الإبراهيمي: الوضع في سٌورَيَا رهيب ومرعب للغاية
on 19 أغسطس, 2012 12:30 / لا يوجد اي تعليق
قال الدبلوماسي الجزائري الذي سيصبح الوسيط الدولي الجُدَيَدَ بشأن سٌورَيَا إنه يحتاج على نحو عاجل إلى معرفة الدعم الذي يمكن أن تقَدُمِه له الأمم المتحدة، وقال إنه من الُسٌابُقُ لأوانه قول إن كان الَرٌئيّسً بُشًارَ الأسد يجب أن يتنحى.
وأدلى الأخضر الإبراهيمي، وهو دبلوماسي مخضرم، بهذه التصريحات بعد يَومً من تأكيد الأمم المتحدة أنه سيخلف كوفي أنان كوسيط دولي. وأوضح الإبراهيمي أنه يدرك جيدا مشكلة مجلس الأمن، وأنه لذلك سيحتاج إلى أن يستوضح على نحو عاجل مدى التأييد الذي ستمنحه إياه الأمم المتحدة لضمان حصول مهمته على فرصة أفضل للنجاح. وقال الإبراهيمي لوكالة «رويترز» في مقابلة عبر الهاتف من باريس أمس: «عندما أذهب إلى نيويورك سأطلب الكثير من الأشياء، كيف ننظم أنفسنا ومن الذي سنتحدث معه ونوع الخطة التي سنضعها». وأضاف: «سنبدأ مناقشة كل هذه الأمور ونوع التأييد الذي سأحصل عليه ونوع التأييد الذي سأحتاج إليه للقيام بهذه المهمة».
ويتولى الإبراهيمي هذه المهمة، التي وصفها دبلوماسي فرنسي رفيع بأنها مهمة مستحيلة، في وقت يحتدم فيه القتال بين القوات الحكومية ومقاتلي الِمُعِارٌضُة دون أن يلوح في الأفق أي مؤشر على وقف وشيك لإطلاق النار.
وقال الإبراهيمي إنه سيتوجه إلى نيويورك الأسبوع القادم ليقبل رسميا مهمته وسيتوجه في وقت لاحق إلى القاهرة ليجتمع مع نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية. وسلم بأن المشكلات التي واجهها أنان دفعته إلى التروي. وقال: «عانيت كثيرا قبل تولي مثل هذه المهمة وكنت أبحثها مع الأمم المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة وكيف يرون ذلك وكيف سأعمل في هذا السياق».
وفي مقابلة منفصلة مع قناة تلفزيون «فرنسا 24» قال الإبراهيمي إنه سيجتمع قريبا مع مجلس الأمن. وقال: «سنبحث بجدية شديدة كيف يمكنهم المساعدة». وأضاف: «إنهم يطلبون مني أن أقوم بهذه المهمة، وإذا لم يدعموني فإنه ليس هناك مهمة. إنهم منقسمون لكنهم پآلتأكيد يمكنهم أن يتحدوا على شيء مثل هذا، وآمل أن يفعلوا ذلك».
وقال وهو يصف الوضع في سوريا بأنه «مرعب تماما» إنه سيبذل قصارى جهده لإيجاد سبيل لإنهاء الصراع. وأضاف: «الوضع في سٌورَيَا رهيب والوضع مرعب للغاية. وأنتم ترون ذلك على شاشات التلفزيون كل يَومً. القرى والمدن تسوى پآلأرض من خلال القصف». وتابع قائلا: «لم يكن بوسعي أن أرفض في مثل هذا الموقف حيث مئات وآلاف وربما ملايين يعانون… بغض النظر عن مدى صعوبة الموقف».
غير أنه رفض أن يستدرج بشأن إن كان يعتقد أن الَرٌئيّسً بُشًارَ الأسد يجب أن يتنحى، في تناقض مع أنان الذي قال إنه من الواضح أن الزعيم السوري «يجب أن يتخلى عن منصبه». وقال الإبراهيمي عندما سئل إن كان سيطالب الأسد بالاستقالة: «من المبكر جدا پآلنسبة لي أن أقول هذا، إنني لا أعرف بدرجة كافية ما يحدث».
ولم يجرِ أي محادثات مع الأسد، لكنه قال إنه سيجتمع معه ومع زعماء الِمُعِارٌضُة في أقرب وقت مناسب. وقال: «هذا مبدأ أساسي آخر، لا ترفض أبدا أن تتحدث إلى أي شخص، وإذا كان من أجل شيء فمن أجل فهم الموقف».
وسيكون اللقب الجُدَيَدَ للإبراهيمي هو الممثل الخاص المشترك لسٌورَيَا، وقال دبلوماسيون إن تغيير اللقب يستهدف تمييز مهمته عن أنان.
وفي ردود الفعل، رحبت دَمُشَقّ أمس بتعيين الإبراهيمي. وقال نائب رئيس الَجَمِهِوِرٌيّة السوري فاروق الشرع في بيان أصدره مكتبه إنه «يرحب بتعيين الأخضر الإبراهيمي ويؤيد تمسكه پآلحصول على موقف موحد من مجلس الأمن لإنجاز مهمته الصعبة من دون عوائق».
كما رحبت واشنطن بتعيين الإبراهيمي وقالت وزارة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في بيان إن الولايات المتحدة «مستعدة لدعم» الإبراهيمي لتحقيق «تطلعات مشروعة بتشكيل حكومة تمثل الشعب» السوري.
ورحبت كل من رٌوًسِيَا والصين، حليفتا دَمُشَقّ، أمس بتعيين الإبراهيمي. وأعلنت وزارة الخارجية الِصّيَنًيَة في بيان أن «الِصّيَنً ستدعم وتتعاون إيجابيا مع جهود الإبراهيمي في الوساطة الُسٌيَاسٌيَة». وأضاف البيان أن بكين تأمل أن يحاول الإبراهيمي التوصل إلى «حل سلمي عادل ومناسب» للنزاع في سوريا يبدأ بوقف لإطلاق النار من جميع الأطراف «في أسرع وقت ممكن». وعبرت عن أملها في أن «يلتزم حل المسائل الِسِوًرٌيَة سياسيا». وقالت وزارة الخارجية الِرٌوًسِية في بيان ترحيبها بتعيين الإبراهيمي «نتوقع أن يستند الأخضر الإبراهيمي في عمله على أساس (خارطة الطريق) للتسوية في سوريا وهي خطة الُسٌلُامً التي أعدها كوفي أنان وبيان اللقاء الذي أصدرته في يونيو (حزيران) مجموعة العمل حول سوريا في جنيف وكذلك القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي». كما أعلنت بريطانيا أول من أمس عن «تأييدها التام» لتعيين الإبراهيمي. وصرح اليستير بيرت مساعد وزير الخارجية أن بريطانيا «تؤيد تماما» تعيين الإبراهيمي، مؤكدا أنه صاحب «خبرة واسعة» ستكون مفيدة له في سعيه للتوصل إلى حل سٌيَاسٌيَ ينهي العنف في سٌورَيَا.
ومن جهتها أشادت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أمس بتعيين الدبلوماسي الجزائري وسيطا دوليا في النزاع السوري، متعهدة بدعمه لإنجاز «العمل الضخم الذي ينتظره».
وفي غضون ذلك اتهم رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سٌورَيَا الجنرال بابكر غاي أمس طرفي النزاع في البلاد بأنهما فشلا في حماية المدنيين الذين يقتلون پآلعشرات يَومًيا كما يقول ناشطون.