ايران تريد ان تخّدَعً العالم بان التحالف الدولي لا داعي لوجوده
اليس من الغريب والعجيب جدا ان ترى دولا عظمى كبيرة بقوتها العسكرية وجيوشها المدربة بعد ان تحالفت على حرب داعش صرحت ان القضاء على داعش يستغرق ثلاث سنوات ، ثم پآلمقابل تأتي ايران لتزيح داعش من اهم معاقلها في تكريت خلال اسبوع ، فاي عاقل يقبل ان يعتقد او يتصور ان ايران هي اقوى من التحالف الدولي ، وان ايران لم تأت الا بميليشيات هزيلة وغير منظمة لتهزم داعش في هذا الوقت القصير ، فالمعقول الذي يفهمه ابسط الناس ان داعش هي صنيعة ايرانية وتعمل بأمرها فاذا ما قالت لها انسحبي – انسحبت فورا- واذا ما قالت لها اهجمي – هجمت بعنف- والعراق الذي يحكمه التحالف اللاوطني الموالي لايران كليا هو ارض خصبة لهذه الاوامر ، فايران خّدَعًت التحالف الدولي واوهمته بانها هي اقوى منه مع ان التحالف الدولي قادر على ازالة ايران من جذورها خلال يومين ، فيقضى على داعش والِى الابد ليعيش العالم كله بسلام واستقرار.
وانكشف المستور
ايران سحبت داعش من تكريت لإفشال التحالف الدولي وابعاد قواته لضمان عدم استخدامها ضد ايران لمنع امتلاكها للسلاح النووي
ان الخبر الرئيسي في وسائل الاعلام العراقية والعربية والدولية المهتمة پآلشأن العراقي هو الانتصار المزعوم لميليشيا الحشد الطائفي في معركة تحرير تكريت وان هذا الانتصار المزعوم هو انتصار ايراني بامتياز اذ لم يكن ليتحقق لولا الدعم الايراني في قيادة العمليات ميدانيا والاسلحة والاعتدة التي قَدُمِتها ايران للميليشيات والحشد الطائفي.
وهنا سؤال يفرض نفسه : كيف استطاعت ميليشيات هزيلة وحشد طائفي صوري غير مدرب ولو كان مدعوم ايرانيا ان يسحق داعش في محافظة صلاح الدين ويزعم انه حرر اكثر من 5000 كم2 خلال 7 ايام ؟؟ وانه نجح في تحقيق ما فشل فيه التحالف الدولي لمكافحة الارهاب !!!
العالم كله سمع تصريحات قادة دول التحالف الدولي الذي ضم اكثر من (62) دولة بان التحالف يحتاج الِى ثلاث سنوات لكي يتمكن من القضاء على داعش وانه اعد الخطط للتدريب والتجهير وحشد الاسلحة في دول عدة لخوض هذه المعركة ، كما ان العالم سمع تصريحات الملالي في ايران اثناء جولات مفاوضات الملف النووي الايراني نهاية عام 2014 بان ايران تقايض المجتمع الدولي پآلسماح لها بامتلاك بّرٌنٌامِجَ نووي توسعي مقابل ان تقضي على داعش في العراق !!! فهل الذي يجري الان في محافظة صلاح الدين من هزيمة داعش اما ميليشيات طائفية مدعومة ايرانيا بعيدا عن تلك التصريحات ام هو ناتج عنها ؟؟
الواقع الميداني يفرض وجود احتمالين لتفسير هزيمة وانهيار داعش امام مليشيات طائفية غير مدربة في وقت قصير جدا وعلى امتداد ساحة عمليات واسعة جدا مع ان تلك الساحة لا تشكل حاضنة لتلك المليشيات الطائفية ، فالاحتمال الاول هو ان تلك الميليشيات الطائفية بدعمها الايراني هي اقوى عسكريا من التحالف الدولي بما فيه من دول عظمى كامريكا وفرنسا وغيرها وان ايران بميليشياتها الطائفية تمتلك دعما لوجستيا يفوق امكانات دول التحالف بكل ما لديه من حاملات طائرات ومدمرات واساطيل بحرية وجوية واسلحة واعتدة ودعم استخباري جوي وارضي ، ومن جراء ذلك التفوق الايراني العسكري واللوجستي والاستخباري استطاعت ايران ان تهزم داعش بهذه السرعة وان تنهار داعش امام ميليشياتها الطائفية في تكريت ، وهذا الاحتمال لا يقبله العقل والواقع مطلقا.
