انشقاقات متزايدة في صفوف الجيش السوري
ضابط منشق أكد أنها تحدث بمناطق "تجذر فيها ظلم النظام منذ الثمانينات"
الجمعة 11 ربيع الأول 1433هـ - 03 فبراير 2012م
Tweet
العربية.نت
أثارت حركة الانشقاقات المتزايدة بصفوف الجيش السوري في المناطق الساخنة انتباه المتابعين لتطورات الأحداث السورية، خصوصاً في المدن والقرى التي دائماً ما تكون مسرحاً للمواجهة بين الجيش النظامي وقوات الأمن من جهة، والثوار المدنيين من جهة أخرى.
وحسب صحيفة "الشرق الأوسط"، اليوم الجمعة، أجمعت آراء ضباط قادة في "الجيش السوري الحر"، وناشطين في صفوف الثوار، على أن السبب الرئيس لهذه الانشقاقات هو "تضليل الجنود وجعلهم يعتقدون بأنهم يواجهون على الأرض عصابات مسلحة، بينما يجد هؤلاء أن معركتهم المفروضة عليهم هي مع أهلهم من المدنيين العزل".
واعتبر المقدم المظلي المنشق خالد الحمود أن "الانشقاقات تحصل بشكل أكبر في المناطق التي يتجذر فيها ظلم النظام منذ بداية الثمانينات". وأكد أن "أكثر هذه الانشقاقات كانت في منطقتي جبل الزاوية وحمص، اللتين تخلص أبناؤهما من عقدة الخوف وقرروا مواجهة النظام وأزلامه على الأرض، ثم توسعت إلى مناطق أخرى في حماه وإدلب وريف دمشق ودرعا".
وأضاف الحمود: "بلدة أبديتا، التي هي بلدة العقيد رياض الأسعد وبلدتي، لم يبق ضابط واحد من أبنائها في الجيش النظامي، فكلهم تمردوا وانتفضوا على النظام وانشقوا والتحقوا بالجيش الحر".
وأشار إلى أنه مازال على تواصل دائم مع عدد كبير من الضباط الذين مازالوا في الجيش النظامي، مضيفاً أن "كلهم يبدون رغبتهم في الانشقاق، لكن عامل الخوف يغلب عليهم وكذلك عدم تأمين الممرات الآمنة لهم".
وختم الحمود قائلاً إن رغبة أولئك بالانشقاق تنبع من "كون الجيش السوري يعيش تحت حكم المخابرات وعصابات ومافيا النظام".
عمليات الانشقاق لم تقتصر على الجنود السنّة
وبدوره، عزا المتحدث باسم "المجلس العسكري للجيش السوري الحر" الرائد ماهر النعيمي سبب الانشقاق في المناطق الساخنة إلى "إعطاء الأوامر للجيش بقتل المدنيين العزل".
وأوضح النعيمي أنه "في كل مواجهة مع المتظاهرين يزج الجيش بها، فإن قسماً من الضباط والجنود يرفضون تنفيذ الأوامر وينشقون عن الجيش"، مشيراً إلى أن ارتفاع أو انخفاض عدد المنشقين مرتبط بمدى حدة وضراوة الضغط الناري والقتالي في كل منطقة.
وكشف أن "عمليات الفرار والانشقاق لم تقتصر على الضباط والجنود السنّة، فهناك ضابط علوي أعلن انشقاقه منذ أشهر، وكذلك جنود ورتباء علويون، ولكن لم يلتحق هؤلاء بنا، وربما آثروا عدم القتال وفروا إلى مناطقهم وقراهم واختبأوا فيها".
المدنيون يستقبلون المنشقين برحابة
أما الناشط السوري آدم الحمصي فرأى أن "التصعيد العسكري غير المبرر هو الدافع الأساسي لعمليات الانشقاق على الأرض"، مضيفاً أنه عاين عدة حالات انشقاق في مدينة حمص، بحيث كان الجنود يتركون مراكزهم العسكرية ويلتحقون بالمتظاهرين.
وأوضح للصحيفة أن "المنشقين كانوا يخبروننا بأن النظام كان يكلفهم بمهام القضاء على العصابات المسلحة، وعندما ينزلون على الأرض يجدون الأمر مختلفاً ولا يشاهدون إلا تحركات المدنيين العزل، حتى إن بعض الجنود عندما يتسنى لهم الاتصال بأهلهم ينصحهم الأهل بألا يقتلوا شعبهم".
وأكد الحمصي أن المدنيين يستقبلون المنشقين برحابة ويؤمنون لهم المأكل واللباس والمسكن "رغم المخاطرة الكبيرة في ذلك". وختم مذكراً أن الشعب السوري يراهن على الانشقاقات، مؤكداً أنها "ستقلب الموازين على الأرض".