إيمان رجل يدعي الإسلام إذا هو شك في نَقَلة الشريعة قرآنها وسنتها؟ ثم ما الذي يدعو المسلم إلى التحامل؟ وما الذي يجنيه من هذه التجارة؟! أهو الغيرة على أهل البيت والانتصاف لهم؟! أم هو الدفاع عن بيضة الدين؟! ولم أر في حياتي مظلوماً كف يده ولسانه ثم يأتي غيره لينتصف من ظالميه بعد أن تنازل صاحب الحق عن حقه, ولم أر ديناً تحمي حياضه بالشتم والسباب!.
لهذا فإن الطعن في الصحابة له نتائج خطيرة ومساوئ كثيرة يمكن أن نجملها فيما يلي:
أولاً: الطعن في صحة نقل القرآن
لقد أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم على محمد النبي الأمي وأمره بتبليغه للناس ولكي تكون المعجزة أكبر كانت البيئة التي عاش فيها رسول الله بيئة أمية.
وتلقى رسول الله هذا القرآن عن طريق الوحي فكان يحفظ ما يلقيه إليه الروح الأمين في قلبه, ثم يبلغ ما تلقاه إلى الصحابة فمنهم من كان يكتب ذلك ومنهم من كان يكتفي بالسماع , وهكذا استمرت الحال إلى أن اكتمل نزول القرآن وقبض رسول الله والقران مكتوب في الألواح( ) والأكتاف( ) والعسب( ) واللخاف( ) ومحفوظ في صدور الرجال كلاً أو بعضاً, إذ كان منهم من يحفظه كله ومنهم من يحفظ بعضه( ), ثم دارت حروب الردة في عهد أبي بكر الصديق فذهب فيها كثير من حفظة القرآن, فخشي عمر أن يضيع القرآن بموت هؤلاء الحفظة, وعرض الأمر على أبي بكر الصديق رضي الله عنهما فتردد في أول الأمر ولم يزل به حتى شرح الله صدره للذي شرح له صدر عمر وعلم أن فيه خيراً كثيراً, وأسندت هذه المهمة العظيمة إلى الصحابي الجليل زيد بن ثابت , ويحدثنا زيد عن هذا الأمر فيقول: (قال أبو بكر: إنك رجل شاب, عاقل لا نتهمك, وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله فتتبع القرآن واجمعه, قال زيد: فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن... فقمت فتتبعت القرآن, أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال)( ). فقام زيد بهذه المهمة خير قيام بما أوتي من عزيمة وصبر وبما لقي من عون من صحابة رسول الله .
فإذا كان الصحابة مطعوناً فيهم كما يروي البعض فكيف نطمئن إلى أن ما نقرأه من القرآن هو عين ما نزل على محمد , إن المرء لا يستطيع إلا أن يشك في خبر من هو مطعون فيه, إن لم يردّه جملة وتفصيلاً.
والقران الكريم نفسه يحثنا على هذا المنهج القويم فيقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ( ).
فيجب التأكد من خبر الفاسق, وكيف التأكد من خبر جميع رواته مطعون فيهم إلا قليلاً منهم, وليس لنا طريق لنقله سواهم, وعلى هذا يجب رد خبرهم جملة وتفصيلاً وإهمال ما جاء به من حكم وأحكام مهما كان شأنها في الدين وموقعها من الشريعة.
قد يقول قائل اننا لا نطعن في جميع الصحابة , وإنما نطعن في بعضهم, فلا يلزم من كلامنا الطعن في صحة نقل القرآن. أقول: هذا كلام باطل, لأن القرآن نقل عن الصحابة بمجموعهم لا عن أشخاص معينين منهم, فقد يكون من وقع عليه الطعن وافر الحظ في عملية جمع القرآن وتدوينه, أو ممن كان يكتب الوحي بين يدي رسول الله .
ثانياً: الطعن في السنة المطهرة
إذن فالقران منقول عن عموم الصحابة بغض النظر عن كونهم معدلين من قبلكم ايها الطاعنون أ غير معدلين, وفي هذه الحالة يكون القرآن الكريم مشكوكاً فيه, فيحتمل أن يكون صحيحاً ويحتمل أن يكون غير ذلك , وهذا الشك ليس بأهون من القطع في عدم صحته.
