منتدى دير الزور
عزيزي الزائر الكريم .. زيارتك لنا أسعدتنا كثيراً .. و لكن لن تكتمل سعادتنا إلا بانضمامك لأسرتنا .. لذا نرجوا منك الضغط على زر التسجيل التالي من فضلك
واملىء حقول التسجيل ،ملاحة ضع بريد صحيحا لتفعيل عضويتك من بريدك الشخصي
بعد التسجيل تصلك رسالة بريدية على بريدك الشخصي تجد فيها تعليمات تفعيل العضوية
وشكرا
مع تحيات ادارة منتديات دير الزور
منتدى دير الزور
عزيزي الزائر الكريم .. زيارتك لنا أسعدتنا كثيراً .. و لكن لن تكتمل سعادتنا إلا بانضمامك لأسرتنا .. لذا نرجوا منك الضغط على زر التسجيل التالي من فضلك
واملىء حقول التسجيل ،ملاحة ضع بريد صحيحا لتفعيل عضويتك من بريدك الشخصي
بعد التسجيل تصلك رسالة بريدية على بريدك الشخصي تجد فيها تعليمات تفعيل العضوية
وشكرا
مع تحيات ادارة منتديات دير الزور
منتدى دير الزور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لا للظلم لا لسرقة أحلام الشعب السوري لا لسرقة خيرات الشعب السوري لا لسرقة عرق الشعب السوري لا لسرقة دماء الشعب السوري لا لحكم الأسرة الواحدة لا لآل الأسد الحرية لشعبنا العظيم و النصر لثورتنا المجيدة المصدر : منتديات دير الزور: https://2et2.yoo7.com
 
الرئيسيةمجلة الديرأحدث الصورالتسجيلدخولمجلة الديرزخرف نيمك الخاص بالفيس بوكأضف موقع

مساحة اعلانية
مساحة اعلانية Check Google Page Rank منتديات دير الزور 3 بيج رنك

 

 العقيدة رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 33

العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Empty
مُساهمةموضوع: العقيدة رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل   العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 1:16 pm

مئة رسالة في صفات الله عز وجل


العقيدة



رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل




تأليف الفقير إلى ربه:
محمد بن شامي مطاعن شيبه




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد...
فقد يسر الله لي كتابة هذا الكتاب في العقيدة (رسائل في صفات الله) وهذه الرسائل هي مئة رسالة منها ما هو من صفات الله عز وجل ومنها ما أطلقه الله على نفسه في كتابه أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكان هذا الكتاب كما يلي:
1) أذكر الصفة أو ما أطلقه الله على نفسه وأذكر الدليل من القرآن أو من سنة النبي .
2) لا أذكر في الأدلة إلا حديثاً صحيحاً أو حسناً مما صححه أو حسنه بعض العلماء المعتبرين.
3) أذكر دروساً على تلك الصفة أو ذلك المـُطلق وتلك الدروس هي مدعمة بالأدلة من القرآن أو من سنة النبي  مما صحَّ أو حسُن.
4) إنني ذكرت ذلك سعياً في تطبيق ما شُرع تطبيقه عملياً من الصفات ونحوها مما يُشرع التخلق به لأنني أنادي بالاجتهاد في تطبيق دين الله في الحياة العملية (عقيدة وعملاً).
5) حريٌّ بالمسلم الذي يقرأ هذا الكتاب أن يطبق ما قرأه وأن يجعل الآخرة نصب عينيه وأن يعرف ربه فيعبده مخلصاً له متابعاً رسوله .
6) ما في هذا الكتاب من صواب فبتوفيق الله وأما ما فيه من خطأ فمني ومن الشيطان والله ورسوله بريئان منه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تأليف الفقير إلى ربه:
محمد بن شامي مطاعن شيبه
بيش 28/8/1431هـ



الرسالة الأولى
عدم الحياء من الحق

من صفات الله عز وجل أنه {لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} كما قال  { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} [الأحزاب : 53]
فيا أيها العبد :-
1-اسأل عن أمور دينك في كل ما تحتاجه فلا تستحي من ذلك في سؤال أهل العلم لحديث زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ قَالَتْ (يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحِي مِنْ الْحَقِّ هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ غُسْلٌ إِذَا احْتَلَمَتْ قَالَ نَعَمْ إِذَا رَأَتْ الْمَاءَ فَضَحِكَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ أَتَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبِمَ شَبَهُ الْوَلَدِ)رواه البخاري 0
2-إذا كان هناك شخص وجلوسك عنده يحرجه أو يلحق به ضرراً وهو يستحي منك فلا تحرجه وتتسبب له في الضرر بل قم واذهب وكذلك كل عمل فيه إحراج أو ضرر ولا حق لك فيه لحديث أَنَسٍ قَالَ (لَمَّا تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ أَهْدَتْ لَهُ أُمُّ سُلَيْمٍ حَيْسًا فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ فَقَالَ أَنَسٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اذْهَبْ فَادْعُ لِي مَنْ لَقِيتَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَدَعَوْتُ لَهُ مَنْ لَقِيتُ فَجَعَلُوا يَدْخُلُونَ عَلَيْهِ فَيَأْكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ وَوَضَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى الطَّعَامِ فَدَعَا فِيهِ وَقَالَ فِيهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ وَلَمْ أَدَعْ أَحَدًا لَقِيتُهُ إِلَّا دَعَوْتُهُ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا وَخَرَجُوا وَبَقِيَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَأَطَالُوا عَلَيْهِ الْحَدِيثَ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَحْيِي مِنْهُمْ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ شَيْئًا فَخَرَجَ وَتَرَكَهُمْ فِي الْبَيْتِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ }قَالَ قَتَادَةُ غَيْرَ مُتَحَيِّنِينَ طَعَامًا{ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا حَتَّى بَلَغَ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ })رواه مسلم0
3-يحرم على الرجل أن يأتي المرأة في دبرها كما في حديث خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ) رواه ابن ماجه وعند أحمد – عن خُزَيْمَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ(إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحِي مِنْ الْحَقِّ لَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ)بعض الرجال لا يستحي فيفعل هذا المنكر بإتيان المرأة في دبرها 0
4- لا يمنعك الحياء من التفقه في الدين أو من طلب العلم وقد قَالَ مُجَاهِدٌ (لَا يَتَعَلَّمُ الْعِلْمَ مُسْتَحْيٍ وَلَا مُسْتَكْبِرٌ وَقَالَتْ عَائِشَةُ نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ)0
5- ليكن الحياء مانعاً لك من الكذب ومن إتيان المنكرات والمحرمات وقد قال أبو سفيان لما سأله هرقل عن النبي  فأجابه بما يعلم قال (فَوَاللَّهِ لَوْلَا الْحَيَاءُ مِنْ أَنْ يَأْثِرُوا عَلَيَّ كَذِبًا لَكَذَبْتُ عَنْهُ) رواه البخاري0
6-استحي من الله حق الحياء على ما جاء في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (اسْتَحْيُوا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ قَالَ لَيْسَ ذَاكَ وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى وَلْتَذْكُرْ الْمَوْتَ وَالْبِلَى وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ)رواه الترمذي –وهو حسن .




الرسالة الثانية
الدعوة إلى دار السلام
مما جاء في كتاب الله عن الله { أنه يدعو إلى دار السلام } كما في قوله(وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [يونس : 25] وأنه يدعو عباده ليغفر لهم كما قال(يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى) [إبراهيم : 10]0
فيا أيها العبد :-
1-استجب لدعوة الله - فاعبده وحده لا شريك له - وامتثل طاعته وطاعة رسوله وانته عما نهاك عنه الله أو نهاك عنه رسوله لتحصل على الجنة { دار السلام } التي أعدها الله لعباده المؤمنين كما قال  (لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأنعام : 127]استجب لربك من اليوم - قبل يوم القيامة - كما قال  (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ) [الشورى : 47] فأنت الآن في زمان الفرصة وأما في يوم القيامة فلا تنفع في ذلك اليوم وقد قال (وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ) [سبأ : 52]0استجب لدعوة الله ولا تشرد عنه لحديث عَلِيِّ بْنِ خَالِدٍ أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ مَرَّ عَلَى خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَسَأَلَهُ عَنْ أَلْيَنِ كَلِمَةٍ سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (أَلَا كُلُّكُمْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ شَرَدَ عَلَى اللَّهِ شِرَادَ الْبَعِيرِ عَلَى أَهْلِهِ)رواه أحمد0
2-أن الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوك لتؤمن بالله ولتطيعه صلى الله عليه وسلم لتفوز وتفلح وتدخل الجنة فاحذر من الإعراض عن دعوته ومن مخالفته فتكون ممن أبى من دخول الجنة لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى قَالَ مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى) رواه البخاري0ادع الناس إلى دين الله والى الجنة وقد قال  (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [يوسف : 108] ولحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ)رواه البخاري0
3- ماذا قدمت لهذه الدين من الدعوة إليه ؟ اسأل نفسك



الرسالة الثالثة
اخذ الميثاق على الخلق

مما جاء في كتاب الله -إن الله أخذ الميثاق على الذين أوتوا الكتاب وعلى بني اسرائيل وغيرهم- كما قال  (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) [آل عمران : 187]وقال (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)[البقرة : 83]واخذ الله الميثاق على النبيين (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ) [آل عمران : 81]0
فيا أيها العبد :
1-اعلم أن الله قد أخذ الميثاق -العهد المؤكد- عليك وأنت في ظهر أبيك آدم أن لا تشرك بالله شيئاً لحديث أَبِي عِمْرَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَوْ أَنَّ لَكَ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ أَكُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ فَيَقُولُ نَعَمْ فَيَقُولُ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ أَنْ لَا تُشْرِكَ بِي شَيْئًا فَأَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تُشْرِكَ بِي)رواه البخاري0
2-واعلم أن الله فطرك على دينه دين الإسلام وهو توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له كما قال تعالى(فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) [الروم : 30]لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ تُنْتَجُ الْبَهِيمَةَ هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ) رواه البخاري -فعليك أيها العبد بتحقيق توحيد الله وترك الشرك حتى تفلح في الدنيا والآخرة وقد قال (إنه مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)[المائدة : 72]ادرس نفسك في تحقيق الشهادتين - لا اله إلا الله محمداً رسول الله- .
3- وقد أخذ الله عليك الميثاق بإرسال الرسل وإنزال الكتب وأنزل كتابه إلينا (القرآن) وقد قال  (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) [النساء : 165] فانظر في نفسك في متابعة رسول الله والقيام بأمره والانتهاء عن نهيه لتحصل على الهدى وقد قال  (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) [النور : 54]0
4-وأخذ الله عليكم أيها العلماء الميثاق بالبيان للناس ودعوتهم إلى الله ونصحهم وعدم كتمان العلم (لتبيننه للناس ولا تكتمونه) ولحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ اللَّهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)رواه أبو داود -صححه الألباني رحمه الله .
5-أيها العبد إن كتاب الله بين يديك –القرآن- وسنة رسول الله بين يديك فهل تمسكت بهما اعتقاداً وقولاً وعملاً لتفلح ولا تضل ولتنجو من عذاب الله وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض)رواه الحاكم -وهو صحيح . واعلم أنك بمقدار تمسكك بالكتاب والسنة فأنت على هدى وفوز وبمقدار انحرافك عنهما فأنت على ضلال وخسارة وخوف وخطر .



الرسالة الرابعة
الإبتــــلاء

مما ذكر في كتاب الله أن الله يبتلي عباده كما قال (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)[الملك : 2]وقال (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)[الأنبياء : 35]
فيا أيها العبد :-
1-إن الله خلقك ليبتليك -يختبرك - بأوامره ونواهيه والإيمان بنبيه وفي حديث عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ أَنَّ الله قال لرَسُولَه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ) رواه مسلم . فادرس نفسك في هذا الاختبار هل حققت الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره -هل تابعت الرسول الكريم محمداً صلى الله عليه وسلم وأحببته حتى يكون أحب إليك من ولدك ووالديك والناس أجمعين لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) رواه مسلم . بل يجب أن تحبه أكثر من نفسك .
2-ادرس عملك وحقق فيه الشرطين الأساسيين وهما
1.الشرط الأول: الإخلاص لله كما قال  (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)[البينة : 5]ولحديث أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ(جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَرَأَيْتَ رَجُلًا غَزَا يَلْتَمِسُ الْأَجْرَ وَالذِّكْرَ مَالَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا شَيْءَ لَهُ فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا شَيْءَ لَهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ مِنْ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ) رواه النسائي – وهو حسن .
الشرط الثاني : المتابعة لرسول الله كما قال(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ)[الأعراف : 157] ولحديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ)رواه البخاري.
3-أن الله يبتليك أيها العبد فيما أعطاك كما قال(لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ) [المائدة : 48] فارض بما أعطاك الله من المال والصحة والنعم التي لا تعد ولا تحصى ليبارك الله لك فيه ويوسعه عليك واحذر من عدم الرضا بذلك وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث رجل من بني سليم إن الله تعالى يبتلي العبد فيما أعطا الله فإن رضي بما قسمه الله له بورك له فيه ووسعه وإن لم يرض لم يبارك له ولم يزد على ما كتب له " رواه أحمد صح
4-أن الله يبتليك بالمصائب كالأمراض والفقر وغيرها فاصبر واحتسب وعد الى الله مسترجعاً (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) وادع الله أن يخلف عليك ويأجرك في مصيبتك واعلم أن المصائب إذا صبر عليها العبد المؤمن فإنها تكفر عنه الذنوب ومنها ما قد يبتلى به لرفع درجة العبد عند الله تعالى ففيها خير للعبد المؤمن وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن الله عز وجل ليبتلي عبده بالسقم حتى يكفر كل ذنب » رواه البيهقي في شعب الإيمان – وهو صحيح0
5-اذا اعترفت انك في هذه الدنيا -في دار الابتلاء – الاختبار -فاجتهد في كل عمل صالح - طاعة الله وطاعة لرسوله - وتجنب الذنوب -معصية الله ومعصية رسوله - وانفق النعم في طاعة ربك شاكراً لله مثنياً بها على ربك سائلاً الله أن يتمها عليك وقد ذكر أبو داود في سننه عن ابن مسعود أن رسول الله كان يدعو بهذه الدعوات وذكر فيها (وَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعْمَتِكَ مُثْنِينَ بِهَا قَابِلِيهَا وَأَتِمَّهَا عَلَيْنَا اللهم اجعلنا شاكرين لنعمك مثنين بها عليك قابليها) وذكر ابن أبي شيبة في مصنفه أن ابن مسعود كان إذا دعا لأصحابه ذكرها في دعائه .



الرسالة الخامسة
المدافعة عن المؤمنين
مما جاء في كتاب الله ( أنه يدافع عن الذين أمنوا) -صفة المدافعة عن المؤمنين-كما قال (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) [الحج : 38]0
فيا أيها العبد :
1-حقق الإيمان بالله  -التوحيد بان تعبد الله وحده لا شريك له - وقد قال تعالى (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا)[النساء : 36] فإذا حققت ذلك تحصلت على ما يلي:-
أ-إن الله سينصرك على عدوك وقد قال تعالى (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)[الروم : 47]ومن أعظم النصر على الكفار أعداء الله كما حصل النصر لأصحاب رسول الله صلى الله عيه وسلم فقد نصرهم الله كما قال تعالى (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ)[آل عمران : 123]0
ب – إن الله يدافع عنك الشرور والآفات ويحفظك الله من كل سوء كما قال (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) [الحج : 38]وقال  (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) [الرعد : 11]ومن ذلك أنك إذا استعذت بالله أعاذك لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ (مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ) رواه البخاري0
ج- إن من عاداك فان الله يؤذنه بالحرب فيكون مهزوما لأنه ضعيف أمام الله عز وجل وقد قال الله في الحديث القدسي (مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ)
2- اسأل الله أن يحفظك كما سأل النبي ربه في حديث ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ (لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَتِي وَقَالَ عُثْمَانُ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي) رواه أبو داود -وهو صحيح
3- اسأل الله أن يحفظك بالإسلام كما في حديث ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو (اللهم احفظني بالإسلام قائما ، و احفظني بالإسلام قاعدا ، و احفظني بالإسلام راقدا ، و لا تشمت بي عدوا و لا حاسدا ، اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك ، و أعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك ) رواه الحاكم –وهو صحيح0
4- إذا خفت من قوم أو من أحد فادع بما جاء قي حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ(أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا خَافَ قَوْمًا قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ فِي نُحُورِهِمْ وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ) رواه أحمد –وهو صحيح0
5- ادع الله عز وجل أن ينصرك ولا ينصر عليك وان يعينك ولا يعين عليك وان يمكر لك ولا يمكر عليك وقد جاء في حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو(رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ وَاهْدِنِي وَيَسِّرْ هُدَايَ إِلَيَّ وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي لَكَ شَاكِرًا لَكَ ذَاكِرًا لَكَ رَاهِبًا لَكَ مِطْوَاعًا إِلَيْكَ مُخْبِتًا أَوْ مُنِيبًا رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي وَاغْسِلْ حَوْبَتِي وَأَجِبْ دَعْوَتِي وَثَبِّتْ حُجَّتِي وَاهْدِ قَلْبِي وَسَدِّدْ لِسَانِي وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي) رواه أبو داود.



الرسالة السادسة
( تنـزه اللــه عن النوم )
من صفات الله أنه لا ينام ولا ينبغي له أن ينام كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث أَبِي مُوسَى قَالَ(قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنَامُ وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ حِجَابُهُ النُّورُ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ النَّارُ لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ)رواه مسلم0
وقال (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [البقرة : 255]0
فيا أيها العبد :-
1-اجتهد في طاعة ربك بعبادته وحده لا شريك له واحذر من مخالفة أمره والوقوع في معصيته وتذكر أن الله يراك ولا يغفل عنك فانه لا ينام ولا ينبغي له أن ينام - فكن حذراً كل الحذر أن تقارف الذنب وأنت تعلم أنه يراك وكن مراقباً ربك قائماً على نفسك بتوجيهها إلى مرضاة ربك كافاً لها عن معصيته تعالى .
2-اعلم أن أعمالك ترفع إلى الله كما في الحديث يخفض القسط ويرفعه . يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار. وعمل النهار قبل عمل الليل فانظر ماذا قدمت في نهارك قبل أن يدخل عليك ليلك وانظر ماذا قدمت في ليلك قبل أن تصبح واهتم بأمرك في ساعتك التي أنت فيها هل أنت في هذه الساعة في طاعة لله فاحمد الله أو أنت في معصية الله فتب إلى الله استغفر وانب إليه0
3-تطلب النور نور الإيمان واليقين بما يلي :-
أ- املأ قلبك بالإيمان الثابت الذي لا ارتياب فيه كما فقال )إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)[الحجرات : 15]0
ب- إذا خرجت إلى الصلاة فاسأل الله النور كما في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ (أَنَّهُ رَقَدَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَيْقَظَ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ وَهُوَ يَقُولُ{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ }فَقَرَأَ هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَأَطَالَ فِيهِمَا الْقِيَامَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ ثُمَّ انْصَرَفَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ سِتَّ رَكَعَاتٍ كُلَّ ذَلِكَ يَسْتَاكُ وَيَتَوَضَّأُ وَيَقْرَأُ هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ ثُمَّ أَوْتَرَ بِثَلَاثٍ فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ فَخَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي لِسَانِي نُورًا وَاجْعَلْ فِي سَمْعِي نُورًا وَاجْعَلْ فِي بَصَرِي نُورًا وَاجْعَلْ مِنْ خَلْفِي نُورًا وَمِنْ أَمَامِي نُورًا وَاجْعَلْ مِنْ فَوْقِي نُورًا وَمِنْ تَحْتِي نُورًا اللَّهُمَّ أَعْطِنِي نُورًا)رواه مسلم .
ج) إذا صليت فادع بهذا الدعاء الذي مر وادع به في سجودك فقد جاء في حديث ابن عباس انه صلى الله عليه وسلم دعا في صلاته أو في سجوده وفيه (وَاجْعَلْ لِي نُورًا أَوْ قَالَ وَاجْعَلْنِي نُورًا)رواه مسلم .
د) اسأل الله أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلبك ونور صدرك وذلك عندما يصيبك الهم والحزن وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا قَالَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَتَعَلَّمُهَا فَقَالَ بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمها )رواه أحمد0




الرسالة السابعة
( وعد المؤمنين بالجنة )
ومما جاء في كتاب الله أن الله وعد المؤمنين الجنة كما قال  (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة : 72]وان وعده حق وانه لا يخلف الميعاد كما قال(رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَاد)َ [آل عمران : 194]
فيا أيها العبد :
1-حقق الإيمان الصادق عبادة الله وحده لا شريك له بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم لتحصل على وعد الله الصادق الذي لا يخلف بدخول الجنة بفضل الله ورحمته كما قال(وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا)[التوبة : 72]وقال(وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [الأعراف : 43]واعلم أن دخول الجنة هو بفضل الله ورحمته وإنما العمل الصالح سبب في دخول الجنة لحديث جَابِرٌ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (لَا يُدْخِلُ أَحَدَكُمْ الْجَنَّةَ عَمَلُهُ وَلَا يُنَجِّيهِ عَمَلُهُ مِنْ النَّارِ قِيلَ وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَلَا أَنَا إِلَّا بِرَحْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ) رواه أحمد0
2-إذا علمت أن وعد الله حق وصدق ولا يتخلف وعده ذلك وأنه سبحانه وعد من استغفره أن يغفر له ومن استهداه ان يهديه ومن دعاه ان يستجيب له كما قال  (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)[غافر : 60] ولحديث أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ (يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ)رواه مسلم فشمر أيها العبد إلى الله داعياً مستغفراً ملحاً على الله في الدعاء والاستغفار ولحديث أَبُي هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً)رواه البخاري 0
3-أعلم أن الله قد وعد المؤمنين مغانم كثيرة وهذا سوف يتحقق بفتح بلاد الكفار إلى يوم القيامة فقد قال (وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا)[الفتح : 20] فكن أخي المسلم مطمئن البال إن هذا وعد حق وإنما على المسلمين أن يعدوا العدة لعدوهم كما قال(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) [الأنفال : 60] ومهما طغى الكفار وتجبروا فإنهم مهزومون مغلوبون كما قال  في وعده الصادق (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)[غافر : 51 ، 52] فيا أيها المسلم أنفق في وجوه الخير فقد وعدك الله بالخلف والمضاعفة للثواب فقال قال(وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ : 39] ولحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ) رواه البخاري- أو يكفر الله عنك مثل ما تصدقت كما في حديث عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (مَا مِنْ رَجُلٍ يُجْرَحُ فِي جَسَدِهِ جِرَاحَةً فَيَتَصَدَّقُ بِهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ عَنْهُ مِثْلَ مَا تَصَدَّقَ بِهِ) رواه أحمد –وهو صحيح0
4-أيها المسلم إن كل ما ذكر في القرآن والسنة من الثواب على الطاعات فهو حق وصدق ووعده لا يتخلف فاجتهد في كل طاعة وابتعد عن الذنوب والمعاصي وأكثر من التوبة لأنها عبادة عظيمة وبها يبدل الله سيئات العبد حسنات وقد قال(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[النور : 31]0
5-تخلق بهده الصفة الكريمة -الوفاء بالوعد وعدم الخلف -وقد قال مِسْوَرٍ بْنَ مَخْرَمَةَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ صِهْرًا لَهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ إِيَّاهُ فَأَحْسَنَ قَالَ (حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي)
-احذر من إخلاف الوعود فإن ذلك من صفات المنافقين لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ) رواه البخاري0




الرسالة الثامنة
(تنزيه الله عن الملل حتى يمل العبد)
من صفات الله أنه لا يمل حتى يمل العبد لحديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ(كَانَتْ عِنْدِي امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَنْ هَذِهِ قُلْتُ فُلَانَةُ لَا تَنَامُ بِاللَّيْلِ فَذُكِرَ مِنْ صَلَاتِهَا فَقَالَ مَهْ عَلَيْكُمْ مَا تُطِيقُونَ مِنْ الْأَعْمَالِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا) رواه البخاري .
فيا أيها العبد :
1-اجتهد في طاعة الله حسب ما تطيق ولا تجهد نفسك فوق الطاقة 0
2-قم بعمل الطاعة لله بما تطيق ولتكن مداوماً عليه وإن قل فذلك أحب العمل إلى الله لحديث عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ(كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَصِيرٌ وَكَانَ يُحَجِّرُهُ مِنْ اللَّيْلِ فَيُصَلِّي فِيهِ فَجَعَلَ النَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ وَيَبْسُطُهُ بِالنَّهَارِ فَثَابُوا ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ مِنْ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ مَا دُووِمَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّ وَكَانَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَمِلُوا عَمَلًا أَثْبَتُوهُ) رواه مسلم.
3-إذا صليت صلاة نفل حتى وإن قلت فداوم عليها لحديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حَدَّثَتْهُ قَالَتْ(لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ وَكَانَ يَقُولُ خُذُوا مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا وَأَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا دُووِمَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّتْ وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً دَاوَمَ عَلَيْهَا)رواه البخاري0
4-إذا عملت أي عمل من طاعة الله فاثبت بالمداومة عليه لحديث عَائِشَةَ قَالَتْ(كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَمِلَ عَمَلًا أَثْبَتَهُ وَكَانَ إِذَا نَامَ مِنْ اللَّيْلِ أَوْ مَرِضَ صَلَّى مِنْ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً قَالَتْ وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ لَيْلَةً حَتَّى الصَّبَاحِ وَمَا صَامَ شَهْرًا مُتَتَابِعًا إِلَّا رَمَضَانَ) رواه مسلم0
والأفضل أن أي عمل من الطاعات فعله النبي صلى الله عليه وسلم فأكثر منه فأكثر منه وما فعله النبي صلى الله عليه وسلم مرة واحدة ولم يكن يخاف من فرضيّته على أمته فافعله مرة واحدة وهكذا متأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) [الأحزاب : 21] وما كان من النوافل المشروعة مطلقاً فاثبت ما تقوم به منها بالمداومة عليها -وإن قلّت- والله المعين0
5-اعلم أنك كلما أقبلت على الله أقبل الله عليك فهو سبحانه لا يمل حتى تمل فكن مقبلاً على الله في كل وقتك فأنت متوكل على الله داعٍ له سائل له راجٍ لثوابه خائف من عقابه مكثر من التسبيح والذكر والتهليل والتكبير محاسب نفسك على كل حركة ولفظ وإرادة اجعل هذه الآية نصب عينيك : (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام : 162]0
6-وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم كثرة ذكر الله لحديث عَائِشَةُ قَالَتْ (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ)رواه البخاري0




الرسالة التاسعة
(الصدق)
من صفات الله الصدق كما قال الله تعالى (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا) [آل عمران : 95] الآية ولا أصدق من الله في القول والحديث كما قال الله تعالى (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا) [النساء : 87] وقال تعالى (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا)[النساء : 122]0
فيا أيها العبد :
1-عد إلى الله عز وجل في أمورك كلها فأخباره صادقة وأوامره ونواهيه هي خير لك كما قال(فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ) [النساء : 170] واعلم أن الفوز والفلاح والنجاح إنما هو في تصديق خبر الله وخبر رسوله والقيام بأوامر الله وأوامر رسوله والانتهاء عما نهاك الله عنه أو نهاك عنه رسوله واحذر من الــشك فإنه نفـاق وقد قال  (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) [الحجرات : 15]0" فادرس قلبك في التصديق واليقين"(وفي الإخلاص لله عز وجل في طاعته ))0
2-كن من الصادقين في قولك وعملك وقلبك وقد قال  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة : 119] وحقق هذه الآية وهي في قوله(لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [البقرة : 177]0
3- ألزم الصدق وتحرى الصدق حتى تكتب عند الله صديقا ، واترك الكذب لحديث عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا)رواه مسلم.
4- اعلم أن الصدق نجاة عند الله عز وجل من الكربات كما أن الصدق من المكرمات بفضل الله وفي حديث ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ(بَيْنَمَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يَمْشُونَ إِذْ أَصَابَهُمْ مَطَرٌ فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ فَانْطَبَقَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إِنَّهُ وَاللَّهِ يَا هَؤُلَاءِ لَا يُنْجِيكُمْ إِلَّا الصِّدْقُ فَليَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَا يَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ صَدَقَ فِيهِ فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي أَجِيرٌ عَمِلَ لِي عَلَى فَرَقٍ مِنْ أَرُزٍّ فَذَهَبَ وَتَرَكَهُ وَأَنِّي عَمَدْتُ إِلَى ذَلِكَ الْفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ فَصَارَ مِنْ أَمْرِهِ أَنِّي اشْتَرَيْتُ مِنْهُ بَقَرًا وَأَنَّهُ أَتَانِي يَطْلُبُ أَجْرَهُ-) الحديث وذكر قصة الثلاثة )) رواه البخاري-" فاصدق في كل طاعة تؤديها لله وفي كل عمل تقوم به مخلصاً في ذلك "-
5--اعلم أن الصدق طمأنينة والكذب ريبة فكن صادقا ًمطمئناً لحديث أَبِي الْحَوْرَاءِ السَّعْدِيِّ قَالَ قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ مَا حَفِظْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ)رواه الترمذي –وهو صحيح0
6-اعلم أن الصدق والبر في الجنة ، والكذب والفجور في النار فسارع إلى الجنة واحذر من النار لحديث عُمَرَ قَالَ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَطَبَنَا فَقَالَ (إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِينَا عَامَ أَوَّلَ فَقَالَ أَلَا إِنَّهُ لَمْ يُقْسَمْ بَيْنَ النَّاسِ شَيْءٌ أَفْضَلُ مِنْ الْمُعَافَاةِ بَعْدَ الْيَقِينِ أَلَا إِنَّ الصِّدْقَ وَالْبِرَّ فِي الْجَنَّةِ أَلَا إِنَّ الْكَذِبَ وَالْفُجُورَ فِي النَّارِ) رواه أحمد0
7-أيها التجار اتقوا الله وبروا واصدقوا وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث رِفَاعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ (أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُصَلَّى فَرَأَى النَّاسَ يَتَبَايَعُونَ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ فَاسْتَجَابُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَفَعُوا أَعْنَاقَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ إِلَيْهِ فَقَالَ إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا إِلَّا مَنْ اتَّقَى اللَّهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ)رواه الترمذي –وهو صحيح0
8-حافظ على هذه الأربع فقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ فَلَا عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنْ الدُّنْيَا حِفْظُ أَمَانَةٍ وَصِدْقُ حَدِيثٍ وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ وَعِفَّةٌ فِي طُهْرٍ)رواه أحمد –وهو صحيح0


الرسالة العاشرة
(بشارة الله للمؤمنين)
مما جاء في كتاب الله أن الله يبشر عباده المؤمنين كما قال  (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ)[التوبة : 21] وقال (ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) [الشورى : 23]0
أيها العبد
1-استمع لكلام الله -القرآن-وكلام رسوله -السنة- وطبّق ذلك في حياتك واستمع المواعظ والخطب واعمل بأحسن ما فيها لتحصل على البشــارة كما في قوله  (فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 33

العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل   العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 1:16 pm

- يجب عليك كراهية الكفار وكفرهم ويجب عليك عدواتهم العداوة الظاهرة إلا أن تتقي منهم تقاة كما يجب البراءة منهم ومن كفرهم كما قال (إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ )[الممتحنة : 4]وإذا كنت أسلمت فأكره أن تعود في الكفر وتكره أن تقذف في النار لحديث أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ(ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ)رواه مسلم0
7-اعلم أن المعاصي كلها يكرهها الله ولا يحبها بل قد نهى عنها وقال(كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا)[الإسراء : 38] فأحذر من السيئات وأكرهها بقلبك وأنكرها بيدك إن تيسر وإلا فبلسانك وإلا فبقلبك وذلك هو أضعف الإيمان0





الرسالة الثالثة عشرة
(المــعـيـة)
أ-فالله مع الخلق كلهم بالعلم والإطلاع والإحاطة لا يخفى عليه منهم شي وكلهم تحت قهره وقد قال  (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [المجادلة : 7]0
ب) والله مع عبادة المؤمنين بالتوفيق والحفظ والرعاية والنصر كما قال (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)[النحل : 128]0
فيا أيها العبد....
1- حقق تقوى الله  -قم بأوامر الله ورسوله وتجنب ما نهاك عنه الله أو نهاك عنه رسوله -وأهتم بتوحيد الله بعبادته وحده لا شريك له وأحذر من الشرك قليله وكثيره ومن الشرك الأكبر دعاء أصحاب القبور كالبدوي والعيدروس وزينب والحسين وغيرهم بل من دعا رسول  من دون الله فقد أشرك الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله إلا بالتوبة ,فإنك أيها العبد إذا اتقيت الله كان الله معك بالتوفيق والهدى والحفظ وقد قال  (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)[النحل : 128]0
2- أحسن في عبادة الله-الإخلاص والمتابعة-واعبد الله لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وفيه( قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِسْلَامُ قَالَ الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِحْسَانُ قَالَ الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ) رواه البخاري .فإذا أحسنت كان الله معك بالتوفيق والحفظ والرعاية والتسديد كما قال  (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) [البقرة : 45]0
3- كن صابراً على طاعة الله  وعن المعاصي وعلى المصائب -الأقدار المؤلمة كالأمراض والفقر-لتحصل على معية الله لك بالهدى والتسديد والحفظ والرعاية والنصر وقد قال (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل : 128]0
4- أيها القاضي والحاكم والمصلح بين الناس أعدل واحذر من الجور ليكون الله معك فيوفقك الله ويؤيدك وقد قال في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الْقَاضِي مَا لَمْ يَجُرْ فَإِذَا جَارَ تَخَلَّى عَنْهُ وَلَزِمَهُ الشَّيْطَانُ)رواه الترمذي-وهو حسن وعند ابن ماجه (فَإِذَا جَارَ وَكَّلَهُ إِلَى نَفْسِهِ)حديث حسن0
5- إذا كنت أيها المسلم عليك دين في مباح وليس في محرمات (كالمخدرات وغيره من المحرمات) فتوكل على الله واعلم أن الله معك بالتسديد والإعانة كما في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كَانَ اللَّهُ مَعَ الدَّائِنِ حَتَّى يَقْضِيَ دَيْنَهُ مَا لَمْ يَكُنْ فِيمَا يَكْرَهُ اللَّهُ)رواه ابن ماجه –وهو صحيح0
6- أحذر من الفرقة وكن مع جماعة المسلمين وإمامهم لحديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ) رواه الترمذي –وهو صحيح -ولحديث ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِنَّ اللَّهَ لَا يَجْمَعُ أُمَّتِي أَوْ قَالَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ضَلَالَةٍ وَيَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ وَمَنْ شَذَّ شَذَّ إِلَى النَّار)ِرواه الترمذي-وهو صحيح0
7- أعلم أن الله معك -فهو مطلع عليك فهو يعلمك ويراك ويسمعك وقد أحاط بك علماً- فاتق الله ولا تعصه واجتهد في القيام بطاعته وإذا حدثتك نفسك بالمعصية فقل-الله يراني ويسمعني ويعلم سري وعلانيتي وهو معي بعلمه واطلاعه وسمعه وبصره فعلي أن كون مطيعاً لأحصل على توفيقه والثواب منه-0




الرسالة الرابعة عشرة
( رفع بعض خلقه إليه)
إن الله قد رفع إليه بعض خلقه كما قالعن إدريس (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57) [مريم : 56 ، 57]- وأن الله يرفع العمل الصالح إليه كما قال (وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ)[فاطر : 10] وهذا يدل على علو الله على خلقه علو الذات كما أن له علو القهر وعلو الشأن0
فيا أيها العبد:-
1-إذا خرجت إلى المسجد للصلاة فتوضأ وأحسن الوضوء ولا يكن خروجك لغرض آخر بل كن قاصداً لخروجك الصلاة لتحصل على الأجر العظيم كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (صَلَاةُ الْجَمِيعِ تَزِيدُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ وَصَلَاتِهِ فِي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وَأَتَى الْمَسْجِدَ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْهُ خَطِيئَةً حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ وَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَانَ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَتْ تَحْبِسُهُ وَتُصَلِّي يَعْنِي عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ)رواه البخاري0 2- إذا أصابتك شوكة فما فوقها فأصبر وأحتسب ليرفعك الله بها درجة أو يحط عنك خطيئة لحديث عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً) رواه مسلم0
3- تواضع لله يرفعك واترك الكبر لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ(مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ)رواه مسلم 4- أكثر من السجود لله -صلاة التطوع- كما في حديث مَعْدَانُ بْنُ طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيُّ قَالَ لَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لَهُ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ وَيُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ فَسَكَتَ عَنِّي مَلِيًّا ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ عَلَيْكَ بِالسُّجُودِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً) رواه الترمذي وهو –صحيح0
5- إذا كنت تصلي فاسال الله بين السجدتين أن يرفعك وقل ما جاء في حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ (بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ قَالَ فَانْتَبَهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ اللَّيْلِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ ثُمَّ رَكَعَ قَالَ فَرَأَيْتُهُ قَالَ فِي رُكُوعِهِ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَحَمِدَ اللَّهَ مَا شَاءَ أَنْ يَحْمَدَهُ قَالَ ثُمَّ سَجَدَ قَالَ فَكَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى قَالَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ قَالَ فَكَانَ يَقُولُ فِيمَا بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاجْبُرْنِي وَارْفَعْنِي وَارْزُقْنِي وَاهْدِنِي) رواه أحمد -وهو صحيح0
6- أهتم بالقرآن الكريم تلاوة وفهماً وعملاً ودعوة إلى الله فإن الله يرفعك به كما قَالَ عُمَرُ أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ (إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ)رواه مسلم -لا تكن ممن أعرض عن القرآن فيضعك الله به-0 7- أعلم أن الله يرفع العمل الصالح فاجتهد في كل عمل صالح في بقية عمرك يرفع لك كل يوم أو كل ساعة عمل صالح والله يقول (وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) [فاطر : 10]0
8- تعلم العلم وحقق الإيمان وقم بالأعمال الصالحة يرفعك الله في الدرجات وقد قال(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)[المجادلة : 11]
9- كن ذا همة عالية فتحب معالي الأمور حتى في سؤالك فأسال الله الفردوس كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-وفيه- قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ)رواه البخاري0 10- أجتهد في رفع درجتك في الجنة بفضل الله ورحمته فقد قال تعالى (هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ) [آل عمران : 163] ولحديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي الْأُفُقِ مِنْ الْمَشْرِقِ أَوْ الْمَغْرِبِ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ قَالَ بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ)رواه الشيخان0


الرسالة الخامسة عشرة
( لله نفس)
مما جاء في كتاب الله تعالى قوله  (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) [طه : 41]وقال(تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ)[المائدة : 116]0
فـــيا أيـــها العبد..
1- أعلم أن الله جل وعلا يعلم مافي نفسك ومطلع على سرك وأنت لا تعلم ما في نفسه كما قال (تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ)[المائدة : 116]فليكن عملك وقولك وإرادتك طاعة لربك ومن ذلك أن تحسن النية حتى في أمورك العادية لتكون عبادة عندما تريد بها التقوى على طاعة الله  وقد قال )إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى)رواه الشيخان0 2- إذا علمت أن الله يعلم ما في نفسك فخذ حذرك كما قال  (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) [البقرة : 235]وقم بمحاسبة نفسك وقد وقد قَالَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الْأَكْبَرِ وَإِنَّمَا يَخِفُّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا)0 3- لا تتخذ الكفار أولياء من دون المؤمنين فإن واليتهم من دون المؤمنين فذلك ردة عن دين الله إلا إن كنت تخشى على نفسك فلك أن تتكلم بذلك دون فعله فاحذر الله  ونقمته وبطشه وأنك ستعود إليه فيجازيك على ذلك وقد قال (لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) [آل عمران : 28]0
4- لا تقم بأعمال السوء-الذنوب-وأحذر الله وبطشه وانتقامه من المجرمين وتذكر يوم القيامة عندما يرى أهل السوء أعمالهم فيودون متمنين أن بينهم وبينها غاية بعيدة وتب إلى الله  فستجده رؤوفاً رحيماً بك وقد قال (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَاد) [آل عمران : 30]0 5- أذكر الله في نفسك يذكرك في نفسه وقد قال في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً) رواه الشيخان0
6- أحذر الظلم فقد حرمة الله على نفسه وجعله محرماً بيننا ولحديث أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ(يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا)الحديث رواه مسلم0 فلا تظلم أحداً من الأهل أو غيرهم وأجعل هذا الحديث نصب عينيك- فَلَا تَظَالَمُوا-
7- أستفد من صلاتك واثن على الله بما جاء في حديث عائشة رضى الله عنها قالت فقدت رسول الله ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول "اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك" رواه مسلم





الرسالة السادسة عشرة
(أحاطة الله بكل شيء علما)
إن الله  قد أحاط علمه بكل شي وقد قال (فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى) [طه : 52-51]0
فيا أيها العبد
1-أعلم أن أعمالك كلها محفوظة مكتوبة قد أحصاها الله  فأجتهد في طاعة الله والإكثار من الحسنات وتجنب الذنوب وسوف تجد أعمالك مرصودة لتجازى عليها غير مبخوس فيها لحديث أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ(يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ) رواه مسلم0 وعند البغوي في شرح السنة (يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ، وَأُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ ، فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ)هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ0 2-إن الله ليس بغافل عن عملك ولا ينسى شيئاً منه فكن مطمئن البال على حسناتك وحفظها لك بل لتجازى عليها بأحسن ما كنت تعمل كما قال (وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل : 97] بل استزد من الخيرات وسارع إليها وقد قال (فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ)[الأنبياء : 94]0 3-احذر من ترك طاعة الله والإعراض عن دينه فإن العبد إذا كان معرضاً عن الله تاركاً ما أمره الله به أو أمره به رسوله فإنه على خطر بأن الله يتركه في غيه وفي هواه فلا يوفقه ولا يهديه بل يتركه في العذاب يوم القيامة وقد قال(نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ)[التوبة : 67]وقال (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ)[البقرة : 17]0 4- انظر في سيرة الذين اعرضوا عن الله وتركوا طاعته واتبعوا طاعة الشيطان في الكفر والشرك كدعاء أصحاب القبور أو الفسوق الكبير كنشر الرذيلة والسعي في إفساد المجتمع والشباب والنساء وغير ذلك من ضروب الخبث والنفاق فإذا عرفت ذلك فلا تكن مثلهم ولا تتخلق بأعمالهم ولا تخض كخوضهم وتأمل قول الله  (ولا تكونوا كالذين نسوا الله) وأعلم أن الله يعاقب هؤلاء بأن ينسيهم أنفسهم فيسعون في هلاكها وقتلها وعذابها يوم القيامة فقال (نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)[الحشر : 19]وأعلم أن العبد إذا أنساه الله نفسه فإنه هالك خاسر في الدنيا والآخرة لأنه قد شرد على الله لحديث عَلِيِّ بْنِ خَالِدٍ أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ مَرَّ عَلَى خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَسَأَلَهُ عَنْ أَلْيَنِ كَلِمَةٍ سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ(أَلَا كُلُّكُمْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ شَرَدَ عَلَى اللَّهِ شِرَادَ الْبَعِيرِ عَلَى أَهْلِهِ)رواه أحمد-وهو صحيح0



الرسالة السابعة عشرة
( الإرادة)
من صفات الله عز وجل الفعلية (الإرادة )كما قالI (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)[يس : 82]
أيها العبد اعلم :
1-انه لا يكون شيء في العالم العلوي والسفلي من خير وغيره إلا بإرادة الله عز وجل فإذا أراد شيئا كان وإذا لم يرد شيئا لم يكن وهذه الإرادة الكونية كما قال (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [يس : 82] وفي الحديث عن أَبِي الْوَدَّاكِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ سَمِعَهُ يَقُولُ(سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْعَزْلِ فَقَالَ مَا مِنْ كُلِّ الْمَاءِ يَكُونُ الْوَلَدُ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ خَلْقَ شَيْءٍ لَمْ يَمْنَعْهُ شَيْءٌ)رواه مسلم0
2-إن الله يريد منك أن تعبده وحده لا شريك له وأن تقوم بما أوجب عليك مما أمرك به أو أمرك به رسول الله وأن تنتهي عما حرمه الله عليك أو حرمه رسول الله وهذه الإرادة الشرعية كما قال (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)[البقرة : 185]فاجتهد في طاعة الله عز وجل والقيام بأمره حسب استطاعتك وانته عما نهاك عنه
3-تب إلى الله من جميع الذنوب والآثام وأكثر من التوبة والاستغفار فان الله يحب أن تتوب إليه ويريد منك ذلك منذ شرعه لك وقد قال (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا) [النساء : 27]وقال(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[النور : 31]وقد كان صلى الله عليه وسلم يستغفر ويتوب في اليوم أكثر من سبعين مره كما في حديث أَبُي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً) رواه البخاري 0
4- تفقه في دين الله  لتكون من أهل الخير فان الله قد شرع لك التفقه في الدين لحديث حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ خَطِيبًا يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ(مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الْأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ)رواه الشيخان0
5-إذا أصابتك المصائب كالأمراض والفقر وموت القريب ونحو ذلك فاصبر واحتسب أجرك على الله واسترجع وادع الله بالخلف واحمد الله واعلم أن الله قد أراد بك خيرا بتلك المصائب وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ)رواه البخاري0
6-كن رفيقا أنت وأهل بيتك لتكونوا من أهل الخير واعلم أنكم إن كنتم من أهل الرفق فقد أراد الله بكم خيرا لحديث عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمْ الرِّفْقَ)رواه احمد –وهو صحيح0
7-إذا أصابتك أيها المسلم العقوبة على ذنبك في الدنيا فذلك مما أراد الله بك من الخير فاصبر واحتسب وعد إلى الله ،وإذا أُخرت عنك العقوبة على ذنبك إلى يوم القيامة فذلك مما أراد الله بك من الشر فتب إلى الله فوراً وقبل الغرغرة لحديث أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)رواه الترمذي –وهو صحيح0
8- احرص على كل عمل صالح واسأل الله أن يحسن لك الخاتمة ومن حسن الخاتمة ما قاله صلى الله عليه وسلم في حديث أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ فَقِيلَ كَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ الْمَوْتِ)رواه الترمذي –وهو صحيح0
9- على الأمير أن يجعل له وزيراً صالحاً صادقاً ولا يجعل له وزير سوء لحديث عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِالْأَمِيرِ خَيْرًا جَعَلَ لَهُ وَزِيرَ صِدْقٍ إِنْ نَسِيَ ذَكَّرَهُ وَإِنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ جَعَلَ لَهُ وَزِيرَ سُوءٍ إِنْ نَسِيَ لَمْ يُذَكِّرْهُ وَإِنْ ذَكَرَ لَمْ يُعِنْهُ)رواه أبو داود0
10- أحسن نيتك أيها المسلم وكن مخلصاً في أعمالك وأقوالك واستكثر من أعمال الخير –الحسنات- بل كن حتى في همومك ممن يهم بالحسنات لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ وَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ عشراً)رواه مسلم0




الرسالة الثامنة عشرة
(عدم الظلم و لومثقال ذرة)
من صفات الله (انه لا يظلم مثقال ذرة) كما قال(إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا)[النساء : 40]وقال:﴿وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾ [الكهف : 49] وقال ﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت : 46]0
فيا أيها العبد :-
1-اجتهد في طاعة الله تعالى فانك سوف تأخذ ثوابك كاملا ولا تبخس منه شيئا حتى الذرة الواحدة كما قال ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (Cool ﴾ [الزلزلة : 7 ، 8]0 2-لا تحتقر العمل الذي هو خير حتى وان رأيته قليلا ومن ذلك : أ-تصدق ولو بالشيء اليسير وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ) رواه الشيخان0 ب-قل الكلمة الطيبة وقد قال : (فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ)رواه مسلم0
ج - افعل المعروف ولو كان يسيراً لحديث أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ)رواه مسلم0
د – قم بكل ما يزيد ويقوي إيمانك حتى وان كان أدنى الإيمان وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ)رواه مسلم0
*فافعل ما في هذا الحديث وقم بإماطة الأذى عن الطريق *
هـ - أعط السائل ولو شيئا يسيراً ولا تنهره وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث ابْنِ بِجَادٍ عَنْ جَدَّتِهِ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (رُدُّوا السَّائِلَ وَلَوْ بِظِلْفِ شَاةٍ مُحْرَقٍ أَوْ مُحْتَرِقٍ) أحمد0 و- اسق البهيمة التي أصابها العطش وغيرها وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (غُفِرَ لِامْرَأَةٍ مُومِسَةٍ مَرَّتْ بِكَلْبٍ عَلَى رَأْسِ رَكِيٍّ يَلْهَثُ قَالَ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ فَنَزَعَتْ خُفَّهَا فَأَوْثَقَتْهُ بِخِمَارِهَا فَنَزَعَتْ لَهُ مِنْ الْمَاءِ فَغُفِرَ لَهَا بِذَلِكَ)رواه البخاري0 3-اعلم أن ثواب طاعتك لله محفوظ لك عند الله بل هو مضاعف كما قال  ﴿وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا﴾[النساء : 40]0 ولحديث ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ(إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً وَلَا يَهْلِكُ عَلَى اللَّهِ إِلَّا هَالِكٌ) رواه الشيخان0
فاجتهد في عمل الحسنات محسنا القصد مخلصا الإخلاص التام لله وهم بالحسنات ودع الذنوب وابشر بمضاعفة الثواب واحذر ولاتكن من الهالكين0
4-لا تظلم الناس –احذر من الظلم - لحديث أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ(يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا)رواه مسلم ولحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ(الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)رواه البخاري -فتب إلى الله وقم برد المظالم إلى أهلها أو استحلهم 5-ما كان من ظلم نفسك بينك وبين الله فتب إلى الله منه واستغفر وقد قال ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [النساء : 110]0



الرسالة التاسعة عشرة
(يُطعِمُ ولا يُطعَمُ)
الله هو الذي يطعم ولا يطعم كما قال تعالى : ﴿قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام : 14]0
أيها العبد اعلم :
1-انك جائع إلا إن أطعمك الله فاستطعم الله -اسأل الله أن يطعمك- لحديث أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ (يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ)رواه مسلم0ولا تقل إني غني عندي مال فانك مهما كنت غنيا فأنت فقير إلى الله في حاجة إليه يطعمك فاسأله ذلك 2-اعلم انك عار إلا من كساه الله فاسأل الله أن يكسوك ولا تقل عندي ملابس وأموال بل اطلب من ربك كل خير وقد قال الله في الحديث القدسي : (يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ) رواه مسلم0 3-اطعم المساكين وحض الناس على إطعامهم واسع على الأرامل والمساكين وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ)رواه الشيخان 0 4-اطعم الفقراء الطعام وأكرم من احتاج إلى الطعام بإطعامه على ما جاء في حديث عَلِيٍّ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَدَامَ الصِّيَامَ وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ)رواه الترمذي –وهو حسن0 5-اطعم الناس الطعام في الحج وأطب الكلام للناس عموما لحديث جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةَ قَالُوا يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا الْحَجُّ الْمَبْرُورُ قَالَ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَإِفْشَاءُ السَّلَامِ) رواه أحمد حسن0 6-اطعم الطعام حتى للحيوان المحترم الجائع وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ (أَنَّهُ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجَعِهِ فَقَالَ أَرَأَيْتَ الضَّالَّةَ تَرِدُ عَلَى حَوْضِ إِبِلِي هَلْ لِي أَجْرٌ أَنْ أَسْقِيَهَا فَقَالَ نَعَمْ فِي الْكَبِدِ الْحَرَّاءِ أَجْرٌ)رواه أحمد0 7-قم بسقي الماء للناس والحيوان فقد غفر الله لامرأة مومس سقت كلبا .


الرسالة العشرون
( مقلب قلوب العباد)
الله هو الذي يقلب قلوب عباده كما قال تعالى (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) [الأنعام : 110]0
فيا أيها العبد :
1-اعتن بقلبك ليكون قلبا سليما لتنجو يوم القيامة وقد قال  (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) [الشعراء : 88 ، 89] وتعاهد قلبك عند كل عمل تعمله أو كلمة تقولها أو خواطر في النفس واجعل همك تحقيق توحيد الله عز وجل وترك الشرك كبيره وصغيره والبعد عن المعاصي فان القلب السليم هو الطاهر من الشرك المقبل على الله عز وجل التائب من المعاصي والذنوب .
2-احذر من الوقوع في الشبهات التي يفتن بها القلب وليكن قلبك مملوءاً بالإيمان وطاعة الله معرضا عن الفتن منكرا لها لحديث حُذَيْفَةَ قَالَ(كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ أَيُّكُمْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ الْفِتَنَ فَقَالَ قَوْمٌ نَحْنُ سَمِعْنَاهُ فَقَالَ لَعَلَّكُمْ تَعْنُونَ فِتْنَةَ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَجَارِهِ قَالُوا أَجَلْ قَالَ تِلْكَ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ وَلَكِنْ أَيُّكُمْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ الْفِتَنَ الَّتِي تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ قَالَ حُذَيْفَةُ فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ فَقُلْتُ أَنَا قَالَ أَنْتَ لِلَّهِ أَبُوكَ قَالَ حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ) رواه مسلم- فانظر في قلبك هل ينكر المنكر ويعرف المعروف فان كان كذلك فهو قلب فيه حياة وان كان قلبك لا يعرف المعروف ولا ينكر المنكر ففيه موت فالحقه قبل أن يفسد ورده إلى الله قبل أن يموت
3-قف على قلبك لأنه بين إصبعين من أصابع الله يقلبه كيف شاء فأكثر من هذا الدعاء (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) ففي حديث أَنَسٍ قَالَ(كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا قَالَ نَعَمْ إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ) رواه الترمذي -وهو صحيح0 4-اسأل الله  أن يصرف قلبك على طاعته وان يثبت قلبك على طاعته وفي حديث عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ)رواه مسلم0
وفي حديث عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ (مَا رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ إِلَّا قَالَ يَا مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى طَاعَتِكَ)رواه أحمد –وهو صحيح وفي لفظ عند الإمام أحمد عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (قَلْبُ ابْنِ آدَمَ عَلَى إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الْجَبَّارِ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا شَاءَ أَنْ يُقَلِّبَهُ قَلَّبَهُ فَكَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ يَا مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ)0
5- احفظ قلبك من الغل في هذه الأمور الثلاثة وهي ما جاء في حديث جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرٍ قَالَ(سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ بِالْخَيْفِ نَضَّرَ اللَّهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا ثُمَّ أَدَّاهَا لِمَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَا فِقْهَ لَهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ثَلَاثٌ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ وَطَاعَةُ ذَوِي الْأَمْرِ وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تَكُونُ مِنْ وَرَائِهِ) رواه احمد –وهو صحيح 0
6- اسأل الله أن ينور قلبك وادع : اللهم اجعل في قلبي نورا كما كان يدعو عليه الصلاة والسلام واستعذ بالله من قلب لا يخشع لحديث زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ(لَا أَقُولُ لَكُمْ إِلَّا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كَانَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَالْهَرَمِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا) رواه مسلم0



الرسالة الحادية والعشرون
( الشنأ)
إن الله يشنأ ثلاثة ، كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث ابْنِ الْأَحْمَسِي قَالَ (لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ فَقُلْتُ لَهُ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ تُحَدِّثُ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ لَا تَخَالُنِي أَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَمَا الَّذِي بَلَغَكَ عَنِّي قُلْتُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ ثَلَاثَةٌ يُحِبُّهُمْ اللَّهُ وَثَلَاثَةٌ يَشْنَؤُهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ قُلْتُ وَسَمِعْتَهُ قُلْتُ فَمَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُحِبُّ اللَّهُ قَالَ الرَّجُلُ يَلْقَى الْعَدُوَّ فِي الْفِئَةِ فَيَنْصِبُ لَهُمْ نَحْرَهُ حَتَّى يُقْتَلَ أَوْ يُفْتَحَ لِأَصْحَابِهِ وَالْقَوْمُ يُسَافِرُونَ فَيَطُولُ سُرَاهُمْ حَتَّى يُحِبُّوا أَنْ يَمَسُّوا الْأَرْضَ فَيَنْزِلُونَ فَيَتَنَحَّى أَحَدُهُمْ فَيُصَلِّي حَتَّى يُوقِظَهُمْ لِرَحِيلِهِمْ وَالرَّجُلُ يَكُونُ لَهُ الْجَارُ يُؤْذِيهِ جِوَارُهُ فَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُ حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا مَوْتٌ أَوْ ظَعْنٌ قُلْتُ وَمَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَشْنَؤُهُمْ اللَّهُ قَالَ التَّاجِرُ الْحَلَّافُ أَوْ قَالَ الْبَائِعُ الْحَلَّافُ وَالْبَخِيلُ الْمَنَّانُ وَالْفَقِيرُ الْمُخْتَالُ)رواه أحمد-وهو صحيح 0
فيا أيها العبد :
1-لا تكن تاجرا حلافا كما يفعل بعض البائعين والمشترين لحديث أَبِي ذَرٍّعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالَ فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ مِرَارًا قَالَ أَبُو ذَرٍّ خَابُوا وَخَسِرُوا مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْمُسْبِلُ وَالْمَنَّانُ وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ)رواه مسلم - وفي حديث سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَSadثَلاثَةٌ لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أُشَيْمِطٌ زَانٍ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ، وَرَجُلٌ جَعَلَ اللَّهَ بِضَاعَةً، لا يَشْتَرِي إِلا بِيَمِينِهِ، وَلا يَبِيعُ إِلا بِيَمِينِهِ)رواه الطبراني في المعجم الكبير-وهو صحيح وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ(ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ حَلَفَ عَلَى سِلْعَةٍ لَقَدْ أَعْطَى بِهَا أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَى وَهُوَ كَاذِبٌ وَرَجُلٌ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ وَرَجُلٌ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ فَيَقُولُ اللَّهُ الْيَوْمَ أَمْنَعُكَ فَضْلِي كَمَا مَنَعْتَ فَضْلَ مَا لَمْ تَعْمَلْ يَدَاكَ) رواه البخاري0 2-احذر أيها الفقير من الاختيال –التكبر- لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ شَيْخٌ زَانٍ وَمَلِكٌ كَذَّابٌ وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ)رواه مسلم0 3-احذر من البخل والمنّه لحديث أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ(ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمَنَّانُ الَّذِي لَا يُعْطِي شَيْئًا إِلَّا مَنَّهُ وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْفَاجِرِ وَالْمُسْبِلُ إِزَارَهُ) رواه مسلم .
4-اعلم أن هؤلاء الثلاثة الذين ذكرتهم لك هم يشنؤهم الله عز وجل وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي ذر رضي الله عنه : (وَمَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَشْنَؤُهُمْ اللَّهُ قَالَ التَّاجِرُ الْحَلَّافُ أَوْ قَالَ الْبَائِعُ الْحَلَّافُ وَالْبَخِيلُ الْمَنَّانُ وَالْفَقِيرُ ال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 33

العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل   العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 1:17 pm

رواه البخاري ومسلم بنحوه0فهل وعيت أيها العبد هذا التكريم وقد قال Sadوَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) [الإسراء : 70] فيجب عليك أن تعبد الله وحده لا شريك له وان تسير في حياتك تائبا بعيدا عن الشرك مقبلا على الله عز وجل بل ا ن أباك ادم قد تاب لما وقع في الأكل من الشجرة كما قال تعالى : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [البقرة : 37] فإذا وقعت في الذنب فبادر إلى التوبة النصوح الصادقة0
4-إن الله قد اثني على القران العظيم والتوراة فقال  Sadقُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) [القصص : 49] ولحديث أَبَي هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ مُوسَى يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنْ الْجَنَّةِ فَقَالَ لَهُ آدَمُ أَنْتَ مُوسَى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلَامِهِ وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ وَابْنِ عَبْدَةَ قَالَ أَحَدُهُمَا خَطَّ و قَالَ الْآخَرُ كَتَبَ لَكَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ) رواه مسلم0
القران هو الذي أنت مكلف به وهو أعظم الكتب المنزلة فهل قمت بما فيه علما وعملا مما أوجب الله عليك وترك ما حرمه الله عليك وكذلك ما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم _ اسأل نفسك أيها العبد –
5-إذا أنفقت مالك فكن وسطا لا تبذر ولا تقتر وقد قال  Sadوَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا) [الإسراء : 29]0



الرسالة السابعة والعشرون
تأذن زيادة الله لعباده مع الشكر
إن الله (تأذن ) فقال  (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم : 7]0
فيا أيها العبد :
1-اعلم أن كل النعم التي عندك فهي من الله كما قال: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) [النحل : 53] فتنبه لما يلي
أ – يجب عليك أن تنسب تلك النعم إلى الله ولاتكن ممن قال الله فيهم Sadيَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ) [النحل : 83] ولا تنسب النعم إلى جهدك الشخصي كما قال قارون Sadقَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) [القصص : 78] ولا تنسب ذلك الرزق إلى النجوم كمن يقول مطرنا بنوء كذا وكذا وقد قالعن أولئك : (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) [الواقعة : 82] ولحديث زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّهُ قَالَ (صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلَةِ فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ وَأَمَّا مَنْ قَالَ بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ) رواه الشيخان
ب – يحرم عليك أن تجعل هذه النعم في المحرمات كشرب الخمر والمخدرات والدخان والشيشة والقات وفي الأفلام التي فيها السحر والعري والكذب والهاء الناس عما ينفعهم في الدنيا والآخرة لان هذه النعم أمانة عندك والمال هو مال الله عز وجل وأنت مستخلف فيه فاتق الله في هذه النعم
ج- اشكر الله على هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى وقد قال تعالى : (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم : 7]واحمد الله تعالى عليها في الأكلة والشربة لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا)رواه مسلم
د- يكون شكر النعم بإنفاقها في طاعة الله – نعمة السمع ،نعمة البصر ، نعمة الحركة ، نعمة العقل ، نعمة المال ، نعمة الفراغ ، نعمة الصحة ، نعمة النكاح ، نعمة الكلام ، وغيرها فضع كل نعمة في طاعة الله عز وجل وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَال قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ)رواه البخاري فاهتم بكل النعم واهتم كثيرا بالصحة والفراغ فاجعلهما في طاعة ربك0
هـ- تنبه أنك مسئول يوم القيامة عن هذه النعم لحديث ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ)رواه الترمذي –وهوصحيح0
و- انفق في الطاعات ومن ذلك الصدقات المندوبة بعد الواجبات فذلك من شكر الله العظيم وقد قال : (وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) [الحديد : 7] ولحديث أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ(لَا تُوعِي فَيُوعِيَ اللَّهُ عَلَيْكِ ارْضَخِي مَا اسْتَطَعْتِ)رواه البخاري – فتصدق ما استطعت ولا تمسك الفضل –
ز- انظر إلى من هو أسفل منك في المال والخلق كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ(إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ وَالْخَلْقِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ)رواه البخاري وقال صلى الله عليه وسلم في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ)رواه مسلم0
ح- من كان عنده نعمة في العلم والإنفاق والتقى وكثرة العبادة فاجتهد في أن تكون مثله أو أكثر منه عبادةً وعلماً منافسا في ذلك طالبا ما عند الله عز وجل وقد قالSad وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) [المطففين : 26] وتمن أن يحصل لك كما حصل له واغبطه على ذلك ولا تتمن زوال النعمة عنه وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَالَ لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلَانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُهْلِكُهُ فِي الْحَقِّ فَقَالَ رَجُلٌ لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلَانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ) رواه البخاري0
ط- من شكر النعم الثناء على الله بها0
ي- مما يشرع أن ندعوا الله كما قال  لأحد أصحابه قل: "اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".





