مدخل لعقيدة السلف

مدخل لعقيدة السلف
إعداد
د/ عيسى بن عبدالله السعدي
أستاذ العقيدة بجامعة الطائف
2
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
فهذا مدخل لعقيدة السلف جعلته في أربع وحدات :
الوحدة الأولى : في مبادئ علم العقيدة .
والوحدة الثانية : في معنى التوحيد وأنواعه .
والوحدة الثالثة : في مختصر أصول اعتقاد السلف.
والوحدة الرابعة : في المنهج التفصيلي للعقيدة .
وقد ألقيت معظمه على طلاب جامعة الطائف ، ثم راجعته ، وأضفت ما تدعو الحاجة إلى إضافته ؛
ليعم نفعه بإذن الله تعالى ، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
د/ عيسى بن عبد الله السعدي
أستاذ العقيدة بجامعة الطائف
قسم الشريعة والدراسات الإسلامية
3
الوحدة الأولى
مبادئ علم العقيدة
معنى العقيدة
العقيدة مشتقة من العقد ؛ وهو الربط والشد . والاعتقاد: هو الحكم الذهني الجازم ، فإن طابق
الحق فصحيح وإلا ففاسد ؛ ولهذا كانت العقائد على قسمين:
أ - عقائد صحيحة ؛ كعقيدة التوحيد، وعقيدة ختم النبوة ، وعقيدة البعث.
ب- عقائد فاسدة ؛ كعقيدة التثليث، وعقيدة التناسخ ، وعقيدة الحلول.
موضوع العقيدة
العقيدة من حيث هي يختلف موضوعها باختلاف الملل ، ويختلف كذلك باختلاف الفرق ! فكل
ملة لها عقيدة ، وكل فرقة لها طريقه . ونحن والحمد لله ندرس العقيدة الإسلامية على طريقة
السلف الصالح . وقد بين النبي  هذه العقيدة وحدد موضوعها بأدق وأشفى عبارة فقال  ( :
الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره( . وهذه الأصول
تدور حول ثلاثة أمور :
أ- التوحيد. ب- النبوة. ج- الغيبيات
وهذه المحاور الثلاثة تنتظم جميع مسائل الاعتقاد .
4
س/ ما كيفية الإيمان بالله وما علاقته بالتوحيد والقدر؟
ج / الإيمان بالله يعني الإيمان بأربعة أمور : أ- الإيمان بوجود الله . ب- الإيمان بربوبيته .
ج- الإيمان بألوهيته . د- الإيمان بأسمائه وصفاته .
والتوحيد مرتبط بهذه الأمور من كل وجه ؛ فالأمران الأول والثاني هما توحيد الربوبية ، والثالث
توحيد الألوهية ، والرابع توحيد الأسماء والصفات .
أما القدر فإنه يعني الإيمان بعلم الله السابق ، وبكتابة المقادير ، وبعموم المشيئة والخلق ؛ وهذا يعني أنه
داخل في توحيد الربوبية ، وفي توحيد الصفات . ويمكن كذلك أن يقال : إنه داخل في توحيد
الألوهية ؛ باعتبار أن هذا التوحيد متضمن لتوحيد الربوبية والصفات بما في ذلك الإيمان بالعلم
والكتابة وعموم المشيئة والخلق .
أسماء العقيدة
العقيدة أشهر أسماء هذا العلم في هذا العصر ، وقد اشتهر بهذا الاسم من عدة قرون ، ولكنه كان
يعرف عند السلف مع هذا الاسم بأسماء أخرى ربما كانت أكثر شهرة منه ؛ ومنها :
-1 الفقه الأكبر ؛ مثل كتاب الفقه الأكبر لأبي حنيفة . ويقال : إن للشافعي كتابا بهذا الاسم أيضا .
والله أعلم .
-2 الإيمان ، مثل كتاب الإيمان لأبي بكر بن أبي شيبة ، وكتاب الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلام ،
وكتاب الإيمان لابن منده.
5
-3 السنة : فبعض علماء السلف كان يطلق على العقيدة اسم السنة مثل : كتاب السنة لعبد الله بن
الإمام أحمد ، وكتاب السنة لابن أبي عاصم ، وكذلك السنة للخلال ، وشرح السنة للبربهاري .
4 - الشريعة ، فمن علماء السلف من أطلق على العقيدة اسم الشريعة وهو إطلاق صحيح ؛ لأن
