منهج تربوي ولدي قرة عيني: أحبك فاحفظ الله يحفظك
[center]تأليف و جمع و إعداد و ترتيب :
أختكم:
سعاد بنت سليمان(أم إبراهيم) الطبعة الأولى إهداء إلى أبي إلي أمي اللذين أدباني
فأحسنا تأديبي 0 إلى إخواني أحبائي الذين
أعانوني على طلب العلم إلى زوجي ورفيق دربي الذي كان
نعم المجاهد والموجه لي في درب دعوتي بارك الله فيه إلى أبنائي وبناتي الذين صانوا
قلعتي في حضوري و غيابي وكانوا نعم المعينين لي في حياتي بفضل ربي 0 إلى أخواتي حبيباتي في الله
اللواتي لم يحرموني من الدعاء و من أي جهد وعون وإن عظم ، جمعني الله وإياهن في
الدنيا على طاعته وفي الآخرة في دار
كرامته وظل عرشه متحابين في الله على منابر من نور يغبطنا النبيين والمرسلون إن
شاء الله 0 إلى كل أب 000و أم 000و غيور
000 إلى كل مربي ومربية 000 إلى كل من رأى الفتن تجتاح الأبناء والبنات
اجتياح الشياطين ويبتغي حمايتهم منها إلى كل هؤلاء وغيرهم أهدي هذا الجهد المتواضع 000 وأسأل الله أن يجعله صدقة جارية عنا أجمعين 0 المقدمة الحمد
لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، محمد بن عبدالله وآله وصحبه ومن
تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
فإن
مسائل التربية للبنين والبنات والعناية بها من أعظم الأمور التي جاءت بها شريعة
الإسلام ، ولقد عنيت هذه الشريعة المطهرة بتربية الأولاد ، بل وبالأسرة عموما منذ
بدايتها ، بل قبل تكوينها وحين غفل الكثير من الناس عن هذه العناية المطهرة حصل
الضلال وحدثت الأخطاء الكثيرة التي مردها البعد عن القرآن الكريم ، والسنة المطهرة
، والآداب والفضائل التي جاء بها الإسلام .
لقد
أسهم الإعلام المرئي والمقروء والمسموع في نشر الفساد والرذيلة ، ومع ضعف الإيمان
، وقلة المربين العاملين على هدى وبصيرة ، وغفلة المسؤولين عن التربية ، وبعد
المناهج الدراسية عن التربية الإيمانية الحقة ، ظهرت صور الفساد وانتشرت ، وشاعت
وكثرت ، ومع ضعف النصيحة الصادقة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عم البلاء
وطم ولا حول ولا قوة إلا بالله .
إن
ولاة الأمر عليهم مسؤولية عظيمة في التربية في سن الأنظمة والقوانين المبنية على
الشريعة المطهرة وأصولها العظيمة ومراقبة ذلك ، كما أن الوالدين معنيون بالدرجة
الأولى بتربية أبنائهم وبناتهم تربية صحيحة منذ نعومة أظفارهم وإن الله تعالى
سائلهم عنهم يوم يلقونه فليعدوا للسؤال جوابا ، وللجواب صوابا وإن أئمة المساجد
وخطباء الجوامع والمدرسين والمدرسات والدعاة ومن وهبه الله قلما للكتابة في الصحف
، وكذا سائر وسائل الإعلام عليهم نصيب وافر من ذلك فليتقوا الله وليقولوا قولا
سديدا ، وليقوموا بأمانتهم ورعايتهم . ولقد أطلعتني الأخت أم إبراهيم – سعاد بنت
سليمان – على رسائل جمعتها لنصح إخوانها وأخواتها في التربية الصحيحة ، وذكرت قصصا
واقعية ، يقطر القلب دما من هولها ، ويتمنى المؤمن الغيور على محارم الله أنه في
باطن الأرض ولم يقرأها ولم يعلم بها ، بل لا يكاد عقل المؤمن وقلبه أن يصدق بها
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ضياع للأعراض وتساهل بالحرمات، واستخفاف
بشعائر الدين وأوامره ونواهيه فأين الإسلام ، وأين الإيمان :
لمثل هذا يذوب القلب من كمد إن
كان في القلب إسلام وإيمان
فهذه
الرسائل التي عنونت لها بعنوان ( ولدي قرة عيني : أحبك فاحفظ الله يحفظك ) رسائل
مفيدة ونافعة ، وأوصي بقراءتها والاستفادة منها وجزى الله كاتبتها كل خير على ما
بذلت واجتهدت ، وأسأل الله تعالى أن يوفقنا لما فيه الخير والسداد ، والهدى
والرشاد ، وأن يرزقنا العلم النافع ، والعمل الصالح ، والنصح الصادق للمسلمين
..آمين .