يقول الشيخ محمد أبو زهرة: ( ومن أنكر الاحتجاج بالسنة فلا يمكن أن يكون من المسلمين, لأن السنة تبليغ النبي وهي المفسرة للقرآن الكريم وهي بابه النوراني الذي ندخل منه, من فصلها عن القرآن فقد فصل القرآن عن نبيه)( ).
وقد أمرنا تعالى بالعمل بها فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ( ) وقال سبحانه: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ( ) وقال أيضاً: مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً( ).
ويقول الدكتور خليل إبراهيم السامرائي: ( والسنة مع القرآن على جهتين: الأولى: بيان وتفسير ما جاء في القرآن, ففي القرآن آيات مجملة, أو مطلقة أو عامة فالسنة هي التي بينت المراد منها بتفصيل المجمل, وتقييد المطلق, وتخصيص العام... والثانية: إضافة أحكام جديدة لم يرد بها نص من القرآن, فقد حرمت السنة لبس الحرير والذهب على الرجال, وحرمت لحم الحمار الأهلية وكل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطيور)( ).
فإذا كان للسنة هذه المنزلة فكيف يسوغ لنا أن نطعن في نقلها ونحن نعلن أن الطعن فيهم( أي الصحابة) لا يبقى معه ذكر للسنة المشرفة, فهم وحدهم الذين تلقوها عن رسول الله وهم وحدهم الشهود عليها, فإذا رفضناهم فإلى مَن نيمم وجوهنا؟! وعلى من نعتمد في معرفة هدي نبينا ؟
وفي أمثال هؤلاء يقول الشيخ محمد أبو زهرة: ( إن هؤلاء الذين يسمحون لأنفسهم بالنيل من صحابة رسول الله إنما يريدون أن يهدموا السنة ويكذبوا على الأمة)( ).
وينقل ابن حجر عن الخطيب البغدادي قول أبي زرعة: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب النبي فأعلم أنه زنديق وذلك أن الرسول حق والقرآن حق وما جاء به حق وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة وهؤلاء الزنادقة يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة)( ).
وحينما سأل هارون الرشيد أحد الزنادقة قبل أن يضرب عنقه: لماذا كان الصحابة أول ما تتجهون إلى تشويه صورتهم؟ أجابه قائلاً: لأننا إذا تمكنا من الطعن فيهم نكون قد أبطلنا نقلة الشريعة, فإذا بطل الناقل أوشك المنقول أن يبطل( ).
فهل يجوز بعدها أن نطلق ألسنتنا فيهم؟ إننا إن فعلنا هذا نكون قد حكمنا على ديننا بالهزال وعلى أنفسنا بالخسران.
ثالثاً: تكذيب نصوص كثيرة من الكتاب والسنة
إن الطعن في الصحابة يؤدي صراحة إلى الطعن والتكذيب السافر في كثير من آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة التي تشهد بعدالة الصحابة وحسن سريرتهم وسمو مكانتهم, وتصرح برضا الله تعالى عنهم, وحسن ثوابه لهم, وأنهم كانوا خير أصحاب لخير رسول, بل كانوا خير أمة أخرجت للناس.
وها هي بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تشهد بعدالتهم وفضلهم والتــي لا يسع أحد إغفالها أو تجاوزها.
فمن الآيات التي تشهد بذلك:
قوله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( ).
و قوله تعالى: لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ( ).
و قوله تعالى: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ( )
فهذه الآيات وكثر غيرها تقطع بعدالة الصحابة وتثبت أن بواطنهم كان يملؤها الإيمان فامتلأت سكينة وأمناً فهل نرد هذه الآيات من أجل أهواء ألقاها الشيطان في زوايا بعض العقول؟
إن التفوه بالنيل من الصحابة هو تجريد لله عن العلم – تعالى الله عن ذلك- إذ كيف يرضى عن قوم امتلأت قلوبهم نفاقاً وأهواءً وحباً للجاه والسلطان. إذن فنحن بالخيار إما أن نصدق الله فيما أخبرنا به من أن الصحابة قد نالوا رضاه بما امتلأت به قلوبهم من صادق الإيمان وكامل اليقين, وأما أن نرد هذه الآيات ونسمح لمن يريد أن يجتهد في سب الصحابة طلباً للأجر كما تزعمون؟!!
وأما الأحاديث , فمنها قوله : ( خير الناس قرني ثم ال1ين يلونهم ثم الذين يلونهم, ثم يجئ قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته)( ).
وقوله : (لا تسبوا أصحابي فوالدي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)( ).