الرسالة الثامنة والعشرون

ايها المسلم : ان من صفات الله قوله : (فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ) [الزخرف : 55]
فيا أيها العبد :
1-احذر من الوقوع فيما يؤسف الله ويغضبه وهي الذنوب من معصية الله ومعصية رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسها الكفر والشرك بالله عز وجل كدعاء أصحاب القبور كالبدوي وزينب والحسين والعيدروس وغيرهم -واعلم أن من وقع في الشرك الأكبر ونحوه فانه قد عرض نفسه لانتقام الله كما حصل لقوم فرعون وقد قال : (فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ) [الزخرف : 55] 0
2-إذا اجتهدت واستعنت بالله وبذلت الأسباب في الحصول على شي في حياتك ولم يتيسر طلبك فلا تأسف عليه لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ)رواه مسلم0
3-أما التأسف على عمل الخير وتمنيه بعد فواته فهذا مشروع لأنه صلى الله عليه وسلم قال : (لَوْ أَنِّي اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ لَمْ أَسُقْ الْهَدْيَ وَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً) فقد تأسف صلى الله عليه وسلم على التمتع وتمناه
4- في حديث عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَوْتُ الْفَجْأَةِ أَخْذَةُ أَسَفٍ) وَحَدَّثَ بِهِ مَرَّةً عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رواه احمد _وهو صحيح0
4-قال الله  : (لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)[الحديد : 23] 0اجعل أيها العبد هذه الآية نصب عينيك في أمور الدنيا وقد قال أبو العباس بن حكمويه الرازي : سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول : (يا ابن آدم ، لا تأسف على مفقود لا يرده عليك الفوت ، ولا تفرح بموجود لا يتركه في يديك الموت) ذكره البيهقي في شعب الإيمان0




الرسالة التاسعة والعشرون
ضرب الأمثال
أيها المسلم : إن الله يضرب الأمثال للناس كما قال  Sadوَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر : 21] وقال : (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)[الزمر : 27]
فيا أيها العبد :
1-تفهَم وتذكر أمثال القران التي ضربها الله وتعقلها وقد قال: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) [العنكبوت : 43] ومن تلك الأمثال قوله  : (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)[العنكبوت : 41]. فعلى عباد القبور كقبر البدوي والحسين والعيدروس وغيرهم أن يعلموا أن أولئك أصحاب القبور ونحوهم من الموتى من اعتمد عليهم فهو كمن يعتمد على بيت العنكبوت الضعيف (هل يكنه إذا احتاج إليه ) أو (هل بيت العنكبوت يكنها إذا احتاجت إليه ) فهو اضعف البيوت ولذا عليهم أن يتوبوا إلى الله من هذا الشرك وان يعودوا إلى الله الذي ينفعهم وحاجتهم إليه قائمة في كل لحظة فهو الذي بيده النفع والضر والأمر كله لله .
وكل عبد يعتمد على غير الله بقلبه أو يطلب حاجاته التي لا يقدر عليها إلا الله من المخلوق فهو كمن اعتمد على بيت العنكبوت – اضعف البيوت – فإنه لا يكنه من الحرارة أو البرودة أو الأمطار ونحو ذلك فهل سيفيده بيت العنكبوت ؟ انه لا يفيده بشيء وان كان كذلك فهو خاسر الخسران المبين في الدنيا والآخرة
2-ادرس الأمثال القرآنية والنبوية فما كان من مثل فيه المشبه فيه مما يحسن التخلق به فتخلق به ومن تلك الأمثال - من النوعين - :
أ-قوله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ) [إبراهيم : 18] فأعمال الكفار كالرماد الذي طارت به الريح في يوم شديد العاصفة هل يستطيع صاحبه أن يجمعه ليستفيد منه ؟ الجواب : لا يستطيع صاحبه أن يجمعه فكذلك عمله هو ذاهب كذهاب هذا الرماد قد طارت به العاصفة فاحذر أيها العبد أن تكون أعمالكم مما لا يفيدك في الدنيا والآخرة بل اجتهد أن أي عمل تقدمه انك تجد فائدته وخيره في الدنيا والآخرة وهو العمل الصالح وقد قال صلى الله عليه وسلم : (احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ) رواه مسلم .
ب-في حديث ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَإِنَّهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ فَحَدِّثُونِي مَا هِيَ فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ فَاسْتَحْيَيْتُ ثُمَّ قَالُوا حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هِيَ النَّخْلَةُ) رواه البخاري وغيره فكن أيها المسلم نافعاً في شأنك كله ،في كلامك ،في خطواتك ، في سمعك ،في بصرك ،في مجلسك ، في بيتك ، مع زملائك ،في الشارع ،في العمل ، في قلبك ، في أمتك ، في الأرض والجو والبحر ، وغير ذلك..
ج- قوله صلى الله عليه وسلم (مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْمِسْكِ وَكِيرِ الْحَدَّادِ لَا يَعْدَمُكَ مِنْ صَاحِبِ الْمِسْكِ إِمَّا تَشْتَرِيهِ أَوْ تَجِدُ رِيحَهُ وَكِيرُ الْحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ أَوْ ثَوْبَكَ أَوْ تَجِدُ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً) رواه الشيخان
فجالسن من هو كبائع المسك ولا تجالس من هو كنافخ الكير .
وهناك أمثلة : (الصلوات الخمس كنهر) (الذكر كالحصن يتحصن فيه العبد من العدو) ( ما بعث الله نبيه من الهدى ..)
د- قد ضرب الله مثلا الحق والباطل كما قال  : (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ)[الرعد : 17] ففي هذه الآية ضرب الله مثلين – مثلا مائيا وهو السيل الذي يحمل زبدا لا فائدة فيه وما يفيد الناس من الماء ؛ ومثلا ناريا (ما يوقد عليه في النار طلبا للحلي والمتاع فيخرج منه الخبيث ويبقى المفيد ) فالحق ثابت نافع أما الباطل فلا ثبات له ولا نفع فاسلك الحق وتجنب الباطل0
هـ - لا تجعل حياتك كالزبد تذهب بلا نفع لك في الدنيا والآخرة واستفد من حياتك في دنياك وآخرتك واعلم انك مسئول عن ذلك لحديث ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ )رواه الترمذي فاعد للسؤال جوابا0



الرسالة الثلاثون
التــأييـد بنصره لمن يشـــاء
أيها المسلم : إن الله يؤيد بنصره من يشاء كما قال  : (وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ)[آل عمران : 13]
فيا أيها العبد :
1-قم بنصرة دينك -دين الإسلام - وذلك بتطبيقه ونشره في الأرض ودعوة الناس إليه واعلم أن الله سينصرك إن قمت بذلك وقد قال تعالى : (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج : 40]0
2-اعلم أن الله ناصر دينه ومؤيده على أعدائه ومعليه حتى وان قام من قام بالكيد والمكر بل إن الله من حكمته أن يؤيد هذا الدين ببعض الفجرة وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ يَدَّعِي الْإِسْلَامَ هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتَالُ قَاتَلَ الرَّجُلُ قِتَالًا شَدِيدًا فَأَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ الَّذِي قُلْتَ لَهُ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَإِنَّهُ قَدْ قَاتَلَ الْيَوْمَ قِتَالًا شَدِيدًا وَقَدْ مَاتَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّارِ قَالَ فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ أَنْ يَرْتَابَ فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ قِيلَ إِنَّهُ لَمْ يَمُتْ وَلَكِنَّ بِهِ جِرَاحًا شَدِيدًا فَلَمَّا كَانَ مِنْ اللَّيْلِ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى الْجِرَاحِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا فَنَادَى بِالنَّاسِ إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ) رواه البخاري0
3-قم بنصرة ومساعدة من يقوم بالدعوة إلى الله ومن يسعى في تعلم القران الكريم وتعليمه وذلك بالمال وغيره حسب استطاعتك وإذا كنت تدعوا إلى الله ولكن تحتاج إلى مساعدة في ذلك فاعرض نفسك على من يستطيع مساعدتك في الدعوة إلى الله ونشر القران والسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولحديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى النَّاسِ فِي الْمَوْقِفِ فَقَالَ أَلَا رَجُلٌ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي) رواه أبو داود – وهو صحيح0
4-ادع إلى سبيل ربك كما قال  : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [النحل : 125] واهتم بموضوع الدعوة إلى الله واسأل نفسك ماذا قدمت لها من التأييد ؟ إن كنت كاتبا في صحيفة فقم بالدعوة إلى الله في صحيفتك أو في قناة أو على منبر أو في مجلس أو غير ذلك وقم بتأييد العلماء (علماء الشريعة ) في كتاباتهم وتقريراتهم وقم بالرد على أعداء الإسلام ممن يسعون إلى نشر الفساد في الأرض ونشر الرذيلة والشرك والمحرمات لتكون من حزب الله وقد قال  : (أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [المجادلة : 22]0


الرسالة الحادية والثلاثون
الإعزاز والإذلال لمن يشاء
أيها المسلم : إن الله يعز من يشاء ويذل من يشاء كما قال: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [آل عمران : 26]
فيا أيها العبد :
1-اجتهد أن تكون ممن اعزه الله بطاعته ولاتكن من أصحاب الذنوب الذين أهانهم الله وكل ما كان العبد أكثر انغماسا في المعاصي كان أذل وأكثر خسة وابعد عن الله وأعظم الذنوب الكفر والشرك بالله وهو اشد الخسة وأعظم الإهانة وقد قال  : (وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) [الحج : 18]0
2-لا تكن ممن اعرض عن القران وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكون ممن وضعه الله بهذا القران وقد قال صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ) رواه مسلم0
3--يجب عليك احترام سلطان الله في الأرض وعدم اهانته لأن كل دين الله وكل من سعى في نشر دين الله وكل إمام عادل فانه يجب احترامه لحديث زِيَادِ بْنِ كُسَيْبٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ(كُنْتُ مَعَ أَبِي بَكْرَةَ تَحْتَ مِنْبَرِ ابْنِ عَامِرٍ وَهُوَ يَخْطُبُ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ رِقَاقٌ فَقَالَ أَبُو بِلَالٍ انْظُرُوا إِلَى أَمِيرِنَا يَلْبَسُ ثِيَابَ الْفُسَّاقِ فَقَالَ أَبُو بَكْرَةَ اسْكُتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ أَهَانَ سُلْطَانَ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَهَانَهُ اللَّهُ) رواه الترمذي –وهو حسن وعند أحمد عن أَبِي بَكْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (مَنْ أَكْرَمَ سُلْطَانَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي الدُّنْيَا أَكْرَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ أَهَانَ سُلْطَانَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي الدُّنْيَا أَهَانَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) وهو حسن0
4-لا تهن قريشا أو تسعى في هوانها بدون حق فقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ أَهَانَ قُرَيْشًا أَهَانَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ) وعند الطبراني في الكبير من حديث انس قوله صلى الله عليه وسلم : (مَنْ أَهَانَ قُرَيْشًا أَهَانَهُ اللَّهُ قَبْلَ مَوْتِهِ)0
5-استعذ بالله من الذلة ففي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْفَقْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ) رواه النسائي –وهو صحيح


الرسالة الثانية والثلاثون
الفرح بتوبة عباده
أيها المسلم : إن من صفات الله انه يفرح بتوبة عبده اشد الفرح كما قال صلى الله عليه وسلم : (لله اشد فرحا بتوبة عبده ) الحديث
فيا أيها العبد :
1-تب إلى الله عز وجل توبة نصوحا (صادقة ) فقد قال : (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور : 31]واعلم انك إذا تبت فرح الله بتوبتك كما في حديث أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ) رواه مسلم0
2-افرح بالعمل الصالح ورحمة الله واجتهد في الحصول على ذلك وقد قال تعالى : (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس : 58] فذلك هو الفرح الحقيقي وهو فرح العبادة0
3-لا تفرح فرح البطر بما عندك من الدنيا كالمال والصحة والولد والجاه ونحوها فقد قال  : (وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [الحديد : 23] وقال(إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ)[القصص : 76] وإذا جاءك أمر سرور أو بشرت به فاسجد شاكرا للهففي حديث أَبِي بَكْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَنَّهُ كَانَ إِذَا جَاءَهُ أَمْرُ سُرُورٍ أَوْ بُشِّرَ بِهِ خَرَّ سَاجِدًا شَاكِرًا لِلَّهِ) رواه أبو داود وهو حسن0
4-ادخل السرور على أخيك المسلم فقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث ابْنِ عُمَرَ ، (أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّه أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ وَأَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً ، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دِينًا ، أَوْ تُطْرَدُ عَنْهُ جُوعًا ، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ ، يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ ، شَهْرًا ، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ ، مَلأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَلْبَهُ أَمْنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى أَثْبَتَهَا لَهُ ، أَثْبَتَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الأَقْدَامُ) الحديث رواه الطبراني في الأوسط والصغير والكبير -وهو حسن0
5-إذا حصل احقاق حق وابطال باطل فافرح بذلك وليظهر ذلك الفرح على وجهك وقم بنشره في اهلك وغيرهم لحديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا مَسْرُورًا تَبْرُقُ أَسَارِيرُ وَجْهِهِ فَقَالَ أَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ الْمُدْلِجِيُّ لِزَيْدٍ وَأُسَامَةَ وَرَأَى أَقْدَامَهُمَا إِنَّ بَعْضَ هَذِهِ الْأَقْدَامِ مِنْ بَعْضٍ) رواه البخاري -فالنبي صلى الله عليه وسلم فرح بذلك لأنه حق وفيه ابطال ماكان يتوهمه بعض الناس بسبب اختلاف لون أُسامه عن لون أبيه 0




الرسالة الثالثة والثلاثون
خـــط الـتـوراة
أيها المسلم : إن الله خـطّ التوراة كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث المحاجه بين آدم وموسى: فَقَالَ آدَمُ أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ وَأَعْطَاكَ الْأَلْوَاحَ فِيهَا تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا فَبِكَمْ وَجَدْتَ اللَّهَ كَتَبَ التَّوْرَاةَ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ)الحديث رواه مسلم -وفي حديث أَبَي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ لَهُ مُوسَى يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنْ الْجَنَّةِ قَالَ لَهُ آدَمُ يَا مُوسَى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلَامِهِ وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى ثَلَاثًا) رواه مسلم-وفي حديث أَبَي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ لَهُ مُوسَى يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنْ الْجَنَّةِ قَالَ لَهُ آدَمُ يَا مُوسَى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلَامِهِ وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى ثَلَاثًا) رواه مسلم0
فيا أيها العبد :
1-إذا كنت كاتبا في صحافة أو مجلة أو انترنت فكن واعيا لما تكتب من حيث :
أ-إن كان حقاً وعدلاً ودعوة إلى الله فاكتب ذلك وانشره للمجتمع وكذا كل كاتب فعليه أن تكون كتابته عدلاً وحقاً لا منكراً وزوراً وقد قال  Sadوَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ) [البقرة : 282]0
ب-إن كان منكراً وزوراً ورذيلة وفسقاً وكفراً وكذباً فلا تكتبه واحذر من ذلك كل الحذر واعلم أن يدك التي تكتب بها سوف تشهد عليك واجعل هذه الآية نصب عينيك(الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)[يس : 65]0
ج- إن كنت عالما أو طالب علم فهل كتبت شيئا مما ينفع المسلمين من الكتب والمقالات والنصائح في الصحافة وغيرها انظر ما كتب بعض العلماء في جميع فنون العلم الشرعي لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ) رواه الترمذي0
د- اكتب في الرد على أهل الضلال من كتاب الصحافة وغيرهم فذلك من الجهاد العظيم بالقلم واكتب الرسائل المفيدة في الدعوة إلى الله في كل ما يحتاجه المجتمع وراسل الناس في الدعوة إلى الله عن طريق رسائل الجوال والبريد الالكتروني وغيرها فقد كتب النبي رسائل إلى قيصر والى اكيدر دومة الجندل وغيرهما داعيا إياهم إلى الله 0
هـ- اعلم أهمية الكتابة (القلم ) فقد اقسم الله به فقال : (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ)[القلم : 1]واعلم أن الكتابة أمانة فلا تخن في أمانتك
و- تذكر عند أي عمل تعمله قول الله تعالى : (كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)[الإنفطار : 11 ، 12]) وانك سوف تجد أعمالك يوم القيامة تقرأها بنفسك (وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) [الإسراء : 13 ، 14]0
فمن الآن تفكر في كل كلمة تكتبها إن كانت هدى فاكتبها وان كانت ضلالا فلا تكتبها وقد قال: (فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا) [يونس : 108]
ز- اكتب كل خير ليستن بك فيه واحذر من كتابة السوء فيأتي من بعدك ويستن بذلك فيكون عليك وزر ذلك من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا وقد قال صلى الله عليه وسلم : (مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ) رواه مسلم0




الرسالة الرابعة والثلاثون
تبارك الله أحسن الخالقين
أيها المسلم : مما جاء في كتاب الله إن الله (تبارك )كما قال: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الملك : 1] وقال تعالى : (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) [المؤمنون : 14]0
فيا أيها العبد :
1-إذا قمت إلى الصلاة فقل ما جاء عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ قَالَ (وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ وَإِذَا رَكَعَ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعَظْمِي وَعَصَبِي وَإِذَا رَفَعَ قَالَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ وَإِذَا سَجَدَ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ثُمَّ يَكُونُ مِنْ آخِرِ مَا يَقُولُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَسْرَفْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ)رواه مسلم
2-إذا سلمت من صلاتك فقل ما جاء في حديث ثَوْبَانَ قَالَ (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا وَقَالَ اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) رواه مسلم0
3-قل في قنوت الوتر ما جاء في حديث الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الْوِتْرِ (اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ) رواه الترمذي –وهو صحيح وزاد ابو داود وفيه (وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ)0
4-اسأل الله أن يبارك لك فيما تستخير الله فيه وفي حديث الاستخارة(فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ 00) الحديث رواه البخاري
5-اسأل الله أن يبارك في رزقك وقد كان من دعائه عليه الصلاة والسلام (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي وَبَارِكْ لِي فِيمَا رَزَقْتَنِي ) رواه الترمذي –وهو حسن0
6-إذا أكلت عند قوم أو شربت فادع لهم : اللهم بارك لهم في طعامهم وشرابهم فان ابراهيم عليه السلام لما أتى امرأة اسماعيل فقالت(أَلَا تَنْزِلُ فَتَطْعَمَ وَتَشْرَبَ فَقَالَ وَمَا طَعَامُكُمْ وَمَا شَرَابُكُمْ قَالَتْ طَعَامُنَا اللَّحْمُ وَشَرَابُنَا الْمَاءُ قَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي طَعَامِهِمْ وَشَرَابِهِمْ ) الحديث رواه البخاري0
7-لا يجوز أن تقول لأحد تبارك علينا فان هذا هو إنما لله وحده فهو وحده الذي تبارك دون سواه
8-إذا رأيت ما يعجبك فبرك - ادع بالبركه - لحديث أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ(اغْتَسَلَ أَبِي سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ بِالْخَرَّارِ فَنَزَعَ جُبَّةً كَانَتْ عَلَيْهِ وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ يَنْظُرُ قَالَ وَكَانَ سَهْلٌ رَجُلًا أَبْيَضَ حَسَنَ الْجِلْدِ قَالَ فَقَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلَا جِلْدَ عَذْرَاءَ قَالَ فَوُعِكَ سَهْلٌ مَكَانَهُ وَاشْتَدَّ وَعْكُهُ فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُخْبِرَ أَنَّ سَهْلًا وُعِكَ وَأَنَّهُ غَيْرُ رَائِحٍ مَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ سَهْلٌ بِالَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِ عَامِرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ أَلَّا بَرَّكْتَ إِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ تَوَضَّأْ لَهُ فَتَوَضَّأَ لَهُ عَامِرٌ فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ) رواه مالك في الموطأ-وهو صحيح0
9-اعلم أن البركة الذاتية إنما هي في أجساد الأنبياء وأما غيرهم فبركته ليست ذاتية وذلك كبركة العالم والحرم والشام وبعض الأزمنة وذلك بما يحصل فيها من مضاعفة الحسنات والخيرات وبما ينتفع به الناس من العالم ونحو ذلك ولذلك لا يتبرك بجسد أي شخص غير الرسل والأنبياء



الرسالة الخامسة والثلاثون

أيها المسلم : إن الله جل وعلا ارشد عباده بالاستعانة به ليعينهم على أمورهم فقال : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) [الفاتحة : 5]0
فيا أيها العبد :
1-اعبد الله مستعينا به على عبادته وحده لا شريك له كما قال: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) [الفاتحة : 5] بل واستعن بالله في كل ما ينفعك في الدنيا والآخرة وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ)رواه مسلم0
2-لا تسأل الإمارة والقضاء لحديث عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ لَا تَسْأَلْ الْإِمَارَةَ فَإِنَّكَ إِنْ أُوتِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا وَإِنْ أُوتِيتَهَا مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ وَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ)رواه الشيخان
3-إذا أخذت دينا فكن مريدا أن تؤديه ليعينك الله على ذلك لحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَدَانَتْ فَقِيلَ لَهَا يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ تَسْتَدِينِينَ وَلَيْسَ عِنْدَكِ وَفَاءٌ قَالَتْ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (مَنْ أَخَذَ دَيْنًا وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُؤَدِّيَهُ أَعَانَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ) رواه النسائي-وهو صحيح0
4-إن كنت أخي المسلم قد رزقك الله امرأة صالحة فقد أعانك على شطر دينك فاتق الله في الشطر الثاني وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث انس : ( من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الثاني ) رواه الطبراني في الأوسط ورواه الحاكم –وهو حسن0
5-اسأل الله أن يكفي المسلمين الكفار بالقحط للكفار إذا دعوا إلى الإسلام فحاربوه وامتنعوا منه وأبطئوا عن قبوله لحديث عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ قُرَيْشًا لَمَّا أَبْطَئُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْإِسْلَامِ قَالَ( اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ فَأَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَكَلُوا الْعِظَامَ حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ فَيَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا مِثْلَ الدُّخَانِ قَالَ اللَّهُ{ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ }قَالَ اللَّهُ{ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ }أَفَيُكْشَفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقَدْ مَضَى الدُّخَانُ وَمَضَتْ الْبَطْشَةُ) رواه البخاري
6-ادع بهذا الدعاء الذي كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم ففي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو (رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ وَاهْدِنِي وَيَسِّرْ هُدَايَ إِلَيَّ وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي لَكَ شَاكِرًا لَكَ ذَاكِرًا لَكَ رَاهِبًا لَكَ مِطْوَاعًا إِلَيْكَ مُخْبِتًا أَوْ مُنِيبًا رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي وَاغْسِلْ حَوْبَتِي وَأَجِبْ دَعْوَتِي وَثَبِّتْ حُجَّتِي وَاهْدِ قَلْبِي وَسَدِّدْ لِسَانِي وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي) الحديث رواه ابو داود –وهو حسن0
7-إذا صليت فقل قبل التسليم : اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك لحديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ (يَا مُعَاذُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ فَقَالَ أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ) رواه أبو داود 0
8-كن عونا لأخيك المسلم في حاجته فقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة : (وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ) رواه مسلم0
9-اعن من كان محتاجا إلى العون ومنهم المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الأداء والذي يريد أن يتزوج ليعف نفسه وهو محتاج فقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ) رواه الترمذي وهو حَسَنٌ 0
10-استعن بما أمرك الله بالاستعانة به كما قال تعالى : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ) [البقرة : 45] وكان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة .



الرسالة السادسة والثلاثون
تفضيل الله لبعض خلقه على بعض في الرزق
أيها المسلم : مما جاء في كتاب الله ان الله فضل بعض الخلق على بعض في الرزق كما قال: (وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) [النحل : 71]
فيا أيها العبد :
1-اعلم أن رزقك يكتب وأنت في بطن أمك ولن يأتيك إلا ما كتب الله لك وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا يَقُولُ يَا رَبِّ نُطْفَةٌ يَا رَبِّ عَلَقَةٌ يَا رَبِّ مُضْغَةٌ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقَهُ قَالَ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى شَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ فَمَا الرِّزْقُ وَالْأَجَلُ فَيُكْتَبُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ) رواه البخاري وغيره0
2-إذا أردت أن يعظم الله رزقك فصل رحمك حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُعَظِّمَ اللَّهُ رِزْقَهُ وَأَنْ يَمُدَّ فِي أَجَلِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)رواه احمد -وهو صحيح وفي لفظ (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) رواه الشيخان0
3-احذر من الذنوب حديث ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلَّا ال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 33

العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل   العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 1:18 pm

الرسالة الثانية والأربعون
من صفات الله سبحانه وتعالى أنه يغار ولا أحد أغير منه ولا أحد أحب إليه المدح من الله ولا أحد أحب إليه العذر من الله لحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ وَلَيْسَ أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنْ اللَّهِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ وَلَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنْ اللَّهِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنْزَلَ الْكِتَابَ وَأَرْسَلَ الرُّسُلَ)رواه مسلم0
فيا أيها العبد:
1- تجنب الفواحش والمحرمات وكن ذا غيرة وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ اللَّهَ يَغَارُ وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَغَارُ وَغَيْرَةُ اللَّهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ عَلَيْهِ)رواه الشيخان0
2-كن غيورا الغيرة التي يحبها الله وهي الغيرة في الريبة ولا تكن واقعا في الغيرة التي يبغضها الله وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث جَابِرِ بْنِ عَتِيك أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ (مِنْ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللَّهُ فَأَمَّا الَّتِي يُحِبُّهَا اللَّهُ فَالْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ وَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُبْغِضُهَا اللَّهُ فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ وَإِنَّ مِنْ الْخُيَلَاءِ مَا يُبْغِضُ اللَّهُ وَمِنْهَا مَا يُحِبُّ اللَّهُ فَأَمَّا الْخُيَلَاءُ الَّتِي يُحِبُّ اللَّهُ فَاخْتِيَالُ الرَّجُلِ نَفْسَهُ عِنْدَ الْقِتَالِ وَاخْتِيَالُهُ عِنْدَ الصَّدَقَةِ وَأَمَّا الَّتِي يُبْغِضُ اللَّهُ فَاخْتِيَالُهُ فِي الْبَغْيِ قَالَ مُوسَى وَالْفَخْرِ)رواه أبو داود –وهو حسن0
3-أكثر من مدح الله بما مدح به نفسه من صفات الكمال ونعوت الجلال وتنزيهه عن النقائص والعيوب ولا تكن مداحا لغير الله كما يفعل كثير من الشعراء المداحين وقد قَالَ أَبِو مَعْمَرٍ قَامَ رَجُلٌ يُثْنِي عَلَى أَمِيرٍ مِنْ الْأُمَرَاءِ فَجَعَلَ الْمِقْدَادُ يَحْثِي عَلَيْهِ التُّرَابَ وَقَالَ(أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَحْثِيَ فِي وُجُوهِ الْمَدَّاحِينَ التُّرَابَ) رواه مسلم وعند الترمذي عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ (أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَحْثُوَ فِي أَفْوَاهِ الْمَدَّاحِينَ التُّرَابَ) وهو صحيح0
4-إن كنت مادحا لا محالة فقل ما جاء في حديث أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ (أَثْنَى رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ وَيْلَكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ مِرَارًا ثُمَّ قَالَ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَادِحًا أَخَاهُ لَا مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ أَحْسِبُ فُلَانًا وَاللَّهُ حَسِيبُهُ وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللَّهِ أَحَدًا أَحْسِبُهُ كَذَا وَكَذَا إِنْ كَانَ يَعْلَمُ ذَلِكَ مِنْهُ)رواه الشيخان
5-اعتذر إلى الله بالتوبة والاستغفار والإنابة وأكثر من التقرب إلى ربك وقد قال : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [التحريم : 8] ولحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ (مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ) رواه البخاري0
6-اعلم أن الله أغير منك ومنا جميعا لحديث الْمُغِيرَةِ قَالَ قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ (لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي)رواه الشيخان0


الرسالة الثالثة والأربعون
أيها المسلم :إن مما جاء في كتاب الله أن الله فهم سليمان كما قال تعالىSadوَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ)[الأنبياء : 78 ، 79] وجاء في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله يفقه في الدين من أراد به خيراً كما قال صلى الله عليه وسلم (مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ) رواه البخاري
فيا أيها العبد:
1-اسأل الله أن يفهمك مسائل العلم وأن يفتح عليك في ذلك وإذا أشكلت عليك مسألة فعد إلى الله فإن كنت طالب علم فابحث فيها بجد ونشاط سائلا الله أن ييسرها لك وأن يفهمك إياها وكذلك إذا كنت قاضيا فعسرت عليك قضية , وأما من لم يكن من طلاب العلم فإنه يسأل أهل العلم وقد قال (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)[النحل : 43]0
2-اسأل الله أن يفقهك في الدين فإن فقهك الله في الدين فقد أراد بك خيرا وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث معاوية(مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ) رواه البخاري0
3-اسأل الله لولدك ولنفسك أن يعلمك الله ويعلم ولدك الحكمة والفقه وقد قال ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ(ضَمَّنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى صَدْرِهِ وَقَالَ اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ)رواه البخاري0
4-إذا رأيت من فقهه الله في الدين وأتاه الله الحكمة أو المال ينفقه في حقه فاغبطه على ذلك -تتمنى أن لك مثله ولا تتمنى زوال النعمة عنه- ولحديث عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا)رواه الشيخان0
5-الفقه -اهتم بالفقه في الدين-واجلس في دروس العلماء وارحل في طلب العلم وقد قال(فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)[التوبة : 122] وإذا رأيت أحد أولادك من الذكور أو الإناث أو كثير منهم عنده شيء من الذكاء فاحرص على تعليمه العلم الشرعي وأدخله حلقات القران والعلم واجتهد في تدريسه في الجامعات حتى يتخرج عالما من علماء الأمة فينفع الله به ويدعو لك بعد موتك -اهتم بهذا الموضوع-0



الرسالة الرابعة والأربعون

من صفات الله أنه ينتقم من المجرمين كما قالSad إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) [السجدة : 22] وقالSad وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ) [المائدة : 95] وقال الله (وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) [آل عمران : 4]
فيا أيها العبد:
1-اقبل على الله بعبادته وحده لا شريك له واحذر من المعاصي فإنها من أسباب انتقام الله من العبد وإذا وقعت في الذنب فتب إلى الله ولا تعد إلى الذنب وقد قالSad يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ) [المائدة : 95] 0
2-احذر الإجرام ومن الإجرام العظيم ما ترسله القنوات الفضائية الهابطة من السحر والشعوذة والبرامج التي تفسد الأخلاق وتفسد المرأة وتدعوا إلى الرذيلة والتبرج والسفور والاختلاط والكهانة وتفسد أخلاق الشباب وغيرهم وبعضها ينشر الكفر الصريح كالسحر أو التعلق بالنجوم وموالاة الكفار ومدحهم والثناء عليهم وبعضها يدعوا إلى نبذ شريعة الإسلام وإلى تحكيم الأنظمة الغربية أو الشرقية أو غيرها فعلى أصحاب هذه القنوات والبرامج أن يعلموا أنهم عائدون إلى الله وأنه سيجازيهم بأسوأ ما كانوا يعملون وأنه سوف ينتقم منهم وعليهم أن يجعلوا هذه الآية نصب أعينهم ( إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) [السجدة : 22] ويجب عليهم التوبة إلى الله عز وجل والإصلاح في المجتمع بدل الإفساد.
3-استعذ بالله من أن تفجأك نقمة الله وفي حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ)رواه مسلم0
4-إن الإجرام هو ضلال ولذلك إذا خرجت من بيتك فاستعذ بالله من الضلال بما جاء في حديث أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ مَا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْتِي قَطُّ إِلَّا رَفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ(اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ) رواه أبو داود –وهو صحيح0




الرسالة الخامسة والأربعون
أيها المسلم: مما جاء في كتاب الله أنه لعن الكافرين ولعن على بعض الذنوب وقد قالSadإِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا)[الأحزاب : 64] وفي الحديث (لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَشَاهِدَهُ وَكَاتِبَهُ) وهو صحيح0
فيا أيها العبد :
1-احذر من الوقوع في الكفر ومن ذلك الشرك بالله بدعاء أصحاب القبور كالبدوي والعيدروس وغيرهم فإن الكفر بالله والشرك مما يستحق صاحبه لعنة الله كما قال Sadإِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا)[الأحزاب : 64]
2-لا تشرب الخمر ولا تسقها ولا تبعها ولا تصنعها ولا تعتصرها ولا تحملها ولا تحمل إليك ولا تأكل ثمنها وكذلك المخدرات فإنها مضرة واعلم أن هولاء داخلون في لعنة الله لحديث ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ)رواه أبو داود –وهو صحيح0
3-لا تأكل الربا ولا توكله غيرك ولا تشهد عليه ولا تكتبه ولا تعمل في عمل يقوم على كتابة الربا ونشره وحمايته واحذر من اللعنة لحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ (لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَشَاهِدَهُ وَكَاتِبَهُ)رواه الترمذي ولمسلم نحوه0
4- لا تأخذ رشوة ولا تدفعها لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ(لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ فِي الْحُكْمِ)رواه الترمذي –وهو صحيح وفي حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ(لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي)رواه أبو داود-وهو صحيح.
5-لا تلبس لبسة المرأة ولا تلبس المرأة لبسة الرجل ولا يتشبه كل منهما بالآخر لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ(لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ الْمَرْأَةِ وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ)رواه أبو داود-وهو صحيح وعن ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَنَّهُ لَعَنَ الْمُتَشَبِّهَاتِ مِنْ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ وَالْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ)رواه أبو داود 0
6-لا تحلل للرجل زوجته التي طلقها ثلاثا ولا يفعل هو ذلك لحديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ(لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُحَلِّلَ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ)رواه ابن ماجه –وهو صحيح ولا تسب والديك ولا تذبح لغير الله ولا تؤو أصحاب الجرائم ولا تغير حدود الأرض ومراسيمها وقال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلمSadلَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَهُ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الْأَرْضِ)رواه مسلم0
7- يحرم عليك أيتها المرأة الوشم وفعله لغيرك والوصل وفعله لغيرك والنمص والتفلج للحسن وتغيير خلق الله و زيارة القبور للنساء لحديث عَبْدِ اللَّهِ قَالَ (لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُوتَشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ)رواه الشيخان ولحديث عَبْدِ اللَّهِ قَالَ(لَعَنَ اللَّهُ الْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ أَلَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) رواه النسائي لحديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ(لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَائِرَاتِ الْقُبُورِ وَالْمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا الْمَسَاجِدَ وَالسُّرُجَ) رواه أبو داود وغيره –وهو صحيح0
8-لا تسب أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم لحديث ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَSadمَنْ سَبَّ أَصْحَابِي فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ,وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)رواه الطبراني في الكبير ولحديث عَبْدِ اللَّهِ بن عُمَرَ , عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَSadلَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَبَّ أَصْحَابِي)رواه الطبراني في المعجم الكبير وحسنه الألباني رحمه الله.
9-تجنب كل الذنوب التي نهى الله عنها وابتعد عن كل الذنوب التي ترتب عليها لعنة الله ولعنة رسوله صلى الله عليه وسلم.



الرسالة السادسة والأربعون

أيها المسلم: أن الله جل وعلا يختم على قلوب الكفار وعلى سمعهم وعلى بعض القلوب وأن هناك من أهل الذنوب من يكون أهون على الله من الجعل كما قالSad خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) [البقرة : 7] وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا هم فحم جهنم وليكونن أهون على الله من الجعل كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ أَنْتُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ لَيَدَعَنَّ رِجَالٌ فَخْرَهُمْ بِأَقْوَامٍ إِنَّمَا هُمْ فَحْمٌ مِنْ فَحْمِ جَهَنَّمَ أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنْ الْجِعْلَانِ الَّتِي تَدْفَعُ بِأَنْفِهَا النَّتِنَ)رواه أبو داود0
فيا أيها العبد :
1-احذر من الكفر ومن الشرك بالله  بدعاء أصحاب القبور كالعيدروس وزينب وغيرهم واعلم أن الكفر بالله والشرك به من أسباب الختم على القلوب كما قالعن الكفار Sad خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) [البقرة : 7]وكذلك استعذ بالله من الكفر والنفاق ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أنس بن مالك قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه : (اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ، والجبن والبخل ، والهرم والقسوة ، والغفلة ،والعيلة والذلة والمسكنة ، وأعوذ بك من الفقر والكفر ، والفسوق ، والشقاق ، والنفاق والسمعة ، والرياء ، وأعوذ بك من الصمم والبكم والجنون ، والجذام ، والبرص ، وسيئ الأسقام) رواه الحاكم وقال« هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه »)
2-احذر أيها المسلم فلا تتخلف عن صلاة الجمعة وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة وابن عمر (لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمْ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنْ الْغَافِلِينَ)رواه مسلم0
3-اهتم بقلبك -اعتن بقلبك -حافظ على قلبك واسأل الله أن يهدي قلبك وان يصلحه وأن يشرحه لدين الله وأن ينوره وقد كان من دعاء رسول الله في صلاته بالليل اللهم اجعل في قلبي نورا وفي لساني نورلحديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ (بِتُّ عِنْدَ مَيْمُونَةَ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَى حَاجَتَهُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ ثُمَّ نَامَ ثُمَّ قَامَ فَأَتَى الْقِرْبَةَ فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا بَيْنَ وُضُوءَيْنِ لَمْ يُكْثِرْ وَقَدْ أَبْلَغَ فَصَلَّى فَقُمْتُ فَتَمَطَّيْتُ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَى أَنِّي كُنْتُ أَتَّقِيهِ فَتَوَضَّأْتُ فَقَامَ يُصَلِّي فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ فَأَخَذَ بِأُذُنِي فَأَدَارَنِي عَنْ يَمِينِهِ فَتَتَامَّتْ صَلَاتُهُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ وَكَانَ إِذَا نَامَ نَفَخَ فَآذَنَهُ بِلَالٌ بِالصَّلَاةِ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ وَكَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي بَصَرِي نُورًا وَفِي سَمْعِي نُورًا وَعَنْ يَمِينِي نُورًا وَعَنْ يَسَارِي نُورًا وَفَوْقِي نُورًا وَتَحْتِي نُورًا وَأَمَامِي نُورًا وَخَلْفِي نُورًا وَاجْعَلْ لِي نُورًا )رواه الشيخان0
4-استعذ بالله من شر قلبك ومن قلب لا يخشع ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في حديث زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ لَا أَقُولُ لَكُمْ إِلَّا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كَانَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَالْهَرَمِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا)رواه مسلم وفي حديث شَكَلِ بْنِ حُمَيْدٍ قَال قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي دُعَاءً قَالَ قُلْ (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي)رواه أبو داود –وهو صحيح0
5-انته أيها العبد عن التفاخر على الناس بآبائك لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَفْتَخِرُونَ بِآبَائِهِمْ الَّذِينَ مَاتُوا إِنَّمَا هُمْ فَحْمُ جَهَنَّمَ أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنْ الْجُعَلِ الَّذِي يُدَهْدِهُ الْخِرَاءَ بِأَنْفِهِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ إِنَّمَا هُوَ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ خُلِقَ مِنْ تُرَابٍ)رواه الترمذي فيا أيها المسلم لا تصنف الناس -هذا خط مائة وعشرة وهذا خط مائتين وعشرين واتق الله واعلم أن أباكم جميعا واحد (آدم) ولا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى.




الرسالة السابعة والأربعون
أيها المسلم من صفات الله الضحك لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَى رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ يَدْخُلَانِ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلُ ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى الْقَاتِلِ فَيُسْتَشْهَدُ)رواه الشيخان0
فيا أيها العبد :
1-إذا علمت أن الله يضحك فابشر بالخير لكن اقبل على الله بعبادته وحده لا شريك له وتقرب إلى الله بفعل الأوامر وترك النواهي وفي حديث وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (ضَحِكَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ وَقُرْبِ غِيَرِهِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ يَضْحَكُ الرَّبُّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ لَنْ نَعْدَمَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا)رواه ابن ماجة –وهو حسن0
2-أسرع إلى الجنة بالإيمان والعمل الصالح لتقابل الله وهو يضحك إذا تجلى للمؤمنين لحديث أَبُي الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُسْأَلُ عَنْ الْوُرُودِ فَقَالَ (نَجِيءُ نَحْنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ كَذَا وَكَذَا انْظُرْ أَيْ ذَلِكَ فَوْقَ النَّاسِ قَالَ فَتُدْعَى الْأُمَمُ بِأَوْثَانِهَا وَمَا كَانَتْ تَعْبُدُ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ ثُمَّ يَأْتِينَا رَبُّنَا بَعْدَ ذَلِكَ فَيَقُولُ مَنْ تَنْظُرُونَ فَيَقُولُونَ نَنْظُرُ رَبَّنَا فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ حَتَّى نَنْظُرَ إِلَيْكَ فَيَتَجَلَّى لَهُمْ يَضْحَكُ قَالَ فَيَنْطَلِقُ بِهِمْ وَيَتَّبِعُونَهُ وَيُعْطَى كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ مُنَافِقٍ أَوْ مُؤْمِنٍ نُورًا ثُمَّ يَتَّبِعُونَهُ وَعَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ كَلَالِيبُ وَحَسَكٌ تَأْخُذُ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُطْفَأُ نُورُ الْمُنَافِقِينَ ثُمَّ يَنْجُو الْمُؤْمِنُونَ فَتَنْجُو أَوَّلُ زُمْرَةٍ وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ سَبْعُونَ أَلْفًا لَا يُحَاسَبُونَ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَأَضْوَإِ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ ثُمَّ كَذَلِكَ ثُمَّ تَحِلُّ الشَّفَاعَةُ وَيَشْفَعُونَ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً فَيُجْعَلُونَ بِفِنَاءِ الْجَنَّةِ وَيَجْعَلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ يَرُشُّونَ عَلَيْهِمْ الْمَاءَ حَتَّى يَنْبُتُوا نَبَاتَ الشَّيْءِ فِي السَّيْلِ وَيَذْهَبُ حُرَاقُهُ ثُمَّ يَسْأَلُ حَتَّى تُجْعَلَ لَهُ الدُّنْيَا وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهَا مَعَهَا ) رواه مسلم0
3-لا تكثر من الضحك لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَا تُكْثِرُوا الضَّحِكَ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ)رواه ابن ماجة –وهو حسن0
4-اهتم بنجاتك من عذاب الله وتفكر في ذلك لسلوك طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وتجنب المعاصي وكن من أهل الجد في العمل للآخرة ولا تكن من أهل الهزل والضحك فقط وفي حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً مَا سَمِعْتُ مِثْلَهَا قَطُّ قَالَ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا قَالَ فَغَطَّى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُجُوهَهُمْ لَهُمْ خَنِينٌ فَقَالَ رَجُلٌ مَنْ أَبِي قَالَ فُلَانٌ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ{لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ }) رواه الشيخان0
5-اعلم أن أهل النار-الكفار- يصرخون ويبكون كما قالSad وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37) [فاطر : 36 - 38]
6- إذا ضحكت فليكن ضحكك تبسما ففي حديث جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ (كَانَ فِي سَاقَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُمُوشَةٌ وَكَانَ لَا يَضْحَكُ إِلَّا تَبَسُّمًا وَكُنْتُ إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ قُلْتُ أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ وَلَيْسَ بِأَكْحَلَ)رواه الترمذي –وهو صحيح0



الرسالة الثامنة والأربعون

أيها المسلم : من صفات الله (السخط ) كما قالSadأَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ) [المائدة : 80]
فيا أيها العبد:
1-كن على حذر من الذنوب والمعاصي ومن ذلك لا تتكلم بالكلام المحرم وتكلم بالكلام المفيد-الذي هو طاعة لله-وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ) رواه البخاري0
2-لا تكن من أولئك الذين يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله وفي حديث أُمِّ سَلَمَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يُوشِكُ إِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ أَنْ تَرَى قَوْمًا فِي أَيْدِيهِمْ مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ يَغْدُونَ فِي غَضَبِ اللَّهِ وَيَرُوحُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ)رواه مسلم0
3-إذا أصابك البلاء كالمرض والفقر وموت القريب ونحو ذلك من المصائب فاصبر واحتسب وارض بقضاء الله في ذلك -فعل الله -ولا تتسخط على قدر الله وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ (عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ)رواه ابن ماجه –وهو حسن ورواه البيهقي في الشعب بنحوه -أيها المسلم تفهم أنه كلما كانت المصيبة من مرض وغيره أعظم كان الجزاء أعظم-0
4-استعذ برضا الله من سخطه في صلاة الليل وغيرها كما استعاذ من ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لحديث عَائِشَةَ قَالَتْ (فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنْ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ)رواه مسلم0
5-ان أعظم الذنوب التي تسخط الله على عباده الكفر والشرك بالله عز وجل كدعاء الموتى وأهل القبور والاستعانة بهم وغير ذلك من الكفر وكذلك بعض كبائر الذنوب فليحذر العبد من ذلك وليتق الله في بقية عمره ليقوم بطاعة ربه محققا التوحيد الخالص بعبادة الله وحده دون سواه وبطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا لمن أراد النجاة
6-لا تلتمس رضا الناس بسخط الله فيسخط الله عليك وفي حديث عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم Sadمن التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه ، وأرضى الناس عنه ، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه ، وأسخط عليه الناس)رواه ابن حبان وفي لفظ اخر كما في الحديث كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنْ اكْتُبِي إِلَيَّ كِتَابًا تُوصِينِي فِيهِ وَلَا تُكْثِرِي عَلَيَّ فَكَتَبَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِلَى مُعَاوِيَةَ سَلَامٌ عَلَيْكَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (مَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ)رواه الترمذي –وهو صحيح0


الرسالة التاسعة والأربعون
أيها المسلم من صفات الله الرضا عن عباده المؤمنين كما قال (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [المائدة : 119]0
فيا أيها العبد:
1-التمس رضا الله بطاعته حتى وإن سخط الناس ولا تلتمس رضا الناس بسخط الله وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة ((مَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ)رواه الترمذي –وهو صحيح0
2-استعذ برضا الله من سخطه لحديث عَائِشَةَ قَالَتْ (فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنْ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ)رواه مسلم0
3-اطلب رضا الله بحمده وشكره على نعمه ومنها حمده على الطعام والشراب لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا)رواه مسلم0
4-حقق الإيمان وقم بالأعمال الصالحة واسأل الله الجنة فإن أهلها قد أعطاهم الله ما لم يعط أحدا من خلقه فيقول لهم Sadأُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا)رواه الشيخان0
5- اعمل في كل ما يرضي الله من الطاعات ومن ذلك ما جاء في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةِ الْمَالِ)رواه مسلم وعند مالك (وَأَنْ تَنَاصَحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ) صحيح0
6- ارض أيها العبد بقضاء الله عليك من المصائب -فعل الله- ولا تتسخط وكلما كانت المصيبة عظيمة كان الجزاء عظيما فاصبر واحتسب أجرك على الله لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ (عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ)رواه ماجة –وهو حسن واعلم أن الله إن ابتلاك بالمصائب فإنه يحبك فاصبر واحتسب0
7-أيها العبد :ارض بما قسمه الله لك من الرزق لتكون أغنى الناس لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يَأْخُذُ عَنِّي هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ أَوْ يُعَلِّم مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَقُلْتُ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّ خَمْسًا وَقَالَ (اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا وَلَا تُكْثِرْ الضَّحِكَ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ)رواه الترمذي –وهو حسن0
8-إذا سمعت المؤذن وذكرت الأدعية المأثورة فقل ما جاء في حديث سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ(مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ)رواه مسلم وعند أبي داود من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ قَالَ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ)وعند أحمد من حديث أَبِي سَلَّامٍ عَنْ خَادِمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُرْضِيَهُ) وعند أحمد (كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)0


الرسالة الخمسون

أيها المسلم:من صفات الله تعالى (يناجي عبده المؤمن يوم القيامة وأنه قرب موسى نجياً) قالSadوَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا) [مريم : 52]0
فيا أيه العبد:
1-اجتهد في طاعة الله عز وجل وابتعد عن الذنوب وعد إلى الله راغبا فيما عنده خائفا منه تائبا إليه مقبلا عليه وستجد الله غفورا رحيما يسترك يوم القيامة ولا يفضحك وفي حديث صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيِّ قَالَ (بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي مَعَ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَاآخِذٌ بِيَدِهِ إِذْ عَرَضَ رَجُلٌ فَقَالَ كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي النَّجْوَى فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ فَيَقُولُ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا فَيَقُولُ نَعَمْ أَيْ رَبِّ حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ قَالَ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُونَ فَيَقُولُ الْأَشْهَادُ{ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ }) رواه الشيخان وعند ابن ماجة (ثُمَّ يُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ أَوْ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ)0
2-إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث لحديث عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِذَا كَانُوا ثَلَاثَةٌ فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ)رواه البخاري وزاد الترمذي وأبو داود(فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ)صحيح وعند أحمد عن ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لَا يَتَسَارَّ اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ)صحيح ولحديث عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ) رواه مسلم0
3-لتكن مناجاتك -مسارتك لأحد الناس- أمرا بالمعروف أو بصدقة أو إصلاح بين الناس كما قال  Sad لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) [النساء : 114]0
4-إذا ناجاك أحد فتناول أذنك فناوله إياها ولا تنـزعها حتى يكون ذلك الأحد هو الذي ينزعها عنه ففي حديث أنسSad أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا لقي أحد من أصحابه فتناول أذنه ناوله إياها ثم لم ينزعها حتى يكون الرجل هو الذي ينزعها عنه ) قال الألباني رحمه الله /حسن
5-اعلم أنك إن ناجيت أحدا (ساررته)أن الله معكما بعلمه واطلاعه فاحذر من النجوى بالإثم والعدوان ولتكن مناجاتكما بالبر والتقوى ليكون الله معكما بالتوفيق والرعاية وقد قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) [المجادلة : 9]0
6-إن غالب المناجاة بين الناس بالإثم والعدوان إلا ما رحم الله وكثير من نجواهم (مسارتهم) مما يبث الأحزان بين المؤمنين لأن الكثير منهم لا يتأدب بالأدب الشرعي في النجوى ولذا قال  Sadإِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [المجادلة : 10] فإذا رأيت من يتناجون فتوكل على الله جل وعلا ولا تحزن وفوض أمرك إلى ربك (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3]0


الرسالة الحادية والخمسون
–يعظكم الله -
أيها المسلم:إن مما جاء في كتاب الله قوله تعالى لما ذكر قصة الإفك ومن تكلم فيه فقال (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) [النور : 17 ، 18]
فيا أيها العبد :
1-إذا كان صدر منك كلام لا يحل في أعراض المسلمين أو غير ذلك فتب إلى الله ولا تعد لمثل ذلك أبدا إن كنت مؤمنا صادق الإيمان وخذ هذه الموعظة من ربك (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [النور : 17]
وأي موعظة أعظم من موعظة الله لك فهل تعي"؟
2-استقبل مواعظ القران كلها وطبقها في كل حياتك لأنها مواعظ من ربك لمصلحتك في الدنيا والأخره وقد قال(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) [الإسراء : 9] وقد قال(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)[طه : 124] وهذه المواعظ إنما تذكر للاتعاظ والعمل (يعظكم لعلكم تذكرون)
3-إن رسولنا محمد يعظ ويذكر لأنه الله أمره بذلك فقال الله (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا) [النساء : 63] ومن موعظته صلى الله عليه وسلم :-
أ-ما جاء في حديث الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ يَقُولُ (قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَعَظْتَنَا مَوْعِظَةَ مُوَدِّعٍ فَاعْهَدْ إِلَيْنَا بِعَهْدٍ فَقَالَ عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا وَسَتَرَوْنَ مِنْ بَعْدِي اخْتِلَافًا شَدِيدًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَالْأُمُورَ الْمُحْدَثَاتِ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)رواه ابن ماجه -وهذا لفظه و-تأمل هذه الموعظة وطبقها بحذافيرها واحذر من مخالفتها-0
ب-في حديث عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَمْعَةَ(أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ وَذَكَرَ النَّاقَةَ وَالَّذِي عَقَرَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ{إِذْ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا}انْبَعَثَ لَهَا رَجُلٌ عَزِيزٌ عَارِمٌ مَنِيعٌ فِي رَهْطِهِ مِثْلُ أَبِي زَمْعَةَ وَذَكَرَ النِّسَاءَ فَقَالَ يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ فَيَجْلِدُ امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ فَلَعَلَّهُ يُضَاجِعُهَا مِنْ آخِرِ يَوْمِهِ ثُمَّ وَعَظَهُمْ فِي ضَحِكِهِمْ مِنْ الضَّرْطَةِ وَقَالَ لِمَ يَضْحَكُ أَحَدُكُمْ مِمَّا يَفْعَلُ)رواه البخاري-فيا أيها العبد تنبه لهذه الموعظة التي لا يتنبه لها كثير من الناس فإذا سمعوا أحد ضرط ضحكوا عليه بل وربما عيروه فاتق الله أيها العبد في ذلك ولا تضحك ممن حصل منه ذلك-0
ج-في حديث الْحَارِثِ الْأَشْعَرِيِّ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ الحديث وفيه (ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ أَعْمَلَ بِهِنَّ وَآمُرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ أَوَّلُهُنَّ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ مَثَلُ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ بِوَرِقٍ أَوْ ذَهَبٍ فَجَعَلَ يَعْمَلُ وَيُؤَدِّي عَمَلَهُ إِلَى غَيْرِ سَيِّدِهِ فَأَيُّكُمْ يَسُرُّهُ أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ كَذَلِكَ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ فَاعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَمَرَكُمْ بِالصَّلَاةِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلَا تَلْتَفِتُوا وَأَمَرَكُمْ بِالصِّيَامِ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ مَعَهُ صُرَّةٌ مِنْ مِسْكٍ فِي عِصَابَةٍ كُلُّهُمْ يَجِدُ رِيحَ الْمِسْكِ وَإِنَّ خُلُوفَ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ وَأَمَرَكُمْ بِالصَّدَقَةِ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَسَرَهُ الْعَدُوُّ فَشَدُّوا يَدَيْهِ إِلَى عُنُقِهِ وَقَرَّبُوهُ لِيَضْرِبُوا عُنُقَهُ فَقَالَ هَلْ لَكُمْ أَنْ أَفْتَدِيَ نَفْسِي مِنْكُمْ فَجَعَلَ يَفْتَدِي نَفْسَهُ مِنْهُمْ بِالْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ حَتَّى فَكَّ نَفْسَهُ وَأَمَرَكُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ كَثِيرًا وَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ طَلَبَهُ الْعَدُوُّ سِرَاعًا فِي أَثَرِهِ فَأَتَى حِصْنًا حَصِينًا فَتَحَصَّنَ فِيهِ وَإِنَّ الْعَبْدَ أَحْصَنَ مَا يَكُونُ مِنْ الشَّيْطَانِ إِذَا كَانَ فِي ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ اللَّهُ أَمَرَنِي بِهِنَّ بِالْجَمَاعَةِ وَبِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَالْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ فِي سَبِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 33

العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل   العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 1:18 pm


الرسالة الثالثة والخمسون
ايها المسلم :مما جاء عن الله في كتابه قوله : (أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا)[الفرقان : 45] -مد الظل-: من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس (وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا): دائما لا يزول ممدودا لا تذهبه الشمس ولا تنقصه(ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا):دللناكم عليه بالشمس عند طلوعها بأنه خلق من خلق ربكم يوجده إذا شاء ويفنيه إذا شاء .
فيا أيها العبد :
1-إذا رأيت الظل فتفكر في قدرة الله العظيمة الذي مد هذا الظل ودلنا عليه بالشمس وأن الله لو أراد لجعله ساكنا لا ينقص ولا يذهب وتذكر المنافع لي ولك في هذا الظل التي لا تعد ولا تحصى من المنافع الدينية والدنيوية من معرفة لأوقات الصلوات والمواعيد والعقود وغيرها فإذا تفكرت في قدرة الله العظيمة ازددت حبا لله وخوفا منه وتقربا إليه وطمعا في ثوابه وخوفا من عقابه فأقبلت على الله عابدا له غير مشرك به راجيا ماعنده فقد ازددت إيمانا (وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا) [المدثر : 31]0
2-اعلم ان هذه الظلال -ظل كل شيء-التي ترجع من موضع إلى موضع ومن جانب إلى جانب في أول النهار وأخره -عن اليمين أول النهار -وعن الشمائل -آخر النهار- فهذا الميلان للظلال من ناحية إلى أخرى هو سجودها لله خاضعة ذليلة لله كما قال Sadأَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ)[النحل : 48] فإذا كانت الظلال هي في سجود لله وخضوع وذلة فهل أنت خاضع لربك منقاد له ذليل بين يديه منكسر القلب في توجهك إليه قد قمت بما أمرك الله به وأمرك به رسوله وانتهيت عما نهاك الله عنه ونهاك عنه رسوله صلى الله عليه وسلم ؟
اسأل نفسك أيها العبد وانتبه لنفسك أيها العاقل وتطلب النجاة أيها اللبيب فقد قال الرسول : (فَالنَّجَا النَّجَاءَ)رواه البخاري
3-استغل الوقت عندما يكون الظل وقت الضحى بان تملأ وقتك بطاعة الله ومن ذلك صلاة الضحى فإن لها فضلا عظيما لحديث أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ (يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى)رواه مسلم0
-لا تفوتك ركعتا الضحى -وان شئت زدت -ركعتين ركعتين-فلا حد لها وقد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ثماني ركعات ركعتين ركعتين كما في حديث أُمِّ هَانِئٍ(أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي بَيْتِهَا عَامَ الْفَتْحِ ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ)رواه مسلم0
4-اوص إخوانك وأصدقائك واهلك بصلاة الضحى وبما أوصى به رسول الله أبا هريرة فقد قال أبو هريرة: (أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَصَلَاةِ الضُّحَى وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ)رواه الشيخان0
5-إذا كان الظل قد تحول بعد دخول وقت الظهر وصليت الظهر فاعلم أن هذا وقت للصلاة النافلة حتى يدخل وقت العصر وتصلي العصر فاستغل هذا الوقت في أعمال الطاعات ومنها الصلاة النافلة فصل قبل الظهر أربعا وبعد الظهر أربعا فقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أُمِّ حَبِيبَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ صَلَّى قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا وَبَعْدَهَا أَرْبَعًا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ)رواه الترمذي –وهو صحيح وصل قبل العصر أربعا "ركعتين ركعتين" لحديث ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً صَلَّى قَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعًا)رواه أبو داود –وهو حسن 0 "الصلاة النافلة هنا يسلم فيها من كل ركعتين"
6-اعلم أن الشمس التي جعلها الله دليلا على الظل أنها مأمورة في سيرها وهي خاضعة لله عز وجل وأنها كما قال صلى الله عليه وسلم: )فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنُ لَهَا) رواه الشيخان وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (غَزَا نَبِيٌّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ فَقَالَ لِقَوْمِهِ لَا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا وَلَمَّا يَبْنِ بِهَا وَلَا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا وَلَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا وَلَا أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وَهُوَ يَنْتَظِرُ وِلَادَهَا فَغَزَا فَدَنَا مِنْ الْقَرْيَةِ صَلَاةَ الْعَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ لِلشَّمْسِ إِنَّكِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا فَحُبِسَتْ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَجَمَعَ الْغَنَائِمَ فَجَاءَتْ يَعْنِي النَّارَ لِتَأْكُلَهَا فَلَمْ تَطْعَمْهَا فَقَالَ إِنَّ فِيكُمْ غُلُولًا فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ فَقَالَ فِيكُمْ الْغُلُولُ فَلْيُبَايِعْنِي قَبِيلَتُكَ فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ بِيَدِهِ فَقَالَ فِيكُمْ الْغُلُولُ فَجَاءُوا بِرَأْسٍ مِثْلِ رَأْسِ بَقَرَةٍ مِنْ الذَّهَبِ فَوَضَعُوهَا فَجَاءَتْ النَّارُ فَأَكَلَتْهَا ثُمَّ أَحَلَّ اللَّهُ لَنَا الْغَنَائِمَ رَأَى ضَعْفَنَا وَعَجْزَنَا فَأَحَلَّهَا لَنَا) الحديث رواه الشيخان فهل أنت خاضع لله في أمورك كلها؟ ليسأل كل منا نفسه عن ذلك.



