كي مون يوصي بإرسال 300 مراقب.. و«الجيش الحر» يطالب بتدخل عسكري خارج مجــــــلس الأمن اتفاق ينظم عمل المراقبين في ســورية وسط استمرار العنف المصدر:
التاريخ:
20 أبريل 2012
تظاهرة ضد الأسد في كفرنبل بالقرب من إدلب. رويترز
تم التوقيع على اتفاق اولي، أمس، بين دمشق والامم المتحدة،
ينظم عمل بعثة المراقبين في سورية، حيث تسببت أعمال العنف والعمليات
العسكرية في مقتل أكثر من 120 مدنياً بعد أسبوع على دخول وقف اطلاق النار
حيز التنفيذ.
وفيما أوصى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن الدولي
بالسماح بنشر بعثة تضم 300 مراقب لفترة أولى من ثلاثة أشهر، دعا الرئيس
الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى إقامة ممرات للمساعدات الإنسانية في سورية،
لحماية معارضي الرئيس بشار الأسد، في وقت قالت روسيا إن اجتماع وزراء
خارجية مجموعة أصدقاء سورية في باريس هدام ويمكن أن يقوض جهود أنان، بينما
طالب و«الجيش الحر» في سورية بتدخل عسكري خارج مجلس الأمن.
وأعلنت وزارة الخارجية السورية انه تم التوقيع رسميا امس في مبنى وزارة
الخارجية والمغتربين على التفاهم الاولي الذي ينظم آلية عمل المراقبين.
وأضافت «يأتي هذا الاتفاق في سياق الجهود السورية الرامية إلى إنجاح خطة
المبعوث الدولي بهدف تسهيل مهمة المراقبين ضمن إطار السيادة السورية
والتزامات الاطراف المعنية.
في جنيف، أوضح المتحدث باسم الموفد الدولي الخاص الى سورية في بيان أن
الاتفاق الذي تم التوقيع عليه يهدف الى تأمين اساس لبروتوكول ينظم عمل
طليعة المراقبين الدوليين، وبعثة المراقبين الموسعة في حال انتشارها. واشار
احمد فوزي إلى أن هذا الاتفاق يهدف الى مراقبة ودعم وقف العنف المسلح بكل
أشكاله من كل الاطراف، وتنفيذ خطة الموفد الخاص المشترك المؤلفة من ست
نقاط.
وتزامن ذلك مع مناقشة مجلس الامن الدولي توصية للامين العام للامم
المتحدة تقضي بارسال بعثة من 300 مراقب دولي الى سورية لفترة ثلاثة اشهر.
وعبر أنان في رسالة الى مجلس الامن عن القلق الشديد من خطورة الوضع في
سورية، لكنه قال «من دون التقليل من أهمية التحديات المقبلة، هناك فرصة
للتقدم علينا ان ندعمها».
وأشار الى أن وقف النار غير كامل، لكن مستوى العنف تراجع بشكل واضح منذ
12 ابريل (تاريخ بدء تطبيق وقف النار) وحصيلة الضحايا تراجعت نتيجة لذلك.
وقتل 123 مدنياً في سورية منذ دخول وقف النار حيز التنفيذ، بحسب المرصد
السوري لحقوق الانسان. وقضى 96 منهم في إطلاق نار وقصف مباشر، و27 تحت
التعذيب بعد اعتقالهم أو متأثرين بجروح.
وقتل اربعة سوريين امس في اعمال عنف، ثلاثة منهم في اطلاق رصاص في بلدة
يبرود في ريف دمشق، وواحد في اطلاق رصاص خلال اقتحام القوات النظامية لحي
الطب في منطقة الجورة في ريف دير الزور. واقتحمت القوات النظامية منطقة في
شرق سورية، ما اسفر عن مقتل مواطن واشتبكت مع مجموعات مسلحة، بينما تجدد
القصف على مدينة حمص، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون. وافاد
المرصد عن اشتباكات في الحي بين القوات النظامية ومجموعات منشقة وبعض احياء
مدينة درعا.
وزار وفد المراقبين الموجود في سورية منذ الاحد مدينة درعا امس للمرة الثانية، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان إن اطلاق رصاص كثيف من القوات
النظامية السورية وقع في مدينة الحراك في محافظة درعا بعد خروج وفد من لجنة
المراقبين الدوليين منها.
وأعلنت الصين، أمس، أنها تدرس إمكانية ارسال مراقبين لوقف إطلاق النار في سورية.
ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب لقاء مع نظرائه الـ28 من
الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي في بروكسل المجتمع الدولي الى بذل كل ما
من شأنه ان يضمن نجاح خطة انان.
واعرب وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه عن اسفه، لأن روسيا لاتزال مستمرة في عزلتها بشأن الملف السوري.
وأظهرت مسودة لبيان ختامي لاجتماع «أصدقاء سورية» ان الدول المشاركة
وصفت خطة سلام تدعمها الأمم المتحدة بأنها الأمل الأخير لحل الأزمة
السورية، وقالت انها ستفعل ما بوسعها للمساعدة في نجاح الخطة. وقال البيان
«اذا لم يتحقق ذلك سيكون على مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي النظر في
خيارات اخرى».
وحذر وزير الخارجية الفرنسيمن ان عدم التزام نظام الرئيس السوري بتطبيق
خطة انان سيفتح الباب امام حرب اهلية في سورية الا اذا تم منح المراقبين
الدوليين الوسائل التي تمكنهم من الإشراف على وقف اطلاق النار. واعلن
الوزير ان بعثة مراقبي الإمم المتحدة في سورية يجب ان تضم مئات العناصر
الذين ينبغي ان يزودوا الامكانات البرية والجوية لإنجاز مهمتهم.
من جهته، دعا رئيس المجلس العسكري الأعلى في الجيش السوري الحر، العميد
الركن مصطفى احمد الشيخ، امس الى تشكيل حلف عسكري من دول اصدقاء الشعب
السوري خارج مجلس الأمن، وتوجيه ضربات عسكرية جراحية في مفاصل النظام.
ورأت وزارة الخارجية الروسية أن اجتماع باريس لا يهدف الى البحث عن
الحوار، بل سيبعد هذا البلد عنه. وقالت موسكو إن اجتماع وزراء خارجية
مجموعة اصدقاء سورية في باريس هدام، ويمكن أن يقوض جهود كوفي انان.
من جهته، دعا الرئيس الفرنسي إلى إقامة ممرات للمساعدات الإنسانية في
سورية لحماية معارضي الرئيس بشار الأسد، وحث القوى العالمية على إظهار
الوحدة لاقناع روسيا والصين بالتخلي عن دعمهما للأسد. وقبل اجتماع مجموعة
أصدقاء سورية، كرر ساركوزي الدعوة لاقامة ممر آمن لمنظمات الاغاثة بموافقة
سورية أو بتفويض دولي لنقل الغذاء والدواء إلى نحو مليون مدني محاصرين في
الصراع. وقال ساركوزي لاذاعة (اوروبا 1) «بشار الأسد يكذب، يريد محو حمص من
الخريطة مثلما أراد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي تدمير بنغازي».