وصلى
الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،
وكتبه
صالح
بن محمد النويجم
مدير
مركز الدعوة والإرشاد بدولة البحرين
27
/ رجب / 1421 هـ
24
/ أكتوبر / 2000 م
بسم الله الرحمن الرحيم كلمة
أختكم بين يدي الكتاب والله على ما أقول شهيدالحمد لله الذي أوجب على
العباد الإخلاص في العبادات والنصح في المعاملات الذي جعل الأولاد قرة للعيون
وانشراحا للصدور 000
وأشهد أن لا أله إلا الله
وحده لا شريك له وعد الصالحين والمصلحين بالفلاح في الدنيا وعلو الدرجات في الآخرة
وأشهد أن خير المربين محمد
صلى الله عليه وسلم القائل :"أدبني ربي فأحسن تأديبي" هو عبد الله
الداعي إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة 000
اللهم صل وسلم وبارك على
عبدك ورسولك وعلى آله وأصحابه الكرام البررة 000
أما بعد 000
وبلا مقدمات والله ما بي إلا
النقصان و أسأل الرحمن ستر العيوب ولا أملك فضيلة ولا زيادة فهم على أخواتي وما
تمنيت أن أعرف ما تمنيت من الله إلا أن أكون كشجرة تسقى بالماء تنفع العباد، وتقطع
في سبيل الله وما هذه الوريقات إلا محاضرة يسيرة جمعت معلوماتها من كتب الأفاضل
الأفذاذ واجتهدت في جمع المعلومات وترتيبها وإعدادها مع زيادة البحث والاجتماع
ببعض الإداريات والمدرسات ومديرات المدارس واتصلت ببعضهن عند تعثر الذهاب لهن
لمحاولة ولو يسيرة لحل بعض المشاكل والانحرافات التي تحدث في المدارس وأعانني الله
وبدأت في إعطاء هذه المحاضرة في بعض
المراكز الدينية التربوية فلاقت القبول والرضا عند الكثير من المربيات من أمهات
وجدات ومدرسات ومديرات ومشرفات اجتماعيات 0
فشجعنني على احتوائها في
كتيب مفيد لعل الله أن ينفع بها كل من اطلع عليها 000وو الله وأيم الله ما أنا
بكفء لذلك ومالي الفضل فيه إلا البحث والتقصي
والجمع والاجتهاد في ترتيب المعلومات سواء من كتاب أو شريط أو من أفواه من
نقل لي بعض المعلومات المهمة بهذا الشأن واستخرت الله وشاورت في الأمر وأحسست أن
الأمر يقترب من يدي بأمر الله فاستعنت بالله 00ولملمت وريقاتي المبعثرة وبدأت في
كتابة المسودة لها مع التنقيح والتعديل لبعض العبارات بالزيادة أو النقصان وبتصحيح
ما زلت به الأقلام 000
فإن أحسنت وصوبت فمن منة الرحمن
علي وإن أسأت فمن نفسي ومن الشيطان ،فأستغفر الله من ذنبي وأتوب إليه و000
إن تجدوا عيبا فسدوا
الخللا
جل من لا عيب فيه وعلا
"بتصرف"
أسميت هذا المجهود ب (ولدي
قرة عيني :أحبك فاحفظ الله يحفظك) فنحن نحبك يا ولدي فاحفظ الله في أعمالك يحفظك
الله في دنياك وآخرتك0
أختكم
في الله :- سعاد بنت سليمان الباب
الأول :المشاكل الطافية على السطح تصور أنك ذهبت إلى المستشفى بسبب مرض ما وجاء دورك للدخول
على الطبيب لشرح ما بك له وبمجرد الدخول عند باب الغرفة قال لك الطبيب: تفضل هذا
الدواء فهو أفضل علاج لمرضك ! ماذا يكون ردك وقتها ؟ أتقول هو طبيب حاذق وذكي عرف
سبب شكواي قبل أن أخبره ؟ أم تقول : هذا طبيب مجنون ! كيف يعطي الدواء من غير أن
يعرف الداء! لذلك يا اخوتي في الله أريد أن أضع أيديكم على بعض ما يحدث
لأبناء المسلمين بسبب الحرب الشريرة التي يشنونها على أبنائنا باسم التقدم والتحضر
والحرية هي حرب يقع على عاتقنا الجزء الكبير من المسؤولية فيها ولا يظلم ربك أحدا لذلك سوف أطرح عليكم أيها المربون مشاكل بعض الأبناء على جميع
المستويات ومراحل الأعمار والتعليمية ،بأسلوب أدبنا عليه أفضل الخلق الأمين عليه
أفضل الصلاة وأزكى التسليم ألا وهو أسلوب التعريض الذي تعامل به رسول الله صلى
الله عليه وسلم مع بعض المشاكل ،كمثل الرجال الثلاثة الذين تقالوا عبادة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، فقال أحدهم أنا أصلي ولا أنام ، وقال الآخر أنا أصوم ولا
أفطر ، وقال الثالث وأنا أتبتل ولا أتزوج النساء ، لكن الرسول عندما علم بهم قال
:"ما بال أقوام قالوا كذا وكذا ولكني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء
،فمن رغب عن سنتي فليس مني" صحيح الجامع 000وأعرضت عن ذكر بعض المشاكل علما بأن التي سأذكرها لا تقل عنها
000حياءا من الله ثم منكم ،فسامحوني 000وهذا الأسلوب"التعريض" في المعالجة له فوائد كثيرة
منها :- 1.
أنه يحفظ شخصية المخطئ عند الناس فلا يقل شأنه ومرتبته بينهم فيساعده
على عدم الإصابة بالإحباط والأمراض النفسية المعقدة .
2.
يصحح المعلم خطأ المتعلم مما يؤدي إلى زيادة روابط الثقة والمحبة
بينهما لأن المخطئ سيشعر بالطمأنينة والارتياح النفسي عندما عولج خطأه دون ذكر
اسمه للناس، وهذا يعطيه الاستعداد النفسي والفكري لتصحيح خطأه.
3.