الرسالة الرابعة والخمسون
أيها المسلم: إن مما جاء عن الله قوله: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[يونس : 107]
أيها العبد :
1-اعلم انه إذا مسك الله بضر من مرض أو فقر أو غيره من المصائب فانه لا يستطيع احد أن يكشفه إلا الله فالجأ إليه وتوسل إليه بأسمائه الحسنى وادعه وتقرب منه صادقا مخلصا وفي حديث أَبِي جُرَيٍّ جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ(رَأَيْتُ رَجُلًا يَصْدُرُ النَّاسُ عَنْ رَأْيِهِ لَا يَقُولُ شَيْئًا إِلَّا صَدَرُوا عَنْهُ قُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَرَّتَيْنِ قَالَ لَا تَقُلْ عَلَيْكَ السَّلَامُ فَإِنَّ عَلَيْكَ السَّلَامُ تَحِيَّةُ الْمَيِّتِ قُلْ السَّلَامُ عَلَيْكَ قَالَ قُلْتُ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ الَّذِي إِذَا أَصَابَكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَهُ عَنْكَ وَإِنْ أَصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ فَدَعَوْتَهُ أَنْبَتَهَا لَكَ وَإِذَا كُنْتَ بِأَرْضٍ قَفْرَاءَ أَوْ فَلَاةٍ فَضَلَّتْ رَاحِلَتُكَ فَدَعَوْتَهُ رَدَّهَا عَلَيْكَ قَالَ قُلْتُ اعْهَدْ إِلَيَّ قَالَ لَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا قَالَ فَمَا سَبَبْتُ بَعْدَهُ حُرًّا وَلَا عَبْدًا وَلَا بَعِيرًا وَلَا شَاةً قَالَ وَلَا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنْ الْمَعْرُوفِ وَأَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ الْمَعْرُوفِ وَارْفَعْ إِزَارَكَ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ فَإِنَّهَا مِنْ الْمَخِيلَةِ وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ وَإِنْ امْرُؤٌ شَتَمَكَ وَعَيَّرَكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ فَلَا تُعَيِّرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ فَإِنَّمَا وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ)رواه أبو داود –وهو صحيح0
2-اعلم أن المصائب من مرض وغيره من أنواع الضر يجب عليك أن تصبر عليها ولا تتسخط على الله ليكفر الله عنك من سيئاتك لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ)رواه البخاري ولحديث صُهَيْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ)رواه مسلم.
3-واعلم أن الله قد يبتلي العبد بالمصائب ليبلغه الله منزلة عنده لحديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الرجل ليكون له المنزلة عند الله تبارك وتعالى فما بلغها بعمل فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه ذلك »)رواه البيهقي في شعب الإيمان-وهو صحيح –ولحديث إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ السَّلَمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ قَالَ أَبُو دَاوُد زَادَ ابْنُ نُفَيْلٍ ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ اتَّفَقَا حَتَّى يُبْلِغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى )رواه أبو داود –وهو صحيح0
4-إذا أصابك الهم أو الحزن فقل ما جاء في حديث عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا قَالَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَتَعَلَّمُهَا فَقَالَ بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا)رواه احمد –وهو صحيح0
5-ان اشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ويبتلى الرجل على حسب دينه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ (قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً قَالَ الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ)رواه الترمذي –وهو صحيح لحديث(أن أبا سعيد الخدري ، دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو موعوك ، عليه قطيفة ، ووضع يده عليها فوجد حرارتها فوق القطيفة ، فقال أبو سعيد : ما أشد حر حماك يا رسول الله ؟ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إنا كذلك يشدد علينا البلاء ويضاعف لنا الأجر » ثم قال : يا رسول الله ، من أشد الناس بلاء ؟ قال : « الأنبياء » قال : ثم من ؟ قال : « العلماء » قال : ثم من ؟ قال : « ثم الصالحون » كان أحدهم يبتلى بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة يلبسها ، ويبتلى بالقمل حتى تقتله ، ولأحدهم كان أشد فرحا بالبلاء من أحدكم بالعطاء» رواه الحاكم -هذا حديث صحيح على شرط مسلم-
6-أيها العبد اعلم أن الأمر كله لله فان مسك بضر فلا كاشف له إلا هو وان أرادك بخير فلا راد لفضله وتأمل هذه الآيات الثلاث ففيهن كفاية لمن تدبرهن في هذا الشأن وقد ذكر البيهقي في شعب الإيمان عن عامر بن عبد قيس ، أنه كان ، يقول : « ثلاث آيات في كتاب الله عز وجل اكتفيت بهن ، عن جميع الخلائق » أولهن : ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله (1) ) ، والآية الثانية : ( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم (2) ) ، والثالث : ( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها (3) ))
7-تأدب مع ربك فلا تقل مسني الله بالضر ولكن قل مسني الضر كما قال أيوب عليه السلام: (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)[الأنبياء : 83]


الرسالة الخامسة والخمسون
أيها المسلم إن مما جاء عن الله في كتابه قوله: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)) فالله جل وعلا سوى الدمدمة –الهلاك-عليهم جميعا, ولا يخاف الله تعالى تبعة دمدمته عليهم.
فيا أيها العبد:
1-اعلم أن الله إذا اهلك العبد بسبب ذنبه أو عذبه في نار جهنم فذلك عدل منه وان الله لا يخاف عاقبة مجازاة العبد بذنوبه فعليك أيها العبد أن تتقي الله وان تطيعه و لا تعصيه فانه سبحانه لا يضره أحد وقد قال الله في الحديث القدسي : (يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي)رواه مسلم
2-واعلم انك ان عصيت الله وأعرضت عنه وعن رسول الله فانك تضر نفسك ولا تضر الله شيئا وقد قال : (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) [فصلت : 46] وقد يتعدى ضرر الظالم نفسه إلى غيره من الخلق وجاء عن أبي هريرة ، أنه سمع رجلا يقول : (إن الظالم لا يضر إلا نفسه ، فقال أبو هريرة : « بلى والله ، حتى الحبارى لتموت في وكرها هزالا لظلم الظالم ») ذكره البيهقي في الشعب.
3-لا تتشعب بك هموم أحوال الدنيا واجعل همك الأصلي آخرتك فإنها هي مصلحتك وخيرك وتزود من الدنيا بما تيسر وقد قال عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ(لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ صَانُوا الْعِلْمَ وَوَضَعُوهُ عِنْدَ أَهْلِهِ لَسَادُوا بِهِ أَهْلَ زَمَانِهِمْ وَلَكِنَّهُمْ بَذَلُوهُ لِأَهْلِ الدُّنْيَا لِيَنَالُوا بِهِ مِنْ دُنْيَاهُمْ فَهَانُوا عَلَيْهِمْ سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا هَمَّ آخِرَتِهِ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَكَ)رواه ابن ماجة و البيهقي في شعب الإيمان –وهو حسن0
4-ليحذر العبد من الظلم فإن الله قد حرمه على نفسه وحرمه بين عباده وليعلم الظالم أن الله يملي له ولكن إذا أخذه لم يفلته وقد قال: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)[هود : 102] وفي حديث أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ قَالَ ثُمَّ قَرَأَ{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ})رواه البخاري "على الظالم أن يستعد لأخذ الله الشديد له -فالتوبة التوبة-0



الرسالة السادسة والخمسون

أيها المسلم : ان مما جاء في كتاب الله قوله : (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا) [مريم : 76]فالله يزيد المؤمنين هدى إلى هداهم والباقيات الصالحات خير مردا عليهم من مقامات هولاء المشركين بالله .
فيا أيها العبد:
1-أيها المؤمن تزود كل وقت من تقوى الله عز وجل واستزد من كل عمل يقربك إلى الله فانك كلما تقربت إلى الله بالعمل الصالح وفقك ويسر لك ذلك وزادك من هداه وقد قال: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ)[محمد : 17] ولحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى(أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً)رواه الشيخان0
2-تقرب إلى الله أيها العبد يرحمك وإذا وقعت في الذنب فتب إلى ربك وعد إليه فان الله يفرح بذلك اشد الفرح فيزيدك بتوبتك الصادقة هدى ويتفضل عليك برحمته التي سبقت غضبه فقد قال الله تعالى في الحديث القدسي (سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي)رواه البخاري بل أنه يبدل سيئاتك حسنات كما قال: (فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) [الفرقان : 70]
3-تقرب إلى الله بحمده والصبر على الأمراض ليزيدك في الأجر والثواب وقد قال الله في الحديث القدسي : (إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ إِنِّي إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنًا فَحَمِدَنِي عَلَى مَا ابْتَلَيْتُهُ فَإِنَّهُ يَقُومُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ مِنْ الْخَطَايَا وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا قَيَّدْتُ عَبْدِي وَابْتَلَيْتُهُ وَأَجْرُوا لَهُ كَمَا كُنْتُمْ تُجْرُونَ لَهُ وَهُوَ صَحِيحٌ) رواه احمد وعند الطبراني في الأوسط وفيه(فحمدني وصبر على ما ابتليته به)الحديث-وهو صحيح0
4-اغتنم عمرك في عمل الحسنات -طاعة لله -واعلم أن الله يزيدك فيضاعف لك الحسنات وقد قال Sadمَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)[الأنعام : 160] بل أن المضاعفة إلى أكثر من ذلك وقد قال صلى الله عليه وسلم: (الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ وَالسَّيِّئَةُ بِمِثْلِهَا إِلَّا أَنْ يَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهَا)رواه البخاري0
5-اسأل الله أن يزيدك علما وهدى وتقى لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (اللَّهُمَّ انْفَعْنِي بِمَا عَلَّمْتَنِي وَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي وَزِدْنِي عِلْمًا الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ حَالِ أَهْلِ النَّارِ)رواه الترمذي صحيح
6-اغتنم الأوقات التي تضاعف فيها الحسنات مضاعفة أخرى كالعشر الأواخر من رمضان وعشر ذي الحجة ونحوها واغتنم الأماكن التي تضاعف فيها الحسنات مثل: حرم مكة ومسجد المدينة فأكثر من الصلاة في حرم مكة ومسجد المدينة فقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ)رواه الشيخان وقال صلى الله عليه وسلم في حديث جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ)رواه ماجه-وهو صحيح0




الرسالة السابعة والخمسون

أيها المسلم:إن مما جاء في كتاب الله أيها المسلم: ومما جاء عن الله في كتابه الكريم قولهSadلَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) [الرعد : 11] فليس لهم من يلي أمرهم وعقوبتهم .
فيا أيها العبد:
1-غير ما بنفسك من الفتور والكسل في العبادة وأعمال الخير إلى الاجتهاد والحرص والنشاط واجعل هذا الحديث نصب عينيك وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ)رواه مسلم
2-قم إلى صلاتك مرتاحا نشيطا وغير ما كنت عليه من الكسل والتثاقل فقد قال صلى الله عليه وسلم لبلال : (يَا بِلَالُ أَقِمْ الصَّلَاةَ أَرِحْنَا بِهَا)رواه أبو داود – وهو صحيح0
3-إذا كنت غير منشغل بشيء فغير وضعك إلى طاعة(من هم بعمل الحسنة) فإنها تكتب لك حسنة وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ وَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ)رواه مسلم0
4-إذا هممت بحسنة فغير وضعك من مجرد هم إلى عمل –اعملها- لتكتب لك عشراً إلى أضعاف كثيرة كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة (وَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ)0
5-إذا هممت بسيئة فغير حالك ودعها لله  لتكتب لك حسنة وقد قال صلى الله عليه وسلم Sadوَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ وَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ)رواه مسلم –وهو صحيح0 وفي الحديث: (فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جرائي)
6-إذا كنت مشتغلا بالمعصية وقد عملتها فغير حالك إلى التوبة -تب إلى الله منها ومن جميع الذنوب-فإذا تبت تبدلت السيئة حسنة وكل الذنوب التي تبت منها تبدل حسنات وقد قالSadفَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)[الفرقان : 70]0
7-إذا كنت قد نشرت في المجتمع الذنوب -نشرت سحرا أو صورا محرمة أو دعوة إلى باطل عن طريق القنوات أو غيرها أو قمت بتشجيع السفور والاختلاط والرذيلة أو غير ذلك من المحرمات فغير حالك مع التوبة بأن تصلح فتنشر الإصلاح وتعلن أن ما نشرته من المحرمات كان خطيئة وأنك راجع عنه وأنه لا يجوز سلوكه وقد قال تعالى Sadإِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا)[البقرة : 160] -تب وأصلح وبين-
8-إذا كنت ممن يدعوا أصحاب القبور -قبر الحسين أو البدوي أو زينب أو العيدروس أو غيرهم- فغير حالك إلى التوحيد بالتوبة إلى الله فإن باب التوبة مفتوح مهما كانت ذنوبك وعلى رأس الذنوب الشرك والكفر بالله فإن الله يغفر ذلك بالتوبة لحديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا(أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ كَانُوا قَدْ قَتَلُوا وَأَكْثَرُوا وَزَنَوْا وَأَكْثَرُوا فَأَتَوْا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا إِنَّ الَّذِي تَقُولُ وَتَدْعُو إِلَيْهِ لَحَسَنٌ لَوْ تُخْبِرُنَا أَنَّ لِمَا عَمِلْنَا كَفَّارَةً فَنَزَلَ{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ }وَنَزَلَتْ{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ })رواه البخاري0
9-غير وضعك من الخمول والكسل وتكفف الناس إلى العمل في طلب الرزق وبذل الأسباب في ذلك وقد قال Sadهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) [الملك : 15] وانظر إلى الطير تغدو خماصا وتروح بطانا كما في حديث عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا)رواه الترمذي فلم تجلس في أوكارها ولكنها تغدوا وتروح مع توكلها على الله.
10-غير وضعك من التسويف إلى الجد والعمل والمسارعة في كل أعمال الخير ومن ذلك طلب العلم و الدعوة إلى الله عز وجل وكل خلق كريم وعمل مفيد وقد قال(إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ) [الأنبياء : 90] واعلم في كل ما ذكر أنك إن غيرت أن الله يوفقك ويغير ما بك وفي الحديث القدسي أن الله يقول : (وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً)رواه الشيخان0





الرسالة الثامنة والخمسون

أيها المسلم :اصدق الله يصدقك (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)[الزمر : 33]
فيا أيها العبد:
1-اصدق الله في نيتك ولا تكن مترددا -ومن ذلك الصدق-
أ-إذا خرجت لتصلح بين الناس فاصدق الله في نيتك وخروجك لذلك وستجد أن الله يوفقك لما خرجت له وإذا كنت مرابطا على الثغور في الجهاد في سبيل الله فاصدق الله في ذلك العمل وفي حديث شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ (أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَعْرَابِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَآمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ ثُمَّ قَالَ أُهَاجِرُ مَعَكَ فَأَوْصَى بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ أَصْحَابِهِ فَلَمَّا كَانَتْ غَزْوَةٌ غَنِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيًا فَقَسَمَ وَقَسَمَ لَهُ فَأَعْطَى أَصْحَابَهُ مَا قَسَمَ لَهُ وَكَانَ يَرْعَى ظَهْرَهُمْ فَلَمَّا جَاءَ دَفَعُوهُ إِلَيْهِ فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا قِسْمٌ قَسَمَهُ لَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَهُ فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا هَذَا قَالَ قَسَمْتُهُ لَكَ قَالَ مَا عَلَى هَذَا اتَّبَعْتُكَ وَلَكِنِّي اتَّبَعْتُكَ عَلَى أَنْ أُرْمَى إِلَى هَاهُنَا وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ بِسَهْمٍ فَأَمُوتَ فَأَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَقَالَ إِنْ تَصْدُقْ اللَّهَ يَصْدُقْكَ فَلَبِثُوا قَلِيلًا ثُمَّ نَهَضُوا فِي قِتَالِ الْعَدُوِّ فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْمَلُ قَدْ أَصَابَهُ سَهْمٌ حَيْثُ أَشَارَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهُوَ هُوَ قَالُوا نَعَمْ قَالَ صَدَقَ اللَّهَ فَصَدَقَهُ ثُمَّ كَفَّنَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جُبَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَدَّمَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ فَكَانَ فِيمَا ظَهَرَ مِنْ صَلَاتِهِ اللَّهُمَّ هَذَا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِكَ فَقُتِلَ شَهِيدًا أَنَا شَهِيدٌ عَلَى ذَلِكَ)رواه النسائي –وهو صحيح0
ب-إذا سألت الله الشهادة فاسأله بصدق فقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ(أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ) رواه مسلم- وفي حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْقَتْلَ فِي سَبِيلِهِ صَادِقًا مِنْ قَلْبِهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ الشَّهِيدِ)رواه الترمذي –وهو صحيح0
ج- إذا تكلمت بكلمة الشهادة -لا إله إلا الله محمد رسول الله -فكن مصدقا موقنا لحديث مُعَاذٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَادِقًا مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ)رواه أحمد –وهو صحيح0
د-إذا حدثت أخاك المسلم بحديث فأصدقه من قلبك وإذا نصحته فأعطه النصيحة الصادقة المحضة وإذا استشارك المسلم فلتكن مشورتك صادقة كما تحب لنفسك واحذر من المخادعة في ذلك كله وفي أعمالك وأقوالك وعلاقاتك مع المسلمين وفي الوفاء بعقودك وعهودك فكل ذلك أمانة في القول والعمل والقلب .
هـ-إذا حلفت بالله فاصدق وإذا حلف لك أحد بالله فارض وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَحْلِفُ بِأَبِيهِ فَقَالَ (لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ مَنْ حَلَفَ بِاللَّهِ فَلْيَصْدُقْ وَمَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللَّهِ فَلْيَرْضَ وَمَنْ لَمْ يَرْضَ بِاللَّهِ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ)رواه ابن ماجة -وهو صحيح0
و)إن المؤمن كلما كان أصدق في حديثه كان أصدق في رؤياه فكن صادق الحديث ولا تكذب في حديثك وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ (إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ)رواه البخاري وقال صلى الله عليه وسلم في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا)رواه مسلم0



الرسالة التاسعة والخمسون

أيها المسلم :إن مما جاء في كتاب الله قوله(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) [الفتح : 18]وقال  عن المؤمنين (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[المائدة : 119]
فيا أيها العبد :
1-حقق الإيمان الصادق والعمل الصالح بعبادة الله وحده لا شريك له بالقيام بأوامره وترك نواهيه ليرض الله عنك وقد قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) [البينة :7- 8]
2-ارض بالله ربا -فاعبده وحده لا شريك له وارض بالإسلام دينا مستسلماً لله رب العالمين وارض بمحمد رسولا بمتابعته فإن فعلت ذلك ذقت طعم الإيمان وقد قال صلى الله عليه وسلم كما في حديث الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ(ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا)رواه مسلم0
3-قم بطاعة الله بفعل ما أمرك به أو أمرك به رسول الله  والانتهاء عما نهى عنه أو نهاك عنه رسول الله فإن الطاعات كلها يحبها الله ويرضاها لعباده ومن تلك الطاعات شكر الله فكن شاكرا لله وقد قال تعالى (إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ) [الزمر : 7])والله يرض لنا الشكر لأنه مما أمرنا به ويكره الكفر والمعاصي ولا يرضاها لعباده فحقق شكر الله 0
4-اجتهد في فعل كل ما يرضاه الله ومن ذلك عبادة الله وحده لا شريك له والاعتصام بحبل الله جميعا وعدم التفرق ومناصحة ولاة الأمور حسب الاستطاعة ودع ما يكره الله عز وجل وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةِ الْمَالِ)رواه مسلم وعند أحمد عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلَاثًا يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ وَيَسْخَطُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ)الحديث –وهو صحيح0
5-احمد الله على نعمه كلها ومن ذلك أن تحمده على الأكلة والشربة يرضى عنك الله وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا)رواه مسلم
6-ارض والديك في المعروف وقم ببرهما ليرضيا عنك فيرضى عنك الله وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله بن عبد الله بن عمرو ، رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد)رواه الحاكم وقال الحاكم « هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه) وفي حديث عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (رضا الله من رضا الوالدين ، وسخط الله من سخط الوالدين) رواه البيهقي في الشعب صحيح
7-استعذ برضا الله من سخطه في صلاتك كما استعاذ رسول الله  وفي حديث عَائِشَةَ قَالَتْ ( (فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنْ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ)رواه مسلم0
8-قم بالترضي عن أصحاب الرسول جميعهم ومنهم أصحاب بيعة الرضوان –الشجرة- كما قالSadلَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ) [الفتح : 18] واعلم أن خير القرون هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الرسل والأنبياء وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (خَيْرُكُمْ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ قَالَ عِمْرَانُ لَا أَدْرِي أَذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ وَيَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ وَيَنْذِرُونَ وَلَا يَفُونَ وَيَظْهَرُ فِيهِمْ السِّمَنُ) رواه البخاري0



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 33

العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل   العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 1:19 pm

الرسالة الستون


أيها المسلم : إن مما جاء عن الله في كتابه الكريم قوله Sadهُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) [يونس : 22]0
فيا أيها المسلم:
1-اعلم أن الذي يسيرك في الأرض وأنت تمشي أو في سيارتك أو على راحلتك هو الله الذي يحفظك وقد تمر عليك السنين الطويلة وأنت لم تسقط على وجهك ولم تتعرض لإصابة وما ذلك إلا من رحمة الله بك وحفظه لك فهل وعيت هذا؟ تنبه لذلك فتوجه إلى الله بعبادته وحده لا شريك له واعلم أن الفضل والمنة لله عليك في كل لحظة في لحظات حياتك فاجعل هذه الحياة طاعة لربك وتفكر أنك مسئول عن هذه الحياة يوم القيامة كما في حديث ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ(لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ) رواه الترمذي –وهو صحيح0
2- إذا كنت في البحر في السفينة أو في الجو في الطائرة أو غيرها فمن الذي يحفظك ويسيرك ؟ إنه الله فهل عدت إلى ربك حامدا شاكرا على هذه النعم وعلى النعم التي أسداها إليك(فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن : 13]
3-أذا خرجت لتسير مسافرا في السيارة أو الطائرة أو على الراحلة فاستن بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك كما في حديث ابْنَ عُمَرَ عَلَّمَهُمْ (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ{سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ}اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَمِنْ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالْأَهْلِ وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ)رواه مسلم0
4-اعلم أن هذه النعم التي أعطاك الله إياها من وسائل المواصلات كالسفن وكالخيل والبغال والحمير والمواصلات الحديثة كالسيارات والطائرات والبواخر هي للركوب والزينة كما قال تعالى Sadوالخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق مالا تعلمون) لكن احذر من الفخر والاختيال على الناس بسيارتك الفارهة أو نحو ذلك واحذر من الإسراف فقد قال تعالىSadولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) وفي حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كُلُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا مَخِيلَةٍ)رواه النسائي –وهو حسن0
5-تفكر في هذه السفن والبواخر التي تجري في البحر على الماء فإن ذلك دال على قدرة الله العظيمة الذي يسيرها على الماء وتفكر في النفع الذي يحصل عليه الناس منها فإن أكثر البضائع والسلع التي تنقلها هذه السفن تصل إلي وإليك بأرخص الأسعار وهي من بلاد بعيدة ولكن أجور حملها قليلة وتأتي لي ولك بالأشياء الثقيلة وبكل ما تحتاجه ولو أن هذه السلع تصل إلينا بتحميلها في الطائرات لكانت السلعة تصل بأضعاف أضعاف ثمنها ولكان الكثير من الفقراء في العالم لا يستطيع شراء كيس الدقيق أو قطعة الحديد لبيته ولمكتبه ولسريره الذي ينام عليه فهل قدرنا الله حق قدره وشكرناه على هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى وتعقلنا ذلك قال تعالى : (إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [البقرة : 164]0
6-إذا سرت على دابتك أو سيارتك أو في الطائرة فأكثر من ذكر الله وتنفل بالصلاة -صل وأنت راكب-ففي حديث ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كَانَ يُسَبِّحُ عَلَى ظَهْرِ رَاحِلَتِهِ حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ يُومِئُ بِرَأْسِهِ-وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُهُ-) رواه البخاري صل حتى لو كنت إلى غير القبلة وهذا في النوافل.



الرسالة الحادية والستون


أيها المسلم :إن مما جاء عن الله تعالى قوله(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [الصف : 10 - 12]0
يا أيها المسلم:
1-قم بدلالة نفسك وأهلك وغيرهم على كل ما فيه خيرا الدنيا والآخرة مما فيه النجاة من عذاب الله فإنك إن دللت الناس على الخير كنت كمن فعله وقد فال صلى الله عليه وسلم في حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ (أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ يَسْتَحْمِلُهُ فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُ مَا يَتَحَمَّلُهُ فَدَلَّهُ عَلَى آخَرَ فَحَمَلَهُ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ إِنَّ الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ)رواه الترمذي-وهو صحيح0
2-أفش السلام ودل المسلمين على إفشاء السلام لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ)رواه مسلم0
3-قم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ودل المسلمين عليه لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ)رواه مسلم0
4-اتصف بصفات أهل الجنة وحث الناس عليها لتتصف أنت ومن سمعك بها وأخبرهم بصفات أهل النار لتجتنبها أنت ومن سمعك ومن ذلك حديث حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ(أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ وَأَهْلِ النَّارِ كُلُّ جَوَّاظٍ عُتُلٍّ مُسْتَكْبِرٍ) رواه البخاري.
5-كن متواصيا مع إخوانك المسلمين بالحق وبالصبر كما قال تعالى(وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) [العصر : 1 - 3] فإذا رأيت من تخلف عن صلاة الجماعة أو غيرها من الواجبات فأوصه بالصبر على هذه العبادة وإذا رأيت من يفعل المحرمات فأوصه بالصبر عنها وإذا رأيت المصاب فأوصه بالصبر على المصيبة وذلك كله بالأسلوب الحسن الجميل.
6-حقق هذه التجارة العظيمة ودل غيرك عليها, التجارة العظيمة التي فيها النجاة من العذاب الأليم يغفر الله للعبد ذنوبه ويدخله الجنة وهذه التجارة هي:
-الإيمان الصادق بالله ورسوله والجهاد في سبيل الله والمرابطة في الثغور جهاداً في سبيل الله بالنفس والمال واتل عليهم هذه الآياتSadيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [الصف : 10 - 12].
7-كن داعيا إلى الله على منهج رسول الله حتى تلقى الله.


الرسالة الثانية والستون
أيها المسلم: إن مما جاء عن الله تعالى ما قال الله في كتابه(يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ) [القلم : 42]
فيا أيها العبد:
1-اجتهد في عبادة الله -عبادته وحده لا شريك له-واحذر من الريا والسمعة وحقق الإيمان الصادق واعتن بصلاتك-الخشوع فيها والإخلاص- لحديث أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ فَيَبْقَى كُلُّ مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِيَاءً وَسُمْعَةً فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا)رواه البخاري0
2-اهتم بصلاتك -بالسجود فيها- فأكثر من الدعاء في السجود وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباسSadوَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ) رواه مسلم.
3-اهتم بصلاتك كل العناية وأكثر من صلاة النافلة يرفعك الله درجات ويحط عنك الخطيئات كما جاء عن مَعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيُّ قَالَ لَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ يُدْخِلُنِي اللَّهُ بِهِ الْجَنَّةَ أَوْ قَالَ قُلْتُ بِأَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ فَسَكَتَ ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَسَكَتَ ثُمَّ سَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ سَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ (عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً)رواه مسلم.
4-تذكر يوم القيامة وعظمة ذلك اليوم وشدة الأمر واجعله على بالك دائما حتى وأنت في صلاتك لتخلص فيها وتطلب بها رضا الله والنجاة يوم القيامة مبتعدا عن الرياء والسمعة ومجرد العادة وليتذكر الذين لا يحافظون على الصلاة عندما يدعون إلى السجود يوم القيامة (فَلَا يَسْتَطِيعُونَ) [القلم : 42]
5-ذكر الناس بأهمية الصلاة وأنها الفرق بين الإيمان والكفر وان من حافظ عليها فهو من الناجين يوم القيامة ومن أهمل فيها ولم يحافظ عليها فهو هالك خاسر في الدنيا والآخرة وقل لأولئك الذين لا يحافظون على الصلاة المفروضة أن يوم القيامة سيأتي وسيدعى الناس إلى السجود عندما يكشف ربنا عن ساقه وإني أخاف عليكم أن تكونوا من هولاء -يدعون إلى السجود فلا يستطيعون- فتوبوا إلى الله.



الرسالة الثالثة والستون
 يفتح الرحمات ويمسكها 

أيها المسلم: إن الله جل وعلا، هو الذي يفتح الرحمات للناس وما أمسك فلا يفتحه أحد كما قال تعالى: (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [فاطر : 2] –واخبر الله تعالى انه يمسك السموات والأرض أن تزولا كما قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [فاطر : 41]0
فيا أيها العبد:-
1-اعلم أن الله  هو الذي بيده الأمر كله فهو الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه فهل قدرته حق قدره بعبادته وحده لا شريك له وبطاعته وترك معصيته؟ابحث في نفسك أيها العبد وقدر الله -قَالَ عَبْدُ اللَّهِ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَقَالَ: ( يَا أَبَا الْقَاسِمِ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالشَّجَرَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ وَالْخَلَائِقَ عَلَى إِصْبَعٍ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْمَلِكُ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثُمَّ قَرَأَ{ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ })رواه البخاري0
2-إذا أرادك الله بنعمة من مال وصحة وعافية وولد وغيرها فهي بفضل الله ورحمته واعلم أنه لا يستطيع أحد أن يردها عنك وإذا أراد الله لك خيراً من طاعة وعبادة وتوفيق فكذلك فكن مطمئناً وإذا لم يرد الله لك نعمة فلا يستطيع أحد أن يأتي بها إليك وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لابْنِ عَبَّاسٍ (وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ)رواه الترمذي وأحمد-وهو صحيح-وقد روى الحاكم بعضه بنحوه وفيه (فإن استطعت أن تعمل بالصبر مع اليقين فافعل ، فإن لم تستطع فاصبر ، فإن في الصبر على ما تكرهه خيرا كثيرا..الحديث)0
3-اعلم أنه إذا أصابتك العقوبة من الله في الدنيا على ذنوبك فذلك خير لك من تأخيرها إلى يوم القيامة وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَنَسٍ (إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)رواه الترمذي-وهو صحيح-0
4-لكن استعذ بالله من شر حاسد إذا حسد وقد قال تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) [الفلق : 1 - 5] قال الحسن : (من شر حاسد إذا حسد) ، قال : « هو أول ذنب كان في السماء ) ذكره البيهقي في شعب الإيمان0



الرسالة الرابعة والستون


أيها المسلم:إن لله يدين وله أصابع وقد قال تعالى: (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ) [المائدة : 64] قَالَ عَبْدُ اللَّهِ (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَقَالَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالشَّجَرَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ وَالْخَلَائِقَ عَلَى إِصْبَعٍ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْمَلِكُ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثُمَّ قَرَأَ{ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ })رواه البخاري0
فيا أيها العبد:-
1-اعلم أن قلبك وقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن لحديث عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ)رواه مسلم-فادع الله  بهذا الدعاء (اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ)0
2-ادع الله أن لا يزيغ قلبك (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا) [آل عمران : 8] لحديث أُم سَلَمَةَ قالت كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَكْثَرَ دُعَاءَكَ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ قَالَ يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّهُ لَيْسَ آدَمِيٌّ إِلَّا وَقَلْبُهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ فَمَنْ شَاءَ أَقَامَ وَمَنْ شَاءَ أَزَاغَ فَتَلَا مُعَاذٌ{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا })رواه الترمذي وابن ماجه بنحوه –وهو صحيح- فادع الله بهذا الدعاء (يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ)0
3-إن من قوة الله  وعظمته وأنه الكبير أنه يمسك السموات على أصبع كما في الحديث السابق0
فيا أيها العبد قدر الله حق قدره واعبده وحده لا شريك له واحذر من معصيته وإذا وقعت في الذنب فتب إلى الله 0
4- تأمل حكمة الله  في خلقه بنانك وقد قال تعالى: (بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ) [القيامة : 4] بل واستعمل هذا البنان في طاعة الله وفي حديث يُسَيْرَةَ (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُنَّ أَنْ يُرَاعِينَ بِالتَّكْبِيرِ وَالتَّقْدِيسِ وَالتَّهْلِيلِ وَأَنْ يَعْقِدْنَ بِالْأَنَامِلِ فَإِنَّهُنَّ مَسْئُولَاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ)رواه أبو داود والترمذي –وهو صحيح-0



الرسالة الخامسة والستون
 الغضب 

من صفات الله الغضب كما قال تعالى: (وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ) [النور : 9]
فيا أيها العبد:-
1-ليحذر الرجل والمرأة من الزنا أما المرأة المتزوجة إذا لاعنها زوجها فإنها تستحق غضب الله إن كان صادقاً في أنها زنت لأن الزنا كبيرة من كبائر الذنوب وقد قال تعالى في حقها : (وَيَدْرَأُعَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (Cool وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) [النور : 8 ، 9]0
2-اسأل الله  ولا تعرض عن سؤاله ودعائه فتقع في غضب الله وقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (مَنْ لَمْ يَسْأَلْ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ)رواه الترمذي-وهو صحيح-0
3-احذر فلا تكن من الذين يغدون في غضب الله وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (يُوشِكُ إِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ أَنْ تَرَى قَوْمًا فِي أَيْدِيهِمْ مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ يَغْدُونَ فِي غَضَبِ اللَّهِ وَيَرُوحُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ)رواه مسلم0
4-اعلم أن اليهود مغضوب عليهم وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ (فَإِنَّ الْيَهُودَ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِمْ وَإِنَّ النَّصَارَى ضُلَّالٌ)رواه الترمذي- (ولما لقي زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ عَالِمًا مِنْ الْيَهُودِ فَسَأَلَهُ عَنْ دِينِهِمْ فَقَالَ إِنِّي لَعَلِّي أَنْ أَدِينَ دِينَكُمْ فَأَخْبِرْنِي فَقَالَ لَا تَكُونُ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ قَالَ زَيْدٌ مَا أَفِرُّ إِلَّا مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَلَا أَحْمِلُ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ شَيْئًا أَبَدًا)رواه البخاري0
5-تعوذ بالله من غضب الله فقد قال عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَضَبَان (نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَغَضَبِ رَسُولِهِ) رواه مسلم0
6-احذر أيها المسلم من اتخاذ القبر مسجداً(مكاناً للعبادة)بالطواف حوله أو دعائه أو الاعتكاف عنده أو النذر له أو لصاحبه كما يفعل عند قبر البدوي والعيدروس وغيرهم وقد قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ)رواه الشيخان- وقال مالك في الموطأ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ)هكذا رواه مالك مرسلاً0-قلت وسواء دعا العبد صاحب القبر أو دعا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو دعا أحد الأنبياء فذلك كله شرك أكبر بل أن صرف عبادة الدعاء إلى غير الله شرك أكبر0



الرسالة السادسة والستون

أيها المسلم :إن هناك من لا يكلمه الله يوم القيامة ولا يزكيه ولا ينظر إليه وله عذاب أليم0كما قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [البقرة : 174] وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [آل عمران : 77]
فيا أيها العبد:-
1-اعلم أن الله لا يكلم بعضاً من المجرمين كلام تكريم فاحذر أن تكون منهم ومن هؤلاء العصاة:-
أ-المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب وقد قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالَ فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ مِرَارًا قَالَ أَبُو ذَرٍّ خَابُوا وَخَسِرُوا مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْمُسْبِلُ وَالْمَنَّانُ وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ)رواه مسلم 0
ب-الشيخ الزاني والملك الكذاب والعائل المستكبر وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ شَيْخٌ زَانٍ وَمَلِكٌ كَذَّابٌ وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ)رواه مسلم0
ج-العاق لوالديه والمرأة المترجلة والديوث وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (ثَلَاثٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْعَاقُّ وَالِدَيْهِ وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ الْمُتَشَبِّهَةُ بِالرِّجَالِ وَالدَّيُّوثُ وَثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْعَاقُّ وَالِدَيْهِ وَالْمُدْمِنُ الْخَمْرَ وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى)رواه أحمد والنسائي0
د-من على فضل ماء يمنعه من ابن السبيل ورجل حلف لأخذ سلعة بكذا وهو كاذب ورجل بايع إماماً لدنيا فقط وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (ثَلَاثٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِالْفَلَاةِ يَمْنَعُهُ مِنْ ابْنِ السَّبِيلِ وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلًا بِسِلْعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ فَحَلَفَ لَهُ بِاللَّهِ لَأَخَذَهَا بِكَذَا وَكَذَا فَصَدَّقَهُ وَهُوَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لَا يُبَايِعُهُ إِلَّا لِدُنْيَا فَإِنْ أَعْطَاهُ مِنْهَا وَفَى وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ مِنْهَا لَمْ يَفِ)رواه الشيخان0
هـ-من حلف على يمين ليقتطع به مال مسلم وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ..الحديث ومنهم وَرَجُلٌ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ ..الحديث)رواه الشيخان0



الرسالة السابعة والستون
 الأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى والنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي 
أيها المسلم :مما جاء في كتاب الله قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل : 90]وهذا أمر شرعي أما الأمر الكوني فإنه لا يكون شيء في العالم إلا به كما قال تعالى : (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [يس : 82]0
فيا أيها العبد:-
1-اعلم أن الله يأمرني ويأمرك أمراً شرعياً أن نعدل في أمورنا كلها وأن نحسن فيها من عبادات أو معاملات أو أخلاق وقد قال تعالى: (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) [المائدة : 8] وقال تعالى: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة : 195]وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْإِحْسَانِ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ)رواه مسلم0
2-إن كان لك زوجات فاعدل بينهن ولا تمل إلى إحداهن فيما تستطيع العدل فيه وقد قال تعالى: (فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ) [النساء : 129]وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ) رواه أبو داود والنسائي وأحمد –وهو صحيح-0
3-اعدل بين أولادك في الهبات -العطايا-ويكون للذكر مثل حظ الأنثيين وقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (اعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ فِي الْعَطِيَّةِ) رواه البخاري في كل عطية قلت أو كثرت0
4-كن عدلاً في حكمك وأهلك وما وليت عليه لتكون من المقسطين يوم القيامة الذين قال فيهم النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا)رواه مسلم0
5-أحسن إذا عملت سيئة فاتبعها حسنة وتوبة واستغفار وخالق الناس بالخلق الحسن فقد قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ)رواه الترمذي وأحمد والحاكم –وهو حسن-وإذا تكلمت فاجعل هذه الآية نصب عينيك(وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) [البقرة : 83]وأحسن حتى في ذبح البهيمة والقتلة كما قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ)رواه مسلم-وكن من المحسنين في شأنك كله ليكون الله معك بالتوفيق والسداد والإيمان والحفظ كما قال تعالىSadإِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)[النحل : 128]0
6-تجنب الفحشاء والمنكر والبغي وقد قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (وَإِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ وَلَا يَبْغِ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ)رواه مسلم0
7-اهتم بقرابتك ومن ذلك دعوتهم إلى الله  وتعليمهم دينهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وأحسن إلى قرابتك المحتاجين بالصدقة وغيرها وقد قال تعالى: (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) [البلد : 11 - 16]و وقد قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ (الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ)رواه الترمذي وأحمد والنسائي وابن ماجه –وهو صحيح-0
8-تخلق بهذا الصفة –الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن ذلك أن تأمر الناس بالعدل والإحسان والصدقة على القرابة وأن تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي على الناس وقد قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) [آل عمران : 110] و قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ)رواه مسلم عن أبي سعيد رضي الله عنه- كن أمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر في البيت والشارع والمجلس وفي كتابتك في الصحافة وفي وسائل الإعلام وفي العمل حتى تلقى الله0



الرسالة الثامنة والستون
 المكر بالماكرين 
أيها المسلم :إن الله يمكر بالماكرين بدينه وأوليائه كما قال تعالى: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [الأنفال : 30]ويمكر بأعدائه كما قال تعالى : (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) [الأعراف : 99]0
فيا أيها العبد:-
1-احذر من استعمال أساليب المكر بدين الله وبأوليائه وبعلماء الشريعة بحيث تُظهر أنك تحبهم وأنك تؤيدهم وأنت في الحقيقة تسعى في أذيتهم والاستعداء عليهم وأعلم أنك إن مكرت بهم فمن أنت أمام مكر الله واجعل هذه الآية نصب عينيك (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [الأنفال : 30] وهل تأمن أن يأخذك الله على غرة مكراً بك أيها الماكر وتنبه لهذه الآية(أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) [الأعراف : 99]0
2-احذر من معاداة أولياء الله من العلماء- علماء الشريعة – ومن المؤمنين وإذا أبيت إلا معاداة أولياء الله فاستعد لأن يحاربك الله وستكون مهزوماً صاغراً حقيراً ذليلاً وقد قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ (مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ)رواه البخاري0
3-إذا رأيت الله ينعم عليك وأنت تعادي المؤمنين وتمكر بأهل الخير وتقيم على معصيته فاعلم إن ذلك استدراج فعد عن غيك إلى ربك وتب إلى الله  وأحب للمؤمنين ما تحب لنفسك وأقلع عن المعاصي وقد قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ (إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ يُعْطِي الْعَبْدَ مِنْ الدُّنْيَا عَلَى مَعَاصِيهِ مَا يُحِبُّ فَإِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاجٌ ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ{ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ } )رواه أحمد والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان –وهو صحيح-0
4-لا تأمن أيها العبد مكر الله وقد قال تعالى: (فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) [الأعراف : 99]وكن حذراً من ذلك وقد قال البيهقي في شعب الإيمان عن عمير بن إسحاق ، قال : (كان من أدركت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر ممن سبقني فما رأيت قوما أهون سيرة ولا أقل تشديدا منهم) (وقد جاء عن عبد الله بن مسعود وغيره في التشديد في الأمن من مكر الله واليأس من رحمة الله) وقال ابْنِ مَسْعُودٍ،: (أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَالأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللَّهِ، وَالْقَنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ)رواه الطبراني في المعجم الكبير ورواه عبد الرزاق في المصنف بنحوه والبيهقي في الشعب0
5-ليعلم الماكر مكراً سيئاً بالمؤمنين وبالدعاة وبعلماء الشريعة وبالقائمين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن مكره السيء سيحيق به وقد قال تعالى: (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) [فاطر : 43]0
6-أيها العبد اتق الله فلا ترسل في قناتك الهابطة كل شر ومحرم وشرك وكفر وفجور وذنوب ورذيلة وسحر وفتاوى مخالفة لدين الله وإشادة بالكفار ومدح لهم ودعوة إلى السعي في ركابهم وإلى التخلي عن دين الإسلام وأخلاقه بل وكل عبد عليه أن يتقي الله في ذلك فما أكثر الماكرين اليوم بالمجتمع وبالشباب وبالنساء وبالكبار والصغار فهم يزينون المنكرات والفواحش للمجتمع ويأمرون الناس بها ويشجعون عليها بأنها تقدم و رقي وحضارة فماذا سيقول هؤلاء يوم القيامة وهم يمكرون بالناس ليلاً ونهاراً وإذا قال أتباعهم (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ )[سبأ : 33] حقاً إنهم سوف يندمون في حين لا ينفع الندم(وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ)[سبأ: 33] -فتوبوا إلى الله أيها الماكرون- وبدلوا قنواتكم وغيرها مما تنشرون فيه هذا الفساد –بدلوا بنشر الخير والعلم والدعوة إلى دين الإسلام وأصلحوا قبل نزول الموت بكم0


الرسالة التاسعة والستون
 إثبات صفة الرجل لله 
أيها المسلم :إن من صفات الله الذاتية الرجل كما قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (فَأَمَّا النَّارُ فَلَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ رِجْلَهُ فَتَقُولُ قَطْ قَطْ فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَلَا يَظْلِمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا) رواه البخاري –ومن صفات الله الذاتية القدم كما قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ{ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ }حَتَّى يَضَعَ رَبُّ الْعِزَّةِ فِيهَا قَدَمَهُ فَتَقُولُ قَطْ قَطْ وَعِزَّتِكَ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ) رواه البخاري ورواه مسلم بنحوه0
فيا أيها العبد:-
1-تذكر عظمة الله فاعبده وحده لا شريك له ولا تعرض عنه بالمخالفة والعصيان والشرك به واعلم أن جهنم تخاف من الله ويزوي بعضها إلى بعض كما في الحديث السابق فمن أنا وأنت ؟ إن علينا أن نخاف من الله  وأن نقدره حق قدره فنقوم بطاعته وطاعة رسوله  مخلصين في ذلك متابعين رسول الله  كما قال تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [آل عمران : 31]0
2-واعلم أن النار إذا وضع فيها رب العزة قدمه فإنها تنزوي وتقول قط قط فهل أنا وأنت لجأنا إلى الله العزيز معتزين بعبادته و طاعته ومحبته والخوف منه فنتوكل عليه ونثق به ونسأله ولا نلتفت إلى غيره؟ وهل عرفنا كرمه فسألناه دون غيره ومدحناه دون غيره وخضعنا له محبة وخوفاً ورجاءاً ؟على كل واحد منا أن يسأل نفسه عن ذلك 0
3-احذر أيها المسلم من الكبر والتجبر وكن طالباً للحق متواضعاً واعلم أن الكبر والتجبر من صفات أهل النار كما قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (تَحَاجَّتْ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتْ النَّارُ أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ وَقَالَتْ الْجَنَّةُ مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْجَنَّةِ أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَقَالَ لِلنَّارِ إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِلْؤُهَا فَأَمَّا النَّارُ فَلَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ رِجْلَهُ فَتَقُولُ قَطْ قَطْ فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَلَا يَظْلِمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا) رواه البخاري0
4-استعد ليوم القيامة من الآن بكل عمل صالح واسأل الله الجنة واستعذ بالله من النار واجتهد في كل ما يقربك إلى الله والجنة ويباعدك عن النار وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ
(مَا رَأَيْتُ مِثْلَ النَّارِ نَامَ هَارِبُهَا وَلَا مِثْلَ الْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا)رواه الترمذي-وهو صحيح-وقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَتْ الْجَنَّةُ اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ وَمَنْ اسْتَجَارَ مِنْ النَّارِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَتْ النَّارُ اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنْ النَّارِ)رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد والحاكم –وهو صحيح-0



الرسالة السبعون
 لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا 
أيها المسلم :قال الله تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم : 41] فقد ظهرت المعاصي في البر والبحر –في كل مكان من بر أو بحر-بسبب ذنوب الناس ليصيبهم بعقوبة بعض معاصيهم لعلهم يرجعون إلى الله بالتوبة والإنابة0
فيا أيها العبد:-
1-إذا أصابتك مصيبة من حوادث السيارات أو اعتداء عليك أو جراح أو غيرها فعد إلى نفسك واتهمها متذكراً هذه الآية التي نزلت في غزوة أحد لما أصاب المسلمين ما أصابهم (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [آل عمران : 165] وراجع نفسك وما عندك من الذنوب وتب إلى الله منها وعد إلى الله مستغفراً منيباً0
2-اعلم أن الله إنما عاقب العبد ببعض الذنوب ( بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا) وأنه كما قال(وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ) [الشورى : 34] وأنه لو يؤاخذ الناس بما كسبوا ما ترك عليها من دابة فاعلم فضل الله عليك وكرمه وحلمه وعفوه فاقدر الله حق قدره وقم بعبادته وحده لا شريك له وبشكره وحمده والثناء عليه بنعمه وأسمائه وصفاته وقل كما قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ)رواه مسلم0
3-إذا أصابتك مصيبة فاعرف أنها من الله وارض وقد قال عَبْدِ اللَّهِ في قوله تعالىSad{ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ }هُوَ الَّذِي إِذَا أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ رَضِيَ وَعَرَفَ أَنَّهَا مِنْ اللَّهِ)رواه البخاري 0
4-واعلم أن الله يكفر عنك بالمصيبة كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا (مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا)رواه البخاري ومسلم0
5-إذا أصابتك مصيبة فاسترجع وادع الله بما في حديث أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ{ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا قَالَتْ فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ أَوَّلُ بَيْتٍ هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ إِنِّي قُلْتُهَا فَأَخْلَفَ اللَّهُ لِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ أَرْسَلَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاطِبَ بْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ يَخْطُبُنِي لَهُ فَقُلْتُ إِنَّ لِي بِنْتًا وَأَنَا غَيُورٌ فَقَالَ أَمَّا ابْنَتُهَا فَنَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُغْنِيَهَا عَنْهَا وَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَذْهَبَ بِالْغَيْرَةِ)رواه مسلم0
6-إذا رأيت المنكر أو سمعته في البر –في أي مكان في البر من سوق أو مجلس أو عمل أو شارع أو غير ذلك –أو رأيت المنكر في البحر أو في السفن والبواخر والزوارق أو غيرها-أو رأيت المنكر في الجو –في الطائرات أو غيرها-فأنكر وغير على حسب استطاعتك ولا تسكت وقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ)رواه مسلم0
7-إذا رأيت المنكر فلا تترك التغيير على حسب استطاعتك ونبه من معك على أن ينكروا وتذكر وذكر بقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبي بَكْرٍSadإِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْمُنْكَرَ فَلَمْ يُنْكِرُوهُ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ بِعِقَابِهِ)رواه أحمد وابن ماجه –وهو صحيح-0




الرسالة الحادية والسبعون

أيها المسلم : إن مما جاء في كتاب الله ما قال الله تعالى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) [الأعلى : 1 - 4] فالله  خلق الأشياء كلها فعدل خلقها وقال تعالى: (بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ) [القيامة : 4]فالله قادر على أن يسوي بنان الإنسان فيجعلها شيئاً واحداً كخف البعير ونحوه0
فيا أيها العبد:-
1-إن الله  يمتن عليك فقال : (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (Cool [الانفطار : 6 - 8]وقال تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 33

العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل   العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 1:20 pm


الرسالة الرابعة والسبعون
 يُمَتِّعْ عباده مَتَاعًا حَسَنًا 
أيها المسلم : إن  يمتع عباده المؤمنين متاعاً حسناً كما قال تعالى: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ) [هود : 3]0
فيا أيها العبد:-
1-أكثر من الاستغفار وتب إلى الله  ليمتعك الله بما يبسط لك من الدنيا من الرزق والخير إلى وقت موتك ولا تعرض عن الله وعن طاعته وطاعة رسوله  وقد قال تعالى: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا...الآية) [هود : 3]0
2-ادع الله  أن يمتعك بسمعك وبصرك وأن يجعلهما الوارث منك وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو فَيَقُولُ (اللَّهُمَّ مَتِّعْنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي وَاجْعَلْهُمَا الْوَارِثَ مِنِّي وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ يَظْلِمُنِي وَخُذْ مِنْهُ بِثَأْرِي)رواه الترمذي والحاكم والطبراني في الأوسط والصغير وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه-حسن-0
3-إذا كنت في مجلس فادع لأصحابك بهذا الدعاء الوارد في حديث ابْنَ عُمَرَ قَالَ (قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ لِأَصْحَابِهِ اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ وَمِنْ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا وَلَا تَجْعَلْ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا وَلَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا)رواه الترمذي-وهو حسن-0
4-لا تسأل الله أن يمتعك بفلان من الناس أو بزوجتك أو تسأل المرأة أن يمتعها الله بزوجها فلان لأن لهؤلاء آجالاً مضروبة وخير للعبد أن يسأل الله أن يعافيه من عذاب في النار وعذاب في القبر وقد قَالَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ (قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ اللَّهُمَّ مَتِّعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّكِ سَأَلْتِ اللَّهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ وَآثَارٍ مَوْطُوءَةٍ وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ لَا يُعَجِّلُ شَيْئًا مِنْهَا قَبْلَ حِلِّهِ وَلَا يُؤَخِّرُ مِنْهَا شَيْئًا بَعْدَ حِلِّهِ وَلَوْ سَأَلْتِ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ لَكَانَ خَيْرًا لَكِ) رواه مسلم0
5-اعلم أن الدنيا متاع الغرور فلا تغتر بها وزخارفها وزينتها وقد قال تعالى: (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران : 185] وقال عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ(ارْتَحَلَتْ الدُّنْيَا مُدْبِرَةً وَارْتَحَلَتْ الْآخِرَةُ مُقْبِلَةً وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلَا حِسَابَ وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلٌ{ بِمُزَحْزِحِهِ }بِمُبَاعِدِهِ)ذكره البخاري-وإذا علم العبد انه قد زين للناس حب الشهوات كما قال تعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) [آل عمران : 14]فانفق ما جمعته في هذه الدنيا في حقه وأسأل الله ذلك وقد قَالَ عُمَرُ (اللَّهُمَّ إِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ إِلَّا أَنْ نَفْرَحَ بِمَا زَيَّنْتَهُ لَنَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ أُنْفِقَهُ فِي حَقِّهِ)ذكره البخاري0
6-اجتهد في البحث عن الزوجة الصالحة –ذات الدين-فقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو (الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ)رواه مسلم0
7-ليكن قرة عينيك الصلاة وما يرضي الله عنك وعفوه ومغفرته وطاعته وأما من الدنيا فإذا أحببت شيئاً فالنساء والطيب وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَنَسٍ (حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاءُ وَالطِّيبُ وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ)رواه النسائي وأحمد –وهو صحيح- وقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ لرَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ-(وَلَئِنْ حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ بِصِدْقٍ تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ إِنِّي لَأَرْجُو قُرَّةَ عَيْنِي عَفْوًا مِنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى..الحديث)رواه أحمد0


الرسالة الخامسة والسبعون
 يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ 
أيها المسلم : قال الله تعالى: (قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89) [المؤمنون : 88 ، 89]فالله هو الذي له خزائن كل شيء وهو مالك لكل شيء وهو يجير من أراد ولا أحد يمنع من أراده الله بسوء0
فيا أيها العبد:-
1-إنه لا أحد يمنعك من الله فكن متوكلاً على الله في أمورك كلها ولا تلتفت بقلبك إلى غيره (قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ) [آل عمران : 154]وإذا مسك الضر فالجأ إليه وأسأله أن يحفظك وأن يجيرك من كل سوء واجعل هذه الآية نصب عينيك (وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ)0
2-أسأل الله أن يجيرك من النار سبع مرات في اليوم واستعذ بالله والتجأ إليه ففي حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما استجار عبد من النار سبع مرات في يوم ، إلا قالت النار : يا رب إن عبدك فلانا قد استجارك مني فأجره ، ولا يسأل الله عبد الجنة في يوم سبع مرات ، إلا قالت الجنة : يا رب إن عبدك فلانا سألني فأدخله)رواه أبو يعلى الموصلي وصححه الألباني رحمه الله0
3- أو أسأل الله أن يجيرك من النار ثلاث مرات وأسأل الله الجنة ثلاث مرات ففي حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَا اسْتَجَارَ عَبْدٌ مِنْ النَّارِ ثَلَاثَ مِرَارٍ إِلَّا قَالَتْ النَّارُ اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنِّي وَلَا يَسْأَلُ الْجَنَّةَ إِلَّا قَالَتْ الْجَنَّةُ اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ إِيَّايَ)رواه أحمد0 والترمذي والنسائي وابن ماجه –وهو صحيح-0
4-إذا استجارك أحد فأجره وانصره وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث ابْنِ عُمَرَ (وَمَنْ اسْتَجَارَكُمْ فَأَجِيرُوهُ)رواه أحمد ورواه البيهقي في الشعب(ومن استجاركم بالله فأجيروه) وكذا رواه الحاكم وقال « هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه للخلاف الذي بين أصحاب الأعمش فيه » و قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ قَالَ تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ)رواه البخاري 0
5-إذا طلب الكافر إجارته حتى يسمع القرآن ويبين له محاسن الإسلام فإنه يجب إجارته كما قال تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ)[التوبة: 6]0
6-ابذل الجهد في سبيل اجارتك من عذاب الله وذلك بالقيام بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: (يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) [الأحقاف : 31]ومعنى يجرك الله من النار أي يمنعك من دخولها وينجيك منها, ومعنى أن تجير المسلم : أن تمنعه من الظلم ومن أرادته بسوء ومن التعدي عليه والله اعلم0


الرسالة السادسة والسبعون
 يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ 
أيها المسلم :ان مما جاء في كتاب الله أن الله قال : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [القصص : 68]فالله  يخلق من ارادأن يخلقه ويختار للهداية للإيمان من يختار لحكمة يعلمها
فيا أيها العبد:-
1-اعلم أن الأمر كله لله وهو الذي اختار لك أن تعبده وحده لا شريك له وأمرك بذلك فحقق هذا التوحيد وقم بطاعة الله وطاعة رسوله وارض بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد  نبياً فقد قال تعالى: (وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) [المائدة : 3]وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ(ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا)رواه مسلم0
2-إذا كان أولادك من الذكور فقط أو الإناث أو من الإناث والذكور او جعلك عقيماً فارض بذلك لأنها هبة من الله لك واختيار من الله لك ولا تتسخط إذا كان أولادك من الإناث فقط أو كنت عقيماً فإن هذا هو فعل أهل الجاهلية الذين إذا ولد لأحدهم الأنثى (ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ) [النحل : 58] 0
3-إذا بلغك كلام الله –القرآن الكريم-وكلام رسول الله  فلا تعترض ولا تقل سأفكر في الموضوع وقل سمعاً وطاعة (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا) [النور : 51]فإنه لا خيرة لك في ذلك وقد قال تعالى: (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [النور : 51]وقال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) [الأحزاب : 36]0
4-ارض بما اختاره الله لك من الرزق والمال ونحو ذلك وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ (وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ) رواه الترمذي-وهو صحيح-0
5-إذا خيرت بين أمرين فاختر أيسرهما ما لم يكن أثماً وكن أبعد عن الإثم وفي حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ(مَا خُيِّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَأْثَمْ فَإِذَا كَانَ الْإِثْمُ كَانَ أَبْعَدَهُمَا مِنْهُ وَاللَّهِ مَا انْتَقَمَ لِنَفْسِهِ فِي شَيْءٍ يُؤْتَى إِلَيْهِ قَطُّ حَتَّى تُنْتَهَكَ حُرُمَاتُ اللَّهِ فَيَنْتَقِمُ لِلَّهِ)رواه البخاري وعند مسلم (فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ) وفي حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَا خُيِّرَ عَمَّارٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا اخْتَارَ أَرْشَدَهُمَا)رواه الترمذي –وهو حسن- ورواه أحمد من حديث عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ بنحوه-وهو صحيح-0
6-اختر أحسن القول وأحسن الأعمال والأموال والأخلاق واختر في مجالستك أفضل الجلساء وتطلب الكمال في اختيارك وقولك وعملك وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ)رواه الشيخان-أيها الرجل تطلب الكمال –أيتها المرأة اختاري الأفضل من كل شيء0
7-احمد الله واشكره الذي اختار لك أن تكون من هذه الأمة –أمة محمد- وقد قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا..الآية) [البقرة : 143]0
8-إن الله  اختار:-
أ-اختار الله محمد كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَعِيلَ وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ )رواه مسلم-اعرف نبيك وادرس سيرته وطبق هديه 0
ب-اختار بعض الأمكنة بالفضل كمكة والمدينة فإذا كنت في الأماكن التي فضلها الله فأكثر من طاعة الله في تلك الأماكن بالأعمال الصالحة 0
ج-اختار الله بعض الأزمنة بالفضل كالليالي العشر الأواخر من رمضان وليلة القدر وأيام عشر ذي الحجة فاغتنم تلك الأزمنة بالأعمال الصالحة 0



الرسالة السابعة والسبعون
 أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ 
أيها المسلم : قال الله تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل : 88]فالله أتقن كل شيء -حسنه
فيا أيها العبد:-
1-اعلم أن كل شيء خلقه الله فقد أتقنه وهذا دال على قدرة الله العظيمة فما ترى في خلق الرحمن من تفاوت وهذا يدعوك إلى عبادة الله وحده لا شريك له والخضوع خوفاً ومحبة وذلاً وتقرباً إليه بسائر الطاعات والإكثار من ذكره والتأمل في خلقه لتزداد إيماناً وتقى ورغبة فيما عند الله من الثواب ورهبة من عقابه وعذابه ونقمته وبطشه فانظر في شأن نفسك وفي عبادتك لربك وابحث عن النجاة يوم القيامة (فَالنَّجَا النَّجَاءَ)رواه البخاري0
2-إذا علمت أن الله قد أتقن كل شيء فمن ذلك أنه تعالى خبير بما تفعله من الأقوال والأعمال والإرادات كما قال تعالى: (إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل : 88] فأحسن أقوالك وأعمالك وأصلح قلبك فإن عليك رقابة من الله ولا يخفى عليه شيء منك فتوجه إلى الله محسناً مستسلماً كما قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ) [النساء : 125] وقَالَ  (الْإِحْسَانُ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنَّكَ إِنْ لَا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ)رواه مسلم0
3-تخلق بخلق الإتقان فيما يوكل إليك من عمل وظيفي أو غير وظيفي واعلم أنك مسئول عنه يوم القيامة ولذلك اجعل هذه الآية نصب عينيك في كل عبادة أو عمل أخر(إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) وفي حديث عائشة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن الله عز وجل يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه » رواه الطبراني في المعجم الأوسط والبيهقي في الشعب-وهو حسن-0
4-أيها العبد:تفكر في خلقك المتقن وهذا في كل خلق الله وأما أنت يا بني آدم فلك مع الإتقان التكريم كما قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ..) [الإسراء : 70] وعندك التفضيل على كثير من خلق الله كما قال تعالى: (وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) [الإسراء : 70]بل تفكر في مفاصلك وفي نفسك وفي بنانك وفي حركتك واجتهد في تأدية ما أوجب الله عليك ودع ما حرم الله عليك ويسن لك أن تؤدي شيئا من العبادات المندوبة مما يصبح على مفاصلك كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كُلُّ سُلَامَى مِنْ النَّاس عَلَيْهِ صَدَقَةٌ) رواه البخاري وفي حديث
أَبِي ذَرٍّعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ (يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى)رواه مسلم-فيك ثلاثمائة وستون مفصلاً فيصبح على كل مفصل صدقة فكبر وهلل واحمد الله وسبح وصل ركعتي الضحى فإنها تجزيء عن ثلاثمائة وستين صدقة-0



