الأخوان ملص .. نبض الشارع السوري بلغة المسرح on 3 يونيو, 2012 7:54 ص in الأخبار

الأخوان ملص .. نبض الشارع السوري بلغة المسرح

on 3 يونيو, 2012 7:54 ص in الأخبار / لا يوجد أي تعليق

الأخوان ملص .. نبض الشارع السوري بلغة المسرح on 3 يونيو, 2012 7:54 ص in الأخبار %D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%85%D9%84%D8%B5-554x308

تعتبر تجربة الأخوين محمد وأحمد ملص من أحدث التجارب المسرحية العربية المعاصرة المثيرة التي تلقى رواجاً وانتشاراً رغم ظهورها منذ وقت قصير، وقد عرف الأخوان ملص بتجربة “مسرح الغرفة”، التي بدأت في العام 2009 بمسرحية “ميلودراما”، وقدما بعدها عدداً كبيراً من العروض المسرحية القصيرة التي تلاحق الحدث كي تكون أقرب إلى نبض الشارع، حيث تم تقديم البعض منها في سوريا. وأقاما بعد ذلك “تظاهرة مسرح الغرفة” في العام 2010، وتضمنت ستة عروض قصيرة، وصولا إلى عرض “كل عار وأنت بخير” إلى جانب العديد من الافلام القصيرة التي تم تقديمها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وقد قاما بتقديم عروضهما المسرحية فيما يقرب من 10 دول، حتى أنهما وقبل خروجهما من سوريا وانتقالهما للاقامة بالقاهرة كانا قد قدما مسرحياتهما في السجن أثناء اعتقالهما، وكان لـ الراية هذا الحوار مع الفنان محمد الملص الذي يشارك في تظاهرة “وطن من أجل الحرية”.
كيف كانت البداية مع مسرح الغرفة؟
- بدأنا مسرح الغرفة منذ عام 2009 حيث قررنا عمل مسرح بالمنزل في إحدى الغرف وقمنا بعمل الإعلانات من خلال رسائل المحمول وعرضنا مسرحية عنوانها “ميلو دراما” وعرضت 122 ليلة بحضور جماهيري قليل، وبعد نجاح التجربة “عرضنا عرضين آخرين هما: “أنا وحالي لحالي”، “كل عار وأنت بخير”، وعند ذلك قامت الثورة فقدمنا عرضا مسرحيا استفز النظام وكان بعنوان “الثورة غداً تؤجل إلى البارحة” واستمر لمدة 25 ليلة عرض قام النظام السوري بعدها بتوجيه تهديد صريح لنا ولكننا لم نتوقف واستمر العرض حيث جاب عدة دول فشاركنا في مهرجان إيفنون بفرنسا وعرضنا بموسكو وبيروت والأردن، وعندما عدنا تم القاء القبض علينا ودخلنا السجن لمدة أربعة أيام عرضنا خلالها عرضين.
ما السبب الذي جعلكما تتركان سوريا وتتجهان للإقامة في مصر؟
- بعد خروجنا من السجن بعدة أيام علمنا أنه قد تم إلقاء القبض على بعض أصدقائنا وأننا معرضان للاعتقال في أي لحظة بعد أن تم استدعاؤنا للتحقيق فتركنا سوريا وانتقلنا إلى بيروت ثم إلى مصر وواصلنا تقديم عروضنا المسرحية في مصر وعمل الأفلام القصيرة ونشرها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وبعد أن ذاع صيت عروضنا تلقينا العديد من التهديدات للتوقف عن العمل ولكننا واصلنا العمل وقدمنا عروضنا في تركيا وأمريكا والسودان وباريس ثم المشاركة في تظاهرة “وطن يتفتح في الحرية”.
لماذا تم إطلاق سراحكما، واستدعاؤكما مرة أخرى للتحقيق؟