من فوائده أنه يصحح أخطاء تربوية في مخطئين آخرين ؛ فمثلا عند ما
يقول المعلم :"ما بال أقوام يغتابون الناس" فلعل هناك من هو واقع في هذا
الداء غير المقصودين فيعالجون خطأهم ويقضون على خلق غير مرغوب فيهم 000
أما الآن نأتي لسرد بعض
القصص المحزنة لعل الله أن يمن على أصحابها بالهداية إنه على كل شيء قد ير
المشكلة الأولى :
بعد انتهاء الدوام المدرسي
في إحدى المدارس الثانوية للبنات عثرت إحدى المشرفات على مجلات خليعة جنسية
وزجاجات خمر في خزائن الطالبات وهذا مما يحزن القلب ويجعل الدمع دما اسأل الله أن
يهدي بنات المسلمين لما يحبه وبرضاه آمين.
المشكلة الثانية:
لوحظ في الآونة الأخيرة
إقبال الكثير 00 الكثير من المسلمين على اقتناء هذا الجهاز المدمر لكل فضيلة وخلق
وغيرة"الدش"جهاز مفسد للأخلاق هدم كثيرا من البيوت 000وأخرج جيلا ساقطا
من الرجال والنساء تسكع 00معاكسات000تقليد للكفرة الفجرة من بني الخنازير والقردة 000لاهم لهم إلا الشهوة
السريعة من أي مكان كانت و عن أي طريق جاءت مادام كما بلغت يعرض ويعلن عن أفلام
جنسية خليعة أمام شريحة من الأعمار في المنزل الواحد 00
فعن ابن عمر رضي الله عنهما
عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :"ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة :
العاق لوالديه ، ومدمن الخمر ، والمنان عطاءه وثلاثة لا يدخلون الجنة :العاق
لوالديه ، والديوث والرجلة" رواه النسائي.
والديوث :هو الذي يقر أهله
على الزنا مع علمه بهم .
والرجلة :هي المترجلة
المتشبهة بالرجال .
وما أكثر أمثال هؤلاء في
زماننا وحتى في بيوت من يظهرون الصلاح أمام الناس "وهم قليل" ولكن لا
يتورعون عن إدخال مثل هذه الأجهزة وأمثالها بيوتهم ويلبسون نسائهم وبناتهم لباس
الرجال ويتعاملون معاملة الرجال نسأل الله العافية.
-
من مصائب هذا الجهاز أنه خلال العرض يعلن عن رقم هاتف للجميع بقصد
التعرف على صديق أو صديقة بمختلف الأعمار كالتسلية مع العلم بأن هناك خط عربي يسمى
الخط الساخن يصل عبر الأقمار الصناعية 000و عش رجبا ترى عجبا 000
المشكلة الثالثة:
امرأة أحبت ابن أختها وأرادت
الزواج منه وأصرت على ذلك رغم نصحهم لها بحرمة ذلك شرعا 000 لكنها كانت مصرة لولا
لطف الله وستره منع هذا العقد الباطل بأمر الله
0000 من أين أتت هذه المرأة وابن أختها بهذه الإباحية أليس للإعلام دور فيها ؟ أليس للجهل بأحكام شرع الله وحرماته دور
فيه ؟
المشكلة الرابعة:
قالت لي إحدى النساء إن
زوجها خرج من المسجد بعد أداء الفريضة فوجد فتيات جالسات أمام المسجد يدخن الشيشة
.
المشكلة الخامسة:
فتاة اتصلت بي وبثت مكنون
قلبها ، ألخصه بأنها فتاة عصت أهلها بعد أن اختارت شريك حياتها بعد أن ربطت بين
قلبيهما علاقة حب بريئة "كما تقول هي" فنسيت أن الأذن تزني وزناها السمع
والعين تزني وزناها النظر واليد تزني وزناها البطش والرجل تزني وزناها المشي
والقلب يشتهي ذلك كله والفرج يصدق ذلك أو يكذبه فبينت ذلك على حديث رسول الله صلى
الله عليه وسلم 00 تقول هي كانت مجرد لقاءات وهواتف 000 وهذا حال بنات اليوم إلا
من رحم ربي وعف و صان، تكمل :- وعندما اعترض الوالدان على الاختيار صاحت وضجت
وحاولت الانتحار 00و كانت تنقذ بالإسعاف السريع فوقف الأهل عند اختيارها مرغمين
خوف الفضيحة والعار 00و تم الزواج 000 فكان ما كان مما لست أذكره 00 أذاقها الأمرين من الحرمان واللهث وراء
الشهوة والبنات و 00و00 و كان يحضر البنات
إلى فراش الزوجية عندما تكون في زيارة أهلها 000و كانت تعلم بالحال ولا تستطيع
البوح به لأنها اختارت وأصرت على ذلك 00 حملت ولده 00 وتمنت أن يتغير الحال ، ولكن
كما يقولون :"عمك أصم وأبكم" واصل على خيانتها مع بنات في نفس سنها 000
وضعت الولد وقالت عندما ينظر لولده لعله يستحي منه 00و لا فائدة فهجرت البيت وذهبت
عند الأهل وأصبحت كالمعلقة 00 فليست
بزوجة
لها حقوق من زوج ونفقة ومنزل ولا هي بنت لأنها على ذمته لا تبغي الطلاق لأنها تريد
لولدها أن يعيش بين والديه بعد هداية الوالد 00 الخ القصة .
