السياسة والسلطة في العالم العربي و ملامح التغييـر
مما لاشك فيه ان صحوة وانتفاضة الشعوب العربية في الشَرٌقّ الَاوِسًطٌ كانت اهم وابرز احداث العالم في عام 2011، فالسقوط المتوالي لأربعة دكتاتوريات في تونس ومصر وليبيا واليمن، والاعتراضات الشعبية التي اجتاحت اكثر البلدان العربية كانت ظاهرة غيرمتوقعة ولم يتوقعها اي خبير سياسي او اي محلل سٌيَاسٌيَ دولي حتی نهاية الشهر الاخير من عام2010
طهران / البدیع ـ مما لاشك فيه ان صحوة وانتفاضة الشعوب العربية في الشَرٌقّ الَاوِسًطٌ كانت اهم وابرز احداث العالم في عام 2011، فالسقوط المتوالي لأربعة دكتاتوريات في تونس ومصر وليبيا واليمن، والاعتراضات الشعبية التي اجتاحت اكثر البلدان العربية كانت ظاهرة غيرمتوقعة ولم يتوقعها اي خبير سياسي او اي محلل سٌيَاسٌيَ دولي حتی نهاية الشهر الاخير من عام2010 .
والسؤال هنا هو انه لماذا بقيت مثل هذه التطورات الكبری بعيدة عن دائرة التوقعات والتكهنات الُسٌيَاسٌيَة للدبلوماسيین والاساتذة الجامعيین والخبراء الباحثين في الشؤون الدولية ؟
وماذا سيكون مصیر شعوب الِشَرٌقّ الاوسط؟ وكيف ستكون الملامح الجديدة للشَرٌقّ الَاوِسًطٌ وخصوصياتها في النظام الدولي؟ وهل ان الربيع العربي هو الموجةالِرٌابّعِة للديمقراطية في العالم ؟ و ما مدی حقيقة آمال ومخاوف الشعوب العربية للعيش تحت لواء الحكومات الصالحة النزيهة؟. لأنه لازال هناك الكثير فظاهرة الصحوة والانتفاضات العربية في 2011 تعتبر ظاهرة جُدَيَدَة غير مكتملة و ذلك من الاسئلة التي طرحناها في بداية هذا الَمِوِضّوِعَ لم يتم الاجابة عليها بعد ولا زال هناك اختلاف كبير في وجهات النظر حول تسمية هذه الظاهرة فهناك مسميات كثيرة اطلقت علی هذه الظاهرة ومنها: ثورة، انتفاضة، صحوة اسلامية، صحوة انسانیة، الربيع العربي، الغضب الشعبي ... واسماء اخرى. وتعددية هذه الاسماء تشير بدورها علی عدم الاتفاق علی معرفة جذور وماهية هذه التطورات. ورغم تباين الآراء في هذا المجال، لعلنا نتمكن من خلال ما كتب حول هذه الظاهرة ومن خلال سلوك وتصرفات الشعوب العربية وردود الفعل التي أبدتها ان نتوصل الی مشتركات لمعرفة هذه التطورات وجذورها وتداعياتها.
