الملائكة على أبواب المساجد
قوله تعالى: {كِرَامًا كَاتِبِينَ}
[الانفطار: 11] عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ كَانَ
عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ الْمَلَائِكَةُ يَكْتُبُونَ
الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ فَإِذَا جَلَسَ الْإِمَامُ طَوَوْا الصُّحُفَ وَجَاءُوا
يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ) رواه البخاري0
فيا أيها العبد:
1)تقدم إلى المسجد يوم الجمعة وبادر إلى الجمعة من الساعة الأولى إن
تيسر لك وإلا فالساعة الثانية وهكذا وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا كَانَ يَوْمُ
الْجُمُعَةِ كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلَائِكَةٌ
يَكْتُبُونَ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ مَنَازِلِهِمْ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ فَإِذَا
خَرَجَ الْإِمَامُ طَوَوْا الصُّحُفَ وَاسْتَمَعُوا الْخُطْبَةَ فَالْمُهَجِّرُ
إِلَى الصَّلَاةِ كَالْمُهْدِي بَدَنَةً ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ كَمُهْدِي بَقَرَةٍ
ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ كَمُهْدِي كَبْشٍ حَتَّى ذَكَرَ الدَّجَاجَةَ وَالْبَيْضَةَ...)رواه
ابن ماجه0
2)لا تتأخر يوم الجمعة بحيث يكون حضورك إلى الجمعة إذا جلس الإمام
لان الملائكة عند ذلك يطؤون الصحف ويستمعون الذكر ولكن سارع إلى الجمعة كما في
حديث أبي هريرة السابق0
3)تقدم إلى صلاة الجمعة مبكراً بحيث تكون الأول فإن لم يتيسر فلتكن
ثاني من يأتي المسجد مبكراً فإن لم يتيسر فكن الثالث وهكذا وفي حديث أَبِي
أُمَامَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (إِنَّ
الْمَلائِكَةَ لَيَقُومُونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ
مَعَهُمِ الصُّحُفُ، يَكْتُبُونَ النَّاسَ حَتَّى إِذَا خَرَجَ الإِمَامُ طُوِيَتِ
الصُّحُفُ"، فَقُلْتُ: لَيْسَ لِمَنْ خَرَجَ بَعْدَ الإِمَامِ جُمُعَةٌ؟
فَقَالَ:"بَلَى، وَلَكِنَّهُ لَيْسَ فِيمَا فِي الصُّحُفِ)رواه الطبراني0
4)اعلم أن هناك ملكين على كل باب من أبواب المسجد يكتبان الأول فالأول
يوم الجمعة فبكر إلى المسجد يوم الجمعة كما في حديث أبي هريرة السابق0
5)حقق يوم الجمعة وفي حديث أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( مَنْ غَسَّلَ
يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَمَشَى وَلَمْ
يَرْكَبْ وَدَنَا مِنْ الْإِمَامِ فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ بِكُلِّ
خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا)رواه أبو داود وبما في
حديث سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَتَطَهَّرَ بِمَا
اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ ثُمَّ ادَّهَنَ أَوْ مَسَّ مِنْ طِيبٍ ثُمَّ رَاحَ فَلَمْ
يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ فَصَلَّى مَا كُتِبَ لَهُ ثُمَّ إِذَا خَرَجَ
الْإِمَامُ أَنْصَتَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى)رواه
البخاري0
6)احذر من اللغو وتخطى رقاب الناس في المسجد يوم الجمعة واجعل حديث
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :(مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَمَسَّ
مِنْ طِيبِ امْرَأَتِهِ إِنْ كَانَ لَهَا وَلَبِسَ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ ثُمَّ
لَمْ يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ وَلَمْ يَلْغُ عِنْدَ الْمَوْعِظَةِ كَانَتْ
كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهُمَا وَمَنْ لَغَا وَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ كَانَتْ
لَهُ ظُهْرًا)رواه أبو داوود/حسن.
الملائكة تلهز من يناح عليه (تدفعه)
فيا أيها العبد...
