محمد ابن الفرات ديري مشارك
الساعة : عدد المساهمات : 30 نقاط : 90 التقيم : 0 تاريخ الميلاد : 17/10/1991 تاريخ التسجيل : 25/04/2012 العمر : 33
| موضوع: للعباءة مكانة كبيرة عند العرب، ورغم تطور ال الجمعة أبريل 27, 2012 3:34 pm | |
| للعباءة مكانة كبيرة عند العرب، ورغم تطور الحياة بقيتالعباءة من الألبسة الشعبية المحافظة على رونقها، إذ تعتبر العباءة ولا تزال منأثمن الهدايا التي تقدم للأمراء ووجهاء العشائر ورجال الدين، وفي "البلاد العربية" لها سوقها، وتجد الكثيرين ممن تمسكوا بهذه العباءة ولم يتخلوا عنها لمصلحة ما جلبتهالموضة. تعتبر العباءة الرجالية أو ما يسمى "الخاچيّه" رمزاً للمفخرة عند الرجل العربي، وكذلك رمزاً للهيبة بالإضافة لكونها تقيه البردوالحر. تمر صناعة العباءة بعدة مراحل فتبدأ عادةً في موسم جز الصوفأو ما يسمى عند العرب "الگصاص"، وتؤخذ الأصواف التي تصلح لعملية الغزل ويفضل صوفمنطقة الظهر عند الأغنام، ثم تغسل بشكل جيد وتترك حتى تجف تماماً، وبعدها تجريعملية الغزل وهي تحويل الأصواف إلى خيطان أو خيوط،وبعد إتمام عملية الغزلالمطلوبة ترسل إلى "الحايك" ليحول هذه الخيطان إلى قطع من القماش ومن ثم ترسل إلىالخياطين حيث تخاط العباءة، ولكن دون أكمام بل تحوي فتحات متجهة للأسفل، وبعدهاتحرر والتحرير هو خياطة العباءة وتطريزها بخيوط خاصة من البريسم أو النايلون وتكونمن نفس لون العباءة، وهناك نوع آخر من الخياطة يسمى "الكلبتون" وهو خياطة العباءةبخيط خاص يكون لونه"ذهبياً" يختلف عن لونها يختاره البعضلإظهار جمالية التطريز وحسب الذوق وهنا تصبح العباءة جاهزةللاستخدام.وأسواق" النجف" في العراق من الأسواق التي تباع فيها العباءاتوتعتبر من السلع المهمة ويتم تصنيعها فيها،ولأن لكل منطقة خصوصية بتصنيع منتج معين،فهي تحتاج إلى حرفية ومهنية عالية لا تتوافر إلا في "النجف" عاصمة الأيدي الماهرةفي هذه الصناعة، فمدينة "دير الزور" مثلا في سوريا تشتهر بصناعة "الفراء" أو مايسمى "الفروة" وهي مصنوعة من جلد الأغنام مع الصوف وتلبس في الشتاء.وعلىالرغم من الاغنية المتداولة بهذا الخصوص والتي كانت تقول كلماتها : (يايمه انطيني الدربيل تنظر حبي وأشوفه ......... لابس عباه شغل الدير تبرج مابين كتوفه ) وهناك أنواع عديدة للعباءة العربية:فهناك نوع يدعى "الصيفي" أو ما يسمى الشالة أو الشالية، وهي خفيفة وتستخدم في فصل الصيف حصراًتتدرج ألوانها من الأصفر إلى الأبيض أي الألوان التي تعكس أشعة الشمس، وأسعارهاتتراوح بين الوسط والعالي، وكذلك الشتوي وهي مصنوعة من وبر الجمال وتسمى الوبرية،وأشهر العباءات هي "الخاچية" أو ما يسمى "النجفية" والمصنوعة في مدينة النجف في العراق، وأيضاً "الحساوية" وهي مصنوعة في مدينة"الإحساء" في المملكة العربيةالسعودية، وكذلك "الشامية" والمصنوعة في سوق "مدحت باشا" في مدينة "دمشق"، ، وتصنع العباءة العربية والشماغ أيضاً في دول شرق آسيا وانكلترا وهي تصنع للعرب خصيصاً لأنشعوب تلك الدول المصنعة لا يستخدمونها على الإطلاق، وعباءة الجوخ المصنعة في انكلترا من أغلى أنواع العباءات و لدينا مصانع للشماغ في العديد من المدن العربية "كحلب" وتصنع العباءات في مدينة "دمشق"والتي تباع في السوق المحلية وتصدر إلىالبلاد العربية فالعباءة "الدمشقية" منافس من الدرجة الأولى في الأسواق العربية .وللعباءة مكانة وقدسية كبيرة عند العرب وعرف عن العرب قديماً عندما يحدثنزاع عشائري بأن تقوم كل قبيلة بالاستعداد لبدء معركة دامية مع الطرف الآخر قد تؤديإلى مقتل العشرات، فإن هذا النزاع يتوقف فوراً عندما يقوم أحد الوجهاء بإلقاءعباءته بين الطرفين عندها تسكن النفوس الغاضبة ويصار إلى الحوار، كذلك عرف عن العربأنه عندما كان يضام أحد أفراد القبيلة فإنه يذهب إلى شيخ القبيلة أو أحد الوجهاءويعقد عباءته، عندها يصبح هذا الرجل في حماية الشيخ إلى أن يأخذ له حقه، وكذلك فيليلة الزفاف وعند قدوم العريس لاصطحاب عروسته من بيت أبيها إلى بيت الزوجية، فإنوالد العروس أو أخاها الأكبر يقوم بإلباسها العباءة الرجالية ولكن ليس على أكتافهابل يضعها فوق رأسها، وهذه العادة مازالت دارجة في أغلب القبائل في بادية العراقوبلاد الشامويرى البعض انه لا يستطيع أن يذهب إلى أي مكان دونها، ويشعر بأنهناك شيئاً ينقصه إذا تخلى عنها، وإن لم يلبسها فإنه يحملها على ساعده ولها طريقةلحملها، بحيث تطوى على بعضها حتى تصبح على شكل قطعة مربعة على طول ساعد اليد، وتداراليد من المرفق باتجاه البطن وتوضع عليها العباءة، طبعاً اليد المستخدمة لحملالعباءة هي اليد اليسرى وتبقى اليمنى حرة لاستخدامها في أداء التحية والسلام .فالعباءة أو "الخاچيّة" هي تمازج في الألوان،رسمتها أيدٍ ماهرة من خيوط الصوف، لتحافظ على موروث شعبي مازال محافظاً على أصالته،ومنتج من الطراز الأول يزين المحال التجارية في"البلاد العربية" ومناطقها، وتعتبرمن الألبسة الشعبية عند أغلب القبائل العربية .الشاعر الفراتي خالد عبد الجبار الفرج | |
|