الاسمر
ديري نشيط
الساعة :
عدد المساهمات : 217
نقاط : 576
التقيم : 23
تاريخ الميلاد : 14/06/1990
تاريخ التسجيل : 10/05/2012
العمر : 34
 | |  طريق الى دولة العصابة 23: الليل السوري الطويل وزوّاره… on 16 مايو, 2012 10:34 ص in الطريق الى دولة ا | |
طريق الى دولة العصابة 23: الليل السوري الطويل وزوّاره…on 16 مايو, 2012 10:34 ص in الطريق الى دولة العصابة, توثيق تاريخي, مقالات / 2 تعليقات  تنطلق سلسلة المقالات هذه من فرضية أن هناك تفاهما استراتيجياً بين اﻷسد وٳسرائيل تطور بشكل تدريجي وأن هناك صلة عضوية بين النظامين تتجاوز مجرد التوافق المرحلي على هدف ما ٳلى نوع من التحالف غير المقدس بين نظامين عنصريين قاما على القهر والقتل. هل من الممكن تأكيد هذه الفرضية ؟ هذا ما سنحاوله.ماذا يعني التحالف الموضوعي؟ وما هي العلاقات التي تنشأ بين اﻷنظمة التي لها مصالح مشتركة ؟كاﻷفراد، تبحث كل دولة عن أصدقاء وحلفاء يعينونها في ساعة الضيق، وتجد نفسها متورطة مع أعداء طامعين فيها وفي خيراتها. الدول تتحالف وتتفاهم مع أصدقائها ضد أعداء قد يكونون دولاً أخرى أو ظروفاً معينة كالكوارث والتلوث البيئي.المبدأ ٳذاً هو التحالف والتفاهم مع اﻷصدقاء أولاً ثم مع جيران ذوي مصالح مشتركة ولا يصح التحالف مع العداوة خاصة حين تكون مستحكمة أو وجودية. مع ذلك، شهد التاريخ تحالفات بين “أعداء” سابقين لمواجهة عدو أخطر، كالتحالف في يالطا بين الغرب والسوفييت في وجه دول المحور. ٳضافة ٳلى ذلك قد تكون هناك تفاهمات أقل من التحالف وتتم بين “أعداء” مثل ذاك الذي جمع بين أمريكا وٳيران لمواجهة طالبان مثلاً.توجد تحالفات مكتوبة غير موجهة ضد أي كان وتهدف لتجنب النزاع بين مجموعة من الدول وتنسيق دفاعها المشترك ضد أي عدو محتمل. مثل “التفاهم الودي” بين فرنسا وبريطانيا في مطلع القرن العشرين والذي أنهى كل الخلافات بين البلدين الذين تحاربا لقرون. حلف شمال اﻷطلسي مثال آخر على التحالفات العلنية والواضحة.أما التفاهمات فليست أحلافاً مكتوبة، بل هي اتفاقات مرحلية أو جزئية وتنسيق مواقف بين طرفين يجدان نفسيهما في مواجهة عدو واحد أو جهة ثالثة وتكون مصالحهما مشتركة. التفاهمات بين طرفين لها بعد تعاقدي وهي أكثر ٳلزاماً من التحالف الموضوعي وأقل من التحالف الرسمي.التحالف الموضوعي هو ذاك القائم مثلاً بين “حماس” و”الجهاد اﻹسلامي” من جهة و النخبة المتطرفة في ٳسرائيل من جهة أخرى ! كيف ذلك ؟الخطر اﻷكبر على ٳسرائيل يتأتى من فضح طبيعتها العنصرية البغيضة ورفضها للسلام وللتعايش مع العرب ورغبة نخبتها في الاستمرار بالحكم وٳدامة الاحتلال.هذه الغايات تبرر بنظر النخبة اﻹسرائيلية كل الوسائل الملتوية التي تتبعها الدولة العبرية لتحقيق اهدافها. من أجل ذلك، “تفبرك” ٳسرائيل عدواً ضعيفاً غير عقلاني “حسب الطلب” لا يريد التعايش معها، دون أن يكون قادراً على مواجهتها ويجعجع بالمقاومة والصمود والعمليات الانتحارية العمياء ضد المدنيين والتي تستثني المستوطنين المسلحين والجنود…بهذه العلاقة الغريبة مع “عدو” شبه وهمي تتمكن ٳسرائيل من الاستمرار في الاحتلال وتستمر ذات النخبة في حكمها ويقتنع العالم والشعب اﻹسرائيلي أن “العدو” متوحش وهمجي ولا يريد لا السلام ولا التعايش. في نفس الوقت تتمكن “حماس” و”الجهاد” من الاستمرار في خطاب ديني استشهادي ملتهب لكن عقيم على المدى الطويل. في هذا “التحالف الموضوعي” ٳسرائيل قامت بتفتيت كل مقاومة عقلانية لها واختارت أن “تربي” مقاومة استشهادية ومتطرفة تناسب السياسات اﻹسرائيلية المتطرفة بشكل موضوعي.