الرسالة الثامنة والسبعون
 كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ 
أيها المسلم : قال الله تعالى: (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) [الرحمن : 29]فالله  هو الذي يسأله من في السماوات والأرض من ملك أو أنس أو جن أو غيرهم لا غنى بأحد منهم عنه كل يوم هو في شأن فالله كل يوم في شأن خلقه فيجيب داعياً ويشفي سقيماً ويرفع قوماً ويضع آخرين0
فيا أيها العبد:-
1-توجه إلى ربك في كل وقت من أوقاتك وفي كل مكان في البر أو البحر أو الجو فانه لايغفل عن خلقه ولا يتركهم وأنت واحد منهم وكن متقياً لله في كل حال من أحوالك وقد قَالَ أَبِو ذَرٍّ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ)رواه الترمذي وأحمد-وهو حسن-0
2-إذا علمت أن الله  -كل يوم هو في شأن خلقه-فكن كل يوم في طاعته والتقرب إليه وفي متابعة رسول الله مع الإخلاص والرغبة فيما أعد الله للمطيعين من الثواب والخوف من عذابه والأنس بقربه واشتغال اللسان والقلب والجوارح بذلك وقد قال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) [البقرة : 152] وقال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [غافر : 60] وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً)رواه الشيخان0
3- تنبه لأيامك التي تعيشها فإنها عمرك سواء كنت شاباً أو شيخاً ففيم أفنيت هذا العمر؟ وكل يوم تغيب شمسه فاسأل نفسك فيم أفنيت هذا اليوم؟بل كل ساعة تمر بك فكن يقظاً لما تعمله وتقوله فيها فإنها جزء من حياتك التي ستسأل عنها يوم القيامة وتذكر هذه الآية (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ) [الصافات : 24] وقوله تعالى: (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) [الأعراف : 6]وفي حديث أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ) رواه الترمذي-وهو صحيح-0
4-اعلم إن أي شيء تكون فيه فإن الله مطلع عليه شاهد عليك فيه فكن تالياً للقرآن مقبلاً على الرحمن متقلباً في طاعة الله مبتعداً عن معصيته طالباً رضاه خائفاً منه وقد قال تعالى: (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [يونس : 61]0
5-أيها المسلم اجتهد أن يكون شأنك كله عبادة فكن في جلوسك مطبقاً السنة وفي مشيك مطبقاً السنة وفي أكلك وشربك ونومك وضحكك وأخذك وعطاءك ولباسك وفرحك وغضبك ونكاحك وتربية أولادك ومعاملتك مع زوجتك وغيرها لتكون حياتك كلها وشئونك كلها عبادة واجعل هذه الآية أمامك: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام : 162] ومن ذلك ليكن يعجبك التيمن-باليمين-في شأنك كله كما كان النبي لحديث عَائِشَةَ قَالَتْ (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ فِي تَنَعُّلِهِ وَتَرَجُّلِهِ وَطُهُورِهِ وَفِي شَأْنِهِ كُلِّهِ)رواه الشيخان-احرص وفقك الله على ما ذكرته لك0


الرسالة التاسعة والسبعون
 سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ 
أيها المسلم : قال الله تعالى: (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ) [الرحمن : 31]أي سنفرغ لحسابكم ومجازاتكم بأعمالكم التي عملتموها في دار الدنيا وفيه وعيد شديد0
فيا أيها العبد:-
1-تذكر هذه الآية(سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ) [الرحمن : 31] اجعلها على بالك واشتغل بما ينفعك لآخرتك واجتهد في ذلك على حسب استطاعتك فإن الآخرة قريبة وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبِي سَعِيدٍ (كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدْ الْتَقَمَ الْقَرْنَ وَاسْتَمَعَ الْإِذْنَ مَتَى يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ فَيَنْفُخُ فَكَأَنَّ ذَلِكَ ثَقُلَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُمْ قُولُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا) رواه الترمذي وأحمد وابن حبان والحاكم –وهو صحيح-0
2-استعد للآخرة بكل عمل صالح واحذر من نار جهنم فاجعل بينك وبينها وقاية واعلم أنك ستقف بين يدي الله ليس بينك وبينه حجاب ولا ترجمان لحديث عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: (كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَهُ رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا يَشْكُو الْعَيْلَةَ وَالْآخَرُ يَشْكُو قَطْعَ السَّبِيلِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّا قَطْعُ السَّبِيلِ فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي عَلَيْكَ إِلَّا قَلِيلٌ حَتَّى تَخْرُجَ الْعِيرُ إِلَى مَكَّةَ بِغَيْرِ خَفِيرٍ وَأَمَّا الْعَيْلَةُ فَإِنَّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ حَتَّى يَطُوفَ أَحَدُكُمْ بِصَدَقَتِهِ لَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا مِنْهُ ثُمَّ لَيَقِفَنَّ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ وَلَا تَرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ ثُمَّ لَيَقُولَنَّ لَهُ أَلَمْ أُوتِكَ مَالًا فَلَيَقُولَنَّ بَلَى ثُمَّ لَيَقُولَنَّ أَلَمْ أُرْسِلْ إِلَيْكَ رَسُولًا فَلَيَقُولَنَّ بَلَى فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ ثُمَّ يَنْظُرُ عَنْ شِمَالِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ فَلْيَتَّقِيَنَّ أَحَدُكُمْ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ) رواه البخاري , فتصدق ولو بالقليل وأحسن في القول بالكلام الطيب 0
3-إذا أردت أن تعمل المعصية فتذكر قوله تعالى : (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ) [الرحمن : 31]0
ثم اعدل عن المعصية تاركا لها خوفا من الله وأقبل على الطاعة فإن وقعت في المعصية فتب إلى الله فورا نادما وأتبع تلك المعصية بطاعة لله معتذرا إلى الله مستغفرا لحديث : (وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ)رواه الترمذي وأحمد- حسن0
4- اعلم أن الجنة قريبة إليك و النار قريبة إليك فأسرع إلى الجنة بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم والانتهاء عن الذنوب وبالتوبة إلى الله والاستغفار وعمل الحسنات ومنها الصدقات وأهرب من النار بترك الذنوب والآثام وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ Sadالْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ) رواه البخاري 0
5-اجعل هذا الوعيد أمامك(سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ) [الرحمن : 31] فلا تفعل في هذه الدنيا ما تعتذر منه قي الآخرة وما وقعت فيه من الذنوب فاعتذر إلى الله منه بالتوبة الصادقة وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث عَبْدِ اللَّهِ (لَا أَحَدَ أَغْيَرُ مِنْ اللَّهِ وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا شَيْءَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنْ اللَّهِ وَلِذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ) رواه البخاري وزاد الطيالسي (وإنه ليس أحد أحب إليه المعاذير من الله تبارك وتعالى )-وهو صحيح-0
6-يا أيها الأنس - يا أيها الجن- تنبهوا لهذه الآية(سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ) [الرحمن : 31] وافهموها جيداً وكونوا مراعين لمخاطبة الله لكم (أَيُّهَ الثَّقَلَانِ) بأن الله سيتفرغ لمحاسبتكم على أعمالكم وأنه سيحصيها لكم وافية تامة فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه وقد قال الله في الحديث القدسي: ( يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ )رواه مسلم0


الرسالة الثمانون

أيها المسلم : إن مما جاء في كتاب الله قوله تعالى: (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [الأنفال : 26]فالله  يؤوي عباده المؤمنين0
فيا أيها العبد:-
1-إذا أردت أن تؤوي إلى ركن شديد فأو إلى الله لينصرك ويحفظك ويرعاك ولا يتخلى عنك فقم بعبادته وحده لا شريك له مخلصاً له دينك مقبلاً عليه داعياً له قائماً بتوحيده وبأمره منتهياً عن نهيه وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (يَغْفِرُ اللَّهُ لِلُوطٍ إِنْ كَانَ لَيَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ)رواه البخاري أي يأوي إلى الله 0
2-إذا حضرت إلى محاضرة دينية شرعية في علوم الشريعة أو موعظة أو حلقة قرآن أو خطبة جمعة ونحو ذلك فأقبل على ذلك ولا تعرض بل اجلس في تلك الحلقة ولا تدبر ذاهباً وفي حديث أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَالنَّاسُ مَعَهُ إِذْ أَقْبَلَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَهَبَ وَاحِدٌ قَالَ فَوَقَفَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً فِي الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا وَأَمَّا الْآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ النَّفَرِ الثَّلَاثَةِ أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللَّهِ فَآوَاهُ اللَّهُ وَأَمَّا الْآخَرُ فَاسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ وَأَمَّا الْآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ)رواه البخاري-احذر من الإعراض –فإن أعرضت اعرض الله عنك-0
3-قم بإيواء إخوانك المسلمين والشفقة عليهم ومساعدتهم في النكبات والكوارث كالأمطار الشديدة والحروب ونحو ذلك ببناء المساكن لهم وإدخالهم إلى أمكنة يؤوون إليها هم وأهلوهم وأولادهم ولقد أثنى الله على الأنصار الذين أووا رسول الله والمهاجرين فقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) [الأنفال : 72] وقال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [الأنفال : 74] وقال (وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ) رواه مسلم0
4-احذر من إيواء المجرمين كالذين يعتدون على الناس بغير حق ويظلمونهم أو يسرقون أموالهم أو يعتدون على الأعراض والأنفس بغير حق أو يأكلون الرشاوي فلا تقم بإيوائهم في عملك أو في بيتك أو في مجلسك ولا تدافع عنهم ولا تخاصم عنهم وقد قال تعالى: (وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا) [النساء : 105] وليعلم العبد أن من يؤوي المجرمين فهو داخل في اللعنة في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَهُ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الْأَرْضِ)رواه مسلم0
5-أيها العبد إن الله هو الذي كفاك واواك وأطعمك وسقاك فكم غيرك من لا كافي له ولا مؤوي فأحمد الله إذا أويت إلى فراشك وقل ما جاء في حديث أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَكَفَانَا وَآوَانَا فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ)رواه مسلم0
6-أيها المسلم إذا جاءتك أو حصلت على الإبل الضالة أو البقر الضالة فلا تأخذها ودعها فقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الإبل (وَمَا لَكَ وَلَهَا مَعَهَا سِقَاؤُهَا وَحِذَاؤُهَا تَرِدُ الْمَاءَ وَتَرْعَى الشَّجَرَ فَذَرْهَا حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا)رواه البخاري و قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث جَرِيرٍ (لَا يُؤْوِي الضَّالَّةَ إِلَّا ضَالٌّ) رواه ابن ماجه –وهو حسن- وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ (ضَالَّةُ الْمُسْلِمِ حَرَقُ النَّارِ)رواه الترمذي وابن ماجه –وهو صحيح- وعند أحمد في مسنده
(ضَالَّةُ الْمُسْلِمِ حَرَقُ النَّارِ فَلَا تَقْرَبَنَّهَا)0



الرسالة الحادية والثمانون
 أَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِ المؤمنين
أيها المسلم : مما جاء في كتاب الله قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63) [الأنفال : 62 ، 63]فاللههو الذي ألف بين قلوب المؤمنين0
فيا أيها العبد:-
1-كن ممن يألف أخوانه المؤمنين ويحبهم بقلبه فإن المؤمن يألف وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ (الْمُؤْمِنُ مُؤْلَفٌ وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ وَلَا يُؤْلَفُ)رواه أحمد وعند الحاكم (إن المؤمن يألف ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ) وقال الحاكم « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولا أعلم له علة ولم يخرجاه »-وهو صحيح-0
2-كن حسن الأخلاق حتى يألفك أخوانك المؤمنون ولا ينفروا عنك وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جابر (المؤمن يألف ويؤلف ، ولا خير فيمن لا يألف ، ولا يؤلف ، وخير الناس أنفعهم للناس) رواه الطبراني في المعجم الأوسط –وهو حسن- 0
3-احذر أن تكون شراً –لا خير فيك- بحيث تكون حاد الطبع سيء الأخلاق فلا تألف المؤمنين ولا يألفونك لحديث جابر السابق 0
4-اجتهد في عمل الأسباب التي يألفك بها المؤمنون وتألفهم ويتألف بها المسلمون ومنها :-
أ-الإحسان إلى إخوانك ونفعهم وإكرامهم وإسداء الخير إليهم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جابر (وخير الناس أنفعهم للناس) رواه الطبراني في المعجم الأوسط –وهو حسن-0
ب-إسداء النفع للمؤمنين والفقراء والمساكين والصدقة عليهم ومساعدتهم في حدود الاستطاعة وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ (مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ)رواه مسلم 0
ج-تواضع لإخوانك المؤمنين المحتاجين والأرامل وامش معهم لقضاء حاجاتهم ولا تتكبر عليهم وفي حديث عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ الذِّكْرَ وَيُقِلُّ اللَّغْوَ وَيُطِيلُ الصَّلَاةَ وَيُقَصِّرُ الْخُطْبَةَ وَلَا يَأْنَفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ فَيَقْضِيَ لَهُ الْحَاجَةَ)رواه النسائي والحاكم والطبراني في الثلاثة وابن حبان-وهو صحيح-0
د-قم بالإصلاح بين إخوانك المؤمنين فإن الصلح يؤلف بين القلوب وقد قال الله تعالى: (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) [النساء : 128] ولحديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَهَبَ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ..الحديث) رواه البخاري0
هـ-انصر أخاك المؤمن فإن كان مظلوماً فبأخذ حقه له ممن ظلمه وإن كان ظالماً فبمنعه عن الظلم وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ قَالَ تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ)رواه البخاري0
و-انبذ التهاجر والتقاطع وحقق صلة الرحم وقدم النصيحة لإخوانك المؤمنين وادع الله أن يؤلف بين قلوبهم واحذر من التحريش بينهم وظلمهم وابذل كل ما في وسعك للتأليف بين قلوبهم بفضل الله ورحمته (وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [الأنفال : 63]0
ز-كن مطيعاً لولي الأمر في المعروف سهلاً ليناً في كل خير مع الكبير والصغير والشريف وغيره والخادم والعجوز والطفل بحيث تنقاد في كل خير ولا تتردد وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ(وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ)رواه ابن ماجه وأحمد والحاكم وهو صحيح وقال البيهقي في شعب الإيمان عن مكحول ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف،إن قيد انقاد،وإن أنيخ استناخ على صخرة) هذا مرسل0



الرسالة الثانية والثمانون
 وَجَاءَ رَبُّكَ 
أيها المسلم : من صفات الله تعالى : أنه يأتي يوم القيامة لفصل القضاء كما قال تعالى: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) [البقرة : 210] وقال تعالى: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) [الأنعام : 158]وأخبر الله تعالى أنه يجيء يوم القيامة كما قال تعالى: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) [الفجر : 22]0
فيا أيها العبد:-
1-استعد لذلك اليوم-يوم القيامة-بالإيمان وكل عمل صالح لتنجو من عذاب الله ومن ذلك الاستعداد ما يلي:-
أ-قم بما أوجب الله عليك مما أمرك الله به وأمرك به رسوله  وانته عما نهاك الله عنه ونهاك عنه رسوله  وقد قال تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) [التغابن : 16] وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ (دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ)رواه البخاري0
ب-اخرج زكاة مالك من الذهب والفضة والريالات والدولارات وغيرها من العملات التي وجبت فيها الزكاة واحذر من البخل بالزكاة من هذه الأموال وعدم إخراجها وقد قال تعالى: (يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) [التوبة : 35]وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبَي هُرَيْرَةَ (مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّار..الحديث) ِرواه مسلم 0
ج-اخرج زكاة الإبل واد حقها ومن حقها حلبها يوم وردها ولا تمنع إخراج زكاتها وحقها وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبَي هُرَيْرَةَ (وَلَا صَاحِبُ إِبِلٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا وَمِنْ حَقِّهَا حَلَبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ أَوْفَرَ مَا كَانَتْ لَا يَفْقِدُ مِنْهَا فَصِيلًا وَاحِدًا تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا وَتَعَضُّهُ بِأَفْوَاهِهَا كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولَاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ)رواه مسلم 0
د-إخراج زكاة البقر والغنم ولا تمنعها وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبَي هُرَيْرَةَ (وَلَا صَاحِبُ بَقَرٍ وَلَا غَنَمٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ لَا يَفْقِدُ مِنْهَا شَيْئًا لَيْسَ فِيهَا عَقْصَاءُ وَلَا جَلْحَاءُ وَلَا عَضْبَاءُ تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولَاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ)رواه مسلم0
هـ- أد الحقوق إلى أهلها ولا تتساهل فيها واحذر من ظلم العباد واعلم أن هناك –يوم القيامة- القصاص وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ (لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنْ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ) رواه مسلم وعند أحمد (حَتَّى يُقْتَصَّ لِلشَّاةِ الْجَمَّاءِ مِنْ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ تَنْطَحُهَا) 0
و-حافظ على حسناتك التي تعملها لتكون متوفرة لك يوم القيامة ومن له عندك مظلمة في مال أو عرض فاستحله من اليوم وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ (أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ)رواه مسلم- وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ (رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا كَانَتْ لِأَخِيهِ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ فِي عِرْضٍ أَوْ مَالٍ فَجَاءَهُ فَاسْتَحَلَّهُ قَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ وَلَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ حَسَنَاتِهِ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ حَمَّلُوا عَلَيْهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ)رواه الترمذي-وهو صحيح-0
ز-إذا أردت أن يثبتك الله يوم القيامة إذا جمع الناس فاستسلم لله رب العالمين –بالقيام بتوحيد الله وترك الشرك قليله وكثيره ومن الشرك دعاءأصحاب القبور واعتقاد النفع والضر فيهم ونحو ذلك وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ (يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ثُمَّ يَطَّلِعُ عَلَيْهِمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ فَيَقُولُ أَلَا يَتْبَعُ كُلُّ إِنْسَانٍ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَهُ فَيُمَثَّلُ لِصَاحِبِ الصَّلِيبِ صَلِيبُهُ وَلِصَاحِبِ التَّصَاوِيرِ تَصَاوِيرُهُ وَلِصَاحِبِ النَّارِ نَارُهُ فَيَتْبَعُونَ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ وَيَبْقَى الْمُسْلِمُونَ فَيَطَّلِعُ عَلَيْهِمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ فَيَقُولُ أَلَا تَتَّبِعُونَ النَّاسَ فَيَقُولُونَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ اللَّهُ رَبُّنَا هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى نَرَى رَبَّنَا وَهُوَ يَأْمُرُهُمْ وَيُثَبِّتُهُمْ ثُمَّ يَتَوَارَى ثُمَّ يَطَّلِعُ فَيَقُولُ أَلَا تَتَّبِعُونَ النَّاسَ فَيَقُولُونَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ اللَّهُ رَبُّنَا وَهَذَا مَكَانُنَا حَتَّى نَرَى رَبَّنَا وَهُوَ يَأْمُرُهُمْ وَيُثَبِّتُهُمْ قَالُوا وَهَلْ نَرَاهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ قَالُوا لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنَّكُمْ لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ تِلْكَ السَّاعَةَ ..الحديث)رواه الترمذي-وهو صحيح-0


الرسالة الثالثة والثمانون
 الله يكسو عباده 
أيها المسلم : إن الله هو الذي يكسو عباده كما قال الله في الحديث القدسي: (يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ)رواه مسلم0
فيا أيها العبد:-
1-اعلم أنك عار إلا أن كساك الله كما قال الله في الحديث القدسي فأسأل الله أن يكسوك وقد روى أَبِو ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ (يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 33

العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل   العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 1:20 pm

الرسالة السابعة والثمانون

أيها المسلم : ومما جاء في كتاب الله قوله : (وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) [الأنعام : 53]وقال تعالى فيما ذُكر عن موسى (إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ) [الأعراف : 155]وقال تعالى لموسى (قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ) [طه : 85]0
فيا أيها العبد:-
1-اعلم أنك تعيش في الابتلاء والاختبار وبين الفتن التي تموج موج البحر فتحصن من تلك الفتن ومن ذلك اعمل ما يلي:-
أ-أنكر بقلبك أي فتنة تمر بك من فتن الشبهات والشهوات واحذر من تقبلها بقلبك وقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث حُذَيْفَةُ (تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ)رواه مسلم وكان حذيفة قد قال ذلك لما سأله عمرو وقال (أَيُّكُمْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ الْفِتَنَ الَّتِي تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ)رواه مسلم 0
ب-ابتعد عن الفتن –فر بدينك منها-ولا تدخل مواقعها –كمواقع الفتن في الانترنت والقنوات والشاشات والفتن في الإعلام وغيرها –وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ(يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنْ الْفِتَنِ)رواه البخاري0
ج-أيقظ أهلك بالليل وعظهم وأرشدهم إلى التهجد وإلى أعمال الخير ففي حديث أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ
(اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنْ الْفِتَنِ وَمَاذَا فُتِحَ مِنْ الْخَزَائِنِ أَيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الْحُجَرِ فَرُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الْآخِرَةِ)رواه البخاري0
د-تعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ
(تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ)رواه مسلم0
هـ-تعوذ بالله من فتنة الصدر ففي حديث عُمَرَ أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ خَمْسٍ (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوءِ الْعُمُرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الصَّدْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ)رواه النسائي-وهو صحيح-0
و-تعوذ بالله في آخر صلاتك من أربع وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ (إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ)رواه مسلم0
ز-تعوذ بالله من شر فتنة القبر وشر فتنة الغنى وقد قال النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْفَقْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ) رواه البخاري0
ح-تعوذ بالله من شر فتنة الدنيا وفتنة المحيا والممات وفتنة الدجال ومن شر فتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال لثبوت ذلك عنه  0
2-ليكن نظرك في المال والخلق إلى من هو أسفل منك وعندما ترى من فُضل عليك في ذلك وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ (إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ وَالْخَلْقِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ مِمَّنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ)رواه مسلم 0
3-اعلم أن السعيد هو من جُنب الفتن فكن متجنباً للفتن وإذا اُبتليت فاصبر وقد قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ (ايْمُ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ يَقُولُ إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنِ إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنُ وَلَمَنْ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ فَوَاهًا)رواه أبو داود –وهو صحيح-0



الرسالة الثامنة والثمانون
التَرَدَّدْ
أيها المسلم : إن من صفات الله التردد على ما يليق بجلاله وعظمته فإنه في أسمائه وصفاته وربوبيته والهيته كما قال تعالىSadلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى : 11]وقد قال اللَّهَ في الحديث القدسي (وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ)رواه البخاري0
فيا أيها العبد:-
1-حقق الإيمان –عبادة الله وحده لا شريك له والقيام بطاعته وطاعة رسولهوالانتهاء عما نهاك الله عنه أو نهاك عنه رسوله  مما حرمه عليك-فإن كنت مؤمناً فإن الله يكره مساءتك فيتردد في قبض نفسك فيكون قبض نفسك مراداً لله من وجه ومكروهاً من وجه لكنه يقبض نفسك لما يؤدي إليه ذلك من لقاء الله الذي يحبه المؤمن وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حديث عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ وفيه (مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَلَيْسَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا وَهُوَ يَكْرَهُ الْمَوْتَ فَقَالَتْ قَدْ قَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ بِالَّذِي تَذْهَبُ إِلَيْهِ وَلَكِنْ إِذَا شَخَصَ الْبَصَرُ وَحَشْرَجَ الصَّدْرُ وَاقْشَعَرَّ الْجِلْدُ وَتَشَنَّجَتْ الْأَصَابِعُ فَعِنْدَ ذَلِكَ مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ)رواه مسلم0
2-اعلم أن المؤمن –صادق الإيمان الموحد لله - يبشر عند موته برحمة الله ومغفرته وكرامته فيموت وهو يحب لقاء الله وفي حديث عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَرَاهِيَةُ لِقَاءِ اللَّهِ فِي كَرَاهِيَةِ لِقَاءِ الْمَوْتِ فَكُلُّنَا يَكْرَهُ الْمَوْتَ قَالَ لَا إِنَّمَا ذَاكَ عِنْدَ مَوْتِهِ إِذَا بُشِّرَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَمَغْفِرَتِهِ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ فَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَإِذَا بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ) رواه ابن ماجه - وفي رواية (وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا قَضَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَبْضَهُ فَرَّجَ لَهُ عَمَّا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ ثَوَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَكَرَامَتِهِ فَيَمُوتُ حِينَ يَمُوتُ وَهُوَ يُحِبُّ لِقَاءَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَاللَّهُ يُحِبُّ لِقَاءَهُ وَإِنَّ الْكَافِرَ وَالْمُنَافِقَ إِذَا قَضَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَبْضَهُ فَرَّجَ لَهُ عَمَّا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهَوَانِهِ فَيَمُوتُ حِينَ يَمُوتُ وَهُوَ يَكْرَهُ لِقَاءَ اللَّهِ وَاللَّهُ يَكْرَهُ لِقَاءَهُ) رواه أحمد0
3-لا تكن متردداً متحيراً في إيمانك وعبادتك بل يجب الإيمان الذي لا ريبة فيه كما قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) [الحجرات : 15]0
4-إذا هممت بأمر من الأمور –غير العبادات –فقم بالاستخارة في الأمور لحديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي قَالَ وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ)رواه البخاري وفي لفظ(ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ )رواه البخاري-والدعاء يكون قبل السلام –أو يكون بعد السلام وقبل السلام أولى والله اعلم-0
5-إذا خيرت بين أمرين أحدهما أكثر ثواباً من الآخر وأعظم نفعاً فاختر الأكثر ثواباً والأعظم نفعاً ولا تتردد في ذلك وكن عالي الهمة في كل شأن من شئونك وتطلب معالي الأمور والأخلاق وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث سَهْلِ بن سَعْدٍ ، قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ، وَيُحِبُّ مَعَالِيَ الأَخْلاقِ، وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا)رواه الطبراني في الكبير وفي لفظ( ويبغض سفسافها ) رواه الحاكم.وقال « هذا حديث صحيح الإسنادين جميعا ، ولم يخرجاه وحجاج بن قمري شيخ من أهل مصر ثقة مأمون ولعلهما أعرضا عن إخراجه بأن الثوري أعضله » ورواه الطبراني في الكبير والأوسط –وهو صحيح-0



الرسالة التاسعة والثمانون
يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ 
أيها المسلم : إن الله يزكي من يشاء كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) [النور : 21]0
فيا أيها العبد:-
1-طهر نفسك من الذنوب –بطاعة الله وطاعة رسوله  في الأمر والنهي واعلم أنك إن تطهرت فإنما ذلك لنفسك كما قال تعالى: (وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ) [فاطر : 18] واعلم أنك كلما كنت أكثر طاعة لله ولرسوله  كنت أكثر تطهراً0
2-اعلم أن الفلاح –نيل المطلوب يوم القيامة والنجاة من المرهوب-إنما يكون في تطهر النفس بطاعة الله وطاعة رسوله وقد قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) [الشمس : 9 ، 10]والتزكية الحقيقية هي بالفعل والتطبيق في القول والعمل والقلب 0
3-دع عنك تزكية نفسك بمجرد الكلام فتقول –أنا صالح –أنا عابد-أنا أمين-أنا طيب القلب –إلى غير ذلك وقد قال تعالى: (فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) [النجم : 32]0
4-ادع الله  أن يزكي نفسك وقل ما جاء في حديث زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ لَا أَقُولُ لَكُمْ إِلَّا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كَانَ يَقُولُ (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَالْهَرَمِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا)رواه مسلم0
5-ادع الله أن يطهر قلبك وأن يطهرك من الخطايا وفي حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو فَيَقُولُ (اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بِالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ اللَّهُمَّ طَهِّرْ قَلْبِي مِنْ الْخَطَايَا كَمَا طَهَّرْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنْ الدَّنَسِ وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ ذُنُوبِي كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَدُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ وَعِلْمٍ لَا يَنْفَعُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِيشَةً تَقِيَّةً وَمِيتَةً سَوِيَّةً وَمَرَدًّا غَيْرَ مُخْزٍ)رواه أحمد ولفظه عند مسلم من حديث عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى يُحَدِّثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ (اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِلْءُ السَّمَاءِ وَمِلْءُ الْأَرْضِ وَمِلْءُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بِالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي مِنْ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْوَسَخِ)رواه مسلم0
6-دع عنك تزكية غيرك بمدحه بما فيه أو بما ليس فيه فإن كنت مادحاً لا محالة بما فيه فامتثل ما جاء في حديث أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ (أَثْنَى رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ وَيْلَكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ مِرَارًا ثُمَّ قَالَ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَادِحًا أَخَاهُ لَا مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ أَحْسِبُ فُلَانًا وَاللَّهُ حَسِيبُهُ وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللَّهِ أَحَدًا أَحْسِبُهُ كَذَا وَكَذَا إِنْ كَانَ يَعْلَمُ ذَلِكَ مِنْهُ)رواه الشيخان0
7-اعلم أن ما يحصل لك من الخير وتطهير نفسك من الذنوب إنما هو بفضل الله ورحمته لك وتوفيقه إياك وقد قال تعالى: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) [النور : 21]فاحمد الله واشكره واقبل عليه وتقرب إليه بالنوافل بعد الفرائض وفقك الله0



الرسالة التسعون
كَيْد الله من كاده أو كاد أولياءه
أيها المسلم : إن مما جاء في كتاب الله عن الله قوله تعالى: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) [الطارق : 15 ، 16]وقال تعالى: (كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ )[يوسف : 76]فالله  يكيد للكفار الذين يكيدون للإسلام وأهله ويرد كيدهم في نحورهم وينتقم منهم ويأخذهم أخذ عزيز مقتدر, وأما كيده للمؤمنين فيوصلهم به إلى الغايات المحمودة التي يطلبونها بأيسر السبل وأسهلها التي لا حرج فيها0
فيا أيها العبد:-
1-احذر من الكيد لأولياء الله وأذيتهم واعلم أن من كاد أهل الإيمان كاده الله  وأهلكه وقد قال الله في الحديث القدسي (مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ)رواه البخاري فاتق الله أيها العبد وكن موالياً لعباد الله المؤمنين لا محارباً مؤذياً0
2-لا تقم بالكيد لأهل المدينة-مدينة الرسول -المدينة النبوية-وقد قال البخاري في صحيحه
-بَاب إِثْمِ مَنْ كَادَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ- أي أراد بأهلها سوءاً والكيد المكر والحيلة في المساءة وقد قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا وَذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوْ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا)رواه مسلم -وعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ(أَنَّ أَمِيرًا مِنْ أُمَرَاءِ الْفِتْنَةِ قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَكَانَ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُ جَابِرٍ فَقِيلَ لِجَابِرٍ لَوْ تَنَحَّيْتَ عَنْهُ فَخَرَجَ يَمْشِي بَيْنَ ابْنَيْهِ فَنُكِّبَ فَقَالَ تَعِسَ مَنْ أَخَافَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ ابْنَاهُ أَوْ أَحَدُهُمَا يَا أَبَتِ وَكَيْفَ أَخَافَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ مَاتَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَقَدْ أَخَافَ مَا بَيْنَ جَنْبَيَّ)رواه أحمد-وهو صحيح- قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث جابر ( من أخاف أهل المدينة أخافه الله ) رواه ابن حبان وفي حديث السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ ظُلْمًا أَخَافَهُ اللَّهُ وَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا)رواه أحمد ورواه الطبراني في الكبير بنحوه وفيه (وَلَعَنَهُ، وَغَضِبَ عَلَيْهِ)0
3- اجتهد في القيام بما أوجب الله عليك فحقق التوحيد بعبادة الله وحده لا شريك له فأطع الله ورسوله وأعلم أنك إن كنت مؤمناً صادقاً مقبلاً على الله متوسلاً فإنه يوفقك فيما ينفعك ويوصل اليك ما تحتاجه وتسعى إليه من الخير بأسهل الطرق بلا مشقة ولا حرج كما يسر ليوسف عليه السلام أخذ أخيه في شريعة يعقوب لا في شريعة ملك مصر وقد قال تعالى: (كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ )[يوسف : 76] 0
4-على المسلمين أن ينتبهوا للحرب مع أعداء الله من اليهود والنصارى والمشركين وأن يكون عند المسلمين من أساليب الكيد للكفار الذين يكيدون لأهل الإسلام وقد قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ(الْحَرْبُ خَدْعَةٌ)رواه الشيخان0
5-اعلم أنك إن مكرت وكدت وخدعت إخوانك المسلمين أو مكرت وخدعت وكدت بلا حق فأنت على خطر عظيم – وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه (المكر والخديعة والخيانة في النار) رواه الحاكم-وقال قيس بن سعد ، : (لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « المكر والخديعة في النار » لكنت أمكر هذه الأمة)رواه البيهقي في شعب الإيمان0


الرسالة الحادية والتسعون

أيها المسلم : إن مما جاء في كتاب الله : (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) [النازعات : 27 - 32] فالله  بنى السماء وجعلها مستوية الارتفاع وأظلم ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك بسطها وأثبت الجبال0
فيا أيها العبد:-
1-انظر إلى هذه السماء –سقف محفوظ- وهذا الليل المظلم وهذا النهار المضيء فإن ذلك دال على قدرة الله العظيمة بل إن خلق السماوات والأرض كما قال تعالى: (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ) [غافر : 57] فما أنا وأنت إلا خلق ضعيف فكيف يتكبر الإنسان والجان على عبادة الله -يجب علينا أن نعبد الله مخلصين العبادة لله وحده-0
2-قم في بعض الليالي وانظر إلى السماء وافعل كما فعل رسول الله  فقد قال ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ (بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ فَتَحَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَهْلِهِ سَاعَةً ثُمَّ رَقَدَ فَلَمَّا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ قَعَدَ فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ }ثُمَّ قَامَ فَتَوَضَّأَ وَاسْتَنَّ فَصَلَّى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً ثُمَّ أَذَّنَ بِلَالٌ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ)رواه البخاري وعند مسلم (ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ فِي آلِ عِمْرَانَ{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ حَتَّى بَلَغَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَيْتِ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى ثُمَّ اضْطَجَعَ ثُمَّ قَامَ فَخَرَجَ فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ فَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ ثُمَّ رَجَعَ فَتَسَوَّكَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى)رواه مسلم 0
3-إن الله  خلق السماء وسواها والأرض فرشها وجعل الليل والنهار وخلق لنا الماء والغذاء والمرعى واثبت الجبال وذلك كله من نعم الله علي وعليك فانتبه لما يلي:-
أ-قم بما أوجب الله عليك من الإيمان والصلوات الخمس والزكاة في مالك وصيام شهر رمضان والحج إلى بيت الله الحرام وكل ما أوجب الله عليك وترك ما حرم الله عليك بصدق لتدخل الجنة بفضل الله ورحمته وفي حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ (نُهِينَا أَنْ نَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ فَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ الْعَاقِلُ فَيَسْأَلَهُ وَنَحْنُ نَسْمَعُ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَتَانَا رَسُولُكَ فَزَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَكَ قَالَ صَدَقَ قَالَ فَمَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ قَالَ اللَّهُ قَالَ فَمَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ قَالَ اللَّهُ قَالَ فَمَنْ نَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ وَجَعَلَ فِيهَا مَا جَعَلَ قَالَ اللَّهُ قَالَ فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَخَلَقَ الْأَرْضَ وَنَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ آللَّهُ أَرْسَلَكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِنَا وَلَيْلَتِنَا قَالَ صَدَقَ قَالَ فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا قَالَ نَعَمْ قَالَ وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا زَكَاةً فِي أَمْوَالِنَا قَالَ صَدَقَ قَالَ فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا قَالَ نَعَمْ قَالَ وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا صَوْمَ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي سَنَتِنَا قَالَ صَدَقَ قَالَ فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا قَالَ نَعَمْ قَالَ وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا حَجَّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا قَالَ صَدَقَ قَالَ ثُمَّ وَلَّى قَالَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَزِيدُ عَلَيْهِنَّ وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُنَّ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ)رواه مسلم 0
ب-انتفع بهذه المخلوقات التي خلقها الله لتنتفع بها فيما ينفعك في الدنيا والآخرة ومن ذلك أن نتعلم أنظمة الطيران في جو السماء لتكون طياراً يقود الطائرات التي تنقل الركاب والمسافرين فتحصل على الرزق من هذا العمل وتكون محققاً التوكل على الله في رحلاتك وليزداد عندك الإيمان بالنظر في هذه الأجواء وتعرف المزيد عن قدرة الله العظيمة –ومن ذلك أن تبني لك مسجداً في أرض الله ليبنى لك مثله في الجنة وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ (مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ)رواه الترمذي وابن ماجه –وهو صحيح- وغير ذلك من أعمال الخير في هذه الأرض –ولذلك استغل الليل والنهار في طلب المعاش الحلال في طاعة الله من الصلاة والصيام والذكر والاستغفار والتوبة وطلب العلم حسب استطاعتك (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) [التغابن : 16] وغير ذلك من أعمال الخير0



الرسالة الثانية والتسعون
الاسْتَشْفَاعْ إِلَى رَبِّنَا 
أيها المسلم : إن مما جاء عن رسول الله في حديث الشفاعة عن أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُونَ لَوْ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ أَنْتَ أَبُو النَّاسِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ ذَنْبَهُ فَيَسْتَحِي ائْتُوا نُوحًا فَإِنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ سُؤَالَهُ رَبَّهُ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ فَيَسْتَحِي فَيَقُولُ ائْتُوا خَلِيلَ الرَّحْمَنِ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ ائْتُوا مُوسَى عَبْدًا كَلَّمَهُ اللَّهُ وَأَعْطَاهُ التَّوْرَاةَ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ قَتْلَ النَّفْسِ بِغَيْرِ نَفْسٍ فَيَسْتَحِي مِنْ رَبِّهِ فَيَقُولُ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ وَكَلِمَةَ اللَّهِ وَرُوحَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ ائْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ فَيَأْتُونِي فَأَنْطَلِقُ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنَ لِي فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُقَالُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَسَلْ تُعْطَهْ وَقُلْ يُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَعُودُ إِلَيْهِ فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي مِثْلَهُ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَقُولُ مَا بَقِيَ فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ وَوَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ يَعْنِي قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى{ خَالِدِينَ فِيهَا } )
فيا أيها العبد:-
1-اعلم أن نبينا محمد  له الشفاعة العظمى يوم القيامة التي يعتذر عنها ادم نوح وإبراهيم وعيسى عليهم السلام جميعاً وهي الشفاعة في أهل الموقف وفي حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (يُحْبَسُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُهِمُّوا بِذَلِكَ فَيَقُولُونَ لَوْ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَيُرِيحُنَا مِنْ مَكَانِنَا فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ أَنْتَ آدَمُ أَبُو النَّاسِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ لِتَشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا قَالَ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ قَالَ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ أَكْلَهُ مِنْ الشَّجَرَةِ وَقَدْ نُهِيَ عَنْهَا وَلَكِنْ ائْتُوا نُوحًا أَوَّلَ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ سُؤَالَهُ رَبَّهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَكِنْ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ قَالَ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ كَذَبَهُنَّ وَلَكِنْ ائْتُوا مُوسَى عَبْدًا آتَاهُ اللَّهُ التَّوْرَاةَ وَكَلَّمَهُ وَقَرَّبَهُ نَجِيًّا قَالَ فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ قَتْلَهُ النَّفْسَ وَلَكِنْ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ وَرُوحَ اللَّهِ وَكَلِمَتَهُ قَالَ فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَلَكِنْ ائْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ)رواه البخاري0
3-اجب الداعي إلى تلك الدار –الجنة- وقد قال جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ (جَاءَتْ مَلَائِكَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نَائِمٌ فَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّهُ نَائِمٌ وَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ فَقَالُوا إِنَّ لِصَاحِبِكُمْ هَذَا مَثَلًا فَاضْرِبُوا لَهُ مَثَلًا فَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّهُ نَائِمٌ وَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ فَقَالُوا مَثَلُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا وَجَعَلَ فِيهَا مَأْدُبَةً وَبَعَثَ دَاعِيًا فَمَنْ أَجَابَ الدَّاعِيَ دَخَلَ الدَّارَ وَأَكَلَ مِنْ الْمَأْدُبَةِ وَمَنْ لَمْ يُجِبْ الدَّاعِيَ لَمْ يَدْخُلْ الدَّارَ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْ الْمَأْدُبَةِ فَقَالُوا أَوِّلُوهَا لَهُ يَفْقَهْهَا فَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّهُ نَائِمٌ وَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ فَقَالُوا فَالدَّارُ الْجَنَّةُ وَالدَّاعِي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنْ أَطَاعَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ عَصَى مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرْقٌ بَيْنَ النَّاسِ) رواه البخاري-أطع رسول الله لتدخل الجنة بفضل الله ورحمته وقد قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ )
[الأنفال : 20] وقال تعالى: (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [يونس : 25] 0
4-احرص واجتهد وسارع إلى الجنة بكل عمل صالح مما شرعه الله لك في كتابه أو سنة رسوله ولا تأبى من دخول الجنة وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى قَالَ مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى)رواه البخاري0



الرسالة الثالثة والتسعون
 التمَكِّينَ
أيها المسلم : إن مما جاء في كتاب الله قوله تعالى: (قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا) [الكهف : 95]وقال تعالى: (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا) [الكهف : 84]وقال تعالى: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) [القصص : 6,5]
فيا أيها العبد:-
1-إن مكنك الله في الأرض بسلطة فاجتهد في هذه الأمور الأربعة: إقامة الصلاة- إيتاء الزكاة – الأمر بالمعروف –والنهي عن المنكر-واحرص على أن تقوم بهذه الأمور خير قيام بالأمر بها والمعاقبة على تركها وإقامتها كما أمر الله  وأمر رسوله -والدعوة إليها –وتشجيع من يسعى في تطبيقها والعمل بها –وتدريسها لمن هم تحت سلطتك وبيانها –وعمل البرامج اللازمة لها -والأخذ على يد من يذمها أو ينتقصها أو ينتقص أصحابها أو يدعو إلى تركها في كتابة أو صحافة أو وسيلة إعلام أو غير ذلك –واجعل هذه الأمور محط اهتمامك وأجعل هذه الآية نصب عينيك وهي قوله تعالى: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [الحج : 41]0
2-ليعلم كل مسلم أن عنده شيئاً من التمكين فصاحب السلطة على من هم في إمارته ومدير العمل -الدائرة-عليه أن يحقق ذلك في دائرته ومدير الشركة يطبق ذلك على من هم في شركته وصاحب البيت على من هم من أهله وتحت ولايته في بيته ونحوهم وهكذا فكل بحسب حاله وفي حديث عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)رواه الشيخان وهذا لفظ البخاري 0
3-الأمر بالمعروف يشمل الأمر ما أوجبه الله والنهي عن المنكر يشمل النهي عن كل ما حرم الله أو حرمه رسوله وكذلك يشمل الأمر بالمعروف الأمر بالسنة ويشمل النهي عن المنكر النهي عن المكروهات ولكن لا يلزم العبد بالمسنونات وترك المكروهات وعلى كل مسلم أن يجعل هذا الحديث نصب عينيه وهو حديث في حديث أَبُي سَعِيدٍ قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ)رواه مسلم 0فكل مسلم يغير على حسب استطاعته0
4-ليعلم المسلمون أنهم إن كانوا قادرين على تغيير المنكر ولكن لم يغيروا إنهم سيحل بهم ما جاء في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي ثُمَّ يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا ثُمَّ لَا يُغَيِّرُوا إِلَّا يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ مِنْهُ بِعِقَابٍ)رواه أبو داود-وهو صحيح- وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ) رواه الترمذي-وهو صحيح- وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْمُنْكَرَ لَا يُغَيِّرُونَهُ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ بِعِقَابِهِ)رواه ابن ماجه وهو صحيح ورواه أحمد بنحوه وهو صحيح0
5-ليحذر المسلم من المداهنة والسكوت إذا رأى المنكر وكان قادراً على تغييره وفي حديث عُبَيْدِ اللَّهِ بن جَرِيرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَا مِنْ قَوْمٍ يَكُونُ فِيهِمْ مَنْ يَعْمَلُ بِالْمَعَاصِيِ هُمْ أَكْثَرُ مِنْهُ وَأَعَزُّ ،فَيَدْهُنُونَ وَيَسْكُتُونَ،فَلا يُغَيِّرُونَ إِلا أَصَابَتْهُمْ فِيهِ عُقُوبَةٌ)رواه الطبراني في المعجم الكبير.
6-أيها المسلم : ابشر بوعد الله الصادق في قوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [النور : 55] –حقق الإيمان الصادق واعمل الصالحات لتحصل على هذا الوعد-0



الرسالة الرابعة والتسعون
 يَأْتِ بِهَا اللَّهُ 
أيها المسلم : مما جاء في كتاب الله قوله تعالى في وصية لقمان لأبنه: (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ) [لقمان : 16]0
فيا أيها العبد:-
1-اعلم أن ما عملته من خير أو شر فإن الله سيأتي به يوم القيامة وسيجازي على أعمالك خيرها وشرها إلا أن يعفو الله عنك وقد قال تعالىSad فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (Cool [الزلزلة : 7 ، 8]فاستعد ليوم القيامة بالأعمال الصالحة لتجدها أمامك أوفر ما تكون ولتحمد الله على ذلك وقد قال الله في الحديث القدسي Sadيَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ) رواه مسلم0
2-اجتهد في كل عمل صالح في كل وقت وفي أي مكان واعلم أن أعمالك لا تضيع وأنها محفوظة حتى لو عملت في جوف صخرة صماء أو تحت الماء أو في الجو أو في الخلاء وسواء كانت أعمالك قليلة أو كثيرة وتأمل قول الله تعالى: ((يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ) [لقمان : 16]واجعل هذه الآية نصب عينيك وكذلك هذاالحديث و هو قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ) رواه الترمذي وأحمد- وهو صحيح-انتبه لهذه الأمور الثلاثة في حياتك : تقوى الله في أي مكان وأي زمان – إذا عملت سيئة فاتبعها حسنة واستغفاراً وتوبة تمحي عنك –خالق الناس بأحسن الأخلاق-0
3-أنه لا مهرب لي ولك من الله وقد قال تعالى: (أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا) [البقرة : 148] فأنا وأنت قادمون على الله نحن وأعمالنا فلنستح من الله أن نأتيه يوم القيامة بالذنوب والمعاصي وفي حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (اسْتَحْيُوا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ قَالَ لَيْسَ ذَاكَ وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى وَلْتَذْكُرْ الْمَوْتَ وَالْبِلَى وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ)رواه الترمذي وأحمد والحاكم – وهو حسن-0
4-احذر من الذنوب التي يأتي بها العبد يحملها على رقبته يوم القيامة كما يفعل من يأخذ هدايا من العمال –الموظفين- ونحو ذلك واسمع أيها المسلم هذا الحديث وتنبه له وخذ حذرك من مخالفته عن أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ : (اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ يُدْعَى ابْنَ الْلَّتَبِيَّةِ فَلَمَّا جَاءَ حَاسَبَهُ قَالَ هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَلَّا جَلَسْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا ثُمَّ خَطَبَنَا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى الْعَمَلِ مِمَّا وَلَّانِي اللَّهُ فَيَأْتِي فَيَقُولُ هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي أَفَلَا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ وَاللَّهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَأَعْرِفَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةً تَيْعَرُ ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطِهِ يَقُولُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ بَصْرَ عَيْنِي وَسَمْعَ أُذُنِي)رواه البخاري ومسلم وفي لفظ للبخاري (إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةً تَيْعَرُ)-يا من يأخذ الهدايا في عمله اعلم أنك على خطر–ويا من يأخذ الرشاوي أو أي مال بلا حق إنك سوف تأتي به يوم القيامة على رقبتك فأتق الله 0



الرسالة الخامسة والتسعون
 الله يحْبَطَ أَعْمَالَ من أشرك به 
أيها المسلم : إن مما جاء في كتاب الله قوله تعالى: (قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19) [الأحزاب : 18 ، 19] 0
فيا أيها العبد:-
1-حافظ على إيمانك وعلى أعمالك الصالحة لتجدها موفرة لك يوم الق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 33

العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل   العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 2:44 pm

التصنيـف العـام > التوحيد والعقيدة
العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Paper بيانات الكتاب ..
العنوان رسائل في أسماء الله الحسنى ج2
المؤلف محمد بن شامي شيبة
نبذة عن الكتاب
تاريخ الإضافة 21-8-1431
عدد القراء 4933
رابط القراءة العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Msword << اضغط هنا >>
رابط التحميل العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Zip << اضغط هنا >>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 33

العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل   العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 2:46 pm

العقيدة

رسائل في
أسماء الله الحسنى
(الجزء الثاني)

تأليف
محمد بن شامي شيبة



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمداً عبده الله ورسوله صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فقد يسر الله لي الكتابة في عقيدة أهل السنة والجماعة، ومن ذلك هذا الكتاب –كتاب الرسائل الجزء الثاني - وهي مائة رسالة أكثرها في أسماء الله الحسنى، وبعض الرسائل القليلة فيما ورد في القرآن أو في السنة أنه أُطلق على الله ، وكان عملي في هذا الكتاب :
أ- أذكر اسم الله أو ما أُطلق على الله  وأذكر دليله من القرآن أو من السنة والصفة المشتقة من الاسم غالباً0
ب- أذكر معنى ذلك الاسم أو ذلك المُطلق غالباً0
ج- أذكر بعضاً من الدروس بأدلتها من القرآن أو من السنة النبوية0
د- لا أذكر إلا حديثاً صحيحاً، أو حسناً مما صححه أو حسنه بعض أهل العلم المعتبرين0
هـ- اجتهدت أن تكون هذه الرسائل مناسبة أن يُخطب بها الجمعة، وأن تُلقى دورات في المساجد أو غيرها، أو كلمات في المجالس والمساجد والمحافل ونحو ذلك0
و- ليعلم القارئ أن أسماء الله ليست محصورة في (99)، كما في حديث عبد الله  قال: قال رسول الله : ( مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا قَالَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَتَعَلَّمُهَا فَقَالَ بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا ) رواه أحمد0
ز- ليعلم القارئ أن منهجنا منهج أهل السنة والجماعة، فأهل السنة والجماعة يُثبتون لله ما أثبته لنفسه أو جاء في سنة رسوله  الصحيحة من الأسماء والصفات، إثباتاً بلا تمثيل، كما قال تعالى:  لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ  [الشورى : 11]. وينفون عن الله ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله .
ح- ما ثبت لله من الأسماء والصفات مع عقل أصل المعنى، وأما كمال المعنى والكيف فأهل السنة يفوضونه إلى الله .
ط- هذه الرسائل وفيها مواعظ هي دعوة للمسلم أن يعرف ربه، وأن يدعوه بأسمائه الحسنى، وقد قال تعالى:  وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  [الأعراف : 180]. هذا وأسأل الله العلي القدير أن ينفعني بها أولاً، ومن قرأها، أو سمعها، وأن يجعلها قربةً لي ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين0



وكتبه الفقير إلى ربه
محمد بن شامي مطاعن شيبة
27 ربيع الأول 1431هـ










الرسالة الحادي والخمسون
( الــوهاب )
أيها المسلم إن من أسماء الله (الوهاب) كما قال  (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [آل عمران : 9]ومن صفاته أنه يهب كما قال (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [ص : 35]وقال (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ)[الشورى : 49]فالله  هو وهاب ما شاء لمن يشاء وبيده خزائن كل شيء قد وسع جوده الخلق فمواهبه متصلة لا تنقطع ولا تنقضي لأهل السماوات والأرض .
فيا أيها العبد :
1-توجه إلى الله عز وجل واسأله أن يهبك رحمة منه وادع الله(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران : 8]اسأل الله أن يدخلك الجنة لأنها رحمة الله كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (تَحَاجَّتْ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتْ النَّارُ أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ وَقَالَتْ الْجَنَّةُ مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْجَنَّةِ أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَقَالَ لِلنَّارِ إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِلْؤُهَا فَأَمَّا النَّارُ فَلَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ رِجْلَهُ فَتَقُولُ قَطْ قَطْ فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَلَا يَظْلِمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا)رواه البخاري0 فاسأل الله الفردوس الأعلى لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَصَامَ رَمَضَانَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نُبَشِّرُ النَّاسَ قَالَ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ) رواه البخاري0
2-اسأل الله أن يهب لك الذرية الصالحة الطيبة كما قال زكريا (رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) [آل عمران : 38] وقال(يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا)[مريم : 6].
3-اسأل الله أن يهب لك من أزواجك وذريتك قرة أعين وأن يجعلك للمتقين إماما فادع الله (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)[الفرقان : 74].
4-قم بشكر الله على ما وهبك من نعم الدين والدنيا وحافظ عليها واجعل ما أعطاك الله من المال والصحة والجاه والسمع والبصر وغيرها من طاعة الله ولا تجعلها في معصية الله فتكون ممن كفر بنعمة الله - كفر النعمة-0
5-تخلق بهذه الصفة -كن كريماً سخياً وهب للفقراء والمساكين واليتامى والمحتاجين وطلاب العلم وغيرهم مما وهبك الله من مال أو جاه أو علم وطلاقة وجه وحسن خلق وغير ذلك لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ(كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْجَعَ النَّاسِ وَأَحْسَنَ النَّاسِ وَأَجْوَدَ النَّاسِ) رواه أحمد 0وإذا وهبت وتصدقت وعلمت وأهديت فليكن عملك كله لوجه الله متقرباً إليه محبة له وخوفاً منه وطلباً لثواب العظيم .











الرسالة الثانية والخمسون
(المـنـان)
من أسماء الله الحسنى (المنان) كما في حديث أَنَسٍ(أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا وَرَجُلٌ يُصَلِّي ثُمَّ دَعَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى) رواه أبو داود-وهو صحيح 0 ومن صفات الله تعالى المن كما قال تعالى (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [آل عمران : 164]0
فالله هو الذي يجود على عباده بنعمه ويتفضل بها عليهم ويجود بها عليهم قبل سؤالهم ويذكرهم بها .
فيا أيها العبد:
1-اعلم أن كل النعم من الله (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) [النحل : 53] وانك فقير إلى الله محتاج إليه في كل لحظة ليعطيك من فضله فاعبده وحده لا شريك له واقبل عليه محبة له وخوفاً منه واعترافاً بنعمه وفضله وأكثر من حمده وشكره بكرة وأصيلا.
2-إن أعظم النعم عليك هي نعمة الهداية للإيمان فحافظ على هذه النعمة كل المحافظة واجعل هذه الآية نصب عينيك (بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) [الحجرات : 17] وقم بزيادة إيمانك وتقويته كما في الحديث الذي صح عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ) الخ رواه مسلم0
3-لا تتخلق بهذه الصفة –المن- فيحرم عليك التخلق بها وقد قال  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) [البقرة : 264] ولحديث أَبِي ذَرٍّعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ(ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالَ فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ مِرَارًا قَالَ أَبُو ذَرٍّ خَابُوا وَخَسِرُوا مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْمُسْبِلُ وَالْمَنَّانُ وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ) رواه مسلم ولحديث عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ وَالدَّيُّوثُ وَثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى) رواه النسائي وهو صحيح ,فهؤلاء الثلاثة إذ ماتوا بلا توبة فهم من أهل الوعيد , واعلم أيها المنان أن المن يثمر أمرين :
1) بطلان الصدقة0
2) الإثم 0 فهو كبيرة من كبائر الذنوب ـ فاحذر أيها المسلم المن في قلبك أو بلسانك 0
4-ادع الله باسمه العظيم لحديث أَنَسٍ (أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا وَرَجُلٌ يُصَلِّي ثُمَّ دَعَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى)رواه أبو داود 0فتجاب دعوتك وتعطى مسألتك كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق 0















الرسالة الثالثة والخمسون
( الـحَيِـيٌّ )
من أسماء الله الحسنى ( الحَيِيٌّ ) لحديث يَعْلَى (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يَغْتَسِلُ بِالْبَرَازِ بِلَا إِزَارٍ فَصَعَدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ) رواه أبو داود –وهو صحيح 0 ومن صفاته الحياء ( أنه يستحي ـ لحديث سَلْمَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا)رواه أبو داود وهو صحيح 0
فالله كريم ومن كرمه أنه يستحي فلا يهتك ولا يفضح من يعصيه بل يستره ويتحبب إليه بالنعم والعبد يتبغض إليه بالمعاصي بل ويستحي سبحانه ممن يمد يده إليه أن يردهما صفرا.
فيا أيها العبد :
1-تخلق بصفة الحياء لأن الحياء من الإيمان فقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ (سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ فَقَالَ الْحَيَاءُ مِنْ الْإِيمَانِ)رواه مسلم-ولحديث عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ)رواه الشيخان- ولحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْحَيَاءُ مِنْ الْإِيمَانِ وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَالْبَذَاءُ مِنْ الْجَفَاءِ وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ) رواه الترمذي وهو صحيح 0
2-كن شديد الحياء متأسيا برسول الله ففي حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ(كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا) رواه الشيخان0
3-استحي من الله حق الحياء بفعل الواجبات وترك المحرمات وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (اسْتَحْيُوا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ قَالَ لَيْسَ ذَاكَ وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى وَلْتَذْكُرْ الْمَوْتَ وَالْبِلَى وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ)رواه الترمذي –وهو حسن 0
4-لا تستحي من الحق فإن من صفات الله كما قال تعالى (وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ) [الأحزاب : 53] وقال صلى الله عليه وسلم في حديث عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحِي مِنْ الْحَقِّ لَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ) رواه أحمد ولا يترك العبد الحق من أجل أحد من الخلق.
الرسالة الرابعة والخمسون
(السـبـوح )
أيها المسلم إن من أسماء الله الحسنى (السبوح) ففي حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أَنَّ عَائِشَةَ نَبَّأَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ)رواه مسلم0 ومن صفاته أنه يسبح نفسه منزهاً لها عن النقائص والعيوب وعما يقول الجاحدون والمشركون كما قال  (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ)[الصافات : 180] 0
فالله هو الكامل في ذاته والوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته المنزه عن النقائص والعيوب الذي يسبحه وينزهه كل من في السماوات والأرض 0
فيا أيها العبد:
1-سبح لله في ركوعك وسجودك –يجب- فقل في الركوع -سبحان ربي العظيم- وفي السجود -سبحان ربي الأعلى- لحديث حُذَيْفَةَ (أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ وَفِي سُجُودِهِ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى وَمَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا وَقَفَ عِنْدَهَا فَسَأَلَ وَلَا بِآيَةِ عَذَابٍ إِلَّا وَقَفَ عِنْدَهَا فَتَعَوَّذَ)رواه أبو داود-وهو صحيح 0وقل في ركوعك ما في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أَنَّ عَائِشَةَ نَبَّأَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ)رواه مسلم0 وفي حديث عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ (قُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فَقَامَ فَقَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ لَا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا وَقَفَ فَسَأَلَ وَلَا يَمُرُّ بِآيَةِ عَذَابٍ إِلَّا وَقَفَ فَتَعَوَّذَ قَالَ ثُمَّ رَكَعَ بِقَدْرِ قِيَامِهِ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ ثُمَّ سَجَدَ بِقَدْرِ قِيَامِهِ ثُمَّ قَالَ فِي سُجُودِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ بِآلِ عِمْرَانَ ثُمَّ قَرَأَ سُورَةً سُورَةً) رواه أبو داود-وهو صحيح 0
2-أكثر من التسبيح لله ومن ذلك تقول في اليوم سبحان الله وبحمده مائة مرة لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ) رواه الشيخان 0ولحديث جَابِرٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ) رواه الترمذي –وهو صحيح0 وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ) رواه الشيخان0
3-قل ما جاء في حديث جُوَيْرِيَةَ (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ فَقَالَ مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا قَالَتْ نَعَمْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ) رواه مسلم 0
4- إذا سمعت من يتكلم بكلام ليس فيه تنزيه لله فسبح الله عز وجل منزهاً مع الغضب لله لأن الله لما ذكر في كتابه المشركين وإدعائهم الولد لله قال Sad أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الطور : 43] ولحديث جُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ ،عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ Sadجَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ جَهِدَتِ الأَنْفُسُ ، وَضَاعَ الْعِيَالُ ، وَهَلَكَتِ الأَمْوَالُ ، وَنَهَكَتِ الأَنْعَامُ ، فَاسْتَسْقِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَنَا ، فَإِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِكَ عَلَى اللَّهِ ، وَنَسْتَشْفِعُ بِاللَّهِ عَلَيْكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَيْحَكَ تَدْرِي مَا تَقُولُ ؟ ، فَسَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَا زَالَ يُسَبِّحُ ، حَتَّى عَرَفَ ذَلِكَ فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ ، ثُمَّ قَالَ : وَيْحَكَ لا يُسْتَشْفَعُ بِاللَّهِ عَلَى أَحَدٍ ، مِنْ خَلْقِهِ ، شَأْنُ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ ، وَيْحَكَ تَدْرِي مَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ؟ إِنَّ عَرْشَهُ عَلَى سَمَاوَاتِهِ،وَأَرْضِهِ هَكَذَا،وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ :مِثْلُ الْقُبَّةِ ،وَإِنَّهُ لَيَئِطُّ بِهِ أَطِيطَ الرَّحْلِ بِالرَّاكِبِ.)رواه الطبراني في المعجم الكبير0











الرسالة الخامسة والخمسون
(القدوس)
من أسماء الله الحسنى ( القدوس ) كما قال (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)[الحشر : 23] ومن صفاته أنه تقدس وتنزه
فالله هو المعظم المنزه عن كل نقص وعيب بل له الكمال المطلق في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[الشورى : 11]0
فيا أيها العبد:
1-قدس الله عز وجل ونزهه عن كل نقص وعيب وإذا سمعت من ينسب إلى الله الشريك أو الولد أو غير ذلك مما ينزه الله عنه فسبح الله ونزهه وقد قال  (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سبحانه بل عبادُ مكرمون) 0
2-أحبب الله عز وجل وعظمه وثق بوعده الصادق ولا تظن بربك إلا خيرا لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي إِنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ) رواه أحمد وهو صحيح – وفي الحديث أن أبا النضر قَالَ(دَعَانِي وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ فَقَالَ يَا خَبَّابُ قُدْنِي إِلَى يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ الْجُرَشِيِّ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَقَالَ أَبْشِرْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ) رواه أحمد-وهو صحيح0
3-إذا قرأت القرآن ومررت بآية خوف فتعوذ بالله وإذا مررت بآية رحمة فاسأل وإذا مررت بآية فيها تنزيه لله فسبح لأنه صلى الله عليه وسلم في حديث حُذَيْفَةَ (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فَكَانَ إِذَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ سَأَلَ وَإِذَا مَرَّ بِآيَةِ عَذَابٍ اسْتَجَارَ وَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَنْزِيهٌ لِلَّهِ سَبَّحَ) رواه ابن ماجه وافعل ذلك في صلاة الليل (التهجد) .
4-إذا سمعت بما يتناقله الناس من بهتان لمسلم فأحفظ لسانك عن ذلك وقل سبحانك هذا بهتان عظيم وقد قال تعالى فيما حصل من الإفتراء والإفك على عائشة رضي الله عنها (وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ) [النور : 16].
5-قل في ركوعك وسجودك - سبوح قدوس رب الملائكة والروح - لحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أَنَّ عَائِشَةَ نَبَّأَتْهُ (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ) رواه مسلم .
6-قدر الله حق قدره وذلك بالقيام بأمره والإنتهاء عند نهيه وقم عابداً لله مخلصاً له في سرك وعلانيتك غير مشرك به بل اثن عليه سبحانه لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ (فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنْ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ) رواه مسلم0
7-إذا سلمت في صلات الوتر فقل سبحان الملك القدوس - ثلاثاً - في حديث أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ(أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوتِرُ بِثَلَاثِ رَكَعَاتٍ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْأُولَى بِسَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَفِي الثَّانِيَةِ بِقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَفِي الثَّالِثَةِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَيَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ فَإِذَا فَرَغَ قَالَ عِنْدَ فَرَاغِهِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يُطِيلُ فِي آخِرِهِنَّ) رواه النسائي-وهو صحيح.















