(1 رمضان) : ســورة الملك
**هدف السورة **
تدور حول معنى واحد هو: (إعرف قدر الله) والآيات في السورة كلها تتحدث عن قدرة الله تعالى والملك بيد الله فإذا عرفت قدر ربك، ننتقل إلى سورة القلم.
من معاني الآيات :
{ تبارك الذي بيده الملك } : أي تعاظم وكُثر خير الذي بيده الملك أجمع ملكاً وتصرفاً وتدبيراً.
{ ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت } : أي من تباين وعدم تناسب.
{ خاسئا وهو حسير } : أي ذليلاً مبعداً كالاً تعباً منقطعاً عن الرؤية إذ لا يرى خللا.
{ سمعوا لها شهيقا } : أي سمعوا لجهنم صوتاً منكراً مزعجاً كصوت الحمار.
{ فامشوا في مناكبها } : أي في جوانبها ونواحيها.
{ أن يخسف بكم الأرض } : أي يجعلها بحيث تغورون فيها وتصبحون في جوفها.
{ فإذا هي تمور } : أي تتحرك وتضطرب حتى يتم الخسف بكم.
{ أن يرسل عليكم حاصباً } : أي ريحاً عاصفاً نرميكم بالحصباء فتهلكون.
{ صآفات } : أي باسطات أجنحتها.
{ ما يمسكهن إلا الرحمن } : أي حتى لا يسقطن على الأرض حال البسط للأجنحة والقبض لها.
{ إلا في غرور } : غرهم الشيطان بأن لا عذاب ينزل بهم.
{ بل لجوا في عتو ونفور } : أي أنهم لم يتأثروا بذلك التبكيت بل تمادوا في التكبر والتباعد عن الحق.
{ أفمن يمشي مكباً } : أي واقعاً على وجهه.
{ فلما رأوه زلفة } : أي لما رأوه العذاب قريباً منهم في عرصات القيامة.
{ هذا الذي كنتم به تدعون } : أي هذا العذاب الذي كنتم بإنذاره تكذبون وتطالبون بهد تحدياً منكم.
{ إن أصبح ماؤكم غوراً } : أي غائراً لا تناله الدلاء ولا تراه العيون.
{ بماء معين } : أي تراه العيون لجريانه على الأرض.
من هداية الآيات :
بيان الحكمة من خلق الموت والحياة.
بيان الحكمة من خلق النجوم وهي في قول قتادة رحمه الله: أن الله جل ثناؤه إنما خلق هذه النجوم لثلاث خصال: زينة لسماء الدنيا، ورجوماً للشياطين، وعلامات يهتدى بها.
بيان أن تكذيب الرسل كفر موجب للعذاب، وتكذيب العلماء كتكذيب الرسل بعدهم أي في وجوب العذاب المترتب على ترك طاعة الله ورسوله.
بيان أن ما يقوله أهل النار في إعترافهم هو ما يقوله الملاحدة اليوم في ردهم على العلماء بأن التدّين تأخر عقلي ونظر رجعي.
فضيلة الإيمان بالغيب ومراقبة الله تعالى في السر والعلن.
مشروعية السير في الأرض لطلب الرزق من التجارة والفلاحة وغيرهما.
من آيات الله في الآفاق الدالة على قدرة الله وعلمه ورحمته الموجبة لعبادته وحدة طيران الطير في السماء وهو يبسط جناحيه ويقبضهما ولا يسقط إذ المفروض أن يبقى دائماً يخفق بجناحيه يدفع نفسه فيطير بمساعدة الهواء أما إن قبض أو بسط المفروض أنه يسقط ولكن الرحمن عز وجل يمسكه فلا يسقط.
مشروعية الحجاج لإحقاق الحق وإبطال الباطل
****تناسب فواتح سورة الملك مع خواتيمها****
بدأت بمُلكه وخُتمت بملكه وقدرته ،وذكر من أساء ومن أحسن.
(2 رمضان) : ســورة القـلم
*تناسب خواتيم الملك مع فواتح القلم*
في أواخر الملك قال (قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (29)) وفي القلم قال (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7)) الكلام عن الضالّ.
**هدف السورة **
فيها دعوة لتوثيق العلم. وهذه السورة هي ثاني السور ونزلت بعد سورة العلق (إقرأ) الآن جاء دور الحث على توثيق هذا العلم (والقلم وما يسطرون) فالعلم يوثّق بالكتابة ولهذا ورد ذكر القلم المتعارف على وظيفته بالكتابة والتدوين وهو وسيلة تثبيت العلم. لأنه متى وثّقنا العلم كان سلاحاً لنا في الدعوة وقد كان للمسلمين مكتبة عامرة بالعلوم هي مكتبة بغداد فأين نحن الآن في عصر العلم من توثيق علومنا؟ وتأتي السورة أيضاُ وصف أخلاق الداعية وما يجب أن يتحلى به الداعية من أخلاق ولذا قال تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم) لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) هو سيّد الدعاة وأشرفهم خلقاً وعلماً وديناً. وتذكر السورة بالمقابل من كانت أخلاقه سيئة مثل أصحاب الجنة فلا يصح لأي داعية أن تكون أخلاقه سيئة وعليه أن يقتدي بأخلاق الرسول ( صلى الله عليه وسلم)
من معاني الآيات :
{ والقلم وما يسطرون } : أي والقلم الذي كتب به الذكر (القدر) والذي يخطون ويكتبون.
