منتدى دير الزور
عزيزي الزائر الكريم .. زيارتك لنا أسعدتنا كثيراً .. و لكن لن تكتمل سعادتنا إلا بانضمامك لأسرتنا .. لذا نرجوا منك الضغط على زر التسجيل التالي من فضلك
واملىء حقول التسجيل ،ملاحة ضع بريد صحيحا لتفعيل عضويتك من بريدك الشخصي
بعد التسجيل تصلك رسالة بريدية على بريدك الشخصي تجد فيها تعليمات تفعيل العضوية
وشكرا
مع تحيات ادارة منتديات دير الزور
منتدى دير الزور
عزيزي الزائر الكريم .. زيارتك لنا أسعدتنا كثيراً .. و لكن لن تكتمل سعادتنا إلا بانضمامك لأسرتنا .. لذا نرجوا منك الضغط على زر التسجيل التالي من فضلك
واملىء حقول التسجيل ،ملاحة ضع بريد صحيحا لتفعيل عضويتك من بريدك الشخصي
بعد التسجيل تصلك رسالة بريدية على بريدك الشخصي تجد فيها تعليمات تفعيل العضوية
وشكرا
مع تحيات ادارة منتديات دير الزور
منتدى دير الزور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لا للظلم لا لسرقة أحلام الشعب السوري لا لسرقة خيرات الشعب السوري لا لسرقة عرق الشعب السوري لا لسرقة دماء الشعب السوري لا لحكم الأسرة الواحدة لا لآل الأسد الحرية لشعبنا العظيم و النصر لثورتنا المجيدة المصدر : منتديات دير الزور: https://2et2.yoo7.com
 
الرئيسيةمجلة الديرأحدث الصورالتسجيلدخولمجلة الديرزخرف نيمك الخاص بالفيس بوكأضف موقع

مساحة اعلانية
مساحة اعلانية Check Google Page Rank منتديات دير الزور 3 بيج رنك

 

  عمق التوحيد والعقيدة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
abdelwahab
ديري عتيق
ديري عتيق
avatar


الساعة :
دعاء
عدد المساهمات : 118
نقاط : 247
التقيم : 3
تاريخ الميلاد : 19/05/1991
تاريخ التسجيل : 25/04/2012
العمر : 32

 عمق التوحيد والعقيدة  Empty
مُساهمةموضوع: عمق التوحيد والعقيدة     عمق التوحيد والعقيدة  Icon_minitimeالأربعاء مايو 02, 2012 6:20 am


التصنيـف العـام > التوحيد والعقيدة
 عمق التوحيد والعقيدة  Paper بيانات الكتاب ..
العنوان زبدة التوحيد
المؤلف نعمان بن عبد الكريم الوتر
نبذة عن الكتاب
تاريخ الإضافة 2-6-1433
عدد القراء 626
رابط القراءة  عمق التوحيد والعقيدة  Msword << اضغط هنا >>
رابط التحميل  عمق التوحيد والعقيدة  Zip << اضغط هنا >>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdelwahab
ديري عتيق
ديري عتيق
avatar


الساعة :
دعاء
عدد المساهمات : 118
نقاط : 247
التقيم : 3
تاريخ الميلاد : 19/05/1991
تاريخ التسجيل : 25/04/2012
العمر : 32

 عمق التوحيد والعقيدة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمق التوحيد والعقيدة     عمق التوحيد والعقيدة  Icon_minitimeالأربعاء مايو 02, 2012 6:22 am

زبدة


التـوحيـد











تأليف








نعمان بن
عبد الكريم الوتر






تقديم








فضيلة القاضي العلامة محمد بن إسماعيل
العمراني




















مقدمة فضيلة
القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني حفظه الله.



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وحده,
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, وعلى آله وصحبه وجنده وبعد:


فهذا كتاب زبدة
التوحيد الذي دبجه يراع الشيخ العلامة [1]
نعمان بن عبد الكريم الوتر؛ من أفضل ما أُخرج للناس من المؤلفات, إن لم يكن أفضلها[2],
وكيف لا يكون أفضلها وموضوعه أشرف المواضيع, إذ موضوعه هو توحيد الباري عز وجل,
والتوحيد هو أهم شيء, وأعظم شيء, لأن العقيدة مقدمة على كل علم.


فجزى الله المؤلف
خيراً ورضي الله عنه, وزاد في الشباب العلماء العاملين من أمثاله آمين اللهم آمين,
وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.





شوال
سنة1431هـ سبتمبر 2010م


محمد بن إسماعيل العمراني.






































بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين,
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وبعد:


فهذا كتاب زبدة التوحيد
كتبته أرجو به النجاة في الدنيا والآخرة على غرار كتاب التوحيد لشيخ الإسلام
الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب النجدي رحمه الله الذي لا أعلم له نظيراً في
بابه, وقد جعل الله لهذا الكتاب قبولاً عظيماً, ودفع الله به عن كثير من أهل الأرض
شراً عظيماً, وتربى عليه أجيال ثم أجيال, وحفظه الكبار والصغار, وشرحه كبار علماء
العصر ومن قبلهم [3] ( ومن سن
سنة حسنة كان له أجرها وأجر من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ).


وقد اعتنيت في كتابي
هذا بما اعتنى به ذلك الإمام من بيان أنواع التوحيد وما يضاده, بل ترجمت لبعض
الأبواب بمثل تراجمه, وأوردت كثيراً من الأدلة التي أوردها, وزدت في تلك الأبواب ما
رأيته مناسباً من الأدلة, ونقصت واعتنيت بترتيبه قدر المستطاع, وجئت بأبواب جديدة
تدعو الحاجة في الوقت الحاضر لإيرادها حماية لجناب التوحيد وأهله, والله من وراء
لسان كل عبد وقلبه, ولِيُعلم أن الدعوة إلى التوحيد والسنة المحضة ديدن أهل السنة
جميعاً وإن اختلفت بلدانهم وألوانهم وألسنتهم وأزمانهم, فإنهم ينهلون من معين واحد
الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة:


إن يختلف ماء الوصال فماؤنا عذب تحدر من غمام واحد


أو يختلـف نسب يؤلـف بيننـا ديـن أقـمـنـاه مقــام الوالـد


أسأل الله العظيم رب
العرش الكريم أن يجعله خالصاً لوجهه, وأن ينفع به كما نفع بأصله, وأن يجعل له
القبول, إنه خير مسئول ومأمول وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه.














باب ما جاء في توحيد الربوبية





وقول الله تعالى { الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } وقوله
تعالى {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ }الزمر62 وقوله تعالى { إِنَّ رَبَّكُمُ
اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ
اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ
إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ }وقوله
تعالى { قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ
السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ
الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ
أَفَلاَ تَتَّقُونَ}.


وقوله تعالى {اللَّهُ
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ
فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ
رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ
إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ }.


فتوحيد الربوبية هو
إفراد الله بالخلق والملك والتدبير ونحو ذلك من معاني الربوبية.








باب ما جاء في توحيد الألوهية





وقول الله تعالى {وَلَقَدْ
بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ
الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ
الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ
الْمُكَذِّبِينَ }.


وقوله تعالى {وَمَا
أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ
إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }.


وقوله تعالى {وَاسْأَلْ
مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ
آلِهَةً يُعْبَدُونَ }.


وكان كل رسول يفتتح
دعوته لقومه بقوله { اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ }.


وقوله تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ
الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.


عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


( الأنبياء إخوة
لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد ).


أخرجه البخاري برقم 3443 ومسلم برقم 2365.


فتوحيد الألوهية هو
إفراد الله بالعبادة فلا يصرف شيء منها لملك مقرب ولا نبي مرسل ولا لغيرهما من
الإنس والجن والأشجار والأحجار.







باب ما جاء في توحيد الأسماء والصفات


باب ما جاء في أسماء الله





وقول الله تعالى {وَلِلّهِ
الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي
أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} وقوله تعالى {قُلِ ادْعُواْ
اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء
الْحُسْنَى }.


وقوله تعالى { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ
الْأَسْمَاء الْحُسْنَى}.


وقوله تعالى {هُوَ
اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ
الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ
الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ
الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ
الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }.


عن أبي هريرة رضي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:


( إن لله تسعة وتسعين
اسماً مئة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة ).


أخرجه
البخاري برقم 7392 و مسلم برقم 2677.


وعن عبد الله بن
مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


( ما أصاب أحداً قط
همٌ ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك ابن عبك ابن أمتك, ناصيتي بيدك, ماضٍ فيّ حكمك,
عدل فيّ قضاؤك, أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك, أو علمته أحداً من خلقك, أو
أنزلته في كتابك, أو استأثرت به في علم الغيب عندك, أن تجعل القرآن ربيع قلبي,
ونور صدري, وجلاء حزني, وذهاب همي, إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحاً.


قال: فقيل: يا رسول
الله ألا نتعلمها؟


فقال: بلى ينبغي لمن
سمعها أن يتعلمها ).


أخرجه أحمد في المسند ( 1/ 391/3712).


وحقيقة هذا الباب أن
لا نسمي الله إلا بما سمى به نفسه أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم, لا نتجاوز
القرآن والحديث, ولا نلحد في أسماء الله.








باب ما جاء في صفات الله





وقول الله تعالى {وَلِلّهِ
الْمَثَلُ الأَعْلَىَ } وقوله تعالى { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ
البَصِيرُ }.


عن عائشة رضي الله
عنها قالتSad بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً على سرية وكان يقرأ لأصحابه
في صلاته فيختم بقل هو الله أحد, فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم
فقال:


سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟
فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها.


فقال النبي صلى الله
عليه وسلم: أخبروه أن الله يحبه ).


أخرجه
البخاري برقم 7375 ومسلم برقم 813 .


وهذا الباب يرتكز
على ثلاث أسس:



الأول: الإثبات
بلا تمثيل.



الثاني: التنزيه
بلا تعطيل.



الثالث: قطع الطمع
عن إدراك كيفية صفات الله.



وقد سئل الإمام
مالك رحمه الله: الرحمن على العرش استوى, كيف استوى؟



فأجاب: الاستواء
معلوم, والكيف مجهول, والإيمان به واجب, والسؤال عنه بدعة.



وحقيقة هذا الباب أن
لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم, من غير
تحريف ولا تعطيل, ومن غير تكييف ولا تمثيل, لا نتجاوز القرآن والحديث.








باب شيء من صفات الله





صفة العلو:


قال الله تعالى {وَهُوَ
الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } وقال تعالى { أَأَمِنتُم
مَّن فِي السَّمَاء}.


وعن معاوية بن الحكم
السلمي أن رسول الله قال للجارية: أين الله؟


قالت: في السماء.
قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله.


قال: أعتقها فإنها
مؤمنة.


أخرجه مسلم برقم 537 .


صفة الاستواء:


{ الرَّحْمَنُ عَلَى
الْعَرْشِ اسْتَوَى} في سبعة مواضع في كتاب الله.


