دير شبيغل”: تركيا ستحدد مصير سورية!

دير شبيغل”: تركيا ستحدد مصير سورية!

on 23 أبريل, 2012 5:13 ص in الأخبار / لا يوجد أي تعليق

دير شبيغل”: تركيا ستحدد مصير سورية! %D9%85%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%AC%D9%84-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-550x308

كانت المشاهد التي تصوّر ما يحدث على الحدود السورية التركية في الأشهر الأخيرة مريعة، فقد أظهرت آلاف السوريين الذين يهربون من قوات بشار الأسد. جُرح العديد منهم، ويتحدث البعض عن حصول أعمال تعذيب واغتصاب وإعدام.
لكن ظهرت صور أخرى تدل على وجود أعمال إنسانية أيضاً، فقد أنشأت تركيا مخيمات للسوريين الذين يريدون مكاناً آمناً، وكذلك أقام هذا البلد منشآت طبية للحالات الطارئة من أجل معالجة الجرحى، ووفرت الدول المجاورة إمدادات غذائية كثيرة.
“هل تتذكرون كيف عومل اللاجئون الأفارقة القادمون من تونس وليبيا في إيطاليا خلال الربيع العربي؟”، تساءل أرتوغرول أوزكوك، رئيس التحرير السابق لصحيفة “حريت” التركية. في تلك الفترة، انتقدت جماعات حقوق الإنسان سياسة الاتحاد الأوروبي الفاضحة كونها عزلت جزيرة لامبيدوزا الإيطالية وحولتها إلى قلعة لتجمع اللاجئين ومنعهم من دخول أوروبا.
اليوم، يشير أوزكوك إلى المفارقة القائمة لأن تركيا من بين جميع البلدان الأخرى هي التي تدافع عن القيم الأوروبية في الأزمة الراهنة.
لكن عدا تقديم المساعدة، تحرص حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان على خدمة مصالحها الخاصة أيضاً في هذا الصراع:
* سورية هي شريكة تجارية مهمة بالنسبة إلى تركيا.
* يعيش الأكراد في تركيا وسورية معاً. تطرح الاضطرابات الحاصلة تهديداً على استقرار المنطقة التي تواجه أصلاً مخاطر كامنة عدة بسبب المواجهات بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني الإرهابي.
* أخيراً، تشكل مسألة اللاجئين السوريين تحدياً إنسانياً بالنسبة إلى تركيا لدرجة أن البلد ما عاد يستطيع تحمل الوضع وحده.
لا يدعو أردوغان إلى إسقاط الدكتاتور السوري بشار الأسد خدمةً للآخرين فحسب، كما أنه ليس فقط نتيجة “التضامن مع إخوانا المسلمين في سورية”، كما تعلن وسائل الإعلام الداعمة للحكومة في أنقرة، مع اعتراف منتقدي أردوغان بجهوده الحثيثة لمواجهة الفوضى القائمة، لكن الأهم من ذلك هو أن مصير الشعب السوري أصبح الآن بيد أنقرة، ذلك لأن أوروبا والولايات المتحدة تتجنبان التدخل في هذا الملف.
* “تركيا ستصبح أهم من بريطانيا!”
كتب المؤرخ “تيموثي غارتون آش” من جامعة أكسفورد مقالة في صحيفة “غارديان” البريطانية ما معناه أن “أوروبا جعلت مصير سورية بيد العثمانيين”، وانتقد “آش” الغرب الذي كان يجب أن يوقف أعمال القتل في سورية عبر التدخل العسكري منذ أسابيع، لكن على خلاف الصراع الليبي، فإنه لا وجود لأي إرادة سياسية هذه المرة، حيث يواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انتخابات حاسمة، ومن جانبها ما كانت ألمانيا لتقود جهود الحرب لسبب وجيه.
