قتيلاً بينهم 18 عنصر أمن.. والقوات السورية تقصف حمص والقصير تظاهرات حاشدة تعد بهزيمة الأسـد.. وأنان يؤكد أن وقف النار «هشّ جداً» المصدر:
التاريخ:
21 أبريل 2012
صبي سوري يرفع شارة النصر خلال تظاهرة تطالب بإسقاط الأسد في بلدة كفرنبل بريف إدلب. رويترز
خرج آلاف السوريين، أمس، في عشرات التظاهرات الحاشدة التي
تتوعد بهزيمة الرئيس السوري بشار الأسد في جمعة أطلق عليها اسم «سننتصر
ويهزم الاسد»، مطالبين بإسقاط نظام الرئيس السوري، وبأن يأخذ المراقبون
الدوليون علماً بتحركهم، على الرغم من الانتشار الأمني والعسكري واستمرار
القصف واطلاق الرصاص والاعتقالات من جانب القوات النظامية السورية، فيما
أكد مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية، كوفي أنان، أن
الوضع في سورية «ليس جيدا» ووقف إطلاق النار «هش جدا». في حين قصفت القوات
السورية مدينتي حمص والقصير، بينما قتل 32 شخصاً بينهم 18 عنصر أمن، في وقت
يتصاعد الضغط الدولي على دمشق من اجل وقف العنف المستمر.
وعمت التظاهرات معظم المدن والبلدات والقرى السورية مطالبة بإسقاط نظام الأسد.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان، ان تظاهرات خرجت أمس، في مدن
وبلدات وقرى في محافظات درعا (جنوب) ودمشق وريفها وحمص وحماة (وسط) وادلب
(شمال غرب) وحلب (شمال) ودير الزور (شرق) واللاذقية (غرب) والحسكة (شمال
شرق)، طالبت بإسقاط النظام ورحيل الأسد، على الرغم من الانتشار الأمني
والعسكري واستمرار العمليات العسكرية.
من جهته، أكد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي، ان «عددا
كبيرا من التظاهرات سارت في احياء مدينة حلب، أكبرها في بستان القصر وصلاح
الدين والشعار والسكري وحلب الجديدة ومساكن هنانو، ووجه معظمها بإطلاق
الرصاص لتفريقها».
وقال في اتصال مع «فرانس برس» إن عشرات التظاهرات خرجت ايضاً في معظم
مدن ريف حلب التي تعرضت اخيراً لقصف القوات النظامية مثل الباب وعندان
ومارع وتل رفعت وبيانون ودير جمال ردد فيها المتظاهرون هتاف «خاين خاين..
الجيش السوري خاين».
وفي دير الزور، أظهرت مقاطع مصورة بثها ناشطون على موقع «يوتيوب» تظاهرة
حاشدة انتظم المتظاهرون فيها في صفوف وتمايلوا على اغان تندد بالنظام
وبعناصر «الشبيحة» (مسلحون مدنيون موالون للنظام). وفي الحسكة ذات الغالبية
الكردية، خرجت تظاهرة حاشدة ردد فيها المتظاهرون هتافات «يا حمص نحن معاك
للموت» وهتافات للمدن المحاصرة الاخرى ورفعوا اعلاما كردية و«أعلام
الثورة».
وفي درعا، خرجت تظاهرة حاشدة في مدينة الحراك رفعت فيها شعارات معارضة للنظام وأعلام الثورة.
وفي دمشق وريفها خرجت عشرات التظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الأسد، ورفع
المتظاهرون في حي العسالي (وسط دمشق) لافتات «تحية لفلسطين محمد الدرة
ونقول لعالمنا المتخاذل، في سورية كل يوم محمد درة»، و«في سورية لا يؤخذ
النصر بل ينتزع انتزاعاً». وفي دوما في ريف دمشق، أظهرت مقاطع بثت على
الانترنت آلاف المتظاهرين يرددون اغاني تضامنا مع «أم الشهيد».
وفي الرستن الخارجة منذ اشهر عن سيطرة القوات النظامية والتي تتعرض
للقصف ومحاولات الاقتحام باستمرار، رفع المتظاهرون لافتات «أين المراقبون؟»
ورددوا هتافات لإسقاط النظام.
من جهته، قال أحمد فوزي المتحدث باسم أنان، إن الوضع على الارض «ليس
جيداً، انه وقف اطلاق نار هش جدا»، مشيرا الى سقوط مزيد من الضحايا كل يوم.
وأضاف أن الاتفاق الذي تم توقيعه أول من أمس بين الحكومة السورية والامم
المتحدة في دمشق يتعلق بعمل عناصر طليعة المراقبين الموجودين حاليا في
سورية والبعثة الكاملة بعد صدور قرار عن مجلس الامن بنشرها، موضحاً ان
الامم المتحدة ودمشق لا تحتاجان الى إعادة التفاوض حول اجراءات الانتشار.
وأوضح فوزي ان طليعة الفريق تتألف الآن من سبعة افراد موجودين على الارض.
