محمد ابن الفرات ديري مشارك
الساعة : عدد المساهمات : 30 نقاط : 90 التقيم : 0 تاريخ الميلاد : 17/10/1991 تاريخ التسجيل : 25/04/2012 العمر : 33
| موضوع: تتمتع مدينة دير الزور منذ القديم بمكانة متميز الجمعة أبريل 27, 2012 3:45 pm | |
| تتمتع مدينة دير الزور منذ القديم بمكانة متميزة لوقوعها على شاطئ الفرات الأوسط بين بادية الشام والجزيرة الفراتية ‘ وهي ملتق طرق عدة ومحطة للقوافل بين العراق والشام ‘ وهي بحد ذاتها ميناء نهري على الفرات ووسط قبائلي منذ عصور عدة وسوق تجارية لها إلى اليوم ‘ ومصنع ومركز إشعاع فكري على ضألته . مضى على الديريين في بلدهم زمن طويل وهم يتكلمون بلهجة عربية قديمة واضحة تخلو من عيوب النطق التي عرفت بها بعض اللهجات العربية ليست لهجة قبيلة معينة تختلف اختلافا كبيرا عن اللهجات العربية السائدة في العراق وفي المدن السورية ‘وتختلف عن لهجات القبائل الفراتية القاطنة بمنطقة دير الزور سواء البدوية أو الريفيه برغم الاختلاط الدائم بين الديريين وأفراد هذه القبائل في المدينة والريف والبادية احتفظت اللهجة الديرية بأصولها ولم تتأثر باللهجات حولها ‘ وإن كان هناك قدر من اللألفاظ المشتركة بين اللهجة الديرية وغيرها من اللهجات العربية القريبة لم يؤثر خضوع الديريين للأتراك في اللهجة ‘ لقد دخلت ألفاظ تركية قليلة إلى الديرية ‘ ولكنها سرعان ماانقرضت بعد خروج الأتراك من هذه البلاد لأن الوسط الديري وسط قبائلي ‘ وبؤرة اللغة الديرية الوسط النسائي لندرة اختلاطه ‘ اللهجة الديرية بعيدة عن التكلف والتصنع ‘ أبرز مايلاحظ غيها نطق ( الكاف ) ( جيما معطشة ) مثال ( كانت ) ( تلفظ جانت ) و ( شجاحي ) على أن ذلك ليس دائما وإنما في مواضع ‘ وتنطق ( القاف ) ( قافا يمانية ) مثال ( القاع ) (تلفظ - الكاع ) ولا يسقط الديريون الإعراب في قسم من الكلام ‘ ويشتق الديريون أفعالا من الألفاظ المعربة أو الدخيلة ولقد أنشأ الديريون منذ القديم فنونا من الأدب الشعبي مازالت حية غير مدونة ‘ وإذا أحصينا مفردات اللهجة الديرية وصنفناها من حيث المعاني البائية والحضارية لوجدناها وافرة تجمع بين الطورين وهي عربية نجدها في النصوص القديمة في شعر شعراء العهد الأموي والعهد العباسي من مختلف القبائل العربية‘ وتعود وفرة هذه الكلمات في اللهجة الديرية إلى كون الديريين من قبائل عربية متعددة معروفة وإلى كثرة القبائل العربية في بادية الشام والجزيرة الفراتية التي اختلط اليريون بها واختلطت بهم منذ القديم إلى اليوم ‘ وليست تلك القبائل بدوية خالصة ‘ وإنما كان لها حظ كبير من الحضارة لاختلاطها بمدن الفرات والشام والجزيرة الفراتية ‘ وحسبك أن تعرف أن كثيرا من شعراء العربية في كل العصور كانوا إما من هذه القبائل التي جاورت منازلها ديرالزور أوممن أمت هذه المنطقة ‘ وقلما تجد شاعرا من شعراء العربية الأقدمين إلا ومر أو أقام في هذه المنطقة مدة قصيرة أو طويلة ‘ لقد أنشد في هذه المنطقة شعر عربي كثير ‘ أنشده أصحابه في مجالس (هشام بن عبد الملك في الرصافة ) وفي (مجالس الرشيدفي الرقة ) وفي ( مجالس زفر بن الحارث الكلابي في قرقيسا ( البصيرة ) ) وفي ( مجالس مالك بن طوق في الرحبة ( الميادين ) ) وهذه المناطق جميعها من مدن منطقة الفرات ( منطقة ديرالزور ) وقد تأثرت اللهجة اليرية بهذا الشعر الكثير الذي كان ينشد في ربوعها ويحفظه سكان المنطقة لأهميته وجودته ليس بمستغرب أن يكون للديريين لهجة خاصة وهو الواقع فقد كانت العرب تتكلم بلهجات عدة مختلفة حتى قيل إنه ( توجد خمسون لهجة ) من لهجات القبائل العربية وهو شأنها اليوم ولاصحة لوجود الفصحى في الأساس وإنما هي لهجة سادت بفعل عوامل عدة ونتساءل بأية لهجة من تلك اللهجات تكلم الديريون ؟ ليست لهجة معينة من تلك اللهجات فلم يكن سكان الدير قبيلة واحدة منعزلة لتكون لها لهجة واحدة معروفة‘ ومن الثابت أن أكثر الديريين عرب من قبائل معروفة ممن سكنت بادية الشام والجزيرة الفراتية أتتهما من نجد والحجاز في موجات متتايعة وأزمان متباعدة ولقد تكونت اللهجة الديرية من جميع لهجات تلكالقبائل التي مازالت بقايا منها إلى اليوم في ربوع الفرات والجزيرة الفراتية ‘ وهم ( عدنانية - وقحطانية ) والقبائل التي نزلت لمنطقة ديرالزور ظلت بعيدة عن الأعاجم ‘ مما حفظ للديريين لهجة عربية واضحة دقيقة غنية بمفرداتها وتعابيرها ‘ صقلها الزمن وليست لهجات العرب واحدة من حيث الفصاحة الغنى‘ وإنما هي مافاوتة تفاوتا كبيرا في ذلك قال ( أبو عمرو بن العلاء ) ك أفصح العرب عليا هوزان وسفلى تميم وليس هؤلاء من قريش وفضل علماء اخرون اهجات خذيل ثقيف وجرم على سائر اللهجات الأخرى في الفصاحة ‘ وعدوا قبائل خوزان وتميم وأسد من أفصح القبائل ‘ ولذلك قصدها اللغويون للأخذ منها . وكان المحكمون في سوق عكاظ في العادة من تميم لتفوقها بصناعة الكلام لامن قريش لقد عني عدد من المستشرقين بلهجات القبائل العربية .فرأى ( نولدكيه ) أن الفروق بين اللهجات في الحجاز ونجد والمناطق المتأخمة للفرات لم تكن كبيرة وأن اللغة الفصحى بنيت على جميع هذه اللغات وذهب (جويدي ) إلى اللغة الفصحى هي مزيج من لهجات تكلم بها أهل نجد والمناطق المجاورة لها وأنما لمتكن مععينة ورأى (نلينو ) أن اللغة العربية الفصحى تولدت من إحدى اللهجات النجدية وتهدبت في كندة فأصبحت اللغة العربية الفصحى وعزا سبب ذلك إلى أن العربية هي لهجة ( أعراب نجد واليمامة) و رأى ( فيشر ) أن الفصحى لهجة خاصة ويرجح البعض أن عرب الشام كانوا يتكلمون بلهجة قريبة هم الفرات السوري وهي لهجة القران الكريم هذا ما استطعة أن أبحث فب هذة الهجة الديرية الشاعرالفراتي خالد عبدالجبارالفرج | |
|