{ غير ممنون } : أي غير مقطوع بل هو دائم أبدا.
{ بأيكم المفتون } : أي بأيكم الجنون.
{ ودّوا لو تدهن } : أي تمنوا وأحبوا لو تلين لهم بأن لا تذكر آلهتهم بسوء.
{ كل حلاف مهين } : أي كثير الحلف بالباطل حقير.
{ هماز مشاء بنميم } : أي عياب مغتاب.
{ عتل بعد ذلك زنيم } : أي غليظ جاف. زنيم دعي في قريش وليس منهم وهو الوليد بن المغيرة.
{ سنسمه على الخرطوم } : أي سنجعل على أنفه علامة يعير بها ما عاش فخطم أنفه بالسيف يوم بدر.
{ ليصر منها } : أي ليجدُنها أي يقطعون ثمارها صباحاً.
{ فأصبحت كالصريم } : أي كالليل الأسود الشديد الظلمة والسواد.
{ وغدوا على حرد قادرين } : أي وغدوا صباحا على قصد قادرين على صرمها قبل أن يطلع عليهم المساكين.
{ لولا تسبحون } : أي تسبحون الله وتستثنون عندما قلتم لنصرمنها مصبحين.
{ يوم يكشف عن ساق } : أي يوم يعظم الهول ويشتد الكرب ويكشف الرب عن ساقه الكريم التي لا يشبهها شيء عندما يأتي لفصل القضاء.
{ فهم من مغرم مثقلون } : أي فهم مما يعطونكه مكلفون حملا ثقيلا.
{ ليزلقونك بأبصارهم } : أي ينظرون إليك نظرا شديدا يكاد أن يصرعك.
من هداية الآيات :
التنديد بأصحاب الصفات التالية كثرة الحلف بالكذب، المهانة، الهمزة النميمة، الغيبة، البخل، الأعتداء، غشيان الذنوب، الغلظة والجفاء، الشهرة بالشر.
الابتلاء يكون بالسراء والضراء أي بالخير والشر وأسعد الناس عند السراء الصابرون على طاعة الله ورسوله عند الضراء.
صلاح الآباء ينفع أبناء المؤمنين فقد انتفع أصحاب الجنة بصلاح أبيهم الذي كان يتصدق على المساكين من غلة بستانه وعلامة انتفاعهم توبتهم.
مشروعية الاستثناء في اليمين وأنه تسبيح لله تعالى، وأن تركه يوقع في الإثم ولذا إذا حنث الحالف الذي لم يستثن تلوثت نفسه بإثم كبير لا يُمحى إلا بالكفارة الشرعية التي حددها الشارع وهي إطعام أو كسوة عشرة مساكين أو عتق رقبة فإن لم يقدر على واحدة من هذه الأنواع صام ثلاثة أيام ليمحي ذلك الذنب من نفسه.
بيان عظم هول يوم القيامة وأن الرب تبارك وتعالى يأتي لفصل القضاء ويكشف عن ساق فلا يبقى أحد إلا سجد وأن الكافر والمنافق لا يستطيع السجود عقوبة له وفضيحة إذ كان في الدنيا يدعى الى السجود لله فلا يسجد أي الى الصلاة فلا يصلي تكبراً وكفراً.
**** تناسب فواتح سورة القلم مع خواتيمها****
قال في أولها (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)) وفي آخرها (وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (52)) برّأه تعالى. هم يقولون مجنون والله تعالى يقول ما أنت بنعمة ربك بمجنون.
(3 رمضان) : ســورة الحــاقة
*****تناسب خواتيم القلم مع فوتح الحاقة*****
في أواخر القلم قال (فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45)) وضرب مثلاً لهؤلاء في الحاقة (ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6)) إستدرجهم وأملى لهم حتى أهلكهم. أُملي لهم يعني أؤجل لهم أدعهم يفعلون إلى أن أهلكهم. أملى لهم واستدرجهم إلى أن أهلكهم. إذن ضرب مثلاً من كذب ثم استدرجهم فأملى لهم.
**هدف السورة**
آياتها كلها تذكّر بالآخرة. والتذكرة بالآخرة هي وسيلة مهمة للداعية وهي من أهم ما يجب أن يستخدمه الداعية في دعوته لأن التذكرة بالآخرة ترقق القلوب القاسية. وقد احتوت السورة على مشاهد عظيمة من يوم القيامة يوم يظهر الحق الكامل ويعلم الناس إذا كانوا في الجنة أو النار.
من معاني الآيات :
{ الحاقة } : أي الساعة الواجبة الوقوع وهي القيامة.