1)احذر من النياحة على الميت"يحذر الرجل وتحذر المرأة أيضاً
من النياحة على الميت وفي حديث أبو مُوسَى
الْأَشْعَرِيَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا مِنْ مَيِّتٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ
بَاكِيهِ فَيَقُولُ وَا جَبَلَاهْ وَا سَيِّدَاهْ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ إِلَّا
وُكِّلَ بِهِ مَلَكَانِ يَلْهَزَانِهِ أَهَكَذَا كُنْتَ)رواه الترمذي (حسن)0 يلهزانه:يدفعانه. هكذا كنت:توبيخاً وتقريعاً
2)إذا
علمت من أهلك أنهم ينوحون على الموتى فأوصهم بعدم النياحة وأنههم عنها فلا
يفعلونها إذا مت أو مات غيرك وفي حديث ابْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (
الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِمَا نِيحَ عَلَيْه) (رواه البخاري)0
3)حذر اهلك من إخوانك أو غيرهم من النياحة المحاسن في البكاء على الميت أو عليك إذا مت
مثلهم لحديث النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: (أُغْمِيَ
عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ فَجَعَلَتْ أُخْتُهُ عَمْرَةُ تَبْكِي وَا
جَبَلَاهْ وَا كَذَا وَا كَذَا تُعَدِّدُ عَلَيْهِ فَقَالَ حِينَ أَفَاقَ مَا
قُلْتِ شَيْئًا إِلَّا قِيلَ لِي آنْتَ كَذَلِكَ)رواه البخاري 0
يقدر عليه:تذكر محاسنه أثناء البكاء وهذا منهي
عنه. قيل لي أنت كذلك:استفهام إنكاري
والظاهر أن القائل هم الملائكة.
4)اعلم أن النياحة من كبائر الذنوب وفي أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثْنَتَانِ فِي النَّاسِ هُمَا
بِهِمْ كُفْرٌ الطَّعْنُ فِي النَّسَبِ وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ)رواه
مسلم0كفر:أي كفر دون كفر.
5)إذا وجدت من ينوح على الميت فأنهه فإن أبى فاحث في فاه التراب وفي
حديث عائِشَةَ تَقُولُ: (لَمَّا جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَتْلُ ابْنِ حَارِثَةَ وَجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدِ اللَّهِ
بْنِ رَوَاحَةَ جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُعْرَفُ فِيهِ الْحُزْنُ قَالَتْ وَأَنَا أَنْظُرُ مِنْ صَائِرِ الْبَابِ شَقِّ
الْبَابِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ نِسَاءَ جَعْفَرٍ
وَذَكَرَ بُكَاءَهُنَّ فَأَمَرَهُ أَنْ يَذْهَبَ فَيَنْهَاهُنَّ فَذَهَبَ
فَأَتَاهُ فَذَكَرَ أَنَّهُنَّ لَمْ يُطِعْنَهُ فَأَمَرَهُ الثَّانِيَةَ أَنْ
يَذْهَبَ فَيَنْهَاهُنَّ فَذَهَبَ ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ وَاللَّهِ لَقَدْ
غَلَبْنَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَتْ فَزَعَمَتْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اذْهَبْ فَاحْثُ فِي أَفْوَاهِهِنَّ مِنْ
التُّرَابِ قَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ أَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَكَ وَاللَّهِ مَا
تَفْعَلُ مَا أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا
تَرَكْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْعَنَاءِ)رواه
مسلم0
اعلم أن الملائكة يستحيون وقد قال تعالى عنهم {كِرَامًا
كَاتِبِينَ} [الانفطار: 11]فهم كرام أهل حياء من الله وقيام بما وكل إليهم0
فيا أيها العبد:
1)اعلم أن الملائكة تستحي من عثمان بن عفان رضي الله
عنه ففي حديث عَائِشَةَ قَالَتْ:(كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي كَاشِفًا عَنْ فَخِذَيْهِ أَوْ
سَاقَيْهِ فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ
فَتَحَدَّثَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ كَذَلِكَ فَتَحَدَّثَ
ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَسَوَّى ثِيَابَهُ قَالَ مُحَمَّدٌ وَلَا أَقُولُ ذَلِكَ فِي يَوْمٍ
وَاحِدٍ فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ دَخَلَ أَبُو
بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ
تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ
ثِيَابَكَ فَقَالَ أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ)(رواه
مسلم) فإذا علمت ذلك فإن الذين لا يستحيون من عثمان بل ويتكلمون فيه ويسبونه رضي
الله عنه فإنما هم ساقطون منافقون فاحذر منهم كل الحذر واعرف لعثمان فضله ومكانته
فهو ثالث الخلفاء الراشدين وقد زوجه النبي صلى الله عليه وسلم اثنتين من بناته وقد
شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة رضي الله عنه وأرضاه 0
2)استحي من الله "فقم بما أمرك به وانته عما
نهاك الله عنه" "وحقق التوحيد"وليكن حياؤك من الله حق الحياء وفي
حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اسْتَحْيُوا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ قَالَ قُلْنَا
يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ قَالَ لَيْسَ ذَاكَ
وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ
وَمَا وَعَى وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى وَلْتَذْكُرْ الْمَوْتَ وَالْبِلَى وَمَنْ
أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ
اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ)رواه الترمذي0
3)استحي من الملائكة التي تكتب عليك أعمالك وأقوالك وانتبه لحركاتك
وسكناتك وألفاظك بل انتبه لإرادتك وقصدك وكن حيياً في ذلك كله فلا يصدر منك إلا ما
كان خيراً وطاعة.