1) انتفاضات عربية مفاجئة
لايخفی علی احد تفاجئ العالم امام سرعة هذه التطورات. والمعروف ان هيلاري كلنتون قد غيرت قبل 11 شباط ( وهو يَومً تنحي مبارك عن السلطة) الموقف الدولي لبلدها حول مصر 3 مرات. وازاء اجتماعات الشعب في ساحة التحرير في القاهرة ومطالبه، بدأ الاميركيون في البداية بتوجيه دعوة الی حسني مبارك للقيام باصلاحات عديدة لكنهم في النهاية طلبوا منه التنحي عن السلطة خضوعاً لارادة الشعب .. هذا في حين ان اوباما كان قد جاء الی الِشَرٌقّ الاوسط بشعار التغيير، الا ان مستوی التغيير الذي كان ينشده رئيس البيت الابيض الاميركي اقل بكثير من تطورات عام 2011 م. فالاميركیون في الشَرٌقّ الَاوِسًطٌ كانوا يريدون اجراء بعض الاصلاحات في الانظمة القديمة، وكانوا يعتبرون خلافة جمال مبارك وسيف الاسلام القذافي فرصة ثمينة للاصلاحات. وحول موضوع الصراع بين العالم العربي واسرائيل كانوا يتابعون وباحباط كامل مشروع اقامة الدولتين (فلسطين واسٌرَائيل ). وفيما يتعلق بالبحرين كانوا فرحين بانهم خططوا لانتخابات مبرمجة للحكومة تسمح للمعارضين بان يدخلوا البرلمان بأقل عدد ممكن. من جهة اخری كانوا يشجعون الملك عبدالله السعودي لتأسيسه جامعة مختلطة للبنين والبنات وطرح موضوع الحوار الوطني في داخل البلد وموضوع الحوار بين الاديان خارج البلد، وكانوا يلقبونه پآلرجل المصلح، وكانوا يظنون ان العراق كان نقطة بداية الديمقراطية في العالم العربي، لكن بعد عام 2011 م ذهبت الآمال التي بنوها علی جمال مبارك وسيف الاسلام ادراج الرياح. وتبدل الملك عبدالله المصلح الی قائد لجبهة المتآمرين علی الثورات العربية، ولم یعد موضوع تشكيل حكومة ملكية ذات دستور اهم مايطالب به الشعب البحريني، والأهم من ذلك لم تعد الديمقراطية العراقية مصدر الهام للشعوب العربية الاخرى. وهذه الاموركلها تؤكدعلی حقيقة لاتنكر وهي ان الانتفاضات والثورات العربية ونتائجها كانت مفاجئة.
2- زيادة الايمان بقوة الشعب ونضاله السلمي
في عام 2011 م كررّت الشعوب العربية التي خرجت الی الشوارع عدة شعارات معاً لكن الشعار الذي هتفت به الجماهير اكثر من غيره هو شعار(الشعب يريد اسقاط النظام) وكذلك الشعار الذي يؤكد علی سلمية المسيرات والاعتراضات والاحتجاجات. وهذان الشعاران كانا محورالانتفاضات والثورات العربية، و تعني ان الناس يريدون اسقاط النظام عبر الطرق والاساليب السلمية .
وتأكيد الشعوب علی تحقيق مطالبهم عبرالطرق السلمية يعتبر ظاهرة جُدَيَدَة في الادب السياسي العربي. وهي ظاهرة لم نشهدها في الَتُارٌيّخٌ السياسي لشعوب المنطقة ولا في تاريخ الفكر السياسي العربي. فتاريخ الفكر العربي كان مليئاً بأدب الملوك، ولم يكن هناك اي مشروعية سٌيَاسٌيَة لمطالب الناس والشعوب، ولا حتى مشروعية فكرية. فالتغييرات في العالم العربي كانت دائما من الاعلی وكانت قاعدة ( والحق لمن غلب) عقيدة فكرية قوية في الفكر الُسٌيَاسٌيَ العربي. والانظمة العربية التقليدية التي جاءت بعد الِحًرٌب العالمية الاولی والثانية، استلمت السلطة إما عن طريق التدخل الاجنبي او عن طريق الانقلاب العسكري للاخلاف علی الاسلاف.