وقوله : ( الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي فمن أحبهم فقد أحبني ومن أبغضهم فقد أبغضني ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه)( ).
فأما أن يكون رسول الله قد قال هذه الأحاديث عن علم بما كان عليه أصحابه, فيكون حالهم كما وصفهم, وفي هذه الحالة لا يجوز رد هذه الأحاديث, لأن ردها تكذيب له وهو عين الكفر والعياذ بالله, وإما أن يكون قد قالها اعتباطاً وجزافاً وهؤلاء أعلم بأصحابه منه فتكون هذه الأخبار كاذبة , وفي هذا نكون قد نسبنا الكذب إلى رسول الله وهو كفر بواح لاحظ لقائله بحبة خردل من إيمان.
رابعاً : الطعن في شخص الرسول
ومن مفاسد الطعن في الصحابة الطعن في شخص الرسول الأعظم فهم تلامذته الذين كانوا يحيطون به صلى الله عليه وسلم وكان يأنس بهم ويتحدث إليهم فكان يحبهم ويحبونه, وكانوا يجتهدون في أن تكون حياتهم بحركاتها وسكناتها مطابقة لحياته , من أجل هذا كان يقول: (من آذاهم فقد آذاني)( ) و يقول: (من أحبهم فقد أحبني ومن أبغضهم فقد أبغضني)( ).
وقديماً قالت العرب:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
وفي هذا الخصوص يقول الإمام مالك: (إنما هؤلاء قوم أرادوا القدح في النبي فلم يمكنهم ذلك فقدحوا في أصحابه حتى يقال رجل سوء ولو كان رجلاً صالحاً لكان أصحابه صالحين أو كما قال)( ).
خامساً:- فشل الإسلام كدين صالح للتطبيق
والنتيجة الخامسة للطعن في الصحابة هي أن الإسلام دين لم يطبق في يوم من الأيام وأنه غير صالح للتطبيق وأن تعاليمه إنما هي مُثُل تحلق في الفضاء. نعم, إذا آمنا بفسق الصحابة وارتداهم والعياذ بالله وهم بحضرة رسول الله وقد عاينوا معجزاته بأعينهم وسمعوا آيات الله وهي تتلى خلف صياصيهم على لسان نبيهم, ثم لا تلج هذه الآيات إلى قلوبهم فما معنى هذا؟ معناه أنهم قد طلب منهم ما لا طاقة لهم به أو أنهم ليسوا من البشر.
وإذا كان الصحابة وقد عاشوا حياتهم كما نعرفها , جهاداً في سبيل الله بالمال والنفس والولد ومفارقة الأرض والأحباب في سبيل نشر دعوة الإسلام... إذا كان كل هذا يعد نفاقاً وفسقاً وارتداداً , فما هو معنى الإيمان الذي نريد أن نحققه والذي عجز الصحابة من الوصول إليه؟ أهو الاجتهاد في الطعن والسباب وتحريف كتاب رب الأرباب ورد نصوص الكتاب والسنة؟! لست أدري ماذا يبقى من الإسلام أذا أصررنا على طعن الصحابة وقد علمنا أن الطعن فيهم ينجم عنه سحب الثقة من القران والسنة, كما أنه ينجم عنه الطعن في شخص الرسول الكريم وتصوير الإسلام ديناً بعيداً عن الواقع في إمكان تطبيقه, ثم كيف نستطيع أن نتصور الرسول يقضي حياته بين ظهراني قوم منافقين يكلمهم ويجاملهم ويتعامل معهم ويتزوج منهم ويزوج بناته لهم, هل كان يخشاهم؟! هل كان يتظاهر بذلك وهو الذي علمنا الصدق في كل الأحوال؟!
وأخيراً أقول إن الإصرار على هذا الموقف لا يمكن المسلمين أن يجتمعوا في يوم من الأيام, ما دام فيهم من ينظر إلى الصحابة هذه النظرة السوداء الحاقدة المارقة.
قوله تعالى: رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ( )
الخاتمة
الخاتمـــة
بعد أن تكلمنا عن الصحابة وتعرفنا على مكانتهم عند المسلمين وبينا الآثار التي نجم عن الطعن فيهم , أرى من المناسب هنا أن أسجل في هذه الخاتمة النتائج التي توصلت اليها من خلال رسالتي هذه وهي:
أولاً: أن الصحابة هم حلقة الوصل بين الأمة وبين نبيها الكريم وأن قطع هذه الحلقة يعني قطع صلة الأمة بنبيها .