صفة الكلام:


قال الله تعالى: {وَإِنْ
أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ
اللّهِ } وقال تعالى { يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ }.


صفة اليدين:


قال الله تعالى {وَقَالَتِ
الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا
قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ } وقال تعالى {قَالَ
يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ }.


عن عبد الله بن عمرو
رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


( إن المقسطين عند
الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين, الذين يعدلون في حكمهم
وأهليهم وما ولوا ).



أخرجه مسلم برقم 1827.


صفة النزول:


عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


( ينزل ربنا تبارك
وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني
فأستجيب له ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له ).


أخرجه البخاري برقم1145 ومسلم برقم 758.








صفة الرؤية:


قال الله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى
رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } وقال تعالى {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ
الأَبْصَارَ }.


وعن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: ( قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟


قال: هل تضارون في
رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة؟ قالوا: لا.


قال: هل تضارون في
رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة؟ قالوا:لا.


قال: فو الذي نفسي
بيده لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما ).


أخرجه البخاري برقم 6573 و مسلم برقم 2968
واللفظ له.


صفة الرحمة:


قال الله تعالى {وَرَبُّكَ
الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ } وقال تعالى {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ
فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ } الآية .


وقال تعالى {رَبَّنَا
وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً }.


عن عمر رضي الله عنه قال: قُدم على النبي صلى
الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأة من السبي تبتغي إذا وجدت صبياً في السبي أخذته
فألصقته ببطنها وأرضعته, فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلمSad أترون هذه
المرأة طارحة ولدها في النار؟


قلنا: لا والله وهي
تقدر على أن لا تطرحه.


فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: لله أرحم بعباده من هذه بولدها ).


أخرجه البخاري برقم 5999 ومسلم برقم 2754.


وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل ).


أخرجه البخاري برقم6013 ومسلم برقم 2319.




















باب لا يعلم الغيب إلا الله





وقول الله تعالى {وَعِندَهُ
مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ
وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي
ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }.


وقال تعالى {قُل لَّا
يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا
يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ }.


وقال تعالى { قَالُواْ
سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ
الْحَكِيمُ}.


وقال تعالى {وَلَوْ
كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ
السُّوءُ }. وقال تعالى {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ
عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ
تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي
الْعَذَابِ الْمُهِينِ }.


ومن هذه الآيات تعلم
أن الأنبياء والملائكة والجن لا يعلمون الغيب, ولا يعلمه أحد من الخلق في السماوات
ولا في الأرض.


عن عبد الله بن عمر
رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :


( مفاتح الغيب خمس لا
يعلمها إلا الله لا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله, ولا يعلم ما في غد إلا الله,
ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله, ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله, ولا
يعلم متى تقوم الساعة إلا الله ).



أخرجه البخاري برقم
7379.


وبهذا تعرف كفر من
ادعى علم الغيب, وكفر من زعم أن الأئمة والأولياء يعلمون ما كان وما يكون, وأنه لا
يخفى عليهم شيء, وأنهم يعلمون متى يموتون, وأنهم لا يموتون إلا باختيارهم.




















باب قول الله تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ
وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون)





وقوله تعالى { وَقَضَى
رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ } وقوله تعالى { إِيَّاكَ نَعْبُدُ
وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وقوله تعالى {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ
شَيْئاً }.


عن معاذ بن جبل رضي الله
عنه قال: كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له عُفير.قال: فقال:
( يا معاذ! أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ قال: قلت: الله
ورسوله أعلم.


قال: فإن حق الله على
العباد أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئاً. وحق العباد على الله عز وجل أن لا
يعذب من لا يشرك به شيئاً. قال قلت: يا رسول الله! أفلا أبشر الناس؟ قال: لا
تبشرهم فيتكلوا ).


أخرجه البخاري برقم 2856 ومسلم برقم 30.


قال شيخ الإسلام كما في الفتاوى الكبرى (2/304): العبادة اسم
جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.اهـ





باب في أركان العبادة





الركن الأول: غاية
الحب.



قال تعالى { فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ
يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } وقال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن
دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ
أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ }.


الركن الثاني:
الخوف المجرد من القنوط.



قال تعالى {إِنَّمَا
ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن
كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } وقال تعالى {فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ } وقال تعالى {إِنَّمَا
يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء }.


الركن الثالث:
الرجاء المقرون بالعمل.



قال تعالى {إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ
أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } وقال تعالى {أُولَـئِكَ
الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ
وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ
مَحْذُوراً } وقال تعالى { َمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ
عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً }.


فالرجاء يستلزم الخوف
ولولا ذلك لكان أمناً, والخوف يسلتزم الرجاء ولولا ذلك لكان قنوطاً ويأساً. قال
تعالى {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ
الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ
وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } وقال
تعالى {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً
وَطَمَعاً }.


قال شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه الله كما في الفتاوى الكبرى (2/332): قال من قال من السلف: من عبد الله
بالحب وحده فهو زنديق, ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري, ومن عبد الله بالرجاء
وحده فهو مرجئ, ومن عبد الله بالحب بالخوف والرجاء فهو مؤمن موحد.اهـ








باب ما جاء في التوكل





وقول الله تعالى { وَعَلَى
اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } وقوله تعالى {وَتَوَكَّلْ عَلَى
الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ } وقوله تعالى {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ
الرَّحِيمِ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } وقوله تعالى {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى
اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }.


عن ابن عباس رضي الله
عنه قال: { حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } قالها إبراهيم عليه السلام حين
ألقي في النار, وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا:{ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ
إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.



أخرجه البخاري برقم
4563.


وعن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لو أنكم كنتم توكلون على
الله حق توكله لرزقكم كما يرزقك الطير تغدوا خماصاً وتروح بطاناً ).



أخرجه الترمذي برقم 2344
وصححه العلامة الألباني رحمه الله.


وعن أنس رضي الله عنه
قال:


( كان أخوان على عهد
النبي صلى الله عليه وسلم, فكان أحدهما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم والآخر
يحترف, فشكى المحترف أخاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لعلك ترزق به).


أخرجه الترمذي في سننه برقم 2345 وصححه
العلامة الألباني رحمه الله.


وحقيقة التوكل: صدق
اعتماد القلب على الله في جلب المنافع ودفع المضار مع الأخذ بالأسباب المأذون بها
شرعاً.








باب الدعوة إلى التوحيد





وقول الله تعالى {
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا
وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ
يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ
فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } وقوله تعالى { قُلْ هَـذِهِ
سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي
وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }.


وعن ابن عباس رضي
الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذاً إلى اليمن قال:


( إنك تقدم على قوم
أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عز وجل ) الحديث.


أخرجه البخاري برقم 7371ومسلم برقم19.


وفي رواية للبخاري
برقم2448 ومسلم برقم19:


( إنك ستأتي قوماً من
أهل الكتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول
الله, فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم
وليلة, فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم
فترد على فقرائهم, فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم, واتق دعوة المظلوم
فإنه ليس بينه وبين الله حجاب ) واللفظ للبخاري.


وعن سهل بن سعد رضي
الله عنه أن رسول الله صلى الله وسلم قال يوم خيبرSad لأعطين هذه الراية غداً رجلاً
يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه
الله ورسوله.


قال: فبات الناس
يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها, فلما أصبح الناس غدو على رسول الله صلى الله عليه وسلم
كلهم يرجو أن يعطاها فقال:


أين علي بن أبي طالب؟
فقيل: هو يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا إليه.


فأتي به فبصق رسول
الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه
الراية, فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: أنفذ على رسلك
حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه, فوالله
لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم ).


أخرجه
البخاري برقم4210 ومسلم يرقم 2406.


وفي رواية لمسلم:


قال عمر بن الخطاب
رضي الله عنه: (ما أحببت الإمارة إلا يومئذ, قال: فتساورت لها رجاء أن أدعى لها ).








باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب





وقول الله تعالى { الَّذِينَ آمَنُواْ
وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم
مُّهْتَدُونَ }.


عن عبادة بن الصامت
رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:


( من شهد أن لا إله
إلا الله وأن محمداً رسول الله حرم الله عليه النار ).



أخرجه مسلم برقم 29.


وعنه رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


( من قال أشهد أن لا
إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله وابن أمته وكلمته ألقاها
إلى مريم وروح منه, وأن الجنة حق وأن النار حق أدخله الله الجنة من أي أبواب الجنة
الثمانية شاء ).


أخرجه البخاري برقم 3435 ومسلم برقم 28.


وعن أنس بن مالك رضي
الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:


( قال الله تبارك
وتعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي, يا
ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي, يا ابن آدم إنك
لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة ).



أخرجه الترمذي برقم 3540 وصححه العلامة الألباني
رحمه الله.


وعن أبي ذر رضي الله
عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم:


(أتاني جبريل عليه
السلام فبشرني أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة. قلت: وإن زنى
وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق ).



أخرجه البخاري برقم 1237 ومسلم 153.








باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب





وقول الله تعالى { إِنَّ
إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ }.


عن ابن عباس رضي الله
عنهما قال: ( لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم جعل يمر بالنبي والنبيين ومعهم
القوم, والنبي والنبيين ومعهم الرهط, والنبي والنبيين وليس معهم أحد, حتى مر بسواد
عظيم قد سدّ الأفق من ذا الجانب ومن ذا الجانب, فقيل: هؤلاء أمتك وسوى هؤلاء من أمتك سبعون ألفاً يدخلون الجنة
بغير حساب, فدخل ولم يسألوه ولم يفسر لهم, فقالوا: نحن هم, وقال قائلون: هم أبناء
الذين ولدوا على الفطرة والإسلام. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هم الذين
لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون, فقام عكاشة بن محصن فقال:
أنا منهم يا رسول الله؟ قال: نعم.


ثم قام آخر فقال :
أنا منهم ؟ فقال: سبقك بها عكاشة ).


أخرجه الترمذي برقم 2446 وصححه الألباني
وأصله في الصحيحين.








باب ما جاء في إخبار النبي صلى الله عليه
وسلم بأن الشرك سيظهر في هذه الأمة بعد إخفائه واندحاره.





وعن أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لتتبعن سنن من كان قبلكم
شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا في جحر ضب لاتبعتموهم. قلنا يا رسول الله
اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ ).



أخرجه البخاري برقم 7320
ومسلم برقم 2669 واللفظ لمسلم.


وعن عائشة رضي الله
عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يذهب الليل والنهار حتى
تعبد اللات والعزى. فقلت: يارسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله: { هُوَ الَّذِي
أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ
كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } أن ذلك تاماً.


قال: إنه سيكون ذلك
ما شاء الله ثم يبعث الله ريحاً طيبة فتوفى كل من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان
فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم ).