في المقابل، أخذت قوى أخرى زمام المبادرة في الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، كتب المؤرخ البريطاني “آش”: “في المستقبل القريب، ستصبح تركيا أكثر أهمية من بريطانيا، وإيران أهم من ألمانيا، والمملكة العربية السعودية أهم من فرنسا، وروسيا أهم من الولايات المتحدة”.
وفي الصراع السوري، يمكن أن نلاحظ نشوء نظام عالمي جديد أو كما تم وصفه بـ”نهوض بقية العالم”.
وكان ملفتا أن يغتنم رئيس الوزراء التركي أردوغان رحلته إلى الصين هذا الأسبوع ليطلق عن تصريحات صادمة، حيث أعلن أمام المراسلين: “من مسؤولية حلف الأطلسي أن يحمي الحدود التركية”. كما هدد بتفعيل البند الخامس من معاهدة الحلف، وهو ينص على أن أي اعتداء ضد دولة منتمية إلى حلف الطلسي يُعتبر اعتداء على جميع الدول الأعضاء. إنها خطوة جريئة جداً.
صحيح أن سورية أطلقت النار على مخيم اللاجئين في تركيا، ما أسفر عن مقتل شخصين سوريين، لكن يدرك أردوغان أن تلك الحادثة ليست كافية لتطبيق بند الدفاع المشترك في معاهدة حلف الأطلسي، علما أن مثل هذه الخطوة اتخذت سابقا غداة اعتداءات 11 سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن.
* تركيا تفرض نفسها كقوة عالمية:
ماذا يعني موقف رئيس الوزراء التركي؟ أردوغان ليس ساذجا كما يظن بعض المراسلين الغربيين (عليهم أن يدركوا ذلك منذ الآن)، فبعد 10 سنوات من حكم حزب العدالة والتنمية المحافظ، لا شك أن تهديده الأخير مدروس جدا، هو يريد أن يؤكد لحكام سورية أن خصومهم سيحاسبونهم، كما أنه يريد أن يثبت للغرب أن تركيا هي التي تحدد قواعد اللعبة اليوم في الشرق الأوسط.
ومنذ بعض الوقت، يناقش السياسيون في أنقرة مسألة تشريع ضربة عسكرية ضد سورية وفق القانون الدولي. لكن “السيناريو” الذي يلقى رواجاً أكبر من دخول جنود حلف شمال الأطلسي الألمان والأميركيين الأراضي التركية، يستند على ما يبدو إلى معاهدة بين تركيا مع سورية في ذروة النزاع الكردي عام 1998. فبموجب اتفاقية “أضنة”، وافقت سورية على عدم القيام بأي عمل من شأنه أن يهدد أمن تركيا واستقرارها، وقد أتى الدبلوماسيون الأتراك مراراً على ذكر هذه الاتفاقية خلال الأيام الأخيرة، متحدثين عن انتشار عسكري في سورية أو إقامة منطقة عازلة على طول الحدود.
وكانت تركيا قبل بضع سنوات تتعرض للسخرية بوصفها “رجل البوسفور المريض”، إلا أنها نجحت منذ سنوات في ترسيخ مكانتها كقوة عالمية. ويتبع أردوغان إستراتيجية يصفها المراقبون بـ”العثمانية الجديدة”، متجاوزة بتأثيرها الحدود التركية.
بعد انتصاره الثالث على التوالي في الانتخابات في شهر يونيو الماضي، أعلن أردوغان أن هذا ليس انتصاراً لإسطنبول وأنقرة فحسب، بل أيضاً لبيروت ودمشق، وهكذا صار أردوغان أشبه بسلطان يتنامى تأثيره في مجريات الأحداث في هذه المنطقة التي تشتعل دوماً بالأزمات
المصدر اخبارالبلد

دير شبيغل”: تركيا ستحدد مصير سورية!

دير شبيغل”: تركيا ستحدد مصير سورية! :: تعاليق

دير شبيغل”: تركيا ستحدد مصير سورية!