4)اعلم أن الله حي ستر يحب الحياء والستر كما في حديث يَعْلَى أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (رَأَى رَجُلًا يَغْتَسِلُ
بِالْبَرَازِ بِلَا إِزَارٍ فَصَعَدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى
عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ
وَجَلَّ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ فَإِذَا اغْتَسَلَ
أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ)رواه أبو داود,فتخلق بالحياء فإنه خلق الإسلام وفي
حديث أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ
لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ)رواه ابن ماجه,ولحديث
أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الْحَيَاءُ
شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ)رواه النسائي ولحديث أَبِي قَتَادَةَ قَالَ : كُنَّا
مَعَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَثَمَّ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ فَحَدَّثَ عِمْرَانُ
بْنُ حُصَيْنٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْحَيَاءُ
خَيْرٌ كُلُّهُ)رواه أبو داود,وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( الْحَيَاءُ مِنْ الْإِيمَانِ
وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَالْبَذَاءُ مِنْ الْجَفَاءِ وَالْجَفَاءُ فِي
النَّارِ)رواه الترمذي0
5)اعلم أن مما اتفق عليه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وندب إليه
الأنبياء ولم يستح من شر أنفسهم ما جاء في حديث أَبُي مَسْعُودٍ عُقْبَةُ قَالَ قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ
النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ)رواه
البخاري وفي لفظ له(فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ)
فقل الخير
أو للتهديد أي أفعل ماشئت فإن الله يجزيك عليه أو فقل انظر الى 6 ان تفعله فإن كان
ممالا يستحي منه فافعله وان كان مما يستحي منه فدعه او المعنى انك اذا لم تستح من
الله من شيء يجب الا تستحي فيه من أمر الدين فافعله والإقبال بالخلق أو المراد
الحث على الحياء والتنويه بفضله أي لم يجز صنع جميع ما شئت لم يجز ترك الاستحياء
"ذكر ذلك الحافظ رحمه الله في الفتح" لله تعالى واحذر من المعاصي ان كنت
ذا حياء وقبل أن تتكلم أو تفعل تذكر قول الله تعالى: {إِنَّ عَلَيْكُمْ
لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)}
[الانفطار: 10 - 12] فاستح من هؤلاء الكرام0
6)استح أيها المسلم من النظر إلى المرأة الأجنبية وخف من الله في
ذلك واعلم أن الملائكة تستحي وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(فَإِنَّ
جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ فَنَادَانِي فَأَخْفَاهُ مِنْكِ فَأَجَبْتُهُ
فَأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ)
رواه مسلم 0
الملائكة والبراءة من المشركين يوم القيامة
قال الله تعالى:{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا
ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40)
قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ
الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (41)}[سبأ: 40، 41]0
فيا أيها العبد...
1)حقق توحيد الله عز وجل واحذر من الشرك وكن كارهاً للمشركين فتبرأ
منهم ومن أعمالهم فإن هذا هو منهج الرسل والملائكة والأخيار من أهل التوحيد وقد
قال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ
وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا
تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ
الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا
قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ
اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا
وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا
وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ } [الممتحنة: 4، 5].