أخرجه مسلم برقم 2907.


وعن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى تضطرب
أليات نساء دوس حول ذي الخلصة ).


أخرجه البخاري برقم 7116 ومسلم برقم 2906.


قال الإمام مسلم :
وكانت صنماً تعبدها دوس في الجاهلية بتبالة.


عن جابر بن عبد الله
رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:


( إن الشيطان قد أيس
أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم).


أخرجه مسلم برقم 2812.


ومما سبق من الأدلة
يتبين أن الشرك لا يزال موجوداً في هذه الأمة, وأن الواجب مجانبته والحذر والتحذير
منه.








باب في خطر الشرك





الشرك أكبر الموبقات
وأعظم المفاسد والسيئات وأقبح المنكرات.


الشرك محبط لكل
الأعمال مهما كانت ومهما كان عاملها قال تعالى مخاطباً سيد الأولين والآخرين:


{ وَلَقَدْ أُوحِيَ
إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ
عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ
الشَّاكِرِينَ }.


وقال الله تعالى بعد
أن ذكر عدداً من الأنبياء { وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ
يَعْمَلُونَ }.


الشرك لا يغفره الله
لمن لقيه به قال تعالى { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ
مَا دُونَ ذَلِكَ }.


الشرك يوجب لصاحبه
الخلود في النار عياذاً بالله قال تعالى { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ
اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ
أَنصَارٍ } وقال تعالى { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ
الْبَرِيَّةِ }.


عن عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه قال: ( قال رجل: يا رسول الله أي الذنب أكبر عند الله؟


قال: أن تدعوا لله
ندا وهو خلقك.


قال: ثم أي؟ قال: أن
تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك.


قال: ثم أي؟ قال: أن
تزاني حليلة جارك.


فأنزل الله عز وجل
تصديقها { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا
يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ
وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً}).


أخرجه البخاري برقم 4761 و مسلم برقم 142.


وعن جابر بن عبد الله
رضي الله عنهما قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله ما
الموجبتان؟


قال: ( من مات لا
يشرك بالله شيئاً دخل الجنة, ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار).


أخرجه مسلم برقم 151.








باب الخوف من الشرك





وقول الله تعالى {وَاجْنُبْنِي
وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ } وقال تعالى { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ
وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ
وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }.


عن محمود بن لبيد رضي
الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك
الأصغر.


قالوا: وما الشرك
الأصغر يا رسول الله؟


قال: الرياء. يقول
الله عز وجل لهم يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون
في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاءً).


أخرجه أحمد (5/ 428 ) وغيره وصححه


العلامة
الألباني في صحيح الجامع وغيره.


وعن معقل بن يسار
قال: انطلقت مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالSad
يا أبا بكر للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل. فقال أبو بكر: وهل الشرك إلا من جعل مع
الله إله آخر؟


فقال النبي صلى الله
عليه وسلم: والذي نفسي بيده للشرك أخفى من
دبيب النمل , ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره؟


قال: قال: اللهم إني
أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم, وأستغفرك لما لا أعلم ).


أخرجه البخاري في الأدب المفرد وصححه العلامة


الألباني في صحيح الأدب المفرد برقم
551.


فإذا كان إبراهيم
الخليل عليه الصلاة والسلام بعد محاجة قومه, وبعد تكسير الأصنام, وإلقائه في النار
وإنجاء الله له, وثنائه عليه, يخاف على نفسه وبنيه الشرك, فكيف بنا ونبينا صلى
الله عليه وسلم يخبر إن الشرك أخفى من دبيب النمل, نسأل الله السلامة والعافية,
اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً نعلمه, ونستغفرك مما لا نعلمه.








باب ما جاء في أن أعظم الشرك دعاء غير الله





وقول الله تعالى { وَلاَ تَدْعُ مِن
دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً
مِّنَ الظَّالِمِينَ وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ
هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ
مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }.


وقال تعالى {قُلْ
أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ
الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ
هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }.


وقال تعالى { وَمَنْ
أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ
الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا
لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ }.


وقال تعالى { أَمَّن
يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء
الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ }.


وقال تعالى { يُولِجُ
اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ
الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ إِن
تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ
}.


وعن النعمان بن بشير
رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول: ( الدعاء هو العبادة ثم قرأ { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ
لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ
دَاخِرِينَ } ).


أخرجه الترمذي برقم 3247 وابن ماجة برقم 3828


وصححه
العلامة الألباني رحمه الله.


وعن عبد الله بن
مسعود رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( من مات وهو يدعو
من دون الله نداً دخل النار ).


أخرجه البخاري برقم 4497.


قال شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه كما في مجموع الفتاوى (1/178):


الذين يدعون الأنبياء والصالحين بعد موتهم عند
قبورهم وغير قبورهم هم من المشركين الذين يدعون غير الله.اهـ








باب من الشرك الإستعاذة بغير الله





وقول الله تعالى { قُلْ
أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ } وقال تعالى {قُلْ أَعُوذُ
بِرَبِّ النَّاسِ } وقال تعالى { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ
يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً }.


وعن خولة بنت حكيم
رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من نزل منزلاً ثم
قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك
).



أخرجه مسلم برقم 2708.


باب من الشرك الإستغاثة بغير الله فيما لا
يقدر عليه إلا الله





وقول الله تعالى { إِذْ
تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ
الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ } وقال تعالى { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا
دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ
اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }.


قال شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (1/107):


وأما من قال: ما لا
يقدر عليه إلا الله لا يستغاث فيه إلا به, فقد قال الحق, بل لو قال كما قال أبو
يزيد البسطامي: استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة الغريق بالغريق, وكما قال الشيخ
أبو عبد الله القرشي: استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة المسجون بالمسجون , لكان
قد أحسن, فإن مطلق هذا الكلام يُفهم الإستغاثة المطلقة.اهـ








باب من الشرك الذبح لغير الله





وقول الله تعالى { فَصَلِّ لِرَبِّكَ
وَانْحَرْ } وقال تعالى { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي
لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ
أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }.


عن أبي الطفيل عامر
بن واثلة قال: ( كنت عند علي بن أبي طالب فأتاه رجل فقال: ما كان النبي صلى الله
عليه وسلم يُسر إليك؟


قال: فغضب وقال: ما
كان النبي صلى الله عليه وسلم يسر إلي شيئاً يكتمهالناسغير أنه قد
حدثني بكلمات أربع.


قال فقال: ماهن يا
أمير المؤمنين؟


قال: لعن الله من لعن
والده, ولعن الله من ذبح لغير الله, ولعن الله من آوى محدثاً, ولعن الله من غير
منار الأرض ).


أخرجه مسلم برقم 1978.


ومن الذبح لغير الله الذبح للجن عند قدوم العروس
إلى بيت زوجها, وعند حفر البئر, وعند تمام البناء للدور, وعند تردي شخص من شاهق,
والذبح للقبور وما أشبه ذلك.





باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله





وقول الله تعالى { أَمَّن يُجِيبُ
الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء
الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }.


عن ثابت بن الضحاك
قال: ( نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلاً ببوانة, فأتى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال:


إني نذرت أن أنحر
إبلاً ببوانة, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل كان فيها وثن من أوثان
الجاهلية يُعبد؟ قالوا: لا.


قال: كان فيها عيد من
أعيادهم؟ قالوا: لا.


فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: أوف بنذرك فإنه لا وفاء بنذر في معصية الله ولا فيما يملك ابن آدم
).



أخرجه أبو داود برقم3313
وصححه العلامة الألباني رحمه الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdelwahab
ديري عتيق
ديري عتيق
avatar


الساعة :
دعاء
عدد المساهمات : 118
نقاط : 247
التقيم : 3
تاريخ الميلاد : 19/05/1991
تاريخ التسجيل : 25/04/2012
العمر : 32

 عمق التوحيد والعقيدة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمق التوحيد والعقيدة     عمق التوحيد والعقيدة  Icon_minitimeالأربعاء مايو 02, 2012 6:23 am

باب من الشرك النذر لغير الله





وقول الله تعالى { يُوفُونَ
بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً } وقوله تعالى { َمَا أَنفَقْتُم
مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللّهَ يَعْلَمُهُ }.


عن عائشة رضي الله
عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


( من نذر أن يطيع
الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه ).


أخرجه البخاري برقم 6700.


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في
التوسل والوسيلة ص212:


وقد اتفق العلماء على
أنه لا يجوز لأحد أن ينذر لغير الله, لا لنبي ولا لغير نبي, وأن هذا النذر شرك لا
يوفى به.اهـ


وقال الإمام الصنعاني
رحمه في السبل (4/212):


وأما النذور المعروفة
في هذه الأزمنة على القبور والمشاهد والأموات فلا كلام في تحريمها لأن الناذر
يعتقد في صاحب القبر أنه ينفع ويضر ويجلب الخير ويدفع الشر ويعافي الأليم ويشفي
السقيم, وهذا هو الذي كان يفعله عباد الأوثان بعينه.اهـ





باب ما جاء في الحلف بغير الله





عن ابن عمر رضي الله
عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك
).


أخرجه أبو داود برقم
3251 والترمذي برقم 1535


وغيرهما وصححه العلامة
الألباني رحمه الله.


وعن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من حلف منكم فقال في حلفه
باللات فليقل لا إله إلا الله, ومن قال لصاحبه تعال أقامرك فليتصدق ).


أخرجه البخاري برقم 4860 ومسلم برقم 1647.


وعن بريدة رضي الله
عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


( من حلف بالأمانة
فليس منا ).


أخرجه أبو داود برقم 3252
وغيره


وصححه
العلامة الألباني رحمه الله.


ومن الحلف بغير الله
الحلف بالنبي والولي والآباء والأبناء والشرف والأخوة والزمالة والعيش والملح وجاه
فلان وما أشبه ذلك.








باب ما جاء في السحر





وقول الله تعالى { وَاتَّبَعُواْ
مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ
وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا
أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ
مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ
فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ
وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ
مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ
فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ
كَانُواْ يَعْلَمُونَ }.


وقال تعالى { وَلَا يُفْلِحُ
السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى } وقال تعالى { قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ
إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ }.








عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


( اجتنبوا السبع
الموبقات. قيل: يارسول الله وما هن؟


قال: الشرك بالله,
والسحر, وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق, وأكل مال اليتيم, وأكل الربا,
والتولي يوم الزحف, وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ).


أخرجه البخاري برقم
2766 ومسلم برقم 145.








باب ما جاء في النشرة





عن جابر رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة فقال: ( من عمل الشيطان ).


أخرجه أحمد (3/294) وأبو داود برقم 3868 وغيرهما وصححه


العلامة الألباني رحمه الله في
الصحيحة برقم 2760.


وعن إبراهيم النخعي
قال: كانوا يكرهون النشر.


أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 23818 وسنده صحيح.


وسئل الحسن البصري عن
النشر فقال: سحر.


أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه23862 وسنده حسن.


وعن يحي بن سعيد قال:
ليس بالنشرة التي يجمع فيها من الشجر والطيب ويغتسل به الإنسان بأس.


أخرجه ابن وهب في الجامع (2/762)وابن عبد
البر


في التمهيد(6/245) وسنده حسن.


قال العلامة ابن
القيم في إعلام الموقعين (4/396):



والنشرة حل السحر عن
المسحور وهي نوعان:


حل سحر بسحر مثله وهو
الذي من عمل الشيطان فإن السحر من عمله, فيتقرب إليه الناشر والمنتشر بما يحب
فيبطل عمله عن المسحور, والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والدعوات والأدوية
المباحة فهذا جائز بل مستحب, وعلى النوع المذموم يحمل قول الحسن لا يحل السحر إلا
ساحر. اهـ


قلت: ما ينسب إلى
الحسن البصري أنه قال: لا يحل السحر إلا ساحر لم أقف له على إسناد, وقد صح عنه كما
سبق أن النشرة سحر والله أعلم.


باب ما جاء في الكهان والعرافين ونحوهم





عن معاوية بن الحكم
السلمي قال: قلت يا رسول الله أموراً كنا نصنعها في الجاهلية كنا نأتي الكهان, قال
صلى الله عليه وسلم: ( فلا تأتوا الكهان).



أخرجه مسلم برقم222.


وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ( سأل ناس رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليسوا
بشيء. قالوا: يا رسول الله فإنهم يحدثون أحياناً الشيء يكون حقاً. قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: تلك الكلمة من الجن يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه قرّ
الدجاجة فيخلطون فيها أكثر من مئة كذبة ) .



أخرجه مسلم برقم 2228.


وعن صفية عن بعض
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال:


( من أتى عرافاً
فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ).



أخرجه مسلم برقم 2230.


وعن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه
بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ).



أخرجه أحمد في مسنده (2/429) والحاكم في مستدركه (8/1)


وأبو داود في سننه برقم
3904 وصححه الألباني.


ومما سبق يُعلم تحريم
إتيان الكهان والعرافين ونحوهم, سواء كان بسؤالهم مباشرة, أو عن طريق المكاتبة, أو
المهاتفة, أو قراءة ما يكتبونه, أو سماع ما يبثونه, فمن زاد على ذلك واعتقد صدقهم
فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.








باب ما جاء في التمائم والحروز لرفع البلاء
أو دفعه





وقول الله تعالى{ قُلْ أَفَرَأَيْتُم
مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ
كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ
قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ }.


عن عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الرقى والتمائم
والتولة شرك ).


أخرجه أبو داود برقم3883 وصححه الألباني رحمه الله.


وعن عيسى بن عبد
الرحمن بن أبي ليلى قال: دخلت على عبد الله بن عكيم الجهني أعوده وبه حمرة فقلنا:
ألا تعلق شيئاً؟


قال: الموت أقرب من
ذلك. قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من تعلق شيئاً وكل إليه ).


أخرجه الترمذي برقم 2072 وحسنه العلامة
الألباني رحمه الله


في غاية المرام 297.


وعن أبي بشير
الأنصاري رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله في بعض أسفاره فأرسل رسول الله صلى
الله عليه وسلم رسولاً: ( لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت
).


أخرجه البخاري برقم 3005 ومسلم برقم 2115.








باب قول الله تعالى


{ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ
الرَّاحِمِينَ }




عن ابن عباس رضي الله
عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: ( يا غلام إني أعلمك
كلمات إحفظ الله يحفظك, احفظ الله تجده تجاهك, إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت
فاستعن بالله, واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد
كتبه الله لك, ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله
عليك, رفعت الأقلام وجفت الصحف ).


أخرجه الترمذي
برقم 2516 وغيره وصححه



العلامة الألباني رحمه الله.

















باب ما جاء في التنجيم





عن ابن عباس رضي الله
عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من اقتبس علما من النجوم اقتبس
شعبة من السحر زاد ما زاد).


أخرجه أبو داود برقم 3905 وغيره وحسنه
العلامة الألباني رحمه الله.


قال قتادة: إن الله
تبارك وتعالى إنما خلق هذه النجوم لثلاث خصال, جعلها زينة للسماء, وجعلها يُهتدى
بها.وجعلها رجوماً للشياطين, فمن تعاطى فيها غير ذلك فقد قال رأيه, وأخطأ حظه,
وأضاع نصيبه, وتكلف ما لا علم له به, وإن ناساً جهلة بأمر الله فقد أحدثوا في هذه
النجوم كهانة, من غرس بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا,ومن سافر بنجم كذا وكذا كان كذا
وكذا, ولعمري ما من النجوم نجم إلا ويولد به الطويل والقصير,والأحمر والأبيض,
والحسن والذميم, وما علم هذه النجوم وهذه الدابة وهذا الطائر بشيء من هذا الغيب,
وقضى الله أنه لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون.


قال الحافظ ابن حجر
في تغليق التعليق (3/489):


قال عبد بن حميد في
تفسيره: ثنا يونس ثنا شيبان عن قتادة به. اهـ


قلت: وهذا إسناد صحيح
كالشمس.








باب ما جاء في الاستسقاء بالنجوم





عن أبي مالك الأشعري
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أربع من أمتي من أمر
الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب, والطعن في الأنساب, والاستسقاء بالنجوم,
و النياحة ).


وقال ) :النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم
القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب ).



أخرجه مسلم برقم 934.


وعن زيد بن خالد
الجهني قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية في أثر
سماء كانت من الليل, فلما انصرف أقبل الناس فقال: ( هل تدرون ماذا قال ربكم؟
قالوا: الله ورسوله أعلم.


قال: أصبح من عبادي
مؤمن بي وكافر, فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب,
وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ).


أخرجه البخاري برقم 846 ومسلم برقم71.


وعن ابن عباس رضي
الله عنهما قال: مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( أصبح من
الناس شاكر ومنهم كافر. قالوا: هذه رحمة الله. وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا.
قال: فنزلت هذه الآية {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ } حتى بلغ { وَتَجْعَلُونَ
رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} ).


أخرجه مسلم برقم 73.








باب ما جاء
في الرقى






عن عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الرقى والتمائم
والتولة شرك ).



أخرجه أبو داود برقم
3883 وصححه العلامة الألباني رحمه الله.


وعن عوف بن مالك
الأشجعي قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا: يا رسول الله كيف ترى ذلك؟


فقال: ( اعرضوا علي
رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ).



أخرجه مسلم برقم 2200.


وعن جابر بن عبد الله
رضي الله عنه قال: كان لي خال يرقي من العقرب, فنهى رسول الله عن الرقى, قال:
فأتاه فقال: يا رسول الله إنك نهيت عن الرقى وأنا أرقي من العقرب فقال: ( من
استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل ).


أخرجه مسلم برقم 2199.


وعن عائشة رضي الله
عنها قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه
بالمعوذات, فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه لأنها أعظم
بركة من يدي ).


أخرجه مسلم برقم 2192.


والرقية الشرعية من
أعظم أسباب الشفاء, وقد دلت عليها السنة القولية والفعلية والتقريرية, وقد توسع
فيها كثير من المزاولين لها توسعاً مذموماً وجاءوا بما يستنكر حتى إن منهم من هو
بحاجة إلى رقية.








باب ما جاء في التطير





وقول الله تعالى { فَإِذَا
جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَـذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ
يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ
وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }.


وقوله تعالى {
قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ
وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن
ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ }.


عن ابن مسعود رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الطيرة من الشرك وما منا إلا
ولكن الله يذهبه بالتوكل ).



أخرجه الترمذي برقم 1614
وصححه العلامة الألباني رحمه الله.


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ( لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ).


أخرجه
البخاري برقم 5757 ومسلم برقم 2220.


وعن أنس بن مالك رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا عدوى ولا طيرة ويعجبني
الفأل. قالوا: وما الفأل؟ الكلمة الطيبة ).


أخرجه البخاري برقم 5776 ومسلم برقم 2223.


وعن معاوية بن الحكم
السلمي رضي الله عنه قالSad قلت: يارسول الله أموراً كنا نصنعها في الجاهلية كنا
نأتي الكهان. قال: فلا تأتوا الكهان. قال: قلت: كنا نتطير. قال: ذلك شيء يجده
أحدكم في نفسه فلا يصدنكم).


أخرجه مسلم برقم 537.


ومن هذا الباب التطير
بشهر صفر, أو شوال, أو بيوم الأربعاء, أو برؤية أصحاب العاهات في أول اليوم, أو
برؤية الثعلب, أو بسماع صوت البومة ليلاً وما أشبه ذلك.








باب ما جاء في التبرك بالأصنام والقبور
والأشجار والأحجار ونحوها





وقول الله تعالى { مَا
نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى }.


عن أبي واقد الليثي
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى حنين مرّ بشجرة
للمشركين يقال لها ذات أنواط يعلقون عليها أسلحتهم فقالوا: يا رسول الله اجعل لنا
ذات أنواط كما لهم ذات أنواط, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( سبحان الله هذا
كما قال قوم موسى {اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ } والذي نفسي بيده
لتركبن سنة من كان قبلكم ).


أخرجه الترمذي برقم 2180 وغيره وصححه


العلامة الألباني رحمه الله.


وعن عابس بن ربيعة عن
عمر رضي الله عنه أنه جاء الحجر الأسود فقبله فقال: ( إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا
تنفع ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ).


أخرجه
البخاري برقم 1597ومسلم برقم1270.


وبهذا تعرف ضلال من
يتبرك بالقبور والمشاهد والأشجار والأحجار, ويتمسح بها, ويأكل من ترابها وما أشبه
ذلك.





باب لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد





عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة
مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى ).


أخرجه البخاري برقم 1189 ومسلم برقم 1397.


قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاقتضاء (2/812):


فالسفر إلى هذه
المساجد الثلاثة للصلاة فيها والدعاء والذكر و القراءة والاعتكاف من الأعمال
الصالحة, وما سوى هذه المساجد لا يشرع السفر إليه باتفاق أهل العلم.اهـ











باب في أن الغلو من أعظم أسباب الشرك
والهلاك وترك الدين






وقول الله تعالى { اتَّخَذُواْ
أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ }.


وقوله تعالى { يَا أَهْلَ
الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ
الْحَقِّ }.


عن ابن عباس رضي الله
عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا
عبده فقولوا: عبد الله ورسوله ).



أخرجه البخاري برقم 3445.


وعنه رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من
كان قبلكم بالغلو في الدين ).


أخرجه ابن ماجة
برقم 3029 وأحمد (1/215)


وغيرهما وصححه العلامة الألباني رحمه
الله .


