محمد ابن الفرات ديري مشارك
الساعة : عدد المساهمات : 30 نقاط : 90 التقيم : 0 تاريخ الميلاد : 17/10/1991 تاريخ التسجيل : 25/04/2012 العمر : 33
| موضوع: الغترة العربية اليشمر اي الشماغ الجمعة أبريل 27, 2012 3:15 pm | |
| الغترة العربية اليشمر (اي الشماغ
يمكن ربط الكرامة والشرف العربي عند الرجال حينما يسقط (( عقاله )) أو (( الغترة )) من رأسه وبعض الرجال في دول عربية وحكومات جعلوا من (( الغترة )) العربية شعاراً لثورتهم وبطولاتهم مثل (( فلسطين العربية )) والغترة استخدمت لكل القوميات (( فالأكراد ارتدوها على شكل ربطة أو شدة معينة )) و (( التركمان وضعوها على الأكتاف )) و (( البغداديون القدامى ارتدوها على شكل لفة أسموها < الجراوية > )) ودول عربية أخرى لونتها باللون (( الأحمر كما في الخليج )) و (( الأخضر كما في اليمن )) و (( الأسود كما عند السادة في العراق )) لم يسأل أحد من أين أتت هذه القطعة من القماش التي مساحتها (( متر ونصف المتر )) (( طولاً وعرضاً )) وربما (( متر واحد لأربعة أضلاع )) ! ماهي الأشكال والرسوم الهندسية التي رسمت على هذه القطعة من القماش ؟ لماذا هذه الأشكال وهذه الخطوط ؟ ماهي معانيها وماذا توحي ؟ لم يسأل أحد ذلك , هل يجوز أن نضع شكلاً هندسياً على رؤوسنا ولا تعرف معنى له ؟ لماذا نجعله بهذه القدسية والجاه والشجاعة والرجولة والكرامة ألم تسمع أهلنا في (( دير الزور )) يقول (( عقدنا محرمة فلان )) ما هو الربط في ذلك ؟ هل لكوننا نضع هذه (( الغترة )) على رؤوسنا و (( الرأس في جسم الإنسان أكثر أهمية )) ومعنى العقال من أين أتت هذه التسمية ؟ ولماذا بهذا الطول وهذا اللون ؟ ولماذا هو عقال ؟ في الفصل سنضع الحلول التاريخية والأجوبة العلمية التاريخية لكل هذه الأسئلة خلال تجوالي بين الكاتب وبعض المتاحف في القطر وأخص متحف (( دير الزور )) ومتحف (( المرحوم الأستاذ عبد القادر عياش أيضاً في دير الزور )) وجدت معلومة نادرة جداً عن مجتمعات حضارتي (( حضارة وادي الفرات )) وعن ((حضارة سومر وبابل )) وكان المجتمع حينذاك مقسم اجتماعياً إلى أربعة فئات وهي : 1- الآلهة ورجال المعبد : وهم شريحة المتقدمة والتي تسكنن في أماكن مقدسة المعابد الضخمة الكبيرة ولا يجاري هذه الفئة من المجتمع من أحد 2- فئة الزراع : وهم (( الفلاحون )) وهم الأبسط فئة ويزاولون حرفة الزراعة وكانوا يرتدون الملابس البسطة ويضعون على رؤوسهم قطعة قماش سوداء مربعة الشكل يربطونها بحبل على قمة الرأس ويسمون هذه الفئة (( ذوي الرؤوس السوداء )) أي (( الفلاحون )) 3- فئة الحرفيين والصناع : وهم يمارسون العمل في الصناعة اليدوية والحرفية وهم فئة أعلى من فئة (( الفلاحون )) أي (( ذوي الرؤوس السوداء )) كانت هذه الفئة من المجتمع أي (( الحرفيين والصناع )) يضعون على رؤوسهم قطعة قماش بيضاء مساحتها متر مربع ويثبتونها على الرأس بواسطة حبل مصنوع من الألياف الصوفية أو القطنية أو الجنب 4- أما الفئة الأوفر حظاً في ذلك المجتمع فهم الصيادون : والذين يتمتعون بمنزلة اجتماعية مقربة من المعبد وتعتبر هذه الفئة أو الطبقة الاجتماعية من الطبقات الأوفر حظاً في الزواج واستقبال الناس لهم واحترامهم وتفضيلهم على فئتي (( الزراع – والحرفيين )) كان الصيادون يضعون شبكة الصيد على رؤوسهم وبمساحة معينة ويشدونها على رؤوسهم بحبل الصيد المستخدم في الشبكة ليتميزوا عن غيرهم من طبقات المجتمع ويريدون أن يقولوا للناس بأنهم الصيادون ذوو الجاه والمرتبة فكر هذا الصياد بطريقة أخرى لأنه شعر بأن الشبكة التي يضعها على رأسه والتي يستخدمها في عملية الصيد تعيق تحركاته كما إنها غير جميلة المظهر وفيها مشاكل كثيرة فجاء بقطعة القماش البيضاء ومن النوع الفاخر ليرسم عليها شبكة الصيد ويحيط الشبكة بأمواج النهر من أربع جهات ثم يرسم ( الجرف ) أي جرف النهر وحافته بشكل يحيط بالأمواج فظهرت صورة جميلة لشبكته ومياه النهر وجرفه ليقوم بوضعها على رأسه ثم قاس حبل الشبكة بمساحة مرتين لقياس رأسه ثم قطع الحبل وجعله (( دائرتين )) فوق بعض لتمسك بقطعة القماش وتثبتها على رأسه وهكذا جاءت (( الغترة والعقال بهذه الطريقة المبتكرة النادرة ولو لا حظت عزيزي القارئ (( الغترة )) التي لديك ستجد خطوط شبكة الصيد وعقدها وحياكتها وتحيط بها أمواج النهر ومن كل مكان ولا حظ الخط الأسود العريض والخطين المتوازيين اللذان بجانبه فهو معناه جرف وحافة النهر التي تحيط بالأمواج والشبكة فعلاً هذا غريب الحديث وقدرنا الله لفك هذا اللغز الذي رافقنا آلاف السنين ننظر إليه يومياً ونستخدمه ولا نعرف معناه أو نفطن لفك رموزه التاريخية وهذا سبق تاريخي وتراثي أضيفه إلى ما تم تدوينه من معلومات تكتب لأول مرة وهذا واجبي تجاه تراث وأرث وموروث الفرات العظيم أطلقت تسميات كثيرة على هذه (( الغترة )) مثل (( يشماغ )) أو (( حماغ )) أو (( جمدانه )) ومسميات كثيرة أخرى وقيل إن الحبل الذي يثبت الغترة على الرأس سمي بالعقال لأنه مأخوذ من العقل أي الرجل الكبير العاقل البالغ الحلم يضع العقال وكما توجد فكرة أخرى لتسمية العقال بهذا الاسم وهي بأنها جاءت من عقل البعير أي ربط ساقه الأمامية لتحديد حركته وجلوسه ساكناً مع خالص التقدير والاحترام أرجو ان أكون وفقت في بحثي هذا | |
|