ابن الفرات Admin
الساعة : عدد المساهمات : 2577 نقاط : 6061 التقيم : 19 تاريخ الميلاد : 06/04/1984 تاريخ التسجيل : 03/04/2012 العمر : 40
| | بعد عام ..تأملات ثورية (5) مواقف سلبية ..كشفتها الثورة السورية on 21 أبريل, 2012 5:11 ص in مقالات / | |
بعد عام ..تأملات ثورية (5) مواقف سلبية ..كشفتها الثورة السوريةon 21 أبريل, 2012 5:11 ص in مقالات / لا يوجد أي تعليق بعد عام ..تأملات ثورية (سلسلة)(5)مواقف سلبية ..كشفتها الثورة السورية ***موقف المشايخ وعلماء الدين: لقد كان عموما موقف معظم علماء الدين غير مشرف وخاصة في المدن الكبرى حلب ودمشق حيث شكل أغلبيتهم فئة صامتة ،وهناك فئة ثانية لها موقف متبلور ولكنه خجول ومتأخر جدا عن حراك الشارع ،وأما الفئة الثالثة فهي قليلةولكنها سباقة جهرت بالحق مبكرا وكان لها أثرا كبيرا في تحريك الشارع ولكنها تتعرض اليوم لضغوط هائلة فتراجع دورها ونسأل الله أن يربط على قلوبها ليعود دورها فعالا كما كان وينبغي أن يكون . واما الجماعة الصوفية والتي تنشط في حلب كثيرا لعلها –الآن- بعد آلاف المذابح ترقى الى درجة الفئة الصامتة ،فقد كان دورها سلبيا جدا في بداية الثورة حيث صورتها فتنة كبرى القاعد فيها خيرا من القائم والقائم فيها خيرا من الماشي ..وكذلك هي فتنة الخروج على ولي الأمر (كأنه احد الخلفاء الراشدين وليس بلص اغتصب الحكم واستباح الأموال والدم والأعراض والمساجد ونادى أتباعه بتأليهه فألفوا له قرآنا,وأجبرو الكثيرين على السجود له في القرن الواحد والعشرين)ًوتغافلت عن كل نص في القرآن أو في السنة يحث على نصرة المظلوم والأخذ على يد الظالم ولوقتل في سبيل هذا كان سيد الشهداء . قد تلاقت مصالحهم مع مصالح من يلتف حولهم من التجار،هؤلاءيرومون مكاسب معنوية تتجلى بطقوس التبريك والتقديس وتقبيل الأيدي وتصدر المجالس والحفلات ومكاسب مادية تبدأ بالولائم و…لتنتهي بالهبات والعطايا الضخمة ورحلات الحج والعمرة المكوكية ،وأؤلئك التجار يستمدون منهم الوجاهة والشرعية لصفقاتهم وعلاقاتهم مهما بلغت الشبهات حولها وكلاهما معاً كبَرُ َدورهم في اعاقة انطلاق الثورة. وبعد مئات المجازر لم تعد حججهم مقنعة لأصحاب الضمائر الحية فتهاوى رصيدهم من الاحترام وأصبحوا يشعرون أن العزٌ الذي كان ينعمون به تحت ظل العمائم واللحى لن يدوم طويلا وستصبح بعد الثورة عالة عليهم لأن كثيراً من أتباعهم أيقنوا أن تحت كل عمامةٍ شيطان أخرس, وأن عليهم إشعال ثورة اُخرى لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي لحقت بالدين وأهله . *** موقف الطائف المسيحية : لقد كان موقف الاخوة المسيحين سلبياً من الثورة بشكلٍ عام – ولا أعمم – وهذا يدفعنا لتفسير موقفهم باتجاهين : الأول: انهم مرفهون ومُنَعَمُون ومرتاحون في ظل حكم الأسدين _وهذا غير حقيقي_ بينما تعاني الاكثرية من استشراء الفساد والظلم والقهر والتميز حتى بات قسمٌ كبيرٌ من أبنائها تحت خط الفقر بينما استأثرت الفئة الحاكمة (الأقلية) بتسعين بالمئة تقريباً من خيرات البلاد وبنت دولة أمنية طائفية ترسي دعا ئم حكمها بالحديد والنار حتى صار عدد مواطنيها خارج البلاد كعددهم داخلها ,وتجاوز عدد من قضوا في مجازرها وسجونها عشرات الآلاف . ولما حاول بعضهم المطالبة ببعض الحقوق أسوة بمن حولهم في ربيع التغير العربي ،جابهوهم بالوانٍ من الوحشيةالتي تجلت بعشرات المجازر والإغتصابات والتفنن في بث الرعب من ذبحٍ وحرقٍ للأحياء, وقصفٍ للمدن على رؤوس ساكنيها, وتعذيبٍ وحشيٍ ممنهجٍ في السجون لم تعرفه البشرية في أشد حقباتها انحطاطاً. فإن كانوا راضين عما يعاني إخوتهم -حفاظاً على مكاسب وامتيازاتٍ حازوا عليها - فذاك يدل على أنانيةٍ مفرطة وخدرٍ في الضمير ينافي الأعراف العامة للعيش الإنساني المشترك . الثاني: انهم يدركوا الأمور على حقيقتها ويعانون كما نعاني من نقصٍ في الحقوق وغيابٍ للحريات وتشرد كثير منهم بعيداً عن الوطن بحثاً عن لقمة العيش وحياةٍ كريمةٍ , ولكنهم رأوا ثمن التغير باهظاً مع وجودمن يبث فيهم الخوف من المستقبل إن عادت الأكثرية لحكم البلاد –كما هو متعارف عليه في كل أصقاع الدنيا – ,فهل سلخوا من ذاكرتهم مئات السنين من الإنصاف والتعايش الرائع و الذي خطه في بلاد الشام الخليفة عمر بن الخطاب (ر) يوم دخل بيت المقدس ورفض ان يصلي في كنيسة القيامة مخافة ان يحولها المسلمون بعده الى مسجد ،فعاشوا على دينهم مئات السنين لم تمس كنائسهم ،في حين هُدمت مئات المساجد خلال أربعين عاماً فقط من حكم الأقلية التي لم يسلم من شرها أي طائفةٍ في سوريا وامتدت مذابحها وتصفياتها الى معارضيها من ابناء الطائفة نفسها . نحن نلتمس لهم الأعذار ونتفهم إحجامهم, وكذلك نقدر ونُثِمن أي خطوة باتجاه دعم الثورة،وقدكانوا من قبل دائماً يحظون باحترامنا –وسيبقون إن شاء الله دائماً كذلك- منفتحين راقين يقدسون الديمقراطية وقيم الحرية وحقوق الإنسان وأن يبحثوا لهم عن موطئ قدم لائق في سوريا القادمة .
د/ميمونة جنيدات | |
|