وعن عبد الله بن
مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( هلك المتنطعون.
قالها ثلاثاً ).



أخرجه مسلم برقم 2670.


وعن ابن عباس رضي
الله عنه قالSad صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد, أما ودّ فكانت
لكلب بدومة الجندل، وأما سواع فكانت لهذيل, وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غُطيف
بالجرف عند سبأ, وأما يعوق فكانت لهمدان, وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع,
أسماء رجال صالحين من قوم نوح, فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى
مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً وسموها بأسمائهم, ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك
أولئك وتنسّخ العلم عُبدت ).



أخرجه البخاري برقم 4920.























باب ما جاء في أن الغلو في قبور الصالحين
يصيرها



أوثاناً تعبد من دون الله





وقول الله تعالى { وَقَالُوا
لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ
وَيَعُوقَ وَنَسْراً } وقوله تعالى { قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ
لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً }.


عن جندب رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور
أنبيائهم وصالحيهم مساجد, ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك ).



أخرجه مسلم برقم 532.


وعن جابر بن عبد الله
رضي الله عنه قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر, وأن يقعد
عليه, وأن يبنى عليه ).


أخرجه مسلم برقم 970.


وعن أبي الهياج
الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب: ( ألا أبعثك على ما بعثني رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبراً مشرفاً إلا سويته ).



أخرجه مسلم برقم 969.


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في
الاقتضاء (2/762):


لم يكن على عهد
الصحابة والتابعين وتابعيهم في بلاد الإسلام لا الحجاز, ولا الشام, ولا اليمن, ولا
العراق, ولا خراسان, ولا مصر, ولا المغرب مسجد مبني على قبر, ولا مشهد يقصد
للزيارة أصلاً, ولم يكن أحد من السلف يأتي إلى قبر نبي من الأنبياء لأجل الدعاء
عنده, ولا كان الصحابة يقصدون الدعاء عند قبر النبي, ولا عند قبر غيره من الأنبياء,
وإنما كانوا يصلون ويسلمون على النبي وصاحبيه.اهـ























باب ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر
رجل



صالح فكيف إذا عبده





عن أم حبيبة وأم سلمة
أنهما ذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم أنهما رأتا كنيسة بالحبشة فيها تصاوير, فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على
قبره مسجداً, وصوروا فيه تلك الصور, فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة ).


أخرجه البخاري برقم 427 ومسلم برقم 528.


وعن عائشة وابن عباس
رضي الله عنهما قالا: لما نُزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة على
وجهه فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك: ( لعنة الله على اليهود والنصارى
اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) يحذر ما صنعوا.


أخرجه البخاري برقم435 ومسلم برقم 531.


وفي لفظ للبخاري برقم
1390 قالت عائشة رضي الله عنها:


لولا ذلك أبرز قبره,
غير أنه خَشي أو خُشي أن يتخذ مسجداً.


وعن جندب بن عبد الله
رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول:
( إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل , فإن الله تعالى قد اتخذني خليلاً, ألا
وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد, ألا فلا تتخذوا
القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك ).



أخرجه مسلم برقم 532.


وعن ابن مسعود رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن من شرار الناس من تدركهم
الساعة وهم أحياء, والذين يتخذون القبور مساجد ).


أخرجه أحمد(1/435) وابن حبان برقم340 وغيرهما


وصححه العلامة الألباني رحمه الله في تحذير
الساجد.


قال شيخ الإسلام في
الاقتضاء (2/675):


فهذه المساجد المبنية
على قبور الأنبياء والصالحين والملوك وغيرهم يتعين إزالتها بهدم أو بغيره, هذا مما
لا أعلم فيه خلافاً بين العلماء, وتكره الصلاة فيها من غير خلاف أعلمه, ولا تصح
عندنا في ظاهر المذهب لأجل النهي الوارد في ذلك ولأحاديث أخر.اهـ


باب ما جاء في زيارة القبور





عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله, فقال: (
استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي, واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي,
فزوروا القبور فإنها تذكر الموت ).


أخرجه مسلم برقم 976.


وعن أنس رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


( كنت نهيتكم عن
زيارة القبور ألا فزوروها فإنها ترق القلب, وتدمع العين, وتذكر الآخرة, ولا تقولوا
هُجراً ).


أخرجه الحاكم في مستدركه (1/711)
وصححه العلامة الألباني


رحمه الله في صحيح الجامع
برقم 4584.


وزيارة القبور قسمان:
شرعية, وغير شرعية.


فالشرعية ينتفع بها
الزائر والمزور.


وغير الشرعية يتضرر
بها الزائر ولا ينتفع بها المزور, ومنها ما هو شركي ومنها ما هو بدعي.








باب ما جاء في بطلان الشفاعة
للمشركين






وقول الله تعالى { وَلَا يَمْلِكُ
الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ
وَهُمْ يَعْلَمُونَ } وقوله تعالى { وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ
الْمُجْرِمُونَ وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاء وَكَانُوا
بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ } وقوله تعالى { قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَّهُ
مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } وقوله تعالى { قُلِ ادْعُوا
الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي
السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ
مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ } وقوله تعالى { وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا
تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن
يَشَاءُ وَيَرْضَى }.











باب ما جاء في إثبات الشفاعة لأهل الكبائر من
الموحدين





عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل
نبي دعوته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي
يوم القيامة, فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً ).



أخرجه مسلم برقم 199.


وعنه رضي الله عنه
قال: قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال: ( لقد ظننت يا أبا
هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث, أسعد
الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله
إلا الله خالصاً من قلبه أو من نفسه ).


أخرجه البخاري برقم 99 و6570.


وعن أنس رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ).


أخرجه الترمذي
برقم 2435 وغيره وصححه


العلامة الألباني رحمه الله.








باب ما جاء في التوسل





وقول الله تعالى { َا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ
وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } وقوله تعالى { أُولَـئِكَ
الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ
وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ
مَحْذُوراً }.


عن أنس رضي الله عنه
أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال:
( اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا.
قال: فيسقون ).



أخرجه البخاري برقم
1010.


قال شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (1/223):


ودعاء أمير المؤمنين
عمر بن الخطاب في الاستسقاء المشهور بين المهاجرين والأنصار, وقوله: ( اللهم إنا
كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا؛ وإنا نتوسل إليك بعم نبينا....) يدل
على أن التوسل المشروع عندهم التوسل بدعائه وشفاعته, لا السؤال بذاته, إذ لو كان
هذا مشروعاً لم يعدل عمر والمهاجرين والأنصار عن السؤال بالرسول إلى السؤال
بالعباس.اهـ








باب من الشرك إرادة
الإنسان بعمله الدنيا






وقول الله تعالى { مَن كَانَ يُرِيدُ
الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا
وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ
إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ
يَعْمَلُونَ }.


عن أبي بن كعب رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بشّر هذه الأمة بالسّناء
والدين والرفعة والتمكين في الأرض فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في
الآخرة من نصيب ).



أخرجه أحمد ( 5/134) والحاكم (4/318) وغيرهما وصححه


العلامة الألباني في صحيح الترغيب
والترهيب (1/117).


وعن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تعس عبد الدينار وعبد الدرهم
وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط, تعس وانتكس, وإذا شيك فلا انتقش, طوبى
لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله, أشعث رأسه, مغبرة قدماه, إن كان في الحراسة كان
في الحراسة, وإن كان في الساقة كان في الساقة, إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم
يُشفّع ).



أخرجه البخاري برقم
2887.





















باب ما جاء في الرياء





وقول الله تعالى { فَمَن كَانَ
يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ
رَبِّهِ أَحَداً }.


عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قال الله تبارك وتعالى: أنا
أغنى الشركاء عن الشرك, من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته و شركه ).



أخرجه مسلم برقم 2985.


عن محمود بن لبيد رضي
الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك
الأصغر.


قالوا: وما الشرك
الأصغر يا رسول الله؟


قال: الرياء. يقول
الله عز وجل لهم يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم
تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاءً).


رواه أحمد وابن أبي الدنيا والبيهقي وغيرهم
وصححه


العلامة الألباني في صحيح الترغيب
والترهيب (1/120).


وعن شداد بن أوس رضي
الله عنه قال: كنا نعد الرياء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم : الشرك الأصغر.


أخرجه الحاكم (4/329) وصححه العلامة الألباني رحمه


الله في صحيح الترغيب والترهيب
(1/121).


قال شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (23/174):


قال الفضيل بن عياض:
ترك العمل لأجل الناس رياء, والعمل لأجل الناس شرك.اهـ























باب ما جاء في المصورين والصور





عن أبي زرعة قال:
دخلت مع أبي هريرة في دار مروان فرأى فيها تصاوير فقال: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: ( قال الله عز وجل: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي؟ فليخلقوا ذرة
فليخلقوا شعيرة ).


أخرجه البخاري برقم 5953 ومسلم برقم 2111 واللفظ له.


وعن عائشة رضي الله
عنها قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سترت سهوة لي بقرام فيه
تماثيل, فلما رآه هتكه وتلون وجهه وقال: (
يا عائشة أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله ).


أخرجه البخاري برقم5954 ومسلم
برقم 2107 واللفظ له.


وعنها رضي الله عنها
أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على
الباب فلم يدخل, فعرفت في وجهه الكراهة فقلت: ( يا رسول الله أتوب إلى الله ورسوله
ماذا أذنبت؟


فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: ما بال هذه النمرقة؟


قلت: اشتريتها لك
لتقعد عليها وتوسدها, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أصحاب هذه الصور يوم
القيامة يعذبون فيقال لهم: أحيوا ما خلقتم. وقال إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله
الملائكة ).


أخرجه البخاري برقم 2105 ومسلم برقم 2107.


وعن أبي جحيفة رضي
الله عنه قال: ( إن النبي صلى الله عليه وسلم لعن آكل الربا وموكله والواشمة
والمستوشمة والمصور ).


أخرجه البخاري برقم 5962.


وعن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي
طالب رضي الله عنه: ألا أبعثك على ما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تدع
صورة إلا طمستها ولا قبراً مشرفاً إلا سويته.



أخرجه مسلم برقم
969.


والنصوص السابقة تشمل
التصوير باليد وبالآلات الحديثة, وتشمل الصور المجسمة وغير المجسمة, والثابتة
والمتحركة.








باب قول الله تعالى


{ أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً
وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلاَ أَنفُسَهُمْ
يَنصُرُونَ }





وقول الله تعالى { ذَلِكُمُ اللَّهُ
رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن
قِطْمِيرٍ إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا
اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا
يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ } وقوله تعالى {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ
ضَرّاً وَلَا رَشَداً قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ
أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلَّا بَلَاغاً مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ }
الآية.