ولم نشهد نموذجاً واحداً علی مد الَتُارٌيّخٌ السياسي العربي بأن تستلم السلطة حكومة منبثقة عن ارادة الشعب او منتخبة من قبله. والديمقراطية العربية المعاصرة الوحيدة هي ديمقراطية الطائفية والتوافقية التي شهدها العالم في لبنان. وهذه الديمقراطية ايضاً كانت في الغالب مرتكزة علی اساس المنافسة السٌيَاسٌيَة للاحزاب وعلی اساس الاتفاق علی تقسيم السلطة بين الطوائف الثلاثة الموجودة في هذا البلد. كما ان التأريخ لم يذكر بأن الاعراب قد اكدوا في نضالهم وصراعهم الُسٌيَاسٌيَ علی الاساليب والطرق السلمية الی هذه الدرجة في حين يمكن مشاهدة مدی الايمان پآلاسلوب السلمي في انتفاضة الشعب اليمني في عام 2011 م. هذا البلد الذي يبلغ فیه عدد قطع السلاح التي توزع علی كل فرد سنوياً حوالي 3 قطع. لكن رغم ذلك لاحظنا ان الشعب اليمني اكد علی سلمية احتجاجاته واعتراضاته امام العنف الذي أبداه نظام عبدالله الصالح ومحاولاته لتبدیل الثورة الی حرب اهلية مسلحة وتمكنوا في النهاية من اجباره علی التنحي من السلطة .
فالايمان بدور الناس في بناء وتحديد النظام الُسٌيَاسٌيَ والتأكيد علی المنهج السلمي وعلی الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان والحقوق المدنية الفردية كان تغييراً وتحولاً مهماً في عقائد وايمان ومصطلحات المشاركة السياسة علی مستوی النخب والناس. وهذا التغيير او التطور یجب ان نعتبره رهين ثورة الاعلام وحرية التعبير التي شهدت تزايداً مضطرداً في العقدين الاخيرين.
3- رفض الظلم والطغيان
يعود تاريخ تراث الفكرالسٌيَاسٌيَ المناضل ضد الاستبداد بين الاعراب الی اواخر القرن التاسع عشر حيث نشر كتاب ( طبائع الاستبداد) لعبد الَرٌحًمِنٌ الكواكبي . حيث فضح هذا الكتاب طبائع وخصال الظالمين والطغاة واعتبر سبيل النجاة هو تحديد قدرة الحاكم واخضاعه الی الدستور. اما نضال الشعوب العربية حتی قبل عام 2011 م فكان دائماً ضد الغزاة والمحتلين الاجانب وليس مع الاستبداد الداخلي للبلد. وقد بدأ هذا النضال ضد الدولة العثمانية. وفي اواسط القرن العشرين خرجت الجماهير العربية في الشوارع غاضبة علی الاستعمار الغربي وعلی مدی القرنين الماضيین كان هاجس الاعراب والمناضلين الُسٌيَاسٌيَين هو قطع أیادي الاجانب، وهذا التركيز على النضال ضد الاجانب وعلی الاستقلال من الدول الاجنبية من جهة، وعدم الاهتمام پآلتخلص من الحكومات المستبدة الحاكمة جعلت نتيجة الثورات والانتفاضات تذهب سدیً بعد فترة من هدوء الحماس الثوري، اذ بعد هذه الثورات عادة ما كانت تأتي حكومات ذات ظاهر ثوري لكنها سرعان ما كانت تتبدل بدورها الی حكومات دكتاتورية رهيبة. فحسني مبارك ومعمر القذافي كانا يعتبران نفسهما من الثوريين المناضلين، وكانا يدعيان حتی آخر لحظة بأنهما كانا من المناضلين ضد الاجانب وكانا يمنون علی الناس بذلك ، في حين انهما كان يتجاهلان بأن في عالم السياسة ينظر الناس الی ماهم عليه اليَومً، والشعوب عادة تنظر الی حالها في ظل الظروف الراهنة والحكومات الحالية التي كانت تدعی طوال العقود الماضية بأنها كانت ثورية في زمن ما. فالشعوب بصورة عامة تعتقد بأن هذه الحكومات هي سبب شقائهم وتعاستهم . فكتاب طبائع الاستبداد قد كتب قبل اكثر من 100 عام ، لكن يبدو ان الاعراب قد بدأوا بقراءته في عام 2011 م .
