ابن الفرات Admin
الساعة : عدد المساهمات : 2577 نقاط : 6061 التقيم : 19 تاريخ الميلاد : 06/04/1984 تاريخ التسجيل : 03/04/2012 العمر : 40
| موضوع: بّرٌنٌامِجَ أمريكا و سورية إلى أين ..؟؟ الجمعة أغسطس 24, 2012 3:08 pm | |
|
بّسًمِ الَلَهِ الَرٌحًمِنٌ الَرٌحًيّمِ بعد مشاهدتي لبرنامج "أمريكا و سورية إلى أين" على قناة الجزيرة أود أن أعرض فكرة و تساؤلات على الأصدقاء... من سمع آراء ضيوف البّرٌنٌامِجَ لابد و أن لاحظ توجه غريب وفارق كبير في التعاطي مع مايجري في سٌورَيَا... تكررت هناك عبارات فحواها أن "الشعب السوري أصبح رهينة و ضحية لقُمًعً النظام و ممُارٌسِات الجٌيَشَ الِحًرٌ" بل إلى درجة قال أحدهم في مداخلته أنه "آخر ما يمكن وصفه فيه بأنه حر لأنه أداة لتنفيذ - أجندات أجنبية". ركز الضيوف أيضا على أن "عسكرة انتفاضة الشعب السوري كان أكبر جريمة بحق هذا الشعب". ناهيكم عن تكرار عبارت مثل "الممُارٌسِات غير المحمودة من قبل الجٌيَشَ الِحًرٌ و خصوصا الاعدامات الَمِيّدُانٌية لأفراد من عائلة البري".
- ما الذي يحصل يا ترى فيما وراء الكواليس؟ هل هنالك مساعي لتسويق مخطط جُدَيَدَ على حساب الدم السوري؟ هل خابت آمال بعض "أصدقاء الشعب السوري" في إدارة المعركة على الأرض فقرروا بيع أبطال الجٌيَشَ الِحًرٌ للاتجاه پآلثورة إلى منحى آخر؟ في الحقيقة لا أدري ولكن ينتابني شعور غير مطمئن و إليكم تحليلي المتواضع:
- كلما قويت عمليات الُجُيَشً الُحُرَ و أحسسنا ببصيص أمل على قرب سقوط النظام، تخرج مبادرة لحل "سلمي" يخف على أثرها الدعم اللوجستي للجٌيَشَ الِحًرٌ يضطر بعدها إلى التقهقر و الانسحاب "التكتيكي" من مواقعه التي سيطر عليها.
- في المقابل، كلما أحرزت العصابات الأسدية تقَدُمِا واضحا في عملياتها العسكرية الإجرامية تأتي تعزيزات "نوعية" للجٌيَشَ الِحًرٌ ليقوم بتحقيق انتصارات استراتيجية محدودة بنطاق سماح الجهات المعنية لنِوعًيَة هذه الانتصارات... وهكذا دواليك.
- لنبتعد قليلا عن المشاعر ولنفكر بمنطق و عقلانية أكثر... العمليات الناجحة للجيش الِحًرٌ تعني تدمير أكبر كمية ممكنة من أسلحة الجٌيَشَ النظامي التي هي في النهاية ملك للشعب السوري تم شراؤها على حساب صموده وتضحياته طويلة الأمد... من ناحية أخرى فإن انتصارات العصابات الأسدية مصحوبة بتُدُمِيّرٌ البنية التحتية لبلدنا وتحميل سورية فاتورة من الديون التي سيدفعها پآلنهاية الشعب السوري.
- السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل يأبه المجتمع الدولي للتُدُمِيّرٌ الممنهج لمقدرات الشعب السوري، البشرية منها و الاقتصادية؟ ألا تصب إطالة الأزمة في سورية في خانة المصالح العولمية لجميع الأطراف الاقليمية والعالمية – ماعدا الشعب السوري طبعا. ألم يحن الوقت لأن نستوعب أن الِشَرٌقّ والغرب "طابخينها سوا"؟ أليس تسليم بعض المدن في شمال شرق سٌورَيَا للمتطرفين الأكراد هو جزء من لعبة جُدَيَدَة لخلط الأوراق تم بمباركة الغرب قبل الشَرٌقّ لتعقيد المشهد المعقد أصلا؟
- لقد تم تحويل الثورة الِسِوًرٌيَة إلى صراع بين أطراف لايسمح لأحد منها الفوز فيه... صراع يجب أن يطول قدر المستطاع.
- من الواضح أن الشعب السوري وصل منذ زمن إلى نقطة اللا عودة و أنه سيستمر في كفاحه إلى آخر نفس. آلة النظام القُمًعًية حسمت أمرها أيضا وهي على استعداد لتُدُمِيّرٌ سورية پآلكامل إذا احتاج الأمر لذلك و الدعم مستمر لكل الأطراف بشكل مدروس، بحيث لاينتصر أي طرف.
- أنا آسف يا أصدقائي على هذه السوداوية في التعاطي مع الوضع الحالي ولكنني محبط. أرجو من كل قلبي أن أكون مخطئا في تحليلي. أرجو من أصدقائي الذين يعرفونني ألّا يظنوا أن هنالك تغير في مواقفي و مبادئي و الله وحده يعلم بدعائي و صلواتي الدائمة من أجل ثورتنا وثوارنا ولكن قلبي يتقطع كل يَومً عندما أرى الدمار والمجازر ودماء الِحًرٌائر والأطفال وجثث الشهداء من الشباب في ربيع عمرهم و أتخيل بعدها كيف يشرب المندوب الِرٌوًسِي و الأمريكي نخب نجاح خططهم اللئيمة مع الموقف المخزي لكل أطياف الِمُعِارٌضُة الُسٌيَاسٌيَة الذي لايرقى إلى مستوى الحد الأدنى.
- تصوروا كم سترتفع المعنويات في الداخل إذا ما انخرطت الشخصيات المعارضة المعروفة والمرموقة في صفوف الجيش الحر وخرجت إلى الإعلام وهي تحمل السلاح و تقاتل في دَمُشَقّ وحًلِبّ وحمص ودُرٌعَا ودَيَرَ الُزِورَ و... كم سيكون هذا رائعا عندما يرى الشعب السوري أنها ليست مجرد معارضة إعلامية. قد يقول البعض أن الُجُيَشً الُحُرَ ليس بحاجة لأفراد بل لسلاح... أنا أرد بأن هذا سيعطي دعما معنويا للثوار أقوى من أي سلاح... دخول هذه الِمُعِارٌضُة الُسٌيَاسٌيَة في الِحًرٌاك الثوري على الأرض أقوى من أقوى انِشًقُاقُ في الجٌيَشَ الأسدي... عندها فقط سيحق لهم أن يصرحوا باسم الشعب السوري وباسم الثورة الِسِوًرٌيَة لأنهم وبهذا فقط سيثبتون للشعب أنهم أبناؤه وجزء لايتجزء من حراكه.
- أعرف أنها أفكار مثالية و طوباوية ولكنني لا أملك وسيلة أخرى للتعبير عما في داخلي. اللهم لقد مس أهلي في سورية الضر و أنت أرحم الراحمين.
| |
|