- كان النظام يحضر لنا فضيحة كونه اكتشف أن اعتقالنا من مظاهرة ليس من صالحه إعلاميا، وبعد ان اعتقل ثلاثة من الأصدقاء، قررنا أننا سنكون فعالين أكثر في الخارج، خاصة أن عملنا يحتاج إلى بروفات وتصوير، فخرجنا مرغمين، فهل هناك شخص يترك دمشق وياسمينها غير مرغم، لا أعتقد.
كيف استطعتما توصيل فنكما ورسالتكما إلى الناس بعد ترككما لدمشق؟
- أصبح اليوتيوب سلاحنا وعند ذلك بدأنا نتابع التعليقات التي تتذيل أعمالنا المرفوعة على الإنترنت ونسعى لمواصلة المعركة وعرض مسرحياتنا في دول العالم لنعّرف الناس على بعض ما يحدث بسوريا.
ما هو دور الفن برأيك إزاء ثورات العالم العربي؟
- الفن انعكاس للواقع وفي ذات السياق هو متنفس للتمرد عليه ورفضه، بمعنى أن الفنان يتأثر بالواقع وبمجرياته وبنفس الوقت لا بد من أن يكون له موقفه مما يجري. والثورة التي تعيشها سوريا هي ثورة حرية والفن بحاجة أيضا إلى حرية في بلد يُمنع فيه عرض مسرحيات سعد الله ونوس وأفلام عمر أميرالاي. والفنان دائماً يجتهد في نقل ما يعانيه أبناء مجتمعه، ودوري في هذه الظروف هو نقل رسالة الفن الإنسانية التي يتطابق فيها الفكر مع السلوك والفن في سوريا تحرر مع الثورة، ونزع عنه احتراف الكاميرات السينمائية وشهرة الفنانين ونزل إلى الشارع الحقيقي. حيث أضحت كاميرا الجوال أهم وأكثر قدرة على نقل حقيقة الواقع.
كيف تمكنت من عرض مسرحيتك بالمعتقل؟ وحول ماذا كانت تدور أحداثها؟
- تم اعتقالنا خلال تجمعنا مع مجموعة من المثقفين والفنانين في حي الميدان الدمشقي تضامنا مع أهل درعا بعد توقيعهم على بيان الحليب الذي طالبوا فيه بالإصلاح وإدخال الحاجات الأساسية إلى درعا بعد أيام من حصارها وتعرضها لحملة قمع. وفي المعتقل اغتنمنا الفرصة وعرضنا مسرحياتنا “الثورة غدا تؤجل إلى البارحة” التي تدور أحداثها حول رجل أمن يستجوب متظاهرا اعتقل للتو، بأسلوب كوميدي ناقد يتناول يوميات الشارع السوري أثناء الثورة من نقد للإعلام ومجلس الشعب ولغة ورجال الأمن مع المعتقلين ويتطرق أيضا إلى تداخل الطوائف في سوريا ويختتم بقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء من الطرفين كإشارة إلى قاسم يجمع السلطة مع المحتجين.
ما المقصود من مسرحيتكما ” الثورة غداً تؤجّل إلى البارحة” وما سبب تسميتها بهذا الاسم؟
- قصدنا من خلال مسرحيتنا “الثورة غداً تؤجّل إلى البارحة” مهاجمة الحجة القائلة بأن سقوط النظام سيؤدي إلى الفوضى، وبأن نظاما طائفيا سيحلّ مكانه، فطرحنا في المقابل حقيقة وجود تعددية دينية متسامحة في سوريا، أما عن اسم المسرحية فقد اخترناه للتدليل على الخلط الحاصل بين المؤامرة والثورة كما قصدنا تلك العشوائية في الاسم، لأن البعض ما زال حتى اليوم مصرّا على عدم تصنيفها بالثورة.
من كان جمهور المسرحية أثناء تقديمها بالمعتقل؟ وماذا عن رد فعل النظام حيال أعمالكم؟