{ فأهلكوا بالطاغية } : أي بطغيانهم وعتوهم عن أمر ربهم فأخذتهم صيحة طاغية أيضاً.
{ بريح صرصر عاتية } : أي ذات صوت لشدة عصوفها عاتية على خزانها في الهبوب.
{ حسوماً } : أي متتابعات الهبوب بلا فاصل كتتابع الكيّ القاطع للداء.
{ والمؤتفكات بالخاطئة } : أي أهلها وهي قرى لوط بالفعلات ذات الخطأ.
{ أخذة رابية } : أي زائدة في الشدة على غيرها.
{ لما طغا الماء } : أي علا فوق كل شيء من الجبال وغيرها.
{ حملناكم في الجارية } : أي السفينة التي صنعها نوح ونجا بها هو ومن معه من المؤمنين.
{ فدكتا دكة واحدة } : أي ضرب بعضها ببعض فاندكت وصارت كثيبا مهيلا.
{ ثمانية } : أي من الملائكة وهم حملة العرش الأربعة وزيد عليهم أربعة.
{ هاؤم } : أي خذوا.
{ إني ظننت } : أي علمت.
{ في الأيام الخالية } : أي الماضية.
{ كانت القاضية } : أي الموتة في الدنيا كانت القاطعة لحياتي حتى لا أبعث.
{ هلك عني سلطانية } : أي قوتي وحجتي.
{ إلا من غسلين } : أي صديد أهل النار الخارج من بطونهم لأكلهم شجر الغسلين.
{ لأخذنا منه باليمين } : أي بالقوة لأخذنا بيمينه لنقتله.
{ ثم لقطعنا منه الوتين } : أي نياط القلب الذي إذا انقطع مات الإِنسان.
من هداية الآيات :
آثار الإِيمان بالبعث والجزاء ظاهرة في سلامة كتاب المؤمن من السيئات. وقد علل لذلك بقوله إني ظننت أني ملاق حسابي فلذا لم أعصِ ربي.
عظم جريمة منع الحقوق المالية من الزكاة وغيرها.
عجز الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكذب على الله تعالى وعدم قدرته على ذلك لو أراده ولكن الذي لا يكذب على الناس لا يكذب على الله كما قال هرقل ما كان ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله ردّاً على أبي سفيان لما قال له لم نجرب عليه كذباً قط.
مشروعية التسبيح بقول سبحان ربي العظيم إن صح أنه لما نزلت قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه اجعلوها في ركوعكم فكانت سنة مؤكدة سبحان ربي العظيم ثلاثا في الركوع أو أكثر.
****تناسب فواتح سورة الحاقة مع خواتيمها****
بدأت بعقوبة المكذبين بالحاقة والقارعة في الدنيا (الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (3) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4)) ثم ذكر إهلاك ثمود وعاد (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6)) ثم ذكر الحاقة وأحوالها المؤمنين والمكذبين بها (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19)) (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25)). إذن قال في أولها (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4)) ثم ذكر عاقبتهم وفي الآخر قال (وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49)) وهم كذّبوا، (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ) فأهلناكم (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6)) (وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50)) عاقبتهم الحسرة، أولئك أهلناكم وأنتم عاقبتكم الحسرة.
(4 رمضان) : ســورة المعارج
*تناسب خواتيم الحاقة مع فواتح المعارج*
الحاقة كلها تتكلم عن يوم القيامة من بدايتها (الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2)) إلى آخرها (وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50)) وفي المعارج (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)) هي نفسها، فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة هذا يوم القيامة يوم تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، هذه نفسها.
**هدف السورة**
تتحدث آيات السورة عن صفات المؤمنين وهي مشابهة لسورة المؤمنون وهي مكمّلة لها لأن الداعية عليه أن يتحلّى بالصفات العبادية التي وردت في سورة المؤمنون وكذلك بالصفات الأخلاقية للمؤمن التي وردت في هذه السورة أيضاً.
من معاني الآيات :
{ سأل سائل } : أي دعا داع بعذاب واقع.
{ ذي المعارج } : أي ذي العلو والدرجات ومصاعد الملائكة وهي السموات.
{ يوم تكون السماء كالمهل } : اي كذائب النحاس.
{ وتكون الجبال كالعهن } : أي كالصوف المصبوغ ألوانا في الخفة والطيران بالريح.
{ ولا يسأل حميم حميما } : أي قريب قريبه لانشغال كل بحاله.
{ يبصرونهم } : أي يبصر الأَحْماء بعضهم بعضا ويتعارفون ولا يتكلمون.
{ وصاحبته } : أي وزوجته.
{ وفصيلته التي تؤويه } : أي عشيرته التي تضمه إليها نسباً وتحميه من الأذى عند الشدة.
{ إنها لظى نزاعة للشوى } : أي ان جهنم هي لظى نزاعة للشوى جمع شواة جلدة الرأس.
{ وجمع فأوعى } : أي جمع المال وجعله في وعاء ومنع الله تعالى فيه فلم ينفق منه في سبيل الله.
