تعبُرُ رياح الإنتفاضة إليها عبر جسور الوطن المُعلقة بحبه

تعبُرُ رياح الإنتفاضة إليها عبر جسور الوطن المُعلقة بحبه .. ربيعٌ يُزهر على الأرض المُغطاة پآلعشب الأخضر الذي يغلبه أحياناً رمل الصحراء وحرارة الشوق للحرية .. ومَن شرِب من نهر شهامتها لم يظمأ .. مدينة النشَامُى ( د يـر الزور )

في أقصى الشَرٌقّ
من سٌورَيَا قرب الجار العراقي تقع مدينة دير الزور مركز محافظة دَيَرَ الُزِورَ حيث قُدّر لها أن تولد وتعيش وتَعمُر ما دام الشريان الذي يُدعى نهر الفرات يمر بقلبها ، نشأت المدينة في موقع اقتراب الحافة الصخرية للوادي من نهر الُفَرَاتُ الذي يتفرع إلى فرعين مشكلاً جزيرة نهرية تسمى حويقة يقوم عليها جزء من المدينة، بينما يقع الجزء الأكبر على الضفة اليمنى لفرع النهر، وكانت بيوتها الأولى قد توضعت على تل أثري يدعى دير العتيق ومنه جاء اسمها والزور اسم نوع من القصب البري، تملك العديد من الثروات الباطنيّة وأهمها النفط والاسمنت .

يبلغ عدد سكان مدينة دَيَرَ الُزِورَ نحو 200 ألف نسمة ذات ترتيب عشائري من أشهرها قبيلة العقيدات والبقارة مع وجود أكراد وأرمن . وكذلك قبائل السلمان والدليم والمشاهدة والتي كان لأبنائهم دور كبير في الثورة وقَدُمِوا العديد من التضحيات والمواقف المهمة .

من أبرز شيوخها الشيخ نواف راغب البشير شيخ مشايخ قبيلة البقارة وصقرها ، المعارض المشهور والصوت الِحًرٌّ الذي كان يصدح في ساحات الدير الثائرة ، اعتُقل في 30/7/2011 وثمّ تمّ الإفراج عنه في 9/10/2011 ، ومنها القائد البطل خليل البورداني قائد كتائب محمد في دَيَرَ الُزِورَ والتي تنفذ العديد من العمليات والضُرٌبّات الموجعة لجٌيَشَ الأسد .

( باسم المولى بَدينا على النبي صلّينا .. وعلى دُرٌعَا شدّينا نادت پآلفزعة ولبينا ) 18/3/2011 جمعة الكرامة يهتفُ أبناء الُفَرَاتُ ولأول مرّة في وجه المُغتصب وتبدأ حكاية البطولة ، من أشهر أحيائها المتفضة الجورة والجبيلة والحويقة والحميدية والقصور ودوار غسان عبود .

( إن انتفضت الدير فلن يستطيع بُشًارَ معنا صبرا) هكذا كان الثوار يتوقون لثورة دَيَرَ الُزِورَ والتي يخشى منها النظام ، 22/4/2011 ومن 27 مسجداً يخرجُ الصوت مُوحداً .. ويصرخون بنصف قرنٍ من التهميش والتغييب .. كانوا بمنفى وهم في وطنهم المسلوب والآن موعد التحرر .. تتجه الجموع الغاضبة حيث ساحة الِحًرٌية (الباسل سابقاً) ويُحطموا صنم باسل الأسد ويُحطّمون معه أربعين عاماً من النسيان .. يهدمونه ويبنُون بأرواحهم صرح الكرامة المهدورة .

4/6/2011 وبِلَون حرّيتنا يُصبغُ نهرُ مدينتنا ، الشاب معاذ الركاض ذو 17 عاماً أول شهيدٍ على أرض مدينة دير الزور يُشعلُ بدمائه بركان الغضب ويفتح النظام على نفسه جهنم دَيَرَ الُزِورَ التي حوّلت الُمًظًاھرَاتُ إلى عشرات بل مئات الآلاف .. كان أضخمها جمعة أحفاد خالد 22/7/2011 احتشد مايُقارب النصف مليون مُتظاهر من المدينة والريف في ساحة المدلجي وساحات الِحًرٌية المًظًاھرَة التي جعلت النظام يفقد السيطرة على المدينة ويستبدل سمير الشيخ مدير سجن عدرا سابقاً پآلمحافظ ظانّاً أن يُسكتَ الشارع بفعله وخاب ظنّه .

7/8/2011 والرمال والجسور مياه النهر وذرات التراب ستشهد على الدبابات التي عانى الأهالي لأجل أن تكون ، ومن النفط بأرضهم صُنع الوقود الذي تسير به ليعودُ إليهم موتاً ودمارا ، كتائب الأسد تقتحم المدينة ويرتقي أكثر من 57 بطلا .

كلّ الأنهار تفيض ماءً عذبا إلا أنهارك سٌورَيَا تفيضُ دماءً زكيّة ممزوجة بمسك الشهادة ، كحُمرة العاصي هو الُفَرَاتُ ، حتى 15/6/2012 نحو 400 شهيد رحل عن مدينة دَيَرَ الُزِورَ الأبية والتي تتعرض للقصف هذه الأيام .

ذاك نــهر الفــرات مـا لـه ندّ على الأرض إن طلبـت نديــدا
يا جناناً على الُفَرَاتُ هي الخلد لمن رام في الجنان خلودا

» الوطن العربي
» البولندية والروسية اشتباك مشجعي كرة القدم خارج الاستاد الوطن
» الوطن : لا مبادرة قطرية لحل الأزمة السورية on 16 مايو, 2012 7:50 م in الأخبار / لا يوجد أي تعليق