الرسالة السادسة والخمسون
الـقـيـوم
من أسماء الله الحسنى ( القيوم ) كما قال  (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) [آل عمران : 2] وهو سبحانه القائم على كل نفس بما كسبت كما قال  ( أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)[الرعد : 33] وهو سبحانه قيوم السماوات والأرض وفي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيَّامُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ حَقٌّ وَوَعْدُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَبِكَ آمَنْتُ ثُمَّ ذَكَرَ قُتَيْبَةُ كَلِمَةً مَعْنَاهَا وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) هذا لفظ النسائي وبنحوه عند البخاري ومسلم0
فالله هو القائم بنفسه فلا يحتاج إلى أحد وقام كل شيء به فهو القائم بنفسه المقيم لغيره فهو القيوم لكمال قدرته وكمال غناه قاله ابن القيم رحمه الله.
فيا أيها العبد :
1-اعتمد على الله في أحوالك كلها فإنك محتاج إلى ربك في كل لحظة من لحظات حياتك فلا قوام لك إلا به فالجأ إليه واسأله حاجتك واستغث به وادع بما ورد في حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ(كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَرَبَهُ أَمْرٌ قَالَ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ) رواه الترمذي –وهو حسن 0
2-إذا قمت إلى الصلاة من جوف الليل فاستفتح صلاتك بما ورد في حديث ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ(كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَقَوْلُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ لَا إِلَهَ غَيْرُكَ) رواه البخاري0
3-ادع الله باسمه العظيم وهو ما جاء في أَنَسٍ(أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا وَرَجُلٌ يُصَلِّي ثُمَّ دَعَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى)رواه أبو داود وهو صحيح 0
4-انتبه لنفسك أيها العبد فخف من الله المطلع عليك فلا تعصه في أقوالك وأعمالك ونياتك وأفرده بالعبادة دون سواه وإذا تكلمت أو عملت أي عمل فاجعل هذه الآية نصب عينيك وهي قوله (أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ) [الرعد : 33]وأعلم أن أعمالك وأقوالك محصاة عليك محفوظة مكتوبة فاجعل هذا على بالك حتى تلقى الله عز وجل .
5-اقرأ آية الكرسي (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [البقرة : 255]وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَقَالَ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ذَاكَ شَيْطَانٌ)رواه البخاري صحيح .








الرسالة السابعة والخمسون
الـسـتـير
من أسماء الله ( الستير ) كما في حديث عَطَاءٍ عَنْ يَعْلَى(أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يَغْتَسِلُ بِالْبَرَازِ بِلَا إِزَارٍ فَصَعَدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ) رواه وأبو داود –وهو صحيح 0 ومن صفاته سبحانه الستر كما في حديث عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رواه الشيخان .
فالله يستر على عباده كثيرا ولا يفضحهم ويحب لعباده الستر على أنفسهم وعلى المسلمين .
فيا أيها العبد:
1-أقبل على ربك حباً له وخوفا منه واعتذاراً إليه بالتوبة وحياءً منه واستر نفسك إذا كان الذنب قد صدر منك تائباً منيباً لحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُقَرِّنٍ قَالَ(دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ أَنْتَ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ النَّدَمُ تَوْبَةٌ قَالَ نَعَمْ وَقَالَ مَرَّةً سَمِعْتُهُ يَقُولُ النَّدَمُ تَوْبَةٌ)رواه أحمد0 واعرف منة الله عليك الذي سترك ولم يفضحك فلا تعد لذنب وأصلح فيما بينك وبين الله 0
2-إذا كنت ممن يفعل بعض الذنوب فلا تجاهر بها عند أولادك أو عند الناس أو عند زملائك واستح على نفسك من المجاهرة لحديث سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ(كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ) رواه البخاري .
3-ادع الله عز وجل بما كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصبح وإذا أمسى لحديث جُبَيْرِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ (لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَتِي وَقَالَ عُثْمَانُ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي) رواه أبو داود / صحيح 0
4-تخلق بخلق الستر لنفسك ولإخوانك المسلمين لحديث ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ(مَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كَشَفَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ بِهَا فِي بَيْتِهِ) رواه ابن ماجه 0
5-احذر من تتبع عورات المسلمين فإنك إن تتبع عوراتهم تتبع الله عورتك وفضحك ولو في جوف رحلك لحديث ابْنِ عُمَرَ قَالَ(صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الْإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ لَا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ) رواه الترمذي –وهو صحيح 0















الرسالة الثامنة والخمسون
الجــواد

من أسماء الله الحسنى ( الجواد ) وفي الحديث: "إن الله جواد يحب الجود" صحيح. ومن صفاته سبحانه أنه يجود على عباده ويعطي سائلهم فلا يخيبه .
فالله هو الذي عم بجوده وكرمه وفضله خلقه واعطى من سأله إحساناً منه وتحبباً إلى خلقه بنعمه 0
فيا أيها العبد :
1- تخلق بخلق الجود والكرم فإن الله يحب الجود فجد بمالك وبدنك وعملك ووقتك في كل ما يرضي ربك وأحسن إلى الخلق بالعطاء وغيره من صنوف الجود كما تخلق بها نبيك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ففي حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ(كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ وَأَشْجَعَ النَّاسِ وَأَجْوَدَ النَّاسِ)رواه البخاري .
2-إذا جاءك السائل فجد عليه ولا ترده ولو أن تعطيه شيئاً يسيراً وقد قال (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ) [الضحى : 10]ولحديث ابْنِ بُجَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ ثُمَّ الْحَارِثِيِّ عَنْ جَدَّتِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (رُدُّوا الْمِسْكِينَ وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحْرَقٍ) رواه مالك وهوصحيح 0
3-كن جواداً بأخلاقك وبالكلمة الطيبة وبالبشر والطلاقة لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ وَكُلُّ خُطْوَةٍ يَمْشِيهَا إِلَى الصَّلَاةِ أَوْ قَالَ إِلَى الْمَسْجِدِ صَدَقَةٌ) رواه أحمد –ولحديث أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ) رواه مسلم-وهو صحيح0
4-كن جواداً بأن تجزي السيئة بالحسنة وباحتمال الأذى والصبر لحديث أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ (لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَلَا صَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يُجْزِي بِالسَّيِّئَةِ مِثْلَهَا وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ) رواه أحمد –وهو صحيح 0وقد قال صلى الله عليه وسلم لابن جري ( وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه فإنما وبال ذلك عليه) رواه أبو داود -وهو صحيح 0


الرسالة التاسعة والخمسون
( الجـمـيـل )
من أسماء الله الحسنى ( الجميل ) ففي حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ(لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً قَالَ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ)رواه مسلم ومن صفة الله الجمال .
فالله هو الذي له الجمال الكامل في أسمائه وصفاته وأفعاله (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى : 11]0
فيا أيها العبد :
1- تجمل في بدنك وفي ثوبك وفي نعلك غير متكبر لحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ(لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً قَالَ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ) رواه مسلم0 وبطر الحق :رده ودفعه 0 غمط الناس:احتقارهم وازدرائهم 0
2-تجمل بالرائحة الطيبة -الطيب - وقد كان صلى الله عليه وسلم (يعرف بريح الطيب إذا أقبل ) قال الألباني رواه ابن سعد عن إبراهيم مرسلاً وصححه0
3-ليكن كلامك جميلاً سديداً ليس فيه فحش ولا تفحش وقد قال  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) [الأحزاب : 70 ، 71]كن ممن يعجبك كل طيب من القول والفعل وغيرها ومن ذلك الريح الطيبة لحديث عَائِشَةَ قَالَتْ (جُعِلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُرْدَةٌ سَوْدَاءُ مِنْ صُوفٍ فَذَكَرَ بَيَاضَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَوَادَهَا فَلَمَّا عَرِقَ وَجَدَ مِنْهَا رِيحَ الصُّوفِ فَقَذَفَهَا قَالَ وَأَحْسِبُهُ قَدْ قَالَتْ كَانَ يُعْجِبُهُ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ) رواه أحمد -وهو صحيح0 وإذا استجمرت - تطيبت - فافعل كفعله صلى الله عليه وسلم ففي حديث نَافِعٍ قَالَ (كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا اسْتَجْمَرَ اسْتَجْمَرَ بِالْأَلُوَّةِ غَيْرَ مُطَرَّاةٍ وَبِكَافُورٍ يَطْرَحُهُ مَعَ الْأَلُوَّةِ ثُمَّ قَالَ هَكَذَا كَانَ يَسْتَجْمِرُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)رواه مسلم0
4-اسأل الله لذة النظر إلى وجهه لحديث عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ (صَلَّى بِنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ صَلَاةً فَأَوْجَزَ فِيهَا فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ لَقَدْ خَفَّفْتَ أَوْ أَوْجَزْتَ الصَّلَاةَ فَقَالَ أَمَّا عَلَى ذَلِكَ فَقَدْ دَعَوْتُ فِيهَا بِدَعَوَاتٍ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وفـيـه _ (وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ)رواه النسائي –وهو صحيح0




















الـرسـالة الستـون
( الـطـيـب )
من أسماء الله الحسنى ( الطيب ) لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }وَقَالَ{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ }ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ)رواه مسلم ومن صفاته الطيب -أنه طيب0
فالله هو المنزه عن النقائص والعيوب الذي له كل طيب من الأسماء والأفعال والكلمات والصفات والتعظيمات والحكم والأوامر وغير ذلك من كل طيب كامل.
فيا أيها العبد :
1-أحبب الله عز وجل وتخلق بهذه الصفة فلا تأخذ إلا الطيب من العقائد والأقوال والأفعال مما أوجبه الله عليك وأباحه لك وشرعه وكلما شرعه الله لك من الواجبات والمندوبات فهو الطيب فإذا أخذت به طبت في الدنيا والآخرة وقد قال (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)[النحل : 32]0
2-تصدق من الكسب الطيب يتقبل منك 0كما ورد في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ)رواه البخاري 0
3-لا تتكلم إلا بالكلام الطيب يتقبله الله منك -بالصدق والإخلاص فيه والتسبيح والتكبير والتهليل والعبادات القولية ونحو ذلك- وقد قال  (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ)[فاط
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 33

العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل   العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 2:48 pm


الرسالة الخامسة والستون
الـكـافـي
من أسماء الله الحسنى(الكافي) كما قال (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [الزمر : 36] ومن صفاته انه يكفي عباده ما يحتاجون إليه وينصرهم كما قال (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ)[الحجر : 95]0
فالله يكفي عباده كل ما يحتاجون إليه ويكفي المؤمنين المقبلين عليه بحفظهم ونصرهم والدفاع عنهم وتوفيقهم.
فيا أيها العبد:
1-اعتمد على ربك بقلبك وقم بطاعته وطاعة رسوله وتجنب معصية الله وثق بأن الله سوف ينصرك وأنه سيكفيك المستهزئين بك والساعين في أذاك وقد قال الله  لرسوله(إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ)[الحجر : 95]
2-إذا كان هناك من يسعى في الإضرار بك وقد توعدك أو نحو ذلك فادع الله أن يكفيك إياه وقد جاء في حديث صهيب في قصة الغلام أنهم لما ذهبوا به إلى الجبل ليطرحوه فقال (اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ فَرَجَفَ بِهِمْ الْجَبَلُ فَسَقَطُوا) رواه مسلم.
3-إذا خفت من قوم فيسن لك ان تدعوا الله عز وجل بما جاء في حديث أَبِي بُرْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا خَافَ قَوْمًا قَالَ(اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ فِي نُحُورِهِمْ وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ) رواه أبو داود.
4-إذا رفعت مائدتك فقل ما جاء في حديث أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ
وَرَفَعَ مَائِدَتَهُ قَالَ (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانَا وَأَرْوَانَا غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مَكْفُورٍ وَقَالَ مَرَّةً الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّنَا غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى رَبَّنَا)رواه البخاري.
5-إذا أويت إلى فراشك فقل ما جاء في حديث أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَكَفَانَا وَآوَانَا فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ)رواه مسلم.




الرسالة السادسة والستون
الـقـريـب
من أسماء الله الحسنى (القريب) كما قال (قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ)[سبأ : 50]ومن صفاته انه قريب يجيب دعوة الداع إذا دعاه كما قال تعالى(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة : 186]وهو أقرب إلى أحدنا من عنق راحلته ففي حديث أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ(كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُنَّا إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ هَلَّلْنَا وَكَبَّرْنَا ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا إِنَّهُ مَعَكُمْ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ تَبَارَكَ اسْمُهُ وَتَعَالَى جَدُّهُ) رواه البخاري.
• فالله قريب من كل أحد بعلمه واطلاعه عليه وإحاطته به علماً فلا يخفى عليه شيء من خلقه وهو سبحانه قريب من عابديه بالإثابة ومن سائليه بالإجابة. فيا ايها العبد:
1-إذا علمت أن الله قريب باطلاعه عليك ومراقبتك فاستح منه-قم بما أمرك الله به وأمرك به رسوله صلى الله عليه وسلم وانته عما نهاك الله عنه او نهاك عنه رسوله .
2-تقرب إلى الله عز وجل بأداء الفرائض التي فرضها الله عليك ثم بعد الفرائض تقرب إلى الله بالنوافل لحديث
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ) الخ رواه البخاري.
3-أكثر التقرب إلى الله عز وجل بالعبادات المشروعة ومنها النوافل بعد الفرائض فكلما تقربت إليه تقرب الله إليك فيحصل لك من التوفيق والهدى والحفظ والرعاية والنصر والخير العظيم لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً)رواه البخاري0
4-اغتنم قربك من الله في سجودك فاجتهد في الدعاء أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ) رواه مسلم . لحديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ(وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ) رواه مسلم. ادع بما شئت من خيري الدنيا والآخرة.
5-اغتنم قربك من ربك في جوف الليل الاخر -ادع الله واستغفره وتب إلى الله وأقبل عليه- ففي حديث عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنْ الْعَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الْآخِرِ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ) رواه الترمذي.
6-إذا دعوت الله وكبرته وناجيته فلا ترفع صوتك واخفض صوتك إلا ما شرع فيه رفع الصوت فإنه يسمعك ويراك ولا يخفى عليه منك شيء لحديث أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُنَّا إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ هَلَّلْنَا وَكَبَّرْنَا ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا إِنَّهُ مَعَكُمْ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ تَبَارَكَ اسْمُهُ وَتَعَالَى جَدُّهُ)رواه البخاري.













الرسالة السابعة والستون
المـقـيـت
من أسماء الله الحسنى (المقيت) كما قال (مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا) [النساء : 85]ومن صفاته أنه يقيت ويرزق كل موجود مابه يقتات.
• فالله هو الذي يقيت عباده ويسوق أرزاقهم اليهم بحكمته وفضله. فيا أيها العبد:
1-احسب لأهلك قوت سنتهم إذا أردت ذلك ولا كراهة في هذا العمل لحديث عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كَانَ يَبِيعُ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ وَيَحْبِسُ لِأَهْلِهِ قُوتَ سَنَتِهِمْ) رواه البخاري.
2-إذا كان عندك قوت يومك وأنت آمن معافى فأنت في خير عظيم فاحمد الله على ذلك واشكره لحديث سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)رواه الترمذي 0
3- اعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قانعاً في الدنيا متزوداً بالقليل منها حتى لقد دعا أن يجعل الله رزقه وأهله قوتاً لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا) رواه مسلم0 فاقنع بما رزقك الله في هذه الدنيا وليكن همك طاعة الله عز وجل وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ)رواه مسلم.
4-توكل على الله عز وجل في كل أمورك ومنها رزقك فانه جل وعلا هو الرزاق ذو القوة المتين ،وابذل الأسباب وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا) رواه الترمذي.





الرسالة الثامنة والستون
(الـديـان)
من أسماء الله الحسنى (الديان) لحديث مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ بَلَغَنِي حَدِيثٌ عَنْ رَجُلٍ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَرَيْتُ بَعِيرًا ثُمَّ شَدَدْتُ عَلَيْهِ رَحْلِي فَسِرْتُ إِلَيْهِ شَهْرًا حَتَّى قَدِمْتُ عَلَيْهِ الشَّامَ فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ فَقُلْتُ لِلْبَوَّابِ قُلْ لَهُ جَابِرٌ عَلَى الْبَابِ فَقَالَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ قُلْتُ نَعَمْ فَخَرَجَ يَطَأُ ثَوْبَهُ فَاعْتَنَقَنِي وَاعْتَنَقْتُهُ فَقُلْتُ حَدِيثًا بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقِصَاصِ فَخَشِيتُ أَنْ تَمُوتَ أَوْ أَمُوتَ قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَوْ قَالَ الْعِبَادُ عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا قَالَ قُلْنَا وَمَا بُهْمًا قَالَ لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مِنْ قُرْبٍ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الدَّيَّانُ وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ وَلَهُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَقٌّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَلِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عِنْدَهُ حَقٌّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ حَتَّى اللَّطْمَةُ قَالَ قُلْنَا كَيْفَ وَإِنَّا إِنَّمَا نَأْتِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا قَالَ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ)رواه أحمد.
• فالله هو القهار المجازي لعباده الحاكم بينهم.
فيا أيها العبد:
1-اعلم أنك مجزى بعملك إن خيراً فخير وغن شراً فشر فاجتهد في عمل الصالحات ودع الآثام من اليوم قبل يوم الدين-القيامة-وقد قال البخاري رحمه الله في قوله -يوم الدين- والدين الجزاء في الخير والشر كما تدين تدان.
2-احذر من ظلم العباد حتى تلقى الله عز وجل واعلم أن القصاص في يوم الدين -يوم القيامة والجزاء والحساب- إنما هو بالحسنات والسيئات وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ)رواه مسلم.
3-إذا كان عليك حقوق فادها إلى أهلها من اليوم قبل يوم الدين ففيه الجزاء والقصاص لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقُ إِلَى أَهْلِهَا حَتَّى تُقَادَ الشَّاةُ الْجَمَّاءُ مِنْ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رواه أحمد.
4-إذا كان عندك عامل أو خادم أو خادمة فلا تهنهم أو تعاقبهم بدون حق 0 وأنت أيها العامل والخادم احذر من الظلم 0 واستمع إلى هذا الحديث عن عَائِشَةَ (أَنَّ رَجُلًا قَعَدَ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي مَمْلُوكِينَ يُكَذِّبُونَنِي وَيَخُونُونَنِي وَيَعْصُونَنِي وَأَشْتُمُهُمْ وَأَضْرِبُهُمْ فَكَيْفَ أَنَا مِنْهُمْ قَالَ يُحْسَبُ مَا خَانُوكَ وَعَصَوْكَ وَكَذَّبُوكَ وَعِقَابُكَ إِيَّاهُمْ فَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ بِقَدْرِ ذُنُوبِهِمْ كَانَ كَفَافًا لَا لَكَ وَلَا عَلَيْكَ وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ دُونَ ذُنُوبِهِمْ كَانَ فَضْلًا لَكَ وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ فَوْقَ ذُنُوبِهِمْ اقْتُصَّ لَهُمْ مِنْكَ الْفَضْلُ قَالَ فَتَنَحَّى الرَّجُلُ فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَهْتِفُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ}الْآيَةَ فَقَالَ الرَّجُلُ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلِهَؤُلَاءِ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ مُفَارَقَتِهِمْ أُشْهِدُكُمْ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ كُلُّهُمْ )رواه الترمذي.















الرسالة التاسعة والستون
المـتـيـن
من أسماء الله الحسنى (المتين) كما قال  (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) [الذاريات : 58]
فالله ذو القوة الشديد الذي قد كمل في ذلك فله صفات الكمال ونعوت الجلال. فيا أيها العبد:
1-إذا علمت ان الله هو شديد القوة فيجب عليك أن تخافه فلا تقدم على معصيته وأن تحبه فتتقرب إليه بطاعته وأن تعلم انك تحت قهره وانك إن عبدته فتولاك فأنت في عز ولا يستطيع احد أن يذلك وفي حديث دعاء القنوت :انه لا يذل من واليت" فاثن على ربك كما أثنى عليه رسوله صلى الله عليه وسلم لحديث عَائِشَةَ قَالَتْ فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنْ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ (اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ)رواه مسلم0 وأكثر من الاستغفار والتوبة لحديث أَبُي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً)رواه البخاري 0
2-إن الله عز وجل هو الذي تكفل برزقك وبرزق جميع الخلق فتوكل على الله في طلب الرزق وفي غيره وقد قال (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) [الذاريات : 58]واعلم أن خزائن كل شيء بيد الله فاسأل الله من كل خير وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو : (اللهم احفظني بالإسلام قائما ، واحفظني بالإسلام قاعدا ، واحفظني بالإسلام راقدا ، ولا تشمت بي عدوا حاسدا ، واللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك ، وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك ) رواه الحاكم « هذا حديث صحيح على شرط البخاري ، ولم يخرجاه ».
3-إذا علمت أن الله جل وعلا هو الذي يقدر على مالا يقدر عليه غيره لأنه القوي المتين الرزاق فتوجه إليه في شأنك كله وفوض أمرك إليه واسلم نفسك إليه وألجئ ظهرك إليه وادعه منيباً إليه تذللاً منك ورغبة فيما عنده ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في حديث علي رضي الله عنه ، قال : كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم متعني بسمعي وبصري حتى تجعلهما الوارث مني ، وعافني في ديني وجسدي ، وانصرني ممن ظلمني حتى تريني فيه ثأري ، اللهم إني أسلمت نفسي إليك ، وفوضت أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك ، وخليت وجهي إليك ، لا ملجأ منك إلا إليك ، آمنت برسولك الذي أرسلت ، وبكتابك الذي أنزلت ) رواه الحاكم « هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه .
الـرسالـة السـبـعـون
(الـرفـيـق)
من أسماء الله الحسنى (الرفيق) لحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَيْهِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ) رواه أبو داود ومن صفات الله  الرفق كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث عَائِشَةَ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي بَيْتِي هَذَا(اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ)رواه مسلم.
فالله رفيق بعباده فيما شرعه لهم ورفيق بالمؤمنين في جزائهم ورفيق في أفعاله بالتدرج في الخلق لحكمة يعلمها.
• فيا أيها العبد:
1-ارفق بمن أوجب الله عليك الرفق بهم ولا تشق عليهم ومن ذلك من ولي من أمر أمة محمد  شيئاً وقد قال صلى الله عليه وسلم(اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ)رواه مسلم ، فارفق بأهلك وبوالديك وبأسرتك وبمن هم تحت ولايتك ليرفق الله بك ولا تشق عليهم فيشق الله عليك ، انتبه لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم فهي إما لك إن رفقت وإما عليك إن شققت.
2-عليكم يا أهل البيت (الأسرة) أن يرفق بعضكم ببعض ليكون بيتكم بيت خير وقد قال  في حديث عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمْ الرِّفْقَ) رواه أحمد.
3-اعلم انك ان حرمت الرفق فقد حرمت الخير فكن رفيقاً متخلقاً بهذه الصفة الكريمة –الرفق- وفي حديث جَرِيرٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ يُحْرَمْ الرِّفْقَ يُحْرَمْ الْخَيْرَ) رواه مسلم.
4-ارفق في أمورك كلها لتزين كل أمورك ولا تكن أمورك قد نزع منها الرفق فتكون شينة ففي الحديث عندما سئلت عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ الْبَدَاوَةِ فَقَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْدُو إِلَى هَذِهِ التِّلَاعِ وَإِنَّهُ أَرَادَ الْبَدَاوَةَ مَرَّةً فَأَرْسَلَ إِلَيَّ نَاقَةً مُحَرَّمَةً مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ فَقَالَ لِي (يَا عَائِشَةُ ارْفُقِي فَإِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يَكُنْ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ وَلَا نُزِعَ مِنْ شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا شَانَهُ) رواه أبو داود.
5-أحب الرفق لأن الله يحبه ويعطي عليه من الخير مالا يعطي على العنف لحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَيْهِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ) رواه أبو داود0 وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم رحيماً رفيقاً بالأهل وغيرهم.
6-اعلم أن هذا الدين الإسلامي دين يسر وسهولة فلا تشدد على نفسك أو على غيرك ولا تعسر عليهم وإنما كن مع نفسك وغيرك سائراً على منهج القرآن والسنة ميسراً لما جاء فيهما لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا) رواه البخاري 0





















الرسالة الحادية والسبعون
(البصير)
من أسماء الله الحسنى (البصير) كما قال  (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) [الشورى : 27] ومن صفاته أنه يبصر قد أحاط بصره بكل المبصرات.
فالله قد أحاط بصره بكل المبصرات في الأرض والسموات ومطلع على جميع الكائنات لا يخفى عليه منها شيء. فيا أيها العبد:
1-اعلم أن الله يبصرك فاستح منه واحذر ان يبصرك على معصية بل كن دائماً على طاعة الله في أي زمان أو مكان وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ) رواه الترمذي0
2-اعلم أنك مكشوف لا يخفى على الله منك شيء واجعل هذه الآية نصب عينيك قال  (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) [العلق : 14] واجتهد في كل ساعة في القيام بطاعة الله متقرباً إليه محباً له خائفاً منه سائلاً له كل ما تحتاجه فهو يراك ويعلم حاجتك ويجب أن تسأله وأن تدعوه وقد قال  (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [غافر : 60] فاجتهد في دعائه ومسألته والتذلل والخضوع له .
3-اخلص العبادة لله في قلبك ولتكن عبادتك على طريقة النبي فان الله ينظر إلى قلب العبد وإلى عمله كما قال  في حديث أبي هريرة (إنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَلَا إِلَى صُوَرِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ إِلَى صَدْرِهِ) رواه مسلم. اجعل هذا الحديث نصب عينيك واحذر من الرياء0
4-إذا قمت إلى عبادة الله فراقب الله وأحسن طاعته متذللاً بين يديه خاشعاً له محسناً في تقربك إلى ربك وقد قال صلى الله عليه وسلم (مَا الْإِحْسَانُ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنه يراك) رواه مسلم.
5-طهر عملك من الرياء واعلم انك ستجازى على عملك يوم القيامة فلا تزين عملك من أجل الناس بالرياء واجعل عملك لوجه الله الكريم وتأمل قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حديث مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ قَالُوا وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الرِّيَاءُ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا جُزِيَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً) رواه أحمد.
الرسالة الثانية والسبعون
(الـغـني)
من أسماء الله الحسنى (الغني) كما قال(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) [فاطر : 15] ومن صفاته الغني عن عباده كلهم وقد قال(وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) [النمل : 40]
• فالله هو الغني بذاته الذي له الغنى التام الكامل من جميع الوجوه الذي بيده خزائن السموات والأرض وله ملك الدنيا والآخرة.
• فيا أيها العبد:
1-اعبد الله وحده لا شريك له وتوجه إليه حباً وخوفاً وتذللاً واحذر من الشرك بالله جل وعلا لأنه الغني فلا يقبل عملاً فيه شراكة معه-احذر الشرك الأكبر والأصغر ومن ذلك الرياء فانه من الشرك الأصغر-وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى (أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ) رواه مسلم.
2-استعن بما رزقك الله مستغنياً بذلك عن الخلق وقد ورد في حديث حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ) رواه البخاري 0 واقنع بما آتاك الله ففي حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ) رواه مسلم 0
3-اسأل كل حاجتك من الله-الغني-الذي لا ينفد رزقه وقد قال : (إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ) [ص : 54] لحديث أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ(يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ) رواه مسلم.
4-كن غني النفس فإنه ليس الغنى كثرة المال والمتاع لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ(لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ) رواه الشيخان.
5-إن أعظم الغنى وخيره العطاء وأوسعه الصبر فإذا كنت من أهل الصبر على الفقر والمصائب وعلى طاعة الله عز وجل وعن الذنوب فقد أعطيت خير العطاء وأوسعه فاحمد الله على ذلك واشكره لحديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّ نَاسًا مِنْ الْأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَاهُمْ ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ فَقَالَ (مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ) رواه البخاري.






















الرسالة الثالثة والسبعون
(الـشـاكـر)
من أسماء الله الحسنى (الشاكر) وكما قال(مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا) [النساء : 147] ومن أسمائه تعالى "الشكور" كما قال(إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ)[التغابن : 17] ومن صفاته أنه يشكر عباده المؤمنين كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَنَّ رَجُلًا رَأَى كَلْبًا يَأْكُلُ الثَّرَى مِنْ الْعَطَشِ فَأَخَذَ الرَّجُلُ خُفَّهُ فَجَعَلَ يَغْرِفُ لَهُ بِهِ حَتَّى أَرْوَاهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ) رواه الشيخان.
• فالله يشكر القليل الخالص من عباده ويضاعف الحسنات الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة تفضلاً منه وتكرماً.
• فيا أيها العبد:
1-اعبد الله واشكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى وقد امرك الله بذلك فقال (وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)[العنكبوت : 17] وقال (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) [لقمان : 14] ومن شكر النعم نسبتها إلى الله وان تجعلها في طاعة الله .
2-اعلم انك ان شكرت الله على نعمه فانه يزيدك كما قال (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) [إبراهيم : 7] فإذا انفقت تلك النعم في طاعة ربك فأبشر بالخير والمضاعفة والثواب الجزيل ومن ذلك انك إن تصدقت بصدقة رباها الله لك وضاعفها كما قال الله (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[البقرة : 261] لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ) رواه الشيخان.
3-اعلم أن الشكور من عباد الله قليل فكن من هؤلاء القليل وقد قال (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) [سبأ : 13]ومن هؤلاء القلة من يصلي من الليل متهجداً لحديث زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى حَتَّى انْتَفَخَتْ قَدَمَاهُ فَقِيلَ لَهُ أَتَكَلَّفُ هَذَا وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ فَقَالَ أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا )رواه الشيخان، فهل تقوم مصلياً من الليل طالباً ثواب الله لتكون من هذا الصنف( الشكور)0
4-اجتهد في القيام بالأعمال التي يشكر الله عليها العبد ومنها :
أ-الإحسان إلى الحيوان بسقي الماء كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَنَّ رَجُلًا رَأَى كَلْبًا يَأْكُلُ الثَّرَى مِنْ الْعَطَشِ فَأَخَذَ الرَّجُلُ خُفَّهُ فَجَعَلَ يَغْرِفُ لَهُ بِهِ حَتَّى أَرْوَاهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ) رواه الشيخان.
ب- ومنها تنحية الأذى عن الطريق لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ(بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ)رواه الشيخان.
5-ادع الله عز وجل أن يجعلك شكاراً له ففي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو يَقُولُ (رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ وَاهْدِنِي وَيَسِّرْ الْهُدَى لِي وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا لَكَ ذَكَّارًا لَكَ رَهَّابًا لَكَ مِطْوَاعًا لَكَ مُخْبِتًا إِلَيْكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي وَاغْسِلْ حَوْبَتِي وَأَجِبْ دَعْوَتِي وَثَبِّتْ حُجَّتِي وَسَدِّدْ لِسَانِي وَاهْدِ قَلْبِي وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ صَدْرِي )رواه الترمذي وابن ماجه.
6-اسأل الله في آخر صلاتك قبل التسليم بما جاء في حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ (يَا مُعَاذُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ فَقَالَ أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ)رواه أبو داود.
7-من أسدى إليك معروفاً فأجزه عليه فان لم تجد فاشكره وقد قال (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) [لقمان : 14] ولحديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ أُعْطِيَ عَطَاءً فَوَجَدَ فَلْيَجْزِ بِهِ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُثْنِ بِهِ فَمَنْ أَثْنَى بِهِ فَقَدْ شَكَرَهُ وَمَنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ)رواه أبو داود ، ولحديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ) رواه أبو داود.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 33

العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل   العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 2:50 pm

الرسالة الرابعة والسبعون
(الـطـبـيـب)

من أسماء الله الحسنى(الطبيب) لحديث أَبِي رِمْثَةَ قَالَ (انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي نَحْوَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا هُوَ ذُو وَفْرَةٍ بِهَا رَدْعُ حِنَّاءٍ وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبْجَرَ عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ عَنْ أَبِي رِمْثَةَ فِي هَذَا الْخَبَرِ قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبِي أَرِنِي هَذَا الَّذِي بِظَهْرِكَ فَإِنِّي رَجُلٌ طَبِيبٌ قَالَ اللَّهُ الطَّبِيبُ بَلْ أَنْتَ رَجُلٌ رَفِيقٌ طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا)رواه أبو داود.
• فالله  هو الطبيب الحقيقي لأمراض الأبدان والقلوب وهو الشافي الحقيقي لها كما قال (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) [يونس : 107]0 فيا أيها العبد:
1- إذا أصابك المرض في البدن أو في النفس أو في غيرها فالجأ إلى الله عز وجل واطلب منه الشفاء فهو الطبيب واسأله الشفاء فهو الشافي وقد قال(وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) [الشعراء : 80]
2-اهتم بقلبك ومعالجته من أمراض الشهوات والشبهات وذلك باللجوء إلى الله عز وجل والإستشفاء بالقرآن الكريم من جميع الأمراض البدنية والقلبية فقد قال تعالى(قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) [فصلت : 44]ومن ذلك الرقية بالفاتحة فإنها نافعة بإذن الله كما حصل في قصة الرجل الذي لدغ فرقاه بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالفاتحة فشفاه الله وأقر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الصحابي على الرقية وعلى أخذ الجعل عليها.
3-قم بحماية قلبك من الشبهات وأسراب الفتن وليكن قلبك منكراً الفتن التي تعرض على القلب لحديث حُذَيْفَةُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ) رواه مسلم، وادع الله في شفاء قلبك إذا حصل به المرض العضوي او مرض الشبهة.
4-إذا كان عندك معرفة بالطب فانفع اخوانك المسلمين لحديث جَابِرٍ قَالَ (كَانَ لِي خَالٌ يَرْقِي مِنْ الْعَقْرَبِ فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الرُّقَى قَالَ فَأَتَاهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ نَهَيْتَ عَنْ الرُّقَى وَأَنَا أَرْقِي مِنْ الْعَقْرَبِ فَقَالَ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ) رواه مسلم- إذا كنت لا تعرف شيئاً من الطب فلا تقم بإهلاك المريض باجتهادك في وصف دواء له بلا معرفة منك أو تسقيه دواء على جهل منك فان فعلت بأن داويته بلا معرفة فأنت ضامن لحديث حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ طِبٌّ قَبْلَ ذَلِكَ فَهُوَ ضَامِنٌ) رواه النسائي وابن ماجه. فيا أيها الذين تدعون معرفة الطب وأنتم لا تعرفون ذلك اتقوا الله في عباد الله ولا تقتلوهم وخافوا الله الذي يراكم ولا تجعلوا المال هو همكم على حساب صحة اخوانكم المسلمين.
5-اعلم انه ما من داء إلا وله شفاء ولكن قد يكون الطب لم يتوصل إلى ذلك الشفاء فيقول بعض الأطباء ان هذا المرض ليس له شفاء وذلك بناء على ما بلغه وليس على الحقيقة وقد ورد في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً)رواه البخاري، ولحديث عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ)رواه احمد وقد يكون الدواء قد علمه الأطباء أو جهلوه أو علمه بعضهم وجهله بعضهم والله اعلم.









الرسالة الخامسة والسبعون
(الـعـزيـز)
من أسماء الله الحسنى (العزيز) كما قال(أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ) [ص : 9]ومن صفاته تعالى العزة كما قال  (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) [المنافقون : 8] وأنه يعز من يشاء ويذل من يشاء كما قال  (وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ) [آل عمران : 26]
• فالله هو الذي له عزة القوة وعزة الغلبة وعزة الاقتناع قد قهر كل شيء وخضع له كل شيء.
فيا أيها العبد: 1- كن معتزاً بدينك الإسلامي وكن متواضعاً لإخوانك المؤمنين عزيزاً على الكفار كما قال (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) [المائدة : 54]ولتحملك عزتك بدينك على إقامته والصدع بكلمة الحق والدعوة إلى الإسلام والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طلباً للثواب من الله عز وجل الذي يعز من أطاعة ويذل من عصاه ويهينه (وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ) [الحج : 18]استعذ بعزة الله  لحديث ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ(أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ)رواه الشيخان .
2-تعوذ بالله من الذلة وقد قال صلي الله عليه وسلم في حديث أبى هريره (تعوذ بالله من الفقر ومن القلة ومن الذلة ) رواه النسائى ، وفي حديث أَبُي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الْفَقْرِ وَمِنْ الْقِلَّةِ وَمِنْ الذِّلَّةِ وَأَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ)رواه النسائي.
3-إذا مرضت فأصابك ألم في جسدك فافعل كما صح عن عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عُثْمَانُ وَبِي وَجَعٌ قَدْ كَادَ يُهْلِكُنِي قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (امْسَحْهُ بِيَمِينِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَقُلْ أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ قَالَ فَقُلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ اللَّهُ مَا كَانَ بِي فَلَمْ أَزَلْ آمُرُ بِهَا أَهْلِي وَغَيْرَهُمْ)رواه مالك ، ولمسلم نحوه0 وفي رواية لحديث عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ (أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعًا يَجِدُهُ فِي جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ وَقُلْ بِاسْمِ اللَّهِ ثَلَاثًا وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِر)ُ 0
4-يجوز أن تحلف بصفات الله ومنها الحلف بعزة الله لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (بَيْنَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا فَخَرَّ عَلَيْهِ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ فَجَعَلَ أَيُّوبُ يَحْتَثِي فِي ثَوْبِهِ فَنَادَاهُ رَبُّهُ يَا أَيُّوبُ أَلَمْ أَكُنْ أَغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى قَالَ بَلَى وَعِزَّتِكَ وَلَكِنْ لَا غِنَى بِي عَنْ بَرَكَتِكَ)رواه البخاري0
























الرسالة السادسة والسبعون
(الـحـي)
من أسماء الله الحسنى (الحي)كما قال(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا) [طه : 111] والحياة صفه من صفات الله0
فالله هو الحي الذي لا يموت الذي له أكمل الحياة وأتمها وله جميع صفات الكمال0
فيا أيها العبد:
1-إذا علمت أن الله هو الحي الذي لا يموت فتوكل عليه دون سواه في أمورك كلها ولا تلتفت بقلبك عنه وقد قال  لرسوله (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا) [الفرقان : 58] 0
2-استعذ بالله من الضلال بما جاء في حديث ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ(اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْ تُضِلَّنِي أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ)رواه مسلم0
3-ادع الله  بدعاء رسول الله كما ورد في حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ(كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَرَبَهُ أَمْرٌ قَالَ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ) رواه الترمذي وهو حسن0
4-أقرأ آية الكرسي إذا أويت إلى فراشك (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [البقرة : 255]لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَقَالَ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ذَاكَ شَيْطَانٌ) رواه البخاري0
5-أدع الله  باسمه الأعظم لحديث أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }وَفَاتِحَةِ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ{الم اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ })رواه أبو داود0


الرسالة السابعة والسبعون
(الخـالـق)
من أسماء الله الحسنى (الخالق) كما قال (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحشر : 24]ومن أسماء الله تعالى الحسنى (الخلاق)كما قال  (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ) [الحجر : 86]ومن صفاته الخلق كما قال Sadأَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)[الملك : 14]وهو تعالى أحسن الخالقين كما قال: (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) [المؤمنون : 14]
•فالله هو الخالق المبدع للخلق المخترع له على غير مثال سابق الذي خلق الخلق أجمعين.
•فيا أيها العبد:
1-إذا كنت قد علمت أن الله هو الخالق وأنه قد أقر له جميع الأمم بذلك فوجب عليك أن تعبده وحده لا شريك له ولا تشرك معه أحداً في عبادته وقد قال (يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[البقرة : 21] -فاعتن بتوحيد الله عز وجل0
2-توسل إلى الله ربك الذي لا إله إلا هو بأنه خلقك وأنك عبده وذلك على ما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم في حديث شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ(اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ قَالَ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)رواه البخاري 0
3-توسل إلى الله عز وجل بعلمه الغيب وقدرته على الخلق كما صح عن النبي (اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي)رواه النسائي وهو صحيح0
4-اسأل الله كما حسن خلقك أن يحسن خلقك كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود(اللهم حسنت خلقي فحسن خلقي )رواه ابن حبان –وهو صحيح0
5-تفكر في ما خلق الله من السماوات والأرض وغيرها لتعود وقد امتلأ قلبك إيمانا وحبا لله وخوفا منه ومعرفة بقدرته العظيمة(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) [آل عمران : 190]0




الرسالة الثامنة والسبعون
(ذو الجلال والإكرام)
من أسماء الله الحسنى (ذو الجلال والإكرام)لحديث ثَوْبَانَ قَالَ (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا وَقَالَ اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ )رواه مسلم وقد قال (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) [الرحمن : 78]
•فالله هو الذي له صفات الجلال الهيبة الكاملة وهو الذي يكرم عباده المؤمنين تفضلاٌ منه .
• فيا أيها العبد :
1-إذا سلمت من صلاتك فاستغفر الله ثلاث مرات ثم قل :اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام ,لأن في حديث ثَوْبَانَ قَالَ (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا وَقَالَ اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ )رواه مسلم.
2-اسأل الله باسمه العظيم أن يدخلك الجنة وما تحتاجه من خيري الدنيا والآخرة واسم الله العظيم هو ما جاء في حديث أَنَسٍ (أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا وَرَجُلٌ يُصَلِّي ثُمَّ دَعَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى) رواه أبو داود0
3-اعلم أن الله هو الذي له صفات الجلال والهيبة فخف منه واستح منه فاعبده وحده لا شريك له وأحسن عبادة ربك محبة له وخوفاً منه ورجاء لثوابه وكن في عبادتك كأنك تراه لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ وفيه (قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِحْسَانُ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنَّكَ إِنْ لَا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ) رواه مسلم -راقب ربك واعلم أنه مطلع عليك لا يخفى عليه من أمرك شيء 0
4-أكثر من دعاء الله بهذا الدعاء -ياذا الجلال والإكرام- فمثلا تقول ياذا الجلال والإكرام أكرمني وتجاوزعني وأدخلني الجنة وغير ذلك ولازم هذا الدعاء مكثرا منه لحديث أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (أَلِظُّوا بِيَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) رواه الترمذي صحيح ومعنى الظوا الزموه وأثبتوا عليه.
5-اعلم أن الله هو الذي يكرم عباده المؤمنين المطيعين فكن عابدا لله مطيعا له ولرسوله منتهيا عما نهاك عنه أو نهاك عنه رسوله فإذا كنت مطيعا لربك فأبشر بالكرامة والإكرام في الدنيا والأخره ومن ذلك أنك كلما تقربت إلى الله تقرب منك كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً)رواه البخاري 0
الرسالة التاسعة والسبعون
(مقلب القلوب)

مما جاء في السنة (مقلب القلوب)وفي حديث شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ قُلْتُ لِأُمِّ سَلَمَةَ (يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَا كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ عِنْدَكِ قَالَتْ كَانَ أَكْثَرُ دُعَائِهِ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَكْثَرَ دُعَاءَكَ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ قَالَ يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّهُ لَيْسَ آدَمِيٌّ إِلَّا وَقَلْبُهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ فَمَنْ شَاءَ أَقَامَ وَمَنْ شَاءَ أَزَاغَ فَتَلَا مُعَاذٌ{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا })رواه الترمذي –وهو صحيح ومن صفاته أنه يقلب قلوب العباد لحكمة يعلمها
فالله هو مقلب القلوب كما يشاء لحكمة يعلمها ويعلم ما في قلوب عباده ولا يخفى عليه منهم شيء
فيا أيها العبد:
1-ادع الله عز وجل أن يثبت قلبك على دينه وأكثر من هذا الدعاء وفي حديث شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ قُلْتُ لِأُمِّ سَلَمَةَ (يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَا كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ عِنْدَكِ قَالَتْ كَانَ أَكْثَرُ دُعَائِهِ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَكْثَرَ دُعَاءَكَ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ قَالَ يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّهُ لَيْسَ آدَمِيٌّ إِلَّا وَقَلْبُهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ فَمَنْ شَاءَ أَقَامَ وَمَنْ شَاءَ أَزَاغَ فَتَلَا مُعَاذٌ{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا })رواه الترمذي –وهو صحيح0
2-انتبه لقلبك دائما وليكن قلبك سليما من الشرك ومن الرياء ومن الشبه التي تذهب به إلى البدع والمحرمات لتنجو يوم القيامة وقد قال (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء : 88 ، 89]0
3-ليكن قلبك شاكرا لله عز وجل مقبلا على طاعته متذكراً الآخرة وهذا هو القلب الحي وقد قال الله تعالى لما ذكر بعض أمور الآخره (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) [ق : 37] وقال صلى الله عليه وسلم :في حديث عن أبي أمامة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل : ( يا معاذ ، قلب شاكر ، ولسان ذاكر ، وزوجة صالحة تعينك على أمر دنياك ، ودينك خير ، ما اكتنز الناس ) رواه البيهقي في الشعب 0
4-استعذ بالله من قلب لا يخشع لحديث أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَقَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَدُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ وَنَفْسٍ لَا تَشْبَعُ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعِ)رواه النسائي0
5-اسأل الله أن يجعل في قلبك نورا وفي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ(بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا وَكَانَتْ لَيْلَتَهَا فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ انْفَتَلَ فَقَالَ أَنَامَ الْغُلَامُ وَأَنَا أَسْمَعُهُ قَالَ فَسَمِعْتُهُ قَالَ فِي مُصَلَّاهُ اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي سَمْعِي نُورًا وَفِي بَصَرِي نُورًا وَفِي لِسَانِي نُورًا وَأَعْظِمْ لِي نُورًا)رواه أحمد0
6-اسأل الله ألا يزيغ قلبك وقد قالمعلما لنا (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)[آل عمران : 8] استعذ بالله من السمعة والرياء والنفاق وغيرها وفي حديث المستدرك على الصحيحين للحاكم - (4 / 492)أنس بن مالك قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه : (اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ، والجبن والبخل ، والهرم والقسوة ، والغفلة ، والعيلة والذلة والمسكنة ، وأعوذ بك من الفقر والكفر ، والفسوق ، والشقاق ، والنفاق والسمعة ، والرياء ، وأعوذ بك من الصمم والبكم والجنون ، والجذام ، والبرص ، وسيئ الأسقام ) رواه الحاكم « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه »
7- أدع الله عز وجل أن ينقي قلبك من الخطايا وأن يطهر قلبك وأن يهديه لحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو فَيَقُولُ(اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بِالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ اللَّهُمَّ طَهِّرْ قَلْبِي مِنْ الْخَطَايَا كَمَا طَهَّرْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنْ الدَّنَسِ وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ ذُنُوبِي كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَدُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ وَعِلْمٍ لَا يَنْفَعُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِيشَةً تَقِيَّةً وَمِيتَةً سَوِيَّةً وَمَرَدًّا غَيْرَ مُخْزٍ)رواه أحمد وفي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ(كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ وَاهْدِنِي وَيَسِّرْ هُدَايَ إِلَيَّ وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي لَكَ شَاكِرًا لَكَ ذَاكِرًا لَكَ رَاهِبًا لَكَ مِطْوَاعًا إِلَيْكَ مُخْبِتًا أَوْ مُنِيبًا رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي وَاغْسِلْ حَوْبَتِي وَأَجِبْ دَعْوَتِي وَثَبِّتْ حُجَّتِي وَاهْدِ قَلْبِي وَسَدِّدْ لِسَانِي وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي)رواه أبو داود0
8-تعاهد قلبك ـ انتبه لقلبك ـ اعتن بقلبك ـ احرص على قلبك وذلك لأن القلوب تتقلب لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ اللَّهُمَّ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَخَافُ عَلَيْنَا وَقَدْ آمَنَّا بِكَ وَصَدَّقْنَاكَ بِمَا جِئْتَ بِهِ فَقَالَ إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ يُقَلِّبُهَا وَأَشَارَ الْأَعْمَشُ بِإِصْبَعَيْهِ)رواه ابن ماجة
-اللهم صرف قلوبنا إلى طاعتك وعلى دينك-




الرسالة الثمانون
(نور السماوات والأرض)
من أسماء الله الحسنى (نور السماوات والأرض) كما قال: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)[النور : 35]لحديث ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ (اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيَّامُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ أَنْتَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَأَخَّرْتُ وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ أَنْتَ إِلَهِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ)رواه مسلم0
•فالله هو منور السماوات والأرض(حِجَابُهُ النُّورُ لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ)رواه ابن ماجه 0
فيا أيها العبد:
1-ادع الله عز وجل أن يجعل في قلبك نورا وفي أعضائك وحياتك كما في حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ (بِتُّ عِنْدَ مَيْمُونَةَ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَى حَاجَتَهُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ ثُمَّ نَامَ ثُمَّ قَامَ فَأَتَى الْقِرْبَةَ فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا بَيْنَ وُضُوءَيْنِ لَمْ يُكْثِرْ وَقَدْ أَبْلَغَ فَصَلَّى فَقُمْتُ فَتَمَطَّيْتُ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَى أَنِّي كُنْتُ أَتَّقِيهِ فَتَوَضَّأْتُ فَقَامَ يُصَلِّي فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ فَأَخَذَ بِأُذُنِي فَأَدَارَنِي عَنْ يَمِينِهِ فَتَتَامَّتْ صَلَاتُهُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ وَكَانَ إِذَا نَامَ نَفَخَ فَآذَنَهُ بِلَالٌ بِالصَّلَاةِ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ وَكَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي بَصَرِي نُورًا وَفِي سَمْعِي نُورًا وَعَنْ يَمِينِي نُورًا وَعَنْ يَسَارِي نُورًا وَفَوْقِي نُورًا وَتَحْتِي نُورًا وَأَمَامِي نُورًا وَخَلْفِي نُورًا وَاجْعَلْ لِي نُورًا)رواه البخاري وعند مسلم (أَعْظِمْ لِي نُورًا) صحيح مسلم - (4 / 153)قَالَ كُرَيْبٌ وَسَبْعًا فِي التَّابُوتِ فَلَقِيتُ بَعْضَ وَلَدِ الْعَبَّاسِ فَحَدَّثَنِي بِهِنَّ فَذَكَرَ (عَصَبِي وَلَحْمِي وَدَمِي وَشَعْرِي وَبَشَرِي وَذَكَرَ خَصْلَتَيْنِ)رواه الشيخان0
2-ادع بذلك الدعاء في سجودك وفي صلاتك ففي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ(بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ وَبَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهَا فَرَأَيْتُهُ قَامَ لِحَاجَتِهِ فَأَتَى الْقِرْبَةَ فَحَلَّ شِنَاقَهَا ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا بَيْنَ الْوُضُوءَيْنِ ثُمَّ أَتَى فِرَاشَهُ فَنَامَ ثُمَّ قَامَ قَوْمَةً أُخْرَى فَأَتَى الْقِرْبَةَ فَحَلَّ شِنَاقَهَا ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا هُوَ الْوُضُوءُ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي وَكَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا وَاجْعَلْ فِي سَمْعِي نُورًا وَاجْعَلْ فِي بَصَرِي نُورًا وَاجْعَلْ مِنْ تَحْتِي نُورًا وَاجْعَلْ مِنْ فَوْقِي نُورًا وَعَنْ يَمِينِي نُورًا وَعَنْ يَسَارِي نُورًا وَاجْعَلْ أَمَامِي نُورًا وَاجْعَلْ خَلْفِي نُورًا وَأَعْظِمْ لِي نُورًا ثُمَّ نَامَ حَتَّى نَفَخَ فَأَتَاهُ بِلَالٌ فَأَيْقَظَهُ لِلصَّلَاةِ )رواه النسائي وأسأل الله أن يعطيك نورا ففي دعائه صلى الله عليه وسلم في صلاته (اللَّهُمَّ أَعْطِنِي نُورًا)رواه مسلم
3-ابذل الأسباب للحصول على النور التام يوم القيامة ومن ذلك أن تمشي أيها الرجل في الظلم إلى المساجد للصلاة وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ بُرَيْدَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (بَشِّرْ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)رواه أبو داود –وهو صحيح0
4-حقق الإيمان الكامل وجوبا واجتهد في النوافل يزداد نورك على الصراط وقد قال(يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [التحريم : 8] واعلم أن نور المؤمن يوم القيامة على قدر إيمانه فكن قوي الإيمان وازدد إيمانا كل يوم في حياتك وقد قال  (وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا) [المدثر : 31]0
5-ادع للميت من المسلمين أن ينور الله له في قبره لحديث أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ فَأَغْمَضَهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ فَضَجَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ فَقَالَ لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ ثُمَّ قَالَ (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَةَ وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ) رواه مسلم0
6-اسأل الله عز وجل أن يجعل القرآن ربيع قلبك ونور صدرك وإذا أصابك هم أو حزن فادع الله بما جاء في حديث عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا قَالَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَتَعَلَّمُهَا فَقَالَ بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا)رواه أحمد –وهوصحيح0
7-اقرأ سورة الكهف يوم الجمعة لتحصل على نور عظيم وقد قال صلى الله عليه وسلم في أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين ) رواه الحاكم « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه » وفي لفظ(من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق)رواه البيهقي في الشعب.



الرسالة الحادية والثمانون
( بديع السماوات والأرض)
مما جاء في كتاب الله أن الله( بديع السموات والأرض )كما قال(بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [البقرة : 117] 0فالله خلق السموات والأرض وأبدعها على غير مثال سابق .
فيا أيها العبد: 1-انظر في خلق السموات والأرض نظرة المتأمل المعتبر وهذا النظر يتناول :
أ)أن الله رفع السموات بغير عمد قال(بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) [الرعد : 2]وهذا يدل على قدرة الله العظيمة فعليك أن تعبده وحده لا شريك له وأن تتقرب إليه وأن تحبه وأن ترهبه وتخافه وأن تتوكل عليه دون سواه
ب)أن الله جل وعلا زين السماء الدنيا بمصابيح فانظر إلى جمالها وبهائها وقد امتلاء قلبك إيمانا وتعظيما لله عز وجل وقد قال(وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ) [الملك : 5]0
ج)أن الله جل وعلا يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه وهذا دال على قدرة الله العظيمة وفيه أيه عظيمه كما قال تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ) [الروم : 25]0
د)أن السماء سقف محفوظ لا شقوق فيه ولا خلل كما قال تعالى(فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ) [الملك : 3 ، 4]0
2-انظر في خلق الأرض فقد مدها الله عز وجل وجعل فيها الجبال الثوابت فقال  (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) [الحجر : 19] وانظر ما خلق الله في هذه الأرض من الحدائق الغناء والزروع والأشجار والثمار وجعل الأرض ذلولاً لتمشي عليها وتنتفع بالسير عليها وجعل فيها الأنهار والعيون والبحار وكل ذلك دال على قدرة الله العظيمة فهل تفكرت ونظرت في ذلك وعدت وقد زاد إيمانك فقدرت الله حق قدره فعبدته وحده لا شريك له.
3-كن من أولى الألباب -أصحاب القلوب المفكرة المعتبرة-فاقرأ الآيات من سورة آل عمران (إن في خلق السموات والأرض )ففي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ(بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ فَتَحَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَهْلِهِ سَاعَةً ثُمَّ رَقَدَ فَلَمَّا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ قَعَدَ فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ }ثُمَّ قَامَ فَتَوَضَّأَ وَاسْتَنَّ فَصَلَّى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً ثُمَّ أَذَّنَ بِلَالٌ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ) رواه البخاري0
4-ادع الله عز وجل بما جاء في حديث أَنَسٍ (أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا وَرَجُلٌ يُصَلِّي ثُمَّ دَعَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى) رواه أبو داود0
الرسالة الثانية والثمانون
(علام الغيوب)
مما جاء عن الله عز وجل أنه( علام الغيوب ) كما قال(قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ)[سبأ : 48]
وأنه سبحانه عالم الغيب والشهادة كما قال (ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)[التوبة : 94]0 فالله جل وعلا يعلم السر وأخفى قد أحاط علمه بكل شيء فلا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء. فيا أيها العبد :
1-أقبل على الله عابدا له مخلصا من قلبك لأنه مطلع عليك واجعل هذه الاية نصب عينيك (إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ) [الأنبياء : 110]ولتكن حياتك كلها وأنت مراقب سرك وعلانيتك فلا تلتفت بقلبك عن الله مهما كان الأمر.
2-إذا قمت إلى الصلاة فاخشع في صلاتك وأحسنها أمام ربك لحديث ابن عمر عَنْ نَافِعٍ , قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ ، يَقُولُ : (أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ وَاجْعَلْهُ مُوجَزًا ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَلِّ صَلاةَ مُوَدِّعٍ ، فَإِنَّكَ إِنْ كُنْتَ لا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ)رواه الطبراني في المعجم الكبير حسنه الألباني لا تلتفت نيتك عن الله في صلاتك فقد قال صلى الله عليه وسلم Sadفَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلَا تَلْتَفِتُوا فَإِنَّ اللَّهَ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ فِي صَلَاتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ)رواه الترمذي –وهو صحيح فتنبه لذلك رحمك الله .
3-إذا كنت في خلوة -لا يراك أحد من الخلق-فاعلم أن الله -يراك ويعلمك وقد أحاط علمه بك-فكن خائفا من الله في خلوتك وفي علانيتك واجعل هذه الآية أمامك(ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [التوبة : 94]4 واسأل الله خشيته في الغيب والشهادة وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ: (اللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ)رواه النسائي صحيح
4-انتبه لقلبك في عبادتك لربك لتحقق الإخلاص التام النقي من الشوائب بحيث:
أ- يكون عملك خالصا لله لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ) رواه البخاري فتأمل كلمة –لله- فادرس قلبك في حجك وغيره من العبادات
ب ــ لتكن طالبا بعملك الثواب عند الله في الآخرة ففي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) رواه الشيخان وهكذا بقية العبادات فتأمل كلمة –إيمانا-وكلمة –احتسابا-فقم واعبد الله إيمانا بأنه شرع هذه العبادة وإخلاصا له فيها واحتسابا للثواب عند الله .