2)اعلم أن من شرط الإيمان الصحيح الذي ينفع صاحبه ويحقن
دمه أن يكفر بما يعبد من دون الله فإن لم يفعل فإنه ليس بمؤمن وفي حديث أَبِي
مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ : (مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ
دُونِ اللَّهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ)رواه مسلم0
3)اكره المشركين وكل كافر كرهاً كاملاً تاماً وقم بمعاداته العداوة
الظاهرة حتى يؤمنوا بالله إلا أن تخاف من إظهارها وقد قال تعالى عن معاداة إبراهيم
للكفار: {وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا
حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ
لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا
عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)}
[الممتحنة: 4] واعلم أن البغض في الله والحب في الله هي أوثق عرى الإيمان وفي حديث
ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَقَالَ:يَا ابْنَ مَسْعُودٍ، قُلْتُ:
لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَهَا
ثَلاثًا،(تَدْرِي أَيُّ عُرَى الإِيمَانِ أَوْثَقُ؟قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَعْلَمُ، قَالَ:فَإِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الإِسْلامِ الْوَلايَةُ فِيهِ، الْحُبُّ
فِيهِ وَالْبُغْضُ)رواه الطبراني0
4)إن أعظم الذنوب هو الشرك الأكبر "الشرك
بالله" "الكفر الأكبر" وفيه ادعاء أن الله اتخذ ولداً كما قال
اليهود {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} [التوبة: 30]وقال
النصارى {وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ } [التوبة: 30]وقال
المشركون:الملائكة بنات الله وهذه المقالة الشنيعة"دعوى الولد لله"تكاد
السماوات على عظمتها وصلابتها أن تتشقق من هذه المقالة والأرض أن تتصدع وان تندك
الجبال كما قال تعالى: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ
الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا } [مريم: 90]فإذا كانت الجبال والسماء
والأرض تكره هذه المقالة وتتأثر فكن أنت كارهاً مبغضاً لها ولأهلها أشد الكراهية
والبغضاء وتأمل أن فرعون لما أغرقه الله في البحر وكان مدعياً للربوبية كافراً
خبيثاً فإن جبريل عليه السلام من شدة كراهته لفرعون فإن كان يدس في فم فرعون من
حال البحر وفي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَفَعَهُ أَحَدُهُمَا إِلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَدُسُّ فِي
فَمِ فِرْعَوْنَ الطِّينَ، مَخَافَةَ أَنْ يَقُولَ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ )رواه
أحمد 0
5)إذا عمل أحدكم معصية فأنكر عليه وتبرأ إلى الله من
عمله تلك المعصية ولما حصل من خالد بن الوليد سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ (بَعَثَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى
بَنِي جَذِيمَةَ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَلَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا
أَسْلَمْنَا فَجَعَلُوا يَقُولُونَ صَبَأْنَا صَبَأْنَا فَجَعَلَ خَالِدٌ يَقْتُلُ
مِنْهُمْ وَيَأْسِرُ وَدَفَعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ حَتَّى إِذَا
كَانَ يَوْمٌ أَمَرَ خَالِدٌ أَنْ يَقْتُلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ
فَقُلْتُ وَاللَّهِ لَا أَقْتُلُ أَسِيرِي وَلَا يَقْتُلُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي
أَسِيرَهُ حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَذَكَرْنَاهُ فَرَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ
فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ مَرَّتَيْنِ)رواه
البخاري,وفي حديث الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: (كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَيُّ عُرَى
الْإِسْلَامِ أَوْثَقُ ؟ "، قَالُوا: الصَّلَاةُ، قَالَ: " حَسَنَةٌ،
وَمَا هِيَ بِهَا ؟ " قَالُوا: الزَّكَاةُ، قَالَ: " حَسَنَةٌ، وَمَا
هِيَ بِهَا ؟ " قَالُوا: صِيَامُ رَمَضَانَ . قَالَ: " حَسَنٌ، وَمَا
هُوَ بِهِ ؟ " قَالُوا: الْحَجُّ، قَالَ: " حَسَنٌ، وَمَا هُوَ بِهِ ؟
" قَالُوا: الْجِهَادُ، قَالَ: " حَسَنٌ، وَمَا هُوَ بِهِ ؟ "
قَالَ: " إِنَّ أَوْثَقَ عُرَى
الْإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ فِي اللهِ،
وَتُبْغِضَ فِي اللهِ ") رواه أحمد حسن,وفي حديث ابْنَ مَسْعُودٍ:(... أَيُّ
عُرَى الإِيمَانِ أَوْثَقُ؟قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:فَإِنَّ
أَوْثَقَ عُرَى الإِسْلامِ الْوَلايَةُ فِيهِ، الْحُبُّ فِيهِ وَالْبُغْضُ)رواه
الطبراني فأدرس نفسك في هذا الموضوع دراسة حقيقية "الموالاة والمعاداة".