ثانياً: إن على المؤمنين بالله ورسوله أن يسلموا بكل ما جاء في القرآن والسنة وبالتالي فلا يجوز له أن يناقش في عدالة الصحابة بعد تعديل الله تعالى ورسوله الكريم لهم.
ثالثاً: إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء من عباده, ومن فضله تعالى أن منّ على الصحابة فأعطاهم فضيلة الصحبة, فلا يجوز لغيرهم أن يقيس نفسه بهم وأن يجعل من نفسه حكماً عليهم.
رابعاً: إن جميع الذين تطاولوا على مقام الصحابة وقعوا في متاهاتٍ ومهاوٍ فاضطروا إلى القول بتحريف القرآن وبتأويل كثير من آياته تأويلاً باطنياً فاسداً لا يؤيده الظاهر ولا يتماشى مع قواعد اللغة ولا يقبله العقل.
خامساً: إن المستفيد من التطاول على السلف الصالح هم أعداء الإسلام من ملاحدة وزنادقة, لأن من شأن التطاول أن يفت في عضد الأمة ويقطع جذورها وصلتها بذلك السلف الذي شاد لها التاريخ الحافل بالأمجاد.
سادساً: إن التقريب بين المسلمين لا يكون بالسماح في التطاول على الصحابة , وإنما يكون بإقلاع المخطئ عن خطئه, وإن أي تقريب على حساب سلف الأمة وجيلها الفذ هو ابتعاد عن الطريق الصحيح للتقريب بين المسلمين.
سابعاً: إن الأخوة الإسلامية هي الركن الأساس الذي يجب أن يلجأ إليه المسلمون في لمّ شعث الأمة , وإن أول ما يعتمد عليه في هذا هو احترام سلف الأمة رضي الله عنهم وأرضاهم.
ثامناً: أرى من الضرورة الوطنية والدينية أن تعنى الجامعات والمعاهد في الأقطار العربية والإسلامية بدراسة حياة سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين, لإطلاع الأجيال على فضلهم ومكانتهم وما قدموا لهذه الأمة من أعمال أعلوا بها قدرها ورفعوا بها ذكرها بين الأمم, ولقطع الطريق على من تسول له نفسه النيل منهم والطعن بهم خدمة لأعداء للأمة ومريدي الشر والهوان بها.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل وهو حسبنا ونعم الوكيل
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
المصادر
1. القرآن الكريم.
2. الإباضية في موكب التاريخ
3.
4.
5.
6.
7.
8.
9.
10.
11.
12. الأساس في السنة وفقهها, سعيد حوى, الطبعة ألأولى, دار السلام 1409هـ-1898م.
13. الاستيعاب في أسماء الأصحاب, أبو عمر يوسف بن عبدالبر, على هامش الإصابة, لأبن حجر, المكتبة التجارية , القاهرة 1358 هـ,-1939 م.
14. الإسلام والخلافة, د.رشدي عليان, الطبعة الأولى 1974 م.
15. الإسلام الصحيح, محمد أسعد النشاشيبي, دار الفكر العربي, بيروت , لبنان.
16. إسلاميات طه حسين, طه حسين, الطبعة الأولى, دار الآداب, بيروت 1967م.
17. الإصابة في تمييز الصحابة , ابن حجر العسقلاني, الطبعة الأولى,القاهرة 1328 هـ .
18. أصل الشيع وأصولها, محمد حسين كاشف الغطاء, الطبعة الرابعة عشرة, المطبعة الحيدرية, النجف 1385 هـ.
19. أصول الإسماعيلية, برنارد لويس, ترجمة خليل جلو, مصر 1947 م.
20. أصول الدين الإسلامي, د. رشدي عليان, د. قحطان عبدالرحمن الدوري, الطبعة الثانية, مطبعة الأرشاد, بغداد 1406 هـ
21. اعتقادات فرق المسلمين والمشركين, فخر الدين الرازي, مراجعة علي سامي النشار, مكتبة النهضة المصرية, القاهرة 1356 هـ-1938 م.
22. الأعلام, خير الدين الزركلي, المطبعة الثالثة, بيروت , لبنان.
23. الأغاني, أبو الفرج الأصفهاني, دار الكتب المصرية, القاهرة 1927 م.
