منتدى دير الزور
عزيزي الزائر الكريم .. زيارتك لنا أسعدتنا كثيراً .. و لكن لن تكتمل سعادتنا إلا بانضمامك لأسرتنا .. لذا نرجوا منك الضغط على زر التسجيل التالي من فضلك
واملىء حقول التسجيل ،ملاحة ضع بريد صحيحا لتفعيل عضويتك من بريدك الشخصي
بعد التسجيل تصلك رسالة بريدية على بريدك الشخصي تجد فيها تعليمات تفعيل العضوية
وشكرا
مع تحيات ادارة منتديات دير الزور
منتدى دير الزور
عزيزي الزائر الكريم .. زيارتك لنا أسعدتنا كثيراً .. و لكن لن تكتمل سعادتنا إلا بانضمامك لأسرتنا .. لذا نرجوا منك الضغط على زر التسجيل التالي من فضلك
واملىء حقول التسجيل ،ملاحة ضع بريد صحيحا لتفعيل عضويتك من بريدك الشخصي
بعد التسجيل تصلك رسالة بريدية على بريدك الشخصي تجد فيها تعليمات تفعيل العضوية
وشكرا
مع تحيات ادارة منتديات دير الزور
منتدى دير الزور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لا للظلم لا لسرقة أحلام الشعب السوري لا لسرقة خيرات الشعب السوري لا لسرقة عرق الشعب السوري لا لسرقة دماء الشعب السوري لا لحكم الأسرة الواحدة لا لآل الأسد الحرية لشعبنا العظيم و النصر لثورتنا المجيدة المصدر : منتديات دير الزور: https://2et2.yoo7.com
 
الرئيسيةمجلة الديرأحدث الصورالتسجيلدخولمجلة الديرزخرف نيمك الخاص بالفيس بوكأضف موقع

مساحة اعلانية
مساحة اعلانية Check Google Page Rank منتديات دير الزور 3 بيج رنك

 

  تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
ابن الفرات
Admin
Admin
ابن الفرات


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 2577
نقاط : 6061
التقيم : 19
تاريخ الميلاد : 06/04/1984
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 40

 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم    تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يوليو 12, 2012 3:32 am

تفسير سورة  سَأَلَ سَائِلٌ 
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيـــات
 سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7) يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (Cool وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18) إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) 
التفسير :
دعا داعٍ من الكفار مستعجلاً بعذاب الله على نفسه وقومه ، والعذاب واقع ٌ بهم في الآخرة لا محالة ، فلم الاستعجال في نزوله في الدنيا ؟ .
وهذا العذاب الذي سيقع بالكفار لا دافع له ولا مانع له من الله ولا حائل يحول بين الكفار ونزوله بهم إذا أراد الله كونه ، وهذا العذاب هو من الله ذي العلو والدرجات والفواضل ، تصعد الملائكة وجبريل إليه – إلى الله - في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنة من أيام الدنيا ، وهو يوم القيامة ، فاصبر – أيها الرسول – على تكذيب قومك وأذاهم لك صبراً لا جزع فيه ولا شكوى .
إنّ الكفار يرون وقوع العذاب وقيام الساعة بعيد الوقوع مستحيلاً ، فهم لا يؤمنون به ، ونرى أن يوم القيامة والحساب قريب ، وإن كان له أمد لا يعلمه إلا الله ، يوم تكون السماء مثل بقية الزيت المترسبة في سيلانها وذوبانها ، وتكون الجبال مثل الصوف المنفوش في خفَّتها ، وفي يوم القيامة لا يسأل القريب قريبه عن حاله بل كلٌ مشغول بنفسه ، يبصر القرابة بعضهم بعضاً ويعرف بعضهم بعضاً ولكن لا ينفعه ، يود المجرم على نفسه بالكفر والذنوب أن يفتدي من عذاب يوم القيامة بأبنائه لينجو بنفسه مع أنهم أحب الناس إليه ، ولن يحصل له ذلك الافتداء ، ويود أن يفتدي من العذاب بزوجته وأخيه ، ولكن هيهات ! ويود أن يفتدي من العذاب بعشيرته التي تضمه وقبيلته وفخذه الذي هو منهم ، ويود لو يفتدي من العذاب بجميع من في الأرض من الناس والمال وغير ذلك حتى ينجو من عذاب الله ، وهيهات ذلك ، لا حصول له على ما تمناه ولْيرتدع عن ذلك ، فإنما هو وارد نار جهنم التي تلتهب وتتوقد من شدة حرها ، ومن شدة حرها فإنها تنزع جلدة الرأس والبدن والوجه ، وتشوي كل شيء فيه بشدة ، تدعو النار إليها أهلها ممن جعل الإيمان وراءه وأعرض عن طاعة الله ورسوله ، وجمع المال بعضه على بعض في أوعيته ولم يُخرج منه ما أوجب الله عليه فيه .
إنّ الإنسان جُبِل على الهلع ؛ وذلك أنه إذا أصابته المصائب اشتدَّ جزعه وقلَّ صبره ، وإذا حصل على الخير والنعم من الله ، منعها عن غيره وبخل بها فلم يُخرج منها حق الله تعالى الذي أوجبه عليه فيها ، إلا الذين أقاموا الصلوات كما شرعها الله  فهم الذين عصمهم الله ووفّقهم لهداه .
بعض الدروس من الآيات :
1-يحرم على العبد أن يسأل عذاب الله ، كما يحرم عليه الدعاء على نفسه ، وقد قال  في حديث جابر  : ( لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ وَلَا تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ لَا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَاعَةَ نَيْلٍ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ ) رواه مسلم . لكن يُشرع أن يسأل العبد العافية من الله ، كما قال  في حديث ابن أبي أوفى : ( أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا ... الحديث ) رواه الشيخان .
2-أخي المسلم ، كن صابراً ، وتخلّق بهذا الصبر في حياتك ، في دعوتك إلى الله ، في القيام بطاعة الله وترك معاصيه ، على المصائب ، ولْيكن صبرك جميلاً ، واعلم أن الصبر خُلُقٌ رفيع ، وقد قال  في حديث أبي هريرة  : ( ما رُزق عبدٌ خيراً له ولا أوسعَ من الصّبر ) رواه الحاكم ( صحيح ) .
3-أخي المسلم ، إن يوم القيامة مقداره خمسون الف سنة ، كما قال  في حديث أبي هريرة  لمّا ذكر من منع حق البقر والغنم وفيه : ( تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولَاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ... الحديث ) رواه مسلم .
أخي ، خذ لذلك اليوم عُدته وأخرج ما أوجب الله عليك من المال ، وقم بحقوق الله وحقوق عباده ، واستعدّ لآخرتك من الآن .
4-أخي المسلم ، إن الولد والزوجة والأخ والقبيلة والعشيرة والفخذ وكل من في الأرض ، كلهم لا يملكون لي ولك شيئاً ، بل كل منهم يوم القيامة إنّما يهمه شأن نفسه ، وفي حديث الشفاعة أنّ الرسل يقول كل واحد منهم : ( نَفْسِي نَفْسِي ) حتى يأتوا محمداً  فيقول : ( أُمَّتِي يَا رَبِّ ... الحديث ) رواه البخاري .
فإذا كنا أنا وأنت عقلاء ، فلْنهتمّ بانفسنا من الآن ( النَّجاء النَّجاء ) ولْيفكّر كل واحد منا في فكاك رقبته من النار .
• ومما يتعلق بالولد والأخ والزوجة والأهل والخلق والمال :
( أ ) لنحذر من طاعتهم في معصية الله  ؛ فإنهم يوم القيامة لن ينجوك أو ينجوني من عذاب الله ، فلْنكن حازمين في التعامل معهم ، بحث يكون التعامل معهم قد ضبطناه بكلام الله وكلام رسوله  مع التفضّل والخير والعطاء لهم في حدود طاعة الله  .
( ب ) يُشرع للعبد المسلم أن يُنفق من ماله ؛ ليكون ماله له ، ولا يتركه كله للوارث وقد حرم نفسه منه وتركه كله مجموعاً للزوجة والولد والقريب ؛ ولذلك أيها المسلم :
س1: ما الذي لك من مالك ، وما الذي ليس لك ؟.
ج1: الذي لي من مالي هو : ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدّقت فأمضيت ، وما كان غير ذلك فهو للناس .
س2 : ما هو الدليل ؟
ج2 : قوله  في حديث أبي هريرة  : ( يَقُولُ الْعَبْدُ مَالِي مَالِي إِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلَاثٌ مَا أَكَلَ فَأَفْنَى أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى أَوْ أَعْطَى فَاقْتَنَى وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ ) رواه مسلم .
س3: أيهما أحب إليك ، مالك أم مال وارثك ؟
ج3: إن مالي أحب إلي من مال من يرثني .
س4 : فما هو مالك إذن ؟ وما هو مال وارثك ؟
ج4 : مالي هو ما قدمت ، ومال وارثي ما أخّرت ، لقوله  : ( فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ ) رواه البخاري .
س5 : تسألني : ماذا تريد بهذه الأسئلة ؟
ج5 : أُجيبك : أريد أن تعي ما قلتُه لك ؛ فتُنفق من مالك من الآن ؛ ليكون لك عند الله في ميزان حسناتك ؛ ولِتكون أسعد بمالك . والله الموفق .
1- الحذر من الهلع ، وقد قال  في حديث أبي هريرة  : (شَرُّ مَا فِي رَجُلٍ شُحٌّ هَالِعٌ وَجُبْنٌ خَالِعٌ ) رواه أحمد وأبو داود (صحيح) .
- شحٌ هالع : بخل شديد .
- جبن خالع : يخلع القلب من شدته .




الآيـــات
 الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35) 

التفسير :
هذه صفات المصلين ، الذين هم مداومون على صلاتهم ، محافظون على أوقاتها وأركانها وشروطها وواجباتها ، ولا يقطعون الصلاة ما داموا أحياءً يعقلون ، والذين في أموالهم جزءٌ معيّن وهو الزكاة المفروضة فيؤدونها بطيبة نفس منهم لطالب الصدقة والمحتاج المتعفّف عن السؤال ، والذين يُصدّقون بيوم البعث والجزاء والحساب ؛ فيستعدّون له بكل عمل صالح ، والذين من عذاب الله خائفون وجِلون ؛ فيمتثلون أمر الله وينتهون عمّا نهاهم عنه .
إنّ عذاب الله لا يأمنه أحد ممن عقل عن الله أمره ، بل تراه حذراً من عذاب الله ، قائماً بما أمره الله به ، تاركاً ما حرّمه عليه خوفاً من عذابه .
والذين هم لفروجهم صائنون كافُّون عن الحرام خوفاً من الله  ، إلا على أزواجهم أو من يملكون من الإماء ، فإنهم لا بأس عليهم فيهم ؛ لأنهن ممن أباحهن الله لهم ، فمن سعى لقضاء شهوته في غير زوجاته وإمائه ، فأولئك هم المتجاوزون الحلال إلى الحرام ، المُعتدون في ما حرّم الله عليهم .
والذين إذا ائتُمنوا لم يخونوا ، وإذا عاهدوا لم يغدروا ، وإذا عاقدوا وفوا .
والذين هم محافظون على شهاداتهم لا يزيدون فيها ولا ينقصون منها ولا يكتمونها ، بل يؤدّونها كما أمرهم الله . والذين هم على صلاتهم يُحافظون عليها كما شرعها الله لهم ، ويؤدونها على أكمل وجه ، أولئك المُتّصفون بتلك الصفات في جنات النعيم ، قد أكرمهم الله بها وأحلّ عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم بعده أبداً ، ولهم في تلك الجنات ما تشتهيه الأنفس وتلذّ الأعين وهم فيها خالدون .
بعض الدروس من الآيات :
1- أيها المسلم ، ليدرس كلُ واحدٍ منّا نفسَه في الصفات المذكورة في هذه الآيات  إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ  إلى قوله تعالى :  أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ  ولْيقم بها مُطبّقاً غير مُخل بها ؛ ليحصل على الفوز العظيم بفضل الله  أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ  .
2- في قوله تعالى :  فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ  دليل على تحريم الاستمناء ، فعلى المسلم أن ينتبه لذلك ، وعلى الشاب الذي لم يتيسر له النكاح أن يبتعد عن الاستمناء ( العادة السرية ) ولْيصم ؛ لقوله  : ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) رواه الشيخان من حديث ابن مسعود  .
3- وجوب حفظ الفرج من الوقوع في الحرام . ومن وسائل حفظ الفرج :
- عدم الخلوة بالأجنبية ، وعدم اختلائها بالرجل الأجنبي سواء كان سائقاً أو عاملاً أو أخاً للزوج ، وقد قال  في حديث عقبة بن عامر  : ( لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ ) رواه أحمد والترمذي ( صحيح ) . وقد قال  : ( الْحَمْوُ الْمَوْتُ ) رواه الشيخان . [ الحمو : أخو الزوج ] .
- غضّ البصر عن الحرام سواء في القنوات أو في الشارع أو غير ذلك .
- عدم سفر المرأة إلا بمحرم ، فكل ما يؤدي إلى الزنا فهو طريق إلى الحرام ، فهو محرّم .
4- أخي المسلم ، أُوصي نفسي وإياك بتقوى الله وحفظ الأمانة التي ضيّعها الكثير من الناس ، والأمانات كثيرة ، وهي كل ما أوجب الله عليّ عليك .
ومنـــها :
( أ ) أمانة الأموال ونحوها : فلا تكاد تجد الشخص الأمين فيها في هذا العصر ، فقد ضُيِّعت ، وتجد الكثير من الناس خونة في الأمانة إلا من رحم الله ، وفي حديث حُذيفة  قوله  : ( فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ فَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ فَيُقَالُ إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا ... الحديث ) رواه الشيخان .
أخي ، جاهد نفسك في أداء الأمانة في البيع والشراء والمعاملة وعدم الغش ، وأداء الأموال إلى أهلها ، وادعُ الله  مستعيذاً به من الخيانة ، وفي حديث أبي هريرة  قال : (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُوعِ فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْخِيَانَةِ فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ ) رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة ( صحيح ) .
( ب ) ومن الأمانة إذا حدثك الشخص بحديث ثم التفت فهي أمانة فلا تحدث به أحداً ؛ لقوله  في حديث جابر  : ( إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ بِالْحَدِيثِ ثُمَّ الْتَفَتَ فَهِيَ أَمَانَةٌ ) رواه ابو داود والترمذي ( حسن ) .
5- أخي المسلم ، إذا عمل احدنا عملاً من الصالحات المسنونات ، فإنه يُشرع له المداومة عليه ؛ لقوله  في حديث عائشة رضي الله عنها : ( وَأَنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ ) رواه الشيخان . قالت : (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  إِذَا عَمِلَ عَمَلًا أَثْبَتَهُ ) رواه مسلم .
6- رسالة إلى الذين يؤدون الشهادة في المحاكم أو غيرها :
اتقوا الله واعلموا أن الشهادة التي تؤدونها سوف تُسالون عنها يوم القيامة ، فلا يشهد أحدكم إلا على شيء يعلمه برؤية أو سماع او استفاضة ، ولْيَقل للقاضي أو من شهد عنده : أنا سمعت أو رأيت أو كذا وكذا ، بحيث لا يتكلم إلا بما عنده حقيقةً ، ولا يزيد ولا ينقص ، ولْيحذر من الشهادة من أجل أنها لزميلي أو صديقي أو لشخص من الجماعة وهي ليست على علم ومعرفة ، حتى في شهادة التعريف وبعض الأمور التي يتساهل بها الناس ، كمن يشهد في حصر الورثة وهو لا يدري عن الورثة ولا يعرف ذلك ، أو من يشهد بصلاحية شخص للولاية على الأطفال والمجانين وهو لا يعرف من شهد له بصلاحيته أم لا ، وهكذا ، فاجعل هذه الآية – أخي - نصب عينيك  وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ 
وتذكر يوم العرض على الله . والله الموفق .















الآيـــات
 فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39) فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44) 
التفسير :
فما لهؤلاء الكفار – أيها الرسول – قد أداموا النظر إليك مُحدقين بأبصارهم ، وقد شردت قلوبهم عنك مستنكرين ما جئتهم به ، وقد تحلّقوا عن يمينك وشمالك جماعات متفرقة ، يسأل بعضهم بعضاً : ماذا قال هذا الرجل ؟
هل يطمع كل واحد منهم أن يدخله الله جنة النعيم مع فرارهم عن الرسول  ونفرتهم عن الحق ؟ كلا ! بل مأواهم جهنم ، ليس الأمر كما يطمعون ، بل مأواهم جهنم .
إنا خلقناهم من المني الضعيف ، وإنّما دخول الجنة بالإيمان والعمل الصالح لا بالأصل .
فأُقسم برب مشارق الشمس والقمر والنجوم ومغاربها ( يُقسم الله  بنفسه ) إنني قادر على كل شيء ، وعلى أن نُبدّل خيراً من هؤلاء الكفار بقومٍ يُطيعوننا ولا يعصونا ، وما نحن بعاجزين عن ذلك ولا عن بعث الخلق بعد موتهم ، فإنّا قادرون على كل شيء . فَدَعْ – أيها الرسول – الكفار يخوضوا في تكذيبهم وكفرهم ، ويلعبوا في دنياهم حتى يلاقوا يوم القيامة للجزاء والحساب ؛ فسيعلمون عاقبة كفرهم ويذوقون وبال عملهم ، يوم يقومون من القبور - إذا دعاهم الله تبارك وتعالى لموقف الحساب – ينهضون مسرعين كما كانوا في الدنيا يسرعون إلى آلهتهم التي يعبدونها من دون الله ، خاضعةً أبصارهم تغشاهم ذلة ومهانة لمّا رأوا العذاب ، ذلك يوم القيامة الذي كانوا يُوعدون به في الدنيا ، وإنهم سيُجازون فيه بأعمالهم ويُعذّبون على كفرهم ، فكانوا يُكذّبون به وهو الآن حقيقة يرونها بأعينهم .
بعض الدروس من الآيات :
1- أخي المسلم ، سوف نخرج من القبور يوم القيامة ، لكن أنا وأنت هل فكّرنا في القبور وما يحصل فيها من العذاب والنعيم ؟ إنّ منظر القبر فظيع ، وقد قال  في حديث أبي هريرة  : ( مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلَّا وَالْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ ) رواه الترمذي وابن ماجة ( حسن ) .
إذا وقفت على القبر تفكّر في حالك إذا نزلته لتُدفن فيه ، وعُد إلى بيتك مُصلحاً من عملك وقولك وبقية عمرك ، واعلم أن القبر أول منازل الآخرة ، كما قال  في حديث عثمان  : ( إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ ) رواه الترمذي وابن ماجة ( حسن ) .
واستعذ أخي بالله من عذاب القبر ، كما قال  : (وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ) رواه الشيخان .
2- إن الكفار قد فُتنوا بالدنيا واللعب فيها ، فيا أخي ، لنحذر من هذه الدنيا أن تذهب بنا عن طاعة الله إلى معاصيه ، وقد قال  : ( اتَّقُوا الدُّنْيَا... الحديث ) رواه مسلم . كما أنه يُشرع لنا التعوّذ بالله من فتنة الدنيا ، كما قال  في دعائه :
( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْبُخْلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ) رواه النسائي والترمذي وللبخاري نحوه .
3- أيها المسلم ، ليس دخول الجنة بالأماني والطمع ، ولكن :
( أ ) لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة كما قال  ، فعلينا بالإيمان والعمل الصالح حتى نلقى الله  .
( ب ) عامة من يدخل الجنة المساكين ، وعامة من يدخل النار النساء ، كما قال  في حديث أسامة بن زيد : ( قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَكَانَ عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينَ وَأَصْحَابُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ غَيْرَ أَنَّ أَصْحَابَ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ ) رواه الشيخان .




















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com
ابن الفرات
Admin
Admin
ابن الفرات


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 2577
نقاط : 6061
التقيم : 19
تاريخ الميلاد : 06/04/1984
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 40

 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم    تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يوليو 12, 2012 3:33 am