الملائكة(خزنة الجنة)وكلام الملائكة مع أهل الخير
قال الله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا
رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ
أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ
فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ } [الزمر: 73]0
فيا أيها العبد
1)شمر إلى الجنة مسارعاً مسابقاً من الآن"حقق
التوحيد وقم بما أمرك الله به وانته عما نهاك الله عنه وقد قال تعالى:{وَسَارِعُوا
إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ
أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133] وقال تعالى:{سَابِقُوا إِلَى
مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ } [الحديد: 21] واعلم انك
إن وفقك الله لدخول الجنة أو حدثت الراحة المتكاملة والحياة في النعيم المقيم كما
قال تعالى: {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ
لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ} [التوبة: 21].
2)إذا وفق الله العبد لدخول الجنة فإنه لا يسمع إلا
كل ما يسره ومن ذلك أن الملائكة تدخل على أهل الجنة بالسلم كما قال تعالى: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23)
سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) }
[الرعد: 23 - 25]وقال تعالى: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ
أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [الأعراف: 43]3)إن المؤمنين إذا
بعثوا من قبورهم يوم القيامة فإنهم لا يتلقاهم الفزع ولكن تتلقاهم الملائكة
وتهنئهم وتقول لهم هذا يومكم الذي كنتم توعدون "فليهنكم ما وعدكم الله وابشروا
بالخير والكرامة.
3)إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار فإنه
يقوم مؤذن بينهم كم في حديث ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:(يَدْخُلُ أَهْلُ
الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ ثُمَّ يَقُومُ مُؤَذِّنٌ
بَيْنَهُمْ يَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ وَيَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ
خُلُودٌ)(رواه البخاري)0
5)إن أهل الجنة في نعيم مقيم ولكن ينادون كما في
حديث صُهَيْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا هَذِهِ
الْآيَةَ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26]
قَالَ: ( إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ
النَّارَ، نَادَى مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ
مَوْعِدًا يُرِيدُ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ ، فَيَقُولُونَ: وَمَا هُوَ ؟ أَلَمْ
يُثَقِّلْ مَوَازِينَنَا، وَيُبَيِّضْ وُجُوهَنَا، وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ،
وَيُجِرْنَا مِنَ النَّارِ " قَالَ: " فَيُكْشَفُ لَهُمُ الْحِجَابُ فَيَنْظُرُونَ
إِلَيْهِ " قَالَ: " فَوَاللهِ مَا أَعْطَاهُمْ شَيْئًا أَحَبَّ
إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ، وَلَا أَقَرَّ لِأَعْيُنِهِمْ)رواه أحمد ,شمر
إلى الجنة من الآن0
6)إن خازن الجنة لا يفتح لأحد قبل رسولنا محمد صلى
الله عليه وسلم وفي حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَأَسْتَفْتِحُ فَيَقُولُ الْخَازِنُ مَنْ أَنْتَ فَأَقُولُ مُحَمَّدٌ فَيَقُولُ
بِكَ أُمِرْتُ لَا أَفْتَحُ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ)(رواه مسلم) فاعرف رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وتابعه في
أمره وأترك ما ينهاك عنه أن أردت الهدى وقد قال تعالى : {وَإِنْ تُطِيعُوهُ
تَهْتَدُوا} [النور: 54].
الملائكة(خزنة الجنة)وكلامهم مع أهل النار وبقية
الملائكة المختصة بها
قال الله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا
إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا } [الزمر: 71]
فيا أيها العبد...
1)أهرب من نار جهنم واجعل بينك وبين عذاب الله وقاية
فإن عذاب جهنم شديد وقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا
أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا
مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ
مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]وقد وصف الله الملائكة الذين هم على النار بأن
طباعهم غليظ قد نزعت من قلوبهم الرحمة بالكافرين وأنهم شدد في تركيبهم غاية الشدة
والحفافة والمنظر المزعج قلت فكيف بالنار نفسها_والله المستعان.