24. الإمام زيد, محمد أبو زهرة, دار الفكر العربي, القاهرة 1378 هـ- 1959 م.
25. الإمام الصادق, محمد أبو زهرة, دار الفكر العربي, القاهرة, بدون تاريخ.
26. إمامة علي والعقل, محمد جواد مغنية, دار الفكر, بيروت, لبنان.
27. الانتصار في الرد على ابن الراوندي الملحد, ابن الخياط المعتزلي, المطبعة الكاثوليكية, بيروت 1957 م.
28. الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث, أبو الفداء إسماعيل بن كثير, تحقيق, أحمد محمد شاكر, الطبعة الثالثة, القاهرة 1377 هـ-1958 م.
29. البدء والتاريخ, مطهر بن طاهر المقدسي, طبعة باريس 1919 م.
30. البداية والنهاية, ابو الفداء إسماعيل بن كثير, مطبعة السعادة , مصر.
31. بحوث في تاريخ السنة المشرفة, د. أكرم ضياء العمري, الطبعة الثانية, مطبعة الإرشاد, بغداد 1392 هـ-1972 م.
32. البرهان في علوم القرآن, بدر الدين الزركشي, تحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم, مصر 1957م.
33. التأويل الباطني للقرآن, د. خليل رجب حمدان الكبيسي, رسالة دكتوراه مقدمة إلى جامعة بغداد 1411 هـ-1990م.
34. تاريخ الإسلام وطبقات مشاهير الأعلام, شمس الدين الذهبي, مكتبة القدس, القاهرة 1368 هـ.
35. تاريخ آداب العرب, مصطفى صادق الرافعي, الطبعة الرابعة, دار الكتاب, بيروت 1394 هـ-1974م.
36. التاريخ الإسلامي وفكر القرن العشرين, د. فاروق عمر فوزي, مكتبة النهضة, الطبعة الثانية, مطبعة آفاق عربية, بغداد, 1985.
37. تاريخ الأمة العربية العصر الراشدي والأموي, د. عبدالرزاق الأنباري, مطبعة الأرشاد, بغداد, 1985 م.
38. تاريخ بغداد أو مدينة السلام الخطيب البغدادي, القاهرة 1349 هـ-1931 م.
39. تاريخ التشريع الإسلامي, محمد علي السايس, لا معلومات عن الطبع.
40. تاريخ الخلفاء, جلال الدين السيوطي, تحقيق: محمد محي الدين عبدالحميد, الطبعة الأولى, مطبعة السعادة 1952 م.
41. تاريخ الدولة الفاطمية في المغرب وسوريا وبلاد العرب, د. حسن ابراهيم حسن, القاهرة 1958 م.
42. تاريخ الشعوب الإسلامية, كارل بروكلمان, مصر, القاهرة.
43. تاريخ صدر الإسلام, الدولة الأموية, عمر فروخ, الطبعة الرابعة, دار العلم للملايين, بيروت 1979م.
44. تاريخ الفرق الإسلامية ونشأة علم الكلام عند المسلمين, علي مطصفى الغرابي, مطبعة محمد علي صبيح وأولاده, القاهرة.
45. تاريخ المذاهب الإسلامية في السياسة والعقائد, محمد أبو زهرة, دار الفكر العربي, دار الثقافة العربية.
46. التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن فرق الهالكين, ابو المظفر الاسفراييني, تحقيق: الشيخ محمد زاهد الكوثري, القاهرة, 1359 هـ-1940 م.
47. تبيين المعاني في شرح ديوان ابن هاني الأندلسي, شرح د. زاهد علي, مطبعة المعارف, 1352 هـ.
48. تدريب الراوي شرح تقريب النوواي, جلال الدين السيوطي, تحقيق: عبدالوهاب عبداللطيف, الطبعة الثانية, دار الكتب الحديثة 1385 هـ-1966 م.
49. التربية والتعليم في الفكر الإسلامي, د. أحمد شلبي, الطبعة الثامنة, مكتبة النهضة المصرية.
50. تطهير اللسان والجنان عن التفوه والخطورة بثلب سيدنا معاوية بن أبي سفيان, ابن حجر الهيتمي, تحقيق: محمد زاهد الكوثري, القاهرة.
51. تفسير الطبري, أبو جعفر محمد بن جرير الطبري, تحقيق: محمود محمد شاكر, دار المعارف, القاهرة.
52. تفسير القمي, علي بن ابراهيم القمي, المطبعة الحيدرية, النجف, العراق.