- في غرفة التحقيق كان جمهورنا من المعتقلين زملائنا ومجموعة من مؤيدي النظام أيضا اعتقلوا عندما هاجموا السفارتين الفرنسية والأمريكية، إضافة إلى بعض رجال الأمن في فرع التحقيق الذين كانوا يقطعون العرض محتجين من وقت لآخر عندما يطال الحديث هرم السلطة، وكانت المصادفة الرائعة أننا قدمنا العرض في المعتقل وهو المكان المفترض في نص المسرحية، أما عن ردود الفعل التي أتت من النظام السوري نتيجة استمرارنا في النضال من خلال الفن كان التخوين طوال الوقت وتصدير رأيهم القائل بأن ما نقوم به هو تابع للمؤامرة الكونية التي تحدث ضد النظام السوري، مرفقا بتهديدات طالت حياتنا جراء عروضنا المنتقدة للنظام. لكن ذلك لم يمنعنا عن الإصرار على قول الحقيقة التي نؤمن بها، ونحن مستعدون لعمل 200 مسرحيّة ولا يهمنا ماذا سيحدث.
هل ترى أنك حققت طموحك الفني من خلال مسرح الغرفة؟ وهل تعتبر الفن سلاحك للبحث عن الحرية؟
- طموح الفنان لا ينتهي، كما أن مسرح الغرفة كانت البداية فقط التي تنقلت منها إلى الأفلام القصيرة، وإلى كل أشكال والوان المسرح، فمعركتنا بدأت عندما تم رفضي أنا وتوأمي أحمد لثلاث سنوات متتالية من فرصة القبول في المعهد العالي للفنون المسرحية، مما دفعنا لدراسة المسرح بشكل حر وفردي مع نائلة الأطرش وقدمنا عروضنا المسرحية في غرفة في بيتنا “مسرح الغرفة” أمام جمهور لا يتعدى 15 شخصا، بعد أن أغلقت في وجهنا المسارح لعدم التمكن من الحصول على الموافقات الأمنية، وهذا بحد ذاته كان تحديا بالنسبة لنا حيث أنه تجمع وهو من المحرمات في سوريا الأسد، وما تزال معركتنا مستمرة وسلاحنا دائما الفن.
ما وضع الثورة السورية حالياً حسب رأيك وهل تراها أوشكت على الانتهاء؟
- الثورة مستمرة وسوف ينتصر الشعب السوري الذي يرسم بدمه مستقبل سوريا الحرية، لن ننتظر طويلا سنعود قريبا لنستنشق مجددا عبق الياسمين في شوارع دمشق.
هل ترى أن نضال الفنان في ميدانه الفني كنضال الثائر في ميدان الثورة؟
- إن اعتقالنا لا يساوي شيئا أمام اعتقال الآخرين أي أننا اعتقلنا بمظاهرة المثقفين فكان اعتقالنا خمس نجوم ولكن من وجهة نظرنا، الموت هو رحلة سريعة إلى السماء، أما الاعتقال فهو الوقوع بين أيديهم في معركة غير متكافئة، ففي المعتقل، تفقد الزمان والمكان وكل شيء، إلا الأمل.
ما هي شكل حياتكما بالقاهرة وما هو جديد الأخوين ملص؟
- وجودنا في أي مكان ترانزيت، الحرية اقتربت قاب قوسين او ادنى، ومفاتيح منزلنا في سوريا نحملها حتى الساعة، أما عن الجديد فهو فيلم قصير مصور بكاميرا الموبايل اسمه مغترب سوري، و مشاهد لليوتيوب “جدو الشامي”، والعديد من الاعمال التي نستعد لإنجازها.
لماذ اخترتما مسرح الغرفة لتقدما عليه مسرحياتكما؟
- اخترنا ان نقدم مسرحياتنا في غرفة، اختزالا للموافقات الأمنية في بلد كان بها رقابة كبيرة على الحرية والإبداع، وللخروج من الروتين أيضا. وبعد اندلاع الثورة السورية وجدنا أن من واجبنا كمسرحيين فعل شيء ما. فقدمنا العرض المسرحي ” الثورة غداً تؤجل إلى البارحة”.
الراية

الأخوان ملص .. نبض الشارع السوري بلغة المسرح on 3 يونيو, 2012 7:54 ص in الأخبار

الأخوان ملص .. نبض الشارع السوري بلغة المسرح on 3 يونيو, 2012 7:54 ص in الأخبار :: تعاليق

الأخوان ملص .. نبض الشارع السوري بلغة المسرح on 3 يونيو, 2012 7:54 ص in الأخبار