محمد ابن الفرات ديري مشارك
الساعة : عدد المساهمات : 30 نقاط : 90 التقيم : 0 تاريخ الميلاد : 17/10/1991 تاريخ التسجيل : 25/04/2012 العمر : 33
| موضوع: الأغنية في وادي الفرات ودير الزور الشعر في وا الجمعة أبريل 27, 2012 3:50 pm | |
| الأغنية في وادي الفرات ودير الزور الشعر في وادي الفرات وحاضرتها دير الزور شعر مغنى يقرأ عادتاً منغوم بمصاحبة الرباب على الأكثر ومصحوباً بآلات أخرى (( كالطبول – أو التصفيق – بالأيدي ) كل ذلك بأنغام مختلة تختلف باختلاف نوع الشعر إن كثيراً من كتب التراث تبرز لنا تلازم الشعر والغناء عند الشاعر وما ذكره (( جرجي زيدان )) في حديثه عن ( الأعشى ) بقوله [ فقد كان ينظم الشعر ويغنيه ولذلك سمي ( صناجة العرب ) ] وأن(( حسان بن ثابت ) كان يغني شعره أيضاً ومن ذلك قوله : تغن بالشعر إما أنت قائله إن الغناء لهذا الشعر مضمار هذا التلازم يؤكده ( ابن خلدون ) في مقدمته حيث يقول في حديثه عن الأدب (( وكان الغناء في الصدر الأول من الإسلام من أجزاء هذا الفن )) وتعقيد الأدب وأن (( عمر بن الخطاب رضي الله عنه )) كان يقول ( للنابغة الجعيدي )) [ اسمعني شيئاً من غنائك ] ولم يقل من شعرك تدل على ان الشاعر كان يغني شعره أو أن ذلك هو الأعم وأنه بالتالي أمر متعارف عليه وابن الفرات ذلك البدوي المتحضر يعرف نوع الشعر بمجرد أن تقرأه عليه قراءة عادية بدون إنشاد فيقول (( هذا فراقي وهذا هواوي )) ولا أبالغ أن قلت بأن الشعر الشعبي الغنائي في دير الزور هو أغنى تراث في سورية بل وأرقاها لحناً وطرباً فمنه السريع المطرب ومنه الخفيف المفرح ومنه الثقيل المحزن والأغنية الشعبية تهاجر كما يهاجر المثل الشعبي لحلاوتها وسهولة فهمها ويشيع في الفرات (( غناء النايل – والسويحلي – والهلابا – والميجانا – والعتابا – والميمر – والموليا – واللالا – والعايل )) وكل هذا يغنى على (( المطبك – والدف – والمزمار – والشاخولة - والربابة )) والأغنية الفراتية متنفس مجتمعها وهي جزء هام من الثقافة الشعبية كونها أصدق تعبير عن هذه الثقافة وتستوعب كثيراً من مجالات التعبير والتنويع ووحدة الموضوع وهو الغزل المعبر عن الحب الإنساني ومما زاد في حب الناس لها أداؤها من قبل أصحاب الأصوات الرخيمة والعذبة الأمر الذي ساعد على دخولها القلب مباشرة وحفظها بسرعة لم تكن هذه الأغاني مجرد أعمال فنية وإنما هي لوحات تصور مختلف أوجه حياة الشعب لأنها حوت تاريخه وأرشيفه فهي تفصح عن طريقة معيشته وتفكيره إنها لغة عواطفه ومشاعره لقد خلد الشعب حياته في أغانيه في شتى أصقاع الدنيا ولهذا فإن الأغاني لشعبية منذ قرون مجال دراسات متعددة لعلماء الاجتماع وعلماء اللغات والأجناس والنفس والفلاسفة ودارسي الموسيقا وفنون الآدب المختلفة فلا شعب بدون غناء سواء أكان بدائياً أم متحضراً وقد قال حكيم الصين (( كونفو شيوس )) منذ آلاف السنين (( للأغاني تأثير في النفس قد يكون أبلغ من تأثير الشرائع )) وقال الكاتب (( سلامة موسى )) ((إن إصلاح النفس يتوقف على إصلاح الألحان والأغاني )) تعبيراً عن الأغنية الشعبية في حياة الشعب وإنها وسيلة تهذيبية كما أنها قيمة اججتماعية وتاريخية ورابطة قومية تربط الإنسان بوطنه وأمته وبالرغم من قدم الأغنية الفراتية فإنها لم تدون بل تناقلها الناس شفاها ولم يعتن بها أحد من أبناء المحافظة لذلك ضاع جانب كبير منها وما زال الضياع يتهددها ما نعرفه أكثر من مائة نوع من الأغاني الشعبية لكن الذي نحفظه قليل وأوزان هذه الأغاني خفيفة موجزة قالبها (( الدويت أو الرباعيات )) ومثل على الدويت : والله لبيع الدوحي وماعندي غير الدوحي حبك أغلى من روحي صدقني ما أقدر أنساك ********************** • - الدوحي : هي نوع من الحلي الثمينة أوزانها : 1- وأكثر الأغاني الشعبية من ((بحر الهزج )) لذلك نرى عدم التكلف في صياغة الكلام : ووزنها : [ مفاعيلن مفاعيل ] 2--كما صيغ بعضها من البحر الوافر : ووزنها [ مفاعلتن مفاعلتن فعولن ] 3- البحر البسيط : ووزنها : [ مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن ] 4- البحر الخفيف : ووزنها : [ فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن ] وتغنى هذه الأغاني في الدبكة وفي الليالي القمرة وأثناء العمل باستثناء العتابا التي يغنيها الرجال على الربابة وأهم الغناء في منطقة الفرات هو العتابا والعتابا على نوعين أنواع العتابا : الأول ( الفراقي ) والثاني ( الهواوي ) : وهي من بحر الوافر في معظمها وقد صنفه ديوان العتابا قائلاً: للعتابا السائدة اليوم صنفان 1- صنف الغزل والتشبيب بالنساء على اختلاف الأوصاف والمشاهد الجسدية منها والروحية ويطلق على هذا الصنف في اللغة ( الهواوية ) والمصطلح المتفق عليه في هذا الباب كلمة ( عليهن ) فإذا قال السامعون: أسمعنا ( عليهن ) فإنه يفهم أنهم يطلبون اليه صنف الغزل 2- صنف ( الفراقيات ) وهذه تشمل كل باب من الأبواب ماعدا الغزل وقد عيروا عنها أيضاً بكلمة ( عليهم ) الشاعر الفراتي خالد عبد الجبار الفرج | |
|