ابن الفرات Admin
الساعة : عدد المساهمات : 2577 نقاط : 6061 التقيم : 19 تاريخ الميلاد : 06/04/1984 تاريخ التسجيل : 03/04/2012 العمر : 40
| | غرافيتي الحرية» في سورية … معركة الجدران | |
غرافيتي الحرية» في سورية … معركة الجدرانon 22 أبريل, 2012 5:47 م in الأخبار, مقالات منقولة / لا يوجد أي تعليق كتب عامر مطر لصحيفة الحياة تقريرا عن اسبوع غرافيتي الحرية في سوريا ومما جاء في تقريرهبالجمال تُواجه الدبابات
في ظل احتلال الجيش السوري المدن والساحات، بدأت معركة الجدران، و «بالجمال تواجه الدبابات والبشاعة»، كمل يقول أحد فناني الحملة حسين خزام: «احتل النظام المجال العام طوال خمسين سنة، وكانت حيطان البلد حكراً على الحزب وشعاراته، ثم إن رسوم «الفارس الذي ترجل»، و«الدكتور بشار»، و«القائد الخالد»، و«منجزات الحركة التصحيحية المجيدة»، كانت رسوماً رمادية على رغم الألوان الكثيرة المستخدمة فيها». ثورة الجدران إذاً، تمثل عودة اللون إلى اللون، والقطيعة مع الرمادي الواحد، والوجه الواحد، فالجدران في الشوارع، التي يفترض أن تكون للجميع على الإطلاق، عادت الآن لكل الناس. عملت المجموعة على رسم وجوه رموز الثورة السورية، كعبد الباسط ساروت وحمزة الخطيب، وعلى عبارات تطالب بالحرية وتؤكد السلمية ووحدة الشعب السوري ضد المشروع العنيف والطائفي للنظام، بحسب إدارة الحملة. واللافت أن الاسم الذي طرح للحملة في البداية كان «أسبوع الغرافيتي العنيف»، التزاماً للتسمية الأصلية، لكن حجم العنف الموجود في سورية كبير جداً، فتغيّر الاسم خوفاً من نفور الناس، خصوصاً أن نشاطات الحملة تستهدف في شكل أساسي الفئات التي لا تؤمن بالعنف، بل لا تجده سبيلاً للحل في سورية. وفي النهاية، شارك كثيرون في الحملة لأنهم معنيون فعلاً بتعزيز ثقافة الاحتجاج السلمي التي يعتبرون أنها لم تستنفد فرصها وأدواتها على رغم مرور أكثر من سنة على الثورة وسقوط أكثر من عشرة آلاف قتيل وتهجير مئات الآلاف. ثورة في الفن وعليه يرى حسين خزام أن «الغرافيتي ثورة في الفن وعليه، فن الصالات المغلقة والغاليري، ضد نخبويته وتوجهه الى فئة دون أخرى قد تُرى أنها غير حسّاسة كفاية للفن الصعب». فن الشارع ملك الجميع، يتذوقه الناس جميعاً، كل على طريقته، وخلال مروره اليومي في الشارع. قد يعجبهم، وقد لا يوافقون على مضمونه، لكنهم قطعاً يتفاعلون معه. يستطيع فنانوه تنفيذه بلا إذن من أحد، حتى السلطة التي يتحايل عليها الرسامون فيعملون بسرعة وفي أوقات معينة، غالباً تحت جنح الظلام. لا أحد يقرر جودة العمل أو أهليته للعرض، هو فقط موجود، و «استهلاكه» متاح لمن يرغب. يدعو فنان الغرافيتي، على طريقته، الجمهور بكل فئاته وأعماره إلى معارض في الشوارع، تبث هواجس الفنان ورؤيته، ويريدها أن تحاكي في الوقت ذاته هموم الناس وتتفاعل مع قضاياهم وتخاطب كل حساسية فنية ومخيلة فوتوغرافية مهما كانت درجة «تدريبها» و «تعليمها». هذا ما يحاول الأسبوع تحقيقه، وتحويل سورية إلى معرض فني مفتوح ودائم، كتحدٍّ لخمسة عقود من فن حزب البعث الجداري، المُختزل بصورة واحدة لوجه الرئيس السوري الراحل حافظ أسد ووريثه في الحكم، إضافة إلى شعارات تقدسهما. أما طارق الغوراني، فيشرح مفهومه عن الغرافيتي بأنه «إحدى أهم طرق التعبير، بدايته من بداية البشرية، قبل وجود اللغة، وللصورة دور كبير في نقل الأفكار إلى الناس بسهولة ومباشرة». ويضيف: «نحلم بأن ننتقل بهذا الفن إلى كل دول الربيع العربي، حتى الدول التي لم تصل اليها رياح التغيير، من خلال الجدران، أو ربما تنظيف الشوارع من الشتائم التي ملأت الجدران، كما في اليمن وسورية». يسعى طارق وزملاؤه إلى إظهار الاحتجاج السلمي في سورية، بعد تغييب الكثير من القنوات التلفزيونية، حتى الداعمة للانتفاضة، نشاطات سلمية كثيرة أبدعها الشعب السوري، ما يرسّخ في الأذهان عسكرة الثورة وحصرها في التظاهرات والقتلى، وهذا ما يسعى هؤلاء الشباب إلى تغييره. وهذه الخطوة جزء من سلسلة طويلة من النشاطات الفنيّة السلمية، كاحتفالية الشارع السوري أخيراً، ونشاطات روزنامة الحرية وغيرها من مجموعات الاحتجاج اللاعنفي. قد يؤدي ضبط أي ناشط يبخ كلمة حريّة على جدار ما في سورية، إلى قتله أو اعتقاله، فالغرافيتي في نظر النظام جريمة، لكن مبدعيه يناضلون على طريقتهم، ويخاطرون من أجل حبر ملون على الحائط يرون أنه أجدى من السلاح.
| |
|