تفسير سورة الملك
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيـــات
 تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (Cool قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11) 
التفسير :
تعالى الله وتنزّه عن الشريك والولد والصاحبة ، وكثُر خيره ، وعمّت بركته جميع الخلائق .
هو الذي بيده ملك الدنيا والآخرة ، المتصرف في جميع المخلوقات بما يشاء ، لا معقب لحكمه ولا رادّ لقضائه ، ولا يُسأل عما يفعل ؛ لقهره وحكمته وعدله ، وهو على كل شيء قدير . فإنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون .
الذي خلق الموت والحياة ، فأمات من شاء وكتب الموت على كل أحد ، وأحيا من العدم ؛ ليختبركم أيّكم أخلص عملاً وأصوبه .
وهو العزيز الذي لا يُغالب ، عزّ كلّ شيءٍ فقهره . واسع المغفرة لمن تاب إليه واستغفره .
الذي خلق سبع سموات ، طبقة فوق طبقة لا تماسّ بينهما ، وقد جمّلها للناظرين ما ترى فيها من اختلاف ولا تباين ولا نقص ولا عيب ولا خلل ، فأَعِدْ البصرَ وتأمل هل ترى في السماء من شقوق أو تصدع أو خروق ؟ إنك لن تجد ذلك ، وإنما تجد سقفاً محفوظاً جميلاً محُكماً . ثم أعِدْ النظر إلى السماء مرتين ( يعني أو أكثر ) يرجع إليك البصرُ ذليلاً صاغراً عن أن يرى عيباً أو خللاً ، فهو كليل مُتعب .
ولقد جمّلنا السماء القريبة بكواكب مضيئة منيرة ، وجعلناها شُهباً يُرمى بها الشياطين مُسترِقو السمع ، فتحرقهم في الدنيا ، وهيئنا للشياطين في الآخرة عذاب نار جهنم ، وساء المرجِع والعودة لهم إلى جهنم .
إذا أُلقي الكفار في نار جهنم سمعوا لها صوتاً مزعجاً ، وهي تغلي بهم غلياناً قد بلغ نهايته وشدة حرارته ، تكاد نار جهنم تتقطع من شدة غيظها وغضبها على الكفار ، كلما أُلقي فيها طائفة من الكفار ، سألهم الملائكة الموكَّلون بالنار وعذابها سؤال توبيخ : ألم يجئكم في الدنيا رسولٌ يُحذركم ويُخوّفكم عذاب الله ويأمركم بعبادة الله وحده لا شريك له وينهاكم عن الكفر بالله ؟ قال الكفار لخزنة جهنم : بلى قد جاءنا رسولٌ من الله فأنذَرَنا وخوَّفَنا عذاب جهنم وأمرنا بعبادة الله وحده دون سواه ، ونهانا عن الكفر بالله ، فكذّبنا الرسولَ الذي جاءنا وقلنا ما نزّل الله وحياً على أحد ، وقلنا للرسل : ما أنتم إلا في ضلال عن الطريق المستقيم وعن المنهج الصواب .
وقال الكفار مُقرِّين موبّخين أنفسهم : لو كنا نسمع سماع استجابة وقبول أو كانت لنا عقول نفكر بها ونفقه فقهاً سليماً فيما ينفع وما يضر ، ما كنا على ما كنا عليه من الكفر الذي استوجبنا به أن نكون من أهل نار جهنم الموقدة .
فاعترف الكفار بكفرهم الذي استحقوا به عذاب نار جهنم ، فبُعداً وهلاكاً لأصحاب نار جهنم الموقدة .
بعض الدروس من الآيات :
1- أخي المسلم : إنما خلقنا الله  وأعطانا هذه الحياة ثم يُميتنا بعدها للابتلاء والاختبار ، فمن الذي ينجح ومن الذي لا ينجح في هذا الاختبار ؟
وإنما النجاح بتحقيق بعض أمور :
( أ ) أن يكون عمل العبد خالصاً لوجه الله  ولا شرك فيه ، كما قال  في حديث أبي أمامة  Sad إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ مِنْ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ ) رواه النسائي .
وكما قال تعالى :  وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)  [البينة:5] .
( ب) وأن يكون صواباً على طريقة النبي  ( المتابعة ) ، كما قال  : ( مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدّ ) رواه الشيخان .
إذا وقع خلل في الإخلاص وقع العبد في الشرك ، وإذا وقع خلل في المتابعة وقع في البدعة .
2- أخي المسلم : لنحرص على قراءة هذه السورة (( الملك )) فقد جاء في الحديث :
( أ ) أنها شفعت لرجل حتى غُفر له ، كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( إِنَّ سُورَةً مِنْ الْقُرْآنِ ثَلَاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ وَهِيَ سُورَةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) رواه احمد والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجة ( صحيح) .
(ب) وأنها أخرجت رجلاً من النار وأدخلته الجنة ، كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( إن سورة من كتاب الله  ما هي إلا ثلاثون آية شفعت لرجل فأخرجته من النار وأدخلته الجنة ) رواه الحاكم (حسن) .
(ج) إنها المانعة ، لقوله  عن سورة تبارك : ( هِيَ الْمَانِعَةُ هِيَ الْمُنْجِيَةُ تُنْجِيهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ) رواه الترمذي من حديث ابن عباس  .
( د ) اقرأها قبل النوم ؛ لأنه في حديث جابر  أن النبي  : ( َكانَ لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ الم تَنْزِيلُ وَتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) رواه أحمد والترمذي والنسائي (صحيح) .
3- أخي المسلم : اخرج وانظر إلى السماء في الليل ؛ لترى الجمال والبهاء ، تنظر إلى السماء وما فيها من المصابيح التي قد أنارت ذلك السقف المرفوع المحفوظ بلا أعمدة ولا شقوق فيه ولا تصدع ، بل بناء محكم متماسك . سبحان من رفع هذا السقف وزيّنه وجمّله وكمّله ! وجعله آيةً على قدرته العظيمة .
وهكذا أخي تعودُ بنفسٍ قد امتلأت إيماناً وازدادت هدى ، بل وإن تيسر لك أن تنظر إلى السماء بالليل ثم تقوم فتصلي كما فعل النبي  .
أخي افعل ولو مرةً واحدة ، بأن تنظر إلى السماء وتصلي من الليل . والله الموفق .
4- أيها العبد : أنا وأنت نقرأ في هذه السورة ما للكفار يوم القيامة من العذاب (نار جهنم) وهي تشهق وتفور وتكاد تتقطّع من الغضب . إذن قد فهمنا أن جهنم تُبغض من يعصي الله  . وإن كانت المعاصي تتفاوت ، فالكفر هو أعظم الذنوب ؛ ولذلك فالكفار هم أشد عذاباً ، أما غيرهم من أصحاب الكبائر الذين ماتوا عليها ولم يتوبوا ومعهم أصل الإيمان ولم يشركوا بالله شيئا ، فإنّ منهم من تأكله النار إلا مواضع السجود ، وقد حرّم الله  على النار أن تأكل مواضع السجود ، وقد دلّ على هذا سنة النبي  .
لكن إذا وعينا هذا فعلينا أن نهرب من نار جهنم ! وأن نتجنّب المعاصي ؛ لأن أصحابها مُعرّضون للوعيد ، وأن نكثر من التوبة والاستغفار ، وسؤال الله  الجنة والنجاة من النار ، وقد كان أكثر دعوة يدعو بها  : ( اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) رواه الشيخان من حديث أنس  .
5- أيها المسلم : لنستفد من أسماعنا وعقولنا ، فنفكر في نجاتنا من عذاب الله  ، ولنستمع إلى كلام الله وكلام رسوله  سماع فهم وقبول وعمل وتطبيق ، وليسأل أحدنا نفسه عندما يسمع موعظةً أو نصيحة : هل يُطبّق أم لا ؟
فما أكثر الذين أضاعوا أسماعهم وعقولهم ! .
واستمع الكفار يوم القيامة وهم يقولون :  لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ  وقد قال  في حديث رجلٍ من الصحابة : ( لَنْ يَهْلِكَ النَّاسُ حَتَّى يُعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) رواه أبو داود وأحمد ( صحيح) .









الآيـــات
 إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12) وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13) أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17) وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (18) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (20) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21) 
التفسير :
إن الذين يخافون الله  فيما بينهم وبينه إذا كانوا غائبين عن الناس ، فينكفُّون عن المعاصي ويطيعون الله ، حيث لا يراهم أحد إلا الله  ، لهم مغفرة بأن يكفر الله ذنوبهم ، ولهم أجرٌ كبير بالثواب الجزيل الذي لا يقدر قدره إلا الله . وأسروا قولكم في ضمائركم أو اجهروا بقولكم علناً ، فذلك يستوي عند الله في أنه يعلمه ؛ لأنه يعلم ما تُكِنُّه الصدور
 يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى  .
ألا يعلم الله الخالق أقوال خلقه وأفعالهم ، وكل ما يتعلق بهم من جليل أو حقير في السموات والأرض ؟ بلى ! إنه يعلمهم فلا يخفى عليه شيء من خلقه ، وهو العالم بما دقَّ وخفيَ وغاب ، الخبير بعباده فلا يخفى عليه منهم شيء .
والله الذي جعل لكم الأرض مذلّلة مُسخّرة ، فِراشاً ممهّدةً ، ساكنةً لا تميد ولا تضطرب ، وهيّأ فيها من المنافع والزروع والمياه وغير ذلك ، فسافروا في أقطارها وتردّدوا في نواحيها وأقاليمها في أنواع المكاسب والتجارات ، وكلوا من رزق الله الذي أباحه لكم ، ولا تغترّوا بالدنيا فإنما هي بُلغة إلى الآخرة ، والمرجع إلى الله يوم القيامة وسيجازيكم على أعمالكم .
هل أمنتم _أيها العباد من الإنس والجن _ اللهَ الذي في العُلوّ ، أن يعذبكم بذنوبكم من تحتكم بأن يخسف بكم الأرض ؛ فإذا هي تتزلزل وتضطرب ، فيهلككم بذلك ؟ ولكن الله يحلم ويصفح ويُمهل ولا يُهمل .
أم هل أمنتم اللهَ الذي فوق السموات ، العالي على خلقه ، أن يعذبكم بمعاصيكم ، فيُرسل عليكم ريحاً عاصفةً ترميكم بالحصباء فتُهلككم ؟
فسوف تعرفون كيف إنذاري ، وعاقبة من تخلّف عنه وكذّب به ، أنَّهُ إلى هلاك .
ولقد كذّب الذين من قبل كفار مكة من الأمم السالفة والقرون الماضية ، كذبوا رسلهم ، فكيف كان إنكاري عليهم ؟ لقد أهلكتهم وأخذتهم أخذ عزيز مقتدر .
أولم يشاهدوا الطير وهي فوق رؤوسهم ؟ تطير في الهواء تبسط أجنحتها وتقبضها ، ما يُمسكهن في الجو من السقوط إلا الله  الذي رحمها ورحم خلقه ، إنه بصير بما يُصلح كل شيء من خلقه بتقديره وهداه .
بل من هذا الذي هو جندٌ لكم يمنعكم من الله إذا أراد الله بكم سوءً ، فيدفعه عنكم ؟ إنه لا أحد يستطيع ذلك غير الله  . وما الكافرون إلا في غرور أوقعهم الشيطان فيه ، وزيّن لهم ذلك .
بل من هذا الذي يرزقكم بالمطر والنبات وغير ذلك ، إن أمسك الله رزقه عنكم ؟ إنه لا أحد يرزقكم إلا الله  . بل تمادى الكفار في معاندةٍ واستكبارٍ ونُفرةٍ عن قبول الحق ، فلا يسمعون له ولا يتبعونه .
بعض الدروس من الآيات :
1- أخي المسلم : هل نخشى الله  إذا كنا في الخلوة لا يرانا الناس ؟ إنّ من حصل على هذه المرتبة ، فخاف الله  في خلوته ، وتجنّب معاصيه ، وأقبل على طاعته ، فله المغفرة والأجر الكبير .
ولذا يا أخي :
( أ ) إذا كان أحدنا وحده فليتفكّر أن الله  مُطّلعٌ عليه ، عالمٌ بِسرِّه وعلانيته ، فليخضع بقلبه لِربه ، ولْيَبْكِ من خشية الله  ؛ ليكون من السبعة الذين قال فيهم النبي  : ( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ ... الحديث وفيه : ( وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ) رواه الشيخان .
(ب) إذا عَرَضت لأحدنا معصية وهو في الخلوة لا يراه أحدٌ من الناس ، فليقل : إني أخاف الله ، ولا يقع فيها . وفي حديث السبعة : ( وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ) رواه الشيخان .
(ج) ليسأل أحدُنا ربَّه خشيته في الغيب والشهادة . وفي الحديث : ( وَأَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ... الحديث ) رواه أحمد والنسائي (صحيح) .
(د) إذا قام أحدنا من الليل وحده ، صلى ما كتب الله له مما تيسر ، وذكر الله ، ومن ذلك ما ذكره  في حديث أبي ذر  قال : ( ثَلَاثَةٌ يُحِبُّهُمْ اللَّهُ وَثَلَاثَةٌ يَشْنَؤُهُمْ اللَّهُ  ...الحديث ، وذكر منهم : ( وَالْقَوْمُ يُسَافِرُونَ فَيَطُولُ سُرَاهُمْ حَتَّى يُحِبُّوا أَنْ يَمَسُّوا الْأَرْضَ فَيَنْزِلُونَ فَيَتَنَحَّى أَحَدُهُمْ فَيُصَلِّي حَتَّى يُوقِظَهُمْ لِرَحِيلِهِمْ ) رواه أحمد والترمذي (صحيح) .
2- أخي المسلم : إن الله جعل الأرض مذلّلة ، وأمرنا ببذل الأسباب في طلب الرزق بالمشي في مناكبها بحثاً وراء الرزق الحلال من زراعة أو صناعة أو تجارة أو عمل ، فلا يليق بأحدنا أن يتكفف الناس بدون عذرٍ له في ذلك ، وإذا رأينا من يتكفّفون الناس ويسألونهم بدون عذر قلنا لهم : يقول الله  :  هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)  ولا تحل المسألة إلا لثلاثة ، كما أخبر النبي : ( رَجُلٍ تَحَمَّلَ حَمَالَةً فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَهَا ثُمَّ يُمْسِكُ وَرَجُلٌ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ اجْتَاحَتْ مَالَهُ فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ أَوْ قَالَ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ وَرَجُلٌ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ حَتَّى يَقُومَ ثَلَاثَةٌ مِنْ ذَوِي الْحِجَا مِنْ قَوْمِهِ لَقَدْ أَصَابَتْ فُلَانًا فَاقَةٌ فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ أَوْ قَالَ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ فَمَا سِوَاهُنَّ مِنْ الْمَسْأَلَةِ يَا قَبِيصَةُ سُحْتًا يَأْكُلُهَا صَاحِبُهَا سُحْتًا ) رواه مسلم عن قبيصة بن المخارق  .
فعلى الشباب وغيرهم أن يتحركوا في أرض الله  لطلب الرزق من أي مصدرٍ حلال ، ويتوكلوا على الله ، ويفوِّضوا أمرهم إليه ، وقد قال  في حديث عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما : (لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا) رواه الترمذي وأحمد والنسائي وابن ماجة ( صحيح) .
3- في قوله تعالى : أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ  دليل على صفة العلو لله  ( علوّ الذات ) ، فنُثبت ذلك لله بلا تمثيل ، كما قال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11] .
و ( في ) في الآية إما أن تكون على بابها ، فيكون المراد بالسماء في الآية ( العلوّ ) . وإن كانت بمعنى (على) فيكون المراد بالسماء ( السماوات ) ، كما قال تعالى عن فرعون :  وَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ  [طه:71] بمعنى : على جذوع النخل .
وقد دلّت السنة على أن الله  في السماء ( في العلوّ) ، ففي حديث الجارية التي سألها النبي  : ( أَيْنَ اللَّهُ قَالَتْ فِي السَّمَاءِ قَالَ مَنْ أَنَا قَالَتْ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ ) رواه مسلم .
" فالله عالٍ على خلقه ، مستوٍ على عرشه ، على ما يليق به سبحانه " .
4- أيها الناس : لينظر أحدنا إلى الطير وهي تطير في الجو ، تبسط أجنحتها وتقبضها ، إن في ذلك لدلالة على قدرة الله العظيمة ، الذي حفظها من الوقوع و السقوط ، وجعلها مذللة في جوِّ السماء ، إن هذا الطير يسبِّح لله ، ويعبد الله سبحانه وتعالى ، خاضعاً متوكلاً على الله في طلب رزقه ، يهاجر إلى مناطق بعيدة ، في هذا العالم يغدو ويروح ، هل نأخذ درساً في توكلنا على الله في طلب الرزق من الله كما يرزق هذا الطير ؟ وهل عبدنا الله  أنا وأنت ، متوكلين عليه ، مقبلين عليه ، مسبحين الله ، مكثرين من ذكره ؟ أسأل الله أن يوفقنا وإياك لذلك ! .










الآيـــات
 أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22) قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26) فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28) قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (29) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30) 
التفسير :
مثلٌ ضربه الله للمؤمن والكافر في الضلال والهدى ، أفمن يمشي منحنياً مُكبّاً على وجهه لا يدري أين يسلك ، ولا كيف يذهب ، بل هو تائه حائر ضال ، هل هذا أهدى وأبصر أم من يمشي منتصب القامة على طريق واضح بيِّن ، وفي نفسه مستقيم ؟
قل – أيها الرسول – للكفار : الله وحده الذي ابتدأ خلقكم من العدم ، وخلق لكم السمع لتسمعوا به الأصوات ، والبصر لتروا به المرئيّات ، والقلوب للتدبّر والتفهّم والتفقّه ، فما أقل شكركم على هذه النعم وغيرها ! وقلّما تستعملون هذه القوى في طاعة الله وامتثال أوامره ، وترك نواهيه .
قل – أيها الرسول – للناس : الله الذي بثّكم ونشركم في أقطار الأرض ونواحيها ، وإليه ترجعون يوم القيامة ؛ ليُجازى كل عامل بعمله ، إنْ خيراً فخير وإن شراَ فشر .
ويقول الكفار مستبعدين للبعث منكرين له : متى يحصل هذا البعث الذي تعدونا أيها المسلمون إن كنتم صادقين فيما تقولونه لنا أنّه آتٍ وكائن ؟ قل -أيها الرسول- لهم : إنما علم وقت قيام الساعة عند الله ، لا يعلمه إلا هو ، ولا يعلمه غيره ، وإنما أنا محذّر ومُخوِّف ، بيّن النذارة لكم منه ، بين يديْ عذابٍ شديدٍ يوم القيامة .
فلما قامت القيامة ورآها الكفار ، ورأوا العذاب قريباً منهم ، تغيرت وجوه الكفار وعلاها السواد والكآبة ، والحزن والذلة ، والهوان والخزي ، وقيل لهم – تقريعاً وتوبيخاً – هذا الذي كنتم به تستعجلون من العذاب وقع بكم هذا اليوم .
قل - أيها الرسول – للكفار : أخبروني إن أماتني الله  وأمات من معي من المؤمنين أو رحمنا فلم يهلكنا بعذابه ، فمن يُنقذ الكافرين ويمنعهم من عذابٍ أليم موجع ؟ إنه لا أحد يمنعهم من عذاب الله ، فهو واقعٌ بهم لا محالة .
قل – أيها الرسول – للكفار : إن الله  هو الذي رحم عباده ، يدعوكم للإيمان به والدخول في رحمته التي للمؤمنين ، قد آمنّا به واتّبعنا رسوله  ، وعلى الله توكلنا واعتمدنا دون سواه ، فستعلمون – أيها الكفار – من هو في ضلال واضح بيّن أنحن أم أنتم ؟
قل : أيها الكفار ، أخبروني إن أصبح ماؤكم غائراً في الأرض ولم تستطيعوا أن تنالوه ، فمن يأتيكم بماءٍ عذبٍ جارٍ على وجه الأرض ، فتشربون منه وتسقون وتزرعون ؟ إنه لا أحد غير الله  يأتيكم به .
بعض الدروس من الآيات :
1- أخي المسلم : إنّ العبد كلما كان بعيداً عن الله  ، منغمساً في معصية ربه ، كان عنده شيء من الانتكاس في حياته ، ولذا يا أخي ، لِنحذر من هذا السلوك ! وعلينا أن نصحّح وضعنا ؛ لسلوك طريق طاعة الله  والتوبة إليه والّلجأ إليه ، وأما الكفار فعندهم الانتكاسة التامة ، وهم يوم القيامة منكوسون في مشيهم ، ولمّا سُئل رسول الله  : كيف يُحشر الناس على وجوههم ؟ قال  : ( إِنَّ الَّذِي أَمْشَاهُمْ عَلَى أَقْدَامِهِمْ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُمْ عَلَى وُجُوهِهِمْ ) رواه أحمد والترمذي (صحيح) .
2- أيها المسلم : إن السمع والبصر التي آتانا الله  هي نعم عظيمة ومنّة من الله ، ولسوف نُسأل عن تلك النعم ، فهل وضّفنا أسماعنا وأبصارنا فيما ينفعنا ، فاستعملناها في طلب العلم والهدى ، وفيما يُباح ، ولم نجعلها فيما حرم الله النظر إليه وحرّم استماعه ؟ وقد قال  في حديث أبي هريرة  : ( يُؤْتَى بِالْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ أَلَمْ أَجْعَلْ لَكَ سَمْعًا وَبَصَرًا وَمَالًا وَوَلَدًا وَسَخَّرْتُ لَكَ الْأَنْعَامَ وَالْحَرْثَ وَتَرَكْتُكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ فَكُنْتَ تَظُنُّ أَنَّكَ مُلَاقِي يَوْمَكَ هَذَا قَالَ فَيَقُولُ لَا فَيَقُولُ لَهُ الْيَوْمَ أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي ) رواه الترمذي ( صحيح) .
استغل سمعك وبصرك من الآن فيما ينفعك عند الله  في الدنيا والآخرة ، اقرأ القرآن ، اقرأ كتب العلم ، انظر في آيات الله واعتبر ، استفد من إذاعة القرآن الكريم ، ومن الشريط الإسلامي باستماع ذلك والاستفادة منه ، واستعذ أخي بالله من شر سمعك وبصرك ، ففي حديث شَكَل بن حميد  قال : ( قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي دُعَاءً قَالَ قُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي ... الحديث ) رواه أبو داود والترمذي والنسائي (صحيح) .
3- أيها المسلم : هل استفدنا من قلوبنا بالعبرة والتذكر والاتعاظ ، والهمّ بالحسنات ، والفقه في العلم ( القرآن والسنة ) ؟ فما أكثر الذين سعوا في خراب قلوبهم بالشبهات والشهوات ! فيا أخي :
( أ ) علينا أن نعتني بقلوبنا بحضور مجالس العلم والفقه والوعظ ، وأن نتفهّم كلام الله  وكلام رسوله  ، وأن نعيه بتلك القلوب ، وأن نقف عند آيات الوعد والوعيد ، ونفكر في سيرنا إلى الله ، وما أعد الله لعباده المؤمنين وما أعد للعصاة ، فنسير في الطريق الصحيح المؤدي إلى ما يُرضي ربنا ، وعلينا البعد عن الشبهات وعن الشهوات فإنها تُمرض القلوب وتؤدي بها إلى العطب والهلاك .
(ب) لندْعُ الله  أن يُثبّت قلوبنا على دينه ، وقد كان  ( يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ ) رواه أحمد والترمذي عن أنس  .
( ج ) لنستعذ بالله من قلبٍ لا يخشع ، فإن النَّبِيَّ  كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ أَرْبَعٍ : ( مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَدُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ وَنَفْسٍ لَا تَشْبَعُ ) رواه مسلم وأصحاب السنن .
( د ) لنستعذ بالله من شر قلوبنا ، ففي حديث شَكَل بن حميد  قال : ( أَتَيْتُ النَّبِيَّ  فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي تَعَوُّذًا أَتَعَوَّذُ بِهِ قَالَ فَأَخَذَ بِكَتِفِي فَقَالَ قُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي ) رواه النسائي والترمذي (صحيح) .
( هـ) لنستعذ بالله من فتنة الصدر ، ففي حديث عمر  : ( أَنَّ النَّبِيَّ  كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَفِتْنَةِ الصَّدْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ ) رواه النسائي ( صحيح) .
( و ) لنسأل الله  أن ينقي قلوبنا ، كما قال  في حديث عائشة رضي الله عنها : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ . .. الحديث ) وفيه : ( وَنَقِّ قَلْبِي مِنْ الْخَطَايَا
كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنْ الدَّنَسِ ) رواه الشيخان .
4- أخي المسلم : إن الماء الذي تشربه وتنتفع به ، إنما هو نعمة من الله الكريم ، فإن ذهب به ، فمن يأتينا به ؟ لا أحد غير الله  .
أخي : فلنجعل هذه النعمة في ما يرضي ربنا ، ولا نعصي الله فيها ، ولننتبه إلى ما يلي :
( أ ) ترك الإسراف في الماء ، فإن الإسراف محرم ، كما قال تعالى : وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ  [الأعراف : 31] .
ومن ذلك يا أخي : لا تسرف في ماء الوضوء ، فإن الكثير من الناس يفتح الصنبور فتحاً شديداً ، فيستهلك ماءً كثيراً جدا ً ، وهذا مخالف لهدي النبي  في الوضوء ، فقد كان  يتوضأ بالمُد ويغتسل بالصاع ، كيف وضوئي ووضوءك وغسلي وغسلك بكمية الماء ؟
وفي حديث ابن عباس  : ( بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ فَقَامَ النَّبِيُّ  فَتَوَضَّأَ مِنْ شَنَّةٍ وُضُوءًا يُقَلِّلُهُ فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ كَمَا صَنَعَ ) روه ابن ماجة وأصله في الصحيح .
( ب ) لنعلم أنّ من زاد في وضوءه على ما جاء عن رسول الله  فهو مذموم ، وفي حديث عبد الله بن عمرو  قال : ( جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنْ الْوُضُوءِ فَأَرَاهُ ثَلَاثًا ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ هَذَا الْوُضُوءُ فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا فَقَدْ أَسَاءَ أَوْ تَعَدَّى أَوْ ظَلَمَ ) رواه أبو داود وابن ماجة ( صحيح) .
( ج ) في كل استعمالات الماء وغيره ، لنحذر من الإسراف , والله الموفق .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com
ابن الفرات
Admin
Admin
ابن الفرات


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 2577
نقاط : 6061
التقيم : 19
تاريخ الميلاد : 06/04/1984
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 40

 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم    تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يوليو 12, 2012 3:33 am