{ إن الإنسان خلق هلوعا } : أي إذا مسه الشر جزوعاً وإذا مسه الخير منوعا أي كثير الجزع سريعه وكثير المنع حريصا عليه.
{ للسائل والمحروم } : أي الطالب الصدقة والذي لا يطلبها حياء وتعففا.
{ فأولئك هم العادون } : أي المعتدون الظالمون المتجاوزون الحلال إلى الحرام.
{ قبلك مهطعين } : أي نحوك مديمي النظر إليك.
{ عزين } : أي جماعات حلقا حلقا يقولون في استهزاء بالمؤمنين لئن دخل هؤلاء الجنة لندخلها قبلهم.
{ سراعاً كأنهم إلى نصب يوفضون }: أي كأنهم في إسراعهم إلى المحشر إلى نصب أي شيء منصوب كراية أو علم يسرعون.
من هداية الآيات :
حرمة سؤال العذاب فإِن عذاب الله لا يطاق ولكن تسأل الرحمة والعافية.
التنديد بالمعرضين عن طاعة الله ورسوله الجامعين للأموال المشتغلين بها حتى سلبتهم الإِيمان والعياذ بالله فأصبحوا يشكُّون في الله وآياته ولقائه.
بين شر صفات الإِنسان وانها الهلع.
بيان الدواء لهذا الداء داء الهلع الذي لا فلاح معه ولا نجاح.
انحصار العلاج في ثماني صفات أو ثماني مركبات دوائية.
الاستدلال بالنشأة الأولى على إمكان الثانية.
بيان أن حياة أهل الكفر مهما تراءى لهم ولغيرهم أنها حياة مدنية سعيدة لم تَعد كونها باطلا ولهوا ولعباً.
خمسين ألف سنة هو يوم القيامة كما في الحديث الصحيح وكما هو في سياق الآية (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7) يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (
وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9)) هذا يوم القيامة وكل الكلام في يوم القيامة إذن ليس هو نفس اليوم، في سورة السجدة هذا الكلام في الحياة الدنيا (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (5)) الزمن الذي تأخذه الملائكة للصعود بأعمال العباد إلى السماء. يوم القيامة مقداره خمسين ألف سنة ويُخفّف على المؤمن كالصلاة المكتوبة كما في الحديث وعلى غير المؤمن خمسين ألف سنة والرسول بيّنه في حديث في صحيح مسلم. هو هكذا كما ذكر ربنا لكنه يُخفف على المؤمنين أما في آية السجدة هذا في الدنيا وهو ليس نفس اليوم.
(الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)) (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34)) ما الفرق بين دائمون و يحافظون؟ الدوام يعني المواظبة عليها لا يشغلهم عنها شاغل إذا صلّوا لم يلتفتوا عن يمين وشمال يعني هم ينهمكون فيها حتى تنتهي، يداوم في الصلاة يعني ينهمك فيها فقط ولا يتلفت ولا ينشغل عنها هذه دائمون. أما يحافظون يحافظون على أوقاتها يراعون أوقاتها وإسباغ الوضوء وإقامة أركانها ويحفظونها من الإحباط باقتراف الآثام لأنه إذا اقترف المآثم يحبط عمله إذن يحافظ عليها ويبقيها لكيلا يحبط عمله، يحافظون في مواعيدها ودائمون منهمكون فيها لا ينشغلون بغيرها، الديمومة هنا يعني لا ينشغل عنها.
****تناسب فواتح سورة المعارج مع خواتيمها****
ذكر العذاب الواقع الذي ليس له دافع (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) ) ثم ذكر اليوم (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)) وختم السورة أيضاً بذكر ذلك اليوم (يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43)) في الأول ذكر اليوم هذا وفي الآخر ذكر حالهم
(5 رمضان) : ســورة نوح + الجــن
سـورة نوح :
*تناسب خواتيم المعارج مع فواتح نوح*
ذكر في آخر المعارج (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42)) ..ضرب لنا مثلاً بهولاء الذين خاضوا ولعبوا ، هؤلاء قوم نوح الذين لعبوا واستهزأوا إلى أن لقوا يومهم الذي يوعدون مثل لمن خاض ولعب ، حتى يكون التهديد واضحاً بما ضرب في المثل.
**هدف السورة**
بعد أن عرفنا قدر الله (سورة الملك) وتعلمنا ووثّقنا العلم (سورة القلم) وحسّنا أخلاقنا (سورة القلم) وتذكير بالآخرة (القلم) والتحلي بصفات وأخلاق الداعية (المعارج) تأتي سورة نوح سورة مركزية في وسط الجزء تعطينا نموذجاً من الدعاة من البشر وتعرض وسائل الدعوة في قصة نوح..
من معاني الآيات :
{ ويؤخركم إلى أجل مسمى } : أي إلى نهاية آجالكم المسماة لكم في كتاب المقادير فلا يعجل لكم بالعذاب.
{ واستغشوا ثيابهم } : أي تغطوا بها حتى لا ينظروا إليّ ولا يروني.
