الدكتور محمد الجنابي
لطالما أقلق الشرفاء هاجس الخلاف بين القوى الإسلامية والوطنية في العراق، ولطالما بين المقاومون بأن الأهداف المشتركة بين فصائل المقاومة كفيلة ببقاء صفهم واحدا في مواجهة الاحتلال، حتى وإن لم يكن هناك اتحاد إعلامي أو تنسيق مشاهد بينهم، ونحن في السنة الثانية عشرة من الاحتلال وبقاياه والمقاومة المسلحة لا زال الأمر كما كان، وحدة في الأهداف مع اختلاف مسميات، والواقع يشهد بذلك شهادة الحق.
جيش رجال الطريقة النقشبندية له اليد الطولى في مقاومة الاحتلال، وله الأثر الأكبر في ثورة الشعب العراقي لا سيما وأن الأنظار متوجهة إليه مع التزامه الصمت في غالب الأوقات وشهادة الميدان لأولئك الأبطال النقشبنديين في صولاتهم على أعداء العراق، ورغم أن المعهود سابقا غياب هذا الجيش عن المؤتمرات والندوات خارج العراق على العكس من حضوره الميداني الفاعل في سوح النزال إلا أنه ولأول مرة يشهد حضورا فاعلا في مؤتمر خارج العراق وهو مؤتمر عمان، ويبدو أن هذا الجيش بقيادته الحكيمة رأى حضوره محوريا في هذا المؤتمر الذي حضرته فصائل المقاومة فقرر الحضور لتكون له گلمة الفصل في المؤتمر.
إن مؤتمر عمان انطلق ليدفع ذلك هاجس الاختلاف الذي لم يكن إلا في الأوهام وفي إعلام العدو، انطلق ليثبت للعالم وحدة المقاومة ووحدة المعارضين للاحتلال في مواجهة الصفويين والطائفيين ودعاة التقسيم، إنه المؤتمر الأول من نوعه الذي أثبت وحدة المقاومة العراقية بل ووحدة أبناء الشعب العراقي الرافض للاحتلال، وحدة تمثلت في أهداف المقاومة من رفض تقسيم العراق تحت أي مسمى ووحدة الشعب العراقي والسعي لتحرير العراق من الاحتلال والتبعية، ليكون بذلك المؤتمر الأول الذي يعقد بحضور فصائل المقاومة والجهات الرافضة للاحتلال بكل أشكالها وفي مقَدُمِتها جيش رجال الطريقة النقشبندية، ليكون هذا المؤتمر أول صفعة من نوعها تزلزل أركان حكومة الطائفيين ومن والاهم من دعاة التقسيم والطائفية المقيتة، كما أنه كان صفعة في وجوه من أرادوا تشكيل صحوات الغدر تحت ذرائعهم الواهية.
إن حضور جيش رجال الطريقة النقشبندية في الحقيقة والواقع شكل صمام الأمان لهذا المؤتمر لأن حضوره يعني التمثيل الشعبي للمؤتمرين لما له من عمق جماهيري وقاعدة شعبية عريضة بين أبناء الشعب العراقي بمختلف دياناتهم وطوائفهم وقومياتهم وأعراقهم، وهذا التمثيل يعطي دعما فعليا للمؤتمرين ليكون المؤتمر متكامل الشروط التي أولها وجود القاعدة الشعبية له وهذا ما تحقق بحضور جيش رجال الطريقة النقشبندية، كما أن مقررات المؤتمر كانت تحمل البصمة النقشبندية الواضحة.
وإنأعداء العراق لم يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه هذا المؤتمر فبذلوا كل ما بوسعهم لحرفه عن مساره الأساس لكن وجود صمام الأمان (جيش رجال الطريقة النقشبندية) كان كفيلا بسيره على نهج المقاومة الناصع في الحفاظ على وحدة العراق وشعبه الأبي.
شكرا لكل الحضور شكرا لجيش رجال الطريقة النقشبندية شَكرٌا لكل من يدعم الشعب العراقي.