تفسير سورة نوح
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيـــات
 إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4) قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (Cool ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) 
التفسير :
إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، أن حذِّر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب مؤلم موجع إن لم يوحِّدوا الله ويؤمنوا برسالتك ، قال نوح : يا قوم إني مُحذّرٌ لكم تحذيراً واضحاً بيّناً من عذاب الله ، أن اعبدوا الله وحده لا شريك له ، وافعلوا ما أمركم به ، وانتهوا عما نهاكم عنه ، وأطيعوني فيما أدعوكم إليه إذا أردتم النجاة والفوز في الدنيا والآخرة ، فإذا فعلتم ما آمركم به ؛ يغفر الله لكم ذنوبكم ويعفوا عن سيئاتكم ويمد في أعماركم ويؤخركم إلى نهاية آجالكم ولا يعاجلكم بالعقوبة ، إنّ أجل الله إذا حان نزوله فإنّه لا يؤخر عن وقته ، لو كنتم تعلمون ذلك لبادرتم إلى طاعة الله قبل حلول النقمة ، فبادروا إلى طاعة ربكم وترك مخالفته .
قال نوح : يا رب إني دعوت قومي إلى عبادتك بالليل والنهار مستمراً ولم أنقطع عن ذلك ، فلم تزدهم دعوتي إياهم إلى عبادتك وحدك لا شريك لك إلا شروداً عن الحق وإعراضا عنه ، وإني كلما دعوتهم إلى عبادتك لتغفر لهم ذنوبهم ؛ سدّوا آذانهم بأصابعهم لئلا يسمعوا الحق الذي أدعوهم إليه ، وتغطوا بثيابهم حتى لا يروني ، واستمروا على الكفر ، واستكبروا عن اتباع الحق والانقياد له ، ثم إني دعوتهم جهرةً بين الناس في نواديهم ومجالسهم ، ثم إني أعلنت لهم بالدعوة ورفعت صوتي ظاهراً علناً ، وأسررت لهم بالدعوة إسراراً بيني وبينهم ؛ فاتخذت كل الأساليب معهم لتكون انجع فيهم ، فقلت لقومي : استغفروا ربكم وارجعوا إليه عمّا أنتم فيه فإنّه غفّارٌ لمن عاد إليه واستغفره وتاب إليه ، فإن استغفرتم الله صادقين فإنه يغفر لكم ويُنزل عليكم الأمطار المتواصلة المتتابعة المفيدة ، ويعطيكم الله الأموال المباركة والبنين الصالحين والعيش الهنيء ، ويُنبت لكم البساتين الجميلة والحدائق الغنّاء التي يتخللّها الله بالأنهار العذبة المُطّردة .
بعض الدروس من الآيات :
1- مشروعية الدعوة إلى الله  بتخويف وتحذير المدعوين من عذاب الله ، وهذا يتناول :
( أ ) دعوة الكفار إلى الله ، وتحذيرهم من عذابه إن أعرضوا ولم يستجيبوا ، وقد جمع النبي  قريشاً وقال لهم : (إِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ) .
( ب ) دعوة العصاة من المسلمين ، وتحذير العاصي من عذاب الله على تلك الذنوب التي عند العاصي ، وذلك كالتحذير من الربا والتحذير من التبرج والسفور ومن الظلم وغير ذلك ، كما قال  في المصوّر : ( مَنْ صَوَّرَ صُورَةً عَذَّبَهُ اللَّهُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا وَلَيْسَ بِنَافِخٍ... الحديث ) رواه أحمد وأبو داود والترمذي عن ابن عباس  . وكما قال  في حديث أم سلمة رضي الله عنها : ( مَنْ شَرِبَ فِي إِنَاءٍ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ فَإِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارًا مِنْ جَهَنَّمَ ) رواه مسلم .
• أيها الدعاة ، ادعوا الناس إلى الله ، وبيّنوا لهم أن المُعرِض على خطر ، وخوِّفوا وحذِّروا الناس من عذاب الله ّ .

2- أيها الدعاة ، اتخذوا كل الأساليب السليمة لدعوة الخلق إلى الله ( سرّاً ) كما كان  في مكة ، وهذا إذا رأى الداعية أن المدعو ينفع معه أن يُسِرّ إليه في دعوته بينه وبينه ، وأن يحذّره من عذاب الله وحده ، وأن يبشّره بالخير في كلام سري بينه وبين من يدعوه ، وهذه تفيد في دعوة الأشخاص ، كدعوة بعض الشباب إلى ترك المخدرات وإلى الإقلاع عن المحرمات ونحو ذلك ، أو دعوة الناس (جهراً) من على المنبر في المحاضرة والندوة والدروس ، وهي عامة يتحدث فيها الداعية عن (الذنب) والتوبة منه والتحذير من الوقوع فيه ، وما يترتب عليه من عذاب الله كما ورد في النصوص الشرعية ، كما قال  لمّا سمع ببعض من يرتكب بعض الأمور : ( مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي) رواه مسلم .
3- أخي المسلم ، إذا سمعت الداعية يدعوك إلى الله فتفهّم ما يقول ، وأصغ سمعك وانتبه حتى تستفيد ، ولا تُعرض عنه بسمعك راغباً عن كلام الله وكلام رسوله  ، ولا تحاول التّصامم عن ذلك ؛ لأن من فعل ذلك فهو متشبه بقوم نوح  الذين يضعون أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوا الحق ، وقد قال  : (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ) رواه أبو داود .
4- أيها المسلم ، لنكثر من الاستغفار والتوبة إلى الله ّ ، وقد قال  : ( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُم ، إِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ ) رواه أحمد ( صحيح ) .
ليجعل أحدنا الاستغفار والتوبة على لسانه في مشيه وفي بيته وفي حالات كثيرة من حياته .
5- من ثمار الاستغفار :
مغفرة الذنوب – كثرة الأمطار – كثرة الرزق والمال – الحصول على البنين – كثرة الثمار والمياه . وللمستغفر أن يطلب من الله باستغفاره أن يغفر ذنبه وأن يرزقه وأن يُمدّه بالبنين والمزارع والمال ، فيشرك بطلب بعض أمور الدنيا مع طلب المغفرة ، وليس للمستغفر أن يكون استغفاره فقط لطلب المال أو غيره من أمور الدنيا المجردة . والله الموفق .

الآيـــات
 مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20) قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) 
التفسير :
ما لكم –أيها الكفار والمجرمون – لا تعظّمون الله حق عظمته ، ولا تخافون من بأسه ونقمته ، ولا ترجون ثوابه ورحمته ، وقد خلقكم تنتقلون من طور إلى طور : من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة .
ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات ، واحدة فوق الأخرى ، في دقةٍ عجيبة وإحكام وإتقان ؛ وذلك دالٌّ على قدرته العظيمة . وجعل القمر في السماوات نوراً لأهل الأرض ، وجعل الشمس سراجاً مضيئاً يستضيء به العالم مع ما في الشمس والقمر من المنافع للعباد0
والله وحده الذي أنشأ أصلكم من تراب ، وهو أبوكم آدم ، فإنّ الله خلقه من تراب ثم قال له : كنْ ، فكان . ثم يُعيدكم إلى الأرض إذا متّم فتُقبرون فيها ، ثم يبعثكم من قبوركم يوم القيامة للحساب والجزاء .
والله صيّر لكم الأرض مفروشة مبسوطة ؛ للعيش فيها والسير في نواحيها ؛ لتسلكوا في الأرض طرقاً واسعة يسهل فيها السير للحصول على منافعكم ومعايشكم في سفركم وإقامتكم .
قال نوح : يا رب ، إنّ قومي عصوني في ما دعوتهم إليه ولم يُطيعوني في ذلك ، واتّبع فقراؤهم أغنيائهم في الضلال والتكذيب والإعراض ، وسار الضعفاء وراء الرؤساء الذين لم يزدادوا بأموالهم وأولادهم إلا طغياناً وخسراناً ، فلم ينفعهم مالهُم ولا أولادهم ؛ لأنهم كفروا بالله فلم ينفعهم ذلك .
ومكر الرؤساء والكبراء بأتباعهم من الضعفاء مكراً كبيراً ؛ في تسويلهم لهم أنهم على الحق والهدى ، وقال الكبراء والرؤساء للضعفاء : لا تدَعوا عبادة آلهتكم إلى عبادة الله وحده ، ولا تتركوا عبادة وَدّ ولا سُواع ولا يغوث ويعوق ونسر ، وقد أضلّ المشركون وعُبّاد الأصنام خلقاً كثيراً بعبادة تلك الأصنام ؛ لأنهم دعوا إلى عبادتها وقد استمرّت عبادتهُا قروناً.
قال نوح  : يا رب ، لا تزد الظالمين أنفسَهم بالكفر إلا بُعداً عن هُداك و وضلالاً عن صراطك المستقيم .
بعض الدروس من الآيات :
1- أيها المسلم ، إن العبد كلما كان مُطيعاً لله كان مُقدِّراً له ، وكلما كان عاصياً لله كان غير مُقدِّرٍ له ، هل أنا وأنت قدَرنا الله حق قدره ؟ الذي خلقنا في أطوار مختلفة حتى أصبحنا في هذا الخلق ( في أحسن تقويم ) .
لأدرس نفسي وتدرس نفسك في قيامنا بطاعة الله كما أمر ، والانتهاء عن نهيه كما نهى ؛ حتى يحصل لنا تقدير الله حق قدره .
فمن الآن علينا أن نجتهد في ما كُلّفنا به في ذلك ، وقد قال  : ( إِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) رواه الشيخان .
2- أخي المسلم ، لننظر في هذه الآيات ( المخلوقات ) السماوات ، القمر ونوره ، الشمس وضيائها ، خَلْقُنا من الأرض ، موتنا وبعثنا ، الأرض الممهدة المبسوطة ، وما فيها من الطرق ، قفْ عند كل آية ، وتفكّر في هذا الخَلق الدّال على قدرة الله العظيمة ثم عُدْ إلى نفسك مُلزماً لها بطاعة الله والحياء منه ، فما أكثر الذين يرون هذه المخلوقات الدّالة على القدرة العظيمة ومع هذا لا يستحون من الله ولا يقدرونه ولا يعبدونه ! بل هم في معاصيه وهم تحت سماواته ويعيشون على أرضه ويأكلون من رزقه ، وقد قال  في حديث ابن مسعود  : ( اسْتَحْيُوا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ قَالَ لَيْسَ ذَاكَ وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى وَلْتَذْكُرْ الْمَوْتَ وَالْبِلَى وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ ) رواه أحمد والترمذي والحاكم ( حسن ) .
والمُراد بأنه ترك زينة الحياة الدنيا : يعني أنها لم تشغله عن طاعة الله , فمن شغلته عن طاعة الله الواجبة فهو مذموم . والله الموفق .
3- أيها الداعية : اعرض على المدعو ما أنعم الله به عليه ، وما كان من الأمور الظاهرة الواضحة التي لا تخفى على أحد ، ثم بيّن له ما يسّر الله له من الخيرات والنعم والراحة في هذه الحياة على أرض الله وتحت سماواته ، وأنه يستمتع بنعم الله وحده الذي أنعم بها على خلقه ، فإذا وعى المدعوّ ذلك ، قلتَ له : فهذا الذي أنعم عليك بكل شيء ، هو الذي يجب أن تطيعه فلا تعصيه وأن تشكره فلا تكفره ، وأن تحبه وتخافه ، وترجو ما عنده من الثواب والأجر ، وتحذر من معصيته  هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ  [الرحمن :60] .
أيها الدعاة ، هذا من أساليب القرآن في الدعوة إلى الله  فسيروا على منهج القرآن وسنة رسول الله  في دعوتكم . وفقكم الله ! .
4- رسالة مهمة إلى الضعفاء والفقراء :
أيها الضعفاء والفقراء احذروا من متابعة الكبراء والأغنياء في غير طاعة الله وتقليدهم في معصية الله ! فإنهم لن ينفعوكم يوم القيامة ، بل يتبرؤون منكم ، ولكنهم في الدنيا يضحكون عليكم ويمكرون بكم ليلاً ونهاراً ويُوهِمونكم أنهم على الصواب لتسيروا وراءهم وتحذوا حذوهم ، فاتقوا الله ! وإذا أشكل عليكم شيء فليس المعيار ما يفعله الغني فلان أو الكبراء في البلد ، ولكن عُد إلى سؤال أهل العلم ، واعمل كما يُرشدك العلماء  فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ  [النحل:43].
5- إنّ وَدّاً وسُواعاً ويغوث ويعوق ونسرا ، هي كما قال ابن عباس  : ( صَارَتْ الْأَوْثَانُ الَّتِي كَانَتْ فِي قَوْمِ نُوحٍ فِي الْعَرَبِ بَعْدُ أَمَّا وَدٌّ كَانَتْ لِكَلْبٍ بِدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ وَأَمَّا سُوَاعٌ كَانَتْ لِهُذَيْلٍ وَأَمَّا يَغُوثُ فَكَانَتْ لِمُرَادٍ ثُمَّ لِبَنِي غُطَيْفٍ بِالْجَوْفِ عِنْدَ سَبَإٍ وَأَمَّا يَعُوقُ فَكَانَتْ لِهَمْدَانَ وَأَمَّا نَسْرٌ فَكَانَتْ لِحِمْيَرَ لِآلِ ذِي الْكَلَاعِ أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ فَلَمَّا هَلَكُوا أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ أَنْ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمْ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ أَنْصَابًا وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ فَفَعَلُوا فَلَمْ تُعْبَدْ حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَتَنَسَّخَ الْعِلْمُ عُبِدَتْ ) رواه البخاري .















الآيـــات
 مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25) وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) 
التفسير :
فبسبب كثرة ذنوبهم وإصرارهم على كفرهم أُغرقوا بالطوفان ، وبعد غرقهم مباشرة أُدخلوا ناراً يُعذّبون فيها ؛ فلم يجدوا لهم مُعيناً ولا مُغيثاً يُنقذهم من عذاب الله .
وقال نوح لمّا دعا قومه فلم يستجيبوا له داعياً عليهم : يا ربّ لا تترك على وجه الأرض من الكافرين أحداً على قيد الحياة يسكن الدُّور ، إنّك يا ربّ إن تركت الكفار أحياء ولم تُهلكهم يصدّوا عبادك عن صراطك المستقيم وعبادتك وحدك لا شريك لك ، واتّباع رسلك ، ولا يلد الكفار إلا كل فاجر في الأعمال كافر بالقلب - وذلك لخبرة نوح  بهم - يا ربّ اغفر لي واغفر لوالديّ واغفر لكل من دخل منزلي وهو مؤمن ، واغفر لجميع المؤمنين والمؤمنات ، ولا تزد الظالمين أنفسهم بالكفر إلا هلاكاً وخساراً في الدنيا وعذاباً في الآخرة .
بعض الدروس من الآيات :
1- يُشرع الدعاء على الكفار :
( أ ) بالهلاك ، وقد دعا النبي  على كفار قريش بالسنين ( القحط ) فقال : ( اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ ... الحديث ) رواه الشيخان .
أيها المسلمون ، ادعوا على الكفّار الذين هم حربٌ على المسلمين كما هو مشاهدٌ الآن .
(ب) يُشرع الدعاء على الكفار الذين يشغلون المسلمين عن بعض الفرائض ، أو يكون أذاهم أشدّ من ذلك ، ويكون الدعاء عليهم كما في حديث علي  أن النبي  قال يوم الأحزاب : ( اللَّهُمَّ امْلَأْ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا كَمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتْ الشَّمْسُ ) رواه الترمذي ( صحيح) .
2- أخي المسلم ، من الذي يدخل بيتك أو بيتي ؟ ومن هو صاحبي أو صاحبك ؟ إنّ علينا أن نختار ذلك من المؤمنين الأتقياء ، وقد قال  في حديث أبي سعيد  : ( لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ ) رواه أبو داود وأحمد والترمذي (صحيح) .
2- مشروعية الدعاء :
( أ ) للمؤمنين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، الصغار والكبار ، الذكور والإناث الحي والميت ، وغيرهم ، وفي الحديث أنه  كان إذا صلى على الجنازة قال : ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا ) رواه الترمذي وابن ماجة (صحيح) .
(ب) الدعاء لأهل الفضل الذين قدّموا للإسلام ، ولأبنائهم ، ولأبناء أبنائهم ، ولنسائهم ولذراريهم ، ولذراري ذراريهم ، ففي حديث أنس  أنه  قال : ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ وَلِنِسَاءِ الْأَنْصَارِ ) رواه الترمذي (صحيح) .ولمسلم نحوه ، وفي لفظ : ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَلِذَرَارِيِّ الْأَنْصَارِ وَلِذَرَارِيِّ ذَرَارِيهِمْ ) رواه الترمذي (صحيح) ، وقد دعا النبي  لقريش .
(ج) المسلم يشرع له أن يدعو لوالديه ولأهله ، ولمن يدخل بيته من المؤمنين ، ولأزواجه وذريته وقبيلته وعشيرته المسلمين .







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com
ابن الفرات
Admin
Admin
ابن الفرات


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 2577
نقاط : 6061
التقيم : 19
تاريخ الميلاد : 06/04/1984
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 40

 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم    تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يوليو 12, 2012 3:34 am

تفسير سورة الإخلاص
بسم الله الرحمن الرحيم
 قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) 
التفسير :
قل - أيها الرسول – هو الله المتفرد بالألوهية ، المستحق للعبادة وحده لا يشاركه فيها أحد ، وهو المتفرد بالربوبية دون سواه ، وهو أحد في أسمائه وصفاته  لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ  [ الشورى:11 ] . الله السيد الذي قد انتهى إليه سؤدده الكامل في جميع صفاته وأفعاله ، الذي يُصمد إليه في الحوائج ، وتقصده الخلائق في قضاء حاجاتها ، وهو الذي يُطْعِم ولا يُطْعَم ، الباقي بعد خلقه ، ليس له ولد ولا والد ولا صاحبة ، قد استغنى عن غيره ، وغيرُه محتاجٌ إليه . وليس له مثل ولا نِدّ ولا نظير ولا شبيه ، لا في ذاته ولا في ربوبيته ولا في أُلوهيته ولا في أسمائه وصفاته ،  لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ  .
بعض الدروس من الآيات :
1- هذه السورة : (صفة الرحمن) . فيا أخي ، هل تحب أن تقرأ بها ؟ وفي حديث عائشة رضي الله عنها : ( أَنَّ النَّبِيَّ  بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ وَكَانَ يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ  فَقَالَ سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ فَسَأَلُوهُ فَقَالَ لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا فَقَالَ النَّبِيُّ  أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ ) رواه الشيخان . وفي بعض ألفاظ الحديث : ( وَكَانَ يَصْنَعُ ذَلِكَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ ) البخاري .
2- هذه السورة تعدل ثلث القرآن ، فلنقرأها !
فقد قال  : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ) رواه البخاري من حديث أبي سعيد  .فلا تعجز أخي من قراءتها ! وقد قال  لأصحابه : ( أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَقَالُوا أَيُّنَا يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ ثُلُثُ الْقُرْآنِ ) رواه البخاري .
3- اقرأ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) عشر مرات ، لقوله  في حديث معاذ بن أنس الجهني  : ( مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حَتَّى يَخْتِمَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ ... الحديث ) رواه أحمد (صحيح) .
4- في هذه السورة ( اسم الله الأعظم ) ، لحديث بُريدة عن أبيه  قال : ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ فَقَالَ لَقَدْ سَأَلْتَ اللَّهَ بِالِاسْمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ ) رواه أهل السنن (صحيح) . فلندعُ بهذا الدعـــاء!
5- اقرأ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ، وقد قال أبو هريرة  : ( أَقْبَلْتُ مَعَ النَّبِيِّ  فَسَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  وَجَبَتْ قُلْتُ وَمَا وَجَبَتْ قَالَ الْجَنَّةُ ) رواه الترمذي والنسائي (صحيح).
6- مرّت قراءتها مع ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) في تفسير (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) .
7- قراءتها عند النوم . وفي حديث عائشة رضي الله عنها : ( أَنَّ النَّبِيَّ  كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ) رواه البخاري .
8- قراءة ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) بعد الصلوات المفروضة مرة واحدة ، وبعد المغرب والفجر ثلاث مرات .
9- قراءة ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) في ركعة الوتر ، وقراءة (سَبِّح) و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) في الركعتين قبل الأخيرة في الوتر ، إن أوتر بثلاث .




















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com
ابن الفرات
Admin
Admin
ابن الفرات


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 2577
نقاط : 6061
التقيم : 19
تاريخ الميلاد : 06/04/1984
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 40

 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم    تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يوليو 12, 2012 3:34 am

تفسير سورة الأعلى
الآيـــــات
بسم الله الرحمن الرحيم
 سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5) سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7) وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (Cool فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (13) 
التفسير:
نزّه اسم ربك ، فلا يُذكر إلا بالاحترام والتقديس والتعظيم والإجلال ، هو الأعلى ذاتاً وقدراً وقهراً . الذي خلق كل شيء فسوّى خلقه في أحسن الهيئات . والذي قدّر كل شيء وهداه إلى فعل ما قدره له . وبين للمكلف الشقاوة والسعادة . والذي أخرج جميع صنوف المرعى للدواب ، من العشب والنبات وغيرها ، فجعله بعد خضرته هشيماً متغيراً .
سنقرئك أيها الرسول القرآن ، فتحفظه ولا تنساه ، إلا ما شاء الله أن ينسيك إياه ، فإنك تنساه ؛ لأنه سبحانه يعلم الجهر وما يخفى ، ولا تخفى عليه خافيه في الأرض ولا في السماء . ونيسرك لشريعة الإسلام السهلة ، وإلى كل أمر ميسر لا عسر فيه ، في شؤونك كلها .
فذكّر الناس بهذا القرآن ، وعظهم وادعهم إلى الله ؛ إذا نفعت الذكرى . سيتعظ من يخشى الله ويعلم أنه ملاقيه ، وسيتجنب الذكرى والمواعظ كل شقي معرض عن الله . هذا الشقي المعرض سوف يُصلى ويُحرق في نار جهنم يوم القيامة . ثم لا يموت في النار فيستريح ، ولا يحيى حياةً تنفعه ، بل الشقاء ملازم له .
بعض الدروس من الآيات :
1- أخي المسلم ، سبح لله   سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ، وذلك كما يلي :
أ‌- التسبيح الواجب في الصلاة ، في الركوع والسجود ، وفي حديث حذيفة  أنه كان  يقول في ركوعه "سبحان ربي العظيم" ، وكان يقول في سجوده "سبحان ربي الأعلى" رواه مسلم .
وفي حديث عائشة رضي الله عنها : ( أَنَّ رَسُولَ اللَّه  كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ ) رواه مسلم وابوداود.
وفي حديث عوف بن مالك  أنه سمع النبي  يقول في ركوعه : ( سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ ) رواه ابو داود (صحيح ).
وفي حديث عائشة رضي الله عنها : (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ ) رواه الشيخان .
ب‌- التسبيح المسنون ، ومن ذلك :
• إذا قرأ  سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى قال : سبحان ربي الأعلى ، لحديث ابن عباس  : ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَرَأَ  سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى  قَالَ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى ) رواه أبو داود (صحيح) .
• إذا قرأ أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى [القيامة: 36 -40]
قال : سبحانك بلى ؛ لحديث : ( كَانَ رَجُلٌ يُصَلِّي فَوْقَ بَيْتِهِ وَكَانَ إِذَا قَرَأَ  أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى َ قالَ سُبْحَانَكَ فَبَلَى فَسَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) رواه أبو داود (صحيح) .
• كثرة التسبيح لله  كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ ) رواه مسلم .
• التسبيح دبر الصلوات ، لحديث ( مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَحَمِدَ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَكَبَّرَ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ) رواه مسلم من حديث أبي هريرة  .
• التسبيح عند التعجب ، وعند الأمر العظيم ، والإنكار وغير ذلك ، كما قال  : (سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنْ الْفِتَنِ وَمَاذَا فُتِحَ مِنْ الْخَزَائِنِ ) رواه البخاري عن أم سلمة .
وقال  للتي نذرت أن تنحر الناقة إن نجّاها الله عليها : (سُبْحَانَ اللَّهِ بِئْسَمَا جَزَتْهَا ... الحديث ) رواه مسلم عمران بن حصين  .
وكان  إذا سمع شيئاً فأنكره ، يسبّح حتى يعرف ذلك في وجوه أصحابه 
2- إن هذا الدين سهل ميسر ، فلا تُعقده على الناس ، أيها المسلم . فقد قال  : ( يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا ) رواه البخاري .
3- أخي المسلم ، هل تتعظ إذا وُعظت بالقرآن والسنة ؟ فمن وجد أنه يتعظ ، فهذا شخص يخاف الله ، ويحذر عذابه ، ومن لا يتعظ ، فهذا شقي – نسأل الله العافية – فليدرس كل واحد منا نفسه .
4- الذي يُعذب في نار جهنم ، فلا يموت فيها ولا يحيى ، هذا الصنف هم أهل النار ، الذين هم أهلها ، كما قال  في حديث أبي سعيد  : ( أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا فَإِنَّهُمْ لَا يَمُوتُونَ فِيهَا وَلَا يَحْيَوْنَ .... الحديث ) رواه مسلم .









