هل نحن بحاجة إلى كل هذه الدماء حتى يتغير رأي الناس تجاه الثورة السورية ؟؟؟ on 24 أبريل, 2012 5:10 م

هل نحن بحاجة إلى كل هذه الدماء حتى يتغير رأي الناس تجاه الثورة السورية ؟؟؟

on 24 أبريل, 2012 5:10 م in مقالات / لا يوجد أي تعليق

هل نحن بحاجة إلى كل هذه الدماء حتى يتغير رأي الناس تجاه الثورة السورية ؟؟؟ on 24 أبريل, 2012 5:10 م %D8%AF%D9%851-554x308

الحقيقة المرة ، القاسية ، المؤلمة للنفس البشرية ، حينما تكتشف بعد بحث طويل في التاريخ البشري ، وتنقيب في سيرة عظماء البشرية ، وبعد تأمل في الوقائع الماضية ، والأحداث الجارية في حياة هذه البشرية ، أن الصنعة الإلهية لهذا الكيان البشري – بما يحتوية من عقل مفكر ونفس جياشة ومشاعر وعواطف وأحاسيس متباينة مختلفة – مدهشة وغريبة ، ومعقدة غاية التعقيد بحيث أن العقل البشري ، يقف عاجزا مقهورا منكسرا ، عن تحليل بعض الأمور ، وتفسير بعض القضايا .
ومن هذه القضايا الشائكة المدهشة هو: استمرار نزيف الدم في سورية ، وما يترتب عليه من تغير في المواقف البشرية يوميا لصالح الثورة.
بعد هذه المقدمة البسيطة نعود ونطرح هذا السؤال الكبير : هل نحن بحاجة إلى كل هذه الدماء ليتغير العقل البشري ؟؟؟
إن الله تعالى خلق الإنسان بحكمة بالغة لا نظير لها على الإطلاق ، ووضع له قانونا متفردا لا شبيه له ، ولا ند له ، هذا القانون هو: أنه ترك الإنسان يختار ما يشاء من ما يشاء ، من بعد أن أرسل له الرسل وأنزل له الكتب ، ودعاه إلى الخير وحذره من الشر ، فلم يجبره على سلوك أي طريق محدد بل قال له : ( إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ) ( وهديناه النجدين ) .
وعليه نجد أن المخلوقات البشرية لها طبائع وأنواعا شتى ، تتدرج من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين ، ولذلك شبهها الرسول صلى الله عليه وسلم بالمعادن لتفاوتها بالقيمة والفائدة .
فقد تجد إنسانا ما يتأثر بكلمة ، وآخر بمقالة ، وثالث بمشهد في صورة أو فيلم ، ورابع بمشهد على الأرض ، وخامس لا يتأثر إطلاقا كما قال تعالى : ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة).
وقد تجد صنفا من الناس قد يتأثر من أول مرة ، وصنفا ثانيا يحتاج إلى عدة مرات من التنبيه والتذكير حتى يتأثر ويقتنع ، وصنفا ثالثا يحتاج إلى مرات ومرات كي يتحرك ضميره ، ويصحو من نومه ، وصنفا رابعا … وخامسا …وهكذا.
وهذا الذي حصل في سورية في بداية الثورة ولا يزال يحصل .
أولو العزم والقوة التحقوا بالثورة من أيامها الأولى ، ثم أقبل الأضعف ، ثم الأضعف ، ولا يزال حتى اليوم يزداد عدد الملتحقين بالثورة سواء كانوا من المدنيين أو العسكريين .
ونفس الشئ حصل ولا يزال يحصل في الشعوب العربية وسواها . ثلة قليلة من غير السوريين أيدوا الثورة في بدايتها ، ثم حينما سالت الدماء أكثر وأكثر ، أخذوا يزدادون في التعاطف والتأييد والدعم.
إذن غزارة الدماء وزيادة جريانها على تراب سورية ، غير في أفكارهم ، وفي عقولهم ، وفي مشاعرهم ، وفي قلوبهم ، ودفعهم إلى تأييد الثورة .