عن انس بن مالك رضي
الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أُحد وشُجّ في رأسه
فجعل يسلت الدم عنه ويقول (كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى
الله ؟ فأنزل الله: { لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ }).


أخرجه مسلم برقم 1791.


وعن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله {وَأَنذِرْ
عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } قال:


( يا معشر قريش ـ أو
كلمة نحوها ـ اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئاً, يا بني عبد مناف لا أغني عنكم
من الله شيئاً, يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً, ويا فاطمة بنت
محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئاً ).


أخرجه البخاري برقم 4771 ومسلم برقم 206.








باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه
وسلم



حمى التوحيد وسده طرق الشرك





عن عمر رضي الله عنه
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن
مريم فإنما أنا عبده فقولوا: عبد الله ورسوله ).



أخرجه البخاري برقم 3445.


عن أنس بن مالك رضي
الله عنه أن رجلاً قال: يا محمد يا سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا. فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ( يا أيها الناس
عليكم بتقواكم لا يستهوينكم الشيطان أنا
محمد بن عبد الله, عبد الله ورسوله, والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي
أنزلني الله).


أخرجه
أحمد (3/153) وغيره وسنده صحيح.


وعن مطرف بن عبد الله
بن الشخير قال: قال أبي انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلنا: أنت سيدنا. فقال: ( السيد الله تبارك وتعالى, قلنا وأفضلنا فضلاً وأعظمنا
طولاً, فقال: قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان ).


أخرجه أبو داود برقم 4806 وغيره وصححه


العلامة الألباني رحمه الله.


ومما سبق يُعلم أن
الغلو في مدح النبي صلى الله عليه وسلم كما في قصيدة البوصيري ونحوها من أعظم
استهواء الشيطان لهم فضلاً عن دعائه صلى الله عليه وسلم, والاستغاثة به, وطلب
الحوائج منه, والسجود لقبره, فإن ذلك كله من الشرك الأكبر عياذاً بالله, فصلوات
الله وسلامه على البشير النذير والسراج المنير الذي أرسى دعائم التوحيد وحمى حماه
وسد كل طريق يفضي إلى الشرك.











باب ما جاء في التسوية اللفظية بين الخالق
والمخلوق





عن قتيلة ـ امرأة من
جهينة ـ أن يهودياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( إنكم تنددون وإنكم
تشركون تقولون ما شاء الله وشئت, وتقولون والكعبة. فأمرهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة ويقولون: ما شاء الله ثم شئت ).


أخرجه النسائي
برقم 3773 وغيره وصححه


العلامة الألباني رحمه الله.


وعن ابن عباس رضي
الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يراجعه الكلام فقال: ما شاء
الله وشئت. فقال: ( جعلتني لله عدلاً ( وفي رواية نداً ) ما شاء الله وحده ).


أخرجه أحمد (1/347)
والبخاري في الأدب المفرد


برقم 783 وصححه العلامة الألباني رحمه
الله.


وعن حذيفة أن رجلاً
من المسلمين رأى في النوم أنه لقي رجلاً من أهل الكتاب فقال: نِعم القوم أنتم لولا
أنكم تشركون, تقولون ما شاء الله وشاء محمد. وذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم
فقال: ( أما والله إن كنت لأعرفها لكم, قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد ).


أخرجه ابن ماجة
في سننه برقم 1734 وغيره


وصححه العلامة الألباني رحمه الله.


ومثل ذلك قول بعض
الناس: أنا عند الله وعندك, وراكن على الله وعليك, وما معي إلا الله وأنت, وأنا
معتمد على الله وعليك, ولولا الله وفلان, وما أشبه ذلك.








باب قول الله تعالى { َيظُنُّونَ
بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ }





وقول الله تعالى { الظَّانِّينَ
بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً }.


قال العلامة ابن
القيم رحمه الله:


وأكثر الناس يظنون
بالله ظن السوء فيما يختص بهم, وفيما يفعله بغيرهم, ولا يسلم من ذلك إلا من عرف
الله وأسماءه وصفاته وموجب حكمته وحمده, فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا وليتب
إلى الله وليستغفره من ظنه بربه ظن السوء,ولو فتشت من فتشت لرأيت عنده تعنتاً على
القدر وملامة له وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا, فمستقل ومستكثر, وفتش في نفسك
هل أنت سالم؟


فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلا فإني لا إخالك ناجياً اهـ











باب قول الله تعالى {
وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ
رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا
أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ
لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا
وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ}






عن أبي هريرة رضي
الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:


( إن ثلاثة من بني
إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى فأراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكاً فأتى الأبرص
فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قد قذرني الناس.


قال: فمسحه فذهب عنه
قذره وأعطي لوناً حسناً وجلداً حسناً .


قال: فأي المال أحب
إليك؟ قال: الإبل أو قال البقر شك إسحاق, إلا أن الأبرص والأقرع قال أحدهما الإبل
وقال الآخر: البقر. قال فأعطي ناقة عُشراء. فقال: بارك الله لك فيها.


قال: فأتى الأقرع
فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن ويذهب عني هذا الذي قذرني الناس. قال: فمسحه
فذهب عنه وأعطي شعراً حسناً. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر. فأعطي بقرة
حاملاً. فقال: بارك الله لك فيها.


قال: فأتى الأعمى
فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: أن يرد الله إليّ بصري فأبصر به الناس. قال: فمسحه
فرد الله إليه بصره. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم. فأعطي شاةً
والداً. فأنتج هذان وولد هذا.


فكان لهذا وادٍ من
الإبل, ولهذا وادٍ من البقر, ولهذا وادٍ من الغنم.


قال: ثم أتى الأبرص
في صورته وهيئته فقال: رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم
إلا بالله ثم بك. أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيراً أتبلغ
عليه في سفري. فقال: الحقوق كثيرة. فقال له : كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك
الناس؟ فقيرا فأعطاك الله؟ فقال: إنما ورثت هذا المال كابراً عن كابر. قال: إن كنت
كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت.


وأتى الأقرع في صورته
فقال له مثل ما قال لهذا, ورد عليه مثل ما رد على هذا. فقال: إن كنت كاذباً فصيرك
الله إلى ما كنت.


وأتى الأعمى في صورته
وهيئته فقال: رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا
بالله ثم بك, أسألك بالذي رد عليك بصرك شاةً أتبلغ بها في سفري. فقال: قد كنت أعمى
فرد الله إلي بصري وفقيراً فقد أغناني فخذ ما شئت ودع ما شئت فو الله لا أجهدك
اليوم شيئاً أخذته لله.


فقال: أمسك مالك
فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك).


أخرجه البخاري برقم 3464 ومسلم برقم 2964.








باب ما جاء في القدر





وقول الله تعالى { والَّذِي
قَدَّرَ فَهَدَى } وقوله تعالى { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }
وقوله تعالى { إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ
عَنْهَا مُبْعَدُونَ }.


وسأل جبريل عليه
السلام النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه
ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ).



أخرجه مسلم في صحيحه من
حديث عمر رضي الله عنه برقم 1.


وعن أبي الدرداء رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


( لكل شيء حقيقة, وما
بلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه, وما أخطأه لم يكن
ليصيبه ).


أخرجه أحمد في المسند (6/442)
وحسنه شيخنا المحدث العلامة


مقبل بن هادي الوادعي رحمه
الله في الصحيح المسند.




















باب ما جاء في مراتب القدر التي من لم
يؤمن بها لم يؤمن بالقدر







المرتبة الأولى:
علم الرب سبحانه بالأشياء قبل كونها.



قال الله تعالى {
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ
شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ
لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } وقوله تعالى{ إِنَّ اللّهَ
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }.


عن علي رضي الله عنه
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم جالساً وفي يده عود ينكت به فرفع
رأسه فقال: ( ما منكم من نفس إلا وقد عُلم منزلها من الجنة والنار. قالوا: يا رسول
الله فلم نعمل؟ أفلا نتكل. قال: لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له, ثم قرأ { فَأَمَّا مَن
أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا
مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى } ).



أخرجه مسلم برقم 2647.


قال الإمام الشافعي
رحمه الله: ناظروا القدرية بالعلم فإن أقروا به خُصموا وإن أنكروه كفروا.


المرتبة الثانية:
كتابة الله للأشياء قبل كونها
.


قال الله تعالى { وَكُلُّ
شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ } وقوله
تعالى { وَكُلَّ
شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ } وقوله تعالى {
مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ
مِن شَيْءٍ }.


عن عبد الله بن عمرو
رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كتب الله مقادير الخلق
قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة, قال: وعرشه على الماء ).



أخرجه مسلم برقم 2653.


المرتبة الثالثة:
المشيئة النافذة فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.



قال الله تعالى :{ وَمَا تَشَاؤُونَ
إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } وقال الله تعالى:{ يَمْحُو اللّهُ مَا
يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ } وقوله تعالى { قُلِ اللَّهُمَّ
مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن
تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ
عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير,












[1] -جزى
الله والدنا العلامة العمراني خيراً على حسن ظنه بي, وإلا فحسبي أني طالب علم,
وأسأل الله أن يبلغني ما قال, وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل.






[2] -
هذا أيضاً من حسن ظن شيخنا بي وتشجيعه لي, وإلا فإننا نعلم جميعاً أن كتاب التوحيد
للإمام محمد ابن عبد الوهاب ليس له نظير في بابه, ولغيره من العلماء قديماً
وحديثاً كتب عظيمة ومفيدة في هذا الباب, وأسأل الله المنان الكريم أن يتقبل كتاب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdelwahab
ديري عتيق
ديري عتيق
avatar


الساعة :
دعاء
عدد المساهمات : 118
نقاط : 247
التقيم : 3
تاريخ الميلاد : 19/05/1991
تاريخ التسجيل : 25/04/2012
العمر : 32

 عمق التوحيد والعقيدة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمق التوحيد والعقيدة     عمق التوحيد والعقيدة  Icon_minitimeالأربعاء مايو 02, 2012 6:23 am

احرص على ما ينفعك
واستعن بالله ولا تعجز, وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لم يصبني كذا ولكن
قل قدر الله وما شاء فعل, فإن لو تفتح عمل الشيطان ).



أخرجه مسلم برقم 2664.


المرتبة
الرابعة: خلق الله لكل شيء من الأعيان
والأوصاف.



قال الله تعالى { اللّهُ خَالِقُ
كُلِّ شَيْءٍ } وقال تعالى { وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } وقال تعالى
{ قُلْ
أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ }.








باب ما جاء
في الإرادة






قال الله تعالى { فَمَن يُرِدِ
اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ
يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ
يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } وقال تعالى { إِنَّمَا
أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } وقال تعالى { يُرِيدُ اللّهُ
بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } وقال تعالى { وَاللّهُ يُرِيدُ
أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن
تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً }.