الشريعة قد يراد بها ما شرعه النبي  من عقائد ، وقد يراد بها ما شرعه النبي  من العمل، وقد يراد
بها الأمران كلاهما ، وممن أطلق اسم الشريعة على هذا العلم أبو بكر الآجري في كتابه الشريعة ،
وكذلك ابن بطة في كتابه الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ، ويسمى الإبانة الكبرى .
5 - أصول الدين ، فقد أطلق بعض علماء السلف هذا الاسم على العقيدة ؛ لأنها القاعدة التي يقوم
عليها الدين ، ومن ذلك كتاب الشرح والإبانة عن أصول السنة والديانة لابن بطة . ويسمى الإبانة
الصغرى . وكذلك أبو الحسن الأشعري لما رجع إلى مذهب السلف ألف كتابه المشهور الإبانة عن
أصول الديانة . ولكن في القول برجوعه للسنة المحضة في هذا الكتاب نظر ؛ لأنه سار فيه على طريقة
ابن كلاب في الصفات الاختيارية لا على طريقة السلف .
-6 العقيدة ؛ فقد أطلق بعض علماء السلف على هذا العلم اسم العقيدة ، ككتاب عقيدة السلف
وأصحاب الحديث لأبي عثمان الصابوني ، وكتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لأبي القاسم
اللالكائي .
ومن أشهر الكتب التي تحمل هذا الاسم كتاب لمعة الاعتقاد ، والعقيدة الواسطية ، والعقيدة
الطحاوية ، وسنتكلم عنها قليلاً لشهرتها ونفعها.
أما لمعة الاعتقاد فهو كتاب مختصر في العقيدة للموفق بن قدامة وقد شرحه شرحًا مفيدًا نافعًا ابن
عثيمين في كتابه شرح لمعة الاعتقاد وهو من أنفع كتب العقيدة للمبتدئين.
6
وأما العقيدة الواسطية فهو متن جيد في العقيدة أقر بجزالته ونفعه حتى المخالفين ، وقد شرح عدة
شروح ، فشرحه زيد بن فياض في كتابه الروضة الندية وشرحه عبد العزيز بن رشيد في كتابه
التنبيهات السنية وشرحه محمد بن عثيمين وشرحه صالح الفوزان وغيرهم من أهل العلم .
أما العقيدة الطحاوية فهو متن قديم في العقيدة وله شهرة واسعة ويؤخذ عليه أنه على عقيدة مرجئة
الفقهاء وأنه ذكر في المتن عبارات مجملة تحتمل الحق والباطل ؛ ولهذا شرح على طريقة السلف وعلى
طريقة الخلف ، وأفضل شروحه على الإطلاق هو شرح علي بن علي بن أبي العز الحنفي وهو شرح
عظيم النفع على طريقة المحققين من السلف ، ولهذا كان هو الكتاب المقرر في الجامعات السعودية
وغيرها من الجامعات التي تسير على طريقة السلف في العقيدة .
-7 التوحيد : فقد أطلق بعض علماء السلف على هذا العلم اسم التوحيد ؛ ككتاب التوحيد وإثبات
صفات الرب عز وجل لابن خزيمة ، وككتاب التوحيد ومعرفة أسماء الله عز وجل وصفاته لابن
منده.
ولا زال إطلاق هذا الاسم على العقيدة مستعملاً حتى في هذا العصر ، ومن أشهر كتب العقيدة التي
تحمل هذا الاسم كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله . وقد كثر اعتناء الناس به ؛
لعظم نفعه ، وأهمية موضوعه ، حتى أصبح من أكثر الكتب طباعة وانتشاراً ؛ ونظراً لشهرة هذا
الكتاب ، وعناية الناس به ، كثرت شروحه ، وتعددت ، وتنوعت ؛ وسنلقي نظرة عجلى على هذه
الشروح.

بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز

وفي انتظار جديدك الأروع والمميز

لك مني أجمل التحيات

وكل التوفيق لك يا رب

اسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الاعلي من الجنان
في انتظار جديدك المميز
دمت بسعادة مدي الحياة

جزاك الله خير
وجعلة في ميزان حسناتك
وأنار الله دربك بالايمان
يعطيك العافية ع الطرح
ما ننحرم من جديدك المميز
خالص ودي وردي