إذن ليس عن عبث أن تجري الدماء أنهارا وبحارا على أرض الشام ، لتمتزج بدماء الصحابة الأطهار ، لتشكل مشعل هداية للحيارى والتائهين والضائعين .
وهنا يأتي السؤال الثاني والأكثر خطورة وأهمية : ما هو مقدار الدم المطلوب سفكه ، حتى تتغير عقول وقلوب معظم الناس في سورية وخارجها ، لصالح الثورة ، ومن ثم يتحقق النصر ؟؟؟؟
في الحقيقة من خلال معرفتنا بالقانون الإلهي الذي يقول : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ، ومن خلال علم الله القديم بطبائع عباده ، أن ثمة أناس يحتاجون إلى مزيد من المؤثرات ، حتى يتأثروا ويقبلوا على تأييد الثورة ،
ومن خلال رحمة الله تعالى بعباده ، وحبه لهم ، وحرصه ورغبته في هدايتهم ، وإدخالهم جنته – التي هي مطمح وغاية كل إنسان مؤمن – ،
ومن خلال مباركته تعالى للشام وتفضيله لها على سائر البلدان ، ورغبته في تطهيرها من الرجس والدنس حسب هذا الحديث عن أبي أمامة قال : لاتقومالساعةحتىيتحولخيارأهلالعراقإلىالشامويتحول شرار أهلالشامإلىالعراق .
ومن خلال رؤيتنا أنه لايزال عدد غير قليل من أهل دمشق وحلب ، لم يلتحقوا بعد بالثورة ، ومن خلال حبه تعالى لأهل الشام الذين يقول فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
- أهلالشامسوطالله تعالى فيالأرض، ينتقم بهم ممن يشاء من عباده، و حرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم، و أن يموتوا إلا هما، و غما، و غيظا، و حزنا
وقول الله تعالى ( ويتخذ منكم شهداء ) .
ومن خلال رغبته تعالى في تنقية صفوف المؤمنين من الخبثاء والفاسدين والدجالين والمنافقين ، وتسليط الضوء عليهم لسحقهم ومحقهم وتصفيتهم ( ليميز الله الخبيث من الطيب ، ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا ، فيجعله في جهنم ، أؤلئك هم الخاسرون ).
وحتى تمتلئ نفوس المؤمنين غيظا وحنقا ، وغضبا على المجرمين ، فلا يستهينوا ، ولا يترددوا لحظة واحدة من الإنتقام منهم ، وإبادتهم جميعا بعد الإنتصار ، ويشفوا صدورهم ، بالتخلص منهم جميعا فلا يدعوا واحدا منهم في أرض الشام .
لهذا كله يبدو أنه لا بد من مزيد من الدماء كي تتطهر أرض الشام كاملة .
والخاسر الأكبر هو: مجرموا الأسد الهالكون الذاهبون إلى جهنم ، أما الشهداء فهم الفائزون بجنات عدن ، وأما الأحرار فهم المنتصرون ، والسعداء بحياة الحرية والعزة والكرامة .

» ليت الثورة السورية… راقصة !!! on 21 أبريل, 2012 5:06 ص in مقالات / لا يوجد أي تعليق !!!!ليت الث
» الثورة السورية.. ثورة على مصادر الشرعية / أكرم البني on 20 أبريل, 2012 3:02 م in مقالات / لا يوجد أي
» ماذا بعد الصلف الإيراني تجاه الإمارات العربية ؟!! د.موفق السباعي on 20 أبريل, 2012 9:56 م in مقالات

هل نحن بحاجة إلى كل هذه الدماء حتى يتغير رأي الناس تجاه الثورة السورية ؟؟؟ on 24 أبريل, 2012 5:10 م

هل نحن بحاجة إلى كل هذه الدماء حتى يتغير رأي الناس تجاه الثورة السورية ؟؟؟ on 24 أبريل, 2012 5:10 م :: تعاليق

هل نحن بحاجة إلى كل هذه الدماء حتى يتغير رأي الناس تجاه الثورة السورية ؟؟؟ on 24 أبريل, 2012 5:10 م

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة