رمان بلدة السوسة في دير الزور مزيج بين المذاق المزي اللذيذ
يصل إنتاجها إلى 10 آلاف طن سنويا .. رمان بلدة السوسة في دير الزور مزيج بين المذاق المزي اللذيذ والفائدة الصناعية
أضحى الرمان الذي تنتجه بلدة السوسة في محافظة دير الزور علامة فارقة في عالم الرمان نظرا لمزاياه وخصائصه المميزة من حيث المذاق والفائدة حيث يطلبه سكان المحافظة باستمرار ويحمله المسافرون منها كهدية إلى محبيهم في المناطق الأخرى .
ويتميز رمان السوسة الذي أخذ اسمه من بلدة السوسة القابعة على ضفاف نهر الفرات بالقرب من مدينة البوكمال بمذاقه الممزوج بين الحلاوة والحموضة وهو ما يسميه السكان المحليون الطعم المزي إضافة إلى لونه الوردي وارتفاع نسبة الشراب فيه وعصيره ذي اللون الأحمر الغامق وشكل الثمرة الخارجي المستدير المائل إلى المضلع وحجمها المتوسط ورقة سماكة الحواجز داخلها.
وقال خليل ياسين مدير مصلحة السوسة في مديرية زراعة المحافظة إن إنتاج بلدة السوسة من الرمان يصل إلى 10 آلاف طن سنويا وتكثر فيها بساتين الرمان حيث تبلغ مساحة الأراضي المزروعة به 4 آلاف دونم تضم 200 ألف شجرة رمان موضحا أن الجو الحارصيفا والتربة الطينية التي تتمتع بها البلدة وخبرة أهلها في زراعة الرمان والاعتناء به جعل من بلدة السوسة تحتل مرتبة متقدمة في إنتاج محصول الرمان بسورية .
وأضاف ياسين أن شجرة الرمان تتحمل الحرارة العالية صيفا والباردة شتاء وظروف الجفاف داعيا إلى الإقلال من ري الأشجار في فترة النضج خلال شهر تشرين الأول لأن كثرة الماء تؤدي إلى تشقق الثمار وتلفها.
وأشار ياسين إلى أن الرمان يزرع بعدة طرق منها العقل والبذور والترقيد والسرطانات لكن أفضل طريقة لزراعة وإكثار شجر الرمان هي طريقة العقل وتتم بأخذ أفرع التقليم الناضجة بطول لايقل عن 25 سنتيمترا وسماكة تتراوح بين 10 إلى 15 ميليمترا وزراعتها في التربة وفق خطوط تبعد عن بعضها 60 سنتيمترا وتبعد كل عقلة عن الأخرى مسافة 30 ستنيمترا ويجب غرسها بالكامل في التربة وألا يبقى منها سوى البرعم الطرفي الذي يجب أن يكون ظاهرا فوق سطح التربة.
ولفت مدير مصلحة السوسة إلى أن الرمان لا يحتاج إلى الري بشكل مستمر بل خلال فترات حيث تروى الأشجار في شهر شباط برية ثقيلة لمدها بالماء وأخرى خلال فترة الإزهار والعقد في أيار وبعد فترة العقد تعطى للأشجار ريات خفيفة مع الاحتراس من تعرضها للعطش لأنه يؤدي إلى سقوط ثمارها وهي لاتزال صغيرة وفي شهر أيلول تبدأ الثمار بالوصول إلى حجمها الكامل وتبدأ بالتلون بحيث تكون جاهزة للقطاف في تشرين الأول .
بدوره أشار علي سلوم صاحب منشأة لصناعة شراب ودبس الرمان في بلدة السوسة إلى النكهة المميزة التي يتمتع بها دبس رمان السوسة حيث يميل طعمه إلى الحموضة لأن نسبتها فيه تبلغ 50 بالمئة موضحا أن الطريقة المتبعة في صناعة دبس الرمان هي عصر حبات الرمان بواسطة مكبس خاص ثم تسخين العصير لدرجة حرارة محددة ليتم بعدها تكثيفه وتعبئته في زجاجات خاصة دون إضافة أي مواد حافظة .
وبين سلوم أن كل 10 كيلو غرامات من الرمان تعطي كيلو غراما واحدا من الدبس الذي يتمتع بخاصية عدم التأكسد لافتا إلى الطلب المتنامي على عصير ودبس رمان السوسة داخل وخارج سورية وإلى ضرورة الاهتمام بهذه الصناعة وزيادة عدد المعامل المصنعة لهذه المادة التي أخذت شهرة واسعة .
الجدير ذكره أنه يمكن الاستفادة من قشور الرمان في دباغة الجلود كما أن لثمرة الرمان فوائد عديدة فهي تقوي القلب والمعدة وتمنع تصلب الشرايين وتعالج الإسهال وتطرد الديدان المعوية .
تقرير: معاوية طعمة