ابن الفرات Admin
الساعة : عدد المساهمات : 2577 نقاط : 6061 التقيم : 19 تاريخ الميلاد : 06/04/1984 تاريخ التسجيل : 03/04/2012 العمر : 40
| | 5 دقائق المصدر: د. أحمد بن عبدالعزيز الحداد ا | |
5 دقائق المصدر:
- د. أحمد بن عبدالعزيز الحداد
التاريخ: 27 أبريل 2012
اللغة العربية الفضلى والفصحى جديرة بالاهتمام والرعاية من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد - حفظه الله - على كثرة مشاغله وهمومه وأولوياته، لأنه ابنها البار، وعاشقها المتيم، وخبيرها المتقن، الذي يصوغ من ألفاظها أعذب الكلمات، ودرر المعاني الراقيات، نظماً ونثراً، أليس هو القائل في جديد نظمه: ولي مع الشعر راياتٌ رفعتُ بها ما طاول النجم من منظومه الألق لا جرم أنه كذلك شاعر بالفصحى كشاعريته النبطية، وناثر حكيم، وكاتب رفيع، بلْهَ عن كونه قائداً عظيماً، فما الذي يحدو به ليشارك المتخصصين في لغة القرآن، وعز بني الإنسان؟ إنه الوفاء لهذه اللغة التي هي أصل حضارتنا، ومصدر سعادتنا، ومضمار تفاخرنا، وتراث آبائنا وأجدادنا، ولغة كتاب ربنا، ولسان سيدنا، محمد صلى الله عليه وسلم، بل قيل إنها لغة أهل الجَنة في الجنة، فهي جديرة بأن يهتم لها وبها أولو الحجا من أبنائها، وأبناء شبيهاتها من اللغات واللهجات، فهي مع عزتها وفضلها وبلاغتها وعذوبتها ويسرها وسعتها ودقتها تتعرض لنسيان مقيت، وإعراض جافٍ من القريب والبعيد، لا لشيء إلا لأنها جميلة مليحة، ولكن الأذواق تغيرت، والاتجاهات تحولت، وكأننا في زمن الغربة وبلد النوى، وكأن المتنبي بين ظهرانينا ينادي: ولكن الفتى العربي فيها غريبُ الوجه واليد واللسان ونحن من أرومةَ العرب العاربة، وأبناء العرب المستعربة، لساننا مبين، ومنهجنا متين، وشرعنا قويم، فلا يمكن أن تنكر لأصل الأصول، ولسان الفحول. ذلك هو ما يحمل الرجال الأوفياء لهذا اللسان العربي أن يخصوها باهتمامهم وعنايتهم، فيضعون ميثاق اللغة العربية؛ ليكون أصلاً من أصول الحفاظ عليها، فلا ينقضه ولا ينكثه عربي يعيش على ثرى هذا البلد الرافدِ لكل فضيلة وتقدم ورقي للإنسان العربي وغيره، ولا يتنكر له غير العربي، بل يستفيد منه ويكون حافزاً له ليعلم لساننا، ويفهم ديننا وثقافتنا وتراثنا. إن الشعوب العظيمة هي التي تحافظ على أصلها وتراثها ولغتها أياً كانت مكانتها بين اللغات ومدى سعتها في التخاطب، ونحن أحق بذلك وأجدر؛ لأن لغتنا عالمية النزعة، طيبة السمع، سهلة التعلم، فلا ينبغي أن تتأثر بعولمة اللغات الوافدة، أو يستهان بشأنها بين اللغات، ونحن أبناءَها أجدر أن نكون أحرص الناس عليها، تخاطباً وتصديراً، ونُري الناس جمالها البياني، وبلاغتها الفائقة، وإذا لم نقم بذلك فستكون خسارتنا كبيرة أمام الآخرين، إذ يعني ذلك أن ماضينا لم يكن مشرفاً، ومستقبلنا سيكون ضائعاً، وهذه هزيمة لا يقبلها الأسوياء، ولا يرغب فيها البلهاء. إن أول ميثاق يحافظ على هذه اللغة العظيمة العريقة هو الكتاب الذي نزل بلسان عربي مبين، نزل عربياً غير ذي عوج، بشرعٍ سماه الله تعالى:{حُكْمًا عَرَبِيا} ليشع للبشرية بهذا اللسان الفصيح الذي له حلاوة، وعليه طلاوة، فعلينا أن ننشر هذا الكتاب المبين بلسانه، لا بترجمة معانيه، ليتذوقه أهل الذوق الراقي، والهمم العالية، ونجعل له من أوقاتنا ورداً لا نخلفه، ونعلمه أبناءنا ومن حل بين ظَهرانينا، لتنطلق ألسنتهم بألفاظه، ويتذوقوا معانيه، وقد ندب الله تعالى المؤمنين أن يسمعوه من لم يرضَ به رباً، ولا بمحمد نبياً ورسولاً، فقال سبحانه:{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ} إنه يؤثر في الحجارة الصلبة والجبال الراسية، أفلا يؤثر في القلوب الصافية غير القاسية؟! كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي
| |
|