وقد دلت الآية الأولى
والثانية على الإرادة الكونية القدرية, ودلت الثالثة والرابعة على الإرادة الدينية
الشرعية, وبينهما فروق.








باب قول الله تعالى


{ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ
وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }





عن المسيب بن حزن
قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا
جهل وعبد الله بن أمية بن المغيرة فقال: ( يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك
بها عند الله. فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم
يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه, ويعيدانه بتلك المقالة, حتى قال
أبو طالب آخر ما كلمهم: على ملة عبد المطلب, وأبى أن يقول لا إله إلا الله.


قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلمSad لأستغفرن لك ما لم أنه عنك. فأنزل الله { ما كان للنبي
والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين } وأنزل الله في أبي طالب فقال لرسول الله صلى
الله عليه وسلم {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ
يَهْدِي مَن يَشَاءُ } ).


أخرجه البخاري برقم 4772 ومسلم برقم 24.


قال ابن القيم رحمه
الله في شفاء العليل 141:


أفضل ما يقدر الله
لعبده, وأجل ما يقسمه له الهدى, وأعظم ما يبتليه به ويقدره عليه الضلال, وكل نعمة
دون نعمة الهدى, وكل مصيبة دون مصيبة الضلال. اهـ








باب قول الله تعالى { إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ
لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ }





وقول الله تعالى {
أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ
اللَّهُ} وقوله تعالى {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ
فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا
قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }وقوله تعالى { وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا
أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن
بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ
اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ
لَفَاسِقُونَ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ
حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}.


وبهذا تعرف أن
الديمقراطية التي هي حكم الشعب نفسه بنفسه كفر بالله رب العالمين, وأنه لا يجوز
التحاكم إلى القوانين الوضعية والأعراف القبلية ونحو ذلك, ولا يكون الحكم إلا
بشريعة الله رب العالمين ولا التحاكم إلا إليها.














باب ما جاء في الكفر بالطاغوت





وقول الله تعالى { فَمَنْ يَكْفُرْ
بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ
لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } وقوله تعالى { أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ
مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ
أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً }
عن أبي مالك عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من قال لا
إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله ).



أخرجه مسلم برقم 23.


قال العلامة ابن
القيم رحمه الله في إعلام الموقعين (1/50):



والطاغوت كل ما تجاوز
به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع.اهـ











باب ما جاء في النفاق





وقول الله تعالى { إِنَّ
الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ
نَصِيراً }.


عن أنس رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


( آية الإيمان حب
الأنصار, وآية النفاق بغض الأنصار ).


أخرجه البخاري برقم 3784 ومسلم برقم 74.


وعن علي رضي الله عنه
قال:


( والذي خلق الحبة
وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إليّ أن لا يحبني إلا مؤمن
ولا يبغضني إلا منافق).


أخرجه مسلم برقم 78.


وعن عبد الله بن عمرو
رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أربع من كن فيه كان
منافقاً خالصاً, ومن كانت في خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها؛ إذا
ائتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر).


أخرجه البخاري برقم 34 ومسلم برقم 106.


وعن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من مات ولم يغز ولم يحدث به
نفسه مات على شعبة من نفاق ).


أخرجه مسلم برقم
1910.








باب ما جاء في كفر من دعا إلى وحدة الأديان





قال الله تعالى { قُلْ يَا أَهْلَ
الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ
نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا
بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ
بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } وقال تعالى { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ
الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ
هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ } وقال تعالى { وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ
النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى
وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ
مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} وقال الله تعالى {وَقَالَتِ الْيَهُودُ
عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ
قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ
قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ
أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ
لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا
يُشْرِكُونَ } وقال تعالى {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ
بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ
يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ
الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ }. وقوله تعالى { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ
الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ
الْخَاسِرِينَ }


عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


( والذي نفس محمد
بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلت
به إلا كان من أصحاب النار).


رواه مسلم برقم 241.














باب ما جاء في الولاء والبراء و أن أوثق عرى
الإيمان الحب في الله والبغض في الله





قال الله تعالى { يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء
بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ
إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فَتَرَى الَّذِينَ فِي
قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا
دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ
فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}وقال تعالى { لَا
تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ
حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ
إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ
وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ
حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }.


عن جرير بن عبد الله
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أنا بريء من كل مسلم يقيم
بين أظهر المشركين. قالوا: يا رسول الله لم؟ قال: لا تتراءى ناراهما ).


أخرجه أبو داود 2377 والترمذي 1604


وصححه العلامة الألباني رحمه الله.


وعن ابن عباس رضي
الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أوثق عرى الإيمان الموالاة
في الله والمعاداة في الله, والحب في الله والبغض في الله عز وجل ).


أخرجه الطبراني وصححه العلامة الألباني


في صحيح الجامع برقم2539.


وفي أول حديث أخرجه
الإمام مسلم في صحيحه أن أناساً أتوا عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما فأخبروه أن
ناساً ظهروا بالبصرة يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم وإنهم يزعمون أن لا قدر وأن
الأمر أُنف فقال ابن عمر رضي الله
عنهSad إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برءاء مني والذي يحلف به عبد
الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أُحد ذهباً فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر
).











باب من تشبه بقوم فهو منهم





وقول الله تعالى { وَمَن
يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ
الظَّالِمِينَ}.


عن ابن عمر رضي الله
عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم ).


أخرجه أبو داود برقم 4031 وقال العلامة
الألباني حسن صحيح.


وعن أبي عثمان النهدي
قال: كتب إلينا عمر ونحن بأذربيجان: ( يا عتبة بن فرقد إنه ليس من كدِّك ولا من
كدِّ أبيك ولا من كدِّ أمك فأشبع المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في رحلك, وإياكم
والتنعم وزي أهل الشرك ولبوس الحرير فإن رسول الله نهى عن لبوس الحرير. قال: إلا
هكذا ورفع لنا رسول الله إصبعيه الوسطى والسبابة وضمهما ).



أخرجه مسلم برقم 2069وهو عند البخاري برقم 5828 مختصراً.


ومن هذا الباب الشروط
العمرية مع أهل الذمة, وهي مجمع عليها في الجملة كما قاله شيخ الإٍسلام ابن تيمية
رحمه الله في الاقتضاء (1/326).


وقد قال رحمه الله في
الاقتضاء (1/241-242) في حديث ( من تشبه بقوم فهو منهم ): وهذا الحديث أقل أحواله
أن يقتضي تحريم التشبه بهم, وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم ... فقد يحمل هذا
على التشبه المطلق فإنه يوجب الكفر, ويقتضي تحريم أبعاض ذلك, وقد يحمل على أنه
منهم في القدر المشترك الذي شابههم فيه, فإن كان كفراً أو معصيةً أو شعاراً لها
كان حكمه كذلك, وبكل حال يقتضي تحريم التشبه بعلة كونه تشبهاً.اهـ


ومما سبق يعلم عظيم
حرمة التشبه بالكفار وأهل البدع وأهل المعاصي والفجور رجالاً ونساءً.

















باب من سب الدهر فقد آذى الله فكيف بمن سب الله
أو رسوله أو دينه






وقول الله تعالى {إِنَّ
الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً }.


عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قال الله عز وجل: يؤذيني ابن
آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار ).


أخرجه البخاري برقم 4826 ومسلم برقم 2246.


فمن سب الله سبحانه وتعالى أو رسوله صلى الله
عليه وسلم أو دينه فقد كفر بإجماع المسلمين.








باب ما جاء في الاستهزاء بالله أو رسوله أو
شيء من دينه





وقول الله تعالى { وَلَئِن
سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ
وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ}.


وسبب نزول هذه الآية
ما أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (4/63) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
قال رجل في غزوة تبوك في مجلس يوماً: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء لا أرغب بطوناً ولا
أكذب ألسنةً ولا أجبن عند اللقاء, فقال رجل في المجلس: كذبت ولكنك منافق لأخبرن
رسول الله صلى الله عليه وسلم, فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن,
قال عبد الله: فأنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله تنكبه الحجارة وهو يقول: يا
رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ورسول الله يقول: { أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ
وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ }.


الحديث صححه شيخنا المحدث
العلامة مقبل الوادعي رحمه الله


في الصحيح المسند من أسباب
النزول ص123.

















باب قول الله تعالى { قُلْ إِن
كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ }






وقول الله تعالى { وَمَا
آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا } وقوله تعالى { لَقَدْ كَانَ
لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ
وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } وقوله تعالى { فَلْيَحْذَرِ
الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ }.


عن أنس رضي الله عنه
قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة
النبي صلى الله عليه وسلم فلما أُخبروا كأنهم تقالوها فقالوا: وأين نحن من النبي
صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.


قال أحدهم: أما أنا
أصلي الليل أبداً. وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر. وقال آخر: أنا أعتزل النساء
فلا أتزوج أبداً.


فجاء رسول الله فقال:
( أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له, لكني أصوم
الدهر وأفطر, وأصلي وأرقد, وأتزوج النساء فمن رغب هن سنتي فليس مني ).


أخرجه البخاري برقم 5063 ومسلم برقم 1401.


وعن العرباض بن سارية
رضي الله عنه قال: ( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً بعد صلاة الغداة
موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب, فقال رجل: إن هذه موعظة مودع
فماذا تعهد إلينا يا رسول الله؟


قال: أوصيكم بتقوى
الله والسمع والطاعة وإن عبد حبشي, فإنه من يعش منكم يرى اختلافاً كثيراً, وإياكم
ومحدثات الأمور فإنها ضلالة, فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
المهديين عضوا عليها بالنواجذ )




أخرجه الترمذي برقم 2676
وغيره


وصححه العلامة الألباني رحمه الله.

















باب ما جاء في البدع





وقول الله تعالى { أَمْ
لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ
وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ } وقال تعالى{ وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ
وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ }وقوله تعالى {وَمَن
يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ
سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ
مَصِيراً}


عن عائشة رضي الله
عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه
فهو رد ).


أخرجه البخاري برقم2697ومسلم برقم 1718.


وفي رواية لمسلم: (
من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ).


وعن جابر رضي الله
عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب قال: ( أما بعد فإن خير الحديث
كتاب الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة
ضلالة ).


أخرجه
مسلم برقم 867.


وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: الاقتصاد
في السنة خير من الاجتهاد في البدعة .


أخرجه أحمد في الزهد برقم 869 والدارمي في سننه(1/83)



والحاكم في المستدرك (1/103) وسنده
صحيح.


وقال أبو قلابة : ما
ابتدع الرجل بدعة إلا استحل السيف.


أخرجه الدارمي (1/231) وغيره وسنده صحيح.


وقال شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (8/425):


البدع تكون في أولها
شبراً ثم تكبر في الأتباع حتى تصير أذرعاً وأميالاً وفراسخ.اهـ


وأهل البدع والأهواء
لا للإسلام نصروا ولا لأعدائه كسروا.

