{ سبلا فجاجا } : أي طرقا واسعة.
{ من لم يزده ماله وولده } : أي الرؤساء المنعم عليهم.
{ إلا خساراً } : أي طغيانا وكفرا.
{ مكرا كبارا } : أي عظيما جدا بأن كذبوا نوحاً وآذوه أذى شديدا.
{ لا تذرن آلهتكم } : أي لا تتركن آلهتكم.
{ وقد أضلوا } : أي بالأصنام كثيرا من الناس حيث أمروا بعبادتها.
{ مما خطيئاتهم أغرقوا } : أي بسبب خطيئاتهم أغرقوا بالطوفان.
{ ديارا } : أي من يدور يذهب ويجيء اي لم يبق أحد.
{ إلا تبارا } : أي هلاكا وخسارا
من هداية الآيات :
رسم الطريق الصحيح للدعوة القائم على الصبر وتلوين الأسلوب.
استعمال الحكمة في الدعوة فإِن نوحاً لما رأى أن قومه يحبون الدنيا أرشدهم إلى الاستغفار ليحصل لهم المال والولد.
استنبط بعض الصالحين من هذه الآية أن من كانت له رغبة في مال أو ولد فليكثر من الاتسغفار الليل والنهار ولا يمل يعطه الله تعالى مراده من المال والولد.
مشروعية الدعاء على الظالمين عند اليأس من هدايتهم.
تقرير عذاب القبر فقوم نوح ما إن أغرقوا حتى ادخلوا نارا.
يستحب البدء في الدعاء بنفس الداعي ثم يعطف من يدعو لهم.
سـورة الجـن :
**هدف السورة**
نموذج ثاني للدعاة لكن هذه المرة من الجنّ. فالجنّ تحولوا إلى دعاة إلى الله لما سمعوا كلام الله والقرآن..
من معاني الآيات :
{ وأنه تعالى جد ربنا } : أي تنزه جلال ربنا وعظمته عما نسب إليه.
{ شططا } : أي غلوا في الكذب بوصفه الله تعالى بالصاحبة والولد.
{ فزادوهم رهقا } : أي إثما وطغيانا.
{ وأنا لمسنا السماء } : أي طلبنا خبرها كما جرت بذلك عادتنا.
{ حرساً شديداً } : أي حراسا وحفظة من الملائكة يحفظونها بشدة وقوة.
{ مقاعد للسمع } : أي من أجل أن نسمع ما يحدث وما يكون في الكون.
{ كنا طرائق قددا } : أي مذاهب مختلفة إذا الطرائق جمع طريقة، والقدد جمع قدة وهي الضروب والأجناس المختلفة.
{ بخسا ولا رهقا } : أي نقصا من حسناته ولا إثماً يحال عليه ويحاسب به.
{ ومنا القاسطون } : أي الجائرون عن قصد السبيل وهو الإِسلام.
{ على الطريقة } : أي الإِسلام.
{ لنفتنهم فيه } : أي نختبرهم أيشكرون أم يكفرون.
{ عليه لبدا } : أي في ركوب بعضهم بعضا تزاحما لأجل أن يسمعوا قراءته.
من هداية الآيات :
تقرير النبوة المحمدية وأن محمدا رسول للثقلين الإِنس والجن معاً.
بيان علو شأن القرآن وكماله حيث شهدت الجن له بأنه عجب فوق مستوى كلام الخلق.
حرمة الاستعانة بالجن والاستعاذة بهم لأن ذلك كالعبادة لهم.
وجود تجانس بين الجن والملائكة لقرب مادّتي الخلق من بعضها إذ الملائكة خلقوا من مادة النور، والجن من مادة النار، ولذا يرونهم ويسمعون كلامهم ويفهمونه.
من الجن أدباء صالحون مؤمنون مسلمون اصحاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
المال فتنة وقل من ينجح فيها قال عمر رضي الله عنه أينما يكون الماء يكون المال وأينما يكون المال تكون الفتنة.
حرمة دعاء غير الله في المساجد وفي غيرها إلا أنها في المساجد أشد قبحا.
قد يطلع الله تعالى من ارتضى أن يطلعه من الرسل على غيب خاص ويتم ذلك بعد حماية كاملة من الشياطين كيلا ينقلوه إلى أوليائهم فيفتنوا به الناس.
(6 رمضان) : ســورة المزمل + المدثر
سورة المزمل
**هدف السورة**
هذه السورة هي زاد الداعية. فالداعية محتاج للزاد الذي هو قيام الليل حتى يعينه على الدعوة ويقويه
من معاني الآيات :
{ يا أيها المزمل } : أي المتلفف بثيابه أي النبي صلى الله عليه وسلم.
{ نصفه أو انقص منه قليلا } : أي انقص من النصف إلى الثلث.
{ أو زد عليه } : أي إلى الثلثين فأنت مخير في أيها تفعل تقبل.
{ ورتل القرآن ترتيلا } : أي ترسل في قراءته وبيّنه تبييناً.