4- شوارع علمانية وصناديق اقتراع اسلامية
واجه شباب ( 6 ابّرٌيَلِ ) وبقية التكتلات الشعبية والمدنية هذه الايام ظاهرة غير متوقعة، ففي حين انهم لم يشاهدوا خلال المسيرات والتجمعات التي انطلقت في ساحة التحرير في القاهرة خلال شهر كانون الثاني وشهر شباط 2011م أي اعلام ترفع للاحزاب الاسلامية وان كل الشعارات التي كان يهتف بها المجتمعون كانت شعارات مدنية لاتخص فكر اوعقيدة خاصة، الاّ نتيجة الطوابير الطويلة للناس امام مراكز الاقتراع في مصر كانت 60% منها لصالح الاسلامیین، وبما أنه کان من المتوقع أن یحرز (إخوان المسلمین) اصواتاً اکثرمن بقية الاخراب، الاّ ان حصول السلفيين علی 20 الِى 25% من اصوات المنتخبين كان المفاجأة الكبری للانتخابات في مصر.
فالسلفيين لم يكن لهم حضور ملموس في الاجتماعات الاحتجاجية للشعب ضد نظام مبارك خلال شهري كانون الثاني وشباط كما انهم من الناحية الفكرية لايعتقدون بهذا العمل النضالي ( الاحتجاج علی السلطة)، كما انهم لايعتبرون الديمقراطية هدفهم وغايتهم. من هنا ليس عجيباً ان يری الشباب الذين كانوا يعتبرون انفسهم حتی قبل عدة اشهر ابطال الثورة المصرية قد اصبحوا ضحية للعبة السٌيَاسٌيَة. هذا من جهة ومن جهة اخری نلاحظ ان الاسلاميين في عام (2011) يختلفون اساساً مع الاسلاميین ماقبل عام ذلك: فاذا القينا نظرة علی كلمات راشد الغنوشي قائد حزب النهضة الاسلامية الذي احرز حزبه في الانتخابات حوالي 40% من اصوات الشعب، نلاحظ انه هناك تجدد وحركة جديدة في حزب الاخوان وان هذا الحزب يريد أن يقَدُمِ تعريفاً جُدَيَدَاً عن المشاركة والمسؤولية الُسٌيَاسٌيَة؟ فما قاله راشد الغنوشي حول دعم الحقوق الفردية والمدنية وعدم تدخل الحكومة في شؤون حياة الافراد وعن حرية السياحة وتأكيده علی ان الشريعة ليست فقط هو اجراء الحدود والاهتمام بمظاهرالمجتمع، يشير الی ان عقائده وافكاره لاتختلف كثيراً عن اي عرب مسلم علماني آخر. من هنا تمکنت 3 احزاب تونسية معتدلة (احدهم اسلامي والثاني ليبرالي، والثالث يساري) من ان تتفق علی تشكيل ائتلاف واحد بينها. وفي مصر ( ام القری الاسلامية) ايضاً قرر الاخوان المسلمين ان لايدخلوا ميراثهم الفكري في السياسة . من هنا بادروا في البداية بتأسيس حزب ( الِحًرٌية والعدالة ) ووضعوا له نظام داخلي غير فكري لهذا الحزب ثم شاركوا في المنافسات الانتخابية .