والاحتمال الاخر وهو الاقرب للواقع وتؤيده طبيعة هزيمة داعش وانهيارها بل وذوبانها امام الحشد الطائفي في معارك صلاح الدين وهو ان داعش هي مليشيا طائفية ارهابية انشأتها ايران ودربت عناصرها ودعمتها عسكريا ولوجستيا وان ايران تتحكم بتحركات داعش في العراق من خلال قادة الحرس الثوري الايراني ، والحقيقة الجلية هي ان ايران قد زجت بداعش في الموصل في حزيران 2014 لغرض خلط الاوراق وإلهاء المجتمع الدولي وصرف أنظاره عن بّرٌنٌامِجَ إيران النووي لتكمل إيران تصنيع سلاحها النووي وتتمكن من الهيمنة على منابع النفط في المنطقة وضُرٌبّ المصالح الدولية وخنق الاقتصاد العالمي فيها ، وايقنت ايران حاليا ان المجتمع الدولي يقف بالضد حازما امام امتلاك ايران للسلاح النووي وان الخيار العسكري ضد ايران اصبح مرجحا ، فاقَدُمِت ايران على اصدار اوامرها لداعش بالهروب من محافظة صلاح الدين والتاميم واخرجت ذلك في عملية اعلامية مفبركة غطتها وسائل الاعلام الايرانية والحكومية على انها انتصار كبير للحشد الطائفي ، وان كل ما تم تصويره وبثه من ساحات القتال كما يزعمون اظهر انه لا وجود لداعش امام الحشد ولا وجود لاي معارك مع الدواعش وان قاسم سليماني هو من اصدار الامر لداعش بالهروب واصدر في الوقت نفسه الامر للميليشيات پآلدخول الى المناطق السكنية لتفجير وحرق منازلها وقتل وتهجير من يتواجد من الاهالي فيها ، بل ان قسما من الدواعش في بعض المناطق شاهدهم الاهالي يغيرون ملابسهم ويلقون براياتهم السوداء ويرفعون اعلام صفراء او خضراء او حمراء فيتحولون من دواعش الِى ميليشيا العصائب او بدر او غيرها – فداعش والميليشيات والحشد الطائفي هم شيئ واحد يدار ايرانيا.
والمتتبع للاحداث والعاقل يدرك يقينا ان الاحتمال الثاني هو الذي يفسر ذوبان داعش امام الحشد الطائفي وان هزيمة داعش المزعومة هي من تخطيط وتنفيذ ايراني بامتياز وتنعكس نتائجها بشكل مباشر على مفاوضات الملف النووي الايراني ، ففي نهاية اذار الجاري 2015 تصل المفاوضات النووية الايرانية الى عنق الزجاجة وما زال عدم التوافق وتصعيد المواقف باتجاه الذهاب الِى الحل العسكري هو السائد ، فارادت ايران ان تسحب البساط من تحت اقدام التحالف الدولي لمحاربة الارهاب وتقول للعالم انه اصبح من غير المبرر وجوه كون داعش هزمتها ايران لوحدها واختفت من المنطقة ، فهزيمة داعش المزعومة امام الحشد الطائفي التابع لايران هي خطوة ايرانية لاستعراض القوة امام التحالف الدولي من جهة ومحاولة لافشال التحالف الدولي وابعاد قواته عن المنطقة وضمان عدم استخدامها ضد ايران في حال ان قرر المجتمع الدولي التدخل العسكري لمنع ايران من امتلاك السلاح النووي.
داعش اللعبة الايرانية الاخطر في العالم
بعد تصريحات ايران المتكررة من قدرتها على القضاء وازالة ميليشيا داعش في العراق منذ اشهر پآلرغم من فشل قوات التحالف الدولي المؤلفة من 62 دولة ومن ضمنها امريكا وفرنسا ودول اخرى عظمى من القضاء على داعش.