الآيـــــات
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19) 
التفسير :
قد فاز من طهر نفسه من الشرك والمعاصي ، وتابع ما أنزل الله على رسوله  ، وذكر اسم ربه على كل أحيانه ، وصلى الصلوات في أوقاتها ؛ ابتغاء وجه الله .
بل تقدمون الحياة الدنيا على الآخرة ، وتفضلونها على الباقية ، والآخرة خير وأبقى من الدنيا . فكيف يؤثر العاقل ما يفنى على ما يبقى . إن سورة (سبّح) كلها وما فيها من العظات في الصحف السابقة ، فهي في صحف إبراهيم وصحف موسى التي أوحاها الله إليهما .
بعض الدروس من الآيات :
1- أيها الشخص : إنّ تزكية النفوس (تطهيرها) إنما هو بترك المعاصي ، وكلما كان الشخص بعيداً عن الذنوب ، كان أكثر تطهيراً لنفسه . وكلما كان أكثر وقوعاً في الذنوب ، كان أكثر تدنيساً لنفسه وإيباقها ، فليعرف كل واحد منا نفسه ، هل هو من المتطهرين أو من المتدنسين .
فيا أخي المسلم :
أ‌- ابتعد عن المعاصي امتثالاً لأمر الله  ، وفي الحديث : ( مَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً... الحديث ) رواه البخاري . هذا إذا تركها لله  .
ب‌- إن وقعت في المعصية (انزع واترك وتب واستغفر) لقوله  : ( إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ ... الحديث ) رواه الترمذي من حديث أبي هريرة  (حسن) .
ج- إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها ، لقوله  في حديث أبي ذر  : ( إِذَا عَمِلْتَ سَيِّئَةً فَأَتْبِعْهَا حَسَنَةً تَمْحُهَا ) رواه أحمد (صحيح) . فاشتغل بمحو السيئات عن نفسك بفعل الحسنات .
د- انظر إلى من تعصه ، إنه الله ! فاستح منه ، سواء كنت في الغيب (وحدك) أو في الشهادة (أمام الناس) فإنه مطلع عليك ، عالم بك ( المراقبة) .
2- أخـــي :
أ‌- احذر من الاهتمام بالدنيا على حساب الآخرة ، فإن المقام في الدنيا قليل ، وقد قال  في حديث ابن مسعود  : ( مَا لِي وَمَا لِلدُّنْيَا مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا ) رواه أحمد والترمذي وابن ماجه (صحيح) .
ب‌- اجعل همك للآخرة . وقد قال  في حديث زيد بن ثابت  : ( مَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ وَمَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ) رواه ابن ماجه (صحيح) . فخذ من الدنيا كزاد الراكب .
ج- اعرف الدنيا ، إنها كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا ذِكْرَ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ أَوْ عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا ) رواه ابن ماجه (حسن) .
3- قراءة (سبح ) و (والشمس وضحاها) و (والليل إذا يغشى) :
أ‌- تعتبر قراءتها وسطاً في القراءة ، في الظهر والعصر ونحوها ، لقوله  لمعاذ  :
( فَلَوْلَا صَلَّيْتَ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ) رواه البخاري .
ب‌- (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ وَفِي الْجُمُعَةِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ قَالَ وَإِذَا اجْتَمَعَ الْعِيدُ وَالْجُمُعَةُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ يَقْرَأُ بِهِمَا أَيْضًا فِي الصَّلَاتَيْنِ ) رواه مسلم .
ج‌- في حديث أبي بن كعب وابن عباس وعائشة وابن أبزى  : (كَانَ يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) رواه أحمد وغيره (صحيح) .
د- إذا حصلت على شيء من أمور الدنيا ، فخذها بحقها . فقد قال  في حديث عبدالله بن عمرو : ( الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، فَمَنْ أَخَذَها بِحَقِّهَ بورك لَهُ فِيهَا، وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِيما اشْتَهَتْ نفْسُه لَيْسَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إلا النَّار ) رواه الطبراني في الكبير (صحيح) .
هـ - اعلم أن من أحب دنياه ، وركن إليها ، أضرَّ بآخرته ، ومن أحب آخرته أضرَ بدنياه ، فآثر ما يبقى على ما يفنى . رحمك الله ! .




















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com
ابن الفرات
Admin
Admin
ابن الفرات


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 2577
نقاط : 6061
التقيم : 19
تاريخ الميلاد : 06/04/1984
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 40

 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم    تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يوليو 12, 2012 3:35 am

تفسير سورة الانشقاق
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيـــــات
 إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5) يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (Cool وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (15) 
التفسير :
إذا السماء تشققت بالغمام ، وفتحت أبوابها لنزول الملائكة يوم القيامة ، واستمعت لربها وأطاعت أمره ، وحق لها أن تطيع أمره ! لأنه رب العالمين العظيم الذي لا يمانع ، فقد قهر كل شيء ، وذل وخضع له كل شيء . وإذا الأرض بُسطت وفُرشت ومُدت كما يمد الجلد ، وأصبحت مستوية لا ترى فيها مرتفعاً ولا بناءً ولا جبلاً ، وألقت ما في بطنها من الأموات وغيرهم وتخلت عنهم ، وانقادت لأمر ربها وأطاعته فيما أمرها ، وحق لها أن تسمع ! لأنه العظيم الذي يطاع أمره ولا راد له ولا معقب لحكمه .
يا أيها الإنســــــان ، إنك ساعٍ كاسب عامل مجتهد إلى أن تلقى ربك ، وستجد عملك وكسبك عند ربك إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر ، فليكن عملك مما يُرضي ربك عنك . فأما من وفق الله فأُعطي كتاب عمله بيمينه ؛ فسوف يحاسب يوم القيامة حساباً سهلاً يسيراً لا نقاش فيه ولا تعسير ، ويرجع إلى أهله في الجنة مسروراً فرحاً فائزاً مغتبطاً . وأما الأشقى الذي أُعطي كتابُ عمله بشماله من وراء ظهره ، فسوف يدعو وينادي بالهلاك والخسارة ، ويحرق ويشوى في نار جهنم ، إنه كان في الدنيا فرحاً بين أهله فرح الأشر والكبر والإعجاب بما هو فيه ، لا يفكر في العواقب ولا يخاف مما أمامه في الآخرة ؛ لجحوده لها . إنه اعتقد أنه لا يبعث ولا يرجع إلى الله فيحاسبه ويجازيه ، بلى إن الله سيبعثه ويجازيه على أعماله خيرها وشرها ، فإنه كان بصيراً بحاله ، مطّلعاً على أعماله ، لا يخفى عليه منه شيء .
بعض الدروس من الآيات :
1- أخي المسلم : إنّ السماء  أَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ  والأرض  أَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ  ، لكن أنا وأنت ، هل استمعنا أوامر الله ونواهيه ، فأطعنا الله ؟
إنه من الواجب علي وعليك وعلى الخلق أجمعين ، أن نطيع الله ولا نعصيه سبحانه وتعالى ، فهو الذي يجب أن يطاع فلا يُعصى ، فمن أقبل على ربه أثابه ، ومن شرد فهو على خطر ، وقد قال  في حديث أبي أمامه  : (أَلَا كُلُّكُمْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ شَرَدَ عَلَى اللَّهِ شِرَادَ الْبَعِيرِ عَلَى أَهْلِهِ ) رواه أحمد والحاكم (صحيح) .
2- أيها المسلم : اهتم بالمعاد (بآخرتك) واعمل لها من الآن ، واجتهد في ذلك فقد قال  في حديث ابن مسعود  : (مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا هَمَّ الْمَعَادِ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهِ هَلَكَ ) رواه ابن ماجه (حسن) .
3- من نوقش الحساب عُذّب ، والحساب اليسير : العرض ، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله  : (مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ قَالَتْ قُلْتُ أَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا } قَالَ ذَلِكِ الْعَرْضُ ) رواه الشيخان .
4- أخي المسلم ، اُدعُ اللهَ في بعض الأحيان : اللهم حاسبني حساباً يسيرا ، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( سَمِعْتُ النَّبِيَّ  يَقُولُ فِي بَعْضِ صَلَاتِهِ اللَّهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا الْحِسَابُ الْيَسِيرُ قَالَ أَنْ يَنْظُرَ فِي كِتَابِهِ فَيَتَجَاوَزَ عَنْه إِنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَئِذٍ يَا عَائِشَةُ هَلَكَ .... الحديث ) رواه احمد (صحيح) .





الآيـــــات
 فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (19) فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ (21) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (24) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25)
التفسير :
فأُقسم بالحُمرة التي في الأفق بعد غروب الشمس ، وأُقسم بالليل وما جمع من النجوم والدواب وما غطاه بظلامه ، وأقسم بالقمر إذا تم نوره وأبدر واستوى ، لتمُرُّن حالاً بعد حال ، فحياة ثم موت ثم بعث وجزاء ، وفقر ثم غنى وغنى بعد فقر ، وشباب ثم شيخوخة وغير ذلك من الأحوال .
فماذا يمنع الكفار من الإيمان ، والأدلة قائمة على وجوب وحدانيته ، وعبادته دون سواه ؟
ومالهم إذا قُرئ عليهم القرآن لا يسجدون ، ولا يذلُّون ولا يطيعون ؟ بل الكفار من سجيتهم التكذيب والعناد ، والمشاقة لله ، والمخالفة للحق . والله أعلم بما يكتمون في صدورهم ، ويضمرون في قلوبهم من الكفر والتكذيب ، فبشرهم بالعذاب المؤلم الموجع الذي هو في نار جهنم . لكن المؤمنون بالله ورسوله وعملوا الأعمال الصالحة ؛ فلهم أجر في الدنيا والآخرة غير مقطوع ولا منقوص ، فضلاً من الله ونعمة وتكرماً منه سبحانه .
بعض الدروس من الآيات :
1- أخي المسلم ، احذر أن تكون وقت الشفق ، أو غير ذلك من الوقت ، على معصية الله  . إذا أقبل الليل إلى الفجر فليسأل كل واحد منا نفسه ، على أي عمل هو ؟ هل هو في طاعة الله ؟ هل هو على معصية الله ؟ هل هو في عمل مباح ؟
فإن كان في طاعة الله فليحمد الله ، وإن كان في معصية الله فليتركها فوراً ، و ليتب إلى الله  ، وإن كان في مباح فلا شيء عليه .
بل يا أخي ، إن الليل كله وقت لصلاة الليل ، فصل من الليل ما تيسر لك ، بل إذا أذن المغرب فصل ركعتين قبل صلاة المغرب إن شئت ، لقوله  : (صَلُّوا قَبْلَ الْمَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ صَلُّوا قَبْلَ الْمَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ لِمَنْ شَاءَ خَشْيَةَ أَنْ يَتَّخِذَهَا النَّاسُ سُنَّةً ) رواه ابو داود ، وللبخاري نحوه .
2- أخي المسلم ، إذا دخلت الليالي التي يكون القمر فيها بدراً ، فتذكر صيام الأيام البيض 13/14/15 من الشهر ، لحديث أبي ذر  قال : قال رسول الله  : (يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا صُمْتَ مِنْ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَصُمْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ ) رواه الترمذي والنسائي (صحيح) .








































الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com
ابن الفرات
Admin
Admin
ابن الفرات


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 2577
نقاط : 6061
التقيم : 19
تاريخ الميلاد : 06/04/1984
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 40

 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم    تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يوليو 12, 2012 3:35 am

تفسير سورة الانفطار
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيـــــات
 إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5) يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (Cool كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12 ) 
التفسير :
إذا السماء تشققت ، وفُتحت أبواباً ؛ لنزول الملائكة . وإذا الكواكب تساقطت وتناثرت ، بعضها عن بعض . وإذا البحار فُجر بعضها في بعض ، واختلط عذبها بمالحها . وإذا القبور بعثر ترابها ؛ لخروج الناس فيها ليوم الحساب والجزاء ، جواب الشرط : حين ذلك علمت كل نفس ما قدمت من الأعمال وما أخرته فلم تعمله ولم تقم بما أوجبه الله عليها .
يا أيها الإنسان ، أي شيء خدعك حتى أعرضت عن ربك . وتجرأت على معصيته ؟ الذي خلقك فجعلك سوياً في قامتك ، وهيئتك في أحسن تقويم ، واعتدال قامة . لقد أحسن خلقك ، وإن شاء ركبك في أي صورة أراد ، بأن قصّرك أو طوّلك ، أوجعلك ذكراً أو أنثى ، أو حيواناً أو غير ذلك ، فلا يصرفه أحدٌ عمّا شاء سبحانه .
كلا ! إنما يحملكم على الذنوب والمعاصي ، تكذيبكم بالقيامة والبعث ، وجهلكم بالله ونقمته ممن عصاه .
وإن عليكم ملائكة حفظة ، يحفظون أعمالكم ويكتبونها عليكم ، فلا تعملوا المعاصي واملأوا صحائفكم بالطاعات . وهؤلاء الملائكة كرام عند الله  ، ويكتبون أعمالكم من الحسنات والسيئات . يعلمون ما تفعلونه من الحسنات والسيئات ، في السر والعلن بكل دقة وتفصيل ؛ لما أطلعهم الله  عليه من أفعالكم .



بعض الدروس من الآيات :
أخي المسلم : يقول  : (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْيُ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ وَإِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ) رواه أحمد والترمذي (صحيح) . فتأمل آيات هذه السورة ! رحمك الله .
1- أيها الإنسان : إن معنا ملائكة ً يكتبون علينا ما نعمل من الحسنات والسيئات فلننتبه من الوقوع في الذنوب ! ولتكن أقوالنا وأعمالنا وهمومنا حسنات ، لأن العبد إذا هم بالحسنة فلم يعملها ، كتبت له حسنة ، فإن عملها كتبت له عشراً إلى أضعاف كثيرة ، وإن هم بالسيئة فعملها ، كتبت له سيئة واحدة ، فإن لم يعملها ، وتركها لله  كتبت له حسنة ، كما جاء عنه  (صحيح) .
فليستح العبد من الكرام الكاتبين ، وليمل عليهم الحسنات دون السيئات .
2- أخي المسلم : املأ صحيفتك بالاستغفار ، فقد قال  في حديث عبد الله بن بسر  : (طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا ) رواه ابن ماجه (صحيح) .








الآيـــــات
 إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19) 

التفسير :
إن المؤمنين الذين أطاعوا الله  لفي نعيم مقيم ، ومقام كريم ، وإن المعرضين عن دين الله ، المكذبين به ، لفي نار جهنم ، يذوقون حرَّها يوم الجزاء والحساب . وهم سيدخلونها حتماً ، ولا يخرجون منها  وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ البقرة (167).
وما أدراك ما يوم الجزاء والحساب ؟ ثم ما أدراك ما ذلك اليوم ! إنه يوم عظيم ، وهوله شديد ، ففي ذلك اليوم لا تقدر نفس على نفع نفس ، ولا خلاصها مما هي فيه ، ولا تحمُّل شيءٍ عنها ، والأمر كله لله ، لا ينازعه فيه أحد ذلك اليوم .
بعض الدروس من الآيات :
1- أخي المسلم ، كن من الأبرار لتحصل على النعيم المقيم (في جنات النعيم ) ، والشخص الصالح يجد الخير من حين موته ، حتى أن الملك يبشر الصالح ، كما جاء في قوله  في حديث أبي هريرة  : (اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ اخْرُجِي حَمِيدَةً وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ .... الحديث) رواه ابن ماجه ( صحيح) ، وفي الحديث نفسه ( وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السُّوءُ قَالَ اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ اخْرُجِي ذَمِيمَةً وَأَبْشِرِي بِحَمِيمٍ وَغَسَّاقٍ وَآخَرَ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ .... الحديث ) .
2- أيها الأخوة ، أنقذوا أنفسكم من النار ، ونبهوا على أهليكم بإنقاذ أنفسهم من النار ؛ بطاعة الله وترك معاصيه ، فقد قال  : (يَا بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ النَّارِ يَا بَنِي مُرَّةَ بنِ كَعْبٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ النَّارِ يَا بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ النَّارِ يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ النَّارِ يَا بَنِي هَاشِمٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ النَّارِ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ النَّارِ يَا فَاطِمَةُ أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنْ النَّارِ فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلَالِهَا ) رواه مسلم من حديث أبي هريرة 
3- أيها الشخص ، اجعل يوم القيامة على البال ، فإنه يوم عظيم ، فاستعذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة ، ففي حديث عائشة رضي الله عنها لما سُئلت بم كان رسول الله  يفتتح قيام الليل ؟ قالت : (يُكَبِّرُ عَشْرًا وَيَحْمَدُ عَشْرًا وَيُسَبِّحُ عَشْرًا وَيُهَلِّلُ عَشْرًا وَيَسْتَغْفِرُ عَشْرًا وَيَقُولُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ضِيقِ الْمَقَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه النسائي وأبوداود وابن ماجه (صحيح) .





















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com
ابن الفرات
Admin
Admin
ابن الفرات


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 2577
نقاط : 6061
التقيم : 19
تاريخ الميلاد : 06/04/1984
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 40

 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم    تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يوليو 12, 2012 3:36 am

تفسير سورة البروج
الآيـــــات
بسم الله الرحمن الرحيم
 وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (Cool الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَو لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11) 
التفسير :
أقسم بالسماء ذات النجوم العظام ، وأقسم بيوم القيامة الذي جعله الله موعدا ً لفصل القضاء ، والجزاء والحساب ، وأقسم بالشاهد ( يوم الجمعة ) ومشهود (يوم عرفة ) . لُعن أصحاب الأخدود (بنجران) الذين حفروا حفرةً في الأرض وملأوها ناراً ووضعوا فيها المؤمنين ، النار التي أوقدوها في تلك الحفرة للمؤمنين ، إذ هم قعود على حافة النار ينظرون عذاب المؤمنين ، وهم على ما يفعلون بالمؤمنين من التعذيب شهود ، يبصرون ما يحل بالمؤمنين من الاحتراق ، وما عابوا أيّ شيء عليهم إلا إيمانهم بالله وطاعتهم له ، الله الذي له ملك السموات والأرض دون غيره ، وهو مطلع على كل شيء ، عالم بكل شيء ، شهيد على كل شيء ، فكيف ينكر الإيمان به ، ويعذب من يوحده ويطيعه ؟ .
إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات عن دينهم وأحرقوهم بالنار من أجل عقيدتهم ، ثم لم يتوبوا من هذا الجرم الشنيع ؛ فلهم عذاب جهنم يوم القيامة ، بحرقهم فيها خالدين فيها أبداً  وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ  البقرة(167) .
إنّ الذين آمنوا بالله وعملوا الأعمال الصالحة ، لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ، في النعيم المقيم ، والفوز الكبير [ الحصول على المطلوب والنجاة من المرهوب ] .

