الجدرية تم وضعها بالنمليةحتى لا يدخل اليها ال

وانتهى الغداء.....
القدرية تم وضعها بالنمليةحتى لا يدخل اليها النمل وواضح ذلك من اسمها...لأن البراد لم يكن قد تم اكتشافه بعد.
وباقي الطعام ((الفضلات))تم افراغها امام الاغنام او البقرة او الحمار ....حسب توفره في البيت....
وعلى طرف البقجة(الحديقة المنزلية)تم غسل الصينية وعادة ما تقوم النساء بفرك الوجه الاول من الغسيل بالحري(التراب الاحمر)
او ما يدعى حاليا باللودالين...ثم تسيج الصينية سيجة او سيجتين بالماء فتخرج لامعة مثل النيرة الرشادية.
ترفعها على طرف التخت الخشبي الموجود في كل دار حتى تنشف وتجف.
ثم تنتقل الى ارض السيباط (مكان الغداء)....واحضرت محوسة(مكنسة) مصنوعة من سعف النخيل.وسحبت بها ارض السيباط ثم حملت القمامة الناتجة من الكنس وشاطتها(رمتها) من وراء الحايط.
وعادت لتجد زوجها واولادها يغطون في نوم عميق(القيلولة)...تتمدد معهم حوالي ساعة من الزمان فتنهض الى طباخ القاز,وتضع (قوري)الشاي فوقه....وما ان يفور الماء حتى توقظهم:
قوموا يازيكم نايمين راح النهار وصارت الدنيا عصر.....
يتناولون الشاي وبعد الانتهاء ينادي الرجل على احد ابنائه:
قم جيب الفرش والدبشية(الجبس) والموس.
شاي+دبشي...(نقيضان لا يلتقيان)..اما بالبوكمال؟...كل شيء جائز....لا ممنوع.
انتهى الشاي والدبشي فقام الرجل وصلى العصر ثم لبس كلاشه(ابو اصبع) ونزل بشحط به الى السوق ,بينما تفرق الاولاد,,كل الى عمله. اما النساء...ههههههههههههههه.....((هناك من ينتظرهن على الرصيف))...
تخرج المرأة لتجد جاراتها بالانتظار على زاوية الشارع الترابي حيث ((الفيء الظليل))....
مرحبة..
هلا ومرحب..
-تلعبون؟
-عثاري شكون ورانا...اي بالله نلعب.
-على خرز ؟..او نصاص فرنكات؟
-بكيفكم
-خلونا اول شي نلعب على خرز...
((اللعبة))هي الطمة:
الاسم:طمة
المكونات:تراب((جبان))بكسر الجيم.......خرز ملون....الخ
طريقة اللعب:..تقوم احدى النساء بخلط التراب بيديها ثم تصنع منه أكوام صغيرة...منها ما هو فارغ..ومنها ما يحتوي داخله على خرزة او خرزتين حيث تقوم النسوة بانتقاء اي كوم من هذه الاكوام((وسعيدة الحظ))هي التي تجد في كومتها مجموعة من الخرز .والخاسرة هي التي لا تجد شيئا....وهكذا تتكرر العملية.....وبعد حوالي ساعتين تكون حصيلة الربح عند بعضهن وفيرة بينما تنفض بعضهن اخر خرزة في زيجها وتقوم خاسرة.
يستمر اللعب...الخسرانة تقوم وتخرج من المباراة..وبعض النساء
يلجئن الى الغش فيغمزن لبعضهن بما معناه ان الكوم الفلاني(المشار اليه)هو الفائز..فتلحظ بعضهن هذه الغمزة..فتثور ثائرتها:
ما يصير تؤشرين يا كلبة يا بنت 16 كلب...لا عاش عمرك...
شفتك بعيني يا عورة وانتي تؤشرين.....
ثم تمسك كل واحدة منهن شعر الاخرى ويبدأ الكفش...فيتناثر التراب وتعلو الصيحات ويحملن الحفايات على بعضهن وتبدأ المعركة.
ثم تنصحهن احدى العاقلات قائلة:
عيب ..احنا بطريق والزلم رايحين جايين من قدامنا ...لا تلمون علينا الناس..
وهكذا تنتهي المعركة..ومثلما اجتمعن في وقت قصير كان تفريقهن لا يستغرق اكثر من دقيقة...فتلبس كل واحدة منهن شحاطتها وتقفل راجعة الى البيت...فيمضي المساء وكل واحدة منهن تروي بينها وبين نفسها معركة العصر وهي تتكلم مع حالها:
بس لو مدشريني عليها ملعونة الوالدين ..اشوف حالي كلحاز اخسر....عثاري قاعدة تاشر لرفيجتها...لا عاش عمرها وعمر رفيجتها ..لو بيها خير ما طلقها زلمتها....بس ربك ما يخط خط اعوج((حاشا لله)).,,,,وهكذا تستمر في الهذيان .......
وبذلك اكون قد نقلت لكم جانبا من هذا الاولمبياد الرائع.
((طمة النسوان))...اسم مخيف...
الشاعر الفراتي
خالد عبدالجبار الفرج

» نبات تعجب الناظر اليها ..