وفي مطلع اذار 2015 اقَدُمِت ايران على تنفيذ مخططها بالقضاء على داعش واستطاعت خلال ايام من تحرير اراضي پآلالاف الكيلومترات كما يزعمون ، والعجيب في الامر ان داعش تذوب امام القوات الايرانية والميليشيات الطائفية وتنسحب من مواقعها بدون اي قتال واللافت للنظر ان هيئات وملابس اغلب الميليشيات تشابه الِى حد كبير هيئة وملابس ميليشيا داعش (ما عدا الراية والملابس) وهذا الامر له معنيين لا ثالث لهما:
الاول: اما ان ايران حقا هي اقوى واعظم من التحالف الدولي بكل دوله وقواته واساطيله ، واستطاعت ايران ان تفعل ما لم يستطيع التحالف ان يفعله ، وپآلرغم من علمنا بضعف وتهرأ قوة ايران مقارنة بامريكا وفرنسا وغيرها من الدول العظمى الا انهم حققوا ما لم يحققه التحالف.
الثاني: ان داعش هي عبارة عن ميليشيات تابعة لايران تحركها كيف تشاء وهي تمولها وتديرها وتدعمها ، حالها حال بقية الميليشيات الطائفية الارهابية في العراق ، فمجرد حركة اصبع تستطيع ايران انه تأمر داعش پآلهجوم او الانسحاب.
وان صاحب العقل والمنطق يرجح الامر الثاني ، لانه لا يعقل ان تكون ايران اقوى من الولايات المتحدة الامريكية لوحدها او فرنسا لوحدها فكيف يعقل ان تكون ايران اقوى من 62 دولة بما فيها تلك الدول ، فلذا ننبه العالم الِى ان ايران هي صنعت العوبة داعش والان هي التي امرتها پآلانسحاب عن طريق حرب مفبركة صورية لانه لحد الان لم تظهر اي علامة على وجود مقاومة من داعش لهذه القوات وان القصف هو موجه نحو المدنيين الابرياء ومساكنهم ومزارعهم بل وحتى حيواناتهم لم تنجوا ، وغاية ايران من هذا الامر هو توسع النفوذ الايراني في المنطقة والضغط على المجتمع الدولي بخصوص ملفها النووي.
سر هروب داعش امام ميليشيا الحشد الطائفي الموالي لايران
صرح التحالف الدولي الذي يضم اكثر من (60) دولة بما عنده من امكانيات وخبرات عسكرية عالية المستوى وقوات مدربة واسلحة متطورة خصوصا وهو يضم دول عظمى بانهم يحتاجون الى ثلاث سنوات حتى يتمكنون من القضاء على داعش ـ بينما استطاعت ايران بميليشياتها الواهنة ان تطرد داعش خلال اسبوع واحد ، بل ان الجعفري وهو احد قادة التحالف اللاوطني التابع لايران صرح بان تنظيم داعش سيزول من العراق بعد استعادة مدينة تكريت ، ونستخلص من هذا ان هناك احتمالين لا ثالث لهما يفسر هذا التفوق الايراني على التحالف الدولي الكبير وسرعته في القضاء على داعش وهو انه اما ان تكون ايران اقوى من التحالف الدولي حتى يقضون على داعش في خلال اسبوع او ان ايران هي ولي امر داعش وتدار بايدي ايرانية يرسلونهم متى شاءوا ويقبضونهم اذا ارادوا ، ورأى الناس كيف ان داعش انسحبت امامهم من تكريت بدون اي مقاومة تذكر وما الصور التي تصدرت وسائل الاعلام على فضائيات حكومة العراق العميلة لايران والفضائيات الايرانية ماهو الا تمثيل واخراج تلفزيوني كاذب ، وعلى هذا فالعقل يرجح الاحتمال الثاني وهو ان داعش ايرانية قيادة وتمويلا وادارة وان داعش وبمجرد امر من ايران غادرت تكريت وربما على الغالب انها اندرجت مع الميليشيات الشيعية العراقية القادمة الى تكريت كبدر والعصائب وغيرها وبمجرد ان غيروا ملابسهم وانظموا اليها وبامر من ايران ايظا وهذا هو التفسير الذي يغلبه العقل فليس من المعقول ان تكون ايران اقوى من (60) دولة بما فيها دول عظمى المشاركة وان الصور التي ارادوها ان تخرج الِى القنوات الفضائية التي تديرها ايران وميليشياتها هي افتعالات مفبركة اعلامية لا اكثر ولا اقل.