بعض الدروس من الآيات :
1- أخي المسلم : أَقسَمَ الله بالشاهد (يوم الجمعة) ، فهل استفدت من هذا اليوم بما يلي :
أ‌- الإكثار من الصلاة على النبي  يوم الجمعة وليلة الجمعة ، كما قال  في حديث أنس  : ( أكثروا الصَّلاةَ علىَّ يومَ الجُمُعةِ وليلةَ الجمعةِ فمن صلّى عليّ صلاةً صلّى اللهُ عليهِ عشْرا) رواه البيهقي في السنن (حسن) .
ب‌- اغتنم ساعة الإجابة وهي : "آخر ساعة قبل المغرب " أو " مابين أن يصعد الإمام إلى انتهاء الصلاة " .
ج- قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة ، لثبوت ذلك عن النبي  .
د- اقسم الله بالمشهود (يوم عرفة) ، فهل صمت يوم عرفة إن لم تكن حاجاً ؟
فقد قال  في حديث أبي قتادة  : ( صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ ) رواه مسلم .
2- إن التوبة معروضة مهما كان الشخص عاصيا ً لله ، فقد عرضها الله سبحانه للذين عذبوا المؤمنين وفتنوهم ، فهل نتوب إلى الله  ، فقد قال  في حديث أبي موسى  : ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ) رواه مسلم .
حديث الأخدود :
عن صهيب  أن رسول الله  قال : (كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ فَلَمَّا كَبِرَ قَالَ لِلْمَلِكِ إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ فَابْعَثْ إِلَيَّ غُلَامًا أُعَلِّمْهُ السِّحْرَ فَبَعَثَ إِلَيْهِ غُلَامًا يُعَلِّمُهُ فَكَانَ فِي طَرِيقِهِ إِذَا سَلَكَ رَاهِبٌ فَقَعَدَ إِلَيْهِ وَسَمِعَ كَلَامَهُ فَأَعْجَبَهُ فَكَانَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ مَرَّ بِالرَّاهِبِ وَقَعَدَ إِلَيْهِ فَإِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ فَقَالَ إِذَا خَشِيتَ السَّاحِرَ فَقُلْ حَبَسَنِي أَهْلِي وَإِذَا خَشِيتَ أَهْلَكَ فَقُلْ حَبَسَنِي السَّاحِرُ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى عَلَى دَابَّةٍ عَظِيمَةٍ قَدْ حَبَسَتْ النَّاسَ فَقَالَ الْيَوْمَ أَعْلَمُ آلسَّاحِرُ أَفْضَلُ أَمْ الرَّاهِبُ أَفْضَلُ فَأَخَذَ حَجَرًا فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَمْضِيَ النَّاسُ فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا وَمَضَى النَّاسُ فَأَتَى الرَّاهِبَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ أَيْ بُنَيَّ أَنْتَ الْيَوْمَ أَفْضَلُ مِنِّي قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِكَ مَا أَرَى وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى فَإِنْ ابْتُلِيتَ فَلَا تَدُلَّ عَلَيَّ وَكَانَ الْغُلَامُ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَيُدَاوِي النَّاسَ مِنْ سَائِرِ الْأَدْوَاءِ فَسَمِعَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ كَانَ قَدْ عَمِيَ فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ فَقَالَ مَا هَاهُنَا لَكَ أَجْمَعُ إِنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِي فَقَالَ إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِاللَّهِ دَعَوْتُ اللَّهَ فَشَفَاكَ فَآمَنَ بِاللَّهِ فَشَفَاهُ اللَّهُ فَأَتَى الْمَلِكَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ كَمَا كَانَ يَجْلِسُ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ قَالَ رَبِّي قَالَ وَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي قَالَ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الْغُلَامِ فَجِيءَ بِالْغُلَامِ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ أَيْ بُنَيَّ قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ مَا تُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ فَقَالَ إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ فَجِيءَ بِالرَّاهِبِ فَقِيلَ لَهُ ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى فَدَعَا بِالْمِنشَارِ فَوَضَعَ المنشار فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَشَقَّهُ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ ثُمَّ جِيءَ بِجَلِيسِ الْمَلِكِ فَقِيلَ لَهُ ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى فَوَضَعَ الْمنشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَشَقَّهُ بِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ ثُمَّ جِيءَ بِالْغُلَامِ فَقِيلَ لَهُ ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ اذْهَبُوا بِهِ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا فَاصْعَدُوا بِهِ الْجَبَلَ فَإِذَا بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَاطْرَحُوهُ فَذَهَبُوا بِهِ فَصَعِدُوا بِهِ الْجَبَلَ فَقَالَ اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ فَرَجَفَ بِهِمْ الْجَبَلُ فَسَقَطُوا وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ قَالَ كَفَانِيهِمُ اللَّهُ فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ اذْهَبُوا بِهِ فَاحْمِلُوهُ فِي قُرْقُورٍ فَتَوَسَّطُوا بِهِ الْبَحْرَ فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَاقْذِفُوهُ فَذَهَبُوا بِهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ فَانْكَفَأَتْ بِهِمْ السَّفِينَةُ فَغَرِقُوا وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ قَالَ كَفَانِيهِمُ اللَّهُ فَقَالَ لِلْمَلِكِ إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ وَتَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ ثُمَّ خُذْ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي ثُمَّ ضَعْ السَّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ ثُمَّ قُلْ بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ ثُمَّ ارْمِنِي فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي فَجَمَعَ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ وَصَلَبَهُ عَلَى جِذْعٍ ثُمَّ أَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ ثُمَّ وَضَعَ السَّهْمَ فِي كَبْدِ الْقَوْسِ ثُمَّ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ ثُمَّ رَمَاهُ فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي صُدْغِهِ فِي مَوْضِعِ السَّهْمِ فَمَاتَ فَقَالَ النَّاسُ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ فَأُتِيَ الْمَلِكُ فَقِيلَ لَهُ أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ قَدْ وَاللَّهِ نَزَلَ بِكَ حَذَرُكَ قَدْ آمَنَ النَّاسُ فَأَمَرَ بِالْأُخْدُودِ فِي أَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخُدَّتْ وَأَضْرَمَ النِّيرَانَ وَقَالَ مَنْ لَمْ يَرْجِعْ عَنْ دِينِهِ فَأَحْمُوهُ فِيهَا أَوْ قِيلَ لَهُ اقْتَحِمْ فَفَعَلُوا حَتَّى جَاءَتْ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا فَتَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا فَقَالَ لَهَا الْغُلَامُ يَا أُمَّهْ اصْبِرِي فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ ) رواه مسلم .
3- إن المؤمن الذي عمل الصالحات ، سوف يحصل على الفوز الكبير ( يحصل على كل ما يطلبه في الجنة ، وينجو من كل ما يخاف منه ) ، فاطلب أخي هذا الفوز ، واسع للحصول عليه ، واهتمّ بهذا الأمر غاية الاهتمام .

الآيـــــات
 إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16) هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19) وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20) بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22) 
التفسير :
إن أخذ ربك وانتقامه لشديد ، إنه هو يبدئ الخلق من العدم ، ويعيدهم ويبعثهم بعد موتهم . وهو سبحانه كثير المغفرة لذنوب عباده المؤمنين المستغفرين ، المتحبب إليهم ، وهو صاحب العرش العالي على جميع الخلائق ، قد استوى على العرش على ما يليق بجلاله وعظمته ، يفعل ما يشاء ، لا رادّ لقضائه ولا معقب لحكمه .
هل بلغك – أيها النبي - حديث الجنود الطغاة ، الذين كذّبوا الرسل وأفسدوا في الأرض ، وهم فرعون وقومه ، وقوم ثمود الذين كفروا بالله وحاربوا رسله ، بل الكفار في تكذيب لرسل الله ، وبالقرآن ، وبيوم القيامة ، والبعث . والله محيط بهم ، فهم في قبضته وتحت قهره ، وسيجازيهم على كفرهم . بل هذا القرآن عظيم في حروفه ومعانيه ودعوته ومبارك ، فمن أخذه وآمن به وتمسك بهديه نجا ، ومن أعرض عنه هلك .
كُتب في اللوح المحفوظ ، وحُفظ من الزيادة والنقص والتبديل والتحريف ومن الشياطين
 إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ  الحجر(6).
بعض الدروس من الآيات :
1- أيها العاقل : احذر من الظلم ، فقد قال رسول الله  في حديث أبي موسى  : (إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ ) رواه الشيخان .
فليبتعد العبد عن التعرض لغضب الله  وأخذه ونقمته ، وليسلك كل طريق يؤدي إلى النجاة من عذاب الله ، فإن أخذ الله شديد  وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ  آل عمران (5).
2- إن علينا أن نكثر من الاستغفار،فإنه لا يغفر الذنوب إلا الله الكريم"هوالغفور لذنوب عباده ،المتودد لأوليائه"وقد قال  في حديث علي Sadإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْجَبُ مِنْ
عَبْدِهِ إِذَا قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرُكَ ) رواه الترمذي (صحيح) .
3- عِظَمُ شأن هذا القرآن ، فيجب العناية به ، ومن ذلك :
أ – قراءته تعبداً ، وفقهه ، والعمل به ، والاستشفاء به .
ب_ تبليغه ومساعدة من يبلغه وحمايته ، والوقوف ضد من يمنع من تبليغه ، وبذل الجهد والمال والوقت في ذلك ، حسب الاستطاعة ، وقد قال جابر  كان رسول الله  يعرض نفسه بالموقف ، فقال : ( أَلَا رَجُلٌ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي ) رواه الترمذي وابن ماجه (صحيح) .
4- من أسماء الله : الودود ومعناه : الحبيب إلى خلقه .
ومن أسماء الله : المجـيد ، ومعناه : الممجد المستحق لصفات الكمال ونعوت الجلال ، فنثبت هذه الأسماء لله تعالى ، نعلم أصل المعنى ، ونفوِّض الكمال والكيف إلى الله تعالى ، بلا تمثيل  لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ  الشورى (11) .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com
ابن الفرات
Admin
Admin
ابن الفرات


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 2577
نقاط : 6061
التقيم : 19
تاريخ الميلاد : 06/04/1984
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 40

 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم    تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يوليو 12, 2012 3:37 am

تفسير سورة البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
¬ لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (Cool وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20) 
التفسير :
أُقسم بهذا البلد الحرام (مكة المكرمة) ، وأنت - أيها النبي - حالٌّ وساكنٌ بهذا البلد الحرام ، وأُقسم بكل والد وما ولده من أولاد ، ومنهم آدم وولده . لقد خلقنا الإنسان في نصبٍ وشدة وتعب ، يكابد مصائب الدنيا ومتاعبها وطلب معيشته فيها . أيظن الإنسان أنه لا يقوى عليه ولا يقهره أحد ؟
يقول ذلك الإنسان : أنفقتُ مالاً كثيراً على عداوة الرسول محمد  ، هل يظن أنه لم يره أحد ؟ بل إن الله يراه وسيجازيه على عمله . ألم نجعل له عينين يبصر بهما ؟ ولساناً ينطق به ، فيعبر به عما في نفسه ؟ وشفتين يستعين بهما على الكلام وغيره ؟ وبينّا له طريق الخير وطريق الشر ؟ فهلّا تجاوز العقبة ؟ وما أدراك ما تجاوز العقبة ؟! إنه أمر فخم ، هو عتق رقبة ، أو إطعامٌ في يومٍ ذي مجاعةٍ يتيما من القرابة ، أو مسكيناً قد اشتدت حاجته حتى لصق بالأرض من فقره ، ثم كان متجاوز العقبة من المؤمنين القائمين بأوامر الله ، المنتهين عن نواهيه ، المتواصين بالصبر وعلى الرحمة بالناس ، أهل هذه الصفات هم أصحاب اليمين . والذين كفروا بآياتنا وكذبوا بها ، هم أصحاب الشمال ، عليهم نار مُطبِقة مُغلقة وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ  [البقرة : 167] .

بعض الدروس من الآيات :
1- أيها الإنسان : خُلقت في كبد ، فهذه الحياة كلها متاعب ، فهوِّن على نفسك أمر الدنيا ، وأهتم بأمر الآخرة . وإنك لترى الكثير من الناس في كدّ ومشقة وإرهاق بحثاً وراء الدينار والدرهم وتكديس الأرصدة ، حتى إنه ليضيِّع كثيراً من أمور الآخرة من أجل حطام الدنيا ولذلك :
• ابذل الأسباب في سبيل الحصول على ما تيسر من الرزق الحلال ولوكفافاً .
• اقنع بذلك الشيء الذي تحصل عليه من الرزق ، وقد قال  في حديث عبد الله بن عمرو  : ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ ) رواه مسلم .
• كابد أمور الآخرة ، واهتم بها ، واصبر عليها ، وأكثر منها ، واستعن بالله ، فإن النتيجة المفيدة النافعة لها . قال تعالى :  سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأرْضِ .. الآية  [الحديد:21].  وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ  [آل عمران :133] .  كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ... الآية [ الذاريات 17] .
2- أيها العاقل ، اقتحم العقبة ، وذلك بمايلي :
أ‌- إن تيسر لك أن تعتق رقبة مؤمنة من الرق ، فافعل ذلك ، فقد قال  في حديث أبي هريرة  : (مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً أَعْتَقَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْ النَّارِ حَتَّى فَرْجَهُ بِفَرْجِهِ) رواه الشيخان .
ب‌- ابحث عن الفقراء في أوقات الفقر والجوع ، وفي المناطق التي ينتشر فيها الفقر والمجاعة ؛ لتتصدق على (يتيم من قرابتك ) أو (مسكين معدم ) وقد قال  في حديث سلمان بن عامر  : ( الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ وَالصَّدَقَةُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ ) رواه احمد والترمذي والنسائي (صحيح) .
ج- حقق الإيمان بالله  (طاعته في أمره ونهيه ) .
د- أوصِ نفسك وغيرك بالصبر ( اصبر يا فلان على طاعة الله ، وعلى المصائب وعن المعاصي ) ، وكلما وجدت شخصاً فأوصِهِ بالصبر في حدود استطاعتك .
هـ - أَوصِ بالتراحم (رحمة اليتيم والمسكين والضعيف ، وبالتراحم بين المسلمين ) فمن وجدته أوصه حسب استطاعتك .
و- نتيجة من اقتحم العقبة : أنه من أصحاب اليمين ، فيأخذ كتابه بيمينه ، ويكون فائزاً يوم القيامة عند الله .









































الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com
ابن الفرات
Admin
Admin
ابن الفرات


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 2577
نقاط : 6061
التقيم : 19
تاريخ الميلاد : 06/04/1984
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 40

 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم    تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يوليو 12, 2012 3:37 am

تفسير سورة لمْ
يَكُنْ



بسم الله الرحمن الرحيم


]لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ
مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا
مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا
اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ
وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ
فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) إِنَّ
الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ
(7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ
خَشِيَ رَبَّهُ (Cool
[


التفسير
:


لم
يكن الكفار من أهل الكتاب والمشركين منتهين عن كفرهم حتى تأتيهم الحجة الواضحة
المذكورة في كتبهم ، وهي رسول الله (محمد
r ) يقرأ صحفاً مطهرة من الباطل ، في هذه الصحف المطهرة كتب مستقيمة
معتدلة ليس فيها خطأ ، بل كلها هدى ورشد ودلالة على الخير . وما تفرق اليهود
والنصارى في صحة رسالة محمد
r إلا من بعد بعثته ، فجحدوا رسالته مع أنهم كانوا يعرفون ذلك ] فَلَمَّا جَاءَهُمْ
مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ
[البقرة(89)
وما أُمر أهل الكتاب إلا ليعبدوا الله وحده لا شريك له ، وإخلاص العبادة له ،
مائلين عن الشرك إلى توحيد الله ، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك هو دين الملة
المستقيمة المعتدلة (دين الإسلام الذي لا
يقبل الله ديناً سواه ) .


إنّ الكفار من أهل
الكتاب والمشركين مآلهم نار جهنم خالدين فيها ، أولئك هم شر الخليقة التي برأها
الله
U . إن الذين
آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير الخليقة التي برأها الله
U وأفضلهم وأكرمهم عند الله
سبحانه . جزاؤهم يوم القيامة عند ربهم جنات الإقامة الدائمة والنعيم المقيم ، تجري
من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً بلا انقطاع ولا خروج
]وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ[ الحجر(48) رضي الله عنهم
بسبب إيمانهم وأعمالهم الصالحة ؛ فقبل ذلك منهم ، ورضوا عنه فيما منحهم من الفضل العميم والنعيم المقيم . ذلك الجزاء
الكريم لمن خاف الله واتقاه ، بفعل أوامره
واجتناب نواهيه .




بعض الدروس من الآيات :


1- الحذر من الفرقة
والاختلاف ، وقد قال
r
في حديث أبي هريرة
t
:
( افْتَرَقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ
فِرْقَةً وَتَفَرَّقَتْ النَّصَارَى عَلَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً
وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً
) رواه أصحاب السنن (صحيح)
. وفي حديث عوف بن مالك
t ذكر أن فرقة
واحدة في الجنة - من اليهود والنصارى وهذه
الأمة- والباقية في النار . رواه ابن ماجه (صحيح) . فيا أخي المسلم
احذر ! .


وفي حديث المغيرة t قال r : ( لَا يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ
أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ
) رواه الشيخان . وهذه
الطائفة المنصورة هم : من كان على مثل ماكان عليه النبي
r وأصحابه .


2- إن الكفار هم شر الخلائق ، ولذلك لا
تُطهِّرهم النار (كما أن الماء لا يُطهِّر نجس العين مهما غُسل به ) .


3-
عن
أنس
t قال : قال
رسول الله
r لأبي بن كعب t : ( إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ ]لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ [ قَالَ وَسَمَّانِي قَالَ نَعَمْ فَبَكَى
)
رواه الشيخان .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com
ابن الفرات
Admin
Admin
ابن الفرات


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 2577
نقاط : 6061
التقيم : 19
تاريخ الميلاد : 06/04/1984
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 40

 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم    تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يوليو 12, 2012 3:38 am

تفسير
سورة التكاثر



بسم الله الرحمن الرحيم


]أَلْهَكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ
(2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ
تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا
عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (Cool
[


التفسير :


أشغلكم عن طاعة الله تعالى ، التكاثر
في الأموال والأولاد والتباهي به وحب الدنيا عن طلب الآخرة ، حتى مُتُّم وانتقلتم
إلى القبور . ما هكذا يسوغ لكم أن تفعلوا بالانشغال بما يفنى عما يبقى . ثم كلا
سوف تعلمون إذا دخلتم القبور خطأكم في انشغالكم بالدنيا عن الآخرة . حقاً ، لو
أنكم تعلمون علم اليقين عاقبة الانشغال بالتكاثر عن الآخرة لما تفاخرتم بكثرة
أموالكم وأولادكم ، ولما شغلكم ذلك عن طاعة الله والعمل للآخرة . لتروُنَّ نار
جهنم بأعينكم . ولتروُنَّها حقيقةً يقيناً بلا ارتياب ، ثم لتُسألُن يوم القيامة
عن كل ما تنعمتم به وتلذذتم ، هل شكرتم الله على ذلك وجعلتموه في طاعته أم لا ؟ .


بعض الدروس من
الآيات
:


1-
أيها
المسلم : علينا أن نحذر من الانشغال بالأموال والأولاد والدنيا عن طاعة الله
U حتى يأتي الموت
. ولذلك اغتنم هذه الدنيا للآخرة ، واغتنم هذا المال قبل الموت ، واغتنم الخمس
التي في الحديث ، كما قال
r : ( اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ : شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ
، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ
، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ
)
رواه الحاكم والبيهقي في الشعب عن ابن
عباس
t (صحيح)
. وقال
r في حديث أبي
هريرة
t : (
يَقُولُ الْعَبْدُ مَالِي مَالِي إِنَّمَا
لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلَاثٌ مَا أَكَلَ فَأَفْنَى أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى أَوْ أَعْطَى
فَاقْتَنَى وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ
)
رواه مسلم . وفي رواية :
( أَوْ تَصَدَّقَ فَأَمْضَى
) .
أخي : تصدق وأمضِ صدقتك .


2-
أخي ، إننا مسئولون عن هذا النعيم . فلنحرص على طاعة الله U . وفي حديث
الرجل الأنصاري الذي زاره النبي
r وأبوبكر وعمر فذبح لهم وجاءهم بعذق من النخل فأكلوا ، فقال r : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا النَّعِيمِ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ الْجُوعُ ثُمَّ لَمْ تَرْجِعُوا
حَتَّى أَصَابَكُمْ هَذَا النَّعِيمُ
)
رواه مسلم
.
بل إن طِيب النفس من النعمة ، وسوف نُسأل عنه كما قال r : ( لَا بَأْسَ بِالْغِنَى لِمَنْ اتَّقَى وَالصِّحَّةُ لِمَنْ اتَّقَى
خَيْرٌ مِنْ الْغِنَى وَطِيبُ النَّفْسِ مِنْ النَّعِيمِ

)
رواه ابن ماجة وأحمد (صحيح)
. وقال
r في حديث أبي
هريرة
t : ( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَعْنِي
الْعَبْدَ مِنْ النَّعِيمِ أَنْ يُقَالَ لَهُ أَلَمْ نُصِحَّ لَكَ جِسْمَكَ وَنُرْوِيَكَ
مِنْ الْمَاءِ الْبَارِدِ
) رواه الترمذي والحاكم (صحيح)
.


الماء البارد وصحة الجسم نحن مسئولون
عنه .




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com
ابن الفرات
Admin
Admin
ابن الفرات


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 2577
نقاط : 6061
التقيم : 19
تاريخ الميلاد : 06/04/1984
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 40

 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم    تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يوليو 12, 2012 3:39 am

تفسير سورة التكوير
الآيـــــات
بسم الله الرحمن الرحيم
 إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (Cool بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14) 
التفسير :
إذا الشمس أظلمت ، ولُفّت وذهب ضوءها ، وجمع بعضها إلى بعض ، فرُمي بها . وإذا النجوم تساقطت وتناثرت . وإذا الجبال سُيرت عن أماكنها ونُسفت من مواقعها ، ودُكت وخُفَّت حتى أصبحت كالصوف المنفوش .
وإذا الإبل الحوامل تركت وسُيِّبت من الهول الشديد . وإذا الوحوش جمعت ليقتص لبعضها من بعض . وإذا البحار أوقدت ، فصارت ناراً تأجج . وإذا النفوس قُرِنت بأجسادها ، وعادت كل روح إلى جسدها . وإذا البنت التي دفنت حية ، سئلت بأي ذنب قتلت تهديداً وتوبيخاً لقاتلها .
وإذا الصحف نشرت فأُعطي كل إنسان صحيفة أعماله ، وعرضت عليه ؛ لينظر ماذا فيها . وإذا السماء اُجتذبت وبُدلت . وإذا نار جهنم أُوقدت وأُحميت ؛ استعداداً لأهلها .
وإذا الجنة قُربت إلى أهلها وزُينت لهم استعداداً لأهلها . جواب ذلك كله : ففي ذلك الحين تعلم كل نفسٍ ما قدمته من خير أو شر ، وأُحضر ذلك لها .
بعض الدروس من الآيات :
1- إذا ترغب يا أخي أن تنظر إلى يوم القيامة كأنه رأي العين فاقرأ : (إذا الشمس كورت) و (الانفطار) و (الانشقاق) ؛ لقوله  في حديث ابن عمر  : (مَنْسَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْيُ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ وَإِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ) رواه أحمد والترمذي (صحيح) .
اقرأ وتأمل ذلك الموقف العظيم ! وما فيه من الهول الشديد . فاعتبر واتَّعظ من الآن ! وخذ لذلك الموقف عدته وتهيأ له . وفّقك الله .
2- أخي : إن الشمس والقمر مسخران ، ولكنهما يكوران يوم القيامة ، كما قال  في حديث أبي هريرة  : (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ مُكَوَّرَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رواه البخاري . وقال أبو سلمة : حدثنا أبو هريرة عن النبي عليه السلام قال : « الشمس والقمر ثوران مكوران يوم القيامة » فقال الحسن : ما ذنبهما ؟ فقال : إنما أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت الحسن ) . رواه البزار وأبو داود الطيالسي (صحيح) .
3- تحريم وأد الأولاد . والوأد يتناول مسائل :
أ‌- الوأد : هو قتل الأولاد سواءً كانوا ذكوراً أو إناثاً أو غيرهم .
ب‌- الوأد من كبائر الذنوب . وفي الحديث : (قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ قَالَ أَنْ تَدْعُوَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ قَالَ ثُمَّ أَيْ قَالَ ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ) رواه الشيخان .
ج- سئل النبي  عن العزل ، فقال : (ذَلِكَ الْوَأْدُ الْخَفِيُّ وَهُوَ  وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَت ) رواه مسلم . فيا أخـي ، أترك العزل ، لأن أقل أحواله الكراهة ، لقول جابر  : (كُنَّا نَعْزِلُ وَالْقُرْآنُ يَنْزِلُ ) رواه الشيخان . وفي حديث أبي سعيد  قال : ( ذُكِرَ الْعَزْلُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِمَ يَفْعَلُ ذَلِكَ أَحَدُكُمْ فَإِنَّهَا لَيْسَتْ نَفْسٌ مَخْلُوقَةٌ إِلَّا اللَّهُ خَالِقُهَا ) رواه الترمذي وأبو داود ومسلم وهذا لفظ الترمذي .
د- إسقاط الجنين عمداً بعد نفخ الروح فيه ، أي بعد(120) يوماً ، يعتبر وأداً محرماً .
هـ - إسقاط الجنين مطلقاً ؛ من اجل خوف الفقر أو العار حتى لو كان أقل من أربعين يوماً ، محرم .
و- إسقاط الجنين قبل أربعين يوماً ، لا لغرض (هو نطفة) ، أو من أجل المرض ونحوه ، جائز عند بعض العلماء ، بدواء مباح ، وبإذن الزوج . والله أعلم .
ز- رسالة إلى الأطباء والممرضين والصيادلة :
اتقوا الله ! فلا تساعدوا في إسقاط الحمل لكل من يأتيكم ، إلا بفتوى من أهل العلم المعتبرين ، لأن إسقاطه في الحالات المحرمة ،والمساعدة في ذلك " تعاون في الإثم والعدوان " ، فاحذروا ! رحمكم الله .
4- أخي المسلم : إن الجنة تقرب لأهلها (أزلفت) يوم القيامة ، فاطلب الجنة من الآن ، واحرص كل الحرص على ذلك .
• وإليك بعض صفات الجنة :
أ – في حديث أبي هريرة  قوله  : (مَا فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ إِلَّا وَسَاقُهَا مِنْ ذَهَبٍ ) رواه الترمذي (صحيح) .
ب – لما سئل  عن بناء الجنة قال : (لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ وَتُرْبَتُهَا الزَّعْفَرَانُ مَنْ دَخَلَهَا يَنْعَمُ لَا يَبْأَسُ وَيَخْلُدُ لَا يَمُوتُ لَا تَبْلَى ثِيَابُهُمْ وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُمْ) . رواه الترمذي وغيره ، وبعضه في الصحيح (صحيح) .
ج – عن بريدة  قال : قال  : (أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ ثَمَانُونَ مِنْهَا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَأَرْبَعُونَ مِنْ سَائِرِ الْأُمَمِ ) رواه أحمد والترمذي وابن ماجه (صحيح) .
د- أخي ، أحسن من الآن ؛ لتدخل في هذا الحديث ، قوله  في حديث ابن عباس  : (أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْ مَلَأَ اللَّهَ أُذُنَيْهِ مِنْ ثَنَاءِ النَّاسِ خَيْرًا وَهُوَ يَسْمَعُ وَأَهْلُ النَّارِ مَنْ مَلَأَ أُذُنَيْهِ مِنْ ثَنَاءِ النَّاسِ شَرًّا وَهُوَ يَسْمَعُ ) رواه ابن ماجه (صحيح) .
هـ - أخــي ، تمسك بالإسلام (استسلم لله في كل أمورك ) وقد قال  في حديث ابن مسعود  : (إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ ) رواه الشيخان وغيرهم .