ما الحل لبنت مثلها
ولأمثالها الواقعات بنفس المشكلة وأشد منها ؟
فهذه صيحة من فتاة عضت أصابع
الندم بسبب فعلتها 00
المشكلة السادسة:
أحد الشباب استغل سفر الأهل
إلى الخارج وجاء ببنت في المرحلة الإعدادية إلى بيته لمدة ثلاثة أيام 00 فرخص
السائق 00 وأقفل الباب على الخادمة 00و
كان عندهم بركة سباحة في وسط المنزل فالجيران رأوا مناظر مخزية من الشاب والفتاة
00 والأهل في خوضهم يعمهون.
المشكلة السابعة:
بنت في سن الثانية عشر تجلس
على سور المنزل العالي تتباهى بأنوثتها والشباب تحت السور ينظرون محملقين وهي فرحة
، وحين قيل للأم ، قالت: دعوها تتمتع بأنوثتها وتفرح بشبابها، بكرة أو غدا تتزوج
وتندثر !
سبحان الله
أصبح الزواج اندثار 00
المشكلة الثامنة:
فتاة من عائلة مكونة من أم
وأخ في الثانوية وأخت متزوجة والوالد متوفى 00 كان وضعهم في حياته على أفضل حال
000 تخرجت الفتاة من الثانوية والتحقت بمعهد التدريب للتدريس لرياض الأطفال ، وعند
انتهاء الدورة حولت للعمل في إحدى الرياض 00 كان لها صديق :-
لكل فتاة
خليل للزميل زميلة
في اليوم الذي كان محدد لها
للذهاب للعمل في الروضة ، لعب الشيطان في مخيلتها وأرادت الذهاب للقيا العشيق في
شقته، فاتصلت بالروضة وسألت عن اسمها عندهم، قالوا لها أن تأتي اليوم للعمل 00 فقالت إن
إحدى الرياض طلبوا منها العمل عندهم واعتذرت لهذه الروضة من الحضور 000 وقالت
للأهل الغافلين بأنها ذاهبة للعمل 00 وأعطاها أخوها الأكبر سيارة حتى لا تتعب في
المواصلات و 000 ذهبت إلى شقته "صديقها" وكان ما كان ، وعند قرب انتهاء
اليوم الدراسي عادت للبيت وهي مستعدة بالوسائل التعليمية كأنها عائدة من الروضة 00
وهكذا لمدة شهر تفعل نفس الحيلة، والأهل لا يسألون لأن الأم تخرج يوميا من البيت
مع مجموعة من الشلة من بعض النساء .
في يوم اتصلت الأخت الكبرى
بالروضة لتسأل عن أختها ، فأخبروها بأنها لا تعمل عندهم بل في روض ثانية 00
فتفاجأت الأخت بالخبر وسألت أختها فأخبرتها بالإيجاب 0000 وحتى لا أطيل أكثر ظهر
خبر هذه الفتاة عندما أخبرت صديقة للعائلة بفعلتها وهي تفاخر بعملها ولا تستحي 00
فأجابتها المرأة بقولها :"نعم يا بنيتي إذا كانت أمك متسيبة فالحب يطلع على
بذره " وأخبرتنا المرأة بهذه القصة 000 فما رأيكم يا أولياء الأمور ؟
المشكلة التاسعة:
في إحدى الحفلات والمناسبات
التي تشترك فيها بنات المدارس في العرض الراقص لإحدى مناسبات الدولة السنوية 000
هتك عرض إحدى الفتيات على يد أحد الحراس في إحدى الحمامات 0000!!
وقفة تأمل ومراجعة يا أولياء
الأمور يا من يسمحون لبناتهم بالاشتراك بهذه الحفلات الراقصة 000 وملاحظة أخرى
بالنسبة لهذه العروض : المعروف أن التدريب لهذا التهتك يتم في مكان غير المدرسة
،فبعد الدوام الدراسي تأتي حافلة لأخذ البنات لمكان التدريب الساعة الرابعة عصرا
00 فالبنت تحتال غلى الأهل وتقول لهم لا تحضرون لأخذي لأني سأذهب إلى التدريب
"إذ تنتظر أمام المدرسة من الواحدة وعشر حتى الرابعة " أما تسأل يا ولي
الأمر ابنتك أو إدارة المدرسة عن مواعيد نقل البنات من وإلى مكان التدريب ؟
فالبنت تتسكع في الشارع حتى
الرابعة ، وانظر متى تعود الحافلة من التدريب إلى المدرسة ومتى يأتي ولي الأمر
لأخذ ابنته ؟! ألا تخافون الله في هذه الأمانة التي وهبها الله لكم ، ثم كيف تسمح
لابنتك بالاشتراك في هذه الاحتفالات التي تمزق حيائها وعفافها ؟ 000 هدانا الله
وإياكم .
مشاكل متفرقة:
·
بعض البنات تتحدث بهاتف المحل التجاري بقرب المدرسة مع الشباب بلا
مبالاة 00 والشباب يحومون حول فرائسهم كما الضبع والذئب المتربصان للانقضاض 0000
الخ.
·
ضبطت بعض البنات في دورة المياه في بعض المدارس الثانوية بأوضاع
فاسقة وخليعة وخالية من الحياء 00
·
فتاة صغيرة في الابتدائي تقول لصديقتها إن صديقي وعدني بقبلة بعد
خروجي من المدرسة، فتحدتها صديقتها أم السبع سنوات بأنها سوف تسبقها له ،وصار
الضرب وشد الشعر ودخلت المدرسة الصف وأصرت على معرفة السبب وإلا سوف تنادي أولياء
أمورهن فاعترفن بما حدث فصعقت المدرسة 000 من علم الغر ذلك الأمر ؟00 أخبروني أنتم
. ولا تتهمونا بالتعقيد وسواد القلب .