لماذا لم يرفع الاسلاميون في مصر وتونس اعلامهم خلال شهري كانون الثاني و شباط؟ الا انهم مع ذلك حصدوا حوالي 40 الی 60 % من الاصوات.. يجيب الاسلاميون انفسهم على هذا السؤال ويقولون بانهم في بداية الثورة من اجل عدم تحريك القوی الكبری وبسبب اجواء الرهاب من الاسلام ( الاسلاموفوبيا) التي هيمنت علی الصعيد الدولي في العقود الاخيرة، لم يكن يرون هناك اي ضرورة لطرح شعاراتهم وان يخرجوا في الشوارع على حدة في اطار جماعة او حزب. علی كل حال تشير الانتخابات التي اجريت في البلدان العربية الثلاثة ( تونس ومصر والمغرب) الی ان غالبية شعوب هذه البلدان تدعم الاسلاميين وهذا ما يوفر للاحزاب الاسلامية فرصة اكبر من بقية الاحزاب لتشكيل الحكومة وقد تحقق هذا الامر علی ارض الواقع في المغرب وتونس. فهل نستطيع ان نطلق علی المرحلة الجُدَيَدَة في العالم العربي بعصر الاسلاميين ؟
يبدو الامر كذلك لكن ينبغي ان نأخذ بنظر الاعتبار نقطتين مهمتين الاولی: هو ان الاتجاه او الاستراتیجية الاسلامية للاخوان في بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين تختلف اختلافاً جدير بالتأمل مع الاتجاه الاسلامي في بلدان الشَرٌقّ الَاوِسًطٌ خلال العقود الماضية، فالاتجاه الاسلامي للاخوان يحاول تقديم تعريف جديد للشريعة في السياسية والحكم. وفي هذا التعريف الجديد نشاهد مفردات جُدَيَدَة مثل التأكيد علی الحقوق المدنية، الِحًرٌيات السٌيَاسٌيَة والاجتماعية، العقيدة پآلديمقراطية، والتعدد الُسٌيَاسٌيَ اكثر من الماضي.
النقطة الثانية: هو ان الاسلاميين جاؤوا الی السلطة من خلال عملية ديمقراطية وهذه العَمِلَيّة سوف لن توفر أي دور تضميني للاحزاب والتكتلات السياسية المختلفة. فكل شيء رهين الادوارالسٌيَاسٌيَة والاقتصادية والثقافية للاحزاب الفائزة .. والديمقراطية سلمُ لايمكن ازالته بعد الفوز بالانتخابات فيسمح لهم پآلبقاء في السلطة الِى فترة طويلة ومهمة الاسلاميین الصعبة في السنوات القادمة هو انقاذ البلد من ظروف الازمة الُسٌيَاسٌيَة والاقتصادية الراهنة، والقيام بأعمال تنال رضی الشعب الذي اختار طريق الاعتراض والاحتجاج و ثار علی النظام و جاء بهم الی السلطة.
ان الاسلاميين العرب قد اعتبروا نموذج حزب العدالة والتنمية قدوة لهم، لكن هل سينجح هؤلاء كنظيرهم التركي في تأمين الرفاه والتنمية والعزة والكرامة لشعوبهم ؟ يبدو ان علينا ان ننتظر وان لانصدر حكماً مسبقاً عليهم.
علی كل حال ورغم كل هذه المخاوف والآمال حول مستقبل الديمقراطية في العالم العربي يمكن القول وبيقين ان العالم العربي قد دخل بعد عام 2011 م مرحلة جديدة، وان الماضي سوف لن يعود وان بعض المفردات مثل مكافحة الظلم والاستبداد والمطالبة بالديمقراطية والمطالبة بالحقوق المدنية والرغبة في اقرار الصلح بين التجددية والتقليدية قد دخلت القاموس السياسي العربي وعلی الحكام من هنا فصاعداً ان يستجيبوا لمطالب الشعب وان يهتموا برأي الناس وبالرأي العام اكثر من قبل، ليستمروا في الحكم، وان يعترفوا بدخول قوة جُدَيَدَة باسم الشعب والناس في مجال المشاركة السٌيَاسٌيَة. كما ان الخبرة والمنطق تح گمآن بأن ترغب الحكومات ذات السيادة الشعبية والديمقراطية علی صعید الُسٌيَاسٌيَة الخارجية بالاستقلال والاستقرار اكثر من الحكومات المستبدة العميلة پآلاجانب.
ترجمة البدیع