الآيـــــات
 فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29) 
التفسير :
فأقسم بالنجوم التي تختفي بالنهار ، وتظهر بالليل ، الجوار في أفلاكها ، التي تظهر وتضيء بالليل ، والليل إذا أقبل بظلامه حتى غشي الناس ، وأدبر وذهب ، والصبح إذا بدا نوره ، وطلع حتى تبين ضوءه ، جواب القسم : أن هذا القرآن الذي نزل به جبريل  ، من رب العالمين على محمد  ، لَتبليغُ رسول كريم (جبريل  ) . وجبريل  ذو قوة شديدة ، وشدة في الخلق والبطش والفعل ، وله مكانه عند الله  ومنزلة رفيعة ، وكرم على الله  ، وتمكين في إبلاغ الوحي ، وتطيعه الملائكة في السماء ، وهو أمين على الوحي .
وما صاحبكم (محمد ) بمجنون قد ذهب عقله ، بل هو أعقل الناس . ولقد رأى محمدٌ  جبريلَ  على صورته التي خلقه الله عليها ، بالأفق الأعلى البين ، وله ستمائة جناح ، وقد سد الأفق .
وما محمد  على الوحي الذي أنزله الله عليه بمتهم أو بخيل ، بل قد نشره وبلغه وبذله لكل أحد . فقد بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ونصح الأمة  . وما هذا القرآن بقول شيطان رجيم ، بل كلام الله الذي حفظه  وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ  الحجر آية (9) فلا يقدر على حمله الشياطين ، ولا ينبغي لهم ذلك  وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ  الشعراء آية(211).
فأين تذهبون عن هذا القرآن ، وتعرضون عنه ، وتكذبون به ؟ إنكم إن ذهبتم عنه ضللتم وهلكتم . ما هذا القرآن إلا موعظة للعالم كلهم ، لمن أراد وتحرى الاستقامة على دين الله بإتباع هذا القرآن وسنة رسوله  . وما تشاءون الاستقامة على دينه ، إلا بعد أن يشاء الله ذلك ، فمشيئتكم تابعة لمشيئة الله  ، فهو رب العالمين ، ولا يقع في العالمين شيء إلا بمشيئته سبحانه .
بعض الدروس من الآيات :
1- يسن القراءة بهذه السورة في بعض الأحيان ، في صلاة الصبح ، لقول عمرو بن حريث  : (صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ) رواه مسلم .
2- صفات الملك (جبريل ) : رسول ، كريم ، صاحب قوة شديدة ، مكين ، مطاع في السموات لدى الملائكة ، أمين .
3- إضافة القرآن ، جاءت في القرآن :
أ‌- إضافته إلى الله  ¬ تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ  فصلت آية(2) وغير هذه الآية وهي إضافة إلى المتكلم به سبحانه - دون سواه – إنشاءً . فهو من الله  ، وتكلم به حقيقةً ، حروفه ومعانيه (غير مخلوق ) .
ب‌- إضافة القرآن إلى جبريل   إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ  الحاقة(40-41) وهي إضافة تبليغ ، فقد بلغه جبريل  إلى محمد  ، وليست إضافة إنشاء .
ج – إضافة القرآن إلى النبي محمد   إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ  وهي إضافة تبليغ ، فقد بلغه محمد  إلى الأمة .
4- القرآن كلام الله ، نزل به جبريل ( الأمين ) على محمد  (الأمين) ، وبلغه محمد  كما أُنزل عليه ، فالقرآن أصدق الحديث ، كما قال  : ( أمَّا بَعْدُ فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ) رواه مسلم .
فيا أخي ، أين تذهب عن هذا القرآن ؟ ليس لنا فلاح وفوز في الدنيا والآخرة ، إلا بالتمسك به ، وبسنة رسول الله  . فليدرس كل واحد منا نفسه ، في تمسكه بهذا الكتاب وبهذه السنة . والله الموفق .
5- عموم مشيئة الله  . فما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن ، " فلا يكون شيء في العالم ، عُلْيِه وسُفْلِه إلا بمشيئته " .
والمشيئة صفة لله تعالى ، نُثبتها ونُمرُّها كما جاءت ، كما قال تعالى :  لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ  الشورى(11).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com
ابن الفرات
Admin
Admin
ابن الفرات


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 2577
نقاط : 6061
التقيم : 19
تاريخ الميلاد : 06/04/1984
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 40

 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم    تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يوليو 12, 2012 3:39 am

تفسير سورة التين
بسم الله الرحمن الرحيم
 وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (Cool
التفسير :
أُقسم بالتين والزيتون – التين : فاكهة ، والزيتون : الذي يستخرج منه الزيت ، وهما ينبتان في موطنهما الأصلي (الأرض المباركة- فلسطين) – وجبل الطور – الذي كلم الله عليه موسى  - وهذا البلد الذي من دخله كان آمناً (مكة المكرمة) لقد خلقنا الإنسان في أحسن صورة وشكل واعتدال وحسن تركيب . ثم رددناه إن كفر بالله إلى السفول والخسة والنار يوم القيامة ، إلا الذين آمنوا بالله ورسله وعملوا الأعمال الصالحة ؛ فلهم أجر غير مقطوع ولا منقوص ولا منغص . فما يحملك – يا ابن آدم – على التكذيب بالبعث والجزاء والحساب ، وقد عرفت هذا في كتاب الله وسنة رسوله  ، وأن الله خلقك في أحسن تقويم ، فهو قادر على بعثك . أليس الله الذي جعل القيامة للحساب والانتصاف من الظالم والجزاء ، بأحكم الحاكمين ؟ بلى .
بعض الدروس من الآيات :
1- إن التين من الفواكه المفيدة ، حيث يوجد في الفواكه والخضروات فيتامين
( أ ) ، ويستعمل التين لحالات الإمساك ، بأن ينقع التين الجاف في ماء ويشرب صباحاً ومساءً . ويستعمل أيضاً للسعال والتهابات الجهاز التنفسي ، بأن يشرب منقوع التين الجاف بمعدل كوب قبل كل وجبة طعام ، ويساعد منقوع التين الجاف بشربه في إدرار البول ، وتنقية الدم . هذا بعض ما ذكره بعض أهل الطب عن التين .
2- الزيتون ، شُرب ملعقة واحدة كل يوم صباحاً من زيت الزيتون يفيد في علاج الإمساك ، وطرد حصاة المرارة . إذا دهن الشعر بزيت الزيتون أصبح ناعماً وذهب التساقط . إذا خُلط زيت الزيتون بزيت الحبة السوداء ودهن به البواسير فركاً ، فإنه يفيد بإذن الله . إذا خُلط زيت الزيتون بزيت الحبة السوداء وفُرك به الأورام فإنها تذهب بإذن الله . فرك المفاصل بزيت الزيتون المخلوط بزيت الحبة السوداء يفيد من الروماتيزم ، ومن عرق النساء ، ومن أوجاع الظهر بإذن الله . ويؤكل زيت الزيتون ويدهن به ، لقوله  في حديث أبي أُسيد  : ( كُلُوا الزَّيْتَ وَادَّهِنُوا بِهِ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ ) رواه الترمذي وأحمد (صحيح) .
3- أخي المسلم ، إذا دخلت مكة فاعلم أنها بلدٌ آمنٌ فاضل ، فاتق الله واعلم :
• أن الحسنات تضاعف في المكان الفاضل والزمان الفاضل ، فأكثر من الحسنات .
• قال  في حديث جابر  : ( وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ ) رواه أحمد وابن ماجه (صحيح) . فأكثر من الصلاة في حرم مكة . وهذه المضاعفة في جميع حرم مكة على الصحيح .
• لا تؤذ أحداً بقولٍ أو فعلٍ أو غير ذلك ، ولا تقع في الذنوب ؛ لأنّ الذنوب تعظم في المكان والزمان الفاضلين ؛ ولأن هذا الحرم أمن ، قد أمن فيه حتى الحيوان والشجر والحشائش ، كما قال  عن مكة : ( لَا يُخْتَلَى خَلَاهَا وَلَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا وَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا ... الحديث) رواه الشيخان .
• لا تأخذ اللقطة من حرم مكة إلا بشرط : أن تبحث عن صاحبها ، وتعرفها حتى تجده . أما أن تأخذها لتتملكها فلا يحل . وقد قال  : ( وَلَا تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ .. الحديث ) رواه البخاري . لكن إذا أخذتها وسلمتها في مكان الأمانات المعد لذلك ، فهذا أمر طيب . والله أعلم .
4- اعلم أن الكرامة لهذا الإنسان إنما هي بالتمسك بدين الله ( الإيمان والعمل الصالح) فإذا ترك دين الله ، فهو في أقصى درجات السُّفول ( أضلّ من الحيوانات ) .
فكن أخي متطلباً الكرامة في التمسك بهذا الدين ، علماً وعملاً وصدقاً وإصلاحاً ودعوةً إلى الله . وفق الله الجميع .





















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com
ابن الفرات
Admin
Admin
ابن الفرات


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 2577
نقاط : 6061
التقيم : 19
تاريخ الميلاد : 06/04/1984
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 40

 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم    تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يوليو 12, 2012 3:39 am

تفسير سورة الزلزلة
بسم الله الرحمن الرحيم

 إِذَا زُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الأرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الإنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (Cool
التفسير :
إذا حُركت الأرض الحركة الشديدة بالزلزال الذي يهزها ويرجها رجاً قوياً لقيام الساعة ، وأخرجت الأرض ما في جوفها من الموتى والكنوز وتخلت عن ذلك ، واستنكر الإنسان أمرها ذاهلاً . فالأرض ما الذي أصابها وغيّرها من سكون إلى اضطراب وزلزلة ؟ يوم القيامة تُحدث عن أخبارها بما عمل العاملون على ظهرها من خير أو شر ، شاهدةً بذلك على أهله ؛لأن الله أمرها أن تخبر فحدثت امتثالاً لأوامر الله لها . يوم القيامة يرجعون عن موقف الحساب أصنافاً ، مابين شقي وسعيد ؛ لِيُروْا أعمالهم التي عملوها في الدنيا ، ويُجازوْا على ما عملوه من خير أو شر . فمن يعمل وزن ذرة من الذر الصغار (النمل) خيراً ، يجد ثوابه عند الله ، ومن يعمل وزن ذرة (نملة صغيرة) شراً ، يجد عقابه عند الله إلا أن يتجاوز الله عنه .
بعض الدروس من الآيات :
1- أخي المسلم : اشتغل بالحسنات ولا تحقر من المعروف شيئاً حتى لو كان الشيء يسيراً ، فإذا كان معك تمر مثلاً أو بسكويت أو ماء ، فأعط هذا منه وهذا منه ، وأعط الصغير والكبير . ولا تقل : ماذا تعني التمرة ؟ أو هذا شيء تافه . فقد قال  : ( اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ) رواه البخاري من حديث عدي بن حاتم  . وإذا كان ما معك شيء ، فقل كلمة طيبة ، لقوله  : ( وَلَوْ بِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ ) . وقال  : ( لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي وَلَوْ أَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَوَجْهُكَ إِلَيْهِ مُنْبَسِطٌ ... الحديث ) رواه أحمد (صحيح) . وقال  : ( لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ ) رواه الشيخان . فرسن شاة : ظلفها . ومن هذا كله تصدق بما يلي :
أ‌- نصف تمرة . ب- كلمة طيبة .
ج- ماء تصبه في إناء المستسقي .
د- تلقى أخاك ووجهك منبسطٌ إليه .
هـ - ظلف شاة ، وغير ذلك من سُبُل الخير والحسنات .
2- الحذر يا أخي المسلم من الذنوب كبيرها وصغيرها ، ولا يقل أحدنا هذه صغيرة لا تهم ، ومسألة سهلة وفيه خلاف ، بل يبتعد عن الإثم كله . وقد قال  لعائشة رضي الله عنها : ( يَا عَائِشَةُ إِيَّاكِ وَمُحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ فَإِنَّ لَهَا مِنْ اللَّهِ طَالِبًا ) رواه أحمد والنسائي وابن ماجة (صحيح) . وقال  في حديث سهل بن سعد  : ( إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا بَطْنَ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، حَتَّى حَمَلُوا مَا أَنْضَجُوا بِهِ خُبْزَهُمْ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يَأْخُذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ ) رواه أحمد والطبراني في الكبير والبيهقي في الشعب (صحيح) .
فتأمل أخي المسلم :
إن الصغائر قد تجتمع على العبد حتى تهلكه ، كما لوجمُع الحطب الصغير عوداً عوداً ، فتُنضج به الطعام . فانتبه لنفسك ! وفقك الله .
3- أخي ، اعلم أن الأرض سوف تشهد لنا أو علينا ، فلنكن ممن يعمل الحسنات ، فتكون الأرض شاهدةً له . ولا نعمل الذنوب فتكون الأرض شاهدةً علينا .
أخي ، فكّر في الأرض وشهادتها .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com
ابن الفرات
Admin
Admin
ابن الفرات


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 2577
نقاط : 6061
التقيم : 19
تاريخ الميلاد : 06/04/1984
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 40

 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم    تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يوليو 12, 2012 3:40 am

تفسير سورة الشرح
بسم الله الرحمن الرحيم

أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (Cool
التفسير :
ألم ننوِّر لك صدرك ونجعله فسيحاً رحباً واسعاً ؟ ألم نطهّر صدرك بشَقِّه وملئه إيماناً وحكمة ؟ ألم نجعل صدرك مستوعباً للقرآن الذي أنزلناه على قلبك فامتلأ سروراً وفرحاً ومحبة لتلقي العلم والإيمان ؟ وحططنا عنك وزرك ، فغفرنا لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، الذي أثقل ظهرك فكان حملاً ثقيلاً عليك . ورفعنا لك ذكرك ، فما أُذكَر إلا ذُكرت معي . فإن مع العسر يسراً ومع الشدة سهولة ، ومع الضيق فرجا . إن مع اليسر الواحد يسرين ( ولن يغلب عسرٌ يُسرين ) . فإذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها ، فاجتهد في طاعة ربك غاية الاجتهاد . وإلى ربك تضرع راغباً فيما عنده وحده دون سواه ، مخلصاً له في ذلك .
بعض الدروس من الآيات :
1- في الحديث الصحيح أن النبي  قال : ( فُرِجَ سَقْفِي وَأَنَا بِمَكَّةَ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَفَرَجَ صَدْرِي ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي ثُمَّ أَطْبَقَهُ ... الحديث ) رواه البخاري . والنبي  قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وكان  يدعو ويقول : ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلِي وَخَطَئِي وَعَمْدِي وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي .... الحديث) رواه الشيخان من حديث أبي موسى  .
2- أخي المسلم ، إذا تعسرت أمورك :
أ‌- اعلم أن العسر واحد واليسر اثنان ، واحمل هذه الجملة في ذهنك :" لن يغلب عسرٌ يسرين " وقد جاء عن الحسن مرسلاً : ( لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ ) وجاء في الشعب للبيهقي عن ابن مسعود  موقوفاً عليه : « لو أن العسر دخل في جحر لجاء اليسر حتى يدخل معه » .
ب‌- ادعُ الله  أن ييسّر أمرك . وفي حديث ابن عباس  قال : (كَانَ النَّبِيُّ  يَدْعُو رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ وَاهْدِنِي وَيَسِّرْ هُدَايَ إِلَيَّ ... الحديث) رواه ابوداود (صحيح) . وفي لفظ : ( وَيَسِّرْ الْهُدَى إِلَيَّ ) .
ج- توكّل على الله  وأكثر اللَّجَأَ إليه والاستغفار . وقد قال الله تعالى :
 فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا نوح(10-11).
3- أخي المسلم ، استغل أوقات الفراغ في طاعة الله  . وقد قال  : ( اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ ) ومنها ( وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ ) رواه الحاكم (صحيح) وقال  في حديث ابن عباس  : ( نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ ) رواه البخاري وغيره .
اغتنم فراغك وأنت في الشارع بالتسبيح وغيره ، وإزالة الأذى عن الطريق ، واغتنم فراغك عند لباس ثوبك وخلعه ، وعند ركوبك في السيارة ونزولك وسفرك وغير ذلك ، ولذا : ( كان  يُسَبِّحُ عَلَى ظَهْرِ رَاحِلَتِهِ حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ) يسبح : يصلي ، وجاء : ( غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْهَا الْمَكْتُوبَةَ ) رواه الشيخان .
4- إذا كان الموضوع فقراً وحاجةً فلا تحزن ، فإن هذا خيرٌ لك عند الله ، واصبر واحتسب ، وفي حديث فضالة بن عبيد  أنه  قال : ( لَوْ تَعْلَمُونَ مَا لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ لَأَحْبَبْتُمْ أَنْ تَزْدَادُوا فَاقَةً وَحَاجَةً ) رواه الترمذي (صحيح) .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com
ابن الفرات
Admin
Admin
ابن الفرات


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 2577
نقاط : 6061
التقيم : 19
تاريخ الميلاد : 06/04/1984
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 40

 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم    تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يوليو 12, 2012 3:41 am

تفسير سورة الشمس
الآيـــــات
بسم الله الرحمن الرحيم
] وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (Cool قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15) [
التفسير :
أُقسم بالشمس وضوئها في نهارها وقت الضحى ، والقمر إذا تلا الشمس بعد غروبها ، والنهار إذا أضاء وجلاّ الشمس حتى وضحت غاية الوضوح ، والليل إذا غشي الشمس وغطاها حين تغيب فتظلم الآفاق ، والسماء وبانيها البناء المرتفع بلا عمد ، والأرض وما بسطها وجعلها فِراشاً ممهدةً صالحةً للمعاش ، ونفس خلقها الله فأحسن خلقتها ؛ فبين لها طريق الخير وطريق الشر والهدى والضلال . قد فاز من طهّرها من الآثام والمعاصي وأقامها على طاعة الله ، وقد خسر وخسئ من أدخل نفسه في الذنوب والرذائل .
كذبت ثمودُ رسولهم صالحاً u بسبب ما كانوا عليه من الطغيان والبغي والكفر بالله ، حين قام أشقى القبيلة وأكثرهم تمرداً ، فقتل الناقة ، فقال لهم رسول الله صالح u :
لا تمسوا ناقة الله بسوء ، ولا تعتدوا عليها أو على شربها ؛ فإن لها شِرب يوم ولكم شِرب يوم معلوم ، فكذّبوا رسولهم صالحاً u وقتلوا الناقة ؛ فغضب الله عليهم فدمّرهم وجعل العقوبة نازلة عليهم جميعاً ، فلم يُفلت منهم أحد .
ولا يخاف الله عاقبة عذابه لهم ، فهو سبحانه العزيز الذي لا يُغالَب ، القادر على كل شيء .
بعض الدروس من الآيات :
1- أخي المسلم ، هل تؤدي شيئاً من النوافل وقت الضحى ؟
إني أدلك على صلاة الضحى ، فإن لها فضلاً .
وقد قالت أم هانئ رضي الله عنها : ( إِنَّ النَّبِيَّ r دَخَلَ بَيْتَهَا يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَاغْتَسَلَ وَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ فَلَمْ أَرَ صَلَاةً قَطُّ أَخَفَّ مِنْهَا غَيْرَ أَنَّهُ يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ) رواه الشيخان .
وفي حديث أبي ذر t عن رسول الله r عن الله U أنه قال : ( ابْنَ آدَمَ ارْكَعْ لِي مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ أَكْفِكَ آخِرَهُ ) رواه الترمذي (صحيح) .
وصلاة الضحى لاحدَّ لأكثرها (مثنى مثنى ) وأقلها ركعتان ، وتجزئ كما جاء في حديث أبي ذر t أنه r قال : ( يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى ) روه مسلم .
فلا تفوتك يا أخي ركعتا الضحى .
2- إن المولود يولد على الفطرة ، كما قال r : ( مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ ) رواه الشيخان .
أخي ، اتق الله في أولادك ، فإنهم مولودون على الفطرة المستقيمة ، والوالدان هما اللذان يربيان الولد ، فهل نربي أولادنا على توحيد الله وعبادته وطاعته وترك معاصيه ، كما ولد نقياً مستقيماً ؟ أو يربي أحدنا ولده على معصية الله والإعراض عن ربه ؟
نريد أن ننتبه ! فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ ، فالغالب أن الولد يستقيم باستقامة أبويه (أمه وأبيه) وبتربيته على الاستقامة ، وينحرف بانحراف أبويه (أمه وأبيه) وبتربيته على الانحراف .
3- أيها العبــد : إن طريق الخير والشر واضحان . لكن هل نسلك طرق الخير وطاعة الله ؟ أو نسلك طرق الشر ومعصية الله ؟
اعرف نفسك وانتبه لحياتك . يبحث كل واحد منا عن الفلاح بتطهير نفسه من الذنوب . ومن رأيته يقع في الذنوب فإنما هو يغمس نفسه في الرذيلة والخسة . فليبحث العاقل عن الطهارة لاعن الخسة .
4- ادعُ الله U:( اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا ) لثبوت ذلك عنه r في حديث زيد بن أرقم t من رواية مسلم .
5- ليحذر العبد ! فلا يكن أشقى مجتمعه ، أو أشقى أسرته ، أو أشقى من يعملون في عمله . فعلى كل شخص أن يعمد ليكون أتقى مجتمعه وأسرته وعمله ، فمن كان من أهل القنوات ، فليكن أتقى من يرسل للناس في قناته ، يبث كل نافع للأمة ، ودعوة إلى الله وصدق وعلم . ولا يكن أشقى أهل القنوات ، فيبث كل فساد ومحرم وغناء وطرب وتمثيل ونحوها . وهكذا كل شخص في عمل أو أسره أو مجتمع أو غير ذلك . احرص أن تكون أتقاهم لله ، لا تكن أشقاهم وأبعدهم عن الله .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com
ابن الفرات
Admin
Admin
ابن الفرات


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 2577
نقاط : 6061
التقيم : 19
تاريخ الميلاد : 06/04/1984
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 40

 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم    تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يوليو 12, 2012 3:41 am

تفسير سورة الضحى
بسم الله الرحمن الرحيم

 وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (Cool فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11) 
التفسير :
أُقسم بالضحى - وهو : أول النهار ، من طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح إلى قبيل الزوال – وما في هذا الضحى من النور البهي ونشر الضياء في الأرض ، والليل إذا غطى العالم بظلامه ، ما تركك ربك – أيها النبي – ولا تخلى عنك ولا أبغضك ، بل أحبك وأدناك . وللدار الآخرة خير لك – أيها النبي - من هذه الدار الفانية ، فازهد في الدنيا وانظر للأخرى . وسوف نعطيك في الدار الآخرة من النعيم والكرامة ما يرضيك . ألم يجدك يتيماً قد مات أبوك ، فآواك ورعاك وحرسك وحماك وحفظك من كل سوء ؟ ووجدك ضالاً لا تعرف ديناً ولا كتاباً ولا علماً ، فهداك وعلمك ما لم تكن تعلم ، ووفقك واختارك لرسالته (رحمةً للعالمَين ) ، ووجدك فقيراً فأغناك عمن سواه ، وقنّعك بما آتاك من الرزق . فأما اليتيم فلا تُذِله وتُهنه ، بل أحسن إليه وكن له كالأب الرحيم . وأما السائل فلا تنهره ، بل أعطه ما تيسر ولِنْ له في القول ، وكن معه في حاجته . وأما بنعمة ربك من الإيمان والوحي والرسالة والعلم وغيرها من النعم التي لا تعد ولا تحصى ، فحدث وانشر ذلك وأكثر من الشكر لله ، وعلّم الخلق تعبداً لله واعترافاً بفضله .
بعض الدروس من الآيات :
1- أيها المسلم ، احمد الله واشكره على ما أولاك من النعم التي لا تعد ولا تحصى . فمن الذي هداك إلى هذا الدين (دين الإسلام ) ؟ ومن الذي رباك ؟ ومن الذي حفظك ورعاك ؟ إنه الله  . لكن ماذا قابلت هذا الإحسان وهذه النعم ؟
هل شكرت الله عليها ، وشكرت من أسدى إليك معروفاً ؟ فقد قال  في حديث أبي هريرة  : ( لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ ) رواه ابوداود (صحيح) .
2- اهتم بالآخرة ، فهي خير وأبقى ، واجعلها نصب عينيك دائماً ، وأما الدنيا فكن فيها كما قال  : (كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ ) رواه البخاري عن ابن عمر  .
3- الزم القناعة بما آتاك الله ، وقد قال  في حديث ابي هريرة  : ( وَكُنْ قَنِعًا تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاسِ ... الحديث ) رواه ابن ماجه والبيهقي في الشعب (صحيح) .
4- احترم اليتيم وأحسن إليه ، ففي الحديث عن رسول الله  : ( أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى ) رواه البخاري .
5- أعط السائل ولا ترده حتى لو تعطيه شيئاً يسيراً ما استطعت - وهذا سائل الحاجة كالمال ونحوه - وقد قال  في حديث حواء بنت السّكن رضي الله عنها : ( رُدُّوا السَّائِلَ وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحْرَق ) رواه أحمد والنسائي (صحيح) . ومن سأل العلم فأجبه ولا ترده .
6- تحدث بنعمة الله عليك من الخيرات ، ولِيُرَ أثرُ نعمة الله عليك . وقد قال  في حديث عبد الله بن عمرو  : ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبَّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ ) رواه الترمذي ( حسن) .













الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com
ابن الفرات
Admin
Admin
ابن الفرات


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 2577
نقاط : 6061
التقيم : 19
تاريخ الميلاد : 06/04/1984
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 40

 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم    تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يوليو 12, 2012 3:41 am

تفسير سورة الطارق
الآيـــــات
بسم الله الرحمن الرحيم

 وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (Cool يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10) 
التفسير :
أُقسم بالسماء وما فيها من الكواكب النيرة .وما يخبرك أيها النبي ما الطارق ؟ إنه النجم المضيء الذي يثقب الظلام بنوره . إنْ كلُّ نفس إلا وعليها حافظ من الله ، يحرسها ويحميها من الآفات ، ويحصي أعمالها ، ويكتب أفعالها وأقوالها . فلينظر الإنسان من أي شيء خلق ؟ تنبيه على ضعف أصله ، خُلق من مني يخرج دافقاً من الرجل ومن المرأة ؛ فيتولد منهما الولد بإذن الله سبحانه ، يخرج هذا الماء الدافق (المني) من ظهر الرجل وصدر المرأة . إن الله قادر على بعثه بعد الموت وحسابه ، ذلك اليوم تُختبر السرائر، وتعلم العقائد والنيات ، وفي ذلك اليوم ليس لهذا المكذب بالقيامة والبعث ، من قوة يدفع بها عن نفسه عذاب الله ، ولا ناصر يفكه وينقذه ويخلصه من العذاب .
بعض الدروس من الآيات :
1- إن الله  قد وكل بالعبد ملائكة ، وهم على أصناف :
أ‌- صنف يحفظ من الآفات ، كما قال تعالى : ¬ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ  الرعد(11) بمعنى (بأمر) الله ، وهذا من فضل الله على العبد ، ولذلك انظر كم مضى عليك من السنين ، فلم تسقط على وجهك ، ولم تصب في عينك أو جسمك ، فأنت محفوظ بأمر الله سبحانه ، فإذا جاء قدر الله على العبد ، الذي كتبه وقضاه ، تخلى هؤلاء الملائكة عن العبد .
ب‌- صنف يكتب على العبد أعماله وأقواله ، وحسناته وسيئاته ، كما قال تعالى :
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ  ق (18) وقال تعالى :  كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ  الانفطار (11-12).
ج- صنف قرين من الملائكة ، كما قال  : (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنْ الْجِنِّ وَقَرِينُهُ مِنْ الْمَلَائِكَةِ ) [ رواه مسلم ].
د- صنف يُبعث فيُؤمر بأربع كلمات – والعبد في بطن أمه – فُيكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ، وذلك بعد مضي 120 يوماً على النطفة وغير ذلك من الملائكة .
فيا أيها العبد : احمد الله واشكره ، الذي حفظك من الآفات ، وعلينا أن نستحي من الله ، فلا نرتكب الذنوب ، فتُكتب علينا . وإذا أذنب أحدنا فليتب إلى الله ويستغفر ويعود إلى ربه . ولنحذر من قرين الجن ؛ لأنه في لفظ : ( من الشياطين ) وليحمد الله العبد إذا حصل له لمّة الملك ، كما قال  في حديث ابن مسعود  : ( إِنَّ لِلشَّيْطَانِ لَمَّةً بِابْنِ آدَمَ وَلِلْمَلَكِ لَمَّةً فَأَمَّا لَمَّةُ الشَّيْطَانِ فَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ وَأَمَّا لَمَّةُ الْمَلَكِ فَإِيعَادٌ بِالْخَيْرِ وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مِنْ اللَّهِ فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ الْأُخْرَى فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ثُمَّ قَرَأَ  الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ..الْآيَةَ )[ الترمذي صحيح]
2- احذر من الغدر ونية السوء ، وقد قال  في حديث ابن عمر Sadيُرْفَعُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ فَقِيلَ هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ ) [مسلم] وهذا يوم القيامة يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُوالله أعلم .






الآيـــــات
 وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17) 
التفسير :
وأقسم بالسماء ذات الأمطار ، وأقسم بالأرض التي تتصدع وتتشقق بالنباتات والزروع ، إن هذا القرآن لقول حق وحكم عدل ، فيفصل بين الحق والباطل ، والهدى والضلال ، وليس القرآن لهواً ولعباً ، بل هو جد وحق لا يتطرق إليه الباطل . إن الكفار يكيدون للنبي  وللمؤمنين ، ويمكرون بهم خفية ، وأنا أقابل كيدهم بكيدي ، وبما هو أخفى وأشد وأمضى ، فأُبطل مكرهم وأُحبط كيدهم .
فأنظر -أيها النبي- الكفار ولا تتعجل لهم ، أمهلهم قليلاً وسترى ماذا أحل بهم من العذاب والنقمة والهلاك .
بعض الدروس من الآيات :
1- القرآن قولٌ فصل ، ولذا :
أ‌- لا يجوز الاختلاف فيه (في أنه فصل وحق ، ويهدي للتي هي أقوم ، أو اختلاف القلوب ) ولذا قال  في حديث جندب  : ( اقْرَءُوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ قُلُوبُكُمْ فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا عَنْهُ ) رواه الشيخان.
ب‌- لا تجوز المجادلة في القرآن بالباطل ، فقد قال  في حديث أبي جهيم  : (فَلَا يُمَارُوا فِي الْقُرْآنِ فَإِنَّ مِرَاءً فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ ) رواه احمد (صحيح).
2- إنّ الكافرين يكيدون للمؤمنين في دعوتهم إلى خلاف القرآن ، فعلى المؤمنين أن يتنبهوا لذلك بما يلي :
• التمسك بهذا القرآن علماًً وعملاً ودعوةً وتطبيقاً وتحاكماً وعقيدةً وأخلاقًا ومعاملةً ، وغير ذلك مما في القرآن . كما قال  في حديث عبد الرحمن بن شبل  : (اقْرَءُوا الْقُرْآنَ وَلَا تَغْلُوا فِيهِ وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ وَلَا تَأْكُلُوا بِهِ وَلَا تَسْتَكْثِرُوا بِهِ ) رواه أحمد (صحيح) .
• العلم بأن الله ناصرٌ كتابه ، وعبادَه المؤمنين ، وأنه يكيد للكافرين كما يكيدون لأهل الإسلام  وَأَكِيدُ كَيْدًا  [الطارق] .
• النصيحة لهذا القرآن ، كما قال  : (الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ) رواه مسلم من حديث تميم الداري  .


















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com
ابن الفرات
Admin
Admin
ابن الفرات


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 2577
نقاط : 6061
التقيم : 19
تاريخ الميلاد : 06/04/1984
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 40

 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم    تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يوليو 12, 2012 3:42 am

تفسير سورة العاديات
بسم الله الرحمن الرحيم
 وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (Cool أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11) 
التفسير :
أُقسم بالخيل التي تعدو مسرعةً للجهاد في سبيل الله فلها صهيلٌ من ذلك الجري . فالخيل التي توري النار بحوافرها أثناء عدوها للجهاد في سبيل الله . فالخيل التي تُغير على أعداء الله صباحاً ، فهيجن الغبار على أعداء الله ، فدخلت الخيل بالفرسان وسط العدو في المعركة حيث يشتد القتال . إنّ الإنسان لربه لكفور ، يجحد نعمه تعالى عليه ، وإنه على جحده وإنكاره نِعَم ربه ، لشهيد على نفسه بعمله وتصرفاته . وإنه لحب المال لشديد ( حُبّاً جمّاً) أفلا يعلم الإنسان ما الذي وراءه إذا أُخرجَ من قبره للبعث والجزاء والحساب ، وأُبرز وأُظهر ما في الصدور مما كان سراً . إن ربهم لعالمٌ بجميع أعمال عباده ، لا يخفى عليه منها شيء ، ومُجازيهم عليها يوم القيامة .
بعض الدروس من الآيات :
1- للخيل مكانة مهمة في الجهاد في سبيل الله ، وقد قال  في حديث عروة البارقي  : ( الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ الْأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ ) رواه الشيخان . ولذا يا أخي إن أمكنك أن تربي لك خيلاً في سبيل الله ، لا رياءً ولا سمعةً فافعل ، لما في ذلك من الأجر العظيم ، كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( الْخَيْلُ لِثَلَاثَةٍ لِرَجُلٍ أَجْرٌ وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ فَأَمَّا الَّذِي لَهُ أَجْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأَطَالَ فِي مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ فَمَا أَصَابَتْ فِي طِيَلِهَا ذَلِكَ مِنْ الْمَرْجِ أَوْ الرَّوْضَةِ كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٍ وَلَوْ أَنَّهَا قَطَعَتْ طِيَلَهَا فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ كَانَتْ أَرْوَاثُهَا وَآثَارُهَا حَسَنَاتٍ لَهُ وَلَوْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَهَا كَانَ ذَلِكَ حَسَنَاتٍ لَهُ ...الحديث ) رواه الشيخان . حتى الروث والشرب والرعي والأثر للخيل في هذا الحديث هو حسنات .
2- إن أكثر الناس جَحُودٌ لنعم ربه ، وهو شاهد على نفسه بذلك . فتراه يتنعم بالنعم - من الله – التي لا تعد ولا تحصى ، ولكنه يجعل هذه النعم في معصية الله  ، فينفق المال في المحرمات والإسراف والتبذير ، ويجعل نعمة السمع في سماع ما حرم الله ، ويجعل نعمة البصر في النظر إلى ما حرم الله . بل كلما كان أكثر مالاً كان أكثر طغياناً إلا من رحم الله . فلينتبه كلنا لهذا الموضوع ، ولْيتق الله في نعم الله عليه ، ولْيجعلها في طاعة الله ولا يجعلها في معصية الله .
3- أيها الإنسان ، أيها العاقل ، انتبه لنفسك قبل الموت ! فإننا لا ندري ما الذي ينتظرنا ( اعمل الصالحات ، تجنب المحرمات ، ابكِ على خطيئتك ) . يقول  في حديث انس  : ( وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ) رواه الشيخان . وفي حديث أبي الدرداء Sadوَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ ) رواه الترمذي والحاكم (حسن) .




















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com
ابن الفرات
Admin
Admin
ابن الفرات


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 2577
نقاط : 6061
التقيم : 19
تاريخ الميلاد : 06/04/1984
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 40

 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم    تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يوليو 12, 2012 3:42 am

تفسير سورة العصر
بسم الله الرحمن الرحيم

 وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) 
التفسير :
أُقسم بالزمان كله (الدهر) إن الإنسان لفي خسارة وهلاك إن لم يؤمن بالله ويُطع رسله ، إلا الذين آمنوا بالله واتبعوا رسوله  وعملوا الأعمال الصالحة (بإخلاص ومتابعة) وأوصى بعضهم بعضاً بالحق (فعل ما أمر الله به ورسوله  وترك ما نهى الله عنه ورسوله  ) وأوصى بعضهم بعضاً بالصبر بجميع أنواعه ، وصبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على أقدار الله المؤلمة ( المصائب كالمرض وغيره) .
بعض الدروس من الآيات :
1- أيها الإنسان : أنت في وقتك على أحد نوعين :
• إما أن تشتغل في طاعة الله  ، فأنت رابح أعظم الربح ولذلك تفكر في يومك وساعتك ودقيقتك أين تنفقها . وإن العمر كله هو وقتك فاغتنمه كما قال Sadوَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ) فاملأ ساعاتك بالطاعات والحسنات .
• وإما أن تشتغل بغير طاعة الله  ، فمن كان كذلك فهو في خسارة .
أما يعرف أحدنا إن كان هل هو رابح أو خاسر ؟
2- حقّق أربع مسائل ، فمن حفظها سلم من الخسارة :
أ‌- الإيمان الصادق .
ب- العمل الصالح بالقلب والجوارح .
ج- أوصِ الناس والأهل بالحق ، وكن دائماً : يا أخي اعمل كذا ،
يا أخي اعمل كذا ، حافظ على الصلاة ، أكرم الضيف ، وكل حق .
د- أَوصِ بالصبر : اصبر أخي على المصيبة ، اصبر على الطاعة ، اصبر عن الذنوب . وقد أوصى رسول الله  أصحابه فقال : ( فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ ) رواه الشيخان .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com
ابن الفرات
Admin
Admin
ابن الفرات


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 2577
نقاط : 6061
التقيم : 19
تاريخ الميلاد : 06/04/1984
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 40

 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم    تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يوليو 12, 2012 3:43 am

تفسير سورة اقرأ
بسم الله الرحمن الرحيم
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (Cool أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19) 
التفسير :
اقرأ – يا محمد- مبتدئاً بذكر اسم ربك الذي خلق العالم كله . خلق الإنسان من ذرية آدم من دمٍ غليظ . اقرأ وربك الذي لا يوازيه ولا يساويه أحدٌ في كرمه وإحسانه ، وسيكرمك ويشرفك . الذي علم عباده الكتابة والخط بالقلم . علم الإنسان مالم يعلمه ، فنقله من الجهل إلى العلم . حقاً ، إن ابن آدم ليطغى (يتجاوز الحد) إذا رأى نفسه قد استغنى وكثر ماله ، وهذا من ضعف إيمانه . إن إلى ربك العودة والمصير ، وسيحاسبه على ماله . أرأيت الذي ينهى عن طاعة الله ؟ وهل طاعة الله جريمة حتى ينهى عنها ؟ ينهى العبد عن الصلاة لله ، وهو هنا : أبو جهل - ينهى محمداً  - وكذا من كان على شاكلته ممن ينهى عن الطاعة لله . في ظنك إن كان هذا العبد الذي تنهاه على هدى الله ، وعلى الطريق المستقيم الموصل إلى سعادة الدنيا والآخرة ، أو كان الذي تنهاه يأمر غيره بتقوى الله ، فكيف تتوعده ؟
أرأيت – أيها النبي – إن كان هذا الناهي قد كذب بالدين وأعرض عنه ، فكيف يكون حاله إذا لقي ربه ؟ ألم يعلم هذا الناهي بأن الله يرى أعماله وسيجازيه عليها ؟ كلا ! لئن لم يرجع عما هو فيه من الشقاوة وأذية رسولنا ومحاربة دين الله لنأخذه بناصيته إلى جهنم . ناصية كاذبة في قولها ، خاطئة في أفعالها . فليدع عند ذلك رجال مجلسه لنصرته ، وهيهات أن ينصروه ! سندع ملائكة العذاب الغلاظ الشداد ؛ حتى يعلم من يغلب ، أحزبنا أم ناديه ورجاله ؟ كلا ! فليس الأمر كما اعتقد هذا الكافر . فلا تطعه فيما ينهاك عنه من المداومة على العبادة والصلاة . وصلِّ لربك وأكثر من التقرب .

بعض الدروس من الآيات :
1- أيها المسلم :
أ‌- تعلم القراءة (اقرأ) وليكن تعلم قراءة القرآن مقدماً على كل شيء ؛ حتى تكون ماهراً بالقرآن ، لقوله  : ( الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ ) رواه الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها. .
ب‌- تعلم الكتابة حتى تستطيع أن تكتب العلم وتقيد ما تحتاج بالكتابة ، فإن العلم الرسمي (بالكتابة) يستلزم العلم الذهني واللفظي ولا عكس .
2- كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى  اجعل هذه الآيات نصب عينيك أيها العبد الذي آتاك الله المال ؛ حتى تحذر من الطغيان . وإن الناظر إلى كثير من الطغيان ، يجد أنه من الأغنياء أصحاب الأموال ، فالقنوات الفضائية التي تنشر المنكرات يملكها الأغنياء ، والفنادق التي تبيع المحرمات وتقوم بتشغيل الرجال والنساء مختلطين ، يملكها الأغنياء ، والبيوت التي توجد فيها الوسائل المعينة على المنكر يملكها الأغنياء ، والملابس التي فيها الإسراف وكذلك المطاعم والمشارب التي فيها إسراف هي للأغنياء ، وغير ذلك . فيا أيها الأغنياء اتقوا الله في أموالكم واتركوا الطغيان .
3- أيها المسلم : مُر بالمعروف وانْهَ عن المنكر ، ولا تكن بالعكس ، ممن يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف ، فينهى عن الصلاة ، وينهى عن الصدقة ، وينهى عن الاحتساب لوجه الله ، وينهى عن قول كلمة الحق ، ينهى عن الخير ، ينهى عن طلب العلم ، ويأمر بالتمثيل ، يأمر بالموسيقى والمعازف ، ويأمر بالمعاملات الربوية ، يأمر بشرب الدخان والمخدرات ، وغير ذلك . والأمر بالمنكر والنهي عن المعروف يكون بالقول وبالفعل . فليحذر المسلم من هذا ، وحتى لا يتشبه بأبي جهل كما في حديث ابن عباس  قال Sad قَالَ أَبُو جَهْلٍ لَئِنْ رَأَيْتُ مُحَمَّدًا يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ لَأَطَأَنَّ عَلَى عُنُقِهِ فَبَلَغَ النَّبِيَّ  فَقَالَ لَوْ فَعَلَهُ لَأَخَذَتْهُ الْمَلَائِكَةُ ) رواه البخاري .
4- في حديث أبي هريرة  قال : ( سَجَدْنَا مَعَ النَّبِيِّ  فِي إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ وَاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ) رواه مسلم .




















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com
ابن الفرات
Admin
Admin
ابن الفرات


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 2577
نقاط : 6061
التقيم : 19
تاريخ الميلاد : 06/04/1984
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 40

 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم    تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يوليو 12, 2012 3:43 am

تفسير سورة الغاشية
بسم الله الرحمن الرحيم
 هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ (6) لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (7) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (Cool لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10) لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11) فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12) فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16)
التفسير :
هل جاءك –أيها النبي- خبر القيامة ، التي تغشى الناس بأهوالها ، وتعمهم . وجوهٌ في ذلك اليوم ذليلة حقيرة ؛ لقبح ما قدمته من الأعمال . عملت عملاً كثيراً ، وتعبت فيه ، ولكن لا نفع فيه ؛ لمخالفته أمر الله ونهيه ، تصلى وتحرق بنارٍ شديدة الحر ، تُسقى شراباً من عينٍ قد اشتد حرُّها وغليانها حتى بلغ الغاية . ليس لهم في النار طعام إلا من شجر النار ذي الشوك الخبيث المنتن الحار ، لا يسمن منه آكله ، ولا يندفع به جوع . وجوه يومئذ حسنة جميلة ، يُرى عليها اثر النعيم ؛ لعملها الصالح في الدنيا ، راضية في الآخرة فرحة به . في جنة رفيعة بهية . لا تسمع في الجنة كلمة لغو . فيها عينٌ سارحة بالماء العذب الزلال اللذيذ . في الجنة سرر عالية ، ناعمة ، كثيرة الفرش ، مرتفعة السمك . وفي الجنة أقداح لا عُرى لها ؛ للشرب ، معدة مهيأة لمن أرادها من أهلها . وفي الجنة الوسائد ، قد صُف بعضها إلى بعض ، تهيئةً وراحةً للجلوس ، وجمالاً في التنظيم . وفي الجنة بُسُط جميلة ، قد بُثّت هنا وهنا لمن أراد الجلوس ، فهي كثيرة مهيأة في كل مكان .
بعض الدروس من الآيات :
1- أيها المسلم ، احذر من نار جهنم ، فإنها شديدة الحرارة . وقد قال  في حديث أبي هريرة  : ( نَارُكُمْ هَذِهِ الَّتِي يُوقِدُ ابْنُ آدَمَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ قَالُوا وَاللَّهِ إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنَّهَا فُضّلَتْ عَلَيْهَا بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا كُلُّهَا مِثْلُ حَرِّهَا ) رواه مسلم .
2- يشترط لقبول العمل :
أ‌- الإخلاص لله  .
ب‌- المتابعة لرسول الله  .
ج- أن لا يريد بعمله الدنيا ، بل يريد به الآخرة . وهذا يدخل في المتابعة ولكن من باب التفصيل ، فالعبد إن لم يخلص وقع في الشرك ، وإن لم يتابع رسول الله ، بل على خلافه ، وقع في الابتداع .
فاحرص أخي المسلم على الإخلاص والمتابعة في كل أعمالك ( عباداتك لله  ) .
3- اطلب الجنة (جمَال الوجوه) ، كما قال  في حديث أبي هريرة  : ( أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُورَتُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ... الحديث ) رواه الشيخان .
ورفع الدرجات ، وفي حديث عبادة بن الصامت  : ( فِي الْجَنَّةِ مِائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ وَالْفِرْدَوْسُ أَعْلَاهَا دَرَجَةً ...الحديث)رواه الترمذي وأحمد (صحيح).
4- قال  في حديث أبي هريرة : ( فُجِّرَتْ أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ مِنْ الْجَنَّةِ الْفُرَاتُ وَالنِّيلُ وَسَيْحَانُ وَجَيْحَانُ ) رواه أحمد (حسن) .
5- في الجنة الراحة التامة ، والنعيم المقيم ، فهل من مشمّر ؟
قل إن شاء الله ، وشمّر إلى تلك الدار .