· طفل في المدرسة
الابتدائية يبعث برسائل حب إلى بنت في المدرسة الابتدائية المقابلة لمدرسته، أي
خزي و عار 000!!
· والكثير الكثير مما
يشيب له رؤوس الولدان لا أستطيع أو لا تأتيني الجرأة على ذكره 000 هدى الله من غفل
عن ذريته للصواب والقيام بالأمانة 000 والله ما غفلنا ونقول يا رب سلم 00 سلم
واحفظ الذرية من الفتن، ما ظهر منها وما بطن وإخواننا المسلمين .
الباب
الثاني: التمهيد لمعرفة معنى التربية
·
تحتل كلمتا التربية والمربي مكانة عظيمة في الحياة الإسلامية لما
لهما من علاقة وثيقة بالحياة الاجتماعية الإسلامية وتكوين المجتمع الإسلامي 00 لأن
كلتا الكلمتين في اشتقاقهما تلتقيان مع كلمة عظيمة ومحببة إلى نفس كل مؤمن ومسلم
ألا وهي الرب جل وعلا .
·
وقد يستغرب البعض أن نفرد للتربية هذا الجم الهائل من البحث
والاهتمام ، وكأن الناس في جهل عن التربية "حاشا لله" ولكن من باب الذكرى
"وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين" 0000
·
فالطفل أول ما يرى منزله وذويه في ذهنه ،فأول صور الحياة مما يراه من حالهم وطرق
معيشتهم 000 فتتشكل نفسه المرنة القابلة لكل شئ بشكل هذه البيئة الأولى 000
والأبناء أمانة عندكم أيها الآباء، وقلوبهم الطاهرة مضغ ساذجة بريئة خالية من كل
نقش وصورة، وهي قابلة لكل نقش ومائلة إلى كل ما تمال به إليه ،فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في
الدنيا والآخرة ، ونال الأجر أبواه وكل معلم ومؤدب له ، وإن عود الشر وأهمل
كالبهائم شقي وهلك ، وكان الوزر في رقبة القيم عليه والولي عليه ، عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كل مولود يولد على
الفطرة ، وإنما أبواه يهودانه أو يمنجسانه أو ينصرانه كما ينتج البهيمة بهيمة
جمعاء ، هل تحسون فيها من جدعاء" ثم يقول أبو هريرة :" فطرت الله التي
فطر الناس عليها 000-الروم- " أخرجه البخاري
وينشأ ناشئ الفتيان
فينا على ما كان عوده أبوه
وما دان الفتى بحجى
ولكن يعوده التدين أقربوه
ويقول الرسول صلى الله عليه
وسلم :" إن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ أم ضيع؟ حتى يسأل الرجل عن أهل
بيته " رواه النسائي وابن حبان في صحيحه مرفوعا .
·
إذا وبلا منازع فالوالدان هما قدوة لأولادهما في الحسنى والسيئ 00فإن
كان الأبوان قدوة صالحة بكل معنى الصلاح:. استقامة وحسن خلق فهما بذلك من أكثر
الناس أثرا فيهم 000ولذلك ينبغي أن نكون نحن الأولياء أصحاب رسالة قيمة نعمل
لأجلها 00ونضحي برغباتنا في سبيلها ، نعلم أولادنا ونوجههم التوجيه السليم لأننا
لن نفر من السؤال عنهم أمام الديان 000
·
فمن أجل ذلك وأهميته هناك ثمة سؤال نود أن نطرحه عليكم ،ألا وهو:- ما
تعريف التربية؟ عند النظر لحجم هذا السؤال يتبادر إلى أذهان الجميع سهولة الإجابة
000ولكن الحقيقة أن الإجابة عليه أخذت جهدا كبيرا في عقول وأذهان علماء التربية
حتى اختلفت آراؤهم وتضاربت أفكارهم فيها 00حتى وضع لها تعريف من وجهة النظر التي
وصل إليه كل عالم 00ولكن سنذكر أقرب تعريف يجمع عباراتهم وأقرب إلى واقع كل مرب في
بيته ومجتمعه وناديه و00و00الخ
·
التربية :- بمعنى أصلح الشيء وقومه 00وفعلها "ربى- ويربي"
، فالرب من تربية 00 والرب هو الله سبحانه وتعالى، ورب كل شئ مالكه ومستحقه
000والرب هو السيد المطاع والمصلح 000
والله أعلم
أهداف التربية:-
من أهداف التربية وركائزها الثابتة :-
1. تبليغ الشيء إلى
كماله شيئا فشيئا وإيصاله إلى الكمال 00وهذا الإيصال يختلف من شخص لمراعاة
لتكوينه.
2. في تحديد الهدف في
الوصول إلى الكمال لا بد أن يكون على حسب استعداد الشخص ومواهبه .
3. التدرج في التربية
شيئا فشيئا 000لأن عامل الزمن ونضوج مواهب الأبناء أمر مهم في نجاح التربية ولا بد
في التربية من تقديم العام : أي " الشامل : مثل الولاء والاحترام والصداقة
" على الخاص :أي "الذاتي مثل الصدق والشجاعة والأمانة" فلا يمكن أن نربي أبناء صادقين فقط لكن لا
يملكون ولاء لأحد 00أو شجعانا لكنهم وقحين غير محترمين للآخرين 00عندهم الأمانة
لكن لا
يملكون الصداقة ، إذ لابد أن تربط الأمور الذاتية بالعامة حتى
ينشأ جيل سليم من العقد والأنانية متمسك بدين الله وشرعه مفيد لذويه ومجتمعه
000كذلك نقم الأهم على المهم لأنه من ضروريات التدرج النامي .