الرسالة الثالثة والثمانون
(ذو الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة)
مما جاء في السنة عن الله أنه (ذو الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة) كما في حديث عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ(قُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فَقَامَ فَقَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ لَا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا وَقَفَ فَسَأَلَ وَلَا يَمُرُّ بِآيَةِ عَذَابٍ إِلَّا وَقَفَ فَتَعَوَّذَ قَالَ ثُمَّ رَكَعَ بِقَدْرِ قِيَامِهِ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ ثُمَّ سَجَدَ بِقَدْرِ قِيَامِهِ ثُمَّ قَالَ فِي سُجُودِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ بِآلِ عِمْرَانَ ثُمَّ قَرَأَ سُورَةً سُورَةً)رواه أبو داود وغيره-وهو صحيح0 فالله عز وعلا له الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة التامة الكاملة: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى : 11]0
فيا أيها العبد :
1)اعلم أن الله عز وعلا له الجبروت التام الكامل فهو (الجبار) فابتعد عن هذه الصفة لأنها من خصائص الله ولا تتخلق بها وقد قال الله: (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) [غافر : 35] وقال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة: (احتجت الجنة والنار فقالت الجنة يدخلني الضعفاء والمساكين وقالت النار يدخلني الجبارون المتكبرون فقال الله للنار أنت عذابي انتقم بك ممن شئت ,وقال للجنة أنت رحمتي ارحم بك من شئت ولكل واحدة منكما ملؤها)رواه مسلم
2)اعلم أن الملكوت كله لله كما قال تعالى: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير) فالله هو المتصرف في كل هذه العوالم فأقبل على ربك فالعالم كلهم عبيده وأنت واحد منهم فلا تتوجه إلى غيره في دعائك وعبادتك وطلب حاجاتك وشفائك ونصرك على عدوك الشيطان الرجيم ونحو ذلك وثق بربك أنه معك إن كنت قائما بأمره ونهيه بتوفيقك ونصرك ورعايتك وحفظك حتى لو كادتك السماوات والأرض.
3)احذر من الكبرياء لأنها من صفات الله تعالى المختصة به فلا تنازع الله في ذلك وعش متواضعا لإخوانك المسلمين وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي : (العز إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني عذبته ) رواه مسلم. واطلب أن يرفعك الله بالتواضع فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من تواضع لله رفعه )رواه الطبراني 0
4)اترك التعاظم على عباد الله (لا يحملك المال أو الجاه أو المنصب أو غيرها على التعاظم )وقد قال صلى الله عليه وسلم: (الكبرياء ردائي ,والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار)رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
5)سبح الله في ركوعك وسجودك في الصلاة ومن ذلك قل ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في ركوعه وسجوده: (سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة )رواه أبوداود والنسائي
الرســـالة الرابعة والثمانون
(فاطر السماوات والأرض)
إن مما جاء في كتاب الله عن الله أنه (فاطر السماوات والأرض)كما قال تعالى عن يوسف: (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)[يوسف : 101] ومن صفاته سبحانه أنه فاطر السماوات والأرض كما قال : (الَّذِي فَطَرَهُنَّ) [الأنبياء : 56] فالله هو الذي بدأ خلق السماوات والأرض على غير مثال سابق وجعلها محكمة الخلق (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى : 11]
•فيا أيها العبد:
1)إن الله يدعوك أن تتفكر في هذا الخلق العظيم -خلق السماوات والأرض -كما قال : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [البقرة : 164]فهل تفكرت يوما في هذا الخلق؟"انظر إلى السماء وما فيها من كواكب وارتفاع فإنها سقف محفوظ وقد قالSad وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) [الأنبياء : 32]انظر إلى الأرض وهي ممهدة مفروشة مذللة وما فيها من عيون وبحار وثمار وزروع وأشجار وجبال وسهول وغير ذلك- واعلم أن الله خلق ذلك وامتن عليك به لتنتفع بها ولتعبد الله على أرضه وت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 33

العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل   العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 2:50 pm

الــرسـالـة الثامنة والثمانون
( الرحمن )
من أسماء الله الحسنى ( الرحمن) قال  (الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ ) [الرحمن : 1 ، 2] ومن صفاته تعالى الرحمة العامة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا للمؤمنين وفي الاخرة قال  (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) [الأعراف : 156] 0
والله جل وعلا هو الرحمن برحمته العامة التي وسعت كل شيء0
• فيا أيها العبد:-
1-اعلم أن الله هو رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما فاقبل عليه عابداً شاكراً سائلاً وادع فقل اللهم – أو قل يا رحمن –فقد قال( قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى )[الإسراء : 110] وادع بما شئت طالباً من الله خيري الدنيا والآخرة0
2-إذا كان عليك دين فادع الله لحديث عائشة ، رضي الله عنها قالت ( دخل علي أبو بكر ، فقال : « هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء علمنيه ؟ » قلت : ما هو ؟ قال : « كان عيسى ابن مريم يعلمه أصحابه قال : لو كان على أحدكم جبل ذهب دينا ، فدعا الله بذلك لقضاه الله عنه : اللهم فارج الهم ، كاشف الغم ، مجيب دعوة المضطرين ، رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما ، أنت ترحمني ، فارحمني برحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك » . قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : وكانت علي بقية من الدين ، وكنت للدين كارها ، فكنت أدعو بذلك ، فأتاني الله بفائدة فقضاه الله عني ، قالت عائشة : « كان لأسماء بنت عميس علي دينار وثلاثة دراهم فكانت تدخل علي فأستحيي أن أنظر في وجهها لأني لا أجد ما أقضيها ، فكنت أدعو بذلك فما لبثت إلا يسيرا حتى رزقني الله رزقا ما هو بصدقة تصدق بها علي ، ولا ميراث ورثته فقضاه الله عني ، وقسمت في أهلي قسما حسنا ، وحليت ابنة عبد الرحمن بثلاث أواق ورق وفضل لنا فضل حسن )رواه الحاكم وقال هذا حديث صحيح غير أنهما لم يحتجا بالحكم بن عبد الله الأيلي – وعند الطبراني في المعجم الكبير عن مُعَاذِ بن جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، قَالَSad كَانَ لِرَجُلٍ عَلَيَّ بَعْضُ الْحَقِّ، فَخَشِيتُهُ، فَجَلَسْتُ فَلَبِثْتُ يَوْمَيْنِ لا أَخْرَجُ، ثُمَّ خَرَجْتُ، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:"يَا مُعَاذُ، مَا خَلَّفَكَ؟"، فَقُلْتُ: كَانَ لِرَجُلٍ عَلَيَّ حَقٌّ خَشِيتُهُ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ وَكَرِهْتُ أَنْ يَلْقَانِي، فَقَالَ:"أَلا آمُرُكَ بِكَلِمَاتٍ تَقُولُهُنَّ إِنْ كَانَ عَلَيْكَ أَمْثَالُ الْجِبَالِ قَضَاهُ اللَّهُ"، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ:"قُلِ: اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ، وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ إِلَى قَوْلِهِ بِغَيْرِ حِسَابٍ إِلَى الآخِرِ، رَحْمَنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا، تُعْطَى مِنْهُمَا مَنْ تَشَاءُ، وتَمْنَعُ مِنْهُمَا مَنْ تَشَاءُ، اللَّهُمَّ أَغْنِنِي عَنِ الْفَقْرِ، وَاقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وَتَوَفَّنِي فِي عِبَادِكَ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِكَ)ورواه بلفظ اخر أيضاً0
3-اهتم بصلة رحمك ولا تقطعها فقد قال(وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25) ) [الرعد : 21 - 26] ولحديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ( أَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا مِنْ اسْمِي اسْمًا فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ)رواه أحمد والترمذي وهو صحيح-ولحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ)رواه الترمذي- ولحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا)رواه البخاري 0
















الــرسـالـة التاسعة والثمانون
( القادر )
من أسماء الله الحسنى ( القادر) قال  (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) [الأنعام : 65] ومن صفاته القدرة لحديث عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ (صَلَّى بِنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ صَلَاةً فَأَوْجَزَ فِيهَا فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ لَقَدْ خَفَّفْتَ أَوْ أَوْجَزْتَ الصَّلَاةَ فَقَالَ أَمَّا عَلَى ذَلِكَ فَقَدْ دَعَوْتُ فِيهَا بِدَعَوَاتٍ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا قَامَ تَبِعَهُ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ هُوَ أُبَيٌّ غَيْرَ أَنَّهُ كَنَى عَنْ نَفْسِهِ فَسَأَلَهُ عَنْ الدُّعَاءِ ثُمَّ جَاءَ فَأَخْبَرَ بِهِ الْقَوْمَ اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي اللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ وَأَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ وَأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ وَأَسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بَعْدَ الْقَضَاءِ وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ)رواه النسائي والحاكم وهو صحيح0
والله  هو القادر على كل شيء وهو القادر على ما شاء كما في حديث أَنَسٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ( آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ فَهْوَ يَمْشِي مَرَّةً وَيَكْبُو مَرَّةً وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً فَإِذَا مَا جَاوَزَهَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا فَقَالَ تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ لَقَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ شَيْئًا مَا أَعْطَاهُ أَحَدًا مِنْ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلِأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَا ابْنَ آدَمَ لَعَلِّي إِنَّ أَعْطَيْتُكَهَا سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ فَيُدْنِيهِ مِنْهَا فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ هِيَ أَحْسَنُ مِنْ الْأُولَى فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ لِأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا وَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا فَيَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا فَيَقُولُ لَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا فَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ فَيُدْنِيهِ مِنْهَا فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ هِيَ أَحْسَنُ مِنْ الْأُولَيَيْنِ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ لِأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا فَيَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا قَالَ بَلَى يَا رَبِّ هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهَا فَيُدْنِيهِ مِنْهَا فَإِذَا أَدْنَاهُ مِنْهَا فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَدْخِلْنِيهَا فَيَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ مَا يَصْرِينِي مِنْكَ أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا مَعَهَا قَالَ يَا رَبِّ أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ فَضَحِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ أَلَا تَسْأَلُونِي مِمَّ أَضْحَكُ فَقَالُوا مِمَّ تَضْحَكُ قَالَ هَكَذَا ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا مِمَّ تَضْحَكُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مِنْ ضِحْكِ رَبِّ الْعَالَمِينَ حِينَ قَالَ أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ فَيَقُولُ إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ مِنْكَ وَلَكِنِّي عَلَى مَا أَشَاءُ قَادِرٌ)رواه مسلم0
• فيا أيها العبد:-
1-تعوذ بوجه الله من عذاب الله فإن الله قادر على مؤاخذة العبد بذنبه لحديث عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ{ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ }قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعُوذُ بِوَجْهِكَ قَالَ{ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ }قَالَ أَعُوذُ بِوَجْهِكَ{ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ }قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا أَهْوَنُ أَوْ هَذَا أَيْسَرُ)رواه البخاري0
2-توسل إلى الله  بقدرته على الخلق وعلمه الغيب أن يحييك ما علم الحياة خيراً لك وأن يتوفاك إذا علم الوفاة خيراً لحديث عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ صَلَّى بِنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ صَلَاةً فَأَوْجَزَ فِيهَا فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ لَقَدْ خَفَّفْتَ أَوْ أَوْجَزْتَ الصَّلَاةَ فَقَالَ أَمَّا عَلَى ذَلِكَ فَقَدْ دَعَوْتُ فِيهَا بِدَعَوَاتٍ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا قَامَ تَبِعَهُ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ هُوَ أُبَيٌّ غَيْرَ أَنَّهُ كَنَى عَنْ نَفْسِهِ فَسَأَلَهُ عَنْ الدُّعَاءِ ثُمَّ جَاءَ فَأَخْبَرَ بِهِ الْقَوْمَ (اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي اللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ وَأَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ وَأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ وَأَسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بَعْدَ الْقَضَاءِ وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ)رواه النسائي وهو صحيح0
3-إذا كنت قادراً على ظلم الناس وأذيتهم فتذكر قدرة الله عليك فاتق الله فيهم وراقب الله في حركاتك وسكناتك ومعاملتك واعلم أنك ضعيف جداً فانتبه لما يلي:-
أ-احذر –لا تكن ممن آذنه الله بالحرب ولا تبارز الله بالحرب فإنك سوف تهزم أيها الضعيف ومن محاربة الله –معاداة اولياء الله وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ)رواه البخاري.
ب-لا تأكل الربا وتتعامل به فتكون ممن آذنهم الله بالحرب فتهزم وتخسأ وقد قال(فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) [البقرة : 279]0
ج-احذر من محاربة الله ورسوله لحديث أَبِي قِلَابَةَ (أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا خَلْفَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَذَكَرُوا وَذَكَرُوا فَقَالُوا وَقَالُوا قَدْ أَقَادَتْ بِهَا الْخُلَفَاءُ فَالْتَفَتَ إِلَى أَبِي قِلَابَةَ وَهْوَ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَقَالَ مَا تَقُولُ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ أَوْ قَالَ مَا تَقُولُ يَا أَبَا قِلَابَةَ قُلْتُ مَا عَلِمْتُ نَفْسًا حَلَّ قَتْلُهَا فِي الْإِسْلَامِ إِلَّا رَجُلٌ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانٍ أَوْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عَنْبَسَةُ حَدَّثَنَا أَنَسٌ بِكَذَا وَكَذَا قُلْتُ إِيَّايَ حَدَّثَ أَنَسٌ قَالَ قَدِمَ قَوْمٌ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمُوهُ فَقَالُوا قَدْ اسْتَوْخَمْنَا هَذِهِ الْأَرْضَ فَقَالَ هَذِهِ نَعَمٌ لَنَا تَخْرُجُ فَاخْرُجُوا فِيهَا فَاشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا فَخَرَجُوا فِيهَا فَشَرِبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا وَاسْتَصَحُّوا وَمَالُوا عَلَى الرَّاعِي فَقَتَلُوهُ وَاطَّرَدُوا النَّعَمَ فَمَا يُسْتَبْطَأُ مِنْ هَؤُلَاءِ قَتَلُوا النَّفْسَ وَحَارَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَخَوَّفُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ فَقُلْتُ تَتَّهِمُنِي)رواه البخاري0
د-احذر من محاربة الله بنشر الفساد في الأرض عن طريق القنوات الفضائية وفي نشر المحرمات فإنك والله لن تصلح إذا فعلت ذلك وعليك أن تعي أنك العبد الضعيف وأن الله هو القادر القوي -من أنت أيها العبد الضعيف حتى تحارب الله وتعرض نفسك للفشل والهلاك والخسة والهوان والذل في الدنيا والآخرة فتب إلى الله عز وجل0
















الــرسـالـة التسعون
( المقدم والمؤخر )
من أسماء الله الحسنى (المقدم) و (المؤخر) كما في حديث ابْنِ عَبَّاسٍ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ(اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ حَقٌّ وَقَوْلُكَ حَقٌّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ لَا إِلَهَ غَيْرُكَ حديث صحيح البخاري أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ)رواه البخاري 0ومن صفاته أنه يقدم من شاء ويؤخر من شاء 0
• والله  هو المقدم لما شاء في الخلق أو في الفضل وغير ذلك 0
• فيا أيها العبد:-
1-توكل على الله فإن الأمر كله لله فهو الذي يقدم من شاء ويؤخر من شاء ولا يستطيع أحد أن يقدم ما أخره الله أو يؤخر ما قدمه الله كما في الحديث السابق(أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ)رواه البخاري
2-تقدم إلى فعل الخيرات وطاعة الله عز وجل مسارعاً إليها ولا تتأخر عن الطاعة بل جد واجتهد واستعن بالله واترك الكسل وشمر إلى ربك ما دام في العمر فسحة وكن ممن صلحت نيته وقويت ارادته في التقدم إلى الطاعات وقد قال ( إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ) (37) [المدثر : 35 - 37]0
3-أيها الرجل تقدم في كل سبيل من سبل الخير لتكمل لحديث أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ)رواه الشيخان-الا فشمر عن ساعد الجد في طرق الخير والعمل الصالح من العلم والهدى والنوافل بعد القيام بالواجبات0
4-إذا صليت فسبح الله خلف الصلاة -33- واحمد الله -33-وكبر الله 34 أو سبح واحمد وكبر -33- وأكمل المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له لحديث أَبِي ذَرٍّ قَالَ( قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ سَبَقَنَا أَصْحَابُ الْأَمْوَالِ وَالدُّثُورِ سَبْقًا بَيِّنًا يُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ كَمَا نُصَلِّي وَنَصُومُ وَعِنْدَهُمْ أَمْوَالٌ يَتَصَدَّقُونَ بِهَا وَلَيْسَتْ عِنْدَنَا أَمْوَالٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا أُخْبِرُكَ بِعَمَلٍ إِنْ أَخَذْتَ بِهِ أَدْرَكْتَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ وَفُتَّ مَنْ يَكُونُ بَعْدَكَ إِلَّا أَحَدًا أَخَذَ بِمِثْلِ عَمَلِكَ تُسَبِّحُ خِلَافَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَتَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَتُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ )رواه أحمد -ولحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ(جَاءَ الْفُقَرَاءُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنْ الْأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَا وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا وَيَعْتَمِرُونَ وَيُجَاهِدُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ قَالَ أَلَا أُحَدِّثُكُمْ إِنْ أَخَذْتُمْ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ إِلَّا مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَاخْتَلَفْنَا بَيْنَنَا فَقَالَ بَعْضُنَا نُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَنَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَنُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ تَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ حَتَّى يَكُونَ مِنْهُنَّ كُلِّهِنَّ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ)رواه البخاري0
5- من خير الأعمال وأزكاها عند الله ما ورد في حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ قَالُوا بَلَى قَالَ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى)رواه الترمذي0
6-إذا صليت الفريضة وأردت أن تصلي النافلة التي بعدها فتقدم عن مكان صلاتك الفريضة أوتأخر عن يمنيك أو عن شمالك لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ قَالَ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ أَوْ عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ زَادَ فِي حَدِيثِ حَمَّادٍ فِي الصَّلَاةِ يَعْنِي فِي السُّبْحَةِ)رواه أبو داود-ولحديث الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لَا يُصَلِّي الْإِمَامُ فِي مُقَامِهِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ الْمَكْتُوبَةَ حَتَّى يَتَنَحَّى عَنْهُ)رواه ابن ماجه وهوصحيح0
7-إذا صليت فادع الله في آخر صلاتك بما ورد في حديث عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيه (ثُمَّ يَكُونُ مِنْ آخِرِ مَا يَقُولُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَسْرَفْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ)رواه مسلم0






الــرسـالـة الحادية والتسعون
( الجامع )
إن مما جاء في كتاب الله أن الله جامع الناس ليوم لا ريب فيه كما قال  (رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) [آل عمران : 9] فالله سوف يجمع الناس في يوم القيامة لمحاسبتهم ومجازاتهم 0
• فيا أيها العبد:-
1-استعد ليوم (القيامة ) يوم الجمع للجزاء والحساب وحقق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله  وذلك بطاعة الله وطاعة رسوله  لحديث أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (يَجْمَعُ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ فَيَقُولُونَ لَوْ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ يَا آدَمُ أَمَا تَرَى النَّاسَ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكَ وَيَذْكُرُ لَهُمْ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَهَا وَلَكِنْ ائْتُوا نُوحًا فَإِنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ وَلَكِنْ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ لَهُمْ خَطَايَاهُ الَّتِي أَصَابَهَا وَلَكِنْ ائْتُوا مُوسَى عَبْدًا آتَاهُ اللَّهُ التَّوْرَاةَ وَكَلَّمَهُ تَكْلِيمًا فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ لَهُمْ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ وَلَكِنْ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ وَكَلِمَتَهُ وَرُوحَهُ فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَلَكِنْ ائْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبهِ وَمَا تَأَخَّرَ فَيَأْتُونِي فَأَنْطَلِقُ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ لَهُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يُقَالُ لِي ارْفَعْ مُحَمَّدُ وَقُلْ يُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ عَلَّمَنِيهَا ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَرْجِعُ فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يُقَالُ ارْفَعْ مُحَمَّدُ وَقُلْ يُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ عَلَّمَنِيهَا رَبِّي ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَرْجِعُ فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يُقَالُ ارْفَعْ مُحَمَّدُ قُلْ يُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ عَلَّمَنِيهَا ثُمَّ أَشْفَعْ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَرْجِعُ فَأَقُولُ يَا رَبِّ مَا بَقِيَ فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ وَوَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مَا يَزِنُ مِنْ الْخَيْرِ ذَرَّةً)رواه الشيخان 0
2-تفكر في يوم القيامة الذي انذر به النبي  وقال  فيه(فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) [الشورى : 7]واجتهد من الآن في فكاك رقبتك ونجاة نفسك لحديث أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْوُضُوءُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالصَّلَاةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا)رواه مسلم 0
3-اجعل يوم القيامة على البال لحديث حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ(كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا وَإِذَا قَامَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)رواه البخاري فهل تـقول هذا الذكر إذا استيقظت من نومك فتذكر النشور مجتهداً في العمل لذلك اليوم ساعياً في طلب النجاة لحديث أَبِي مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَثَلِي وَمَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمًا فَقَالَ رَأَيْتُ الْجَيْشَ بِعَيْنَيَّ وَإِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ فَالنَّجَا النَّجَاءَ فَأَطَاعَتْهُ طَائِفَةٌ فَأَدْلَجُوا عَلَى مَهْلِهِمْ فَنَجَوْا وَكَذَّبَتْهُ طَائِفَةٌ فَصَبَّحَهُمْ الْجَيْشُ فَاجْتَاحَهُمْ)رواه البخاري0













الــرسـالـة الثانية والتسعون
( ذو الفضل العظيم)
إن الله ذو فضل على العالمين وعلى الناس وله الفضل قال  (وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ )[البقرة : 251] وقال تعالى: "والله ذو الفضل العظيم" وقال (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ) [يوسف : 38] كما إن الله عزيز ذو انتقام وهو منتقم من المجرمين كما قال ( إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) [السجدة : 22] 0
• فيا أيها العبد:-
1-اعرف فضل الله عليك وكرمه وجوده وهباته التي لا تعد ولا تحصى واعظم الفضل أن هداك للإيمان وترك الشرك بالله فهل تحافظ على هذا الفضل وتعيش عابداً لله موحداً له متجنباً الشرك قليله وكثيره كبيره وصغيره مخلصاً لله في عبادته متبعاً رسول الله في كل حياتك ولا تأبى من ذلك لتحصل على الفوز العظيم بدخول الجنة لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى قَالَ مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى)رواه البخاري0
2-إذا علمت فضل الله عليك في كل لحظة من لحظات حياتك فاستغل حياتك في طاعة ربك واعلم انك مسئول عن حياتك لحديث ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ( لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ)رواه الترمذي وهو صحيح0
3-ابذل وتصدق مما تفضل الله به عليك من المال والخير لأنه من فضل الله عليك لحديث شَدَّادٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ أَنْ تَبْذُلَ الْفَضْلَ خَيْرٌ لَكَ وَأَنْ تُمْسِكَهُ شَرٌّ لَكَ وَلَا تُلَامُ عَلَى كَفَافٍ وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى)رواه مسلم 0
4-إذا علمت أن الله ينتقم من المجرمين فاحذر من الاجرام بكل أنواعه وأساليبه واحذر من نقمة الله –ممن اجرم –واعلم أن الله يغار كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ اللَّهَ يَغَارُ وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَغَارُ وَغَيْرَةُ اللَّهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ عَلَيْهِ ) رواه مسلم –فاحذر من الذنوب والمعاصي وكن غيوراً الغيرة المشروعة 0


الــرسـالـة الثالثة والتسعون
( الـرحيـم)
من أسماء الله الحسنى ( الرحيم) قال  (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) [الفاتحة : 3] والله رحيم بالمؤمنين كما قال)وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) [الأحزاب : 43]وهو  رحيم بالناس كما قال (انَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ) [البقرة : 143]ومن صفاته الرحمة وأنه يرحم عباده المؤمنين كما قال (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء : 24]0
والله رحيم بعباده المؤمنين في الدنيا والآخرة وله الرحمة العامة بالخلق كلهم0
• فيا أيها العبد:-
1-تخلق بصفة الرحمة فكن رحيماً بنفسك بالزامها بطاعة الله  والقيام بامره وامر رسوله  ولا تهلك نفسك بالذنوب والمعاصي وكذلك لا تفعل ما يضر بنفسك وقد قال(وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) [النساء : 29]0
2-ارحم عباد الله وكن من الراحمين الذين يرحمهم الله لحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ )رواه أبو داود وهو صحيح0
3-كن رحيماً بالمؤمنين وحتى بالحيوان وبالعيال وبالصغار وقد قالعن رسوله (بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )[التوبة : 128] ولحديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ( لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ)رواه أحمد وصححه الألباني –رحمه الله-0
4-اعلم أنك إذا وقعت في المعصية أو مرضت أو غير ذلك وأقبلت على الله مستغفراً تائباً عائداً إليه فإن الله يرحمك لأنه رحيم بعباده لحديث عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (أَنَّهُ قَال قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْيٍ فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنْ السَّبْيِ تَبْتَغِي إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ قُلْنَا لَا وَاللَّهِ وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا)رواه مسلم0
5-ابذل الاسباب التي تحصل بها رحمة الله ومنها:-
أ-احسن إلى الخلق وإلى نفسك بفعل الخيرات وقد قال(إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) [الأعراف : 56]0
ب-كن سمح البيع والشراء والقضاء والاقتضاء لحديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ وَإِذَا اشْتَرَى وَإِذَا اقْتَضَى)رواه البخاري0
ج-إذا قرىء القرآن فاستمع له وانصت وقد قال( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) [الأعراف : 204 ]وإذا سمعت الإمام يقرأ في الصلاة فاستمع لقراءته منصتاً واستفد منها علماً وتطبيقاً0
د-قل كلاماً تستفيد منه خيراً في الدنيا والآخرة أو اسكت فتسلم لحديث الحسن ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (رحم الله عبدا تكلم فغنم ، أو سكت فسلم )رواه البيهقي في الشعب وحسنه الالباني –رحمه الله-0
هـ-صل أربع ركعات قبل صلاة العصر لحديث ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً صَلَّى قَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعًا)رواه أبو داود وهو حسن0
و-قم متهجدا من الليل وايقظ زوجتك للتهجد ولتقم المراة للتهجد وتوقظ زوجها لذلك فإن أبى الزوج أو الزوجة فلينضح في وجهه الماء بمحبة وود لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ رَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ) رواه أبو داود وهو صحيح0
ز-ادع الله أن يرحمك وأن يرحم والديك قال (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء : 24]وقد علمنا (وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [البقرة : 286]0
ح-اتق الله في أمورك كلها واد زكاة مالك وحقق الإيمان بآيات الله ومتابعة رسول الله بالقيام بأوامره وترك نواهيه ليكتب الله لك رحمته كما قال ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) [الأعراف : 156 ، 157]0
ط-اسأل الله الجنة فإنها رحمة الله التي يرحم بها من يشاء لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (تَحَاجَّتْ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتْ النَّارُ أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ وَقَالَتْ الْجَنَّةُ مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْجَنَّةِ أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَقَالَ لِلنَّارِ إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِلْؤُهَا فَأَمَّا النَّارُ فَلَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ رِجْلَهُ فَتَقُولُ قَطْ قَطْ فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَلَا يَظْلِمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقً)رواه الشيخان0



الــرسـالـة الرابعة والتسعون
( الـظــاهـــر -الـباطـــن)
من أسماء الله الحسنى ( الظاهر ) ومن اسمائه (الباطن) كما قال  (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [الحديد : 3] ومن صفاته الظهور –العلو فليس فوقه شيء وأما الباطن فليس دونه شيء 0
والله هو كما قال  (اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ)رواه مسلم -
• فيا أيها العبد:-
1-إذا أخذت مضجعك فقل ما ورد في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا إِذَا أَخَذَ أَحَدُنَا مَضْجَعَهُ أَنْ يَقُولَ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الْأَرَضِينَ وَرَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَفَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَالظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَالْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ وَأَغْنِنِي مِنْ الْفَقْرِ)رواه الترمذي
2-اعلم أن الله  هو الظاهر العالي على خلقه وفضله عليك سابق وأن خيره إليك نازل وأنك محتاج إليه في حياتك فتوجه إليه بالعباده ووحده دون سواه واحمده واشكره لأن كل خير عندك فهو ابتداء من الله والمنة له  عليك حتى تلقاه فأحسن عبادته لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ وفيه(قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِحْسَانُ قَالَ أَنْ تَخْشَى اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنَّكَ إِنْ لَا تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ )رواه مسلم-بل وامدد يديك رافعاً لها إلى الله في حاجاتك فإنه لا يردها صفراً0
3-إذا علمت أن الله هو الباطن فليس دونه شيء وأنه قريب مطلع على ما في نفسك وعلى سرك وعلى ما هو أخفى من السر فاصلح سريرتك ونق ارادتك واخلص في عملك وقولك في كل وقت وفي أي مكان لقوله (اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ)رواه الترمذي وخف على نفسك من الرياء لحديث مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ قَالُوا وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الرِّيَاءُ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا جُزِيَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً )رواه أحمد وهو صحيح0
4-إذا حصل للعبد شيء من الوسوسة في دين الله فليقرأ قوله(هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )[الحديد : 3] سنن - (13 / 312)لحديث أَبُو زُمَيْلٍ قَالَ سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ(مَا شَيْءٌ أَجِدُهُ فِي صَدْرِي قَالَ مَا هُوَ قُلْتُ وَاللَّهِ مَا أَتَكَلَّمُ بِهِ قَالَ فَقَالَ لِي أَشَيْءٌ مِنْ شَكٍّ قَالَ وَضَحِكَ قَالَ مَا نَجَا مِنْ ذَلِكَ أَحَدٌ قَالَ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ{ فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلْ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ }الْآيَةَ قَالَ فَقَالَ لِي إِذَا وَجَدْتَ فِي نَفْسِكَ شَيْئًا فَقُلْ{ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ })رواه أبو داود وهو حسن0












الــرسـالـة الخامسة والتسعون
( فـعال لمـا يريد)
مما جاء في كتاب الله أنه  (فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ) [هود : 107] كما قال ( ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16)) [البروج : 15 - 17]وقال (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [يس : 82] 0
والله يفعل ما يشاء كما قال  (وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) [إبراهيم : 27] 0
• فيا أيها العبد:-
1-لا تقل يارب لماذا خلقت هذا واعطيت فلاناً ومنعت فلاناً وهديت فلاناً واضللت فلاناً ونحو ذلك وقد قال  ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ )[الأنبياء : 23]0
2-اعلم أن الله  إذا قدر عليك شيئاً من المصائب كالمرض والفقر وموت القريب ونحو ذلك فإن ذلك لحكمة يعلمها سبحانه وإنما الذي يشرع لك:-
أ-يجب عليك الصبر وعدم الجزع وأن لا تـتسخط وقدقال(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [آل عمران : 200]لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ فَقَالَ اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي قَالَتْ إِلَيْكَ عَنِّي فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي وَلَمْ تَعْرِفْهُ فَقِيلَ لَهَا إِنَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَتْ بَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ فَقَالَتْ لَمْ أَعْرِفْكَ فَقَالَ إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى)رواه الشيخان0
ب-يسن لك الاسترجاع (إنا لله وإنا إليه راجعون)وفي حديث أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ( سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ{ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا قَالَتْ فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 33

العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل   العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 2:51 pm

الــرسـالـة الثامنة والثمانون
( الرحمن )
من أسماء الله الحسنى ( الرحمن) قال  (الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ ) [الرحمن : 1 ، 2] ومن صفاته تعالى الرحمة العامة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا للمؤمنين وفي الاخرة قال  (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) [الأعراف : 156] 0
والله جل وعلا هو الرحمن برحمته العامة التي وسعت كل شيء0
• فيا أيها العبد:-
1-اعلم أن الله هو رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما فاقبل عليه عابداً شاكراً سائلاً وادع فقل اللهم – أو قل يا رحمن –فقد قال( قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى )[الإسراء : 110] وادع بما شئت طالباً من الله خيري الدنيا والآخرة0
2-إذا كان عليك دين فادع الله لحديث عائشة ، رضي الله عنها قالت ( دخل علي أبو بكر ، فقال : « هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء علمنيه ؟ » قلت : ما هو ؟ قال : « كان عيسى ابن مريم يعلمه أصحابه قال : لو كان على أحدكم جبل ذهب دينا ، فدعا الله بذلك لقضاه الله عنه : اللهم فارج الهم ، كاشف الغم ، مجيب دعوة المضطرين ، رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما ، أنت ترحمني ، فارحمني برحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك » . قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : وكانت علي بقية من الدين ، وكنت للدين كارها ، فكنت أدعو بذلك ، فأتاني الله بفائدة فقضاه الله عني ، قالت عائشة : « كان لأسماء بنت عميس علي دينار وثلاثة دراهم فكانت تدخل علي فأستحيي أن أنظر في وجهها لأني لا أجد ما أقضيها ، فكنت أدعو بذلك فما لبثت إلا يسيرا حتى رزقني الله رزقا ما هو بصدقة تصدق بها علي ، ولا ميراث ورثته فقضاه الله عني ، وقسمت في أهلي قسما حسنا ، وحليت ابنة عبد الرحمن بثلاث أواق ورق وفضل لنا فضل حسن )رواه الحاكم وقال هذا حديث صحيح غير أنهما لم يحتجا بالحكم بن عبد الله الأيلي – وعند الطبراني في المعجم الكبير عن مُعَاذِ بن جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، قَالَSad كَانَ لِرَجُلٍ عَلَيَّ بَعْضُ الْحَقِّ، فَخَشِيتُهُ، فَجَلَسْتُ فَلَبِثْتُ يَوْمَيْنِ لا أَخْرَجُ، ثُمَّ خَرَجْتُ، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:"يَا مُعَاذُ، مَا خَلَّفَكَ؟"، فَقُلْتُ: كَانَ لِرَجُلٍ عَلَيَّ حَقٌّ خَشِيتُهُ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ وَكَرِهْتُ أَنْ يَلْقَانِي، فَقَالَ:"أَلا آمُرُكَ بِكَلِمَاتٍ تَقُولُهُنَّ إِنْ كَانَ عَلَيْكَ أَمْثَالُ الْجِبَالِ قَضَاهُ اللَّهُ"، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ:"قُلِ: اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ، وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ إِلَى قَوْلِهِ بِغَيْرِ حِسَابٍ إِلَى الآخِرِ، رَحْمَنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا، تُعْطَى مِنْهُمَا مَنْ تَشَاءُ، وتَمْنَعُ مِنْهُمَا مَنْ تَشَاءُ، اللَّهُمَّ أَغْنِنِي عَنِ الْفَقْرِ، وَاقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وَتَوَفَّنِي فِي عِبَادِكَ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِكَ)ورواه بلفظ اخر أيضاً0
3-اهتم بصلة رحمك ولا تقطعها فقد قال(وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25) ) [الرعد : 21 - 26] ولحديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ( أَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا مِنْ اسْمِي اسْمًا فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ)رواه أحمد والترمذي وهو صحيح-ولحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ)رواه الترمذي- ولحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا)رواه البخاري 0
















الــرسـالـة التاسعة والثمانون
( القادر )
من أسماء الله الحسنى ( القادر) قال  (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) [الأنعام : 65] ومن صفاته القدرة لحديث عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ (صَلَّى بِنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ صَلَاةً فَأَوْجَزَ فِيهَا فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ لَقَدْ خَفَّفْتَ أَوْ أَوْجَزْتَ الصَّلَاةَ فَقَالَ أَمَّا عَلَى ذَلِكَ فَقَدْ دَعَوْتُ فِيهَا بِدَعَوَاتٍ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا قَامَ تَبِعَهُ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ هُوَ أُبَيٌّ غَيْرَ أَنَّهُ كَنَى عَنْ نَفْسِهِ فَسَأَلَهُ عَنْ الدُّعَاءِ ثُمَّ جَاءَ فَأَخْبَرَ بِهِ الْقَوْمَ اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي اللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ وَأَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ وَأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ وَأَسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بَعْدَ الْقَضَاءِ وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ)رواه النسائي والحاكم وهو صحيح0
والله  هو القادر على كل شيء وهو القادر على ما شاء كما في حديث أَنَسٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ( آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ فَهْوَ يَمْشِي مَرَّةً وَيَكْبُو مَرَّةً وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً فَإِذَا مَا جَاوَزَهَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا فَقَالَ تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ لَقَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ شَيْئًا مَا أَعْطَاهُ أَحَدًا مِنْ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلِأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَا ابْنَ آدَمَ لَعَلِّي إِنَّ أَعْطَيْتُكَهَا سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ فَيُدْنِيهِ مِنْهَا فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ هِيَ أَحْسَنُ مِنْ الْأُولَى فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ لِأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا وَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا فَيَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا فَيَقُولُ لَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا فَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ فَيُدْنِيهِ مِنْهَا فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ هِيَ أَحْسَنُ مِنْ الْأُولَيَيْنِ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ لِأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا فَيَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا قَالَ بَلَى يَا رَبِّ هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهَا فَيُدْنِيهِ مِنْهَا فَإِذَا أَدْنَاهُ مِنْهَا فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَدْخِلْنِيهَا فَيَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ مَا يَصْرِينِي مِنْكَ أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا مَعَهَا قَالَ يَا رَبِّ أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ فَضَحِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ أَلَا تَسْأَلُونِي مِمَّ أَضْحَكُ فَقَالُوا مِمَّ تَضْحَكُ قَالَ هَكَذَا ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا مِمَّ تَضْحَكُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مِنْ ضِحْكِ رَبِّ الْعَالَمِينَ حِينَ قَالَ أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ فَيَقُولُ إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ مِنْكَ وَلَكِنِّي عَلَى مَا أَشَاءُ قَادِرٌ)رواه مسلم0
• فيا أيها العبد:-
1-تعوذ بوجه الله من عذاب الله فإن الله قادر على مؤاخذة العبد بذنبه لحديث عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ{ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ }قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعُوذُ بِوَجْهِكَ قَالَ{ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ }قَالَ أَعُوذُ بِوَجْهِكَ{ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ }قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا أَهْوَنُ أَوْ هَذَا أَيْسَرُ)رواه البخاري0
2-توسل إلى الله  بقدرته على الخلق وعلمه الغيب أن يحييك ما علم الحياة خيراً لك وأن يتوفاك إذا علم الوفاة خيراً لحديث عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ صَلَّى بِنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ صَلَاةً فَأَوْجَزَ فِيهَا فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ لَقَدْ خَفَّفْتَ أَوْ أَوْجَزْتَ الصَّلَاةَ فَقَالَ أَمَّا عَلَى ذَلِكَ فَقَدْ دَعَوْتُ فِيهَا بِدَعَوَاتٍ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا قَامَ تَبِعَهُ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ هُوَ أُبَيٌّ غَيْرَ أَنَّهُ كَنَى عَنْ نَفْسِهِ فَسَأَلَهُ عَنْ الدُّعَاءِ ثُمَّ جَاءَ فَأَخْبَرَ بِهِ الْقَوْمَ (اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي اللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ وَأَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ وَأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ وَأَسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بَعْدَ الْقَضَاءِ وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ)رواه النسائي وهو صحيح0
3-إذا كنت قادراً على ظلم الناس وأذيتهم فتذكر قدرة الله عليك فاتق الله فيهم وراقب الله في حركاتك وسكناتك ومعاملتك واعلم أنك ضعيف جداً فانتبه لما يلي:-
أ-احذر –لا تكن ممن آذنه الله بالحرب ولا تبارز الله بالحرب فإنك سوف تهزم أيها الضعيف ومن محاربة الله –معاداة اولياء الله وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ)رواه البخاري.
ب-لا تأكل الربا وتتعامل به فتكون ممن آذنهم الله بالحرب فتهزم وتخسأ وقد قال(فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) [البقرة : 279]0
ج-احذر من محاربة الله ورسوله لحديث أَبِي قِلَابَةَ (أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا خَلْفَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَذَكَرُوا وَذَكَرُوا فَقَالُوا وَقَالُوا قَدْ أَقَادَتْ بِهَا الْخُلَفَاءُ فَالْتَفَتَ إِلَى أَبِي قِلَابَةَ وَهْوَ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَقَالَ مَا تَقُولُ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ أَوْ قَالَ مَا تَقُولُ يَا أَبَا قِلَابَةَ قُلْتُ مَا عَلِمْتُ نَفْسًا حَلَّ قَتْلُهَا فِي الْإِسْلَامِ إِلَّا رَجُلٌ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانٍ أَوْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عَنْبَسَةُ حَدَّثَنَا أَنَسٌ بِكَذَا وَكَذَا قُلْتُ إِيَّايَ حَدَّثَ أَنَسٌ قَالَ قَدِمَ قَوْمٌ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمُوهُ فَقَالُوا قَدْ اسْتَوْخَمْنَا هَذِهِ الْأَرْضَ فَقَالَ هَذِهِ نَعَمٌ لَنَا تَخْرُجُ فَاخْرُجُوا فِيهَا فَاشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا فَخَرَجُوا فِيهَا فَشَرِبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا وَاسْتَصَحُّوا وَمَالُوا عَلَى الرَّاعِي فَقَتَلُوهُ وَاطَّرَدُوا النَّعَمَ فَمَا يُسْتَبْطَأُ مِنْ هَؤُلَاءِ قَتَلُوا النَّفْسَ وَحَارَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَخَوَّفُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ فَقُلْتُ تَتَّهِمُنِي)رواه البخاري0
د-احذر من محاربة الله بنشر الفساد في الأرض عن طريق القنوات الفضائية وفي نشر المحرمات فإنك والله لن تصلح إذا فعلت ذلك وعليك أن تعي أنك العبد الضعيف وأن الله هو القادر القوي -من أنت أيها العبد الضعيف حتى تحارب الله وتعرض نفسك للفشل والهلاك والخسة والهوان والذل في الدنيا والآخرة فتب إلى الله عز وجل0
















الــرسـالـة التسعون
( المقدم والمؤخر )
من أسماء الله الحسنى (المقدم) و (المؤخر) كما في حديث ابْنِ عَبَّاسٍ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ(اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ حَقٌّ وَقَوْلُكَ حَقٌّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ لَا إِلَهَ غَيْرُكَ حديث صحيح البخاري أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ)رواه البخاري 0ومن صفاته أنه يقدم من شاء ويؤخر من شاء 0
• والله  هو المقدم لما شاء في الخلق أو في الفضل وغير ذلك 0
• فيا أيها العبد:-
1-توكل على الله فإن الأمر كله لله فهو الذي يقدم من شاء ويؤخر من شاء ولا يستطيع أحد أن يقدم ما أخره الله أو يؤخر ما قدمه الله كما في الحديث السابق(أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ)رواه البخاري
2-تقدم إلى فعل الخيرات وطاعة الله عز وجل مسارعاً إليها ولا تتأخر عن الطاعة بل جد واجتهد واستعن بالله واترك الكسل وشمر إلى ربك ما دام في العمر فسحة وكن ممن صلحت نيته وقويت ارادته في التقدم إلى الطاعات وقد قال ( إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ) (37) [المدثر : 35 - 37]0
3-أيها الرجل تقدم في كل سبيل من سبل الخير لتكمل لحديث أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ)رواه الشيخان-الا فشمر عن ساعد الجد في طرق الخير والعمل الصالح من العلم والهدى والنوافل بعد القيام بالواجبات0
4-إذا صليت فسبح الله خلف الصلاة -33- واحمد الله -33-وكبر الله 34 أو سبح واحمد وكبر -33- وأكمل المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له لحديث أَبِي ذَرٍّ قَالَ( قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ سَبَقَنَا أَصْحَابُ الْأَمْوَالِ وَالدُّثُورِ سَبْقًا بَيِّنًا يُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ كَمَا نُصَلِّي وَنَصُومُ وَعِنْدَهُمْ أَمْوَالٌ يَتَصَدَّقُونَ بِهَا وَلَيْسَتْ عِنْدَنَا أَمْوَالٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا أُخْبِرُكَ بِعَمَلٍ إِنْ أَخَذْتَ بِهِ أَدْرَكْتَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ وَفُتَّ مَنْ يَكُونُ بَعْدَكَ إِلَّا أَحَدًا أَخَذَ بِمِثْلِ عَمَلِكَ تُسَبِّحُ خِلَافَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَتَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَتُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ )رواه أحمد -ولحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ(جَاءَ الْفُقَرَاءُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنْ الْأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَا وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا وَيَعْتَمِرُونَ وَيُجَاهِدُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ قَالَ أَلَا أُحَدِّثُكُمْ إِنْ أَخَذْتُمْ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ إِلَّا مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَاخْتَلَفْنَا بَيْنَنَا فَقَالَ بَعْضُنَا نُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَنَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَنُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ تَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ حَتَّى يَكُونَ مِنْهُنَّ كُلِّهِنَّ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ)رواه البخاري0
5- من خير الأعمال وأزكاها عند الله ما ورد في حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ قَالُوا بَلَى قَالَ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى)رواه الترمذي0
6-إذا صليت الفريضة وأردت أن تصلي النافلة التي بعدها فتقدم عن مكان صلاتك الفريضة أوتأخر عن يمنيك أو عن شمالك لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ قَالَ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ أَوْ عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ زَادَ فِي حَدِيثِ حَمَّادٍ فِي الصَّلَاةِ يَعْنِي فِي السُّبْحَةِ)رواه أبو داود-ولحديث الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لَا يُصَلِّي الْإِمَامُ فِي مُقَامِهِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ الْمَكْتُوبَةَ حَتَّى يَتَنَحَّى عَنْهُ)رواه ابن ماجه وهوصحيح0
7-إذا صليت فادع الله في آخر صلاتك بما ورد في حديث عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيه (ثُمَّ يَكُونُ مِنْ آخِرِ مَا يَقُولُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَسْرَفْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ)رواه مسلم0






الــرسـالـة الحادية والتسعون
( الجامع )
إن مما جاء في كتاب الله أن الله جامع الناس ليوم لا ريب فيه كما قال  (رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) [آل عمران : 9] فالله سوف يجمع الناس في يوم القيامة لمحاسبتهم ومجازاتهم 0
• فيا أيها العبد:-
1-استعد ليوم (القيامة ) يوم الجمع للجزاء والحساب وحقق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله  وذلك بطاعة الله وطاعة رسوله  لحديث أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (يَجْمَعُ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ فَيَقُولُونَ لَوْ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ يَا آدَمُ أَمَا تَرَى النَّاسَ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكَ وَيَذْكُرُ لَهُمْ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَهَا وَلَكِنْ ائْتُوا نُوحًا فَإِنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ وَلَكِنْ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ لَهُمْ خَطَايَاهُ الَّتِي أَصَابَهَا وَلَكِنْ ائْتُوا مُوسَى عَبْدًا آتَاهُ اللَّهُ التَّوْرَاةَ وَكَلَّمَهُ تَكْلِيمًا فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ لَهُمْ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ وَلَكِنْ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ وَكَلِمَتَهُ وَرُوحَهُ فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَلَكِنْ ائْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبهِ وَمَا تَأَخَّرَ فَيَأْتُونِي فَأَنْطَلِقُ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ لَهُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يُقَالُ لِي ارْفَعْ مُحَمَّدُ وَقُلْ يُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ عَلَّمَنِيهَا ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَرْجِعُ فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يُقَالُ ارْفَعْ مُحَمَّدُ وَقُلْ يُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ عَلَّمَنِيهَا رَبِّي ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَرْجِعُ فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يُقَالُ ارْفَعْ مُحَمَّدُ قُلْ يُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ عَلَّمَنِيهَا ثُمَّ أَشْفَعْ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَرْجِعُ فَأَقُولُ يَا رَبِّ مَا بَقِيَ فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ وَوَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مَا يَزِنُ مِنْ الْخَيْرِ ذَرَّةً)رواه الشيخان 0
2-تفكر في يوم القيامة الذي انذر به النبي  وقال  فيه(فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) [الشورى : 7]واجتهد من الآن في فكاك رقبتك ونجاة نفسك لحديث أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْوُضُوءُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالصَّلَاةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا)رواه مسلم 0
3-اجعل يوم القيامة على البال لحديث حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ(كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا وَإِذَا قَامَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)رواه البخاري فهل تـقول هذا الذكر إذا استيقظت من نومك فتذكر النشور مجتهداً في العمل لذلك اليوم ساعياً في طلب النجاة لحديث أَبِي مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَثَلِي وَمَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمًا فَقَالَ رَأَيْتُ الْجَيْشَ بِعَيْنَيَّ وَإِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ فَالنَّجَا النَّجَاءَ فَأَطَاعَتْهُ طَائِفَةٌ فَأَدْلَجُوا عَلَى مَهْلِهِمْ فَنَجَوْا وَكَذَّبَتْهُ طَائِفَةٌ فَصَبَّحَهُمْ الْجَيْشُ فَاجْتَاحَهُمْ)رواه البخاري0













الــرسـالـة الثانية والتسعون
( ذو الفضل العظيم)
إن الله ذو فضل على العالمين وعلى الناس وله الفضل قال  (وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ )[البقرة : 251] وقال تعالى: "والله ذو الفضل العظيم" وقال (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ) [يوسف : 38] كما إن الله عزيز ذو انتقام وهو منتقم من المجرمين كما قال ( إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) [السجدة : 22] 0
• فيا أيها العبد:-
1-اعرف فضل الله عليك وكرمه وجوده وهباته التي لا تعد ولا تحصى واعظم الفضل أن هداك للإيمان وترك الشرك بالله فهل تحافظ على هذا الفضل وتعيش عابداً لله موحداً له متجنباً الشرك قليله وكثيره كبيره وصغيره مخلصاً لله في عبادته متبعاً رسول الله في كل حياتك ولا تأبى من ذلك لتحصل على الفوز العظيم بدخول الجنة لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى قَالَ مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى)رواه البخاري0
2-إذا علمت فضل الله عليك في كل لحظة من لحظات حياتك فاستغل حياتك في طاعة ربك واعلم انك مسئول عن حياتك لحديث ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ( لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ)رواه الترمذي وهو صحيح0
3-ابذل وتصدق مما تفضل الله به عليك من المال والخير لأنه من فضل الله عليك لحديث شَدَّادٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ أَنْ تَبْذُلَ الْفَضْلَ خَيْرٌ لَكَ وَأَنْ تُمْسِكَهُ شَرٌّ لَكَ وَلَا تُلَامُ عَلَى كَفَافٍ وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى)رواه مسلم 0
4-إذا علمت أن الله ينتقم من المجرمين فاحذر من الاجرام بكل أنواعه وأساليبه واحذر من نقمة الله –ممن اجرم –واعلم أن الله يغار كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ اللَّهَ يَغَارُ وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَغَارُ وَغَيْرَةُ اللَّهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ عَلَيْهِ ) رواه مسلم –فاحذر من الذنوب والمعاصي وكن غيوراً الغيرة المشروعة 0


الــرسـالـة الثالثة والتسعون
( الـرحيـم)
من أسماء الله الحسنى ( الرحيم) قال  (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) [الفاتحة : 3] والله رحيم بالمؤمنين كما قال)وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) [الأحزاب : 43]وهو  رحيم بالناس كما قال (انَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ) [البقرة : 143]ومن صفاته الرحمة وأنه يرحم عباده المؤمنين كما قال (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء : 24]0
والله رحيم بعباده المؤمنين في الدنيا والآخرة وله الرحمة العامة بالخلق كلهم0
• فيا أيها العبد:-
1-تخلق بصفة الرحمة فكن رحيماً بنفسك بالزامها بطاعة الله  والقيام بامره وامر رسوله  ولا تهلك نفسك بالذنوب والمعاصي وكذلك لا تفعل ما يضر بنفسك وقد قال(وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) [النساء : 29]0
2-ارحم عباد الله وكن من الراحمين الذين يرحمهم الله لحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ )رواه أبو داود وهو صحيح0
3-كن رحيماً بالمؤمنين وحتى بالحيوان وبالعيال وبالصغار وقد قالعن رسوله (بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )[التوبة : 128] ولحديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ( لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ)رواه أحمد وصححه الألباني –رحمه الله-0
4-اعلم أنك إذا وقعت في المعصية أو مرضت أو غير ذلك وأقبلت على الله مستغفراً تائباً عائداً إليه فإن الله يرحمك لأنه رحيم بعباده لحديث عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (أَنَّهُ قَال قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْيٍ فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنْ السَّبْيِ تَبْتَغِي إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ قُلْنَا لَا وَاللَّهِ وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا)رواه مسلم0
5-ابذل الاسباب التي تحصل بها رحمة الله ومنها:-
أ-احسن إلى الخلق وإلى نفسك بفعل الخيرات وقد قال(إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) [الأعراف : 56]0
ب-كن سمح البيع والشراء والقضاء والاقتضاء لحديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ وَإِذَا اشْتَرَى وَإِذَا اقْتَضَى)رواه البخاري0
ج-إذا قرىء القرآن فاستمع له وانصت وقد قال( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) [الأعراف : 204 ]وإذا سمعت الإمام يقرأ في الصلاة فاستمع لقراءته منصتاً واستفد منها علماً وتطبيقاً0
د-قل كلاماً تستفيد منه خيراً في الدنيا والآخرة أو اسكت فتسلم لحديث الحسن ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (رحم الله عبدا تكلم فغنم ، أو سكت فسلم )رواه البيهقي في الشعب وحسنه الالباني –رحمه الله-0
هـ-صل أربع ركعات قبل صلاة العصر لحديث ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً صَلَّى قَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعًا)رواه أبو داود وهو حسن0
و-قم متهجدا من الليل وايقظ زوجتك للتهجد ولتقم المراة للتهجد وتوقظ زوجها لذلك فإن أبى الزوج أو الزوجة فلينضح في وجهه الماء بمحبة وود لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ رَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ) رواه أبو داود وهو صحيح0
ز-ادع الله أن يرحمك وأن يرحم والديك قال (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء : 24]وقد علمنا (وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [البقرة : 286]0
ح-اتق الله في أمورك كلها واد زكاة مالك وحقق الإيمان بآيات الله ومتابعة رسول الله بالقيام بأوامره وترك نواهيه ليكتب الله لك رحمته كما قال ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) [الأعراف : 156 ، 157]0
ط-اسأل الله الجنة فإنها رحمة الله التي يرحم بها من يشاء لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (تَحَاجَّتْ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتْ النَّارُ أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ وَقَالَتْ الْجَنَّةُ مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْجَنَّةِ أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَقَالَ لِلنَّارِ إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِلْؤُهَا فَأَمَّا النَّارُ فَلَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ رِجْلَهُ فَتَقُولُ قَطْ قَطْ فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَلَا يَظْلِمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقً)رواه الشيخان0



الــرسـالـة الرابعة والتسعون
( الـظــاهـــر -الـباطـــن)
من أسماء الله الحسنى ( الظاهر ) ومن اسمائه (الباطن) كما قال  (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [الحديد : 3] ومن صفاته الظهور –العلو فليس فوقه شيء وأما الباطن فليس دونه شيء 0
والله هو كما قال  (اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ)رواه مسلم -
• فيا أيها العبد:-
1-إذا أخذت مضجعك فقل ما ورد في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا إِذَا أَخَذَ أَحَدُنَا مَضْجَعَهُ أَنْ يَقُولَ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الْأَرَضِينَ وَرَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَفَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَالظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَالْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ وَأَغْنِنِي مِنْ الْفَقْرِ)رواه الترمذي
2-اعلم أن الله  هو الظاهر العالي على خلقه وفضله عليك سابق وأن خيره إليك نازل وأنك محتاج إليه في حياتك فتوجه إليه بالعباده ووحده دون سواه واحمده واشكره لأن كل خير عندك فهو ابتداء من الله والمنة له  عليك حتى تلقاه فأحسن عبادته لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ وفيه(قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِحْسَانُ قَالَ أَنْ تَخْشَى اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنَّكَ إِنْ لَا تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ )رواه مسلم-بل وامدد يديك رافعاً لها إلى الله في حاجاتك فإنه لا يردها صفراً0
3-إذا علمت أن الله هو الباطن فليس دونه شيء وأنه قريب مطلع على ما في نفسك وعلى سرك وعلى ما هو أخفى من السر فاصلح سريرتك ونق ارادتك واخلص في عملك وقولك في كل وقت وفي أي مكان لقوله (اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ)رواه الترمذي وخف على نفسك من الرياء لحديث مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ قَالُوا وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الرِّيَاءُ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا جُزِيَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً )رواه أحمد وهو صحيح0
4-إذا حصل للعبد شيء من الوسوسة في دين الله فليقرأ قوله(هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )[الحديد : 3] سنن - (13 / 312)لحديث أَبُو زُمَيْلٍ قَالَ سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ(مَا شَيْءٌ أَجِدُهُ فِي صَدْرِي قَالَ مَا هُوَ قُلْتُ وَاللَّهِ مَا أَتَكَلَّمُ بِهِ قَالَ فَقَالَ لِي أَشَيْءٌ مِنْ شَكٍّ قَالَ وَضَحِكَ قَالَ مَا نَجَا مِنْ ذَلِكَ أَحَدٌ قَالَ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ{ فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلْ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ }الْآيَةَ قَالَ فَقَالَ لِي إِذَا وَجَدْتَ فِي نَفْسِكَ شَيْئًا فَقُلْ{ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ })رواه أبو داود وهو حسن0












الــرسـالـة الخامسة والتسعون
( فـعال لمـا يريد)
مما جاء في كتاب الله أنه  (فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ) [هود : 107] كما قال ( ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16)) [البروج : 15 - 17]وقال (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [يس : 82] 0
والله يفعل ما يشاء كما قال  (وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) [إبراهيم : 27] 0
• فيا أيها العبد:-
1-لا تقل يارب لماذا خلقت هذا واعطيت فلاناً ومنعت فلاناً وهديت فلاناً واضللت فلاناً ونحو ذلك وقد قال  ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ )[الأنبياء : 23]0
2-اعلم أن الله  إذا قدر عليك شيئاً من المصائب كالمرض والفقر وموت القريب ونحو ذلك فإن ذلك لحكمة يعلمها سبحانه وإنما الذي يشرع لك:-
أ-يجب عليك الصبر وعدم الجزع وأن لا تـتسخط وقدقال(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [آل عمران : 200]لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ فَقَالَ اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي قَالَتْ إِلَيْكَ عَنِّي فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي وَلَمْ تَعْرِفْهُ فَقِيلَ لَهَا إِنَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَتْ بَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ فَقَالَتْ لَمْ أَعْرِفْكَ فَقَالَ إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى)رواه الشيخان0
ب-يسن لك الاسترجاع (إنا لله وإنا إليه راجعون)وفي حديث أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ( سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ{ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا قَالَتْ فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 33

العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل   العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 3:08 pm

التصنيـف العـام > التوحيد والعقيدة
العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Paper بيانات الكتاب ..
العنوان رسائل في أسماء الله الحسنى ج1
المؤلف محمد بن شامي شيبة
نبذة عن الكتاب
تاريخ الإضافة 21-5-1431
عدد القراء 8517
رابط القراءة العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Msword << اضغط هنا >>
رابط التحميل العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Zip << اضغط هنا >>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 33

العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل   العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 3:10 pm

العقيدة

رسائل في
أسماء الله الحسنى
الجزء الأول


تأليف
محمد بن شامي شيبة





إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمداً عبده الله ورسوله صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فقد يسر الله لي الكتابة في عقيدة أهل السنة والجماعة، ومن ذلك هذا الكتاب –كتاب الرسائل-وهي مائة رسالة أكثرها في أسماء الله الحسنى، وبعض الرسائل القليلة فيما ورد في القرآن أو في السنة أنه أُطلق على الله ، وكان عملي في هذا الكتاب :
أ- أذكر اسم الله أو ما أُطلق على الله  وأذكر دليله من القرآن أو من السنة والصفة المشتقة من الاسم غالباً0
ب- أذكر معنى ذلك الاسم أو ذلك المُطلق غالباً0
ج- أذكر بعضاً من الدروس بأدلتها من القرآن أو من السنة النبوية0
د- لا أذكر إلا حديثاً صحيحاً، أو حسناً مما صححه أو حسنه بعض أهل العلم المعتبرين0
هـ- اجتهدت أن تكون هذه الرسائل مناسبة أن يُخطب بها الجمعة، وأن تُلقى دورات في المساجد أو غيرها، أو كلمات في المجالس والمساجد والمحافل ونحو ذلك0
و- ليعلم القارئ أن أسماء الله ليست محصورة في (99)، كما في حديث عبد الله  قال: قال رسول الله : ( مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا قَالَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَتَعَلَّمُهَا فَقَالَ بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا ) رواه أحمد0
ز- ليعلم القارئ أن منهجنا منهج أهل السنة والجماعة، فأهل السنة والجماعة يُثبتون لله ما أثبته لنفسه أو جاء في سنة رسوله  الصحيحة من الأسماء والصفات، إثباتاً بلا تمثيل، كما قال تعالى:  لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ  [الشورى : 11]. وينفون عن الله ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله .
ح- ما ثبت لله من الأسماء والصفات مع عقل أصل المعنى، وأما كمال المعنى والكيف فأهل السنة يفوضونه إلى الله .
ط- هذه الرسائل وفيها مواعظ هي دعوة للمسلم أن يعرف ربه، وأن يدعوه بأسمائه الحسنى، وقد قال تعالى:  وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  [الأعراف : 180]. هذا وأسأل الله العلي القدير أن ينفعني بها أولاً، ومن قرأها، أو سمعها، وأن يجعلها قربةً لي ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين0



وكتبه الفقير إلى ربه
محمد بن شامي مطاعن شيبة
27 ربيع الأول 1431هـ



الرسالة الأولى
 الله 
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين وبعد:
أخي المسلم: اعلم أنك عبدٌ لله جل وعلا، فهل عرفت ذلك ووعيته ؟
الله الإله المعبود الذي يجب أن تعبده وحده لا شريك له، فاجعل ذلك نصب عينيك؛ لأنه لم يخلقك إلا لعبادته، قال تعالى:  وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ  [الذاريات : 56].
الله هو المستحق للعبادة وحده دون سواه فلا تعبد غيره من حجر أو شجر أو قبر أو غير ذلك, فقد أمرنا الله بإفراده بالعبادة، فقال تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ  [التوبة : 31]. ونهانا عن اتخاذ آلهة أخرى، فقال تعالى:  وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ  [النحل : 51].
• الله هو الإله الحق وأما غيره فباطل، قال تعالى:  ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ  [لقمان : 30]. فأخلص لله العبادة ولا تشرك بالله شيئا!
• احذر من الشرك بالله في عبادته بدعاء غيره، فإن أبيت إلا أن تدعو مع الله غيره فأنت من المعذبين، وقد قال تعالى:  فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ  [الشعراء : 213].
• احذر من الخذلان والذم وذلك بالإشراك بالله وقد قال تعالى:  لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا  [الإسراء : 22].
• إذا عرفت أن ربك وإلهك هو الله، فاصرف كل العبادات له وحده لا شريك له  فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ  [هود : 123]. واستعن به  وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ  واذكره كثيراً  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا  وسبِّحه  وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا 0
• أكثر من دعاء الله لحديث النعمان بن بشير  عن النبي : ( الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ  قَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ  ) رواه أبو داود0
• وادع الله باسمه الأعظم لحديث عبد الله بن بُريدة عن أبيه أن رسول الله  : ( سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ فَقَالَ لَقَدْ سَأَلْتَ اللَّهَ بِالِاسْمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ ) رواه أبو داود 0
• اجعل حياتك كلها لربك "لله"، وذلك بالقيام بأمره وأمر رسوله ، والانتهاء عمّا نهانا الله عنه أو نهانا عنه رسوله ، واعلم أنه ليس لك الخِيَرَة في ذلك، وقد قال تعالى:  وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا  [الأحزاب : 36].
• الجأ إلى الله في كل أمورك، وأحبه وأحب رسوله  لتجد حلاوة الإيمان، لحديث أنس بن مالك  عن النبي  قال: ( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ) رواه البخاري.
• افرح بطاعة الله، وكن معتزاً بطاعته وطاعة رسوله ، وقد قال تعالى:  وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ  [المنافقون : 8].
• إذا دعوت بهذا الاسم "الله"، فقل ما ورد في حديث أبي هريرة  : (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  يَقُولُ اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي وَاجْعَلْ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلْ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ) رواه مسلم0



الرسالة الثانية
 الرَّبّ 
أيها المسلم: إن من أسماء الله الحسنى: الرّب ، والرّبّ هو المالك المتصرف في هذا العالم، المدبِّر له في كل وقت، وتصير الأمور كلها إليه  أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ  [الشورى : 53]. والرب هو:المربي لجميع العالمين بنعمه المدبر لهم الذي شرع لهم ما يصلحهم.