{ ثقيلا } : أي محملة ثقيلا العمل به لما يحوى من التكاليف.
{ إن ناشئة الليل } : أي ساعة الليل من صلاة العشاء فما فوق كل ساعة تُسمى ناشئة.
{ هي أشد وطئاً } : أي هي أقوى موافقة السمع للقلب على تفهم القرآن فيها.
{ وأقوم قيلا } : أي أبين قولا وأصوب قراءة من قراءة النهار لسكون الأصوات.
{ وتبتل إليه تبتيلا } : أي انقطع إليه في العبادة وفي طلب الحاجة وفي كل ما يهمك.
{ واهجرهم هجرا جميلا } : أي اتركهم تركا جميلا أي لا عتاب معه.
{ وذرني } : أي اتركني.
{ أولي النعمة } : أي أهل التنعم والترف.
{ كثيباً مهيلا } : أي رملا مجتمعا مهيلا اي سائلا بعد اجتماعه.
{ فأخذناه أخذا وبيلا } : أي ثقيلا شديدا غليظا.
{ علم أن لن تحصوه } : أي الليل فلا تطيقون قيامه كله لأنه يشقّ عليكم.
{ وأقرضوا الله قرضاً حسنا } : أي تصدقوا بفضول أموالكم طيبة بها نفوسكم فذلك القرض الحسن.
من هداية الآيات :
الندب إلى قيام الليل وأنه دأب الصالحين وطريق المتقربين.
الندب إلى ترتيل القرآن وترك العجلة في تلاوته.
نسخ واجب قيام الليل وبقاء استحبابه وندبه.
سورة المدثــر:
**هدف السورة**
سورة الدعوة للقيام بالدعوة. عرضت الآيات النماذج والصفات والزاد فأصبح الداعية جاهزاً للدعوة وهذه السورة تدعو هذا الداعية للدعوة. وتدعو الآيات لتكبير قدر الله تعالى في الأرض وجعل الله تعالى الأكبر بين الخلق. وبالمقارنة بين سورتي المزمل والمدثر نلاحظ سياق الآيات يسير ببطء في سورة المزمل مقارنة بالسياق السريع في سورة المدثر وهذه السرعة أو البطء مناسب لهدف السورتين
من معاني الآيات :
{ يا أيها المدثر } : أي يا أيها المدثر أي المُتلفف في ثيابه وهو النبي صلى الله عليه وسلم.
{ والرجز فاهجر } : أي أدم هجرانك للأوثان.
{ ولا تمنن تستكثر }: أي لا تمنن على ربك ما تقوم به من أعمال لأجله طاعة له.
{ فإِذا نقر في الناقور }: أي نفخ في الصور النفخة الثانية.
{ ذرني ومن خلقت وحيدا } : أي اتركني ومن خلقته وحيداً منفرداً بلا مال ولا ولد فأنا أكفيكه.
{ وبنين شهودا } : أي يشهدون المحافل وتُسمع شهادتهم وأغلب الوقت حاضرون ولا يغيبون.
{ ومهدت له تمهيدا } : أي بسطت له في العيش والعمر والولد والجاه حتى كان يلقب بريحانة قريش.
{ سأرهقه صعودا } : أي سأكلفه يوم القيامة صعود جبل من نار كلما صعد فيه هوى في النار أبداً.
{ إنه فكر وقدّر } : أي فيما يقول في القرآن الذي سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم وقدر في نفسه ذلك.
{ لواحة للبشر } : أي محرقة مسودة لظاهر جلد الإِنسان وهو بشرته والجمع بشر.
{ إلا ملائكة } : أي لم نجعلهم بشراً ولا جنَّاً حتى لا يرحموهم بحكم الجنس.
{ وما جعلنا عدتهم } : أي كونهم تسعة عشر.
{ إلا فتنة للذين كفروا } : أي ليستخفوا بهم كما قال أبو الأشُدين الجُمحي فيزدادوا ضلالا.
{ إنها لاحدى الكبر } : أي جهنم لإِحدى البلايا العظام.
{ أن يتقدم } : أي بالطاعة.
{ أو يتأخر } : أي بالمعصية.
{ وكنا نخوض } : أي في الباطل وفيما يكره الله تعالى مع الخائضين.
{ حُمر مستنفرة } : أي كأنهم حمر وحشية مستنفرة.
{ فرت من قسورة } : أي هربت من أسدٍ أشَدَّ الهرب.
{ أن يؤتى صحفا منشرة } : أي يصبح وعند رأسه كتاب من الله رب العالمين إلى فلان آمن بنبينا محمد واتبعه.
من هداية الآيات :
الجد طابع المسلم، فلا كسل ولا خمول ولا لهو ولا لعب ومن فارق هذه فليتهم نفسه في إسلامه.
وجوب الطهارة للمؤمن بدناً وثوبا ومسجداً. أكلاً وشرباً وفراشاً ونفساً وروحا.
حرمة العجب فلا يعجب المؤمن بعمله ولا يزكي به نفسه ولو صام الدهر، وأنفق الصخرة وجاهد الدهر.