4. أن تكون مستمرة
00فالتدرج لا يقف عند حد بل هو من المهد إلى اللحد 00فالتربية هي الحياة وتستمر
مادامت الحياة
5. أن تكون ذات هدف أعلى
في حياة الفرد نفسه وفي حياة الناس جميعا "كما أسلفنا سابقا في العام
والخاص" وكما أنها لخير الناس جميعا وخير الإنسان 000فإنها في اللحظة الأولى
وقبل كل شئ لمرضاة الله تعالى00"ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا
عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون
" آل عمران (79) .
أين
القدوة؟؟؟؟
نستطيع
أن نفسر مدى نجاح هذه العملية التربوية من خلال السلوك الظاهري للأفراد
000والذينشاهده يبتعد كل البعد عن التربية التي عرفناها سابقا وهي"إيصال الشيء
إلى كماله شيئا فشيئا" 000فأين الكمال الخلقي؟ وأين الكمال الروحي؟.
لا
نريد الدخول عميقا في محتوى التربية الحديثة المعاصرة المستوحاة من العالم الغربي
لأنه بحث يطول شرحه ولكن نأخذ الخلاصة منه ألا وهي فقدان القدوة !!000لماذا؟
000لأن التربية الحديثة أفرزت لنا الكثير من أولياء الأمور "إلا من رحم الله" الذين غابت
القيم الإيمانية والقدوة الحسنة عن نفوسهم فما عاد الاهتمام بالأبناء الاهتمام
السليم .
اخوتي
أولياء الأمور: البيت قلعة من قلاع
هذه التربية الإيمانية ولا بد أن تكون قلعته متماسكة من داخلها 00حصينة في ذاتها
00 كل فرد منها يقف على ثغرة ومدخل ومسلك يسده بحيث لا ينفذ إليها عدو 000 وإلا
فإنها ستكون سهلة الاقتحام من داخل قلاعها فلا تصعب على طارق ولا تستعصي على مهاجم
000 وواجب المؤمن أن يؤمنها من داخلها ويسد ثغراتها قبل أن يذهب عنها بدعوته للناس
فلا يكن كما قيل :"باب النجار مخلوع"
لابد أن أصلح ذاتي وبيتي وبعدها أخرج لدعوة الناس بارك الله فيكم أجمعين .
·
كذلك أفرزت لنا التربية الحديثة المعاصرة الكثير من المدرسين
والمدرسات "إلا من رحم الله" الذين غابت القيم من نفوسهم ،وأغفلوا كونهم
قدوة للتلاميذ والأجيال ،وأصبح المعلم كالمأجور فقط الذي يقبض أجرته في نهاية كل
شهر 000والحمدلله يوجد منهم من يضرب به المثل بحسن الخلق والأمانة الدينية
والخلقية، وقد حربتهم بنفسي في مدارس أولادي 000ولكن بشكل عام هذا هو الواقع 00وضع
مأساوي 000"مدرسات يلبسن القصير والبنطلون ويضعن المكياج يشكل ملفت للنظر غير
ملتزمات بالحجاب الشرعي، بالإضافة
للألفاظ البذيئة الغير أخلاقية 000فأين القدوة ؟ وأما المدرسين ،فحدث ولا حرج
00دخان- ألفاظ ومسالك شاذة عند يعضهم- وعدم التزام ديني ".
·
إذا هو فقدان القدوة الحسنة لدى أحبابنا 000ونتيجة لغياب القدوة
الطيبة أصبح الأبناء لا يعرفون من أين يأخذون سمتهم وهويتهم الإيمانية والأخلاقية
000فهذا الأب لاه في نفسه وعمله والأم لاهية بأمور كثيرة ومفتقرة للأساليب
التربوية الإسلامية 00ونظرا للتربية الحديثة المستمدة من الغرب النصراني واليهودي
والشيوعي الذي أفرز القدرات التافهة 000ونظرا لغياب الأسرة تاه الكثير من الأبناء
والبنات 000فهل يا ترى هم ضحية البيت؟ أم المدرسة؟ أم المجتمع؟ هذا ما نود أن
نعرفه 00لأننا لا نريد أن نرمي بحمل التبعة والخطأ والذنب على جهة واحدة بل الكل
مشترك فيها والله المعين على ذلك .
من
هو المربي؟ وما هي مهمته؟
للمربي
مهمة عظيمة جدا وعمله من أشرف الأعمال ، إذا أتقنه وأخلص لله فيه وربى الأبناء على
المبادئ الإسلامية القويمة .·
والمربي وصف يشمل كل من قام على التربية من الوالدين
والمدرسين وكل من يرعى الأبناء والبنات.
·
ومن صفات المربي الأساسية التي تؤدي إلى نجاح العملية التربوية لو
تحلى بها المربي وسعى بكل جهده وراقب نفسه للتوصل إلى أفضل القدوات ، منها :-
1. الحلم والأناة :-
أخرج مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:- "قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لأشج عبدالقيس:- إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة ". وانظر يا
رعاك الله أيها المربي إلى هذه القصة الطيبة التي تبين أهمية الحلم والأناة في
بناء أخلاق الأبناء . (قال عبد الله بن طاهر:- كنت عند المأمون يوما ، فنادى
بالخادم: يا غلام ! فلم يجبه أحد؛ ثم نادى ثانيا و صاح :يا غلام . فدخل غلاما تركيا وهو يقول: أما
ينبغي للغلام أن يأكل ويشرب؟ كلما خرجنا من عندك تصيح يا غلام يا غلام. إلى كم يا
غلام؟ فنكس المأمون رأسه طويلا ، فما شككت في أن يأمرني بضرب عنقه ، ثم نظر إلي
فقال: يا عبد الله 0إن الرجل إذا حسن أخلاقه
ساءت أخلاق خدمه ، و إنا
لا نستطيع أن نسئ أخلاقنا لنحسن أخلاق خدمنا ) تربية الأولاد في الإسلام للشيخ عبد
الله علوان .
