الاسمر ديري نشيط
الساعة : عدد المساهمات : 217 نقاط : 576 التقيم : 23 تاريخ الميلاد : 14/06/1990 تاريخ التسجيل : 10/05/2012 العمر : 34
| | أيها الشعب توقف.. الأسد أو لا أحد | |
أيها الشعب توقف.. الأسد أو لا أحدon 15 مايو, 2012 10:30 ص in مقالات منقولة / لا يوجد أي تعليق وأنا أشاهد الفيديو الذي تم تحميله على اليوتيوب في بداية الثورة في درعا بعنوان «شام- درعا- من أين أتى هذا الحقد على الشعب 8-4-2011» رأيت مجموعة من المدنيين تدوس على جثة مواطن سوري بينما يحاول جندي باللباس الرسمي إبعادهم دون جدوى، تدوس المخابرات والشبيحة جثة الشهيد بحقد وانتقام، بينما جندي رسمي يبعدهم بخوف، جندي رسمي لا يعرف المهمة ولا يعرف دور المخابرات والشبيحة وأجهزة الأمن، ولا يعرف الهدف من التعذيب.عندما يشاهد المواطن في سوريا صور التعذيب والقتل، ويشاهد التمتع والتفنن في تعذيب المعتقلين السوريين يسأل نفس السؤال البسيط: من أين أتى كل هذا الحقد على الشعب السوري؟بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المؤرخ في 10 ديسمبر عام 1984 تمت صياغة اتفاقية مناهضة التعذيب وفيها:تتخذ كل دولة طرف، إجراءات تشريعية أو إدارية أو قضائية فعالة أو أية إجراءات لمنع أعمال التعذيب، ولا يجوز التذرع بأية ظروف استثنائية أيا كانت، سواء كانت هذه الظروف حالة حرب، أو تهديدا بالحرب، أو عدم استقرار سياسي داخلي أو أية حالة من حالات الطوارئ العامة كمبرر للتعذيب، كما لا يجوز التذرع بالأوامر الصادرة من موظفين أعلى مرتبة أو عن سلطة عامة كمبرر للتعذيب.إذن لا يوجد أي مبرر للدولة وتحت أي ظرف في اللجوء إلى العنف ضد مواطنيها.وهنا أعيد صياغة السؤال البسيط: لماذا ترتكب كل هذه الفظاعات في سوريا؟التعذيب في سوريا هو قرار سياسي ومسألة سياسية، وليست مسألة أمن وأمان أو إعادة توازن المجتمع، الهدف من التعذيب في سوريا هو تثبيت العلاقة بين الحاكم المطلق المستبد وبين الفرد كواحد من الرعية، صورة الدوس على جثة الشهيد في درعا وركلها بكل هذا الحقد لها هدف واحد، على الشعب السوري أن يعرف أن الحاكم المستبد غاضب منه، إن التعذيب لا يعيد للمجتمع توازنه ولا يحقق الأمن الكاذب الذي يدّعونه، بل يقوي سلطة الحكم المطلق المستبد، بحيث تنغرس في نفسية الشعب السوري مشاعر الرعب والقلق واليأس والهزيمة، ومن هنا نقرأ الصورة، لم يكن المستهدف من ركل جثة الشهيد في درعا إعادة الأمن أو محاربة المؤامرة الكونية على الأسد ولا الشهيد نفسه، كان الهدف واضحاً، تثبيت وجود بشار الأسد على السلطة في سوريا، وذلك عبر إشعار الشعب السوري بأنه قوي ومستعد لارتكاب كل الفظائع ليبقى في السلطة.وقد شاركت الأجهزة الأمنية في سوريا بقصد وإدراك في تسريب الكثير من فيديوهات وصور القتل والتنكيل التي ظهرت على كل شاشات ووكالات الأنباء والصحف العالمية، وذلك لتؤكد للداخل والخارج أن النظام الأسدي قوي وعنيف.لم يتوقف الشعب السوري عن ثورته، ولم يخف من القتل، فغضب الأسد أكثر، ارتكب المجازر، وتفنن في العنف، لم يتوقف الشعب.العنف في سوريا لا يهدف إلى إرساء القانون وصياغة دستور جديد وفرضه على المجتمع، ولا يهدف إلى قيام تغيير في الوجوه الهامشية في مجلس الشعب الأسدي، ولا يهدف إلى تمزيق المجتمع السوري عبر تعميم لهجة التعذيب والقتل، بل إلى النفوذ المطلق للحاكم، السلطة المطلقة، ومن هنا تأتي عبارة: الأسد أو لا أحد.إن بشاعة العنف التي تجلت في تعذيب الأطفال ومن ثم قتلهم ببشاعة، وإلقاء الجثث من المروحيات، وقلع العيون، وبقر البطون، وسلخ الجلد، وقتل الأطفال الخدج، وانتزاع أعضاء المعتقلين وهم أحياء، والتمتع والتفنن في تعذيب المعتقلين السوريين في المعتقلات والمدارس، من خلال حرق الشعر والجسد قبل القتل وفصل الرقبة عن الرأس.لم توقف الشعب عن مطالبته بالحرية.كان على المواطن السوري ومن يدعمه في الداخل والخارج أن يعرف أن وقائع العنف لا تهدف إلى التزام النظام بالتغيير المدني، ولا تحقيق العدالة، بل بقاء الأسد وسلطته ونظامه، فإما أن توافقوا وتخنعوا، وإما التعذيب والتنكيل والقتل.بقاء النظام وتثبيت بنيانه هو هدف الأسد، أما هدف الشعب السوري فهو «حرية للأبد».حسان الصالح | |
|