ابن الفرات Admin
الساعة : عدد المساهمات : 2577 نقاط : 6061 التقيم : 19 تاريخ الميلاد : 06/04/1984 تاريخ التسجيل : 03/04/2012 العمر : 40
| | انقسام المعارضة في سوريا يكسب الأسد مزيداً من الجرأة | |
انقسام المعارضة في سوريا يكسب الأسد مزيداً من الجرأة (رويترز) – بعيدا عن الشوارع التي سالت فيها دماء في سوريا وزنازين بشار الأسد فان المعارضة السورية في الخارج التي تتطلع لان تحل محله مازالت تتشاحن قبل ما قد يكون اجتماعا حاسما لتحالف دول مُصممة على تغيير النظام لكنها مختلفة بشأن كيفية تحقيق ذلك.وبينما لقيت حكومة الأسد تشجيعا فيما يبدو بعد هجماتها على معارضين تتفوق عليهم في العتاد في حمص وادلب والعاصمة دمشق فان المعارضة المتشرذمة التي تجتمع في اسطنبول قبل مؤتمر “أصدقاء سوريا” في أبريل نيسان مازالت غير قادرة فيما يبدو على الالتحام وراء مشروع وطني يجمع الشمل. وبعض المنشقين بين المعارضين ينددون ايضا بالمجلس الوطني السوري الذي تعترف به دول غربية وعربية على انه “المحاور الشرعي” — كواجهة للاخوان المسلمين الذين تمولهم دول خليجية مثل قطر. ووصف كمال اللبواني وهو طبيب وزعيم معارض بارز استقال من المجلس الوطني السوري هذا الشهر المجلس بأنه معارضة تحت عباءة متعصبين يختبأون وراء مظهر خادع من الليبراليين الاغبياء. ووفقا للبواني فان المجلس الوطني السوري العلماني التعددي ليس سوى واجهة للاخوان المسلمين وهو زعم ينسجم مع رأي الاسد في ان الانتفاضة المستمرة منذ عام هي مؤامرة اسلامية ستحرم طوائف الاقليات في سوريا من حريتها. ويعتمد حكم الاسد على الطائفة العلوية التي ينتمي اليها لكنه يستخدم هذا الجدل لاقناع أقليات تشعر بالخوف مثل الاقلية المسيحية بأن مستقبلها عرضة للخطر اذا جاءت الغالبية السنية التي تمثل نحو 75 في المئة من السكان الى السلطة. وقال اللبواني ان الاخوان المسلمين قوة مهيمنة في المجلس الوطني وانه يوجد فصيل في حماة ومجموعة دمشق وفصيل حلب من الاخوان المسلمين وان قطر وتركيا تدعمان وتمولان فصيل حماة. ومع لجوء الانتفاضة الى السلاح بدرجة متزايدة في مواجهة القمع القاسي من جانب قوات الاسد قال اللبواني ان الاخوان المسلمين يضعون شروطا لمن يقومون بتسليحهم. واولئك الذين ليسوا اسلاميين أو متدينيين لا يزودونهم بالسلاح. وكانت جماعة الاخوان المسلمين الفائز الاكبر في انتفاضات الربيع العربي في مصر وتونس بعد الاطاحة برئيسي البلدين في العام الماضي ويحققون تقدما في دول عربية أخرى من المغرب وحتى ليبيا. ونشر فرع الاخوان في سوريا هذا الاسبوع وثيقة “العهد الوطني” التي تعد بدستور مدني يعطي حقوقا متساوية لجميع الاقليات الدينية وللنساء. وقال ملحم الدروبي من جماعة الاخوان المسلمين في سوريا انهم ليس لديهم خطة لاستبعاد الآخرين أو الاحتكار. وأضاف انه قد تكون هناك خلافات لكن الهدف للجميع هو اسقاط نظام بشار الاسد. وانسحب هيثم المالح وهو شخصية معارضة تحظى باحترام كبير من اجتماعات المجلس الوطني السوري بعد أن ندد بعادات برهان غليون رئيس المجلس. وقال المالح وهو قاض سابق في الثمانينات من العمر وسجن في عهد الاسد ووالده حافظ الاسد انه يريد ان يرى المجلس يتصرف بطريقة ديمقراطية وانهم حتى الان يتصرفون مثل حزب البعث الحاكم. واضاف ان غليون كتب خطابه الأخير في اسطنبول ولم يطلع أحدا عليه وذهب لمقابلة الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان الذي يقوم بدور مبعوث خاص لسوريا في انقرة ولم يبلغ باقي اعضاء المجلس.وقال انه لا يمكنه ان يبقى في مكان يعامل فيه على انه لا وجود له. ودعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون المعارضة السورية يوم الثلاثاء الى تقديم التزام صريح باشراك كل السوريين وحماية حقوقهم في اطار عملية سياسية انتقالية. ودعا وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه المعارضة الى ان تكف عن المشاحنات. وقال في مقابلة مع صحيفة لو موند الفرنسية “هناك بعض المعارضين الذين تضعف توجهاتهم المعارضة طالما استمروا في تمزيق أنفسهم والصراع فيما بينهم.” واضاف “نبذل قصارى جهدنا لمحاولة توحيد المعارضة حول المجلس الوطني السوري واقناعهم بأن يكونوا أكثر شمولا والترحيب بالعلويين والمسيحيين. لا يفعلون ما يكفي.” ووسط تلك المشاحنات تخشى أغلب البلدان الغربية والعربية أن تفتح الازمة الدموية في سوريا المجال أمام المتشددين مثل أعضاء القاعدة الذين همشتهم الانتفاضات العربية الماضية ولكن أتيحت أمامهم الان فرصة للعودة الى الساحة. وربط مسؤولو مخابرات امريكيون تنظيم القاعدة بتفجيرات في الاونة الاخيرة ضد اهداف للنظام في دمشق وحلب. وقال باتريك سيل الخبير في الشؤون السورية وكاتب السيرة الذاتية للرئيس الراحل حافظ الاسد والد الرئيس الحالي بشار “مبعث القلق الرئيسي في الغرب هو تسلل الجهاديين الاسلاميين بما في ذلك احتمال دخول القاعدة عبر الحدود من العراق.” وأضاف “لدى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا شكوك بشأن المعارضة لان تلك الدول لا تريد أن تتحالف مع القاعدة.” وقال سيل انه في نهاية المطاف فانه رغم ان نظام الاسد تحت الحصار فهو في وضع أفضل مما كان متوقعا لان المعارضة متشرذمة والغرب وأغلب البلدان العربية مترددون في تزويدها بالسلاح. واضاف “اخترقت جماعة الاخوان المسلمين المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر” المشكل في أغلبه من منشقين عن الجيش. واضاف “اتخذوا الاسلام شعارا في قضيتهم وهذا سبب خوف الاقليات.” وربما زعزعت المعارضة بشدة استقرار حكومة الاسد الا أنها غير قادرة على ما يبدو على الاطاحة بها. وقال سيل “الاقتصاد ينهار. دمرت صورة بشار. ينظر اليه على انه دكتاتور وحشي وشرعيته صارت في الحضيض.” لكنه اضاف “في المعارضة الوضع فوضوي وهم يتشاجرون. المشكلة هي أن الكل يريد ان يكون المسؤول الاول.” من سامية نخول
| |
|