ابن الفرات Admin
الساعة : عدد المساهمات : 2577 نقاط : 6061 التقيم : 19 تاريخ الميلاد : 06/04/1984 تاريخ التسجيل : 03/04/2012 العمر : 40
| | حمص .. على طريق الجلجلة السوري | |
حمص .. على طريق الجلجلة السوريon 9 أبريل, 2012 8:07 م in في قلب سورية، وعلى أوسع مساحة منها .. من العراق شرقاً إلى لبنان غرباً … عاشت حمص المدينة .. منذ آلاف السنين..
حمص، ونهرها العاصي .. ظلاّ منذ عدّة عقود يئنّا بصمتٍ. بُنيَ بتصميم خبيث – غربَها بالضبط – مصفاة نفط يحمل الهواء القادم من البحر، كل ما من شأنه أن يصيب سكانها بأمراض القلب، وآفات الرئة. لم توفّق أن يأتيها، من أراد لها أن تنمو وتتطور، فبقيت الحياة فيها مسدودة الأفق، تدور في روتين لا يحمل أي بادرة بالنهوض. حتى المتحف هناك، الذي يُفترض أن يلخّص هذه المدينة ذات التاريخ الكثيف، حاولتُ أن أزوره في مطلع الألفين، هو أيضاً بدا لي مكاناً يتيماً، لا أثر للاهتمام فيه. ومع كل هذه المعاناة، فحمص تتميز أن فيها أعلى نسبة تعليم ومتفوقين، وشهادات عليا في سورية. هذا غير شهرتها بأنها عاصمة النكات، حتى في أحلك الظروف وأشدها مأساوية. لا يحمل أهل حمص “عصبيّة حمصية” فهم يطلقون النكات على أنفسهم، ويضحكون بكل طيبة وثقة بالنفس مع الآخرين. تتجاور معظم أديان ومذاهب سورية العديدة في هذه المدينة … وتعطي هذه الفسيفساء الجميلة فكرة لآلة الإجرام والحقد حتى تحاول تفكيكها … لكنها لن تستطيع … لن تستطيع ذلك لأن هذه المدينة الوادعة، تقف اليوم على الصليب، تسير على درب الجلجلة السوري، لتفدي شعب سورية كله، وتغسل عنه عار عقود من الفساد والاستبداد وعار التوريث. حمص الحبيبة، أنت اليوم مدينة عالمية .. بفدائك هذا، تُظهرين بجلاءٍ لا مثيل لها، كل التحالفات الإقليمية .. تُظهرين لأول مرّة، أي عجزٍ يعتري ما يسمى “مجلس الأمن” تضعين العالم في مواجهة إجبارية مع النفس .. ليعيد ترتيب جميع أوراقه .. حتى يصلح هذا الخلل الرهيب في “الشرعية الدولية” تُعيدين تكوين ملامح سوريةَ من جديد … تَفتحين ملف جارتك الجريحة حماة بعد عشرات السنين، رغماً عن العالم المتواطئ …. أعتذر منكم أيتها المدن الثائرة الحبيبة.. وخصوصاً إدلب التي بقيت تتألم بصمت … ولكنّي .. عانيت الأمرّين، وأنا أراقب .. عالماً من مليارات البشر .. وعشرات الحكومات .. يتابع بدمٍ بارد مدينة اسمها حمص تذبح من الوريد إلى الوريد … حتى نستطيع نحن أن نعيش في بلدٍ حر، كريم .. أخبركِ.. يا حمص .. أخبركم يا مدن سورية كلكن … أن أبناءكن … بما فيهم من كان بعيداً عن أراضيكن …. أنّكم أعدتم صياغة الإنسان السوري من جديد .. أعدتم ولادته … وهو بعد اليوم ماضٍ في طريق ثابتٍ، ليعيد صياغة مدنه ووطنه كما يليق بتضحيات شعبٍ سوري عظيم. مانيا الخطيب | |
|