53. تلبيس ابليس, أبو الفرج بن الجوزي, الطبعة الثانية, المطبعة المنيرية, القاهرة.
54. تلخيص الشافي, أبو جعفر الطوسي, الطبعة الثانية, مطبعة الآداب, النجف.
55. تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة, ابن عراق الكناني, تحقيق: عبدالوهاب عبداللطيف, مكتبة القاهرة 1378 هـ.
56. تهذيب الترغيب والترهيب, عبدالعظيم المنذري, تحقيق: عوني نعيم الشريف, الوكالة العربية للتوزيع, الزرقاء- الأردن 1410 هـ-1990م.
57. تهذيب التهذيب, ابن حجر العسقلاني, مطبعة حيدر آباد- الهند 1327 هـ.
58. التيار الاسلامي في شعر الصدر العباسي الأول,د. مجاهد مطصفى بهجت, الطبعة الأولى, مؤسسة المطبوعات العربية, بيروت 1402 هـ-1982 م.
59. جامع بيان العلم وفضله, يوسف بن عبدالبر, المطبعة المنيرية , القاهرة.
60. الجامع الصحيح, محمد بن إسماعيل البخاري, المطبعة الأميرية, القاهرة 1314 هـ.
61. الجرح والتعديل, ابن أبي حاتم الرازي, مطبعة حيدرآباد, الهند 1942 م.
62. الجواهر السنية في الأحاديث المقدسة, الحر العاملي, مطبعة النعمان,النجف 1964 م.
63. حجية السنة, عبدالغني عبدالخالق, دار البغدادي, دار التربية, بغداد.
64. الحركة الباطنية, المنطلقات والأساليب, مكي خليل محمود الزبيدي, الطبعة الأولى, دار الشؤون الثقافية, بغداد 1989 م.
65. حركات الشيعة المتطرفين, محمد جابر عبدالعال, مطبعة السنة المحمدية, القاهرة 1372 هـ-1954 م.
66. الحركات الهدامة في الإسلام, د. قحطان عبدالرحمن الدوري, الطبعة الأولى, دار الشؤون الثقافية, بغداد 1989 م.
67. حكم سب الصحابة , أبو معاوية بن محمد, سلسلة " ما أنا عليه واصحابي" القاهرة.
68. الحكومة الإسلامية, الخميني, القاهرة 1979 م.
69. حياة الإمام الحسن, باقر شريف القرشي, الطبعة الثانية, مطبعة الآداب, النجف.
70. حياة الصحابة , الكاندهلوي, حيدرآباد 1388 هـ-1986 م.
71. الخطط, تقي الدين أحمد بن علي المقريزي, المطبعة الأميرية, بولاق, القاهرة, 1270.
72. خطط الشام, محمد كرد علي, المطبعة الحديثة, دمشق, 1343 هـ-1925 م.
73. الخطوط العريضة, محب الدين الخطيب, وبذيله مؤتمر النجف, الطبعة العاشرة 1410 هـ- 1990 م.
74. الخطوط العريضة, محب الدين الخطيب, مؤسسة مكة للطباعة والنشر, 1380 هـ.
75. خلاصة التشريع الإسلامي, عبدالوهاب خلاف, الطبعة الخامسة مطبعة النصر, القاهرة, 1972 م.
76. الخلفاء الراشدون, عبدالوهاب النجار, دار الكتب العلمية, بيروت-لبنان 1406 هـ-1986 م.
77. دائرة المعارف الإسلامية, ترجمة ابراهيم زكي خورشيد وآخرون, القاهرة.
78. دائرة معارف القرن العشرين, محمد فريد وجدي, مطبعة معارف القرن العشرين, القاهرة.
79. دراسات في العقائد الإسلامية, د.عرفان عبدالحميد, مطبعة الإرشاد, بغداد 1967 م.
80. دراسات في تاريخ الفكر العربي, د.خليل ابراهيم السامرائي, منشورات مديرية دار الكتب, جامعة الموصل.
81. دفاع عن الحديث النبوي الشريف, مصطفى السباعي وآخرون, مطبعة الأيام, القاهرة, 1972 م.
82. دليل الحيران في الكشف عن آيات القرآن, صالح ناظم, دار المعرفة, بيروت-لبنان.
83. الرجال, ابو عمر محمد بن عمر الكشي, تعليق أحمد الحسين, مؤسسة الأعلمي, منطبعة الآداب, النجف.