المال والبنون والجاه من عوامل الطغيان إلاّ أن يُسلّم الله عبده من فتنتها.
بيان ما ظفر به طاغية قريش الوليد بن المغيرة من لعنة وعذاب شديد.
موافقة التوراة والإِنجيل للقرآن من شأنها أن تزيد إيمان المؤمنين من الفريقين.
بيان أكبر الجرائم وهي ترك الصلاة ومنع الزكاة والخوض في الباطل وعدم التصديق بالحساب والجزاء.
(7 رمضان) : ســورة القيامة + الإنسـان
سورة القيامة:
**هدف السورة**
اعلموا أن نهاية الدعوة موت فالحياة كلها مآلها إلى الموت والنهاية.
من معاني الآيات :
{ لا } : أي ليس الأمر كما يدعي المشركون من أنه لا بعث ولا جزاء.
{ اللوامة } : أي التي إن أحسنت لامت عن عدم الزيادة وإن أساءت لامت عن عدم التقصير.
{ على أن نسوي بنانه } : أي نجعل أصابعه كخف البعير أو حافر الفرس فلا يقدر على العمل الذي يقدر عليه الآن مع تفرقة أصابعه.
{ ليفجر أمامه } : اي ليواصل فجوره زمانه كله ولذلك أنكر البعث.
{ يسأل أيان يوم القيامة } : أي يسأل سؤال استنكار واستهزاء واستخفاف.
{ فإِذا برق البصر } : أي دهش وتحير لمّا رأى ما كان به يكذب.
{ وجمع الشمس والقمر } : أي ذهب ضوءهما وذلك في بداية الانقلاب الكوني الذي تنتهي فيه هذه الحياة.
{ بل الإِنسان على نفسه بصيرة }: أي هو شاهد على نفسه حيث تنطق جوارحه بعمله.
{ لا تحرك به لسانك } : أي لا تحرك بالقرآن لسانك قبل فراغ جبريل منه.
{ لتعجل به } : أي مخافة أن يتفلت منك.
{ إن علينا جمعه } : أي في صدرك
{ وقرآنه } : أي قراءتك له بحيث نُجريه على لسانك.
{ فإِذا قرأناه } : أي قرأه جبريل عليك.
{ فاتبع قرآنه } : أي استمع قراءته
{ ثم إن علينا بيانه } : أي لك بتفهيمك ما يشكل عليك من معانيه.
{ يحبون العاجلة } : أي الدنيا فيعملون لها.
{ إلى ربها ناظرة } : أي إلى الله تعالى ربها ناظرة بحيث لا تحجب عنه تعالى.
{ باسرة } : أي كالحة مسودة عابسة.
{ أن يفعل بها فاقرة } : أي داهية عظيمة تكسر فقار الظهر.
{ التراقي } : جمع ترقوة أي عظام الحلق.
{ وقيل من راق } : أي وقال من حوله من عواده أو ممرضيه هل هناك من يرقيه ليشفى؟
{ وظن أنه الفراق } : أي أيقن أنه الفراق للدنيا لبلوغ الروح الحلقوم
{ والتفت الساق بالساق } : أي التقت احدى ساقيه بالأخرى أو التفت شدة فراق الدنيا بشدة اقبال الآخرة وما فيها من أهوال.
{ يتمطى } : أي يتبختر في مشيته إعجابا بنفسه.
{ أولى لك } : أي وليك المكروه أيها المعجب بنفسه المكذب بلقاء ربه.
من هدايـة الآيات :
مشروعية الرقية إذا كانت بالقرآن أو الكلم الطيب.
تحريم العجب والكبرياء والتبختر في المشي.
مشروعية قول سبحانك اللهم بلى لمن قرأ هذه الآية أو سمعها إماماً كان أو مأموماً وهي { أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى }.
سورة الإنسـان:
**هدف السورة**
عليك الدعوة وعلى الله الهداية (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا)
من معاني الآيات:
{ هل أتى } : أي قد أتى.
{ على الإنسان } : أي آدم عليه السلام.
{ مزاجها } : أي ما تمزج به وتخلط.
{ شره مستطيرا } : أي ممتدا طويلا فاشيا منتشرا.
{ ولا زمهريرا } : أي ولا بردا شديدا ولا قمرا إذ هي تضاء من نفسها.
{ وذللت قطوفها تذليلا } : أي بحيث ينالها المؤمن قائما وقاعدا ومضطجعا.
{ كان مزاجها زنجبيلا } : أي ما تمزج وتخلط به زنجبيلا.
{ شرابا طهورا } : أي فائقا على النوعين السابقين ولذا أُسند سقيه إلى الله عز وجل.
{ وشددنا أسرهم } : أي قوينا أعضاءهم ومفاصلهم.
من هـداية الآيات:
بيان نشأة الإِنسان الأب والإِنسان الأبن وما تدل عليه من إفضال الله وإكرامه لعباده.
حاستا السمع والبصر وجودهما معاً أو وجود إحداهما ضروري للتكليف مع ضميمة العقل.
