بان كي مون ومرسي ينتقدان سياسات إيران
الخميس ٣٠ أغسطس ٢٠١٢
دبي- رويترز - ألقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس المصري محمد مرسي خطابين لاذعين خلال قمة عدم الانحياز التي عقدت في العاصمة الإيرانية طهران مما أضر بسعي إيران لرفع مكانتها الدولية والحصول على تأييد لبّرٌنٌامِجَها النووي وسياستها في سورية.
واضطر الإيرانيون للإصغاء بينما كان بان ينتقدهم بسبب الدعوة إلى محو اسرائيل وإنكار وقوع محارق النازي.
كما لم يتصنع مرسي وهو اول رئيس مصري يزور إيران منذ قيام الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979- في حديثه وحث الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز إلى مساندة السوريين الذين يحاولون الإطاحة پآلرئيس بشار الأسد أقرب حلفاء طهران بين الدول العربية.
ولم تخف الولايات المتحدة واسرائيل غضبهما لقرار بان ومرسي حضور القمة لكن من الممكن أن تبعث كلمتاهما رضا البلدين.
وقال بان في كلمته دون ذكر ايران پآلاسم "أرفض بقوة أي تهديدات توجهها دولة عَضّوِ بتدمير دولة أخرى أو المحاولات المستهجنة لإنكار حقائق تاريخية مثل محارق النازي."
وأضاف "الزعم بأن إسرائيل ليس لها الحق في الوجود أو وصفها بعبارات عنصرية ليس من الخطأ وحسب بل ويقوض المبدأ الذي تعهدنا جميعا پآلحفاظ عليه."
وأبدى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مراراً رفضه لوقوع محارق النازي ووصف اسرائيل هذا الشهر بأنها "ورم سرطاني". وفي 2005 نقل عنه قوله إن اسرائيل يجب "محوها من على الخريطة".
وصورت إيران استضافتها للقمة باعتبارها دليلاً على فشل المساعي الغربية لعزلها ومعاقبتها اقتصادياً بسبب بّرٌنٌامِجَها النووي المثير للجدل.
وقال الزعيم الإيراني علي خامنئي في القمة "شعارنا هو طاقة نووية للجميع ولا أسلحة نووية لأحد... لن تسعى ايران الِى امتلاك أسلحة نووية أبداً ولن تتخلى عن حقها الوطني في الطاقة النووية السلمية."
ويعتقد الغرب أن إيران تسعى سرا للاكتساب القدرة على صنع الاسلحة النووية وهو ما تنفيه طهران.
وفي كلمته انتقد خامنئي مجلس الامن التابع للامم المتحدة ووصفه بأنه غير منطقي وظالم وأنه من بقايا الماضي وتستغله الولايات المتحدة "لفرض أسلوب التنمر الذي تمُارٌسِه على العالم."
وأضاف أن الولايات المتحدة "تتحدث عن حقوق الانسان عندما تعني المصالح الغربية وتتحدث عن الديمقراطية عندما تعني التدخل العسكري في دول أخرى."
ولم يذكر خامنئي الصراع في سورية أو دعم إيران الشديد للأسد الذي يسعى جاهداً للقضاء على الانتفاضة المستمرة منذ 17 شهراً والتي سقط فيها أكثر من 18 ألف قتيل.
وقال مرسي إن التضامن مع "نضال ابناء سورية ضد نظام قمعي فقد شرعيته واجب أخلاقي بمثل ما هو ضرورة سياسية واستراتيجية."
ومضى يقول "علينا جميعا أن نعلن دعمنا الكامل غير المنقوص لكفاح طلاب الحرية والعدالة في سورية وأن نترجم تعاطفنا هذا الى رؤية سياسية واضحة تدعم الانتقال السلمي الِى نظام حكم ديموقراطي يعكس رغبات الشعب السوري في الحرية."
ودفع خطابه الوفد السوري للانسحاب من الاجتماع.
ونقل التلفزيون السوري عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قوله "الوفد السوري انسحب أثناء القاء الرئيس الُسٌابُقُ لقمة عدم الانحياز محمد مرسي لكلمته احتجاجا على مضمونها ثم عاد بعد انتهاء الگلمة."
وقال مرسي "نزيف الدم في سورية في رقابنا جميعا وعلينا أن ندرك أن هذا الدم لا يمكن أن يتوقف بغير تدخل فاعل منا جميعا." وكان يشير فيما يبدو إلى جهود دبلوماسية في ظل رفضه مرارا أي تدخل عسكري في سورية.
وقال مبعوث في الاجتماع لرويترز إن من المقرر أن يعبر البيان الختامي لقمة عدم الانحياز عن القلق العميق من العنف في سورية ودعم جهود الاخضر الابراهيمي مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة للتوسط من أجل حل للصراع.
لكن گلمة مرسي الصريحة أظهرت أنه لن تكون هناك استعادة سريعة للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين والتي انهارت بعد الثورة الإيرانية بسبب دعم مصر للشاه المخلوع ومعاهدة الُسٌلُامً التي وقعتها مع اسرائيل.
وقال شادي حامد من مركز بروكينجز في الدوحة إن مرسي الذي وعد بعلاقات دبلوماسية "متوازنة" أشار من خلال توجهه إلى طهران إلى أنه لن يكون متحالفا مع الولايات المتحدة بشدة كما كان الرئيس الُسٌابُقُ حسني مبارك.
وأضاف "لكن كلمته أظهرت أنه لن يجاري الإيرانيين حتى وإن كان يجلس بجوارهم."
وقالت وكالة الانباء القطرية إن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني الذي يعتقد ان بلاده تسلح مقاتلي المعارضة السورية دعا إلى انتقال للسلطة في سورية عبر اتفاق سياسي.