فعليك أيها العبد:
أ- أن تعبد ربك جلّ و علا وحده دون سواه، وأن تستمرّ في عبادته حتى يأتيك الموت، قال تعالى:  وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ  [الحجر : 99].
ب- أن تستشعر أنه سبحانه هو المنعم عليك، فتحمده وتشكره في كل لحظة من لحظات حياتك بقلبك ولسانك وجوارحك، وأن تسأله كل ما تحتاجه، لحديث أبي هريرة  قال: قال رسول الله : ( مَنْ لَمْ يَسْأَلْ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ ) رواه الترمذي وهو صحيح.
ج- اثن - أيها العبد - على الله بأنه ربك، ومن ذلك ما جاء في (سيد الاستغفار) كما في حديث شداد بن أوس : ( أَنَّ النَّبِيَّ  قَالَ لَهُ أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى سَيِّدِ الِاسْتِغْفَارِ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ وَأَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَعْتَرِفُ بِذُنُوبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ لَا يَقُولُهَا أَحَدُكُمْ حِينَ يُمْسِي فَيَأْتِي عَلَيْهِ قَدَرٌ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَلَا يَقُولُهَا حِينَ يُصْبِحُ فَيَأْتِي عَلَيْهِ قَدَرٌ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ) رواه الترمذي وهو صحيح.
د- إذا افتتحت - أيها العبد - صلاتك من الليل، فأثن على الله بما ثبت عنه في حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: ( سَأَلْتُ عَائِشَةَ بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ  يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ قَالَتْ كَانَ إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ أَنْتَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) رواه أبو داود وهو صحيح0
فيشرع لك أن تدعوا الله  بهذا الاسم أو بأي اسم من أسمائه الحسنى، وقد كان  أكثر دعوة يدعوا بها ما ورد في حديث أنس  قال: ( كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ النَّبِيِّ  اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) رواه البخاري. وما ورد في حديث أبي بكر الصديق  أنه قال لرسول الله : ( عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتِي قَالَ قُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي إِنَّك أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) رواه البخاري.
هـ- إذا أخذت مضجعك فأَثْنِ على الله، وادع بما ورد في حديث أبي هريرة  عن النبي : ( أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى مُنَزِّلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ زَادَ وَهْبٌ فِي حَدِيثِهِ اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ وَأَغْنِنِي مِنْ الْفَقْرِ ) رواه أبو داود وهو صحيح.
و- إذا أصابك الكرب فيُشرع لك أن تُثني على الله، وأن تدعوه بما ورد في حديث ابن عباس : ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ) رواه الشيخان.
ز- استعذ بالله ( رب الناس, رب الفلق) وذلك بقراءة المعوذتين، لحديث عُقْبَةَ بن عامر  قال ( بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ  بَيْنَ الْجُحْفَةِ وَالْأَبْوَاءِ إِذْ غَشِيَتْنَا رِيحٌ وَظُلْمَةٌ شَدِيدَةٌ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ  يَتَعَوَّذُ بِأَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَأَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ وَيَقُولُ يَا عُقْبَةُ تَعَوَّذْ بِهِمَا فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بِمِثْلِهِمَا قَالَ وَسَمِعْتُهُ يَؤُمُّنَا بِهِمَا فِي الصَّلَاةِ ) رواه أبو داود صحيح.



الرسالة الثالثة
 المُتكبِّر 
اعلم أن من أسماء الله الحسنى: المتكبَّر ,كما قال تعالى:  الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ  [الحشر : 23]. فهو سبحانه المتكبر على العُتاة، المتعالي عن صفات خلقه، المتنزّه عن النقائص والعيوب، الذي له الكبرياء في السماوات والأرض.
• من صفات الله الكبرياء وهي رداؤه، كما في الحديث القدسي عن أبي هريرة  قال: قال رسول الله : ( قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّار ) رواه أبو داود وهو صحيح.

إذا علمت ذلك فيشرع لك ما يلي:
أ- عليك أن تتواضع ولا تتكبر، لحديث عياض بن حمار  عن النبي  أنّه خَطَبَهم فقال: ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ ) رواه ابن ماجه وبنحوه عند مسلم .
ب- احذر من الكبر ! لا تردّ الحق بل تقبله من أي أحد, ولا تحقر الناس بالتكبر عليهم أو بظلمهم، لحديث عبد الله بن مسعود  عن النبي  قال: ( لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً قَالَ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ ) رواه مسلم.
ج- لا تردَّ شيئاً من دين الله، بل تقبّل ذلك بكل سرور ومحبة وإذعان، وتواضع بقبول ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله ، واعلم أنك إن رددت شيئاً من دين الله فإنّ عندك شيئا من الكبر، واجعل هذا نصب عينيك.
د- احذر من الوقوع في الكبر! واعلم أنك إن تكبرت فإنك تنازع الله في صفة الكبرياء ( رداؤه ) وإذا نازعت الله في كبريائه عذّبك الله , كما في الحديث القدسي، عن أبي هريرة  قال : قال رسول الله : ( قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّار ) رواه أبو داود وهو صحيح0
هـ- يشرع لك أن تسبِّح الله في ركوعك في الصلاة وفي سجودك، كما كان النبي ، ففي حديث عوف بن مالك الأشجعي  قال: ( قُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ  لَيْلَةً فَقَامَ فَقَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ لَا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا وَقَفَ فَسَأَلَ وَلَا يَمُرُّ بِآيَةِ عَذَابٍ إِلَّا وَقَفَ فَتَعَوَّذَ قَالَ ثُمَّ رَكَعَ بِقَدْرِ قِيَامِهِ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ ثُمَّ سَجَدَ بِقَدْرِ قِيَامِهِ ثُمَّ قَالَ فِي سُجُودِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ بِآلِ عِمْرَانَ ثُمَّ قَرَأَ سُورَةً سُورَةً ) رواه أبو داود وهو صحيح.

و- احذر من الكبر! واعلم أن عقوبة المتكبرين شديدة، ومن عقوبتهم:
• أنهم يُجزون عذاب الهون ( الخزي ) كما قال تعالى:  فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ  [الأحقاف: 20].
• أنهم يُحشرون أمثال الذر، ويُساقون إلى سجنٍ في جهنم وغير ذلك، ففي حديث سنن الترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده  عن النبي  قال: ( يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِي صُوَرِ الرِّجَالِ يَغْشَاهُمْ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَيُسَاقُونَ إِلَى سِجْنٍ فِي جَهَنَّمَ يُسَمَّى بُولَسَ تَعْلُوهُمْ نَارُ الْأَنْيَارِ يُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ طِينَةَ الْخَبَالِ ) حسن.
• أن الله يطبع على قلب المتكبر الجبار كما قال تعالى: كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ  [غافر : 35].



الرسالة الرابعة
 الوَارث 
من أسماء الله الحسنى: الوارث ، كما قال الله تعالى:  وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ  [الحجر : 23].
ومن صفاته  أنه يرث الأرض ومن عليها كما قال تعالى: "إنا نحن نرث الأرض ومن عليها"، وأنه تعالى يورث الأرض من يشاء لأن الأرض له كما قال تعالى عن موسى  أنّه قال لقومه :  إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ  [الأعراف : 128].
فالله  يرث الأرض ومن عليها، فيُميت جميع الأحياء - فلا يبقى حيٌّ سوى الله - إذا جاء أجلهم، وهو سبحانه الباقي بعد فناء خلقه، الوارث لهم بعد موتهم.
فيا أخي المسلم:
أ- اعلم أن الدنيا فانية ذاهبة، فلا تُعلّق قلبك بها، واجعلها طاعة لله ، وأمّا ما كان عندك من مال أو غيره من الدنيا فإنما أنت مُستَخلف فيه، فأنفق مما استخلفك الله فيه، وقد قال :  وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ  [الحديد : 7].
ب- اعلم أنّ المال الذي بيدك إنما هو مال الله، فأعط منه الفقراء والمحتاجين، وأنفق منه في وجوه الخير، وقد قال :  وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ  [النور : 33].
ج- اسأل الله  أن يجعلك من ورثة جنة النعيم كما سأل إبراهيم  ربه فقال تعالى:  وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ  [الشعراء : 85].
د- حقِّق الصفات التي جاءت في أول سورة المؤمنون لتكون من ورثة جنة الفردوس، وقد قال تعالى:  قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ  [المؤمنون : 1 - 11].
هـ- اتق الله ، وقم بما أوجب الله عليك، وانته عما حرّم الله عليك، وسارع بالخيرات لترث الجنة، وقد قال :  تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا  [مريم : 63]. وأما إن قصَّرت بترك بعض الواجبات أو بالوقوع في المحرمات فإنك تكون من أهل الوعيد.
و- إذا أورثك الله الأرض ومكَّنَك فيها بسُلطة أو بغيرها فقم بما في هذه الآية:  الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ  [الحج : 41].
ز- اعلم أنّه ليس لك من مالِك إلا ما أنفقته أو أكلته أو لبسته، كما في حديث مُطَرِّفٍ عَنْ أَبيه  قال: ( أَتَيْتُ النَّبِيَّ  وَهُوَ يَقْرَأُ أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ قَالَ يَقُولُ ابْنُ آدَمَ مَالِي مَالِي قَالَ وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ ) رواه مسلم. فسارع إلى الإنفاق من مالك ليكون لك عند الله ، وليكن مالك أحب إليك من مال وارثك كما في حديث عبد الله قال النَّبيُّ : ( أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ قَالَ فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ ) رواه البخاري 0
ح- اعلم - أيها المسلم- أن الأرض لله يُورثها من يشاء من عباده، وأن الله قد كتب كما قال تعالى:  وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ  [الأنبياء : 105]. وأن الله جل وعلا سوف يُزهق الباطل، ويُورث عباده المؤمنين أرضَ الكفار وديارَهم كما قال تعالى:  وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا [الأحزاب : 27].
ط- أخي المسلم إذا كنت لم يُولد لك فادع الله  أن يهبك ذريةً طيبة، وليكن من دعائك:  رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ  [الأنبياء : 89]. اللهم هب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل فلان - من أهلك - واجعله ربّ رضياً.


الرسالة الخامسة
 المُحـسِن 
من أسماء الله الحسنى: المُحسن ، لحديث شدَّاد بن أَوْس  قال: ( حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ  اثْنَتَيْنِ، أَنَّهُ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مُحْسِنٌ يُحِبُّ الإِحْسَانَ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، ثُمَّ لِيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ) رواه الطبراني في المعجم الكبير وهو حسن. ومن صفات الله تعالى أنه يُحسن إلى عباده كما قال تعالى:  وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ  [القصص : 77]0
• فالله  محسنٌ إلى عباده في إنعامه عليهم، وفي إحسانه خلقه كل شيء، وفي جزائه على الحسنة بعشر أمثالها إلى أكثر من ذلك، وفيما شرعه لعباده وغير ذلك.

• فيا أخي المسلم يشرع لك ما يلي:
أ- يجب عليك أن تحسن في عبادة الله، تُخلص فيها لله وتتابع فيها رسول الله  وقد قال تعالى :  وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ  [البينة : 5] ولحديث عائشة  عن رسول الله  قال: ( مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ ) رواه البخاري0
ب- انظر - أيها العبد - إلى الإحسان الذي آتاك الله، فإنه لا يُعدّ ولا يُحصى، فقم بالإحسان في طاعته، واعلم أن الله سيجازيك على إحسانك بأكثر منه، وقد قال :  وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  [النحل : 97].
ج- اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تأت بهذه فاعبد الله كأنه يراك، واستشعر المراقبة، لحديث أَبِي هريرة  قال: ( كَانَ النَّبِيُّ  بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ مَا الْإِيمَانُ قَالَ الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَبِلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ قَالَ مَا الْإِسْلَامُ قَالَ الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ قَالَ مَا الْإِحْسَانُ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ) رواه البخاري0
د- أحسن إلى والديك مُطبِّقاً هذه الآية:  وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا  [العنكبوت : 8].  وبالوالدين إِحْسَاناً  [ الإسراء : 23 ] . وادع لهما  رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا  [الإسراء : 24]. وأحسن في القول لهما  وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا  [الإسراء : 23]. وأحسن في معاملتهما حتى تلقى الله0 هـ- ادع إلى الله بالقول الحَسَن "الموعظة الحسنة"، وقد قال تعالى:  ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ  [النحل : 125] واهتم بالدعوة إلى الله على منهج القرآن وسنة النبي .
و- أحسن إلى الخلق بالإنفاق على الفقراء و الأيتام، وأحسن في كل شأن من شئونك، وقد قال تعالى:  وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ  [القصص : 77] بل أحسن حتى في القِتْلة وذبح الذبيحة لحديث شداد بن أوس  قال: ( حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ  اثْنَتَيْنِ، أَنَّهُ قَالَ:ِإنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مُحْسِنٌ يُحِبُّ الإِحْسَانَ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، ثُمَّ لِيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ ) رواه الطبراني في المعجم الكبير وهو حسن.
ز- تخلَّقْ بحُسن الخلق تنال القرب من النبي  يوم القيامة، لحديث جابرٍ  أَنَّ رسولَ اللَّه  قال: ( إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ وَالْمُتَفَيْهِقُونَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ قَالَ الْمُتَكَبِّرُونَ ) رواه الترمذي وهو صحيح.
وتنال بيتاً في أعلى الجنة، لحديث أبي أمامة  قال: قال رسول الله : ( أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ ) رواه أبو داود وهو حسن0
ح- أحسن في طاعة الله، وإلى الأهل، وإلى الخلق، تنال محبة الله ورعايته، وقد قال تعالى:  إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ  [البقرة : 195]. وقال تعالى:  إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ  [النحل : 128]0
ط- أحسن إلى من أحسن إليك وقم بمكافأته، وقد قال تعالى:  هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ  [الرحمن : 60]. ولحديث أسامة بن زيد  قال: قال رسول الله : ( مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ ) رواه الترمذي وهو صحيح0
ي- أحسن في عبادة ربك لتحصل على الحسنى وزيادة ( النظر إلى وجه الله الكريم )، وقد قال تعالى:  لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ  [يونس : 26]. فالحسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله في الجنة، وفي حديث جرير بن عبد الله  قال: ( كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ  فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً يَعْنِي الْبَدْرَ فَقَالَ إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا ثُمَّ قَرَأَ  وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) رواه البخاري 0
ك- أحسن إلى جارك بدعوته إلى الله ، وفي القول، وفي المعاملة والجوار، لحديث أبي شُريح الخزاعي  أن النبي  قال: ( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ ) رواه مسلم 0



الرسالة السادسة
 الوِتْر 
من أسماء الله: الوِتر ، لحديث أبي هريرة عن النبي  قال: ( لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَإِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَْ ) رواه مسلم.
• فالله  فرد واحد لا شريك له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، ولا نظير له في ذلك كله.
فيا أخي المسلم :
أ- اعبد الله وحده لا شريك له، واعتن بتوحيده، وحقِّق هذا التوحيد بالقيام به خالياً من الشوائب، مُطهراً من الشرك الأكبر والأصغر، ومن الذنوب التي تُضعف الأيمان، وقد قال تعالى:  وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا  [النساء : 36].
ب- يُشرع لك - أيها العبد - أنّ كلّ عبادة لله من قولٍ أو فعلٍ جاءت وتراً عن النبي  أن تقوم بها وتراً كما جاءت في السنة المطهرة، وهذه العبادات منها ما حدّده الشرع كالطواف بالبيت سبعاً، والسعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط، فيجب أن تفعلها كذلك, ومنها ما يُسنّ أن تكون وتراً كغسل الميت، لحديث أُمِّ عطيَّة رضي الله عنها قالت: ( دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ  وَنَحْنُ نَغْسِلُ ابْنَتَهُ فَقَالَ اغْسِلْنَهَا وِتْرًا ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا قَالَ وَقَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ مَشَطْنَاهَا ثَلَاثَةَ قُرُونٍ ) رواه مسلم. فكن في ذلك متقيداً بسنة رسول الله 0
ج- اهتمّ بصلاة الوتر، وقد قال : ( أوتروا يا أهل القرآن فإن الله وتر يحب الوتر ) رواه أبو داود وهو صحيح. وليكن وِترُك قبل الصبح، لحديث أبي سعيد  عن النبي  قالSad أَوْتِرُوا قَبْلَ أَنْ تُصْبِحُوا) رواه مسلم0
د- ما فعله النبي  مرةً وتراً ومرةً شفعاً فافعله كذلك، مرةً وتراً ومرةً شفعاً؛ تأسياً بالنبي ، ومن ذلك الوضوء، فقد توضأ  مرةً مرةً، ومرتين مرتين، وثلاثاً ثلاثاً، فافعل كفعله .
هـ- اعلم أنّ ما جاء في السنة وتراً فإن الله يُحبه، فأحِبّ ما يُحبه الله ويُحبه رسوله  لتحصل على الثواب العظيم من الله .
و- اعلم أن لله تسعة وتسعين اسماً ( وتراً )، وهذه الأسماء -التسعة والتسعين- يُشرع إحصاؤها لحديث أبي هريرة  أن رسول الله : ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) رواه لبخاري.
ومعنى إحصائها كما يلي:
1- حفظها بعددها.
2- فهم معانيها وتدبرها حسب الاستطاعة.
3- دعاء الله بها، وقد قال تعالى:  وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  [الأعراف : 180]. فاجتهد أيها المسلم في إحصائها لتحصل على الثمرة (دخول الجنة).
ز- أسماء الله ليست محصورة في تسعة وتسعين، وفي حديث عبد الله  عن رسول الله  قال: ( مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا قَالَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَتَعَلَّمُهَا فَقَالَ بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا ) رواه أحمد, صحيح. فيا أيها المسلم اسأل الله مطبقاً هذا الحديث عندما تُصاب بالهم والحزن.


الرسالة السابعة:
 الوَاسِـع 

من أسماء الله الحسنى: الواسع ، كما قال تعالى:  وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ  [البقرة : 247]. ومن صفاته السعة كما قال تعالى:  وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا  [النساء : 130].
• فالله قد وسعت رحمته كل شيء، ووسع علمه كل شيء، ووسع غناه ورزقه جميع خلقه، ووسع جوده كل خلقه، وهو واسع في صفات الكمال، وفي العظمة والإحسان والجود والحكمة والمغفرة والعفو واللطف ونحو ذلك.
فيا أخي المسلم :
أ- اعلم أنك عبدٌ لله ، وعليك أن تعبده في كل وقت وفي أي مكان، وإذا ضُيِّق عليك في مكان فانتقل إلى مكان آخر لتعبد الله فيه، وقد قال تعالى:  يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ  [العنكبوت : 56].
ب- أنفق من مالك في وجوه الخير لتحصل على السعة من الله بمضاعفة الثواب لك، وقد قال تعالى:  مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ  [البقرة : 261].
ج- اجتهد في الطاعات – الحسنات- لتحصل على سعة جود الله بمضاعفتها لك، وقد قال :  مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا  [الأنعام : 160]. ولحديث أبي هريرة  قال: قال رسول الله : ( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ لَهُ الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ) رواه ابن ماجه وهو صحيح 0
د- أقبل على الله ، واسأله حاجتك، فإنّه سبحانه ذو الفضل العظيم، والإنعام الواسع، والعطاء السخي، وفي حديث أبي ذر  عن النبي  فيما روى عن الله تبارك وتعالى، وفيه: ( يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ ) رواه مسلم.
هـ- إذا علمت أن الله واسع المغفرة فلا تقنط من رحمته، بل عُد إليه عندما تقع في الذنب، وقد قال تعالى:  إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ  [الزمر : 53]. ووعد سبحانه عباده المغفرة والفضل فقال :  الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ  [البقرة : 268]. وقال :  وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ  [الأعراف : 156].
و- إذا كان عندك زوجة فلا تؤذها ولا تظلمها، وإذا أصبحت غير راغبٍ فيها، وأنّ بقاءها عندك تكون كأنها بلا زوج –كالمعلقة - فاتركها بإحسان  أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ  [الطلاق : 2]. فإن الله سوف يغنيها عنك ويغنيك عنها، وقد قال :  وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا  [النساء : 130]0
ز- اعلم أن الله يسمعك، فقد وسع سمعه الأصوات كلّها وقد علم كل شيء  وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا  [الأعراف : 89]. فاستح من الله جل وعلا، ولا تتكلم بمعصية الله، ولا تعمل بمعصية الله، وكن مراقباً ذلك في قولك وعملك وقلبك، واحرص أن تكون مطيعاً لله  في كل وقت وفي أي مكان، وفي حديث أبي ذر  قال: ( قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ  اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ ) رواه الترمذي وهو صحيح.
ح-كن واسع الصدر والخلق، وقد قال رسول الله : ( لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط وجه وحسن خلق ) رواه ابن أبي شيبة وهو صحيح.
ط- وسِّع على أهل بيتك، وعلى الفقراء والمساكين، وذلك حسب ما عندك من السعة، وقد قال :  لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ  [الطلاق : 7]. وأوسع على المدين ولا تضايقه إذا كان معسراً، وكن متسامحاً مع المحتاجين ونحوهم.
ي- إذا جاء أخوك المسلم إلى المجلس فأوسع له، وفي حديث أبي شيبة عن النبي  قال: ( إذا جاء أحدكم فأوسع له أخوه فإنما هي كرامة أكرمه الله  به ) رواه البيهقي في شعب الإيمان وهو حسن. وقال Sad إذا انتهى أحدكم إلى المجالس ، فإن وسع له فليجلس ، وإلا فلينظر أوسع مكان يراه فيجلس فيه ) رواه البيهقي في شعب الإيمان وهو حسن.
ك- تخلق بالخلق الواسع (الصبر)، وكن ذا صبر عظيم على طاعة الله، وعلى أقدار الله المؤلمة (المصائب)، وفي حديث أبي سعيد الخدري : ( أَنَّ نَاسًا مِنْ الْأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ  فَأَعْطَاهُمْ ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى إِذَا نَفَدَ مَا عِنْدَهُ قَالَ مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ وَمَا أَعْطَى اللَّهُ أَحَدًا مِنْ عَطَاءٍ أَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ ) رواه أبو داود.
ل- احرص على أن يكون مجلسك واسعاً، لحديث أبي سعيد الخدري  قال: ( سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ  يَقُولُ خَيْرُ الْمَجَالِسِ أَوْسَعُهَا ) رواه أبو داود وهو صحيح.


الرسالة الثامنة
المـُعـطِي 
من أسماء الله الحسنى: المعطي وقد قال : "ولا معطي لما منعت" ،ومن صفاته أنه يعطي لحديث حميد بن عبد الرحمن قال: ( سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ خَطِيبًا يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ  يَقُولُ مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الْأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ ) رواه البخاري.
ومن صفات الله أنه يعطي عباده كما قال :  وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى  [الضحى : 5]. وأنه سبحانه ذو العطاء كما قال :  وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا  [الإسراء : 20].
• فالله جل وعلا هو المعطي لعباده كل خير, المحسن إليهم, المتفضل عليهم بالبر والإحسان، لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، وفي حديث وَرَّادٍ مولى المغيرة بن شعبة  قال: ( كَتَبَ الْمُغِيرَةُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّ رَسُولَ اللّه  كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ إِذَا سَلَّمَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ) رواه الشيخان.
فيا أخي المسلم:
أ- اعلم أن الله هو الذي أعطاك كل خير, ويسّر لك كل فضل, وهداك إلى الإيمان فأحبّه سبحانه وأحبّ رسوله  لحديث أنس بن مالك  عن النبي  قال: ( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّار ِ) رواه البخاري. وقم بطاعة الله وطاعة رسوله  واحذر من الذنوب والمعاصي كل الحذر.
ب- اعلم أن الله هو الذي أعطاك كل مسألتك، كما قال :  وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا  [إبراهيم : 34]. فكن شاكراً لنعم الله، جاعلاً تلك النعم في طاعة الله ، ولا تجعلها في معصيته سبحانه، واستح منه كل الحياء.
ج- تخلق - أيها المسلم - بخلق الإعطاء، وأعط الفقراء والمساكين والمحتاجين، ومن سألك شيئاً ولا حرج عليك فيه فأعطه ولا تمنعه، وفي الحديث: ( وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ  لَا يَمْنَعُ شَيْئًا يُسْأَلُهُ ) رواه أحمد وهو صحيح.
د- اسأل الله جل وعلا كل شيء تريده من المباحات والخيرات، واسأل الله أن يهديك وأن يُطعمك وأن يكسوك، لحديث أبي ذر  عن النبي  فيما يرويه عن الله تبارك وتعالى أنّه قال: ( يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ ) رواه مسلم.
هـ- تخلَّق بالسخاء والكرم، وأعط العطايا والهبات لوجه الله ، وقد أعطى النبي  رجلاً غنماً بين جبلين, واهد الهدايا واقبلها، فقد كان  يقبل الهدية ويثيب عليها. و- تخلّق بالصبر الجميل، فما أُعطي أحدٌ عطاءً أوسع من الصبر، وكن صابراً محتسباً حتى تلقى الله .
ز- أعط الأجير حقه فوراً ولا تبخسه، وقد قال  في حديث عبد الله بن عمر : ( أَعْطُوا الْأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ ) رواه ابن ماجه.
ح- إذا صليت فقرأت سورة فَسَوِّ بين الأركان فيها، لحديث: ( أَعْطُوا كُلَّ سُورَةٍ حَظَّهَا مِنْ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ) رواه أحمد وهو صحيح.
ط- إذا أُعطيت شيئاً فوجدت فكافئ من أعطاك، وإلا فأثن به، وقد قال : ( مَنْ أُعْطِيَ عَطَاءً فَوَجَدَ فَلْيَجْزِ بِهِ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُثْنِ بِهِ فَمَنْ أَثْنَى بِهِ فَقَدْ شَكَرَهُ وَمَنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ ) رواه أبو دود ( حسن ).
ومن تحلّى بما لم يٌعط فإنه كلابس ثوبي زور لحديث أسماء رضي الله عنها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 33

العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل   العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 3:11 pm

العقيدة

رسائل في
أسماء الله الحسنى
الجزء الأول


تأليف
محمد بن شامي شيبة





إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمداً عبده الله ورسوله صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فقد يسر الله لي الكتابة في عقيدة أهل السنة والجماعة، ومن ذلك هذا الكتاب –كتاب الرسائل-وهي مائة رسالة أكثرها في أسماء الله الحسنى، وبعض الرسائل القليلة فيما ورد في القرآن أو في السنة أنه أُطلق على الله ، وكان عملي في هذا الكتاب :
أ- أذكر اسم الله أو ما أُطلق على الله  وأذكر دليله من القرآن أو من السنة والصفة المشتقة من الاسم غالباً0
ب- أذكر معنى ذلك الاسم أو ذلك المُطلق غالباً0
ج- أذكر بعضاً من الدروس بأدلتها من القرآن أو من السنة النبوية0
د- لا أذكر إلا حديثاً صحيحاً، أو حسناً مما صححه أو حسنه بعض أهل العلم المعتبرين0
هـ- اجتهدت أن تكون هذه الرسائل مناسبة أن يُخطب بها الجمعة، وأن تُلقى دورات في المساجد أو غيرها، أو كلمات في المجالس والمساجد والمحافل ونحو ذلك0
و- ليعلم القارئ أن أسماء الله ليست محصورة في (99)، كما في حديث عبد الله  قال: قال رسول الله : ( مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا قَالَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَتَعَلَّمُهَا فَقَالَ بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا ) رواه أحمد0
ز- ليعلم القارئ أن منهجنا منهج أهل السنة والجماعة، فأهل السنة والجماعة يُثبتون لله ما أثبته لنفسه أو جاء في سنة رسوله  الصحيحة من الأسماء والصفات، إثباتاً بلا تمثيل، كما قال تعالى:  لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ  [الشورى : 11]. وينفون عن الله ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله .
ح- ما ثبت لله من الأسماء والصفات مع عقل أصل المعنى، وأما كمال المعنى والكيف فأهل السنة يفوضونه إلى الله .
ط- هذه الرسائل وفيها مواعظ هي دعوة للمسلم أن يعرف ربه، وأن يدعوه بأسمائه الحسنى، وقد قال تعالى:  وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  [الأعراف : 180]. هذا وأسأل الله العلي القدير أن ينفعني بها أولاً، ومن قرأها، أو سمعها، وأن يجعلها قربةً لي ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين0



وكتبه الفقير إلى ربه
محمد بن شامي مطاعن شيبة
27 ربيع الأول 1431هـ



الرسالة الأولى
 الله 
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين وبعد:
أخي المسلم: اعلم أنك عبدٌ لله جل وعلا، فهل عرفت ذلك ووعيته ؟
الله الإله المعبود الذي يجب أن تعبده وحده لا شريك له، فاجعل ذلك نصب عينيك؛ لأنه لم يخلقك إلا لعبادته، قال تعالى:  وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ  [الذاريات : 56].
الله هو المستحق للعبادة وحده دون سواه فلا تعبد غيره من حجر أو شجر أو قبر أو غير ذلك, فقد أمرنا الله بإفراده بالعبادة، فقال تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ  [التوبة : 31]. ونهانا عن اتخاذ آلهة أخرى، فقال تعالى:  وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ  [النحل : 51].
• الله هو الإله الحق وأما غيره فباطل، قال تعالى:  ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ  [لقمان : 30]. فأخلص لله العبادة ولا تشرك بالله شيئا!
• احذر من الشرك بالله في عبادته بدعاء غيره، فإن أبيت إلا أن تدعو مع الله غيره فأنت من المعذبين، وقد قال تعالى:  فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ  [الشعراء : 213].
• احذر من الخذلان والذم وذلك بالإشراك بالله وقد قال تعالى:  لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا  [الإسراء : 22].
• إذا عرفت أن ربك وإلهك هو الله، فاصرف كل العبادات له وحده لا شريك له  فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ  [هود : 123]. واستعن به  وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ  واذكره كثيراً  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا  وسبِّحه  وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا 0
• أكثر من دعاء الله لحديث النعمان بن بشير  عن النبي : ( الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ  قَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ  ) رواه أبو داود0
• وادع الله باسمه الأعظم لحديث عبد الله بن بُريدة عن أبيه أن رسول الله  : ( سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ فَقَالَ لَقَدْ سَأَلْتَ اللَّهَ بِالِاسْمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ ) رواه أبو داود 0
• اجعل حياتك كلها لربك "لله"، وذلك بالقيام بأمره وأمر رسوله ، والانتهاء عمّا نهانا الله عنه أو نهانا عنه رسوله ، واعلم أنه ليس لك الخِيَرَة في ذلك، وقد قال تعالى:  وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا  [الأحزاب : 36].
• الجأ إلى الله في كل أمورك، وأحبه وأحب رسوله  لتجد حلاوة الإيمان، لحديث أنس بن مالك  عن النبي  قال: ( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ) رواه البخاري.
• افرح بطاعة الله، وكن معتزاً بطاعته وطاعة رسوله ، وقد قال تعالى:  وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ  [المنافقون : 8].
• إذا دعوت بهذا الاسم "الله"، فقل ما ورد في حديث أبي هريرة  : (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  يَقُولُ اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي وَاجْعَلْ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلْ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ) رواه مسلم0



الرسالة الثانية
 الرَّبّ 
أيها المسلم: إن من أسماء الله الحسنى: الرّب ، والرّبّ هو المالك المتصرف في هذا العالم، المدبِّر له في كل وقت، وتصير الأمور كلها إليه  أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ  [الشورى : 53]. والرب هو:المربي لجميع العالمين بنعمه المدبر لهم الذي شرع لهم ما يصلحهم.

فعليك أيها العبد:
أ- أن تعبد ربك جلّ و علا وحده دون سواه، وأن تستمرّ في عبادته حتى يأتيك الموت، قال تعالى:  وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ  [الحجر : 99].
ب- أن تستشعر أنه سبحانه هو المنعم عليك، فتحمده وتشكره في كل لحظة من لحظات حياتك بقلبك ولسانك وجوارحك، وأن تسأله كل ما تحتاجه، لحديث أبي هريرة  قال: قال رسول الله : ( مَنْ لَمْ يَسْأَلْ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ ) رواه الترمذي وهو صحيح.
ج- اثن - أيها العبد - على الله بأنه ربك، ومن ذلك ما جاء في (سيد الاستغفار) كما في حديث شداد بن أوس : ( أَنَّ النَّبِيَّ  قَالَ لَهُ أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى سَيِّدِ الِاسْتِغْفَارِ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ وَأَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَعْتَرِفُ بِذُنُوبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ لَا يَقُولُهَا أَحَدُكُمْ حِينَ يُمْسِي فَيَأْتِي عَلَيْهِ قَدَرٌ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَلَا يَقُولُهَا حِينَ يُصْبِحُ فَيَأْتِي عَلَيْهِ قَدَرٌ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ) رواه الترمذي وهو صحيح.
د- إذا افتتحت - أيها العبد - صلاتك من الليل، فأثن على الله بما ثبت عنه في حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: ( سَأَلْتُ عَائِشَةَ بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ  يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ قَالَتْ كَانَ إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ أَنْتَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) رواه أبو داود وهو صحيح0
فيشرع لك أن تدعوا الله  بهذا الاسم أو بأي اسم من أسمائه الحسنى، وقد كان  أكثر دعوة يدعوا بها ما ورد في حديث أنس  قال: ( كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ النَّبِيِّ  اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) رواه البخاري. وما ورد في حديث أبي بكر الصديق  أنه قال لرسول الله : ( عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتِي قَالَ قُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي إِنَّك أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) رواه البخاري.
هـ- إذا أخذت مضجعك فأَثْنِ على الله، وادع بما ورد في حديث أبي هريرة  عن النبي : ( أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى مُنَزِّلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ زَادَ وَهْبٌ فِي حَدِيثِهِ اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ وَأَغْنِنِي مِنْ الْفَقْرِ ) رواه أبو داود وهو صحيح.
و- إذا أصابك الكرب فيُشرع لك أن تُثني على الله، وأن تدعوه بما ورد في حديث ابن عباس : ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ) رواه الشيخان.
ز- استعذ بالله ( رب الناس, رب الفلق) وذلك بقراءة المعوذتين، لحديث عُقْبَةَ بن عامر  قال ( بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ  بَيْنَ الْجُحْفَةِ وَالْأَبْوَاءِ إِذْ غَشِيَتْنَا رِيحٌ وَظُلْمَةٌ شَدِيدَةٌ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ  يَتَعَوَّذُ بِأَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَأَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ وَيَقُولُ يَا عُقْبَةُ تَعَوَّذْ بِهِمَا فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بِمِثْلِهِمَا قَالَ وَسَمِعْتُهُ يَؤُمُّنَا بِهِمَا فِي الصَّلَاةِ ) رواه أبو داود صحيح.



الرسالة الثالثة
 المُتكبِّر 
اعلم أن من أسماء الله الحسنى: المتكبَّر ,كما قال تعالى:  الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ  [الحشر : 23]. فهو سبحانه المتكبر على العُتاة، المتعالي عن صفات خلقه، المتنزّه عن النقائص والعيوب، الذي له الكبرياء في السماوات والأرض.
• من صفات الله الكبرياء وهي رداؤه، كما في الحديث القدسي عن أبي هريرة  قال: قال رسول الله : ( قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّار ) رواه أبو داود وهو صحيح.

إذا علمت ذلك فيشرع لك ما يلي:
أ- عليك أن تتواضع ولا تتكبر، لحديث عياض بن حمار  عن النبي  أنّه خَطَبَهم فقال: ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ ) رواه ابن ماجه وبنحوه عند مسلم .
ب- احذر من الكبر ! لا تردّ الحق بل تقبله من أي أحد, ولا تحقر الناس بالتكبر عليهم أو بظلمهم، لحديث عبد الله بن مسعود  عن النبي  قال: ( لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً قَالَ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ ) رواه مسلم.
ج- لا تردَّ شيئاً من دين الله، بل تقبّل ذلك بكل سرور ومحبة وإذعان، وتواضع بقبول ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله ، واعلم أنك إن رددت شيئاً من دين الله فإنّ عندك شيئا من الكبر، واجعل هذا نصب عينيك.
د- احذر من الوقوع في الكبر! واعلم أنك إن تكبرت فإنك تنازع الله في صفة الكبرياء ( رداؤه ) وإذا نازعت الله في كبريائه عذّبك الله , كما في الحديث القدسي، عن أبي هريرة  قال : قال رسول الله : ( قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّار ) رواه أبو داود وهو صحيح0
هـ- يشرع لك أن تسبِّح الله في ركوعك في الصلاة وفي سجودك، كما كان النبي ، ففي حديث عوف بن مالك الأشجعي  قال: ( قُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ  لَيْلَةً فَقَامَ فَقَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ لَا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا وَقَفَ فَسَأَلَ وَلَا يَمُرُّ بِآيَةِ عَذَابٍ إِلَّا وَقَفَ فَتَعَوَّذَ قَالَ ثُمَّ رَكَعَ بِقَدْرِ قِيَامِهِ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ ثُمَّ سَجَدَ بِقَدْرِ قِيَامِهِ ثُمَّ قَالَ فِي سُجُودِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ بِآلِ عِمْرَانَ ثُمَّ قَرَأَ سُورَةً سُورَةً ) رواه أبو داود وهو صحيح.

و- احذر من الكبر! واعلم أن عقوبة المتكبرين شديدة، ومن عقوبتهم:
• أنهم يُجزون عذاب الهون ( الخزي ) كما قال تعالى:  فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ  [الأحقاف: 20].
• أنهم يُحشرون أمثال الذر، ويُساقون إلى سجنٍ في جهنم وغير ذلك، ففي حديث سنن الترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده  عن النبي  قال: ( يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِي صُوَرِ الرِّجَالِ يَغْشَاهُمْ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَيُسَاقُونَ إِلَى سِجْنٍ فِي جَهَنَّمَ يُسَمَّى بُولَسَ تَعْلُوهُمْ نَارُ الْأَنْيَارِ يُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ طِينَةَ الْخَبَالِ ) حسن.
• أن الله يطبع على قلب المتكبر الجبار كما قال تعالى: كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ  [غافر : 35].



الرسالة الرابعة
 الوَارث 
من أسماء الله الحسنى: الوارث ، كما قال الله تعالى:  وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ  [الحجر : 23].
ومن صفاته  أنه يرث الأرض ومن عليها كما قال تعالى: "إنا نحن نرث الأرض ومن عليها"، وأنه تعالى يورث الأرض من يشاء لأن الأرض له كما قال تعالى عن موسى  أنّه قال لقومه :  إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ  [الأعراف : 128].
فالله  يرث الأرض ومن عليها، فيُميت جميع الأحياء - فلا يبقى حيٌّ سوى الله - إذا جاء أجلهم، وهو سبحانه الباقي بعد فناء خلقه، الوارث لهم بعد موتهم.
فيا أخي المسلم:
أ- اعلم أن الدنيا فانية ذاهبة، فلا تُعلّق قلبك بها، واجعلها طاعة لله ، وأمّا ما كان عندك من مال أو غيره من الدنيا فإنما أنت مُستَخلف فيه، فأنفق مما استخلفك الله فيه، وقد قال :  وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ  [الحديد : 7].
ب- اعلم أنّ المال الذي بيدك إنما هو مال الله، فأعط منه الفقراء والمحتاجين، وأنفق منه في وجوه الخير، وقد قال :  وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ  [النور : 33].
ج- اسأل الله  أن يجعلك من ورثة جنة النعيم كما سأل إبراهيم  ربه فقال تعالى:  وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ  [الشعراء : 85].
د- حقِّق الصفات التي جاءت في أول سورة المؤمنون لتكون من ورثة جنة الفردوس، وقد قال تعالى:  قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ  [المؤمنون : 1 - 11].
هـ- اتق الله ، وقم بما أوجب الله عليك، وانته عما حرّم الله عليك، وسارع بالخيرات لترث الجنة، وقد قال :  تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا  [مريم : 63]. وأما إن قصَّرت بترك بعض الواجبات أو بالوقوع في المحرمات فإنك تكون من أهل الوعيد.
و- إذا أورثك الله الأرض ومكَّنَك فيها بسُلطة أو بغيرها فقم بما في هذه الآية:  الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ  [الحج : 41].
ز- اعلم أنّه ليس لك من مالِك إلا ما أنفقته أو أكلته أو لبسته، كما في حديث مُطَرِّفٍ عَنْ أَبيه  قال: ( أَتَيْتُ النَّبِيَّ  وَهُوَ يَقْرَأُ أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ قَالَ يَقُولُ ابْنُ آدَمَ مَالِي مَالِي قَالَ وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ ) رواه مسلم. فسارع إلى الإنفاق من مالك ليكون لك عند الله ، وليكن مالك أحب إليك من مال وارثك كما في حديث عبد الله قال النَّبيُّ : ( أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ قَالَ فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ ) رواه البخاري 0
ح- اعلم - أيها المسلم- أن الأرض لله يُورثها من يشاء من عباده، وأن الله قد كتب كما قال تعالى:  وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ  [الأنبياء : 105]. وأن الله جل وعلا سوف يُزهق الباطل، ويُورث عباده المؤمنين أرضَ الكفار وديارَهم كما قال تعالى:  وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا [الأحزاب : 27].
ط- أخي المسلم إذا كنت لم يُولد لك فادع الله  أن يهبك ذريةً طيبة، وليكن من دعائك:  رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ  [الأنبياء : 89]. اللهم هب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل فلان - من أهلك - واجعله ربّ رضياً.


الرسالة الخامسة
 المُحـسِن 
من أسماء الله الحسنى: المُحسن ، لحديث شدَّاد بن أَوْس  قال: ( حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ  اثْنَتَيْنِ، أَنَّهُ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مُحْسِنٌ يُحِبُّ الإِحْسَانَ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، ثُمَّ لِيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ) رواه الطبراني في المعجم الكبير وهو حسن. ومن صفات الله تعالى أنه يُحسن إلى عباده كما قال تعالى:  وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ  [القصص : 77]0
• فالله  محسنٌ إلى عباده في إنعامه عليهم، وفي إحسانه خلقه كل شيء، وفي جزائه على الحسنة بعشر أمثالها إلى أكثر من ذلك، وفيما شرعه لعباده وغير ذلك.

• فيا أخي المسلم يشرع لك ما يلي:
أ- يجب عليك أن تحسن في عبادة الله، تُخلص فيها لله وتتابع فيها رسول الله  وقد قال تعالى :  وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ  [البينة : 5] ولحديث عائشة  عن رسول الله  قال: ( مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ ) رواه البخاري0
ب- انظر - أيها العبد - إلى الإحسان الذي آتاك الله، فإنه لا يُعدّ ولا يُحصى، فقم بالإحسان في طاعته، واعلم أن الله سيجازيك على إحسانك بأكثر منه، وقد قال :  وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  [النحل : 97].
ج- اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تأت بهذه فاعبد الله كأنه يراك، واستشعر المراقبة، لحديث أَبِي هريرة  قال: ( كَانَ النَّبِيُّ  بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ مَا الْإِيمَانُ قَالَ الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَبِلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ قَالَ مَا الْإِسْلَامُ قَالَ الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ قَالَ مَا الْإِحْسَانُ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ) رواه البخاري0
د- أحسن إلى والديك مُطبِّقاً هذه الآية:  وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا  [العنكبوت : 8].  وبالوالدين إِحْسَاناً  [ الإسراء : 23 ] . وادع لهما  رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا  [الإسراء : 24]. وأحسن في القول لهما  وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا  [الإسراء : 23]. وأحسن في معاملتهما حتى تلقى الله0 هـ- ادع إلى الله بالقول الحَسَن "الموعظة الحسنة"، وقد قال تعالى:  ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ  [النحل : 125] واهتم بالدعوة إلى الله على منهج القرآن وسنة النبي .
و- أحسن إلى الخلق بالإنفاق على الفقراء و الأيتام، وأحسن في كل شأن من شئونك، وقد قال تعالى:  وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ  [القصص : 77] بل أحسن حتى في القِتْلة وذبح الذبيحة لحديث شداد بن أوس  قال: ( حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ  اثْنَتَيْنِ، أَنَّهُ قَالَ:ِإنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مُحْسِنٌ يُحِبُّ الإِحْسَانَ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، ثُمَّ لِيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ ) رواه الطبراني في المعجم الكبير وهو حسن.
ز- تخلَّقْ بحُسن الخلق تنال القرب من النبي  يوم القيامة، لحديث جابرٍ  أَنَّ رسولَ اللَّه  قال: ( إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ وَالْمُتَفَيْهِقُونَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ قَالَ الْمُتَكَبِّرُونَ ) رواه الترمذي وهو صحيح.
وتنال بيتاً في أعلى الجنة، لحديث أبي أمامة  قال: قال رسول الله : ( أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ ) رواه أبو داود وهو حسن0
ح- أحسن في طاعة الله، وإلى الأهل، وإلى الخلق، تنال محبة الله ورعايته، وقد قال تعالى:  إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ  [البقرة : 195]. وقال تعالى:  إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ  [النحل : 128]0
ط- أحسن إلى من أحسن إليك وقم بمكافأته، وقد قال تعالى:  هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ  [الرحمن : 60]. ولحديث أسامة بن زيد  قال: قال رسول الله : ( مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ ) رواه الترمذي وهو صحيح0
ي- أحسن في عبادة ربك لتحصل على الحسنى وزيادة ( النظر إلى وجه الله الكريم )، وقد قال تعالى:  لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ  [يونس : 26]. فالحسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله في الجنة، وفي حديث جرير بن عبد الله  قال: ( كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ  فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً يَعْنِي الْبَدْرَ فَقَالَ إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا ثُمَّ قَرَأَ  وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) رواه البخاري 0
ك- أحسن إلى جارك بدعوته إلى الله ، وفي القول، وفي المعاملة والجوار، لحديث أبي شُريح الخزاعي  أن النبي  قال: ( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ ) رواه مسلم 0



الرسالة السادسة
 الوِتْر 
من أسماء الله: الوِتر ، لحديث أبي هريرة عن النبي  قال: ( لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَإِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَْ ) رواه مسلم.
• فالله  فرد واحد لا شريك له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، ولا نظير له في ذلك كله.
فيا أخي المسلم :
أ- اعبد الله وحده لا شريك له، واعتن بتوحيده، وحقِّق هذا التوحيد بالقيام به خالياً من الشوائب، مُطهراً من الشرك الأكبر والأصغر، ومن الذنوب التي تُضعف الأيمان، وقد قال تعالى:  وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا  [النساء : 36].
ب- يُشرع لك - أيها العبد - أنّ كلّ عبادة لله من قولٍ أو فعلٍ جاءت وتراً عن النبي  أن تقوم بها وتراً كما جاءت في السنة المطهرة، وهذه العبادات منها ما حدّده الشرع كالطواف بالبيت سبعاً، والسعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط، فيجب أن تفعلها كذلك, ومنها ما يُسنّ أن تكون وتراً كغسل الميت، لحديث أُمِّ عطيَّة رضي الله عنها قالت: ( دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ  وَنَحْنُ نَغْسِلُ ابْنَتَهُ فَقَالَ اغْسِلْنَهَا وِتْرًا ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا قَالَ وَقَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ مَشَطْنَاهَا ثَلَاثَةَ قُرُونٍ ) رواه مسلم. فكن في ذلك متقيداً بسنة رسول الله 0
ج- اهتمّ بصلاة الوتر، وقد قال : ( أوتروا يا أهل القرآن فإن الله وتر يحب الوتر ) رواه أبو داود وهو صحيح. وليكن وِترُك قبل الصبح، لحديث أبي سعيد  عن النبي  قالSad أَوْتِرُوا قَبْلَ أَنْ تُصْبِحُوا) رواه مسلم0
د- ما فعله النبي  مرةً وتراً ومرةً شفعاً فافعله كذلك، مرةً وتراً ومرةً شفعاً؛ تأسياً بالنبي ، ومن ذلك الوضوء، فقد توضأ  مرةً مرةً، ومرتين مرتين، وثلاثاً ثلاثاً، فافعل كفعله .
هـ- اعلم أنّ ما جاء في السنة وتراً فإن الله يُحبه، فأحِبّ ما يُحبه الله ويُحبه رسوله  لتحصل على الثواب العظيم من الله .
و- اعلم أن لله تسعة وتسعين اسماً ( وتراً )، وهذه الأسماء -التسعة والتسعين- يُشرع إحصاؤها لحديث أبي هريرة  أن رسول الله : ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) رواه لبخاري.
ومعنى إحصائها كما يلي:
1- حفظها بعددها.
2- فهم معانيها وتدبرها حسب الاستطاعة.
3- دعاء الله بها، وقد قال تعالى:  وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  [الأعراف : 180]. فاجتهد أيها المسلم في إحصائها لتحصل على الثمرة (دخول الجنة).
ز- أسماء الله ليست محصورة في تسعة وتسعين، وفي حديث عبد الله  عن رسول الله  قال: ( مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا قَالَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَتَعَلَّمُهَا فَقَالَ بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا ) رواه أحمد, صحيح. فيا أيها المسلم اسأل الله مطبقاً هذا الحديث عندما تُصاب بالهم والحزن.


الرسالة السابعة:
 الوَاسِـع 

من أسماء الله الحسنى: الواسع ، كما قال تعالى:  وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ  [البقرة : 247]. ومن صفاته السعة كما قال تعالى:  وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا  [النساء : 130].
• فالله قد وسعت رحمته كل شيء، ووسع علمه كل شيء، ووسع غناه ورزقه جميع خلقه، ووسع جوده كل خلقه، وهو واسع في صفات الكمال، وفي العظمة والإحسان والجود والحكمة والمغفرة والعفو واللطف ونحو ذلك.
فيا أخي المسلم :
أ- اعلم أنك عبدٌ لله ، وعليك أن تعبده في كل وقت وفي أي مكان، وإذا ضُيِّق عليك في مكان فانتقل إلى مكان آخر لتعبد الله فيه، وقد قال تعالى:  يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ  [العنكبوت : 56].
ب- أنفق من مالك في وجوه الخير لتحصل على السعة من الله بمضاعفة الثواب لك، وقد قال تعالى:  مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ  [البقرة : 261].
ج- اجتهد في الطاعات – الحسنات- لتحصل على سعة جود الله بمضاعفتها لك، وقد قال :  مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا  [الأنعام : 160]. ولحديث أبي هريرة  قال: قال رسول الله : ( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ لَهُ الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ) رواه ابن ماجه وهو صحيح 0
د- أقبل على الله ، واسأله حاجتك، فإنّه سبحانه ذو الفضل العظيم، والإنعام الواسع، والعطاء السخي، وفي حديث أبي ذر  عن النبي  فيما روى عن الله تبارك وتعالى، وفيه: ( يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ ) رواه مسلم.
هـ- إذا علمت أن الله واسع المغفرة فلا تقنط من رحمته، بل عُد إليه عندما تقع في الذنب، وقد قال تعالى:  إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ  [الزمر : 53]. ووعد سبحانه عباده المغفرة والفضل فقال :  الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ  [البقرة : 268]. وقال :  وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ  [الأعراف : 156].
و- إذا كان عندك زوجة فلا تؤذها ولا تظلمها، وإذا أصبحت غير راغبٍ فيها، وأنّ بقاءها عندك تكون كأنها بلا زوج –كالمعلقة - فاتركها بإحسان  أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ  [الطلاق : 2]. فإن الله سوف يغنيها عنك ويغنيك عنها، وقد قال :  وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا  [النساء : 130]0
ز- اعلم أن الله يسمعك، فقد وسع سمعه الأصوات كلّها وقد علم كل شيء  وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا  [الأعراف : 89]. فاستح من الله جل وعلا، ولا تتكلم بمعصية الله، ولا تعمل بمعصية الله، وكن مراقباً ذلك في قولك وعملك وقلبك، واحرص أن تكون مطيعاً لله  في كل وقت وفي أي مكان، وفي حديث أبي ذر  قال: ( قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ  اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ ) رواه الترمذي وهو صحيح.
ح-كن واسع الصدر والخلق، وقد قال رسول الله : ( لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط وجه وحسن خلق ) رواه ابن أبي شيبة وهو صحيح.
ط- وسِّع على أهل بيتك، وعلى الفقراء والمساكين، وذلك حسب ما عندك من السعة، وقد قال :  لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ  [الطلاق : 7]. وأوسع على المدين ولا تضايقه إذا كان معسراً، وكن متسامحاً مع المحتاجين ونحوهم.
ي- إذا جاء أخوك المسلم إلى المجلس فأوسع له، وفي حديث أبي شيبة عن النبي  قال: ( إذا جاء أحدكم فأوسع له أخوه فإنما هي كرامة أكرمه الله  به ) رواه البيهقي في شعب الإيمان وهو حسن. وقال Sad إذا انتهى أحدكم إلى المجالس ، فإن وسع له فليجلس ، وإلا فلينظر أوسع مكان يراه فيجلس فيه ) رواه البيهقي في شعب الإيمان وهو حسن.
ك- تخلق بالخلق الواسع (الصبر)، وكن ذا صبر عظيم على طاعة الله، وعلى أقدار الله المؤلمة (المصائب)، وفي حديث أبي سعيد الخدري : ( أَنَّ نَاسًا مِنْ الْأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ  فَأَعْطَاهُمْ ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى إِذَا نَفَدَ مَا عِنْدَهُ قَالَ مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ وَمَا أَعْطَى اللَّهُ أَحَدًا مِنْ عَطَاءٍ أَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ ) رواه أبو داود.
ل- احرص على أن يكون مجلسك واسعاً، لحديث أبي سعيد الخدري  قال: ( سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ  يَقُولُ خَيْرُ الْمَجَالِسِ أَوْسَعُهَا ) رواه أبو داود وهو صحيح.