2. الرفق والبعد عن
العنف:- أخرج مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت:- قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: " إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما
لا يعطي على ما سواه " ومن القصص أيضا للتعامل مع الخدم والتي بها عظة وعبرة
من تعامل السلف الصالح روي أن غلاما لزين العابدين كان يصب له الماء بإبريق
مصنوع من خزف، فوقع الإبريق على رجل زين العابدين فانكسر وجرحت رجله ، فقال الغلام
على الفور: يا سيدي يقول الله تعالى: "والكاظمين الغيظ " فقال زين
العابدين: لقد كظمت غيظي ، ويقول: "والعافين عن الناس "فقال: لقد عفوت
عنك ، ويقول:"والله يحب المحسنين ". فقال زين العابدين: أنت حر لوجه
الله) تربية الأولاد في الإسلام للشيخ عبد الله علوان . والله
لقد حرمت الأمة من هذا الخلق فما يخطئ الخادم المسكين خطأ حتى نزلنا عليه بالضرب
والشتم والسب واللعن وربما حرم من جزء من أجره 000وهذا والله حرام لايرضاه الله
أبدا .
3. القلب الرحيم:- عن
أبي سليمان مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال أتينا رسول الله- صلى الله عليه
وسلم- ونحن شببة متقاربون ، فأقمنا عنده
عشرين ليلة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رقيقا ، فظن أنا قد اشتقنا
أهلنا ، فسألنا عمن تركنا من أهلنا فأخبرناه ، فقال: ارجعوا إلى أهلكم فأقيموا
فيهم ، وعلموهم وبروهم وصلوا كذا في حين كذا ، وصلوا كذا في حين كذا فإذا حضرت
الصلاة فليؤذن وليؤمكم أكبركم ) متفق عليه. وروى البزار بسنده عن ابن عمر رضي الله
عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن لكل شجرة ثمرة وثمرة القلب الولد
، إن الله لا يرحم من لا يرحم ولده
والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة إلا رحيم ، قلنا: يا رسول الله كلنا يرحم ، قال:
ليس رحمته أن يرحم أحدكم صاحبه ، وإنما الرحمة أن يرحم الناس ".
4. أخذ أيسر الأمرين ما
لم يكن إثما:- فدائما يختار المربي أيسر الحلول وأفضلها وأحكمها في حل مشاكل
الأبناء ولا نشدد عليهم في العقوبة ولا في الأحكام حتى نكسبهم ونحميهم من الانحراف
والضلال ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم كما أخبرت الصديقة بنت الصديق عائشة رضي
الله عنهما وأرضاهما عنه أنه " ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين
أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما ، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه ، وما
انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه من شئ إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم
لله تعالى " متفق عليه .
5. الليونة والمرونة:-
أي في القدرة على فهم الآخرين بشكل متكامل وليس بمعنى الضعف والتهاون في الأحكام
وإنما التيسير الذي أباحه الشرع .
6. الابتعاد عن الغضب:-
إن الغضب والعصبية الجنونية من الصفات السلبية في العملية التربوية التي لا تأتي
بخير أبدا ولكن لو ملك الإنسان غضبه وكظم غيظه فإن في ذلك الفلاح والصلاح له
وللأولاد وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل حينما أوصاه ثلاثا بقوله
"لا تغضب" في الحديث الذي رواه أبو هريرة وخرجه البخاري ، وقال رسول
الله في الحديث المتفق عليه الذي رواه أبو هريرة :" ليس الشديد بالصرعة ،
إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ".
7. الاعتدال والتوسط:-
لأن التطرف صفة ذميمة في كل الأمور فما بالك بالأمور التربوية .
8. وأخيرا التخول
بالموعظة الحسنة:- لأن الإكثار من الوعظ والإثقال به قد يحصل به ملل في حين أن التخول بالموعظة الحسنة تؤتي أكلها كل حين
بإذن ربها 000فتخول أبنائك أيها المربي بين الفينة والأخرى بموعظة حسنة لصفة تحب
أن يتسم بها أبنائك ولا تملهم فيكرهون الموعظة ولا تطيل عليهم مخافة السآمة منهم .
"منهج التربية النبوية للطفل- محمد نور سويد- بتصرف "
فالمربي
صاحب الصفات الفاضلة هو المربي للأجيال وعليه يتوقف صلاح المجتمع وفساده ، فإذا
قام بواجبه بالتربية والتوجيه وأخلص عمله لله ووجه الأبناء إلى الدين و الأخلاق
والتربية الحسنة ، سعد الأبناء وسعد الموجه في الدنيا والآخرة ، فقد قال الرسول
صلى الله عليه وسلم لابن عمه علي رضي الله عنه : "فوالله لأن يهدي الله بك
رجلا واحدا خير لك من حمر النعم " متفق عليه .
