تم بناؤه أيام الحكم العثماني أما الضفة اليسرى للنهر وهي الفرع الكبير تم ربطها بالجسر المعلق ويعود بناؤه إلى فترة الإستعمار الفرنسي عام 1928 م ووضع قيد الخدمة عام 1931 وفي السابق كانت حركة الربط عن طريق معابر خشبية .
ويبلغ طول الجسر المعلق 458 متراً وينقسم هذا الطول إلى خمس فتحات ويستند الجسر على ست ركائز بيتونية أربع منها بإرتفاع 19.5 متراً وهي الركائز الوسطية وإثنان على الأطراف بارتفاع 4.7 متراً والجسر المعلق هو الشريان الحيوي للمدينة ونقطة الإتصال الوحيدة مع الجزيرة فهو معبر للسيارات والمشاة لفترة طويلة .
ومنذ فترة ليست بالطويلة جرت عملية غريبة ومستهجنة حيث جرى إغلاق الجسر عن طريق عملية بناء أدراج وجعلوه للمشاة فقط مع العلم بأن الجسر وجد لعبور المشاة والسيارات ومنع السيارات من العبور سيؤدي إلى حدوث خلل لا تحمد عقباه .
وبناءً على ذلك وضعت الدولة خطة لدراسة صيانة وتأهيل جسر ديرالزور المعلق حيث قامت الم¯ؤسسة العامة للمواصلات الطرقية بتكليف استشاريين لتقديم دراسة لمعاينة جسر ديرالزور المعلق والكشف عن عيوب الجسر ومكوناته من أجل تأهيله وصيانته وبدأت الوحدة الهندسية بالدراسة الفعلية عام 2003 م وقد خلصت الدراسة إلى الآتي :
خرسانة المرور : تعرضت لتآكل كبير في قسمها السفلي مما أو صل الخرسانة إلى حالة التفتت وعدم المقاومة وضعف المتانة للجزء العلوي .
كابلات الجسر : وجود اثار للتآكل ولكن يمكن الاعتماد عليها في حال الاستخدام من قبل المشاة والحمولات المتحركة الخفيفة .
الجيزان المعدنية : حالة الجيزان جيدة وهي تفي بالغرض للمحولات المتحركة الخفيفة والمتوسطة ( مشاة - دراجات عادية وآلية - سيارة أسعاف ) وقد أوصت اللجنة الدارسة بأن التشققات في الجدران الجانبية قابلة للإصلاح ولكن تحتاج إلى جهد إضافي ,وعدم الإصلاح يسبب تغير وتشققات مفرطة في البلاطة العلوية .
- ركيزة الجسر رقم (2) : لوحظ أن جسم الركيزة به شقوق طولية في منتصف القسم العلوي ولوحظ تسرب من فواصل التمدد على جسم الركيزة ,وهناك عيوب في الركيزة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة .
وقد لاحظت الشركة الدارسة بأن ضعف طبقة الحماية ( الدهان ) بدأ يزداد وبمرور الزمن بالإضافة إلى وجود أوساخ وحطام في بعض المناطق يؤدي إلى تكاثف الرطوبة وأن مجمل عمليات الوقاية تمت بدون مراعاة الأصول الفنية وتطور الصدأ بغياب المعالجة والصيانة الدورية .
وكذلك الإنفصال إلى طبقات في أجزاء البلاطة ,والتقشير وهذا الأمر يستدعي الإصلاح الفوري والتعشيش وهي موزعة على أنحاء الجسر وخطورة هذا العيب تكمن في تيسير تقدم العيوب الأخرى ,والداء الأبيض وهو يوجد في أنحاء متفرقة من البلاطة وهو ترسب ماءات الكالسيوم على شكل أملاح بسبب توافر الرطوبة والماء ووجود وسيط وهو ثاني أكسير الكربون الجوي .
