أول من سكن أبوحمام
وأول من جاء إلى أبوحمام هو: أيوب بن زامل ومعه عائلته وأولاده السبعة ، وأخيه شهاب-جد الجدوع- وعائلته0 فنـزل شهاب في منطقة الجذلة ، وهي منطقة تقع على الجهة اليسرى للفرات في ذلك الوقت ، ونزل أيوب في منطقة تبعد عنه حوالى ثلاثة كيلوا مترات للغرب تحت كهف يكثر فيه الحمام بجانب الفرات الأيسر، ومن هنا جاءت تسمية أبوحمام ، أما حالياً فهذين المكانين فيقعان على الجهة اليمنى للفرات حيث أن نهر الفرات تحول عن مجراه نتيجة الفيضانات والترسبات 0 وبقي المسكن الأول بمافيه من قبور أجدادنا وانتقل أهالي أبوحمام والكشكية وغرانيج إلى الجهة اليسرى مُقابل هذين المكانين0
نعود إلى أيوب الذي نزل تحت الكهف على شاطئ الفرات وبنى زريبة للأغنام من الأشجار، وفي إحدى ليالي الخريف شعر أن حركة في الزريبة ، فقام بيدة عصا من (الطرفا) كبيرة من جهة رأسها يسمونها (محذاف) وإذا برجل في الزريبة يحاول دفع الشياه إلى خارج الزريبة فضربه على رأسه وإذا به قد فارق الحياة وكان مع ذلك الرجل رجلاً آخر (جعيدة) -كما يقولون - أي كمين- ، فرجع إلى عشيرته وأخبرهم أن صاحبه قتل وليس هناك سوى بيت واحد ، فركب حوالى الأربعن خيالاً وجاؤا إلى أيوب فأخذوه مأسوراً ، إلى أم القتيل ، ليقتلوه أمامها ، وفي الطريق وفي منطقة يقال لها ( جمّة) لقيهم رجل اسمه خضيّر المرعي من عشيرة البكيّر إبن خالة أيـوب : ولما رآه أيوب قـال لـه أنا أيوب إبن خالتك ، وَهؤلاء آخذيني ليذبحوني ، وهذا يومك 0 فقال خضير للخيالة ، اتركوا ابن خالتي وعلي دفع الدية ، فلم يلتفتوا إليه ، قال لهم معي أربعين طلقة ولايمكن أن تخطي واحدة منها الهدف ، انظروا إلى الخيال الأول وهدفي غليونه وأطلق ، فقص غليونه ، ثم قال لهم مارأيكم ، فلم يلتفتوا إليه ، فقال انظروا إلى الخيال الرابع - وكان يدخن في غليون أيضاً - فإني سوف أضرب غليونه ،فأطلق طلقة فقص غليونه ، عندها ولمّا رأو أنه يفعل مايقول وقفوا ، فقال لهم هذه المرّة سأبدأ بأول خيال إن لم تتركوا إبن خالتي فتركوا أيوب ، وهكذا أنقذه من الموت المحقق 0 وعندما عاد أيوب إلى أهله حمل بيته وعياله وسار إلىأن وصل حمص وهناك أمضى بقية الخريف والشتاء وفي الربيع أشار عليه جاره _ وكان جاره كردي _ أن يعود إلى الموضع الذي جاء منه وكان الكردي حاذقاً ، قال لأيوب الصيف قادم وهنا تكثر الخضروات ، وأولادك غير متعودين على ذلك وأخاف عليهم الوباء ، لكن أيوب لم يسمع كلام جاره ولما حلّ الصيف أصاب تلك المنطقة وباء وكان من ضحاياه أيوب وزوجته ، وبعد وفاة أيوب تفرّق أولاده ، إثنان منهم قطنوا (جبل العمور) وإثنان إختلطوا مع البدو مع عشيرة (الفدّاغه) وواحدمنهم اختلط مع اليزيدية جنوب جبل سنجار والسادس اسمه ساري جاء إلى الشويط واختلط معهم والآن فخذ من أفخاذ الشويط يسمى باسمه ( الساري) وأما الولد السابع واسمه جاسم وهو أصغرهم فقد رجع مع أخته سعده إلى عمّه شهاب في منـزلهم السابق 0 وهو أبوالشعيطات في أبو حمام والكشكية ، زوَّجه عمه فأنجب ولدين : دروبي وعلي ، دروبي أبو الخنفور وعلي أبو العليّات 0 وبعد وفاة دروبي ترك ولده خنفور في بيت عمّه (علي) الذي تزوج فريجة والدة خنفور 0
وبعد فترة نزل علىخنفور بيت مشهداني فأكرمه ، وكان يذبح الذبائح ويجزّيه –أي يهديه- (الفشكة) -أي نصف الرأس الأعلى- وكان عنده بنات جميلات - وفي يوم من الأيام سرى المشهداني بليل باتجاه الغرب وفي الصباح لحقه خنفور وردّه إلى منـزله وقال له: لقد جزيناك أربعون فشكة كل فشكة من رأس إما أن تردها وإما تعطيني إحدى البنات فزوجه إحدى بناته ، وأولادها الآن يقال لهم (ولد أم الفشَكْ)