2)اسأل نفسك عن إجابتك لرسول الله صلى الله عليه
وسلم وأتباعه فيما جاء به واعلم ان خزنة النار يكلمون أهل النار {أَلَمْ
يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ
وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ } [الزمر: 71]فأهم المهمات إتباع
الرسل-أنا وأنت مسئولون عن إتباع رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فمن لم يتابع
رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم ولم يؤمن به فهو من أهل النار وسوف يلحقه هذا
الإنكار {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ } [الزمر: 71]قوله تعالى: {قَالُوا
أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى } [غافر:
50]0
3) إن خزنة النار ملائكة(زبانية)غلاظ شداد وقد قال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ
النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً ..}
[المدثر: 31]وقال{عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} [المدثر: 30]وقال تعالى:{وَمَا
جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً ..} [المدثر: 31]أي إنما ذكرنا عدتهم
تسعة عشر اختباراً للناس{لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ
وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ
مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ
وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ } [المدثر: 31] وفي حديث عَبْدِ اللَّهِ
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(يُؤْتَى
بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ مَعَ كُلِّ زِمَامٍ
سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا)رواه مسلم.فإذا كانت الملائكة الذين
يجرون بهم(49000,000)أربعة مليار وتسعمائة مليون ملك –حقاً أنها لا يعلم قدرها
وحرارتها وشدة عذابها إلا الله0فهل تقي نفسك أيها العبد منها وهل تقي أهلك. ؟من
الآن من الآن"
4)اعلم أن أهل النار ينادون خازن النار طالبين الموت
كما قال تعالى:{وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ
إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} [الزخرف: 77] أي ليقبض أرواحنا ليريحنا فيما كنا فيه من
العذاب فأجابهم مالك: {إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} [الزخرف: 77] (فلا خروج لكم
منها ولا محيد لكم عنها)أخي المسلم ابحث من اليوم عن النجاة من عذاب جهنم واعلم
انك في هذه الحياة إما أن تسعى في عتق رقبتك من النار فافعل وإما أن تسعى في
ايباحها من عذاب الله فتب إلى الله واستغفره وفي حديث أَبِي مَالِكٍ
الْأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(الطُّهُورُ
شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَالصَّلَاةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ
وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ
نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا)رواه مسلم اعلم أن خازن النار يوقد
النار وقد رآه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوقدها وفي حديث سَمُرَةَ قَالَ قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ
رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي قَالَا الَّذِي يُوقِدُ النَّارَ مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ
وَأَنَا جِبْرِيلُ وَهَذَا مِيكَائِيلُ) رواه البخاري,وفي حديث ابْنَ عَبَّاسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى رَجُلًا آدَمَ طُوَالًا جَعْدًا كَأَنَّهُ
مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ وَرَأَيْتُ عِيسَى رَجُلًا مَرْبُوعًا مَرْبُوعَ الْخَلْقِ
إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ سَبِطَ الرَّأْسِ وَرَأَيْتُ مَالِكًا خَازِنَ
النَّارِ وَالدَّجَّالَ فِي آيَاتٍ أَرَاهُنَّ اللَّهُ إِيَّاهُ{ فَلَا تَكُنْ
فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ })رواه البخاري,"إن النار توقد يوقدها الخازن
فاعتبر واتعظ أيها العبد وأهرب منها"0
(الملائكة)ومباهاة الله بعباده الملائكة
اعلم أن الله يباهي بعباده العباد وهم في بعض
العبادات00
فيا أيها العبد...
1)إذا قضيت فريضة من فرائض الصلاة وانتظرت الأخرى
التي بعدها فإن الله يباهي بك الملائكة فاجتهد أن تنتظر الفريضة بعد التي قبلها
ولو في بعض الأحيان وفي حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ
:(صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ فَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ وَعَقَّبَ مَنْ
عَقَّبَ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْرِعًا
قَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ وَقَدْ حَسَرَ عَنْ رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ أَبْشِرُوا
هَذَا رَبُّكُمْ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يُبَاهِي بِكُمْ
الْمَلَائِكَةَ يَقُولُ انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي قَدْ قَضَوْا فَرِيضَةً وَهُمْ
يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى) رواه ابن ماجه.
2)إن تيسر لك الحج والوقوف مع أهل عرفة "في حج
مبرور" بحيث تيسر فيه كما أمر الله وكما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم
فاعلم أن الله يباهي بأهل عرفة الملائكة وفي حديث عَائِشَةُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ
يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ
لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ)رواه
مسلم0
3)اجلس في حلقة المسجد في ذكر الله تعالى فإن الله
يباهي بك الملائكة وفي حديث مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : (إِنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ يَعْنِي
مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ مَا أَجْلَسَكُمْ قَالُوا جَلَسْنَا نَدْعُو اللَّهَ
وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِدِينِهِ وَمَنَّ عَلَيْنَا بِكَ قَالَ آللَّهُ
مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَلِكَ قَالُوا آللَّهُ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَلِكَ
قَالَ أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهَمَةً لَكُمْ وَإِنَّمَا أَتَانِي
جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي
بِكُمْ الْمَلَائِكَةَ)رواه النسائي 0
تنزل الملائكة بالسكينة بالخير
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا
رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ
أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ
تُوعَدُونَ} [فصلت: 30]وقال تعالى :{مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا
بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ} [الحجر: 8]فيا أيها العبد...