84. رسالة في المفاضلة بين الصحابة , ابن حزم, تحقيق سعيد الإفغاني, المطبعة الهاشمية, دمشق, 1359 هـ-1940 م.
85. الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم, أبو عبدالله بن الوزير, نشره قصي محب الدين الخطيب, المطبعة السلفية, القاهرة 1385 هـ.
86. الرياض المستطابة في جملة من روى في الصحيحين من الصحابة , يحيى بن أبي بكر اليمني, تصحيح عمر الديراوي ابو حجلة, الطبعة الثالثة, مكتبة المعارف, بيروت, لبنان 1983 م.
87. الزينة في الكلمات الإسلامية العربية, انظر: الغلو والفرق الغالية.
88. سبل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام, الصنعاني, وبذيله نخبة الفكر لابن حجر, دار الفكر, بيروت, لبنان.
89. السقيفة, محمد رضا المظفر, مؤسسة الأعلمي للمطبوعات, الطبعة الرابعة, 1973م.
90. السنة قبل التدوين, محمد عجاج الخطيب, دار الفكر, بيروت, لبنان 1971م.
91. سنن ابن ماجة, ابو عبدالله محمد بن يزيد القزويني( المعروف بابن ماجة), تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي, مطبعة عيسى الحلبي, القاهرة 1372 هـ-1952م.
92. سنن أبي داود, سليمان بن الأشعث السجستاني, تحقيق: محمد محي الدين عبدالحميد, الطبعة الثانية, المكتبة التجارية, القاهرة 1370 هـ -1950 م.
93. سنن الترمذي, أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي, المطبعة المصرية بالأزهر, القاهرة, 1350 هـ- 1931 م.
94. سنن النسائي, أبو عبدالرحمن بن شعيب النسائي, ومعه (شرح البى على المجتبى) للسيوطي, مطبعة مصطفى الحلبي, القاهرة, 1383 هـ-1964 م.
95. السياسة في الفكر الإسلامي, د. أحمد شلبي, الطبعة الثالثة, دار النهضة المصرية.
96. شرح العقائد النسفية, سعد الدين التفتازاني, الطبعة الأولى, تركيا 1926 م.
97. شرح المعلقات السبع, للزوني, مكتبة النهضة بغداد.
98. شرح نهج البلاغة, ابن أبي الحديد, تحقيق: محمد ابو الفضل ابراهيم, مطبعة عيسى الحلبي, القاهرة 1958 م.
99. شرح النووي على صحيح مسلم, يحيى بن شرف الدين النووي, المطبعة المصرية بالأزهر, القاهرة 1347 هـ- 1929 م.
100. الشيعة وأهل البيت, إحسان الهي ظهير, إدارة ترجمان السنة, لاهور, باكستان, 1403 هـ-1983 م.
101. الشيعة والتشيع, إحسان الهي ظهير, إدارة ترجمان السنة, لاهور, باكستان, 1404 هـ-1984 م.
102. الشيعة والسنة, إحسان الهي ظهير, إدارة ترجمان السنة, لاهور, باكستان, 1404 هـ-1984 م.
103. الشيعة والقران, إحسان الهي ظهير, إدارة ترجمان السنة, لاهور, باكستان, 1405 هـ-1985 م.
104. صحيح مسلم, مسلم بن الحجاج النيسابوري, تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي, مطبعة عيسى الحلبي, القاهرة 1374 هـ-1955 م.
105. صراط الحق في المعارف الإسلامية والأصول الاعتقادية, محمد آصف المحسني, مطبعة النعمان, النجف, 1967 م.
106. الصراط المستقيم إلى مستحقة التقديم, زين الدين بن يونس العاملي البياضي,تحقيق: محمد باقر البهبودي, مطبعة الحيدري, المكتبة المرتضوية, ايران.
107. صوت الحق ودعوة الصدق, لطف الله الصافي, مطبعة دار المعارف, بيروت,لبنان.
108. ضحى الإسلام, أحمد أمين, دار الكتاب العربي, بيروت, لبنان 1949 م.
109. الطبقات الكبرى, ابن سعد, دار صائد, بيروت, لبنان, 1376 هـ-1957 م.
110. ظهر الإسلام, أحمد أمين, دار الكتاب العربي, بيروت, لبنان 1949 م.
111. عبدالله بن سبأ, المرتضى العسكري, مكتبة ب