محمد ابن الفرات ديري مشارك
الساعة : عدد المساهمات : 30 نقاط : 90 التقيم : 0 تاريخ الميلاد : 17/10/1991 تاريخ التسجيل : 25/04/2012 العمر : 33
| موضوع: من النادر ان تجد بيتاً إلاويضم مكاناً مخصصاً الجمعة أبريل 27, 2012 3:38 pm | |
| من النادر ان تجد بيتاً إلاويضم مكاناً مخصصاً ( للمونة ) وأحياناً تخصص غرفة صغيرة يطلق عليها ( أوضة المونة ) أو قديماً يسمنها ( البيت الجويني ) وادخار المونة هذه تتفاوت كميتها ونوعيتها بالنسبة إلى قدرة رب البيت وحسب دخله لكن هناك مواد ضرورية للمونة يدخرها الفقير والغني في بيته , وقد لجأ الناس إلى اتخاذ المونة إلى عدة اسباب في البلد والقرىلأن الغلال تكون موسمية لذا يأخذ المنتج أو المواطن مايكفيه سنوياً , ولايقتصر المونة على الطعام بل تتعداه إلى تخزين المياه وخاصة من يعيشون في البوادي ويشربون مياهالآبار وغدران الأمطار ,لذا يخصصون صخاريج لتخزين المياه فيها لأن الإنسان يحسب حساب العوامل الطبيعية والآفات الزراعية وكثيراً ماتكون سبباً في إيقاع الأضرار بالممتلكات والمحصول لذلك وجد الإنسان أن التخزين المونة من ضروريات الحياة وادخار القوت تقليد قديم في ديرالزور وهذه المواد تسمى ( حواضر البيت ) وقد تستفيد صاحبة البيت من مونتها في حال الزيادة فهي تبيعها بأسعار مناسبة وتجمع من هذه المبيعات بعض الدراهم تسخرها لشراء بعض الحلي وهي بدورها تفتخر بأنها قد وفرت لنفسها من زيادة فائدة لنفسها والذي لايضع مونة في بيته يكون محط انتقاد وتشهير به بسخرية لاذعة حيث يقولون له تزقزق قندرته والبيت مابيه مونة الاشعير الأسود يحدر على الطاحونه لاتعجبج محرمته كثر الحرير الواني فوتي على بيت امه دكي الحزن جواني ويقصد بهذه الأبيات إن الضرورة تقضي العناية بتأمين طعام البيت علاوة على العناية باللبس إذا يجب ان لايفضل اللباس على الطعام , ويقال للمرأة التي تعتني بإدارة إنها ( معدلة ) وقد بدأت المرأة الديرية القديمة تزيد على مونتها المعهودة بعض الأنواع التي دخلت عن طريق الأغراب الذين حلوا من مدنهم وسكنوا مدينة ديرالزور , فالطعام لكل شعب يتناسب مع ماتوصل إليه حضارة وتقدم التعاون : من العادات المتبعة في مدينة ديرالزور العون في إنجاز المونة وغيرها من قبل الأهل والجيران والأصدقاء . حيث يستعير البعض مايلزمهم من أدوات ومواعين من بيوت الميسورين مثل ( قدر سلق -والأواني النحاسية لتجفيف البندورة والغرابيل لفتل الشعيرة والمناخل لنخل الطحين والرحى لجرش بعض الحبوب ) وماة البرغل تحتاج إلى عملية شاقة من ( سلق - وتجفيف - ودنج - وتجفيف مرة ثانية -ثم الجرش والتصفية - والتذرية ) وهناك ( الفشيق ) الذي يصنع من القمح الأبيض بعد إزالة قشره وجرشه وتصفيته يضاف ناعمه إلى برغل الكبة ويتعاون أهل الحي أيضاً في إعداد ( الشقيق من الكماية - وصنع البندورة - وتجفيف الخضروات مثل ( الباميا - والباذنجان - الكوسا - والكشك ) بعد دخول الكهرباء إلى ديرالزور عام 1936م دخلت البردات وصار الناس يحفظون بها أنواعاً أخرى ( كالبزاليا - الفول - وورق العنب - والكماية ) ما اعتنى المواطنون بصنع المربيات المختلف , وقد أولى أهل البيت مونة السمن العربي اهتماماًوعناية , حيث كانوا يصفونه من الشوائب ومن ثم يوضع في ( خابية ) وهي جرة كبيرة من الفخار المدهون بطناً وظهراً بالزجاج الأزرق وتطلى من الأسفل إلى الأعلى بخليط من الدبس والتمر لكي لاترشح وللمحافظة على النكة السمن وتغطى بغطاء خاص مصنوع من الخشب ويشد الغطاء بخرقة وتطلى الخرقة بالطين لمنع تسرب الهواء إلى السمن حتى لايتغير طعمه وقال ( محنحن ) أهم مواد المونة : 0 القمح ( وهنا يبدى الناس اهتماماً بشراء النوعية المرغوبة للخبز والبرغل أو الشعيرية أو الحبية ويشترون الملائم منه لصنع هذه المواد عن طريق أهل الخير من حيث الجودة وبعد شراء القمح تقوم المرأة ( غربلته - تصويله - التنقيت من الزوان والحب الصغيرة ) وعند عزل القمح يتم عزله ( للبرغل - للطحين ) والكسبة والقمح المكسر : يباع علف ) وباقي للمونة هي من التراث الموروث هذه العادات ولكن شبه انقرضت إلا القليل منها بعد التطور ووجود ( البرادات - ووسائل حفظ الطعام الحديثة التي اصبحت بطريقة مختلفة عما ذكرت الشاعر الفراتي خالد عبدالجبارالفرج | |
|