حمولة السيارات ( سيارة الإسعاف ) :لقد أكدت اللجنة بأن إعتبار حمولة سيارة إسعاف مهمة لتقييم الجسر وذلك عند حدوث حالة طارئة تستدعي وصول سيارة إسعاف إلى داخل الجسر ,ولما تم منع مرور السيارات على جسم الجسر منذ عام 1970م فهذا مخالف للغرض الذي بني من أجله الجسر ,وأكدت الدراسات بأن جسر دير الزور المعلق يستطيع تخديم مركبة متحركة بأمان ذات وزن أعظمي .
فريد بشكله وطريقة إنشائه في الشرق الأوسط
وقد اعتبرت اللجنة الدارسة بأن جسر دير الزور المعلق يعتبر معلماً من المعالم الحضارية بالمحافظة والفريد بشكل وطريقة إنشائه بمنطقة الشرق الأوسط ويستعمل حالياً كمعبر للمشاة بين ضفتي النهر ,وهو الشريان الحيوي الواصل بين المدينة والجزيرة السورية وعدد من القرى والأراضي الزراعية الواسعة والغنية بالثروات الحيوانية والزراعية التي تعمل على تفعيل التجارة وتوفير الأيدي العاملة .
وبات من الضروري العناية به واستثمار ضفتيه بتنفيذ مصاطب نهرية وأماكن ترفيهية لأهالي المنطقة والوفود السياحية خاصة وأن المحافظة مليئة بالأوابد الأثرية والمعالم التاريخية وتزخر بالقادمين من الدول الأخرى بقصد السياحة الثقافية أو البحث العلمي مما يعطيهم صورة عن الحياة الاجتماعية والحضارية للبلد ,إضافة إلى أن الجسر المعلق هو المتنفس الأساسي لأهالي مدينة دير الزور وماحولها ويعتبر ثروة قومية ذات عائد مالي كبير للاستثمارات السياحية المستقبلية والترفيه والاستجمام وتفعيل رياضة صيد الأسماك واستثمار الجزر النهرية الصغيرة .
توصيات أولية للجنة الدارسة
إزالة الأعشاب والنباتات الغريبة من على الشواطئ وتنظيف المنطقة من الأتربة والأوساخ المتراكمة ,وإزالة العوائق البصيرية للجسر المعلق وتبدأ من الجهة اليمنى للجسر والمقابلة لمديرية الخدمات الفنية ,وإعادة زراعة النخيل والغرب الفراتي .
- تنفيذ بحرة مائية وذات تصميم معماري مميز على إحدى الجزر المتاخمة للجسر المعلق وذات دفق مائي عال بارتفاع الركيزة البيتونية مضاءة وذلك لمنع عمليات الترسب النهري وتحريك الماء الراكدة ومنع نمو النباتات الغريبة الضارة بقواعد الجسر الصخرية .
وقد ختمت اللجنة الدارسة توصياتها بالآتي : إن شواطئ الفرات تعطي للدارسين ملايين الأفكار التي يمكن تنفيذها وبكلفة بسيطة ,والمنطقة بحاجة ماسة إلى التنظيم وإزالة الأتربة والأوساخ والنهر هو المصدر الحيوي والأساسي للشرب وسقاية المزروعات والنظافة الشخصية والعامة فمن الواجب علينا حمايته والمحافظة عليه .
لنا كلمة
لما كان الجسر المعلق من الشواهد الحضارية ومعلماً من معالم محافظة دير الزور من حيث شكله وطريقة إنشائه ,فلماذا لانحافظ عليه ونعمل جميعاً لصيانته ونظافته ليبقى شامخاً ,إذا سألنا عنه من لم يره إلا في الصور ,فنقول له إن جسر دير الزور المعلق ,عليكم زيارة دير الزور لكي تروه جاثماً وخالداً خلود نهر الفرات العظيم وإهماله لاسمح الله سيجعله ذكرى تغص به الحناجر كما غصت في الجسر العتيق ( العثماني ) الذي أصبح ذكرى .