محمد ابن الفرات ديري مشارك
الساعة : عدد المساهمات : 30 نقاط : 90 التقيم : 0 تاريخ الميلاد : 17/10/1991 تاريخ التسجيل : 25/04/2012 العمر : 33
| موضوع: الدواوين والمجالس وليلي السهر في دير الزور الجمعة أبريل 27, 2012 3:27 pm | |
| عرف عن أبناء الفرات بأنهم يتمتعون بصفات عربية عريقة توارثوها عن أبنائهم وأجدادهم : ومن هذه الصفات الحميدة [ الشجاعة - والنخوة - والشيمة - والوفاء - والكرم ] لذا نجد أن العديد من الرجالات التي تتصف بهذه الصفات الحميدة هذه قد أولوا استقبال الضيف وإكرامه وتقديم جميع ما يلزم من متطلبات الضيافة مهما طال مكوثه عنده والمكان الذي يأمه هؤلاء الناس الضيوف يسمى ( الديوان ) * الديوان : وهو مكان واسع أعد خصيصاً لهذه المناسبات وأثث (بالبساط -والسوح - والسجاد والأرائك ) كما تتوفر فيه كل مستلزمات المنامة من فراش ومخدات ولحف وغيرها كما يرتاد مساء (الأقارب - والجيران - والأصدقاء ) ويكون مجالاً لطرح العديد من القضايا الهامه التي تتناول حديث الساعة ، وحل بعض المشاكل والنزعات والخلافات عن طريق رجل (يسمى العرفة ) ويكون حكمه في القضية القول الفصل دون رفض من أي جهة ، وهكذا تقتضي العادات والتقاليد في حل الأمور ، ثم يقدم الطعام بشكل طبيعي في الوقت المحدد له ، بالإضافة إلى ارتشاف القهوة المرة العربية بواسطة ( الدلال ) ويدور الحديث في هذه الدواوين وفق متطلبات ونوعية الموجودين سواء كانوا [ تجاراً -أو مزارعين - أو سماجه ( صيادة السمك ) أو حجارة وبنائين -أو مختلف الحرف الأخرى ] يستعرض من خلال تواجد هؤلاء الفئات من الناس مشاكلهم والصعوبات التي تعترضهم ووضع الحلول الناجحة لها وخاصة مساعدة الفقراء ويتناول الحاضرون [القهوة المرة - وكثيراً ما يدخن هؤلاء ( النرجيلة ) أو لفافات التبغ وخاصة عن طريق ( المشرب ) أو ( السبيل ) بالإضافة إلى ارتشاف الشاي ومن ( السماور ) السماور : هو مصنوع من النحاس على شكل بيضوي مغلق ولهو فتحه من الأعلى يوضع في داخله الماء وعلى الفتحة ( الجايدان ) أو ( القوري ) أو ( الأبريق ) وهو مملؤة بي الشاي ويبقى على نار هادئ طيلة السهرة . ولا تخلو هذه الدواوين من وجود أناس يسردون الحكايات القديمة الشيقة فيشدون الحاضرون الذين يستمتعون بها ويصغون بشغف ، بالإضافة إلى شعراء وشعراء الربابة الذين يأمون هذه الدواوين بين الحين والآخر يمدحون وجهاء المدينة لما حصلوا منهم على العطيات والهبات ولابد من ذكر عملية صنع القهوة العربية المرة حيث يبدأ أحد المختصين بصنعها بتحميس القهوة في المحماسة ويقلبها بشكل متواصل بيد المحماسة حتى لا تحترق وبعد نضجها تبرد ومن ثم توضع بالنجر وهو خاص لدق القهوة المرة فقط وتدق بضربات موزونة ، وعادة لكل ديوان دقة خاصة مميزة ،وصوت النجر يسمى ( ضبيح ) وبعد دق القهوة توضع في ( قدرية ) القدرية :وهي أنية من النحاس وبعد غليها بشكل جيد تفرغ في ( الكمكوم ) وهو اكبر الدلال حجماً ، ومن ثم توزع في المصبات بعد إضافة حب الهيل إليها وتقرب من الجمر حتى تبقى ساخنة للشرب بلإصافة إلى وجود ( الوجاق ) أو (الموقد ) أو ( المنقل ) وهو مكان النار وسابقاً كان ( الموكد -النفيلة -أو النكرة ) بعدها يقوم صباب القهوة بمسك الدلة باليد اليسرى ويناول الفنجان باليد اليمنى وأول ما يبدأ هو يتذوق القهوة ومن ثم يناول أكبر القوم أو صاحب الديوان عدة رشفات حتى يتأكد الحاضرون من سلامتها بعدها يطوف على الحاضرين بدءاً من اليمين ومنتهينا بآخر شخص جالس على اليسار ، وهنا لابد من أشكر صبركم على مواضيعي التي أطرحها لكم الشاعر الفراتي خالد عبدالجبار الفرج | |
|