حين تصل المقاومة اﻹسلامية ٳلى درجة من النضج تمكنها من فهم الاستراتيجية اﻹسرائيلية القذرة والتأقلم معها يكون “ما فات قد مات” وتكون ٳسرائيل قد حققت أهدافها الموضوعة سلفاً.هكذا تحالف لا يحتاج لتنسيق ولا لتفاهمات، يكتفي الطرف القوي (وهو هنا ٳسرائيل) بخلق الشروط الموضوعية لدوام التحالف وازدهاره.التحالف الموضوعي لا يحتاج بالضرورة لعلاقة مباشرة ومنتظمة بين الطرفين فهو ليس تنسيقاً تعاقدياً بل يأتي من توافق مصالح. التحالف الموضوعي قد يتطور بحسب توقعات أطرافه وقدرتهم على الالتزام بهدف تحقيق مكاسب معينة. هذا يؤدي في النهاية ٳلى وجود تنسيق بين الطرفين قد ينتهي ٳلى تفاهمات مكتوبة أو ضمنية يلتزم بها الطرفان ﻷن مصالحهما تقتضي ذلك.بعض جوانب التحالف الموضوعي بين اﻷسد وٳسرائيل يدخل في هذا اﻹطار. مثلاً، اﻷسد كان يريد مصادرة القرار الفلسطيني وٳسرائيل كانت تريد ٳلغاء هذا القرار. لذا اتفق الاثنان على محاربة الفلسطينيين كل على طريقته. اﻷسد للاستحواذ على الورقة الفلسطينية (التي سيهديها ﻹسرائيل فيما بعد) وٳسرائيل كي تتخلص من المقاومة والشعب الفلسطيني. مجرد وجود “تحالف موضوعي” بين اﻷسد وٳسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية يعني أن عداء اﻷسد للثورة الفلسطينية أكبر من عدائه ﻹسرائيل وأن المقاومة الفلسطينية (في هذه الحالة) أخطر على نظام العصابة في دمشق من “العدو” الصهيوني !!ليس غرضنا هو الاستفاضة في تفاصيل العلائق بين الدول والمنظمات وقذارة السياسة بل محاولة اﻹجابة على السؤال اﻷهم : هل هناك علاقة مباشرة وتحالفية بين اﻷسد (اﻷب) وٳسرائيل ؟ هل انتقل اﻷسد اﻷب في مرحلة ما من “التحالف الموضوعي” أي تلاقي المصالح ٳلى “التفاهمات التعاقدية” و ٳلى التنسيق المباشر مع ٳسرائيل ؟بين ٳسرائيل واﻷسد أكثر من مجرد تحالف موضوعي، هناك اتفاق دولي لديه راع أمريكي اسمه “اتفاق فك الاشتباك”. من الممكن ٳذاً أن تكون هناك اتصالات غير مباشرة عبر اﻷمم المتحدة لتفادي الحوادث وحل اﻹشكالات. من الممكن بل ومن الضروري أن تكون هناك اتصالات حتى مباشرة على خط “فك الاشتباك” لمنع حدوث تجاوزات.مثلاً، أثناء الحرب العالمية اﻷولى في ليلة عيد الميلاد “تفاهمت” مجموعات من جنود الحلفاء مع الجنود اﻷلمان على وقف النار دون ٳعلام قياداتهم ! احتفل الجنود ليلتها بالميلاد وأحيانا تشاركوا في شرب الجعة وتبادل التهاني قبل أن يعودوا للقتال صبيحة اليوم الثاني…. من الممكن ٳذا أن تقوم صلات غير رسمية بين سوريين وٳسرائيليين عبر الخط الفاصل.مع ذلك، هذا النوع من الصلات العشوائية وغير المنتظمة لايشكل تفاهمات ولا يخدم التنسيق الاستراتيجي بين بلدين ونظامين مختلفين مثل نظام اﻷسد وٳسرائيل.هل تتم الاتصالات ٳذاً عبر وسيط ؟ وأي وسيط ؟ هل يلعب اﻷمريكيون دوراً ما في التنسيق بين اﻷسد وٳسرائيل ؟من الممكن أن يكون اﻷمريكيون قد قاموا بوساطات بين اﻷسد وٳسرائيل، لكن العلاقات بين الدول قائمة على المصالح وليس على النوايا الحسنة والصداقة. أي وسيط سوف يقوم بتجيير العلاقة اﻹسرائيلية اﻷسدية لصالحه وٳلا فلماذا “يوسخ” هذا الوسيط يديه ؟ من الوارد أيضاً أن تكون الوساطات قد لعبت دوراً في بداية “العلاقة” بين النظامين العنصريين في دمشق وتل أبيب، لكن بعد أكثر من أربعة عقود من “التعايش” السلمي والتفاهم بين آل اﻷسد وٳسرائيل سيكون من الغباء الاعتقاد أن حافظ قد اكتفى بالاتصال بٳسرائيل عبر وسيط ! تماماً كما يجري في التعاملات التجارية، كلما ازداد الوسطاء كلما ارتفع السعر وأصبحت “الصفقات” غير مجزية…هل التقى مسؤولون سوريون مع ٳسرائيليين في أوربا أو أمريكا ؟ على مستويات عالية، نعم فرفعت اﻷسد التقى “ارييل شارون” في واشنطن أثناء اجتياح لبنان عام 1982 ووقت كان من المفترض أن هناك مواجهة بين سوريا وٳسرائيل. مشكلة تنظيم هكذا لقاءات هي ضرورة توفير غطاء أمني وحماية لسرية الاتصالات. من الممكن افتراض أن جزءاً من اتصالات اﻷسد وٳسرائيل تمت في دول أوربية أو الاردن مثل لقاء ماهر اﻷسد وارييل شارون بعد اغتيال الحريري لمحاولة ٳخراج نظام اﻷسد الابن من ورطته.ليس هناك من دولة تقبل أن تجري اتصالات منتظمة على أرضها ودون علمها بين طرفين لهما حساسية مرتفعة مثل نظام اﻷسد وٳسرائيل. هذا يعيدنا ٳلى السيناريو السابق وهو وجود وسيط بين الطرفين مع علله التي أوضحناها. على سبيل المثال : الاتصالات التي تمت في تركيا وقبلها الاتصالات التي تمت في واشنطن بحجة “السلام”. الاتصالات التي تمت بين نظام اﻷسد وٳسرائيل في الخارج بعضها معروف وأغلبها مجهول، لكنها لا تكفي لتشكيل بنية تنسيقية صلبة بين النظامين بسبب وجود وسطاء وصعوبة تنظيم هذه اللقاءات.من المعروف أن الخط المستقيم هو اﻷقرب بين نقطتين، فما الذي يمنع مسؤولين اسرائيليين من الدرجة الثانية وضباط الموساد من زيارة دمشق وبالعكس ؟ مرور هؤلاء عبر اﻷردن ٳلى سوريا ممكن لكنه يعرضهم للاكتشاف حين خروجهم من الحدود اﻷردنية. المرور من قبرص أو غيرها يجعل هناك حاجة لجوازات سفر مزورة للخروج باتجاه سوريا والعودة، مع وجود خطر الانكشاف. كل هذه الطرق لها مخاطر ولكن أقلها خطراً وأكثرها سهولة هو عبور ال 120 كم التي تفصل تل أبيب عن دمشق…مباشرة.الطريقة بسيطة، من المعروف أن هناك أكثر من الف مراقب في الجولان (نعم، 1043 مراقب يكشون الذباب حالياً في هضبة الجولان المحتلة) يكفي لترتيب الاتصالات بين نظام اﻷسد وٳسرائيل الاتفاق مع بعض هؤلاء المراقبين وخاصة ضباطهم لغض البصر عن دخول ٳسرائيليين ٳلى سوريا وبالعكس.متى توفر وسيط من هذا النوع كل شيء ممكن. يكفي أن يكون هناك ترتيبات بين ٳحدى الكتائب العاملة على خط الفصل والتي تحرس ٳحدى البوابات “لغض البصر” عن حركة عبور ﻷفراد ليست أساساً ممنوعة بموجب اتفاق الفصل وبالجهتين. متى وصل هؤلاء ٳلى اﻷراضي السورية تتكفل القوى اﻷمنية “الساهرة دوماً على حماية الوطن” بتأمين وصولهم سالمين غانمين ٳلى القصر الجمهوري ومراكز اﻷمن التي سوف تنسق معهم. بالمناسبة هناك كتيبة نمساوية “مسايرة” موجودة في الجولان منذ 1974 وهي تحرس معابر القسم الشمالي من الجولان السليب، أي طريق دمشق…هل من الممكن أن يدخل ضباط ٳسرائيليون ٳلى دمشق ؟ وكيف ؟ بأي صفة وبأي طريقة ؟ لماذا يأتون ومن يأتي ٳلى دمشق منهم؟هناك احتمال أن يكون هناك اتفاق غير معلن بين الطرفين يسمح لضباط ٳسرائيليين بالمرور ٳلى دمشق والالتقاء بنظرائهم السوريين من أجل قضايا ٳجرائية. في هذه الحالة ولعدم استفزاز المواطنين السوريين، سيأتي هؤلاء اﻹسرائيليون بملابس مدنية ولكن في سيارات ال UNDOF وبمهمة رسمية. في هذه الحالة الضباط اﻹسرائيليون سيكونون من الوحدات المرابطة في الجولان ووحدات الاستطلاع، أي أشخاص لهم خلفية عسكرية حصراً ومهماتهم سوف تكون معروفة وواضحة لقوات الفصل على اﻷقل.لكن ماذا ٳن لم يكن هؤلاء من العسكريين ؟ وكيف تتم مرافقتهم ومن سوف يقابلون وأين ؟ اﻷهم من كل ذلك، ماذا يفعل مسؤولون ٳسرائيليون في القصر الرئاسي بدمشق في غياب اتفاق سلام بين البلدين ؟أحمد الشامي | |
|
الإثنين فبراير 03, 2020 12:32 pm من طرف 