فارسات الشعر الشعبي في دير الزور الشعر الشعبي

فارسات الشعر الشعبي في دير الزور
الشعر
الشعبي : في محافظة دير الزور له جذور موغلة في القدم سبب تكوين مجتمع هذه
المحافظة مجتمع بدوي تحضر معظمه مع مرور السنين واستيطان الوافدين
إليه من المجتمعات المتحضرة مجتمع انتقل بفعل الظروف المتعددة الاسباب من
حياة البداوة والترحال إلى حياة التحضر والاستقرار وما بين تلك الصحراء
المترامية وشاطئ الفرات العظيم ترك لنا لأقدمون تراثاً شعبياً أدبياً
تناقلته لألسن طويلاً ومازالت الشفاه ( تترنم به – أو تتعزى به - أو
تتفاخر به – أو تتهاجى به )
إن طابع الفرح يختل مساحة ضيقة من فضائه الرحب لأن الحزن والمآسي والنكبات منذ القديم مازالت تعشش ذاكرها في نفوس أبناء المحافظة
أبناء المحافظة يمتازون ( بجلد غريب وصبر عند الشدائد وطبع نزق ومزاج عصبي محشو بالبارود وذكاء حاد وقناعة لا توصف )
والحرص
على الأعراف والعادات التي كان عليها الآباء والأجداد برغم تملكهم الثقافة
بكافة صنوفها وارتقاء أذواقهم ورقة مشاعرهم باقون على الفطرة والبساطة
التي كانوا عليها منذ مئات السنين متمسكون بالأخلاق والخصال والصالح
والطالح
1- خرمة السليمان : الشاعرة الشعبية خرمة بنت سليمان الحمد في
عام 1800م ولدت في أحد أزقة دير العتيق بدير الزور ونشأت كما نشأ جيلها
بين الفقر والجهل والانطواء لم يكن ببدير الزور كلها مدرسة واحدة
كانت
خرمة في عنفوان شبابها وفي عقدها الثالث حيث رزقها الله ولداً سمته (
رزوق ) وكبر ولدها وقارب سن الشباب فاختطفته يد المنون وبموت هذا الغلام
تفتقت شاعرية المرأة فرثته من سويداء قلبها
لقية شاعرة البكاء والخنساء الفراتية
رتة رزوق وقالت فيه
حلو رزوك لو جاني يتمشى
شك بحزامو ساعة وممشه
يايما على عينوا تغشى
على الروحو عزيز ينام بالتربان
****
غراب البين جاني بشهر شوال
بعد ماطاب جرحي عادة شوال
علامك ياشهر ياشين ياول
تالي هالشهر خاطف الصبيان
****
رحم
الله هذه الشاعر التي ذاع صيتها في بعد في عموم وادي الفرات العظيم التي
تركت موروث شعبي من هذا اللون للشعر الشعبي المفعم بالحزن والبساطة التي
لازلنا نتفال من ما فاضة هذه المرأة الفراتية
2-ابتسم رشيد برغوث :
مواليد دير الزور عام 1945م تحمل شهادة الثانوية العامة ودبلوم أهلية تعليم
ابتدائي كانت أولى محاولاتها الشعرية منذ أن ألم المرض العضال بزوجها
المرحوم ( أبو عارف ) حيث كان أول عيد يمر به وهو مريض شاركت في عدة
مهرجانات وأمسيات شعرية وأدبية
وأول قصيدة لها عن مرض زوجها
صباح الخير يوجه الخير
عساك اليوم متعافي
يراودني أمل بالله
تكولن للوجع كافي
أبيع الروح إذا مرة
تكول أسمي وتناديني
إذا مرة تشيل أيدك
تكفكف دمعة عيوني
****
عاشت معاناة مريرة مضنية في مرض زوجها الذي كان كل حياتها فأقعدة المرض طريح الفراش لا حركة ولا كلاما ً
قلت الأديبة
علينا نبوح السر
وصعب والله يمسنا الضر
وصعب أكثر نذوك المر ونتبسم
قلت عني العطر لو فاح
وعلى صدري كنت ترتاح
قضيت وياك أحلى أيام
شفت بيها ورد وأحلام
قلت أني أبد ما أنظام
وعلى صدرك لظل وسام
****
لها مجموعتنا من الشعر الشعبي بعنوان ( معاتبة الليل ) والثانية بعنوان ( ساغة صفر )
أمد الله في عمرها لتقدم مزيداً من العطاء ولها الود الصديقة العزيزة أم عارف
3-
تماضر أحمد الحسين الموح : ولدت في دير الزور عام 1964م أحبت الكتب منذ
طفولتها نشأت في أحضان جدها فنمت فيها بذور الأدب في سن مبكرة حيث شاركت في
المهرجانات في القطر وكتبت أول عمل إذاعي هو (الجناح المكسور )
كتبت
الشعر العمودي والتفعيلة والشعر الشعبي بدأت بالكتابة للتلفزيون بعد وفاة
والدها الأديب المرحوم أحمد الحسين الموح لها ( هكذا يكون الحب – فيضة
الكيصوم =الخنساء الزبيدية –بير عايض)
ومجموعة شعر شعبي ( مواويل فراتية ) والثاني ( حنين الروح )
وما زالت تتابع أعمالها الأدبية أمد الله بعمرها
قد يكون غاب عني بعض من الفارسات الفراتية ارجوا من لديه معلومة في هذا الموضوع يضيف مشكوراً
الشاعر الفراتي
خالد عبد الجبار الفرج