التدخل العسكري الأحادي بسوريا خيار قائم on 21 أبريل, 2012 3:05 ص in الأخبار / لا يوجد أي تعليق
في وقت اتفقت فيه الولايات المتحدة وروسيا والصين على قرار نادر
بنشر قوة غير مسلحة لمراقبة وقف إطلاق النار بالأراضي السورية، تصاعد حديث
مؤتمر أصدقاء الشعب السوري عن الخيار العسكري، حتى أكد قائد عسكري أميركي
كبير أن واشنطن لن تشارك في تجسيد هذا القرار على الأرض.
ففي باريس حيث التأم أمس الخميس مؤتمر آخر لمجموعة أصدقاء الشعب السوري
-الذي قاطعته الصين وروسيا مجددا- كانت اللهجة شديدة ضد نظام بشار الأسد
الذي وصفه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالكذاب، وشبه تعامله مع حمص
بتعامل معمر القذافي مع بنغازي في ليبيا حيث انتهى الأمر بفرض منطقة حظر
جوي سمحت للمعارضة بتنظيم صفوفها ومن ثم إسقاط نظام العقيد.
أما وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه فتحدث عن احتمال فتح “ممرات آمنة”
داعيا لرفع عدد المراقبين وتزويدهم بالعتاد الأرضي والجوي، وحذّر من “حرب
أهلية” ونزاع إقليمي شامل إن فشلت مهمة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان،
بينما تحدثت نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون عن الحاجة لتحرك قوي بمجلس
الأمن لفرض عقوبات تشمل حظر بيع السلاح تحت البند السابع، وإن أقرت بأن
التحرك سيواجه معارضة الصين وروسيا.
السيناريو الصربيويدعو المجلس الوطني السوري -الذي يجمع بالمنفى أهم مكونات المعارضة- إلى
تدخل عسكري حتى دون تفويض أممي، وهو خيارٌ لا يستبعد حدوثه مدير مركز الشرق
الأدنى والخليج للدراسات رياض قهوجي الذي يتحدث عن احتمالِ تكرار
السيناريو الصربي.
يذكّر قهوجي بأن مراقبين أمميين انتشروا في صربيا عام 1999، لكن مجلس
الأمن لم يتوافق على عملهم، لينتهي الأمر بتدخل أحادي قاده تحالف غربي أطاح
بسلوبودان ميلوسوفيتش باسم حماية الشعب الصربي.
ويقول قهوجي للجزيرة نت إن التدخل العسكري سيحدث بشكل أو بآخر في سوريا،
والحديث عن الممرات الآمنة في حد ذاته تدخل عسكري بما أن الممرات ستحتاج
لحمايتها، بما يسمح لـالجيش الحر بالتجمع وتنظيم نفسه.
دور إسلامي عربيويتحدث قهوجي عن مهمة محدودة في سوريا، يكون الدور الأبرز فيها لتركيا ودول
عربية وإسلامية بدعم يقدمه حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتساهم فيه واشنطن
لوجستيا فقط.
وقد حذر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي
بشهادة أمام الكونغرس من امتداد النزاع في سوريا إلى بقية بلدان الشرق
الأوسط، بينما حذر وزير الدفاع ليون بانيتا من تورط عسكري أميركي “بلا
قاعدة قانونية واضحة” وبلا دعم إقليمي قائلا بوضوح “لن نتحرك منفردين بهذه
المنطقة”.
ووفق قهوجي قد يكون القصف السوري الذي طال مناطق تركية مبررا لإطلاق هذا
العمل، إذْ يوجد بند في ميثاق الحلف يلزمه بالتحرك إذا هُدّد أمن أحد
الأعضاء.
كما يرى أن تقرير أنان عن عمل المراقبين سيكتسي أهمية كبيرة لمن يريد أن يضفي على العمل العسكري بعض الشرعية.
فهل يتكرر السيناريو الليبي حيث انتهى حظرٌ جوي فُرض لحماية المدنيين بإسقاط النظام؟
ويقول قهوجي “عكس السيناريو الليبي لن يُسمَح في سوريا بوجود مليشيات
لقرب البلد من إسرائيل، ولن يُسمَح للمجموعات المسلحة بالعمل إلا تحت إمرة
الجيش السوري الحر”.
الجزيرة نت.