قال المفكر اليساري العربي سلامة كيلة (57 سنة) إن النظام السوري سيسقط وإن الثورة الشعبية عليه ستنتصر، واصفا نظام بشار الاسد بأنه “أكبر مافيا في المنطقة”.
وروى كيلة –وهو فلسطيني الأصل- في حوار مع الجزيرة نت تفاصيل اعتقاله وتعرضه لتعذيب وصفه بالوحشي من قبل المخابرات الجوية السورية التي اتهمها بارتكاب جرائم ضد الانسانية.
وقال إنه اعتقل لاتهامه بأنه مسؤول عن نشرة يسارية صدر منها ثلاثة أعداد وضعت في عددها الثاني شعار “من أجل تحرير فلسطين نريد إسقاط النظام”.
وقال إنه تعرض للضرب المبرح في فرع المخابرات الجوية بساحة الأمويين، وأن أسوأ فترة تعذيب تعرض لها كانت في المستشفى بالمزة الذي قال إن اثنين من المعتقلين قتلا تحت التعذيب خلال وجوده هناك وأنه اضطر للتبول على نفسه لأيام لأنه منع من الذهاب للحمام.
وقال إنه تعرض للضرب خلال وجوده بالمستشفى وأنه كان يضرب من كل عنصر يعرف إنه من أصل فلسطيني.
وهاجم كيلة –الذي سبق وأن اعتقل 8 سنوات في السجون السورية- قوى اليسار والقوميين العرب المنحازين للنظام السوري واتهمهم بأنهم يشاركون في حرب إبادة ضد الشعب السوري.
واعتبر أن هناك أحزاب شكلية ونخب تبلورت في الخمسينيات والستينات ستسقط مع النظم العربية ومنها النظام السوري، وتوقع أن يكون الشباب العربي الذي ولد في تسعينيات القرن الماضي مفتاح التغيير القادم في الشرق الأوسط كله واضاف ما لفت نظري هو أن هذا الشباب من كل سوريا وعيه واندفاعه وطموحاته متشابهة، ولديه إصرار موحد على تغيير النظام.
وقال إنه اكتشف خلال سجنه في فرع المخابرات الجوية بساحة الأمويين وسجن الأمن السياسي أن كل مدن سوريا ممثلة داخل المعتقل، واعتبر أن حجم التعذيب الكبير للمعتقلين داخل سجن المخابرات الجوية المركزي لم يزد الشبان المعتقلين إلا إصرارا على إسقاط النظام.
وقال أصبح واضحا أن المخابرات الجوية والفرقة الرابعة هما اللذان يعتمد عليهما النظام بشكل أساس، وهذا يدل على ضعف ولا يدل على قوة لأن النظام ارتد إلى الدائرة الأكثر ضيقا.
جهاز المخابرات الجوية أبشع جهاز يعمل في سوريا اليوم، وممارساته تصل حد الجرائم ضد الإنسانية، وداخل هذا الجهاز فرع المهمات، وهذا أسوأ فرع فيه، وهؤلاء لديهم صلاحيات القتل والاعتقال والتعذيب بلا حساب.
وقال النظام وصل للحلقة الأكثر ضيقا وهي الأخيرة، وبتنا أقرب للتغيير من أي وقت مضى، منذ البداية أنا مؤمن بأن هذه الثورة ستغير النظام، والمشكلة ما زالت أنه لا توجد قوى سياسية تنظم الشارع بشكل صحيح، وهناك شعور يتنامى داخل الطائفة العلوية نفسها بأن النظام زائل لا محالة،ولا يوجد أي أفق لحرب طائفية في سوريا، وكل محاولات النظام خلال السنة الأخيرة لجر البلاد لهذه الحرب فشلت، أنا قابلت شبابا متدينا في السجن لكن لا توجد لديه أي طائفية.
وقال إنه تفاجأ بقرار إبعاده من قبل السلطات السورية إلى الأردن وأنه نقل لسجن المهجرين قبل أن يغادر إلى الأردن.
وعرض كيلة أمام الجزيرة نت أثناء المقابلة آثار التعذيب على أنحاء جسده والتي لا زال يعالج منها لدى أطباء في عمان.