حرمة استعمال أواني الذهب والفضة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " هي لهم في الدنيا ولنا في الآخرة ".
حرمة الخمر لحديث " من شرب الخمر في الدنيا لا يشربها في الآخرة إن مات مستحلا لها ".
مشروعية اتخاذ خدم صالحين يخدمون المرء ويحسن إليهم.
على المؤمن أن يستعين بالصلاة والذكر والدعاء فإِنها نعم العون.
(8 رمضان) : ســورة المرسلات + النـبأ
ســورة المرسلات:
**هدف السورة**
فيها آية متكررة هي هدف السورة (ويل يومئذ للمكذبين) فكأن سورة القيامة والإنسان تقول للداعية ادع واترك الهداية لله وسورة المرسلات تقول يا من كذبتم الدعوة عقابكم (ويل يومئذ للمكذبين) هذا عذابكم في الآخرة.
من معاني الآيات :
{ والمرسلات عرفا } : المرسلات الرياح الطيبة والعرف المتتابعة.
{ فالعاصفات عصفا } : فالرياح الشديدة الهبوب المضرة لشدتها.
{ والناشرات نشرا } : الرياح تنشر المطر وتفرقه في السماء نشرا.
{ فالملقيات ذكرا } : أي فالملائكة تلقى بالوحي على الأنبياء للتذكير به.
{ في قرار مكين } : أي حريز وهو الرحم.
{ إلى قدر معلوم } : أي إلى وقت الولادة.
{ كفاتا } : اي تكفت الناس أي تضمهم أحياء فوق ظهرها وأمواتا في بطنها.
{ ظل ذي ثلاث شعب } : أي دخان جهنم إذا ارتفع انقسم إلى ثلاث شعب لعظمته.
{ لا ظليل } : أي كنين ساتر يكن ويستر.
{ كأنه جمالة صفر } : أي الشرر المتطاير من النار الشررة كالقصر في عظمها وارتفاعها وكالجمل في هيئتها ولونها والجمل الصفر السود الذي يميل إلى صفرة.
من هدايـة الآيات :
الوعيد الشديد بالويل الذي هو واد في جهنم تستغيث جهنم من حره للمكذبين بما يجب التصديق به من أركان الإِيمان الستة، والوعد والوعيد الإِلهيين.
بيان انعام الله تعالى على عباده في خلقهم ورزقهم وتدبير حياتهم أحياء وأمواتا.
بيان أن الناس أكثرهم لا يشكرون.
التهكم والسخرية والتبكيت من ألم أنواع العذاب الروحي يوم القيامة.
صدق القرآن في أخباره إذ وعيد الله لأكابر مجرمي مكة نفذ بعد اقل من خمس سنوات.
من دخل مسجدا وأهله يصلون فليدخل معهم في صلاتهم وإن كان قد صلى حتى لا يكون غيره راكعا وهو غير راكع وقد جاء في الصحيح هذا المعنى.
ســورة النـبأ:
**هدف السورة**
هي سورة مكيّة وسميّت النبأ لأن فيها الخبر الهام عن القيامة والبعث والنشور وتدور آياتها حول إثبات عقيدة البعث التي أنكرها المشركون
من معاني الآيات :
{ عم } : أي عن أيّ شيء؟.
{ عن النبأ العظيم } : أي ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من التوحيد والنبوة والبعث الآخر.
{ أوتادا } : أي تثبت بها الأرض كما تثبت الخيمة بالأوتاد.
{ سباتا } : أي راحة لأبدانكم.
{ المعصرات } : أي السحابات التي حان لها أن تمطر كالجارية المعصر التي دنا وقت حيضها.
{ ثجّاجا } : أي صبابا.
{ وجنات ألفافا } : أي بساتين ملتفة.
{ كان ميقاتا } : أي ذا وقت محدد معين لدى الله عز وجل فلا يتقدم ولا يتأخر.
{ لابثين فيها أحقابا } : أي دهورا لا نهاية لها.
{ وغساقا } : أي ما يسيل من صديد أهل النار، جوزوا به عقوبة لهم.
{ وكواعب } : أي شابات تكعبت ثديهن الواحدة كاعب والجمع كواعب.
{ أترابا } : أي في سن واحدة وأتراب جمع واحدة تِرب.
{ وكأسا دهاقا } : أي خمرا كأسها ملأى بها.
{ مآبا } : أي مرجعا سليما وذلك بالإِيمان والتقوى إذ بهما تكون النجاة.
{ يا ليتني كنت ترابا } : أي حتى لا أعذب وذلك يوم يقول الله تعالى للبهائم كوني ترابا وذلك بعد الاقتصاص لها من بعضها بعضا.
من هداية الآيات :
مظاهر القدرة والعلم والحكمة والرحمة الإِلهية في كل الايات من قوله ألم نجعل الأرض مهادا إلى قوله وجنات ألفافا.
أعمال العباد مؤمنهم وكافرهم كلها محصاة عليها ويجزون بها.