ابن الفرات Admin
الساعة : عدد المساهمات : 2577 نقاط : 6061 التقيم : 19 تاريخ الميلاد : 06/04/1984 تاريخ التسجيل : 03/04/2012 العمر : 40
| | كل يوم حامل «البيرق» ووصيفه.. المصدر: سامي ال | |
كل يومحامل «البيرق» ووصيفه.. المصدر:
التاريخ: 26 أبريل 2012
عندما يخلص الإنسان النية، ويجتهد في العمل، تأتي النتائج غالباً مثمرة ومتناغمة مع ما خطط له، هذا ما لمسته في شابين إماراتيين مبدعين، أخلصا النية في رسم الفرحة لأهل الإمارات، وقدما اسم الوطن على اسميهما الشخصيين، فتحقق لهما ما أرادا. الشاعر راشد أحمد الرميثي، الحاصل على «بيرق» الشرق، وحامل لقب شاعر المليون، ووصيفه الشاعر أحمد بن هياي المنصوري، الحاصل على المرتبة الثانية في هذه المسابقة الشعرية واسعة الانتشار في أنحاء الوطن العربي، هما مثال حيّ للإبداع الإماراتي، ومثال لشباب حملوا رغبة جامحة في رد الجميل للوطن من خلال المساهمة في رفع اسمه في كل محفل، وفي كل مكان، فتحقق لهما ذلك من باب الشعر والثقافة والإبداع. ليست هذه مبالغة، بل حقيقة لمستها في جلستنا الممتعة معهما أثناء تكريمهما أمس من قِبَل «الإمارات اليوم»، فقد وضعا في اعتبارهما منذ البداية إهداء أهل الإمارات بيرق الشعر، ولم يدخلا المسابقة من أجل هدف شخصي، بل إنهما قدما نموذجاً رائعاً في التفاني والإيثار، فكانا متعاضدين يعاون كل منهما الآخر، كأنهما فريق واحد في حين أنهما يتنافسان للحصول على لقب ثمين، لكنهما قالا بكل صدق: «هدفنا بقاء البيرق في الإمارات، من دون الالتفات إلى من منا الذي سيفوز باللقب»، وبفضل ذلك فاز الاثنان، وحصدا المرتبتين الأولى والثانية.. بالفعل على قدر أهل العزم تأتي العزائم. سألتهما: هل أنتما صديقان منذ فترة طويلة؟ لأن التناغم والتقارب في الأفكار كانا سمة واضحة عليهما، أجابا: «لا، فقد تعارفنا أثناء المسابقة»، أدركت حينها أنهما بالفعل مثال يحق لنا أن نفخر به في الحب من أجل الوطن، ولا شيء غيره. قديماً كانت العرب تقيم الاحتفالات، وتذبح الذبائح، وتقيم المآدب عن اكتشاف وجود شاعر في القبيلة، واليوم يحق لنا أن نحتفل في الدولة بشاعرينا، لأن الشعر ثقافة وإبداع، وهوية وتراث، يجب أن نحتفي بمن يرفع له شأناً، وندعم كل الجهود التي تجعلنا نحافظ على هذا الموروث الشعبي الثقافي القيم. أعتقد أن بقاء «بيرق الشعر» في الإمارات يجب أن يكون بداية للاهتمام بهؤلاء المبدعين، لذا لابد أن تتبنى جهة ثقافية هذين الشابين، فتهتم بهما، وتسوقهما نموذجاً للإبداع الإماراتي، وتقيم لهما ولغيرهما من الشعراء الأكفاء والموهوبين أمسيات داخل الدولة وخارجها، وتعمل على الترويج الجيد لحجم الإنجاز الذي حققاه، فالشخصية الإماراتية المبدعة يجب أن يروج لها بشكل مبدع أيضاً، فالإمارات ليست نفطاً وأبراجاً ونقلة في عالم الحياة المدنية المعاصرة فقط، هي بالإضافة إلى ذلك بلد مبدعين وشعراء ومثقفين وفنانين تشكيليين، بلد تراث وجمال وذوق شعري وثقافي، إنها دولة حضارة حية وموروث لن يفقد بريقه أبداً. لاشك في أن هناك مواطنين كثراً دعموا وشجعوا وفرحوا لراشد الرميثي بحصوله على لقب شاعر المليون، فرحوا له، لأنه شاب إماراتي مبدع، ولا شك في أن الجميع يدعم اليوم فكرة استمرارية الاهتمام بهذا الشاعر، ووصيفه المنصوري، فالحصول على اللقب هو هدف قصير الأمد، أما الحفاظ على الموروث الإماراتي فهو الهدف الأسمى والأهم والأبعد!
| |
|