باب ما جاء في أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم






قال الله تعالى { وَالسَّابِقُونَ
الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم
بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ } وقوله تعالى { وَالَّذِينَ
جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا
الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً
لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }.


عن أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تسبوا أحداً من أصحابي
فإن أحدكم لو أنفق مثل أُحد ذهباً ما أدرك مُدّ أحدهم ولا نصيفه ).



أخرجه مسلم برقم 2541.


وعن ابن عباس رضي
الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من سب أصحابي فعليه لعنة
الله والملائكة والناس أجمعين )


أخرجه
الطبراني وحسنه العلامة الألباني رحمه الله


في صحيح
الجامع برقم 6285.


وعن عبد الله بن عمرو
رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن بني إسرائيل تفرقت
على ثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة
واحدة. قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي ).



أخرجه الترمذي برقم 2641
وحسنه العلامة الألباني رحمه الله.


وعن زيد بن أرقم رضي
الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا يوماً خطيباً بماءٍ يدعى
خُماً بين مكة والمدينة, فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: ( أما بعد أيها
الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب, وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما
كتاب الله فيه الهدى والنور, فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به, فحث على كتاب الله
ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ).



أخرجه مسلم برقم2408.











والحمد لله رب
العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.


فرغ منه ليلة الثامن والعشرين من شهر رمضان
المبارك لعام 1431هـ.
















































































الفــهــرس





مقدمة العلامة
العمراني.........................................................2


المقدمة.............................................................................3


باب ما جاء في توحيد الربوبية................................................4


باب ما جاء في توحيد الألوهية.................................................4


باب ما جاء في توحيد الأسماء والصفات ...................................5


باب ما جاء في أسماء
الله.......................................................5


باب ما جاء في صفات
الله .....................................................6


باب شيء من صفات الله
.......................................................7


باب لا يعلم الغيب
إلا الله........................................................9


باب قول الله تعالى {
وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).............10


باب في أركان العبادة
.........................................................10


باب في ما جاء في
التوكل ...................................................11


باب الدعوة إلى
التوحيد ......................................................12


باب فضل التوحيد وما
يكفر من الذنوب ...................................13


باب من حقق التوحيد
دخل الجنة بغير حساب ............................14


باب ما جاء في إخبار
النبي r
أن الشرك سيظهر في هذه الأمة.......14


باب خطر الشرك
..............................................................15


باب الخوف من الشرك
.......................................................16


باب ماجاء في أن أعظم
الشرك دعاء غير الله............................17


باب من الشرك
الاستعاذة بغير الله ........................................18


باب من الشرك
الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله ..........19


باب من الشرك الذبح
لغير الله ...............................................19


باب لا يذبح لله
بمكان يذبح فيه لغير الله ...................................20


باب من الشرك النذر
لغير الله ...............................................20


باب ما جاء في الحلف
بغير الله .............................................21


باب ما جاء في السحر
........................................................21


باب ما جاء في النشرة
........................................................22


باب ما جاء في الكهان
والعرافين ...........................................23


باب ما جاء التمائم
والحروز ................................................23


باب قول الله { فالله
خير حافظاً}............................................24


باب ما جاء في
التنجيم .......................................................25


باب ما جاء في
الاستسقاء بالنجوم .........................................25


باب ما جاء في الرقى
.........................................................26


باب ما جاء في التطير
........................................................27


باب ما جاء في التبرك
بالأصنام والقبور والأشجار ونحوها ...........28


باب لا تشد الرحال
إلا إلى ثلاثة مساجد ...................................28


باب ما جاء في أن
الغلو من أعظم أسباب الشرك والهلاك..............29


باب ما جاء أن الغلو
في قبور الصالحين يصيرها أوثاناً تعبد..........30


باب ما جاء في
التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف


إذا عبده..........................................................................31


باب ما جاء في زيارة
القبور.................................................32


باب ما جاء في بطلان
الشفاعة للمشركين ................................32


باب ما جاء في إثبات
الشفاعة لأهل الكبائر من الموحدين..............33


باب ما جاء في
التوسل........................................................33


باب من الشرك إرادة
الإنسان بعمله الدنيا .................................34


باب ما جاء في
الرياء.........................................................35


باب ما جاء في
المصورين والصور........................................36


باب قول الله تعالى { أيشركون ما لا يخلق شيئاً
وهم يخلقون


ولا يستطيعون لهم
نصراً ولا أنفسهم ينصرون }........................37


باب ما جاء في حماية
المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد


وسده طرق الشرك ...........................................................37


باب ما جاء في
التسوية اللفظية بين الخالق والمخلوق..................38


باب قول الله تعالى {
يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية }............39


باب قول الله تعالى {
ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته}....40


باب ما جاء في
القدر...........................................................41


باب ما جاء في مراتب
القدر.................................................42


باب ما جاء في
الإرادة........................................................43


باب قول الله تعالى {
إنك لا تهدي من أحببت}...........................43


باب قول الله تعالى {
إن الحكم إلا لله }....................................44


باب ما جاء في الكفر
بالطاغوت.............................................45


باب ما جاء في
النفاق..........................................................44


باب ما جاء في كفر من
دعا إلى وحدة الأديان............................46


باب ما جاء في الولاء
والبراء................................................47


باب من تشبه بقوم فهو
منهم..................................................48


باب من سب الدهر فقد
آذى الله فكيف بمن سب الله أو رسوله أو


دينه...............................................................................49


باب ما جاء في
الاستهزاء بالله أو رسوله أو شيء من دينه.............49


باب قول الله تعالى {
قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله }....50


باب ما جاء
في البدع..........................................................51


باب ما جاء
في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم......................52








الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
درة
ديري نشيط
ديري نشيط
درة


الساعة :
دعاء
انثى
عدد المساهمات : 253
نقاط : 253
التقيم : 20
تاريخ الميلاد : 05/07/1990
تاريخ التسجيل : 29/06/2012
العمر : 33

 عمق التوحيد والعقيدة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمق التوحيد والعقيدة     عمق التوحيد والعقيدة  Icon_minitimeالجمعة يوليو 20, 2012 11:35 am


جزاك الله خير
وجعلة في ميزان حسناتك
وأنار الله دربك بالايمان
يعطيك العافية ع الطرح
ما ننحرم من جديدك المميز
خالص ودي وردي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عمق التوحيد والعقيدة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب التوحيد والعقيدة الشيخ محمد بن شامي شيبة
» رسالة : طبق التوحيد محمد شامي شيبة بسم الله
» 25 4 Hama أوغاريت حماة حي طريق حلب شارع التوحيد , مظاهرة مسائية نصرة للمدن المنكوبة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى دير الزور :: المنتدى الديني derezzor :: قسم التشريع السماوي-
انتقل الى:  

 عمق التوحيد والعقيدة  Button1-bm

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر المنتدى ~

مواضيع مماثلة
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى دير الزور على موقع حفض الصفحات
اخر مواضيع المنتدى
<div style="background-color: none transparent;"><a href="http://www.rsspump.com/?web_widget/rss_ticker/news_widget" title="News Widget">News Widget</a></div>
أفضل 10 فاتحي مواضيع
ابن الفرات
 عمق التوحيد والعقيدة  Vote_rcap1 عمق التوحيد والعقيدة  Voting_bar عمق التوحيد والعقيدة  Vote_lcap 
حمدان
 عمق التوحيد والعقيدة  Vote_rcap1 عمق التوحيد والعقيدة  Voting_bar عمق التوحيد والعقيدة  Vote_lcap 
مهند الاحمد
 عمق التوحيد والعقيدة  Vote_rcap1 عمق التوحيد والعقيدة  Voting_bar عمق التوحيد والعقيدة  Vote_lcap 
ديري نشمي
 عمق التوحيد والعقيدة  Vote_rcap1 عمق التوحيد والعقيدة  Voting_bar عمق التوحيد والعقيدة  Vote_lcap 
الاسمر
 عمق التوحيد والعقيدة  Vote_rcap1 عمق التوحيد والعقيدة  Voting_bar عمق التوحيد والعقيدة  Vote_lcap 
ريم الساهر
 عمق التوحيد والعقيدة  Vote_rcap1 عمق التوحيد والعقيدة  Voting_bar عمق التوحيد والعقيدة  Vote_lcap 
نبض الأمل
 عمق التوحيد والعقيدة  Vote_rcap1 عمق التوحيد والعقيدة  Voting_bar عمق التوحيد والعقيدة  Vote_lcap 
الدير نت
 عمق التوحيد والعقيدة  Vote_rcap1 عمق التوحيد والعقيدة  Voting_bar عمق التوحيد والعقيدة  Vote_lcap 
ديرية حرة
 عمق التوحيد والعقيدة  Vote_rcap1 عمق التوحيد والعقيدة  Voting_bar عمق التوحيد والعقيدة  Vote_lcap 
العاشق لاحباب
 عمق التوحيد والعقيدة  Vote_rcap1 عمق التوحيد والعقيدة  Voting_bar عمق التوحيد والعقيدة  Vote_lcap 
المواضيع الأخيرة
» دورة مهارات تقييم الاداء الوظيفي للمديرين والمشرفين
 عمق التوحيد والعقيدة  Icon_minitimeالإثنين فبراير 03, 2020 12:32 pm من طرف Manal

» دورة التحليل الفنى لتداولات الأسهم
 عمق التوحيد والعقيدة  Icon_minitimeالأربعاء يناير 22, 2020 11:48 am من طرف Manal

» التحليل. الاحصائى .للبوصات
 عمق التوحيد والعقيدة  Icon_minitimeالثلاثاء يناير 21, 2020 11:53 am من طرف Manal

» دورة اساسيات الرقابة الصحية على الاغذية
 عمق التوحيد والعقيدة  Icon_minitimeالإثنين يناير 20, 2020 9:28 am من طرف Manal

» تطبيق نظام haccp في إعداد وتصنيع وتداول الغذاء
 عمق التوحيد والعقيدة  Icon_minitimeالأحد يناير 19, 2020 9:24 am من طرف Manal

» دورة ادارة مخاطر التأمين الصحي
 عمق التوحيد والعقيدة  Icon_minitimeالخميس يناير 16, 2020 10:22 am من طرف Manal

» #دورة_ إدارة_الجودة_الشاملة_في_مجال_المشتريات_والمخازن
 عمق التوحيد والعقيدة  Icon_minitimeالأربعاء يناير 15, 2020 8:39 am من طرف Manal

» التحليل .المالِى. spss
 عمق التوحيد والعقيدة  Icon_minitimeالثلاثاء يناير 14, 2020 9:42 am من طرف Manal

» دورة. التحليل .المالِى
 عمق التوحيد والعقيدة  Icon_minitimeالأحد يناير 12, 2020 9:11 am من طرف Manal