الرسالة الثامنة
المـُعـطِي 
من أسماء الله الحسنى: المعطي وقد قال : "ولا معطي لما منعت" ،ومن صفاته أنه يعطي لحديث حميد بن عبد الرحمن قال: ( سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ خَطِيبًا يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ  يَقُولُ مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الْأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ ) رواه البخاري.
ومن صفات الله أنه يعطي عباده كما قال :  وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى  [الضحى : 5]. وأنه سبحانه ذو العطاء كما قال :  وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا  [الإسراء : 20].
• فالله جل وعلا هو المعطي لعباده كل خير, المحسن إليهم, المتفضل عليهم بالبر والإحسان، لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، وفي حديث وَرَّادٍ مولى المغيرة بن شعبة  قال: ( كَتَبَ الْمُغِيرَةُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّ رَسُولَ اللّه  كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ إِذَا سَلَّمَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ) رواه الشيخان.
فيا أخي المسلم:
أ- اعلم أن الله هو الذي أعطاك كل خير, ويسّر لك كل فضل, وهداك إلى الإيمان فأحبّه سبحانه وأحبّ رسوله  لحديث أنس بن مالك  عن النبي  قال: ( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّار ِ) رواه البخاري. وقم بطاعة الله وطاعة رسوله  واحذر من الذنوب والمعاصي كل الحذر.
ب- اعلم أن الله هو الذي أعطاك كل مسألتك، كما قال :  وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا  [إبراهيم : 34]. فكن شاكراً لنعم الله، جاعلاً تلك النعم في طاعة الله ، ولا تجعلها في معصيته سبحانه، واستح منه كل الحياء.
ج- تخلق - أيها المسلم - بخلق الإعطاء، وأعط الفقراء والمساكين والمحتاجين، ومن سألك شيئاً ولا حرج عليك فيه فأعطه ولا تمنعه، وفي الحديث: ( وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ  لَا يَمْنَعُ شَيْئًا يُسْأَلُهُ ) رواه أحمد وهو صحيح.
د- اسأل الله جل وعلا كل شيء تريده من المباحات والخيرات، واسأل الله أن يهديك وأن يُطعمك وأن يكسوك، لحديث أبي ذر  عن النبي  فيما يرويه عن الله تبارك وتعالى أنّه قال: ( يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ ) رواه مسلم.
هـ- تخلَّق بالسخاء والكرم، وأعط العطايا والهبات لوجه الله ، وقد أعطى النبي  رجلاً غنماً بين جبلين, واهد الهدايا واقبلها، فقد كان  يقبل الهدية ويثيب عليها. و- تخلّق بالصبر الجميل، فما أُعطي أحدٌ عطاءً أوسع من الصبر، وكن صابراً محتسباً حتى تلقى الله .
ز- أعط الأجير حقه فوراً ولا تبخسه، وقد قال  في حديث عبد الله بن عمر : ( أَعْطُوا الْأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ ) رواه ابن ماجه.
ح- إذا صليت فقرأت سورة فَسَوِّ بين الأركان فيها، لحديث: ( أَعْطُوا كُلَّ سُورَةٍ حَظَّهَا مِنْ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ) رواه أحمد وهو صحيح.
ط- إذا أُعطيت شيئاً فوجدت فكافئ من أعطاك، وإلا فأثن به، وقد قال : ( مَنْ أُعْطِيَ عَطَاءً فَوَجَدَ فَلْيَجْزِ بِهِ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُثْنِ بِهِ فَمَنْ أَثْنَى بِهِ فَقَدْ شَكَرَهُ وَمَنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ ) رواه أبو دود ( حسن ).
ومن تحلّى بما لم يٌعط فإنه كلابس ثوبي زور لحديث أسماء رضي الله عنها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 33

العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل   العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 3:12 pm

الرِّسالة الحادية والثلاثون
( الحَافِـظ )
من أسماء الله الحسنى: الحافظ ، قال  : ﴿ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف : 64]. ومن أسماء الله الحسنى: الحفيظ ، كما قال  ﴿ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ﴾ [سبأ : 21]. ومن صفاته سبحانه: حفظ عباده المؤمنين، لحديث ابن عباس س قال: ( كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ ع يَوْمًا فَقَالَ يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ ) رواه الترمذي 0
والله  يحفظ خلقه جميعهم إلى أجلهم الذي قدَّره لهم، ويحفظ عباده الذين حفظوه بتوفيقهم إلى كل هدىً وخير، وعن مواقعة المعاصي، ومن كيد الشيطان، ويحفظ على عباده ما عملوه من خير وشر وطاعة ومعصية، ليجازيهم على ذلك، وغير ذلك من الحفظ لعباده0
فيا أيها العبد:-
أ- اعلم أن أعمالك محفوظة مكتوبة لتجازى عليها، فاتق الله في أعمالك وأقوالك! واجعل هذه الآية على بالك: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق : 18]. وقول الله : ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ ﴾ [الانفطار : 10 ، 11]. والله شاهدٌ عليك حافظ لأعمالك، فاجتهد على أن تكون أعمالك وأقوالك ونياتك كلها طاعات لله ﻷ، واحذر من الذنوب، وتب إلى الله ﻷ، وأكثر من ذكر الله، وسارع إلى كل خير من الآن وقبل الموت0
ب- احفظ الله لتنال حفظ الله لك، وحفظك له بأن تعبده بالقيام بطاعته وترك معصيته، والمسارعة إلى كل ما يحبه الله ويرضاه، وقد قال  لابن عباس س: ( احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ ) رواه الترمذي (صحيح).
ج- تذكر دائما أن الله هــو الذي حفظك، فقد تمرّ عليك السنين الطويلة وأنت لم تسقط على وجهك ولم تُكسر رجلك أو يدك، ولم تُصب في عينيك أو جسدك، بل هناك من الناس من عاش سنين طويلة سليماً معافى، فمن الذي حفظك ؟ إنه الله 0
وقد قال  : ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ﴾ [الرعد : 11]. إذا عرفت ذلك فأكثر من حمد الله وشكره والثناء عليه، وطاعته والمسارعة إلى رضوانه، والابتعاد عن معصيته.
د- اسأل الله  بهذا الدعاء الذي صح عنه  من حديث ابن عمر س قال: ( لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ ع يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي ) رواه أبو داود0
هـ - اسأل الله أن يحفظك، وادع بهذا الدعاء الذي ثبت عنه  في حديث ابن مسعود س: ( اللهم احفظني بالإسلام قائما ، واحفظني بالإسلام قاعدا ، واحفظني بالإسلام راقدا ، ولا تشمت بي عدوا حاسدا ، و اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك ، وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك ) رواه الحاكم هذا حديث صحيح على شرط البخاري ، ولم يخرجاه0




الرسالة الثانية والثلاثون
( الحقّ )
من أسماء الله الحسنى: الحق ، كما قال تعالى: ﴿ فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ﴾ [يونس : 32]. ومن صفاته أنه يقول الحق، كما قال : ﴿ قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ ﴾ [ص : 84].
فالله ﻷ هو الحق في ألوهيته، فلا يستحق العبادة سواه، وهو الحق في ذاته وأسمائه وصفاته، الموصوف بالكمال والجمال ونعوت الجلال الذي له المثل الأعلى في السموات والارض0
فيا أيها العبد :-
أ- اعلم أنه لا إله حقٌ إلا الله، وكل المعبودات غيره فهي باطلة، كما قال : ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [لقمان : 30]. فاعبد الله وحده لا شريك له ولا تعبد غيره من قبرٍ أو حجرٍ أو شجرٍ أو غيرها0
ب- اعلم أنّ وعد الله حق بقيام الساعة (القيامة)، وقد قال : ( وَالسَّاعَةُ حَقٌّ ) رواه الشيخان. وقد قال : ﴿ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ﴾ [الإسراء : 19]0
ج- إذا قمت لتصلي من الليل فافعل كما فعل  إذا قام إلى صلاة الليل، كان يقول: ( اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَقَوْلُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ لَا إِلَهَ غَيْرُكَ ) رواه البخاري0
د- وإذا قمت من الليل في الصلاة فاستفتح بما جاء في حديث عبد الرحمن بن عوف س: ( سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ ع يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ قَالَتْ كَانَ إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيتهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) رواه مسلم0
هـ- لا تقل إلا حقاً مهما كان الأمر، سواءً عند عامة الناس، أو عند المسئول، أو عند صاحب السلطة، أو عند شخص جائر، لحديث أبي أمامة س قال: ( عَرَضَ لِرَسُولِ اللَّهِ ع رَجُلٌ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْأُولَى فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ فَسَكَتَ عَنْهُ فَلَمَّا رَأَى الْجَمْرَةَ الثَّانِيَةَ سَأَلَهُ فَسَكَتَ عَنْهُ فَلَمَّا رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ لِيَرْكَبَ قَالَ أَيْنَ السَّائِلُ قَالَ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ ذِي سُلْطَانٍ جَائِرٍ ) رواه ابن ماجه وأحمد وهو صحيح0
و- لا تردّ الحق من أي شخص، من كبير أو صغير، فإن رددت الحق فأنت متكبر، لحديث عبد الله بن مسعود س عن النبي ع قال: ( لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً قَالَ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ ) رواه مسلم0
ز- اعلم أن الحق يتميز بأنه ثابت ونافع، وأما الباطل فإنه لا ثبات ولا نفع له، وقد قال تعالى عن الحق: ﴿ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ﴾ [الرعد : 17]. فإن كنت في ما ينفع فهذا حق، وسوف يثبتك الله، وإن كنت فيما لا نفع فيه فهذا باطل،كن من أهل الحق في كل وقت وحين وزمان ومكان0
ح- توكل على الله في أمورك كلها، وثق بأنه ناصرك – إن كنت على الحق- وقد قال : ﴿ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ﴾ [النمل : 79]. وعلق قلبك بربك في دعوتك إلى الله وكل شأن من شئونك، متمسكاً بالحق الذي لا يذهب ولا يضمحل مهما كان الأمر0




الرسالة الثالثة والثلاثون
( الواحـد )
من أسماء الله الحسنى: الواحد ،كما قال ـ: ﴿ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ [الرعد : 16]. ومن أسماء الله الحسنى: الأحد ،كما قال : ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص : 1]. ومن صفاته الوحدانية0
والله  واحدٌ متفردٌ في ربوبيته وألوهيته، وبكل كمالٍ وجلالٍ وجمالٍ، في ذاته وأسمائه وصفاته، فلا مثيل له في ذلك كله: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى : 11]0
فيا أيها العبد:-
1- وحِّد الله  ( اعبده وحده لا شريك له )، وأخلص له العبادة ولا تشرك معه غيره، ولا تعبد معه إلهاً ثانياً، وقد قال : ﴿ وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾ [النحل : 51 ]. اعتنِ بتوحيد الله جل وعلا كل العناية، واحذر من الشرك كبيره وصغيره0
2- نزِّه اللهَ عن الشرك به في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، وعن اتخاذ الصاحبة والولد، وعن الظهير، وعن الشفيع عنده إلا بإذنه، وقد قال  ﴿ وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ﴾ [مريم : 92 ، 93]. وقال : ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الأنعام : 101]. وقال : ﴿ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [المؤمنون : 91]. فتعالى الله سبحانه وتنزّه وتقدّس عما يقول الظالمون علواً كبيراً0
3- اعلم أنّ مِلك الدنيا والآخرة لله، كما قال  ﴿ وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى ﴾ [الليل : 13]. ولكن في الدنيا ملوك، غير أنهم مملوكون لله تعالى، وأما في الآخرة فالملك لله وحده، يقول الله تعالى: ﴿ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ﴾ ثم يجيب نفسه : ﴿ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾ [ غافر : 16 ] .
إذا عرفت هذا فاستعدّ للدار الآخرة التي يملكها الله  ويُعِدُّ فيها لعباده الصالحين النعيم المقيم، كما في حديث أبي هريرة س عن رسول الله ع قال: ( قَالَ اللَّهُ أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ﴾ ) رواه الشيخان0
4-اسأل الله ﻷ بما جاء في حديث أبي موسى س : ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ع سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ فَقَالَ لَقَدْ سَأَلْتَ اللَّهَ بِالِاسْمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ ) رواه أبو داود وهو صحيح0
5-اسأل الله بما جاء في حديث أسماء بنت يزيد ل أن النبي ع قال: ( اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ وَفَاتِحَةِ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ ﴿ الم اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ ) رواه أبو داود وهو حسن0



الرسالة الرابعة والثلاثون
( الحَكِـيم )
من أسماء الحسنى : الحكيم ،كما قال : ﴿ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الحديد : 1]. ومن صفات الله: الحكمة 0
والله جل وعلا حكيم في خلقه وشرعه وجزائه وقدره، يضع الأشياء في مواضعها على الكمال بكل وجه من الوجوه0
فيا أيها العبد:-
1- تأمل أن الله  خلقك في أحسن تقويم، ووضع كل عضو منك في موضعه اللائق، وأمرك بعبادته وحده لا شريك كما قال : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات : 56]. فتوجه لما خُلقت له ( عبادة الله دون سواه )، واحذر من الانحراف عن طاعته، ومن المخالفة لأمره ونهيه، في كل لحظة من لحظات حياتك، ولا تشرد عن ربك إذا أردت الجنة، لقوله ع: ( أَلَا كُلُّكُمْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ شَرَدَ عَلَى اللَّهِ شِرَادَ الْبَعِيرِ عَلَى أَهْلِهِ ) رواه أحمد وهو صحيح0
2- إذا علمت أن الله  هو الحكيم في شرعه وقدره وجزائه، فلا تعترض على دينه، بل سلِّم له، وليكن لسان حالك: ﴿ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة : 285]0
3- إذا علمتِ أختي المسلمة أن شرع الله  المُحكم - الذي جاء من عند الله الحكيم _ هو الذي أمرك بالقرار في البيت، والحجاب عن الأجانب، وعدم الاختلاط بالأجانب، فسلِّمي لدين الله، ولا تسمعي أولئك الناعقين الذين يسعون لإفساد أخلاق المرأة، مخالفين دين الله، فهل هم أعلم بما يصلح لك أيتها المرأة أم الله ؟ إنه الله ، قال : ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [المائدة : 50]. وقولي أيتها المسلمة للناعقين: ﴿ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ﴾ [البقرة : 140]0
4- انظر أيها العبد في المخلوقات وما فيها من الإتقان، ومن ذلك : خلق السموات والأرض- خلق نفسك- وما خلق الله من شيء – الفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس- اختلاف الليل والنهار – الشمس والقمر؛ لتعود وقد امتلأ قلبك من تعظيم الله ﻷ ومحبته والخوف منه، والمسارعة إلى رضوانه وتقديره حق قدره، ومعرفة بعض الحكم التي يزداد بها الإيمان: ﴿ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ﴾ [المدثر : 31]0
5- اعلم أن الجزاء يوم القيامة للعبد على أعماله هو على مقتضى الحكمة، فاجتهد وحقق الإيمان، واجتهد في الأعمال الصالحة، والتوبة إلى الله، والاستعداد للقائه، واعلم أن الله لا يساوي بين المؤمن والفاجر لا في الدنيا ولا في الآخرة، وقد قال : ﴿ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ﴾ [ص : 28]. وقال : ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [الجاثية : 21]0
6- ادع إلى الله تعالى بالحكمة، وقد قال  : ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل : 125].
فكن حكيماً في دعوتك وتعاملك، وفي قولك وفعلك، وكل أمورك، وكن متعلماً دينك، وتفقه في كتاب الله وسنة رسوله ، واستنبط من النصوص القرآنية والأحاديث، فإنك إن يسر الله لك ذلك فتلك حكمة، وقد قال : ﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة : 269]0
7- إذا رأيت من آتاه الله الحكمة من القرآن والسنة فاغبطه ( تتمنى أن تحصل على مثل ما حصل عليه ) لحديث عبد الله بن مسعود س عن النبي ع قال: ( لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا) رواه الشيخان0
8- ادع الله أن يعلمك الحكمة، وادع لأولادك ومن تحب بذلك، لحديث ابن عباس س قال: ( ضَمَّنِي النَّبِيُّ ع إِلَى صَدْرِهِ وَقَالَ اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ ) رواه البخاري0



الرسالة الخامسة والثلاثون
( المُحِيـط )
من أسماء الله الحسنى : المحيط ، كما قال  : ﴿ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا ﴾ [ النساء : 126 ] والله  محيط بكل شيء، كما قال : ﴿ أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ ﴾ [فصلت : 54]. ومن صفاته : الإحاطة ، وقد أحاط علمه بكل شيء0
والله  قد أحاط بكل شيء علماً وقدرةً وقهراً، وقد أحاط سمعه بالمسموعات، وبصره بالمبصرات، ورحمته وسعت كل شيء، وله صفات الكمال في ذلك كله0
فيا أيها العبد :-
1- اعلم أن الله  قد أحاط بك علماً، فهو يعلم ما تفعله وما تقوله وما تريده مفصلاً بدقائقه، فكن متيقظاً لذلك بحيث لا يصدر منك إلا ما يُرضي الله من قول أو فعل أو إرادة، واجعل هذه الآية على بالك، وهي قوله  : ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ [آل عمران : 120].
2- اعلم أن الله يراك ويسمعك، ويعلم ماذا تريد بقولك ونظرك واستماعك، فاحذر أن يصدر منك قول أو فعل هــو معصية لله، وإذا كان العمل أو القول عبادة لله فاحذر من الرياء، وقد قال  في حديث أبي هريرة س: ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ ) رواه مسلم0
3- اعلم أن الله على كل شيء قدير، فتنبّه لذلك وتفهّمه، قال  : ﴿ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ [الطلاق : 12]. فهل تعلّمت هذه المسائل الهامة لتعيش متذكراً لها، جاعلها على بالك دائماً ؟ قال : ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [البقرة : 235]. احذر الوقوع في معصية الله وقد علمت أنه أحاط بك علماً وأنه قادر على كل شيء !
4- استحِ من الله ، فلا تقدم على معصيته وهو يعلمك ويراك ويسمعك، وذلك لقوله ع في حديث ابن مسعود س: ( اسْتَحْيُوا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ قَالَ لَيْسَ ذَاكَ وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى وَلْتَذْكُرْ الْمَوْتَ وَالْبِلَى وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاء ) رواه الترمذي0
5- إذا رأيت الكفار وما هم فيه من الجراءة على الذنوب واعتدائهم على المسلمين وتكبِّرهم وتجبرهم وفرحهم بما هم فيه من القوة المادية، فتذكّر هذه الآية : ﴿ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة : 19]. وتذكّر: ﴿ وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ ﴾ [البروج : 20]. واعلم أن الله سيجازيهم بأسوأ الذي كانوا يعملون، وأن مثواهم النار، كما قال : ﴿ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ﴾ [محمد : 12]. وأن جهنم تحيط بهم، كما قال : ﴿ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ﴾ [التوبة : 49].



الرسالة السادسة والثلاثون
( الوَكيِـل )
من أسماء الله الحسنى: الوكيل ،كما قال : ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴾ [الأحزاب : 3]. وهو سبحانه على كل شيء وكيل، كما قال : ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ [الزمر : 62]0
الله  هو المتولي لتدبير خلقه، الذي أحاط علمه بهم، وهو المتولي لعباده المؤمنين بتيسيرهم لكل خير، أو دفع عنهم لكل شر، وقد كفاهم ما أهمهم، وأعانهم ووفقهم لما فيه صلاحهم في الدنيا والآخرة0
فيا أيها العبد:-
1-توكل على الله  في كل أمورك، وثق بأن الله كافيك، وإذا قيل لك: إن فلاناً يهددك، أو الجهة الفلانية، أو الطائفة الفلانية من الكفار أو المنافقين يسعون في النيل منك، أو نحو ذلك فاعتمد على الله وقل: حسبنا الله ونعم الوكيل، كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ [آل عمران: 173]0
2- إنّ ﴿ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ لها أهمية عظيمة لحديث ابْنِ عَبَّاسٍ س قال: ( حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ ع حِينَ قَالُوا ﴿ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ ) رواه البخاري.
3- استعدّ للآخرة من الآن بكل عمل صالح ( طاعة الله ) فإن أمر الساعة (القيامة) كلمح البصر أو هو أقرب، لقوله ع في حديث أبي سعيد س: (كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدْ الْتَقَمَ الْقَرْنَ وَاسْتَمَعَ الْإِذْنَ مَتَى يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ فَيَنْفُخُ فَكَأَنَّ ذَلِكَ ثَقُلَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ ع فَقَالَ لَهُمْ قُولُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا) رواه الترمذي 0
4-إن الله  هو نعم من وكّلت إليه أمورك (نِعْمَ الْوَكِيلُ) فسلم أمرك لله ، وقم بفعل الأسباب التي هي أسباب، سواء كانت من أسباب طلب الرزق أو غير ذلك، فإذا فعلت ما أمرك به من توكّلك على الله وتسليم أمرك له ثم أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل: قَدَر الله وما شاء فعل، لقوله ع في حديث أبي هريرة س: ( الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ) رواه مسلم 0


الرسالة السابعة والثلاثون
( الرؤوف )
من أسماء الله الحسنى: الرؤوف، كما قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة : 143]. ومن صفات الله: الرأفة بعباده، والله رؤوف بالناس كلهم أعلى معاني الرحمة وأكملها0

فيا أيها العبد:-
1- تخلّق بصفة الرأفة بالمؤمنين التي تخلق بها النبي  كما قال تعالى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة : 128]0
2-إذا وليت أمراً لقوم فكن رؤوفاً بهم رفيقاً، لقوله ع في حديث عائشة ل: ( اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ ) رواه مسلم0
3-كن ذا رأفة بالصبيان والعيال، فقد كان  ( ارحم الناس بالصبيان والعيال ) رواه ابن عساكر عن أنس س وصححه الألباني رحمه الله0
4- لا ترأف بالزناة و الزواني في دين الله، بل يجب إقامة الحدود عليهم كما أمر الله ، فقد قال : ﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [النور : 2]0
5- اسأل الله أن يرحمك، وحقق الإيمان الواجب الكامل ( فعل الواجبات وترك المحرمات )، وأكثر من التطوّعات من النوافل، واترك المكروهات، واحذر من معصية الله، وخف منه ، وتذكّر قوله : ﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران : 30]0



الرِّسالة الثامنة والثلاثون
( العَلـِيّ )

إن من أسماء الله الحسنى: العليّ،كما قال : ﴿ الله لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة : 255]. ومن صفاته العلو (علو الذات) كما قال : ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾ [يونس : 3].
وقوله : ﴿ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [النحل : 50].
و (علو القهر)كما قال : ﴿ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ [الزمر : 4]. و (علو الشأن) كما قال : ﴿ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الروم : 27]0
الله جل وعلا له العلو المطلق من جميع الوجوه، ذاتاً وقدراً وقهراً في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته0

فيا أيها العبد:-
1- اعلم أن الله ﻷ في السماء، كما قال : ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ﴾ [الملك : 16]. فالله في العلو، وهو فوق السموات، فارفع يديك سائلاً له داعياً ربك بما شئت من أمر الدنيا والآخرة. وقد جاء في حديث أبي هريرة س قوله ع: ( أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ{ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } وَقَالَ{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ }ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ) رواه مسلم.
وجاء في حديث سلمان س قوله ع: ( إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا ) رواه أبو داود0
2- من أسماء الله  : الأعلى ، فإذا سجدت في صلاتك قل في سجودك: سبحان ربي الأعلى، لحديث حذيفة س قال: ( صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ ع ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ فَقُلْتُ يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ ثُمَّ مَضَى فَقُلْتُ يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ فَمَضَى فَقُلْتُ يَرْكَعُ بِهَا ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ ثُمَّ رَكَعَ فَجَعَلَ يَقُولُ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ ثُمَّ قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ ) رواه مسلم0
3- إذا كنت إماماً فصل صلاة الجمعة بما جاء في حديث النعمان بن بشير س قال: ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ع يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ وَفِي الْجُمُعَةِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ قَالَ وَإِذَا اجْتَمَعَ الْعِيدُ وَالْجُمُعَةُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ يَقْرَأُ بِهِمَا أَيْضًا فِي الصَّلَاتَيْنِ ) رواه مسلم0
4- اقرأ في الوتر بما جاء في حديث ابن عباس س قال: ( كَانَ النَّبِيُّ ع يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِي رَكْعَةٍ رَكْعَةٍ ) رواه الترمذي وهو صحيح0
5- احذر من الظلم للزوجة أو لغيرها، وتذكّر أن الله في علوه مطلعٌ عليك، وأنك تحت قهره، فعاملها بما شرع الله، وتذكّر هذه الآية في حق الزوجات: ﴿ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾ [النساء : 34]0
6- راقب الله في الغيب والشهادة، وكن ملازماً طاعة الله ﻷ في كل وقت وحين، واعلم أن الله في علوه وهو مطلع عليك، لا يخفى عليه شيء من أمرك، بل يعلم كل ما يصدر منك، ويراك ويسمعك، وأنت تحت قهره، واجعل هذه الآية على البال: ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ﴾ [الرعد : 9]. فتذكر اسم الله (المتعالي)، وخف منه وارجه، واحذر من الوقوع في ما لا يحبه ولا يرضاه



الرسالة التاسعة والثلاثون
( النّصِـير )
من أسماء الله الحسنى : النّصِير ، كما قال : ﴿ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ [الأنفال : 40]. وهو سبحانه خير الناصرين، كما قال : ﴿ بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ ﴾ [آل عمران : 150]0
الله جل وعلا ناصرٌ أوليائه على أعدائهم، وناصرٌ دينه ومُعليه ومُتمه ومُظهره ولو كره الكافرون0

فيا أيها العبد:-
1- اطلب النصر على الكفار من الله ﻷ بدعائه، كما قال : ﴿ وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة : 250]. وليدع المسلمون ربهم أن ينصرهم على عدوهم الكافر0
2-كن واثقاً بالله في نصرة دينه وعباده المؤمنين، وقد قال : ﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم : 47]. ومهما طغى الكفار في الأرض وتجبّروا فإن المسلمين منصورون عليهم بإذن الله، قال تعالى: ﴿ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾ [البقرة : 214]وقد قال ـ: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴾ [غافر : 51 ، 52]0
3- اعلم أن النصر من عند الله، ولكن على المسلمين أن يأخذوا بالأسباب بأن يُعِدُّوا لعدوهم كما قال تعالى: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾ [الأنفال : 60]. ولحديث عقبة بن عامر س قال: ( سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ع وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ } أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ ) رواه مسلم 0
4- إذا كنت في مجلس فادع بهذا الدعاء قبل أن تقوم من المجلس، وهو ما جاء في حديث ابن عمر س قال: ( قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ع يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ لِأَصْحَابِهِ (اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ وَمِنْ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا وَلَا تَجْعَلْ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا وَلَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا) رواه الترمذي وهو حسن0
5- ادع بهذا الدعاء الذي جاء في حديث ابن عباس س قال: (كَانَ النَّبِيُّ ع يَدْعُو رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ وَاهْدِنِي وَيَسِّرْ هُدَايَ إِلَيَّ وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي لَكَ شَاكِرًا لَكَ ذَاكِرًا لَكَ رَاهِبًا لَكَ مِطْوَاعًا إِلَيْكَ مُخْبِتًا أَوْ مُنِيبًا رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي وَاغْسِلْ حَوْبَتِي وَأَجِبْ دَعْوَتِي وَثَبِّتْ حُجَّتِي وَاهْدِ قَلْبِي وَسَدِّدْ لِسَانِي وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي ) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وهو صحيح0
6- إذا خرجت مجاهداً في سبيل الله (تجاهد الكفار) فقل ما جاء في حديث أنس بن مالك س قال ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ع إِذَا غَزَا قَالَ اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي وَنَصِيرِي بِكَ أَحُولُ وَبِكَ أَصُولُ وَبِكَ أُقَاتِلُ ) رواه أبو داود وهو صحيح0
7- قم بنصرة أخيك المظلوم أو الظالم حتى يأخذ حقه أو يؤخذ الحق منه، بحجزه عن الظلم، لحديث أنس س أن النبي ع قال: ( انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ قَالَ تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ ) رواه البخاري0




الرسالة الأربعون
( الحَكَـم )

من أسماء الله الحسنى : الحَكَم، كما قال : ﴿ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴾ [الأنعام : 114]. والله سبحانه أحكم الحاكمين كما قال : ﴿ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴾ [هود : 45]. والله سبحانه خير الحاكمين كما قال : ﴿ فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴾ [الأعراف : 87]. ومن صفاته سبحانه أنه يحكم بين عباده كما قال  : ﴿ فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا ﴾ [الأعراف : 87].
والله  هو الحكم العدل الذي يحكم بين عباده في الدنيا والآخرة بحكمه العدل فلا يظلم أحداً مثقال ذرة0
فيا أيها العبد:-
1- حكِّم القرآن وسنة النبي في حياتك كلها، في أقوالك وأعمالك، وقصدك ومعاملتك، وفي البيت والشارع والعمل، ومع الزملاء وفي كل زمان ومكان، لحديث أبي ذر س قال: ( قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ع اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ ) رواه الترمذي وهو حسن0
2-إنّ الحكم (التشريع) لله وحده، كما في كتابه الكريم أو جاء في سنة رسوله ، وقد قال : ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء : 59]. ويجب على كل مسلم أن يخضع لشرع الله، ولا يجوز لأي شخص أو لهيئة معينة أو لأمة من الأمم أن تشرع للناس قوانين يتحاكمون إليها، ويدخل في ذلك سُلُوم القبائل، فإنها من تشريع البشر0
3- يحرم أن يتسمى الشخص (العبد) بأسماء الله  المختصة به، وفي حديث أبي شُريح س: ( أَنَّهُ لَمَّا وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ع مَعَ قَوْمِهِ سَمِعَهُمْ يَكْنُونَهُ بِأَبِي الْحَكَمِ فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ ع فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ فَلِمَ تُكْنَى أَبَا الْحَكَمِ فَقَالَ إِنَّ قَوْمِي إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَتَوْنِي فَحَكَمْتُ بَيْنَهُمْ فَرَضِيَ كِلَا الْفَرِيقَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ع مَا أَحْسَنَ هَذَا فَمَا لَكَ مِنْ الْوَلَدِ قَالَ لِي شُرَيْحٌ وَمُسْلِمٌ وَعَبْدُ اللَّهِ قَالَ فَمَنْ أَكْبَرُهُمْ قُلْتُ شُرَيْحٌ قَالَ فَأَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ ) رواه أبو داود وهو صحيح0
4- إذا أصابتك مصيبة، كالمرض والفقر وموت قريب، فهذه من حُكْم الله الكوني القَدَريّ، فيجب الصبر عليها، ويسنُّ حَمْد الله والاسترجاع والدعاء: (اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا) رواه مسلم0
5- اعلم أيها العبد أنك إذا جئت يوم القيامة بذنوبك وجازاك الله عليها فإن جزاءه عدل، فإنّ أحكام الله كلها عدل في حكمه الكوني والقدري، وحكمه الشرعي، وحكمه الجزائي، فاجتهد من الآن في طاعة الله ، وترك المعاصي، وعليك بنفسك، فلا يضرك من ضل إذا اهتديت، كما قال : ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ [الأنعام : 164]. وقال : ﴿ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [النحل : 118]. واعلم أنك إن استقمت على دين الله، وشكرت فإن الله يقول: ﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ﴾ [النساء : 147]0





الرسالة الحادية والأربعون
( العليـم )
من أسماء الله الحسنى: العليم ، كما قال : ﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴾ [النمل : 78]. ومن أسماء الله الحسنى: علاّم الغيوب، كما قال : ﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴾ [سبأ : 48]. ومن أسمائه الحسنى: العالم ، كما قال : ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴾ [الأنبياء : 51]. وجاء : عالم الغيب ، كما قال : ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ﴾ [الجن : 26 ، 27].
وجاء : عالم الغيب والشهادة، كما قال : ﴿ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الجمعة : 8]. ومن صفاته جل وعلا: العلم ، كما قال : ﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴾ [التوبة : 78]0
2- الله جل وعلا هو العليم، الذي أحاط علمه بكل شيء من الظواهر والبواطن، والسر والعلن، ما كان وما هو كائن، دون جميع خلقه0
فيا أيها العبد:-
1- تعلّم العلم ، تخلّق بهذه الصفة، ويجب عليك أن تتعلّم من العلم ما تصح به عبادتك، كالصلاة والزكاة والصوم والحج ونحو ذلك، لقوله ع في حديث أنس س: ( طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ) رواه ابن ماجه0
2- يُشرع لك أن تطلب العلم، لتكون عالماً بدين الله، لقوله : ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة : 11]. اطلب العلم بالجلوس في حلق الذكر، اطلب العلم في الجامعات الشرعية، اطلب العلم عند العلماء ، اطلب العلم بالبحث والإطلاع، اطلب العلم بالكتابة وغير ذلك من الوسائل. واعلم فضل العلم الشرعي كما جاء عن رسول الله ع قال: ( مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ ) رواه أبو داود عن أبي الدرداء س.
3- إنّ علم الله تعالى قد أحاط بكل شيء، كما قال : ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ [الطلاق : 12].
فكن متيقظاً لنفسك في دوام طاعة الله وترك الذنوب، فإنّ الله يعلَمُك وسيجازيك على أعمالك، وتذكّر علم الله بك في كل لحظة من لحظات حياتك، سواء في الغيب أو في الشهادة ، فالله لا يغيب عنه شيء من أمرك فراقب نفسك في ذلك0
4- إنك مهما تعلمت من العلم فلا تزال قليل العلم، كما قال : ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء : 85]. ولحديث ابن عباس س في قصة موسى ÷ مع الخضر أن رسول الله ع قال: ( فَجَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ فَنَقَرَ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ فِي الْبَحْرِ فَقَالَ الْخَضِرُ يَا مُوسَى مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا كَنَقْرَةِ هَذَا الْعُصْفُورِ فِي الْبَحْرِ فَعَمَدَ الْخَضِرُ إِلَى لَوْحٍ مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ فَنَزَعَهُ فَقَالَ مُوسَى قَوْمٌ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا{ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا } ) رواه البخاري.
ولذا اجتهد في طلب العلم حتى تموت0
5- احفظ بعضاً من أحاديث رسول الله ع مع حفظ القرآن، أو بعض سوره وآياته، وتفقّه في ما تعلمته من القرآن والسنة، لقوله ع في حديث أنس س: ( نَضَّرَ اللَّهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي هَذِهِ فَحَمَلَهَا فَرُبَّ حَامِلِ الْفِقْهِ فِيهِ غَيْرُ فَقِيهٍ وَرُبَّ حَامِلِ الْفِقْهِ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ...الحديث ) رواه أحمد0 ولقوله ع في حديث معاوية س: ( مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ ...الحديث ) رواه البخاري0
6- لقد جاء هذا الدين الإسلامي بالعلم وفضله وشرفه، ودعوة الناس إليه، فادع الناس إلى طلب العلم الشرعي، وعلِّم أولادك وأهل بيتك، ومن رأيته منهم ذا ذكاءٍ ففرّغه لطلب العلم الشرعي حتى يصبح عالماً، سواء كان ذكراً أو أنثى، وادع الله له بالفقه في الدين، وقد دعا النبي  لابن عباس س كما في حديث ابن عباس س: ( أَنَّ النَّبِيَّ ع دَخَلَ الْخَلَاءَ فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا قَالَ مَنْ وَضَعَ هَذَا فَأُخْبِرَ فَقَالَ اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ ) رواه البخاري. وابذل المال والوقت ليصبح ولدك أو أخوك أو غيرهم من العلماء الذين تنتفع بهم الامة0
7- إذا هممت بأمرٍ من الأمور غير العبادات فصلِّ ركعتين من غير الفريضة، ثم قل ما جاء في حديث جابر س قال: ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ع يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ إِذَا هَمَّ أَحَ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديري نشمي
ديري مبدع
ديري مبدع
ديري نشمي


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 474
نقاط : 944
التقيم : 4
وسام وسام : العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Tmqn3
تاريخ الميلاد : 10/05/1991
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 33

العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل   العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 3:13 pm

الرسالة الرابعة والأربعون
( القابض ) (الباسط )
من أسماء الله الحسنى : القابض و الباسط، كما جاء في حديث أنسٍ س: ( قَالَ النَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ غَلَا السِّعْرُ فَسَعِّرْ لَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ع إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُطَالِبُنِي بِمَظْلَمَةٍ فِي دَمٍ وَلَا مَالٍ ) رواه أبو داود وغيره وهو صحيح0
ومن صفات الله : القبض والبسط، كما قال: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [البقرة : 245]. وهذان الاسمان ( القابض والباسط ) لا يُثنى على الله  بأحدهما إلا مقروناً بمقابله؛ لأن الكمال إنما يكون باجتماع الوصفين0
والله  هو القابض للأرزاق بالتضييق، والقابض للأرواح والنفوس والرحمة، وهو الباسط للأرزاق والرحمة والهدى والخير، وكل ذلك يقع بعدله وحكمته: ﴿ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾ [الأنبياء : 23].
فيا أيها العبد:-
1- اسأل الله أن يشرح صدرك للهدى والعلم والإيمان، وأن يوسعه لذلك، فإذا حصل لك ذلك فإنه أعظم الخير وأعلاه، كما قال : ﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الزمر : 22]. وقال : ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام : 125]0
2- اسأل الله أن يبارك لك في رزقك، كما جاء في حديث أبي موسى س قال: ( أَتَيْتُ النَّبِيَّ ع بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى وَقَالَ اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي وَوَسِّعْ عَلَيَّ فِي ذَاتِي وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي ) رواه أحمد (حسن).
3- اسأل الله أن يبسط عليك من بركاته ورحمته وفضله وغيرها، كما جاء في دعاء النبي : ( اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ اللَّهُمَّ لَا قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ وَلَا بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ وَلَا هَادِيَ لِمَا أَضْلَلْتَ وَلَا مُضِلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلَا مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ وَلَا مُبَاعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ ) رواه أحمد (صحيح)0
4- اسأل الله من كل خير، ومن دعائه : ( اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك ، وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك ) رواه الحاكم من حديث ابن مسعود س وهو حسن0
5- إذا ضُيِّق عليك الرزق فاعلم أنه قد يكون الخير لك في ذلك، لحكمة يعلمها الله، وأنك لو بُسط لك الرزق لحصل منك البغي في الأرض، كما قال : ﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ ﴾ [الشورى : 27]0
6- إذا سعيت في طلب الرزق فخذ الحلال ودع الحرام، كما ثبت في حديث جابر س عن النبي ع قال: ( أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا حَرُمَ ) رواه ابن ماجه . وما ثبت في حديث النعمان بن بشير س أن النبي ع قال: ( الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فَمَنْ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ...الحديث) رواه البخاري. واقنع بما قسمه الله لك وارض به، كما ثبت في حديث أبي هريرة س أن النبي ع قال: ( وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ ) رواه الترمذي وهو حسن0
7- اعلم أن ما رزقك الله من المال والعلم والصحة والولد وغير ذلك فإنما هو من فضل الله عليك، فأطع الله في ذلك كله، واحذر من معصية الله ومن الطغيان، فإن كثيراً من الأغنياء يحصل منهم الطغيان كما قال : ﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ﴾ [العلق : 6 ، 7]0
8- ابسط يديك بالإنفاق في وجوه الخير غير مسرف ولا مختال، وتصدق قبل الموت، واجعل لك وقفاً على المحتاجين وعلى الدعوة إلى الله أو حلقات القرآن الكريم، وقد ثبت من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده س عن النبي ع قال: ( كُلُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا مَخِيلَةٍ ) رواه النسائي. وقوله  في حديث أبي هريرة س: ( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ ) رواه الترمذي0



الرسالة الخامسة والأربعون
( القَـويّ )

من أسماء الله الحسنى : القوي ، كما قال : ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴾ [الشورى : 19]. ومن صفاته : القوة ،كما قال : ﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ [الذاريات : 47]. بأيد أي: بقوة0
والله قوي لا يُغالب ولا يُردُّ قضاؤه0
فيا أيها العبد:-
1- ثق بربّك وتوكل عليه في كل أمورك؛ لأنه العزيز، والقوة هي من معاني العزة، وتوكل على الله في رزقك، وقد قال : ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴾ [الشورى : 19].
2- توكّل على الله في نصرك على من ظلمك، وفي نصرتك على الكفار، وقد قال ـ: ﴿ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحديد : 25]0
3-كن قوي الإيمان بالله ، منشغلاً بطاعة الله ، لحديث أبي هريرة س عن النبي ع قال: ( الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ) رواه مسلم0
4- اعلم أن القوة لله جميعاً، وأنّه لا حول لك ولا قوة إلا بالله، لا تحوُّل لك عن معصية الله إلى طاعته، ولا قوة لك إلا بالله، فقل: لا حول ولا قوة إلا بالله، لحديث أبي موسى س وفيه: ( فَقَالَ لِي يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ) رواه البخاري0
5- إذا كنت مُتسلِّطاً على الناس بقوة سلطان أو غير ذلك فاجعل هذه الآية نصب عينيك: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴾ [فصلت : 15]. فامنع الناس من ظلمك، وتب إلى الله وعد إليه، وأدِّ إليهم حقوقهم، واستحللهم فيما حصل منك عليهم0
6- لا تقم بتولية العمل إلا من كان قوياً مستطيعاً للقيام بما أُسند إليه، أميناً في ذلك، قــال
ـ: ﴿ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص : 26]. وإذا وُلِّيت عملاً وكنت ضعيفاً عن القيام به فلا تأخذه، واعتذر عن قبوله، وكذلك لو كنت ضعيف النفس قد غلب عليك الخيانة في العمل فاتركه ولا تقبله، تنبَّه لهذا الموضوع !
7- إذا كنت ضعيفاً في المال، نفسك فيها شيء من الخيانة أو عدم القدرة على حفظ المال، فلا تكن ولياً على مال الأيتام ونحوهم، لحديث أبي ذر س أن رسول الله ع قال: ( يَا أَبَا ذَرٍّ إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي لَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ وَلَا تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ ) رواه مسلم0
8- استغل قوة بدنك وقوة جاهك ومنصبك وكلمتك في طاعة الله، و في القيام بالدعوة إلى الله ، وفي الدفاع عن العلماء والدعاة ورجال الحسبة والضعفاء وأهل الخير بنصرتهم على من آذاهم، لحديث أنس س عن النبي ع أنه قال: ( انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا قَالَ تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ ) رواه البخاري0
9- تعلّم الحجة القوية – إن كنت طالب علم - للردِّ على الملحدين والكفار وأصحاب الأهواء، ولمجادلتهم لإحقاق الحق وإبطال الباطل، فإن هذا من الجهاد المشروع، تعلّم أساليب القرآن والسنة في المحاجَّة0



الرسالة السادسة والأربعون
( الـغفور )
من أسماء الله الحسنى: الغفور ، كما قال : ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الحجر : 49]. ومن أسماء الله الحسنى: الغفار ،كما قال : ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴾ [نوح : 10]. ومن صفاته: مغفرة الذنوب، كما قال : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ﴾ [الزمر : 53]0
والله جل وعلا الذي يغفر ذنوب عباده ويسترها ولا يكشفها لخلقه تكرماً وتفضلاً منه0
فيا أيها العبد:-
1- الجأ إلى الله  طالباً منه أن يغفر ذنوبك وألحّ في الدعاء بطلب المغفرة من الله، لحديث أبي هريرة س أن رسول الله ع قال: ( لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ لِيَعْزِمْ الْمَسْأَلَةَ فَإِنَّهُ لَا مُكْرِهَ لَهُ ) رواه البخاري0
2- ابذل الأسباب التي تحصل بها على مغفرة الله لذنوبك، ومنها: التوبة إلى الله من الذنب، والإيمان الصادق، والاهتداء بكتاب الله وسنة رسوله  وقد قال تعالى: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه : 82]0
3- استغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة، لحديث أبي هريرة س أن النبي ع قال: ( وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً ) رواه البخاري. وعند أبي داود : قال ع: ( إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ ) صحيح0
4- لا تستكثر ذنوبك أمام الله ﻷ، ولكن عُدْ إليه مستغفراً صادقاً منيباً، وفي الحديث القدسي عن ابن عباس س قال ع: ( قَالَ اللَّهُ ﻷ مَنْ عَلِمَ أَنِّي ذُو قُدْرَةٍ عَلَى مَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ غَفَرْتُ لَهُ، وَلا أُبَالِي مَا لَمْ يُشْرِكْ بِي شَيْئًا ) رواه الطبراني في المعجم الكبير وهو حسن. وفي الحديث القدسي عن أبي ذر عن النبي ع فيما يرويه عن الله تبارك وتعالى أنه قال: ( يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ ) رواه مسلم0
5-اغتنم ساعة الإجابة بالدعاء، يوم الجمعة بعد العصر ( وهي ساعة قليلة)، أو عند صعود الإمام، اطلب المغفرة بين السجدتين في الصلاة فقل: رب اغفر لي، في ثلث الليل الأخير عند التنزُّل الإلهي، كما في الحديث القدسي عن أبي هريرة س عن النبي ع قال: ( يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ يَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ) رواه البخاري0
6- تخلَّق بخلق المغفرة لمن أساء إليك، كما قال : ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُور ﴾ [الشورى : 43]. ومن ذلك أن تستر على من أساء إليك وتتركه لله ، لحديث أبي هريرة س عن النبي ع قال: ( لَا يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه مسلم. وكان  لا يُجزي السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح، كما قالت عائشة ل: ( لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ ع فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَلَا صَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يُجْزِي بِالسَّيِّئَةِ مِثْلَهَا وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ ) رواه أحمد وهو صحيح0
7- استغفر بسيد الاستغفار، كما جاء في لحديث شدّاد بن أوس س عن النبي ع قال: ( سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ قَالَ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ) رواه البخاري0
8- أكثر من الاستغفار لوالديك وأهلك وللمؤمنين، كما قال نوح ÷: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ...الآية ﴾ [نوح : 28]0




الرسالة السابعة والأربعون
( العَـفُوّ )
من أسماء الله الحسنى: العفو ، كما قال : ﴿ إنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ﴾ [النساء : 149]. ومن صفاته: العفو ، كما قال : ﴿ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ ﴾ [البقرة : 187]0
والله جل وعلا الذي يعفو عن عباده مهما كانت ذنوبهم إذا استغفروه واقبلوا عليه وانابوا إليه0
فيا أيها العبد:-
1- اجتهد في مرضاة الله ، وتُبْ إليه واسأله أن يعفو عنك: ﴿ وَاعْفُ عَنَّا ﴾ [البقرة : 286]، وأن يتجاوز عن ذنوبك، وتوسّل إلى الله ، عائذاً برضاه من سخطه وبمعافاته من عقوبته، لحديث علي بن أبي طالب س: ( أَنَّ النَّبِيَّ ع كَانَ يَقُولُ فِي وِتْرِهِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ ) رواه الترمذي. وعند مسلم عن عائشة ل قالت: ( فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ ع لَيْلَةً مِنْ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ ) رواه مسلم.
2- اسأل الله العافية، كما في حديث ابن عمر س قال: ( لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ ع يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي قَالَ يَعْنِي الْخَسْفَ ) رواه أحمد0
3- ادع ليلة القدر بما ورد في حديث عائشة ل قالت: ( قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا قَالَ قُولِي اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي ) رواه الترمذي وهو صحيح0
4- اسأل الله العافية في الدنيا والآخرة، لحديث العباس س قال: ( قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللَّهَ ﻷ قَالَ سَلْ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فَمَكَثْتُ أَيَّامًا ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللَّهَ فَقَالَ لِي يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ سَلْ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) رواه الترمذي وهو صحيح0
5- تخلّق بصفة العفو عمّن ظلمك، فقد قال : ﴿ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران : 134]. وقال : ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [الشورى : 40]. وقد كان  لا يجزي السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويصفح.
واعلم أن الله  يزيدك بالعفو عزاً، لحديث أبي هريرة س عن رسول الله ع قال: ( مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ ) رواه مسلم0
6- اعلم أنك إن عفوت عمن ظلمك لوجه الله  وصفحت عنه، فانّ ثمرة ذلك المغفرة، كما قال : ﴿ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النور : 22]. ولمّا نزلت هذه الآية أعاد أبو بكر  النفقة على مسطح بن أثاثة ؛ لأنه يحب أن يغفر الله له. فكن - أيها المسلم- ممن يحب أن يغفر الله له0
7- إذا صليت على الميت فادع الله له أن يعفو عنه وأن يغفر له، لحديث عوف بن مالك س قال: ( شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ ع صَلَّى عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَاغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ وَاغْسِلْهُ بِمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ وَنَقِّهِ مِنْ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ وَأَبْدِلْهُ بِدَارِهِ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ وَقِهِ فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ ) رواه ابن ماجه وغيره وهو صحيح0




الرسالة الثامنة والأربعون
( التـَّوَّاب )
من أسماء الله الحسنى: التّوّاب ، كما قال : ﴿ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة : 37]. ومن صفاته أنه يتوب على عباده التائبين، كما قال  عن الثلاثة الذين خُلِّفوا: ﴿ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [التوبة : 118]0
والله جل وعلا يتوب على التائبين، بتوفيقهم للتوبة وقبولها منهم، مهما كانت ذنوبهم0
فيا أيها العبد:-
1- تب إلى الله  من جميع الذنوب (التوبة واجبة من الذنوب)، قال : ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور : 31]. واعلم أنّ الله يفرح بتوبتك، لحديث أنس س عن النبي ع قال: ( اللَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ سَقَطَ عَلَى بَعِيرِهِ وَقَدْ أَضَلَّهُ فِي أَرْضِ فَلَاةٍ ) رواه البخاري. فأقبل تائباً، ولا تتأخر حتى تصل الروح الحلقوم، لحديث ابن عمر س عن النبي ع قال: ( إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ ) رواه الترمذي وهو صحيح0
2- أكثر من التوبة – يومياً - في المجلس الواحد، لحديث أبي هريرة س أن النبي ع قال: ( وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً ) رواه البخاري. ولحديث ابن عمر س قال: ( إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ ع فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) رواه أبو داود0
3- تب إلى الله توبةً صادقةً، وقد قال : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ﴾ [التحريم : 8] والتوبة الصادقة بشروطها:
الإقلاع عن الذنب فوراً.
والعزم على أن لا يعود إليه.
والندم على ما فات والإخلاص فيها لله.
ورد الحقوق لأهلها.
لحديث ابن مسعود س أن رسول الله قال: ( النَّدَمُ تَوْبَةٌ ) رواه ابن ماجه وهو صحيح0
4- اعلم أنك إن تُبت إلى الله التوبة الصادقة من الذنب، فإنّك تحصل على ما يلي:-
أ- أنك تصبح كمن لا ذنب له، لحديث ابن مسعود س عن النبي ع قال: ( التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ ) رواه ابن ماجه .
ب- إن الله  يُبدّل السيئات التي تُبت فيها حسنات، كما قال ـ: ﴿ فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان : 70]0
5- أيها العبد، إن كنت قد نشرت ضلالاً في القنوات، أو في الصحافة، أو غير ذلك، فتُبْ إلى الله ، وأصلح ببيان أنّ ما مضى منك كان ضلالاً وأنك راجع عنه إلى الحق، لقوله : ﴿ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة : 160].



الرسالة التاسعة والأربعون
( الشَّـافي )
من أسماء الله الحسنى: الشافي ، لحديث عائشة ل: ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ع كَانَ إِذَا أَتَى مَرِيضًا أَوْ أُتِيَ بِهِ قَالَ أَذْهِبْ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا ) رواه البخاري. ومن صفاته :أنه يشفي عباده ، كما قال : ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ [الشعراء: 80]0
والله  هو الشافي الحقيقي لأمراض القلوب والأبدان، لا شفاء إلا شفاؤه0
فيا أيها العبد:-
1- الجأ إلى الله  في طلب الشفاء من جميع الأمراض، واجعل هذه الآية نصب عينيك: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ [الشعراء: 80]. ولا بأس ببذل الأسباب بأن تتداوى، بل يشرع التداوي لحديث عبد الله س عن النبي ع قال: ( مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً ) رواه ابن ماجه. ولحديث أبي هريرة س عن النبي ع قال: ( مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً ) رواه البخاري. ولحديث أسامة بن شريك س قال: ( شَهِدْتُ الْأَعْرَابَ يَسْأَلُونَ النَّبِيَّ ع أَعَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا أَعَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا فَقَالَ لَهُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَضَعَ اللَّهُ الْحَرَجَ إِلَّا مَنْ اقْتَرَضَ مِنْ عِرْضِ أَخِيهِ شَيْئًا فَذَاكَ الَّذِي حَرِجَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ عَلَيْنَا جُنَاحٌ أَنْ لَا نَتَدَاوَى قَالَ تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ مَعَهُ شِفَاءً إِلَّا الْهَرَمَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الْعَبْدُ قَالَ خُلُقٌ حَسَنٌ ) رواه ابن ماجه. ويحرم التداوي بالمحرمات كالخمر0
2- يشرع لك أن ترقي نفسك أو أخاك المسلم بالقرآن، بالفاتحة أو بغيرها من القرآن، أو بالرُّقى الشرعية، وذلك لحديث جابر س قال: ( كَانَ لِي خَالٌ يَرْقِي مِنْ الْعَقْرَبِ فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الرُّقَى قَالَ فَأَتَاهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ نَهَيْتَ عَنْ الرُّقَى وَأَنَا أَرْقِي مِنْ الْعَقْرَبِ فَقَالَ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ ) رواه مسلم0
3- من أنفع الرُّقى: الرقية بفاتحة الكتاب، كما حصل في قصة اللَّديغ الذي رقاه الصحابي س بفاتحة الكتاب، كما ورد في حديث أبي سعيد س قال: ( انْطَلَقَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ع فِي سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَاسْتَضَافُوهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ فَلُدِغَ سَيِّدُ ذَلِكَ الْحَيِّ فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لَا يَنْفَعُهُ شَيْءٌ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لَوْ أَتَيْتُمْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ نَزَلُوا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَيْءٌ فَأَتَوْهُمْ فَقَالُوا يَا أَيُّهَا الرَّهْطُ إِنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ وَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لَا يَنْفَعُهُ فَهَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ مِنْ شَيْءٍ فَقَالَ بَعْضُهُمْ نَعَمْ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْقِي وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَقَدْ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونَا فَمَا أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا فَصَالَحُوهُمْ عَلَى قَطِيعٍ مِنْ الْغَنَمِ فَانْطَلَقَ يَتْفِلُ عَلَيْهِ وَيَقْرَأُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ فَانْطَلَقَ يَمْشِي وَمَا بِهِ قَلَبَةٌ قَالَ فَأَوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمْ الَّذِي صَالَحُوهُمْ عَلَيْهِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ اقْسِمُوا فَقَالَ الَّذِي رَقَى لَا تَفْعَلُوا حَتَّى نَأْتِيَ النَّبِيَّ ع فَنَذْكُرَ لَهُ الَّذِي كَانَ فَنَنْظُرَ مَا يَأْمُرُنَا فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ع فَذَكَرُوا لَهُ فَقَالَ وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ ثُمَّ قَالَ قَدْ أَصَبْتُمْ اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ سَهْمًا فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ ع ) رواه البخاري. والرقية إنما هي سبب، والله هو الشافي0
ارق - أيها المسلم - بفاتحة الكتاب ولا بأس بغيرها.
4- من أنفع الرُّقى أيضا ما ورد في حديث عائشة ل: ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ع كَانَ إِذَا أَتَى مَرِيضًا أَوْ أُتِيَ بِهِ قَالَ أَذْهِبْ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا) رواه البخاري0
5- إذا كنت مريضاً فافعل ما ارشد إليه النبي  عثمان بن أبي العاص س لمّا شكا إلى رسول الله ع وجعاً يجده في جسده منذ أسلم، فقال له رسول الله ع: ( ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ وَقُلْ بِاسْمِ اللَّهِ ثَلَاثًا وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ ) رواه مسلم. أو بما ورد في الرواية الأخرى عند أحمد أنه ع قال له: ( ضَعْ يَمِينَكَ عَلَى مَكَانِكَ الَّذِي تَشْتَكِي فَامْسَحْ بِهَا سَبْعَ مَرَّاتٍ وَقُلْ أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ فِي كُلِّ مَسْحَةٍ ) رواه أحمد وهو صحيح0
6- إذا قمت بعيادة مريض فقل ما ورد في حديث ابن عمرو س أن النبي ع قال: ( إِذَا جَاءَ الرَّجُلُ يَعُودُ مَرِيضًا فَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ يَنْكَأُ لَكَ عَدُوًّا أَوْ يَمْشِي لَكَ إِلَى جَنَازَةٍ قَالَ أَبُو دَاوُد وَقَالَ ابْنُ السَّرْحِ إِلَى صَلَاةٍ ) رواه أبو داود وهو صحيح. وافعل ما ثبت عنه  في حديث سعد بن أبي وقاص س قال: ( تَشَكَّيْتُ بِمَكَّةَ شَكْوًا شَدِيدًا فَجَاءَنِي النَّبِيُّ ع يَعُودُنِي ) وفيه : ( ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ عَلَى وَجْهِي وَبَطْنِي ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا وَأَتْمِمْ لَهُ هِجْرَتَهُ فَمَا زِلْتُ أَجِدُ بَرْدَهُ عَلَى كَبِدِي فِيمَا يُخَالُ إِلَيَّ حَتَّى السَّاعَةِ ) رواه البخاري.
7- إذا عدت مريضاً فادع له بما ثبت عنه  في حديث ابن عباس س أنه ع قال: ( مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مِرَارٍ أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ إِلَّا عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ ) رواه أبو داود وهو صحيح0
8-إذا أصابك المرض فاصبر واحتسب أجرك عند الله ، واعلم أن فيه خيراً لك، لحديث عائشة ل أن رسول الله ع قال: (مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا) رواه الشيخان. بل قد يكون في المرض والمصائب رفع الدرجات لك.



الرسالة الخمسون
( الأول ) و( الآخـر )
من أسماء الله الحسنى: الأول ، ومن أسمائه: الآخر ، كما قال تعالى: ﴿ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الحديد : 3]. ومن صفاته : الأوليّة : لا شيء قبله، والآخريّة: لا شيء بعده0
والله  هو: الأول و الآخر، كما قال: ( اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ ) رواه مسلم 0
فيا أيها العبد:-
1- اعلم أن كل نعمة من نعم الدين والدنيا فإنما هي من الله  فله الفضل والمنة، وقد قال : ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾ [النحل : 53]. وقال : ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل : 18]. فأكثر من حمد الله وشكره والثناء عليه0
2- إذا أصابك ضرٌ من مرض أو مصيبة أو فقر أو كرب أو غير ذلك، فالجأ فوراً إلى الله قبل أن تلجأ إلى دواء أو غيره، فقد قال : ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾ [النحل : 53]. ولا تلتفت بقلبك عن الله، فإنّ الأمر كله لله، واعلم أنّ الله هو الذي يُنجِّيك ويحميك ويدفع عنك، وقد قال : ﴿ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ﴾ [الأنعام : 64]. ثم افعل الأسباب من طلب دواء ونحو ذلك من الأسباب المشروعة والمباحة0
3- إنّ كل نعمة حصلت عليها من الله ، فاجعلها في طاعة الله ، فإنّ النعمة منه وإليه لحديث جابر س: ( ضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ ع يَوْمَ عِيدٍ بِكَبْشَيْنِ ) وفيه أنه ع قال: ( اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ عَنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ ) رواه ابن ماجه وقد ضعّفه بعض أهل العلم كالألباني :. وزاد أبو داود: (بِاسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ ذَبَحَ) صحيح0
4- اعلم أن عودتك إلى الله ، وأن منتهاك إليه، كما قال : ﴿ وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى ﴾ [النجم : 42]. فاجعل هذا على البال، واستعدّ لعودتك إلى ربك (ليوم القيامة) بالإيمان والعمل الصالح، ومن ذلك ذكر الموت، والاستعداد للموت، لحديث ابن عمر س قال: ( كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ع فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ ع ثُمَّ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ قَالَ أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا قَالَ فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ قَالَ أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا وَأَحْسَنُهُمْ لِمَا بَعْدَهُ اسْتِعْدَادًا أُولَئِكَ الْأَكْيَاسُ ) رواه ابن ماجه وهو حسن0
5- اسأل الله من خيري الدنيا والآخرة، ولا تملَّ من سؤاله تعالى، لأنّ رزق الله لا ينفد ولا ينقص، وقد قال : ﴿ إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ ﴾ [ص : 54]. وفي الحديث القدسي عن أبي ذر س عن النبي ع فيما يرويه عن الله تبارك وتعالى وفيه: ( يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ ) رواه مسلم. فاسأل الله وتذكر حديث عائشة ل: ( أَنَّ النَّبِيَّ ع دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ قَالَ مَنْ هَذِهِ قَالَتْ فُلَانَةُ تَذْكُرُ مِنْ صَلَاتِهَا قَالَ مَهْ عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ فَوَاللَّهِ لَا يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَادَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ ) رواه البخاري.
6- أكثر من الأعمال الصالحة (طاعة الله )، وابتعد عن معصية الله، وسوف تجد ذلك أمامك أوفر ما يكون، بل إنّ الحسنة بعشر أمثالها إلى أضعافٍ كثيرةٍ، واعلم أن الله لا يضيع أجرك إن أحسنت، وقد قال : ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [التوبة : 120]. وفي الحديث القدسي عن أبي ذر س عن النبي ع فيما يرويه عن الله تبارك وتعالى وفيه: ( يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ ) رواه مسلم.
فاجتهد - أيها العاقل - فيما تحمد الله إذا وجدته، ولا تفعل ما تلوم فيه نفسك إذا وجدته0


[
الجزء الأول
رسائل للمجتمع المسلم
بيش ربيع الأول 1431هـ




المقدمة..........................................................................2
- الرسالة الأولى: الله ..............................................................4
- الرسالة الثانية: الرّب ............................................................6
- الرسالة الثالثة: المتكبّر ...........................................................8
- الرسالة الرابعة: الوارث ........................................................10
- الرسالة الخامسة: المُحسن ......................................................12
- الرسالة السادسة: الوتر .........................................................14
- الرسالة السابعة: الواسع ........................................................16
- الرسالة الثامنة: المعطي .........................................................18
- الرسالة التاسعة: الرّقيب .......................................................21
- الرسالة العاشرة: المُجيب ...................................................23
- الرسالة الحادية عشرة: الحسيب .............................................25
- الرسالة الثانية عشرة: المُصوّر ...............................................27
- الرسالة الثالثة عشرة: الفتّاح ..................................................29
- الرسالة الرابعة عشرة: المُبين .................................................31
- الرسالة الخامسة عشرة: السّيّد .............................................32
- الرسالة السادسة عشرة: المهيمن ...........................................33
- الرسالة السابعة عشرة: الحميد ............................................... 34
- الرسالة الثامنة عشرة: الجبّار ..................................................36
- الرسالة التاسعة عشرة: المجيد ..................................................38
- الرسالة العشرون: الخبير ......................................................40
- الرسالة الحادية والعشرون: المؤمن .............................................41
- الرسالة الثانية والعشرون : الكبير .............................................43
- الرسالة الثالثة والعشرون: الكريم .............................................45
- الرسالة الرابعة والعشرون: اللّطيف ..........................................47
- الرسالة الخامسة والعشرون: العظيم ..........................................49
- الرسالة السادسة والعشرون: الملك ........................................51
- الرسالة السابعة والعشرون: الوليّ ............................................53
- الرسالة الثامنة والعشرون: البَرّ ..............................................55
- الرسالة التاسعة والعشرون: الودود ..........................................57
- الرسالة الثلاثون: الحليم .....................................................59
- الرسالة الحادية والثلاثون: الحافظ ...........................................61
- الرسالة الثانية والثلاثون: الحقّ ..............................................63
- الرسالة الثالثة والثلاثون: الواحد ............................................65
- الرسالة الرابعة والثلاثون: الحكيم ..........................................67
- الرسالة الخامسة والثلاثون: المُحيط .........................................69
- الرسالة السادسة والثلاثون: الوكيل ......................................71
- الرسالة السابعة والثلاثون: الرؤوف ........................................72
- الرسالة الثامنة والثلاثون: العليّ ............................................73
- الرسالة التاسعة والثلاثون: النّصير ........................................75
- الرسالة الأربعون: الحَكَم ...................................................76
- الرسالة الحادية والأربعون: العليم ...........................................78
- الرسالة الثانية والأربعون: القاهر ...........................................81
- الرسالة الثالثة والأربعون: الباري ...........................................83
- الرسالة الرابعة والأربعون: القابض والباسط ..............................84
- الرسالة الخامسة والأربعون: القويّ .........................................86
- الرسالة السادسة والأربعون: الغفور ......................................87
- الرسالة السابعة والأربعون: العفُوّ.........................................90
- الرسالة الثامنة والأربعون: التوّاب .........................................92
- الرسالة التاسعة والأربعون: الشّافي ......................................93
- الرسالة الخمسون: الأوّل و الآخر .......................................96


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العقيدة رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» يـــــــــــا الله عجل نصرك يا الله النصر منك يا الله /الله اكبر
» معاوية رضي الله عنه د. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه بسم الله الرحمن الرحيم معاوية رضي الله عنه
»  متن العقيدة الواسطية نسخة مصححة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى دير الزور :: المنتدى الديني derezzor :: منتدى الشيخ محمد شامي شيبة :: منتدى كتب الشيخ محمد شامي شيبة-
انتقل الى:  

العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Button1-bm

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر المنتدى ~

مواضيع مماثلة
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى دير الزور على موقع حفض الصفحات
اخر مواضيع المنتدى
<div style="background-color: none transparent;"><a href="http://www.rsspump.com/?web_widget/rss_ticker/news_widget" title="News Widget">News Widget</a></div>
أفضل 10 فاتحي مواضيع
ابن الفرات
العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Vote_rcap1العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Voting_barالعقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Vote_lcap 
حمدان
العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Vote_rcap1العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Voting_barالعقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Vote_lcap 
مهند الاحمد
العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Vote_rcap1العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Voting_barالعقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Vote_lcap 
ديري نشمي
العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Vote_rcap1العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Voting_barالعقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Vote_lcap 
الاسمر
العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Vote_rcap1العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Voting_barالعقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Vote_lcap 
ريم الساهر
العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Vote_rcap1العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Voting_barالعقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Vote_lcap 
نبض الأمل
العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Vote_rcap1العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Voting_barالعقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Vote_lcap 
الدير نت
العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Vote_rcap1العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Voting_barالعقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Vote_lcap 
ديرية حرة
العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Vote_rcap1العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Voting_barالعقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Vote_lcap 
العاشق لاحباب
العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Vote_rcap1العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Voting_barالعقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Vote_lcap 
المواضيع الأخيرة
» دورة مهارات تقييم الاداء الوظيفي للمديرين والمشرفين
العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالإثنين فبراير 03, 2020 12:32 pm من طرف Manal

» دورة التحليل الفنى لتداولات الأسهم
العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالأربعاء يناير 22, 2020 11:48 am من طرف Manal

» التحليل. الاحصائى .للبوصات
العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالثلاثاء يناير 21, 2020 11:53 am من طرف Manal

» دورة اساسيات الرقابة الصحية على الاغذية
العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالإثنين يناير 20, 2020 9:28 am من طرف Manal

» تطبيق نظام haccp في إعداد وتصنيع وتداول الغذاء
العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالأحد يناير 19, 2020 9:24 am من طرف Manal

» دورة ادارة مخاطر التأمين الصحي
العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالخميس يناير 16, 2020 10:22 am من طرف Manal

» #دورة_ إدارة_الجودة_الشاملة_في_مجال_المشتريات_والمخازن
العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالأربعاء يناير 15, 2020 8:39 am من طرف Manal

» التحليل .المالِى. spss
العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالثلاثاء يناير 14, 2020 9:42 am من طرف Manal

» دورة. التحليل .المالِى
العقيدة    رســائــل فـي صـفـات الله عــز وجــل Icon_minitimeالأحد يناير 12, 2020 9:11 am من طرف Manal