وحمر
النعم :- هي الإبل الجيدة ، أما في زماننا هذا : السيارات الفاخرة والفلل البهية
وغيرها من الشهوات الزائلة .
وقال
أيضا:" معلم الخير يستغفر له كل شئ حتى الحيتان في البحر " صحيح رواه
الطبراني وغيره .
لكن
لو أهمل المربي واجبه 00توجه الأبناء والطلاب نحو الانحراف والمبادئ الهدامة
والسلوك السيئ، فشقي المربي وشقي الأبناء وكان الوزر في عنق المربي وهو مسئول أمام
الله لقوله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " متفق
عليه .
" نداء إلى المربين والمربيات لمحمد جميل زينو- بتصرف- "
·
فمن أهم الأمور الواجب توافرها في المربي في تربية الأبناء هو:-
"إصلاحك نفسك أيها المربي" 000 فليكن إصلاحك لنفسك أيتها المربية
والمعلمة وأنت أيها المربي والمعلم قبل كل شئ 00فالحسن عند الأبناء ما فعلتم
والقبيح عندهم ما تركتم وإن حسن سلوك المربي والمعلم أفضل تربية لهم 0000
قال الشاعر :-
يا أيها الرجل المعلم غيره
هلا لنفسك كان ذا التعليم
لا تنه عن خلق وتأتي
مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
· هدف التربية:-
إن من أهم أهداف التربية و التعليم إنشاء شخصية
ذات مثل عليا تكون مرتبطة بربها تستمد منه نظام حياتها وتعمل على تقويم مجتمعها
وتصحح مفاهيمه على أسس صحيحة .
هذه
هي رسالة المربي والغرض من تربيته وتعليمه على حسب جهدي والله أعلم 00
الباب الثالث: زبدة الأفكار في تربية فلذات الأكباد الصغار
إخواني وأخواتي المربين ،
والله لا أزكي نفسي عليكم ولكن من استطاع أن يقدم العون والفائدة لأخيه المسلم فلا
يبخل به وإن كان الجهد قاصرا وناقصا 000وهذا جهدي ومن الله العون أن يبارك فيه
0000
فمن أجل أن نتساعد في بناء
هذا النشء وإعادة بنيانه ، نعود للبذرة والأساس ، لأن الإسلام دين أسرة ، ويقرر
تبعة المؤمن في أسرته وواجبه في بيته ، والبيت المسلم هو نواة الجماعة الإسلامية
وهو الخلايا التي يتألف منها ،00ومن العناصر التي تساعد الوالد على تربية طفله
ورعايته " الزوجة الصالحة " التي تتفهم دورها ووظيفتها وتقوم بها على
أحسن وجه 000 بذوره والحقيقة أنه لا غرابة في هذا الموقف:- فالفلاح قبل أن يبذر
الحب 00يحرث الأرض ويسقيها ويرتبها ويهيئها لاستقبال, ولو أنه ألقى البذور على
الأرض الصلبة القاسية ، لتناثرت مع الهواء ولأكلتها الطيور000
" كيف يربي المسلم ولده لمحمد سعيد – بتصرف- "
ويعتبر البيت المسلم قلعة من
قلاع العقيدة ولا بد أن تكون القلعة متماسكة من داخلها حصينة في ذاتها . ويقف كل
فرد منها على ثغرة فلا ينفذ إليها 000ولا تكن كذلك سهل اقتحام العسكر من داخل
قلاعه فلا يصعب على طارق ولا يستعصي على مهاجم 000فواجبه أن يؤمن قلعته من داخلها
ويسد ثغراتها قبل أن يذهب عنها بدعوته بعيدا 00
"
تربية المراهق في رحاب الإسلام – محمد حامد و خولة درويش- "
لكن افتقار البيت المسلم
" في المجتمع المعاصر " إلى الأصول العامة للثقافة والتربية الإسلامية
قد أوقع الأبناء فريسة للاتجاهات السلوكية والفكرية المنحرفة ، ومن هنا تظهر أهمية
العمل على الارتفاع بمستوى الثقافة الدينية للآباء والأمهات لذلك أرجو أن ينتفع
بكلامي أولياء الأمور وأخص منهم الذين تخلوا عن تربية أبنائهم 00بماذا ؟ 00لأن
الأب مشغول بوظيفته وتجارته ، لا وقت لديه لأبنائه ومعرفة احتياجاتهم النفسية
والاجتماعية ووضع حلول لمشاكلهم 00ليس المهم يا إخواني هو تربية أجساد كالعجول ،
نطعم ونكسو ، ولكن التربية تحوي جميع الاتجاهات الحياتية التي غفل عنها الآباء
باللهث خلف المال ونسيان البنين والبنات . وكذلك الأم مشغولة بوظيفتها وزياراتها
ومكياجها واكسسواراتها واللهث خلف الدنيا الفانية بجمع حطامها ، ورمينا خلفنا نعمة
لو ما رزقنا الله بها لجن جنوننا وبحثنا عن الطب والعلاج ولو على حساب أجسادنا حتى
نرزق ولو بواحد 000وعندما ينعم الله بها علينا تكن الضحية التي نجعلها تحت أقدامنا
ونقول: نحن من أجل توفير أفضل السبل والرفاهية لهم خرجنا 00فنتحجج بهذه الحجج
الواهية !! أي عقل يسوغ أن نترك أبناءنا ضحية الأجانب من السائقين والخادمات
والمربيات الأجنبيات؟ . ألا فليتق الله الآباء والأمهات . إنكم مسئولون أمام الله
عن هذه الأمان