أقوال العلماء في التصوف

أقوال العلماء في التصوف

قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله : التصوف علم تُعرَف به أحوال تزكية النفوس ، وتصفية الأخلاق ، وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية .

ويقول ابن خلدون في مقدمته : وهذا العلم - يعني التصوف - من العلوم الشرعية الحادثة في المِلَّة , وأصله أن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمة وكبارها من الصحابة والتابعين ومَن بعدهم , طريقة الحق والهداية , وأصلها

العُكوف على العبادة ، والانقطاع إلى الله تعالى , والإعراض عن زُخْرُف الدنيا وزينتها , والزهد فيما يُقبِل عليه الجمهور من لذة ومال وجاه , والإنفراد عن الخلق , والخلوة للعبادة , وكان ذلك عاماً في الصحابة والسلف ، فلما فَشَا الإقبال على الدنيا في القرن الثاني وما بعده , وجَنَح الناس إلى مُخالطة الدنيا اختصَّ المُقبِلون على العبادة باسم الصوفية .
ويقول الإمام مالك رحمه الله : مَن تَفقَّه ولم يتصوَّف فقد تَفسَّق ، ومَن تَصوَّف ولم يتفقَّه فقد تَزنْدق ، ومَن جمع بينهما فقد تحقق .
ويقول الإمام الشافعي :
فقيهاً وصوفياً فكن ليس واحداً فإني وحق الله إياك أنصح
فذاك قاس لم يذق قلبه تقى وهذا جهولٌ كيف ذو الجهل يصلح
وقال أيضاً : حُبِّبَ إليَّ من دنياكم ثلاث : ترك التكلف ، وعِشْرة الخَلْق بالتَّلطف ، والإقتداء بطريق أهل التصوف .
وقال أيضاً : صَحِبت الصوفيَّة فاستفدت منهم : الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ، ونفسك إن لم تُشغلها بالحق شغلتك بالباطل , والعدم عصمة .
ويقول الإمام أحمد رحمه الله لابنه عبد الله : يا ولدي عليك بمجالسة هؤلاء القوم , فإنهم زادوا علينا بكثرة العلم والمراقبة , والخشية والزهد وعُلوِّ الهِمة , ويقول : لا أعلم أقواماً أفضل منهم .
ويقول الإمام الغزالي حجة الإسلام رحمه الله في كتابه المنقذ من الضلال متحدثاً عن الصوفية : ولقد علمت يقينا أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة , وأن سيرتهم أحسن السيرة , وطريقتهم أصوب الطرق , وأخلاقهم أزكى الأخلاق .
ويقول المُفسِّر الكبير الإمام فخر الرازي رحمه الله : في كتابه اعتقادات فرق المسلمين والمشركين : المتصوفة قوم يشتغلون بالفكر وتجرد النفس عن العلائق الجسمانية , ويجتهدون ألا يخلو سرهم وبالهم عن ذكر الله تعالى في سائر تصرفاتهم وأعمالهم ، مُنطبِعون على كمال الأدب مع الله , وهؤلاء هم خير فرق الآدميين .
ويقول سلطان العلماء العز بن عبد السلام رحمه الله : قَعَّد القوم من الصوفية على قواعد الشريعة التي لا تنهدم دنيا وأخرى ، وقَعَّد غيرهم على الرسوم .
ويقول الإمام النووي رحمه الله في رسالته المقاصد : أصول طريق التصوف خمسة :
1- تقوى الله في السر والعلانية .
2- إتباع السنة في الأقوال والأفعال .
3- الإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار .
4- الرضا عن الله في القليل والكثير .
5- الرجوع إلى الله في السراء والضراء .
ويقول الإمام تاج الدين السبكي في كتابه معيد النعم ومبيد النقم تحت عنوان الصوفية : والحاصل أنهم أهل الله وخاصته , الذين تُرجَى الرحمة بذكرهم , ويُستنزَل الغيث بدعائهم ، فرضي الله عنهم وعنَّا بهم .
ويقول الإمام الغزالي : التصوف فرض عين ، إذ لا يخلو أحد من عيب أو مرض إلا الأنبياء عليهم السلام , فلابد لك من شيخ مرشد مربي لِيُخرِج منك الأخلاق السيئة بتربيته ، ويجعل مكانها خُلُقاً حسناً .
ونُقِل عن ابن حجر والرملي رضي الله عنهما : أنه يجب على من لم يُرزَق قلباً سليماً أن يتعلَّم أدوية أمراض القلوب : مِن كِبْر وعُجْب ورياء وغفلة ونحوها .
ويقول الشيخ الدردير : مَن لم يَصحب شيخاً يَدلُّه على الطريق إلى الله ، واستقل بما عنده من عبادة أو علم فقد تعرض لإغواء الشيطان .
وهذا غيض من فيض من أقوال الأئمة وعلماء الأمة في التصوف , فلا مجال للقول بأن أصول التصوف غير إسلامية .
وباختصار هو التمسك بما كان عليه الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الكرام .

اسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الاعلي من الجنان
في انتظار جديدك المميز
دمت بسعادة مدي الحياة

» أمور الدين وأصل التصوف
» حكم سب الصحابة [ من أقوال الأئمة ]
» زينةُ العلماء، وحليةُ الأولياء/ عمر بن سليمان الأشقر