وأعلن أن اثنين آخرين سيصلان الاثنين المقبل. وأعرب عن امله أن يوافق مجلس
الامن الدولي بأسرع وقت على ارسال البعثة الكاملة من المراقبين (300 شخص).
وقال فوزي «نستعد للانتشار لأننا نعتقد أنه سيتم».
وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، أمس، إن فريق مراقبي
الأمم المتحدة يجب ان يملك الوسائل للعمل على «احترام حرية التظاهر».
وأضاف في تصريح تلفزيوني، أنه «يجب نشر مراقبين على الارض لكن يجب ان
يملك هؤلاء الوسائل من تجهيزات ومروحيات للعمل على احترام حرية التظاهر.
هذا أمر بالغ الاهمية، واليوم الذي تضمن فيه هذه الحرية فعلياً لن يستطيع
النظام الصمود».
وأكد ان وقف إطلاق النار «لا يحترم»، مضيفاً «لكن اذا تمكنا من نشر قوة
مراقبين متينة من 500 عنصر على سبيل المثال فإن الامور يمكن ان تنقلب الى
الاتجاه الصحيح». من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن وقف اطلاق
النار في سورية ملتزم به «عموماً» على الرغم من وجود «بعض الانتهاكات
والاستفزازات». ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مجلس الأمن الدولي
إلى الإسراع بإصدار قرار آخر حول مهمة بعثة المراقبين في سورية، وأعلن أن
موسكو تنتظر وصول المزيد من موفدي المعارضة السورية إليها.
على الصعيد الميداني، تواصلت أمس، العمليات العسكرية في اليوم الثامن لبدء تطبيق وقف إطلاق النار.
وقتل 14 مدنيا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، و18 عنصر امن، بحسب الاعلام الرسمي.
وأفاد المرصد عن مقتل خمسة مدنيين في القصف المستمر على مدينة حمص
(وسط)، وثلاثة في القصف على مدينة القصير في محافظة حمص، واثنين بنيران
القوات النظامية في بلدة عقربا وقرية دف الشوك في ريف دمشق، وواحد في
انفجار عبوة ناسفة بحاوية قمامة على طريق مطار حلب الدولي (شمال)، وواحد في
مدينة الباب في محافظة حلب، وآخر في قرية حيط في محافظة درعا (جنوب)،
برصاص القوات النظامية. كما قتل ناشط مناهض للنظام برصاص القوات النظامية
في قرية الحمامة التابعة لجسر الشغور في محافظ ادلب (شمال غرب).
وأشار المرصد الى مقتل 12 عنصرا من القوات النظامية السورية على الاقل اثر تفجير عبوة ناسفة بحافلة كانت تقلهم في قرية حيط.
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أوردت خبر الانفجار في الحافلة، مشيرة الى مقتل 10 عناصر.
وذكرت ان «المجموعة الارهابية استهدفت حافلة تقل عناصر حفظ النظام بعبوة تزن نحو 100 كيلوغرام تم تفجيرها عن بعد».
وفي خبر آخر، قالت الوكالة ان «مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت بعبوة
ناسفة قوات حفظ النظام في الكرك الشرقي في درعا، ما ادى الى استشهاد خمسة
عناصر».
وقالت «إن مجموعة إرهابية مسلحة هاجمت ليلا مخفر بلدة محجة في ريف درعا بالأسلحة الرشاشة، ما أدى الى استشهاد عنصر امن».
كما استهدفت مجموعة أخرى سيارة مدنية على مفرق خربا متوجهة من درعا الى
السويداء، ما أدى إلى مقتل عنصر من فرع الهجرة والجوازات في درعا.
وذكرت «سانا» ان «ارهابيا قناصا» استهدف عنصرا من قوات حفظ النظام بطلق
ناري في مدينة حماة (وسط)، ما ادى الى مقتله على الفور. وواصلت القوات
النظامية قصفها لمناطق في مدينة حمص في وسط البلاد وريفها، بحسب ما أفاد
ناشطون والمرصد السوري.
وأفاد الناشط سيف العرب من حمص في اتصال مع «فرانس برس» بأن القوات النظامية استهدفت حيي الخالدية وجورة الشياح وحمص القديمة.
وقال إن القوات النظامية تشدد حملتها على المدينة وأحيائها «في ما يبدو
أنها محاولة من النظام للسيطرة على حمص بالكامل قبل ان تدخلها لجنة
المراقبين». وأشار المرصد السوري الى سقوط «قذيفة كل خمس دقائق» على
الخالدية.
وفي محافظة درعا (جنوب)، نفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات
في مدينة انخل وسط سماع اطلاق رصاص كثيف، وحملة مماثلة في ساحة الاربعين في
مدينة درعا استهدفت «أشخاصاً كانوا يحضرون للتظاهر بعد صلاة الجمعة»، بحسب
المرصد.
وقرر فريق المراقبين الصغير الموجود في سورية عدم القيام بجولات
ميدانية، أمس، «لتجنب ان يؤدي وجودنا الى تصعيد»، بحسب ما قال رئيس الفريق
الكولونيل أحمد حميش.