1)أكثر قراءة القرآن تعبداً لله واقرأ سورة الكهف
وغيرها وفي حديث الْبَرَاءِ قَالَ:(كَانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الْكَهْفِ
وَعِنْدَهُ فَرَسٌ مَرْبُوطٌ بِشَطَنَيْنِ فَتَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ فَجَعَلَتْ
تَدُورُ وَتَدْنُو وَجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ مِنْهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ
تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ)(رواه مسلم)0
2)اقرأ القرآن وحسن صوتك بالقراءة واقرأ سورة البقرة
طلباً للتقرب عند الله وفي حديث أَبَي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ
أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ بَيْنَمَا هُوَ لَيْلَةً يَقْرَأُ فِي مِرْبَدِهِ إِذْ
جَالَتْ فَرَسُهُ فَقَرَأَ ثُمَّ جَالَتْ أُخْرَى فَقَرَأَ ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا
قَالَ أُسَيْدٌ فَخَشِيتُ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى فَقُمْتُ إِلَيْهَا فَإِذَا مِثْلُ
الظُّلَّةِ فَوْقَ رَأْسِي فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ ... فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ كَانَتْ
تَسْتَمِعُ لَكَ وَلَوْ قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَرَاهَا النَّاسُ مَا تَسْتَتِرُ
مِنْهُمْ) رواه مسلم" وعند البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال لأسيد :(تِلْكَ
الْمَلَائِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ وَلَوْ قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ النَّاسُ
إِلَيْهَا لَا تَتَوَارَى مِنْهُمْ)رواه البخاري0
3)اجتمع في المسجد مع الآخرين على تلاوة كتاب الله
(القرآن) ومدارسته(مدارسة العلم الشرعي في القرآن والسنة) لتحصل على ما في حديث أَبِي
هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:(مَا
اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ تَعَالَى يَتْلُونَ كِتَابَ
اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ
وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ
فِيمَنْ عِنْدَهُ)رواه أبو داود إذا أفطرت عند قوم فادع لهم بما جاء في حديث أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ قَالَ:كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَفْطَرَ
عِنْدَ أَهْلِ بَيْتٍ قَالَ:(أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ
طَعَامَكُمُ الْأَبْرَارُ ، وَتَنَزَّلَتْ عَلَيْكُمُ الْمَلَائِكَةُ) رواه أحمد
,إن تنزل الملائكة في ما ذكر يكون بالخير والرحمة والبركة فتحصل تلك المجالس التي
تنزل فيها الملائكة والسكينة على خير عظيم وبركة ورحمة من الله تعالى.
6)اعلم أن الملائكة لا تنزل إلا بأمر الله تعالى وفي
حديث بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجِبْرِيلَ: (أَلَا تَزُورُنَا أَكْثَرَ مِمَّا
تَزُورُنَا قَالَ فَنَزَلَتْ{وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا
بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا }الْآيَةَ )رواه البخاري0
7)السكينة تطلق على معان(منها الملائكة كما في حديث الْبَرَاءِ
بْنِ عَازِبٍ قَالَ: (كَانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الْكَهْفِ وَإِلَى
جَانِبِهِ حِصَانٌ مَرْبُوطٌ بِشَطَنَيْنِ فَتَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ فَجَعَلَتْ
تَدْنُو وَتَدْنُو وَجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ تِلْكَ
السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ بِالْقُرْآنِ) رواه البخاري,وتطلق على الطمأنينة مأخوذ
من سكون القلب"0
الملائكة والبيوت(دخولها أو عدم دخولها)
اعلم أن الملائكة تدخل البيوت الطاهرة بالخير
والرحمة من الله تعالى00
فيا أيها العبد...