الآيـــــات
أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22) إِلا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26) 
التفسير :
أفلا ينظرون إلى عجيب خلق الإبل وتركيبها ، ففيه دلالة على قدرة الله العظيمة . وإلى السماء كيف رُفعت ، وهي سقف محفوظ بلا أعمدة . وإلى الجبال كيف نُصبت على الأرض نصباً قوياً ثابتاً . وإلى الأرض كيف بُسطت ، فكانت ممهدةً مفروشة ؛ ليعيش عليها الناس وغيرهم .
فذكر – أيها النبي – بآيات الله الشرعية ( القرآن ) والكونية ( المخلوقات) وبكل ما أُرسلتَ به إلى الناس ، فإنما عليك البلاغ ، لست عليهم بجبار ولا مُكرِهاً على الإيمان . لكن من أعرض عن الإيمان ، وكفر بالرسالة ، فيعذبه الله العذاب الشديد في نار جهنم . إن النار رجوعهم وعودتهم . ثم إن علينا حساب الناس يوم القيامة ، فنجازي كلا ً الجزاء اللائق ، إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر .
بعض الدروس من الآيات :
1- أيها العبد : أنظر في آيات الله الكونية (هذه المخلوقات) ومنها :
أخرج من منزلك وأنظر إلى الإبل وما فيها من بديع الخلق والقوة والشدة ، وانقياده للضعيف ، وما فيها من المنافع ، فيُشرب لبنها ، ويُؤكل لحمها ، ويُنتفع بوبرها ، وتحمل الأثقال ، وفيها جمال ، بل ويُشرب بولها لبعض الأمراض ، وفي حديث العُرنيين أن الرسول  (أمرهم أن يلحقوا بالإبل يشربوا من أبوالها وألبانها ، لأنهم كانوا مرضى ، فشربوا حتى صحّوا) ، وهو حديث صحيح . ويُشرب لبنها مع بولها لبعض أمراض الكبد .
2- أنظر إلى السماء وإلى الأرض وإلى الجبال ، وتأمل هذا الخلق العجيب ، الذي ورد الأمر بالنظر إليه في آيات كثيرة في القرآن . فلنطبق هذا الأمر الإلهي حتى يزيد عندنا الإيمان .
كان بعض السلف يقول : أخرجوا بنا حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت ، وإلى السماء كيف رُفعت .
حاول أن تفعل ذلك ، ولو مرةً واحدة .
3- أيها الداعية ، ذكّر الناس بما يلي :
أ‌- القرآن  فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ سورة ق (45).
ب‌- ذكر بآيات الله الكونية (المخلوقات) . قل للناس : أيها الناس ، تفكروا في خلق الإبل ، وخلق السماء ، وخلق الأرض والجبال ، وخلق أنفسكم ، وغير ذلك من المخلوقات .
ج- ذكِّر بنعم الله على عباده التي لا تعد ولا تحصى .
د- ذكِّر بالرقابة الإلهية على العبد ، وأن الله مطلع عليه ، فأين يذهب منه ؟
هـ - ذكّر الخلق بما خُلقوا من أجله إِلا لِيَعْبُدُونِ  الذاريات (56).
و- ذكّر بعظمة الله وقدرته العظيمة .
ز- ذكِّرْ ، مبشراً بالجنة للمؤمنين ، ومحذراً من النار لمن أعرض وعصى ، وبالقيامة وما في ذلك الموقف من الحسرات . وغير ذلك من التذكير .
4- إنّ خلق السماء والأرض والجبال التي يراها كل أحد ولا تخفى على أحد في العالم ، هو منهج لدعوة كثير من الخلق إلى دين الإسلام ، ودعوة كثير من الخلق إلى زيادة الإيمان ، فإن العالم متفق على أن الله هو الذي خلقها . فليقم الداعية باستعمال هذا المنهج القرآني ، مستدلاً به على توحيد الألوهية " إن المتفرد بالخلق بهذا العالم ، هو الذي يجب أن يُعبد وحده لا شريك له " وقد كان خلق السماء والأرض والجبال خلقاً عظيماً عند العقلاء من المتقدمين ، ولذلك قال أنس  : ( جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَتَانَا رَسُولُكَ فَزَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَكَ قَالَ صَدَقَ قَالَ فَمَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ قَالَ اللَّهُ قَالَ فَمَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ قَالَ اللَّهُ قَالَ فَمَنْ نَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ وَجَعَلَ فِيهَا مَا جَعَلَ قَالَ اللَّهُ قَالَ فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَخَلَقَ الْأَرْضَ وَنَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ آللَّهُ أَرْسَلَكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِنَا وَلَيْلَتِنَا قَالَ صَدَقَ قَالَ فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا قَالَ نَعَمْ قَالَ وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا زَكَاةً فِي أَمْوَالِنَا قَالَ صَدَقَ قَالَ فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا قَالَ نَعَمْ قَالَ وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا صَوْمَ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي سَنَتِنَا قَالَ صَدَقَ قَالَ فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا قَالَ نَعَمْ قَالَ وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا حَجَّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا قَالَ صَدَقَ قَالَ ثُمَّ وَلَّى قَالَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَزِيدُ عَلَيْهِنَّ وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُنَّ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ ) رواه مسلم .
5- إنّ الداعية ليس مسيطراً على الناس ، وإنما هو يدعو فقط . وقد أمر الله بقتال الكفار حتى يقولوا ( لا إله إلا الله ) ، كما قال  : ( أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِذَا قَالُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ ) رواه الشيخان عن ابي هريرة  ، ورواه مسلم من حديث أبي الزبير عن جابر  .
































الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com
ابن الفرات
Admin
Admin
ابن الفرات


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 2577
نقاط : 6061
التقيم : 19
تاريخ الميلاد : 06/04/1984
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 40

 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم    تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يوليو 12, 2012 3:43 am

تفسير سورة الفجر
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِي (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ (Cool وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِي (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الأوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) 
التفسير :
أُقسم بفجر كل يوم ، إذا أضاء وأشرق ، وليالي عشر ذي الحجة ؛ لفضلها ، والزوج والفرد من كل صنف ، والليل إذا ذهب بظلامه . هل في ما أقسمتُ به من الفجر وما ذُكر ، قسماً لذي لُبٍ وعقلٍ نيَّر ، يدل صاحبه ويذكره بقدرة الله العظيمة ؟ فيعود إلى ربه عابداً له وحده لا شريك له .
ألم تعلم – أيها النبي – ماذا فعل ربك بعاد ، لما كذبوا رسولهم هوداً  ؟ فأهلكهم الله بريح صرصر عاتية .
وهم أهل مدينة إرَم ذات البناء القوي المرتفع ، التي لم يُخلق مثلها في بنائها ، وقوة أهلها وشدتهم .
وثمود الذين قطعوا الصخور بوادي القرى ، ونحتوها بيوتاً لهم ، أهلكناهم ودمرناهم لما كذبوا رسولهم صالحاً وعقروا الناقة . وفرعون ذي الجيوش القوية ، التي تشد له أمره وتعينه عليه ، دمرناه وقومه .فهؤلاء الأمم ( عاد وثمود وفرعون ) طغوا في الأرض بتكذيب الرسل والإكثار من الذنوب والإفساد في الأرض ، فأنزل عليهم ربك رجزاً من العذاب ، وأحل بهم عقوبته ، فدمرهم وأبادهم . إن ربك يرصد أعمال خلقه ، ويجازي كلاً بسعيه ، في الدنيا والآخرة .
بعض الدروس من الآيات :
1- رسالة إلى أصحاب الألباب (العقول النيرة) بأن يتأملوا هذا القسم المؤكد في أربعة أمور:
أ‌- الفجر ، وذلك من وجوه :
- منها : هل أدّينا العبادة المتعلقة بالفجر كما أمر الله ، كصلاة الفجر (قرآن الفجر ) التي أخبر النبي  عنها في الحديث الصحيح ، أنها أثقل الصلاة على المنافقين ، فهل أديت الواجب المتعلق بالفجر؟ .
- ومنها :هل قمنا بالعبادات المندوبة في الفجر كل يوم ؟كأذكار اليوم بعد الفجر (أذكار الصباح)0
- ومنها : المتأمل ما في طلوع الفجر من المنافع ، لي ولك وللخلق بالسير في المعاش .
- ومنها : انبلاج الفجر ، وما فيه من الآيات العظيمة ، الدالة على قدرة الله العجيبة .
ب‌- الليالي العشر والعناية بها (عشر ذي الحجة ) : وقد قال  :
( مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْء ) رواه الترمذي (صحيح) .
فيا أخي ، اعمل كثيراً من الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة ، واحرص على ذلك .
ج - الشفع والوتر : فكل عبادة هي شفع أو وتر ، فأحسن القيام بها . ومن ذلك صلاة الوتر . وقد قال  ( إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ أَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ ) رواه أبوداود من حديث علي  (صحيح) . وما من شيء مما خلق الله من الشفع والوتر يمرُّ بك ، إلاّ تأمل فيه القدرة العظيمة للذي خلقه سبحانه .
د- الليل إذا يسرِ : فماذا قدمت في هذا الليل ، من العبادات ؟
وقد قال  : ( أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ الصَّلَاةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ ) رواه مسلم عن ابي هريرة  .
2- أيها المسلم ، اعلم أن العبد إذا عاش في هذه الدنيا ، مهما طال عمره أو قصر وكُلِّف ، فإن أعماله مرصودة . فلينتبه كل واحدٍ منا لنفسه في قوله وفعله ! وليتذكر رَصْدَ العمل والقول والجزاء على ذلك ؛ حتى يعيش أحدُنا في رقابةٍ لحركاته وسكناته ، فما كان صالحاً عَمِلَه ، وماكان غير صالح انتهى منه .
اجعل - أخي- هذه الآيات نصب عينيك ، عند كل عمل :
 إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ الفجر(14) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ  ق(18) وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا  يس (12) .
الآيـــــات
 فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20) كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي(30
التفسير :
فأما الإنسان إذا ما امتحنه ربه ، فأكرمه بالمال ، ونعّمه بالخيرات ، فيقول ربي أكرمنِ لمنزلتي عنده . وأما إذا ما اختبره ، فضيّق عليه رزقه ، فيقول ربي أهاننِ لهواني عليه . كلا ! فليس الأمر كما يرى . فليس الإعطاء تكريماً ، وليس التضييق إهانةً . ولكنكم لا تكرمون اليتيم ولا تكفلونه مما رزقكم الله ، ولا يحض بعضكم بعضاً على إطعام المسكين ، والإحسان إليه و كفالته . وتأكلون الميراث أكلاً كثيراً ، وتلمُّونه لمّــاً شديداً من أي جهة حصل ، من حلال أو حرام . وتحبون المال حباً كثيراً .
حقاً ! إذا حُركت الأرض حركةً قوية،وزلزلت زلزلةً شديدة ، فلم يبق عليها مرتفع كلياً .
وجاء ربك لفصل القضاء بين العباد ، والملائكة صافّون صفاً بعد صف . وجيء يوم القيامة بنار جهنم ، فإذا رآها العبد تذكر ذنوبه ، ولا ينفعه التذكر عند ذلك . يقول هذا الآثم : يا ليتني قدمت الإيمان والعمل الصالح (طاعة ربي) لهذه الحياة الباقية . فيوم القيامة لا يُعذِّب مثل عذاب الله أحدٌ لمن عصاه ، وليس أحدٌ أشد قبضاً ووثقاً مثل إيثاق الله ، لمن كفر به وأعرض عنه .
ويقال للنفس المطمئنة بالإيمان : يا أيتها النفس المؤمنة الآمنة اليوم من العذاب ، المطمئنة بالإيمان بالله وذكره ومحبته ، ارجعي إلى ربك وثوابه ، وما أعد لعباده في جنته ، راضيةً في نفسها بما أعده الله لها ، قد رضيت عن الله ورضي الله عنها وأرضاها ، فادخلي في جملة عبادي المؤمنين المتقين ، وادخلي جنتي دار النعيم المقيم ، أُحِلّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا .
بعض الدروس من الآيات :
1- إن النعم كالغِنى والصحة والأولاد وغيرها ، هي ابتلاء واختبار . فهل نحن شاكرين لله على ذلك ، فنضع هذه النعم في طاعة الله ؟ أم أننا غير شاكرين ؟
واعلم أن الله قد يُعط العبد من الدنيا ، مع أن العبد عاص لله ، مقيم على معصيته ، فذلك استدراج ، كما قال  في حديث عقبة بن عامر  : ( إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ يُعْطِي الْعَبْدَ مِنْ الدُّنْيَا عَلَى مَعَاصِيهِ مَا يُحِبُّ فَإِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاجٌ ) رواه أحمد والبيهقي في الشعب (صحيح) .
وإن المصائب كالفقر والأمراض ، هي ابتلاء للعبد ، هل يصبر أم لا .
لكن ! ليحذر العبد أن يقول : إنما أنعم عليّ ربي لمنزلتي عنده ومكانتي ، أو ضيّق علي لهواني . فإن الله يُعطي الدنيا من يُحب ومن لا يُحب ، ولا يُعط الدين إلا من يُحب . فافهم هذا رحمك الله .
2- أخي المسلم ، هل لك عناية بالأيتام كما يلي :
أ‌- حض الناس على إكرام اليتيم ووعظهم في ذلك ، و ترهيبهم من الإساءة إلى اليتيم ، وتذكيرهم بهذه الآية  كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ  وإن الإكرام لليتيم أوسع من مجرد إطعامه وكسوته ، فيكرم في المجلس وفي القول وفي النفقة وفي مقاعد الدراسة ، وفي كل شيء . وما حظي وحظك من إكرام اليتيم ؟ .
ب‌- كفالة اليتيم : فقد قال  في حديث سهل بن سعد  : ( أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى ) رواه البخاري وغيره .
فهل كفلت يتيماً ؟ اذهب إلى جمعيات البر أو غيرها ، واكفل يتيماً . وفـــقك الله ! .
3- اعتن بالمساكين ، وأوسع عليهم بما يلي :
أ‌- حضُّ الناس على إطعام المساكين والإحسان إليهم .
ب‌- أطعم المسكين ، فقد قال  في حديث أبي هريرة  : ( السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ... الحديث ) رواه مسلم .
4- انتبه أن يصل حبُّك للدرهم والدينار والدنيا ، درجة العبودية ؛ فينسى أحدنا ربه ، ولا يهمه إلا المال . وقد قال  في حديث أبي هريرة  : ( تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ تَعِسَ وَانْتَكَسَ وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ .. الحديث ) رواه البخاري .
5- إثبات صفة المجيء لله  على ما يليق بجلاله وعظمته ( يجيء للفصل بين الخلائق يوم القيامة ) وهذا الإثبات بلا تمثيل ولا تعطيل ولا تحريف ولا تشبيه  لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الشورى (11) .
6- قال  في حديث ابن مسعود  : ( يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا ) رواه مسلم .
7- اِرْضِ ربَّك بعبادته وحده لا شريك له ، وطاعته وطاعة رسوله  ، واجتناب معاصيه سبحانه ليرضى عنك  رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً  .
وليكن ذلك من الآن قبل أن تموت ، أسرع ! أسرع ! قبل فوات الأوان ، وقبل الندم ، يقول نادماً  يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي  .























الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com
ابن الفرات
Admin
Admin
ابن الفرات


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 2577
نقاط : 6061
التقيم : 19
تاريخ الميلاد : 06/04/1984
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 40

 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم    تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يوليو 12, 2012 3:44 am

تفسير سورة الفلق
بسم الله الرحمن الرحيم

¬ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) 
التفسير :
قل -أيها الرسول- أعوذ وأعتصم وألتجئ و أستجير وأتحصن برب الصبح ، الذي فَلَقَه من الليل  فَالِقُ الإصْبَاحِ  وهو الله  ، من شر جميع المخلوقات من حيوانٍ وجمادٍ وغيرها . ومن شر الليل إذا أظلم ، وشرّ ما فيه . ومن شرّ السّواحر اللاّتي ينفثن في العقد ؛ لعطف الزوج على زوجته أو صرفه عنها وغير ذلك من الشرور . ومن شرّ حاسدٍ إذا أظهر حسَدَه ؛ لزوال النعمة وذهابها .
بعض الدروس من الآيات :
1- أخي المسلم : تعوّذ بهذه السورة وسورة الناس و قل هو الله أحد . وفي حديث عقبة بن عامر  أن النبي  قال : ( يا عقبة  قل هو الله أحد  و  قل أعوذ برب الفلق  و  قل أعوذ برب الناس  ما تعوذ بمثلهن أحد ) رواه النسائي ( صحيح).
2- اقرأ بهما (المعوَّذتان)كلما نمت وكلما قمت واسأل بهما ؛ لحديث عقبة  أن النبي  قال : ( يا عقبة ألا أعلمك خير سورتين قرئتا  قل أعوذ برب الفلق  و  قل أعوذ برب الناس  يا عقبة اقرأ بهما كلما نمت وقمت ما سأل سائل ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما ) رواه أحمد والنسائي (حسن) .
3- قراءتهما عند النوم مع قل هو الله أحد (وقد مرّ ذلك ) .
4- اقرأ بهما ( الفلق والناس) بعد الصلوات المفروضة مرة واحدة ، وبعد الفجر والمغرب ثلاث مرات .
5- للمسحور : تؤخذ سبع ورقات من سدر ، وتُدقُّ بين حجرين في ماء يكفي للاغتسال ، ثم يُقرأ على الماء (قل هو الله احد) و(الفلق) و ( الناس ) و ( آية الكرسي) ويُنفث عليه ، ويَشربُ منه المريض ثلاث حَسَوات ، ويغتسل بالباقي ، فإنه جيدٌ لذلك . وكذلك يُرقى بها من أصابه العين (الحسد). والله أعلم .





















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com
ابن الفرات
Admin
Admin
ابن الفرات


الساعة :
دعاء
ذكر
عدد المساهمات : 2577
نقاط : 6061
التقيم : 19
تاريخ الميلاد : 06/04/1984
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 40

 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم    تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يوليو 12, 2012 3:44 am

تفسير سورة الفيل
بسم الله الرحمن الرحيم
 أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)
التفسير :
ألم ينتهِ إلى علمك ما فعله ربك بأصحاب الفيل من العذاب ؟ لقد دمرهم وأهلكهم . فقد جعل كيدهم في خسارة وهلاك . وأرسل عليهم طيراً في جماعاتٍ متتابعة ، ترميهم تلك الطيور بحجارة من طين مطبوخ حتى تحجّر . فجعلهم الله كورق الزرع وورق البقل اليابس المفتت إذا أكلته البهائم ثم راثته وداسته .
بعض الدروس من الآيات :
1- أيها الإنسان ، إن من يَكِدْ لبيت الله (الكعبة) فإنه هالك لامحالة وسوف ينتقم الله منه ، بل إن مكة حرّمها الله  فهي حرمٌ آمن ، ولذا من دخل مكة فليعلم أنه في بلد الله الحرام ، فليحترم هذا البلد ، فلا يعتد على الناس ولا على الحيوان ولا على الشجر ولا على الحشائش ، ولْيعلم أنه إن كاد لمكة وأهلها فإن كيده عائدٌ عليه بالخسارة والهلاك . فليتق الله  . وقد قال  يوم فتح مكة : ( إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْفِيلَ وَسَلَّطَ عَلَيْهِا رَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ .... الحديث) رواه الشيخان .
وعنه  : ( وَإِنَّمَا أَذِنَ لِي فِيهَا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ثُمَّ عَادَتْ حُرْمَتُهَا الْيَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالْأَمْسِ وَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ) رواه الشيخان .





















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2et2.yoo7.com
 
تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
»  من دلائل النبوة شفاء المرضى 06/05/2012 أجرى الله ـ تبارك وت
» هناك تفسير جميل جدا ومقنع يرجع أصله لأحد أقدم الحضارات في الصين 1. الاصبع الاول الإبهام: يمثل والد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى دير الزور :: المنتدى الديني derezzor :: منتدى الشيخ محمد شامي شيبة :: منتدى كتب الشيخ محمد شامي شيبة-
انتقل الى:  

 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Button1-bm

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر المنتدى ~

مواضيع مماثلة
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى دير الزور على موقع حفض الصفحات
اخر مواضيع المنتدى
<div style="background-color: none transparent;"><a href="http://www.rsspump.com/?web_widget/rss_ticker/news_widget" title="News Widget">News Widget</a></div>
أفضل 10 فاتحي مواضيع
ابن الفرات
 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Vote_rcap1 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Voting_bar تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Vote_lcap 
حمدان
 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Vote_rcap1 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Voting_bar تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Vote_lcap 
مهند الاحمد
 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Vote_rcap1 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Voting_bar تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Vote_lcap 
ديري نشمي
 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Vote_rcap1 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Voting_bar تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Vote_lcap 
الاسمر
 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Vote_rcap1 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Voting_bar تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Vote_lcap 
ريم الساهر
 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Vote_rcap1 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Voting_bar تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Vote_lcap 
نبض الأمل
 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Vote_rcap1 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Voting_bar تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Vote_lcap 
الدير نت
 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Vote_rcap1 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Voting_bar تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Vote_lcap 
ديرية حرة
 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Vote_rcap1 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Voting_bar تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Vote_lcap 
العاشق لاحباب
 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Vote_rcap1 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Voting_bar تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Vote_lcap 
المواضيع الأخيرة
» دورة مهارات تقييم الاداء الوظيفي للمديرين والمشرفين
 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين فبراير 03, 2020 12:32 pm من طرف Manal

» دورة التحليل الفنى لتداولات الأسهم
 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالأربعاء يناير 22, 2020 11:48 am من طرف Manal

» التحليل. الاحصائى .للبوصات
 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء يناير 21, 2020 11:53 am من طرف Manal

» دورة اساسيات الرقابة الصحية على الاغذية
 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين يناير 20, 2020 9:28 am من طرف Manal

» تطبيق نظام haccp في إعداد وتصنيع وتداول الغذاء
 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد يناير 19, 2020 9:24 am من طرف Manal

» دورة ادارة مخاطر التأمين الصحي
 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يناير 16, 2020 10:22 am من طرف Manal

» #دورة_ إدارة_الجودة_الشاملة_في_مجال_المشتريات_والمخازن
 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالأربعاء يناير 15, 2020 8:39 am من طرف Manal

» التحليل .المالِى. spss
 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء يناير 14, 2020 9:42 am من طرف Manal

» دورة. التحليل .المالِى
 تفسير جزء الذاريات - جزء المجادلة - جزء تبارك - جزء عم - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد يناير 12, 2020 9:11 am من طرف Manal