1)ليكن بيتك عامراً بطاعة الله وبقراءة القرآن وبذكر
الله تعالى والطهارة من الذنوب وبت على طهارة في جسدك وفي حديث ابْنِ عُمَرَ
رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ , أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ :(طَهِّرُوا هَذِهِ الأَجْسَادَ طَهَّرَكُمُ اللَّهُ ,
فَإِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ يَبِيتُ طَاهِرًا إِلا بَاتَ مَلَكٌ فِي شِعَارِهِ لا
يَنْقَلِبُ سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ إِلا قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِكَ
فَإِنَّهُ بَاتَ طَاهِرًا)رواه الطبراني 0
2)لا يكن في بيتك كلب "أخرج الكلاب من بيتك
" وفي حديث أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:(إِنَّ الْمَلائِكَةَ لا
تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ)رواه الطبراني0
3) اخرج التماثيل والتصاوير(الصور)من بيتك ولا تكن
الصور معلقة في بيتك (اتق الله) وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ
بَيْتًا فِيهِ تَمَاثِيلُ أَوْ تَصَاوِيرُ) "رواه مسلم", وفي حديث أَبِي
طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: (لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا
صُورَةٌ)"رواه البخاري"0
4)اعلم أن الملك جبريل لا يدخل بيتاً في كلب ولا
تصاوير وفي حديث ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم قال:(مَا لَكَ لَمِ تَأْتِنِي
، وَكُنْتَ إِذَا وَعَدْتَنِي لَمْ تُخْلِفْنِي ،فَقَالَ: إِنَّا لا نَدْخُلُ
بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا تَصَاوِيرُ) رواه الطبراني,فاحرص أن يكون بيتك ليس
فيه صور ولا كلاب وطهره من ذلك0
5)لا تتضمخ بالخلوق وتوضأ من الجنابة وفي حديث عَمَّارِ
بْنِ يَاسِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:(ثَلَاثَةٌ
لَا تَقْرَبُهُمْ الْمَلَائِكَةُ جِيفَةُ الْكَافِرِ وَالْمُتَضَمِّخُ
بِالْخَلُوقِ وَالْجُنُبُ إِلَّا أَنْ يَتَوَضَّأَ) رواه أبو داود حسن. وفي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:(إِنَّ الْمَلائِكَةَ لا تَحْضُرُ
الْجُنُبَ، وَلا الْمُضْمَخَ بِالْخَلُوقِ بِخَيْرٍ حَتَّى يَغْتَسِلا)رواه الطبراني
,حسن.
6)احذر من شرب المسكر أو كل ما ينقص العقل من الحبوب
أو القات أو الحشيش أو غيرها لحديث بريدة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ثلاث
لا تقربهم الملائكة : السكران ، والمتخلق ، والجنب)رواه الطبراني 0
7)إذا كان عندك تمثال فاقطع منه الرأس و إذا كان
الملابس صور فلتقطع وتكون وسائد منبوذة(تصبح الصور منبوذة توطأ)و إذا كان في البيت
كلب فأخرجه وفي حديث أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ لِي
أَتَيْتُكَ الْبَارِحَةَ فَلَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَكُونَ دَخَلْتُ إِلَّا أَنَّهُ
كَانَ عَلَى الْبَابِ تَمَاثِيلُ وَكَانَ فِي الْبَيْتِ قِرَامُ سِتْرٍ فِيهِ
تَمَاثِيلُ وَكَانَ فِي الْبَيْتِ كَلْبٌ فَمُرْ بِرَأْسِ التِّمْثَالِ الَّذِي
فِي الْبَيْتِ يُقْطَعُ فَيَصِيرُ كَهَيْئَةِ الشَّجَرَةِ وَمُرْ بِالسِّتْرِ
فَلْيُقْطَعْ فَلْيُجْعَلْ مِنْهُ وِسَادَتَيْنِ مَنْبُوذَتَيْنِ تُوطَآَنِ وَمُرْ
بِالْكَلْبِ فَلْيُخْرَجْ فَفَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَإِذَا الْكَلْبُ لِحَسَنٍ أَوْ حُسَيْنٍ كَانَ تَحْتَ نَضَدٍ لَهُمْ
فَأُمِرَ بِهِ فَأُخْرِجَ)رواه أبو داود واعلم أن قطع الرأس من الصورة يكفي وفي
حديث ابن عباس : (الصورة الرأس ، فإذا قطع الرأس ، فلا صورة ) قال الألباني
(صحيح)0
8)الصورة إذا كانت في الثوب وكانت ممتهنة فلا بأس
بها وفي حديث أَبي طَلْحَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ:(لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ قَالَ إِلَّا رَقْمٌ
فِي ثَوْبٍ أَلَا سَمِعْتَهُ) رواه البخاري0